أنا أتفق أن البرلمان لا يعبر عن الثورة والسبب هو أنه لم يتح لقوى الثورة الحقيقية الوقت الكافي أن تسد الفراغ الذي تركه الحزب الوطني , فقوى الثورة كانت محتاجة الى فترة انتقالية أطول قد تمتد الى سنتين لكي تنظم نفسها وتعبر عن برنامجها في بناء الدولة المدنية وتواصلها مع أفراد الشعب , لذا اعتقد أن العملية السياسية قد تم سلقها سريعا بتعديلات دستورية محدودة وباجراء انتخابات برلمانية كانت تصب في صالح القوى الجاهزة وذات الخبرة في الانتخابات والتواصل الاجتماعي والتي تستطيع مخاطبة معظم البسطاء من الشعب والذي يستميلهم الخطاب الديني بسبب محدودية ثقافتهم , وهنا اتفق مع من يرى أن العلمانيين والليبراليين هم بعيدين عن الشارع لأن الفكر العلماني والليبرالي هو نخبوي بطبيعته , فلا يمكن اقناع الشارع بسهولة لمحدودية ثقافة الشارع بالفكر العلماني والليبرالي ولأن هذا الفكر _ من ناحية أخرى _ كان محارب من الجماعات الدينية بالتحالف مع النظام السابق . ولا ننسى محاربة كل من انتقد الفكر الديني من قبل الجماعات الدينية بالتواطؤ من اجهزة الأمن , لذلك لا بد من ثورة تنويرية في المجتمع ركيزتها الاساسية نقد الفكر الديني , ومن ثم يمكن التحدث عن أرضية للعلمانية والليبرالية , وبدون الثورة التنويرية لا يمكن التحدث عن أي تأثير حقيقي للفكر الليبرالي والعلماني وسيظل نخبوي بين الفئات المثقفة

