انشقاق القمر ( مجموعة باحثين ) منقول :
انتقادات :
يعتمد نقّاد هذا الاعتقاد على عدة حقائق منها:
لم يُذكر انشقاق القمر في أي مرجع تاريخي سوى الإسلامي منها. فمما لا شك فيه أن ظاهرة على هذا المستوى الكوني كانت ستلاحظ من كل الشعوب المتحضرة في ذلك الزمن. وعلى سبيل المثال ، فإن ظاهرة ارتطام النيازك بالأرض في منطقة معينة ، تعيش ذكراها في الكتب الرسمية والحكايات الشعبية لشعوب تلك المنطقة. ومن الأمثلة على ذلك كسوف الشمس الذي وقع في حياة نبي الإسلام محمد . فالبرغم من ضآلة هذا الحدث مقارنة بحادث إنشقاق القمر ، فإنه مذكور بشكل تفصيلي في الكثير من الأحاديث. ويعد أول من وجه هذا النوع من الإنتقادات هم المعتزلة.
الشقوق الموجودة في القمر لا تدور حول القمر كله كما من المفروض ان يحدث عند انشقاق اي جسم كروي, بل انها تغطي فقط 2% من