آسف على تأخري في متابعة الردود .
فقط أريد أن أشير إلى نقطة أراها جوهرية .
كان عمر بن الخطاب يخشى ألا يوفق في السؤال و ليس في الإجابة ، هو بالقطع يقصد سؤال الله عن حاجته ،و لكن فولتير كان يستخدم تعبير مشابه يقصد به شيئا مختلفا ، فكان يقول "يمكنك الحكم على الإنسان من الأسئلة التي يطرحها بأفضل من حكمك عليه من إجاباته " . هذه النقطة جوهرية للغاية ، أنظر إليها بشكل أكبر كثيرآ لأني أرى أن الحضارة نفسها هي السؤال ، أي القضايا التي يطرحها العقل .
لماذا أتفلسف ولا أقول ما أريد مباشرة ؟. لأني قلته كثيرا جدا بلا أي استجابة تقريبا !. في الشأن المصري و أخشى في العربي كله ، نحن لا نسأل السؤال المناسب ،و بالتالي فأفضل إجاباتنا ستكون عن سؤال بلا ضرورة أي نجتهد عبثا . هذا الخطأ ليس نتيجة أننا نفتقد العقل و الحكمة ،و لكن لأن الإعلام المصري تحديدا هو الذي يفتقدهما و بالتالي يقود متابعيه من المصريين و العرب إلى الوقوع في هذا العبث .
نحن نجيب عن أسئلة غير صحيحة ،و نترك الأسئلة الملحة بلا تحديد و بالتلي لا يجتهد فيها أحد ،و إذا حدث و طرح احدنا السؤال الحصيف و حاول الإجابة عليه ، فسوف يظن المجموع أنه أخطأ الإجابة أو على أحسن الفروض أنه يتهرب منها لأنه زحفطون أو فلول أو كلاهما و فقآ لعقلية مشوشة صارت شائعة للغاية .
في الشأن المصري يجتهد الجميع تقريبا في شرح و تحليل الصراع بين الشباب الثوري البطل ضد المجلس العسكري الشرير ، و متعلقات هذا الصراع من قضايا مصيرية مثل هل تمتلك المناضلة " أسماء محفوظ " سيارة خاصة و من أي نوع ؟، أو هل " ممدوح حمزة " ثورجي عتويل أم نص لبة ،و هل المشير طنطاوي كان ابن سائق المشير الاخر عبد الحكيم عامر أم ابن باشوات كبار مثل السيد طارح السؤال نفسه . و هكذا تطرح الموضوعات و يتجادل فيها الزملاء بحماس يدعو إلى التعجب الحقيقي . هذا ما أسميه السؤال الخاطئ الذي يدمر أمثاله الحضارات أو يصنع نوعا رديئا منها .
السؤال لا الإجابة هو المشكلة و هو الحل .
أن نطرح الأسئلة الحقيقية الجوهرية . السؤال الحقيقي الذي حاولت أن ألفت الإنتباه اليه منذ شهر مارس الماضي – وبلا جدوى - هو الإستعداد للإنتخايات المصيرية القادمة التي ستحدد مستقبل مصر ل50أو 100 سنة قادمة ، مذكرا دائما بقول " فاليرشتاين " أنه في فترات التحول فالمداخلات البسيطة تكون لها نتائج عظمى ،و لكن لأن الإعلام المصري لا يهتم بمثل تلك القضايا المصيرية ( التافهة ) فلم يعهتم بها أحد من زملائنا العرب ولا المصريين في معظمهم لأنهم جميعا لا يخرجون عن المقرر الرسمي للإعلام المصري ، فمنه ستكون إمتحانات نهاية العام !.
لأن ما حدث -الذي أكد كل توقعاتي حرفيا- أصبح من الماضي ، فالسؤال الذي أراه ملحا في الشاأن المصري الآن هو ما طرحته في نهاية المداخلة السابقة ،و الذي هو أيضا موضوع هذا الشريط و هو سؤال يبدوا محسوما في صياغته ،و لكن في مصر الان حالة سيولة قصوى ، فالمنطقي لا يعني أن يكون منطقيا و المحيوم بالقطع لن يحسمه العقل السائد .. السؤال هو : " هل الشرعية للنخبة الليبرالية ( الشوارعية ) أو للمجلس التشريعي المنتخب . هل الشعب هو مصدر السلطات أم هو تحت الوصاية لأنه جاهل و متخلف ؟.ووصاية من ؟. و لم ؟." . أما المجلس العسكري فهو في سبيله الان للخروج من المشهد السياسي كلية ، مسلما الساحة لصراع – أراه عبثي و منزلق خطير - بين السلطة الإسلامية المنتخبة باأغلبية هائلة ،و بين النخب الليبرالية ( فقط للتمييز فليست ليبرالية قطعا ) التي لفظها الشعب فلجأت لسلاح خطير هو التمترس في الشارع ، بينما مصالح مصر العليا ( الأمن – الإقتصاد ) لا تعنيها في شيء .
أتمنى أن تكون هناك إجابات محددة على هذا السؤال ، اما من يريد أن يسمع كراس المحفوظات عن الثوار الأبرار و المجلس العسكري الحمار ، أو قاموس الشتائم الثورية لنوارة نجم فله ذلك بالقطع ، فقط أستأذن في عدم التعليق على تلك القضايا المصيرية لأني لا اراها كذلك .

(01-28-2012, 04:07 AM)بهجت كتب:  .. السؤال هو : " هل الشرعية للنخبة الليبرالية ( الشوارعية ) أو للمجلس التشريعي المنتخب . هل الشعب هو مصدر السلطات أم هو تحت الوصاية لأنه جاهل و متخلف ؟.ووصاية من ؟. و لم ؟." . أما المجلس العسكري فهو في سبيله الان للخروج من المشهد السياسي كلية ، مسلما الساحة لصراع – أراه عبثي و منزلق خطير - بين السلطة الإسلامية المنتخبة باأغلبية هائلة ،و بين النخب الليبرالية ( فقط للتمييز فليست ليبرالية قطعا ) التي لفظها الشعب فلجأت لسلاح خطير هو التمترس في الشارع ، بينما مصالح مصر العليا ( الأمن – الإقتصاد ) لا تعنيها في شيء .

السؤال هو :
من الذى أنتخب تلك النخبة لكى تصبح " نخبة" ؟ فالنخبة بالأنتخاب وليس بفرض نفسها على أنها " نخبة " .

يعنى كما قال الزميل جعفر على فالدكتور " رفيق حبيب " لم يترك لنا شيئا نقوله , هو جاوب على هذا السؤال المهم فى معرض مقاله , لكن المثير للدهشة هو تنظيم المسيرات للهجوم على الأخوان المسلمين والهتاف ضدهم , يعنى كما يقول المثل " كثرة الحزن تعلم البكاء " ومن كثرة ما واجهته القوات المسلحة من أنتقادات فأنا قد أتفهم هجومهم عليها ومطالبتهم بتسليم السلطة الى سلطة مدنية رغم معارضتى لذلك حاليا , لكن الغير مفهوم والمدهش حقا هو الهجوم على الأخوان المسلمين الذين حازوا معظم المقاعد فى البرلمان , وليت الأمر توقف عند البرلمان الا أنهم قد سيطروا على النقابات المهنية أيضا وبأكتساح كنقابة الصيادلة والأطباء والمهندسين ,,, ألخ , وهو مايعنى بالضرورة أن الأخوان قد حازوا ثقة الشعب المصرى بجميع فئاته , فاذا كانت الغالبية العظمى من الشعب جاهلة ومتخلفة فلا يستطيع أحد أتهام الأطباء والصيادلة والمهندسين والمحامين بالجهل والتخلف أيضا !

ماهو مفهوم ومتفق عليه أن الشعب هو مصدر السلطات وهو صاحب الشرعية يمنحها لمن أختاره نائبا عنه , وأن هذا النائب لا يعبر عن مصالحه الشخصية بقدر ما يعبر عن مصالح ناخبه , والهجوم على الأخوان المسلمين هو هجوم على الارادة الشعبية وخروج على الشرعية التى منحها الشعب لهؤلاء الذين يعبرون الأن عن مطالب الشعب ومصالحه , وعندما يرفض مجلس الشعب تسلم السلطة من المجلس العسكرى ويقر بضرورة الالتزام بالجدول الزمنى الموضوع مسبقا لتسليم السلطة كاملة بعد أنتخاب رئيس للجمهورية فهم يعبرون عن الارادة الشعبية , لذلك لا أفهم ولا يفهم أحد ولا يفهم هؤلاء المعتصمون أنفسهم ماذا يريدون تحديدا !

للعلم والأطلاع

http://www.facebook.com/photo.php?fbid=244016219006756&set=a.150587951682917.37989.148012881940424&type=1&theater

(01-28-2012, 08:29 AM)عاشق الكلمه كتب:  فاذا كانت الغالبية العظمى من الشعب جاهلة ومتخلفة فلا يستطيع أحد أتهام الأطباء والصيادلة والمهندسين والمحامين بالجهل والتخلف أيضا !

بل يستطيع فالعبرة ليست بالشهادات حتى نحكم على شخص بالتخلف , لان نظمنا التعليمية تعتمد على الحفظ فقط , انظر لهذا الرجل البسيط يفهم أكثر مما يفهمه الكثير من حملة اعلى الشهادات الاكاديمية

(01-28-2012, 11:10 AM)علي هلال كتب:  

(01-28-2012, 08:29 AM)عاشق الكلمه كتب:  فاذا كانت الغالبية العظمى من الشعب جاهلة ومتخلفة فلا يستطيع أحد أتهام الأطباء والصيادلة والمهندسين والمحامين بالجهل والتخلف أيضا !

بل يستطيع فالعبرة ليست بالشهادات حتى نحكم على شخص بالتخلف , لان نظمنا التعليمية تعتمد على الحفظ فقط , انظر لهذا الرجل البسيط يفهم أكثر مما يفهمه الكثير من حملة اعلى الشهادات الاكاديمية

نعم ... المتعلم غير المثقف
تلك هى المشكلة
على سبيل المثال : الأحزاب الدينية هى أحزاب فاشية بطبيعتها
كيف يقبل مثقف أو ( مفكر ) أن ينضم الى حزب فاشى بل وأن يروج له كما يفعل
د. رفيق حبيب ؟

المشكلة التي أراها هنا ليست أين توجد الشرعية فنحن لن نخترع عالما جديدا
.. الشرعية مستمدة من الشعب وحده ،وهو يعبر عن نفسه في صناديق الإنتخاب الشفافة ، و لدينا بالفعل إنتخابات سليمة – بمقدار ما يمكن ان تكون إنتخابات مصر سليمة – أتت بأغلبية إسلامية متوقعة ممن لديه أدنى حس سياسي سليم . إذا أين المشكلة ؟.
المشكلة هي أن هناك من يجادل في أن تكون الشرعية مستمدة من صناديق الإنتخاب و ليس من بلطجة الشوارع . من يتحدث عن الشارع المصري الان و ثوريته و ... كاذب و منافق . فحوادث الإجرام لم تتوقف منذ فبراير و حتى اليوم . و بمجرد خروج الإسلاميين في عيد 25 يناير بدأ الشارع ينفلت و هناك فتيات تم تعريتهن تماما وسط الجموع الثورية لولا عودة بعض الإسلاميين و انقاذهن من الإغتصاب . هذا التلفيق و الخلط و إنكار البديهيات هو ما يخلق المشكلة . النتيجة هي ما تنبات به تماما . المجلس العسكري ليس مشروعا للمستقبل حتى القريب منه ،و مصر سقطت في حجر الإسلاميين كثمرة ناضجة ،والإنتخابات الأخيرة هي آخر انتخابات سيحصل فيها غير الإسلاميين على 23% ، فالقادم سيكون فضيحة ،ولن يقل الإسلاميون عن 80-85% و الباقي 10% أقباط و 5-10% غير إسلاميين .
لو أردنا الديمقراطية هذه هي الديمقراطية التي يمكن ان يصنعها المصري المعاصر ،وهذا ما خشيته دائما لأني مصري أعرف جيدا كل مصر و أقراها كما أقرأ كفي . ولو أردنا فرض الراي بالعنف فهذه هي أيضا مصر ، فالقوة الوحيدة التي كان يمكن أن تواجه جموح الإسلاميين وهي القوات المسلحة لن يكون لديها ادنى تعاطف مع الليبراليين ( تعبير متجاوز ) ، فاستهداف القوات المسلحة بواسطة شباب التحرير و التناطح معها كان نوعا من الحول السياسي لشباب بلا أي فكر يقودهم امثال البرادعي المنسحب دائما .
بالمناسبة المجلس النيابي المصري هو إنتاج مصري سليم 100% ، فمن يسير في شوارع القاهرة و عشوائياتها لن يشعر انه في سويسرا فلم تتوقعون مجلسا سويسريا !.

الزميل الكريم فارس اللواء .
أنت يا صديقي الكريم تطرح العديد من النقاط دفقة واحدة ،و معظمها لي فيها أفكار ربما تختلف معك في كثير أو قليل ، و لكن القضية المحورية في هذا الشريط ليست تطبيق الشريعة أو الإصلاح الإقتصادي بل الشرعية ، هل نقبل بشرعية الإخوان المسلمين و نعاملهم كما تفرض صناديق الإنتخاب ، كأصحاب الأغلبية في نظام جديد ديمقراطي ، أم نرى أن الإنتخابات مجرد حدث عارض قليل الأهمية ، و أن الشرعية هي في مدى الحشد و استإجار البلطجية و حرق مباني الدولة ، أي في ابتزاز المجلس العسكري الضعيف المهتز ؟ . هل الشرعية في الشوارع و الحواري نفرضها بالعنف أم في الشعب الذي يعبر عن نفس بشكل حر حتى لو لم يعجبنا الإنتخابات ولا الشعب ؟.
...........................................
الأخ الكريم عاشق الكلمة .
مرحبا ..
النخب في مصر هي نخب اقتصادية و بيروقراطية و مهنية ،و لكنها ليست نخب ثقافية حتى مع التساهل الشديد . الديمقراطية كما أتفق معك ليست في أيدينا نحن و ليست خياراتنا نحن مهما كانت اهميتنا و جدارتنا و ثقافتنا ،و لكنها خيارات الشعب ،و الشعب اختار بالفعل . ربما لو كان الأمر في يدي ما ذهبت إلى الإنتخابات بالمصري الذي أراه الان ،و لكن الأخطر هو أن نرفض نتائج الإنتخاب طالما جرت بالفعل . مجرد طرح شرعية شعبية بديلة جريمة . و اشعال البلد بالفتنة .

---

(01-26-2012, 03:05 PM)خالد كتب:  ا.............................
الإخوان ليسوا حركة تغييرية، وليسوا حركة سياسية فكرية على كل حال، هم حركية خيرية تربوية، لذا فهم من المجتمع وليسوا من أدوات التغيير، وبرامجهم قائمة على إعادة إنتاج الدارج في المجتمع وتلبيسه ثوبا جديدا ثم إعادة تقديمه… لذا لا بد أن يكونوا مقبولين دوما، لأجل عرض من الحياة الدنيا يقدمونه ولأنهم من نفس المجتمع المطلوب تغييره، أما السلفيين فنجاحهم مبناه توزع الناس تحت الناقوس الطبيعي.

خالد .. مرحبا .
كلام جميل و لكنك لم تتطرق إلى جوهر القضية وهي الشرعية .
انت تطرح فضايا عديدة و كل منها اضطررت إلى طرحه في موضوع منفصل .
تعرف ما هي مشكلتنا يا أخ خالد .. هي ليست اننا مختلفون في النتائج بل حتى في آلية التفكير و مرجعيته .
لهذا فلنركز في قضية بذاتها ..
1- هل تعتقد أن ما يجب ان نهتم به في مصر هو الماضي و تصفية حساباته ام المستقبل ؟.
2-هل ترى ان نقبل نتائج الإنتخابات ام نلجأ إلى العنف لإلغائها ؟.
3- أين توجد الشرعية في الناس أم في العنف الشوارعجي ؟.
تحياتي .

(01-26-2012, 07:25 PM)jafar_ali60 كتب:  عزيزي بهجت

هذا المقال ، هو نفس ما نقول به ولا اجد اضافة عليه

......................
ما الفرق بينهم وبين مبارك الذي خلعوه ؟

الأخ الكريم جعفر علي .
نعم نحن و معنا العديدون بل أغلبية الشعب المصري الساحقة متفقون أن نمتثل لإرادة الشعب حتى لو رأيناه غبيا و جاهلآ و عيونه ليست خضراء ولا يشبه الفرنسيين في شيء .. نحن أيضا لا نشبههم !. 
لو كنت أرى أن الجميع يقبلون المنطق البسيط العادي الذي يقبله كل إنسان راشد عاقل في العالم ما طرحت هذا الشريط أصلآ . المشكلة ان هناك من يرى أن الإنتخابات حدث عارض لا أهمية له ،و أن هناك "حاجة" اسمها ثورة يحملها السيد كمبوشة مع زجاجات النابالم و السنج و المطاوي و ينشرها على الشوارع المصرية ،وتلك "الثورة"هي التي علينا القبول بها كمصدر للشرعية و ان نمتثل لآراء حمادة وتوتو و عمهم السيد كمبوشة " الواد الشهم اللي حماهم يا أونكل من الأمن المركزي" ..و يسقط .. يسقط حكم العسكر ، بينما هؤلاء العسكر مجرد محطة ترانزيت  سيمضون قريبا إلى التقاعد ، فلا اعتقد أن أي حكومة إسلامية أو غير إسلامية ستحتفظ بهم .
لن أكرر القول أني أكثر الجميع حزنا على ما آلت اليه الأحوال مع وصول الإسلاميين إلى الحكم بتلك الأغلبية الصادمة ( المتوقعة ) كنت أتمنى أن يكون هناك سلطة عسكرية قوية توازن سلطة الإسلاميين ، أو أني كنت اتمنى أن يكون الليبراليين ( متفقين انهم ليسوا كذلك ) أكثر شعبية و جدية ،و أن يكون الشعب اكثر وعيا . و لكن السياسة هي فن التعامل مع الواقع ،و أن إنكار الحقائق عبث صبياني مكلف ،و هذا ما تفعله جماعة التحرير وقادتها من السياسيين الإنتهازين المراهقين أمثال ممدوح حمزة و شركاه . و تلك هي مشكلة مصر التي أصبحت لا تنتج سوى المشاكل .
و تقبل كل المنى .

(01-29-2012, 02:25 AM)بهجت كتب:  الأخ الكريم عاشق الكلمة .
مرحبا ..
النخب في مصر هي نخب اقتصادية و بيروقراطية و مهنية ،و لكنها ليست نخب ثقافية حتى مع التساهل الشديد . الديمقراطية كما أتفق معك ليست في أيدينا نحن و ليست خياراتنا نحن مهما كانت اهميتنا و جدارتنا و ثقافتنا ،و لكنها خيارات الشعب ،و الشعب اختار بالفعل . ربما لو كان الأمر في يدي ما ذهبت إلى الإنتخابات بالمصري الذي أراه الان ،و لكن الأخطر هو أن نرفض نتائج الإنتخاب طالما جرت بالفعل . مجرد طرح شرعية شعبية بديلة جريمة . و اشعال البلد بالفتنة .

هذا صحيح تماما ....

وكان من المفترض أن يستمر الجيش فى أدارته للبلاد فترة لا تقل عن عامين أو ثلاثة حتى يستطيع من قاموا بالثورة أن ينظموا أنفسهم ويكونوا أحزابهم وبرامجهم السياسية اتى تقنع الناخب المصرى , وأن يعمل المثقفون المصريون بشكل موازى على زيادة الوعى الثقافى والسياسى لدى المواطنين حتى يستطيعوا أختيار ممثليهم عن وعى وألا تتم سرقة أرادتهم بأسم الدين .
أنا عجبتنى أوى فكرة كانت قد نفذتها بعض المحطات الفضائية , وهى النزول الى الشارع وسؤال الناس عن بعض المصطلحات والأفكار السياسية , ثم تعود الكاميرا الى الأستوديو ليقوم سياسى متخصص بشرح ما أستغلق على بسطاء الناس من مفاهيم , وكنت أعتقد أنه سيتم تعميم الفكرة بحيث يمكن أستضافة بعض رجال الدين المستنيرين ليشرحوا للناس معنى أية " وما الحكم الا لله " وأنها لا تعنى خلط الأحكام الدينية فى الزواج والطلاق والميراث والتحليل والتحريم بماهو شأن سياسى عام نستطيع أن نشكله بحسب وعينا وأرثنا الثقافى والحضارى .

لكن ما أصطلح على تسميتهم " النخبة الليبرالية " هم الذين تسببوا فى هذا الوضع المحزن , فبعد أن كانوا يطالبون المجلس العسكرى بمد الفترة الأنتقالية كما نقول بما يسمح بتشكيل حياة سياسية سليمة , نجدهم بدلوا مواقفهم وأنقلبوا على مطالبهم نفاقا للثوار والمعتصمين بعد أن ورطوا المجلس بالأستجابة لمطلبهم , وأصبح المجلس العسكرى متهما بمحاولة الأستيلاء على السلطة ويٍسال الأن عن لماذا لم ينفذ وعده بتسليم السلطة بعد 6 أشهر كما وعد ؟!









هؤلاء هم كانوا مستشاروا المجلس الأعلى للقوات المسلحة , ولم يكن المجلس يتخذ من القرارات سوى ما يملوه هم عليه , وبعدها تنصلوا من مطالبهم بعد أن ورطوا المجلس وتركوه فى مواجهة الشعب .

هؤلاء أنقياديين وليسوا قياديين , ولا يمكن بأى حال اعتبارهم نخبة , لذلك أوافقك ان النخب لدينا هى نخب أقتصادية وبيروقراطية ومهنية وليست نخب ثقافية .

اللى حصل حصل وأنتهينا , وعلى الجميع أن يعلموا أن الأخوان المسلمين هم أصحاب الشرعية الأن , وأنهم لن يسمحوا لأحد بأنتزاعها منهم , فالشرعية معهم والقوة أيضا معهم , وقضى الأمر الذى فيه تستفيان .

هاندي .. مرحبا .
أحمد إبراهيم . مرحبا
عن التخلف لي موضوعات عدة حاولت ان أصل إلى أعماق المرض ، و منها أرشح لكما
(التخلف المقدس )
http://nadyelfikr.com/showthread.php?tid=38511
(صدمة الحداثة ) .
http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=3539
(العقــل الأسيــر ).
http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=3909
فقط كي يكون حوارا مسئولآ أريد أن نفكر في سؤال هو : " ماذا بعد ؟.".
سألني قريب لي لم كنت متأففا من كل سلوك خاطئ في شوارع الخاليج و أراه تخلفا و لست كذلك في شوارع مصر العشوائية بما لا يقارن هل لا أرى ذلك تخلفا مشيرا إلى سيدة ريفية تعبر الشارع بأولادها بلا اكتراث ، فقلت له :" نعم هي مازالت في عيني متخلفة " فقط أضيف " قريبتي المتخلفة " ، اتمنى ان تكون الفكرة وصلت .
نعم هم ضائعون و متخلفون و لكنهم شعبي و ليس لديهم سوانا .
منذ سنوات طويلة استخدم اللغة الإنجليزية كلغتي الثقافية ،و أعتقد أني من القلائل الذي لديه قدر معقول من الثقافة ،و لكني لم أر نفسي أبدا سوى واحدا من المصريين ، ولا أفكر في تغييرهم فهم شعبي .
لو فكرنا هكذا فلن نتوقف عند إدانة المصريينبالتخلف بل سنسأل انفسنا .. و ماذا بعد ؟.هنا سيكون كلامنا مثمرا و حوارنا مسئولآ .ليس في النادي بالطبع فهذا مستحيل.. بل في مصر كلها .
....................................
هاندي أنت مخطأ تماما في الإعتقاد بان انتخاب الإسلاميين يعني اسقاط الشرعية عن المجلس المنتخب ، هل تعلم أن شرعية الشارع تعني شرعية العنف الإسلامي ، فالإسلاميون هم الأكثر عنفا ليس في مصر فقط بل في العالم كله ، هل تعلم أن الظواهري مجرد إسلامي معتدل متخاذل في عرف بعضهم ؟. شرعية الشارع التي تريدها تعني تفجيرات في الكنائس و استهداف المسيحيين ؟. أتمنى أن ترى ذلك جيدا ،ولا تأتي وقتها هنا لتلعن من حذركم . فليس هناك وقت لأخطاء جديدة أو حتى لحوار جديد !.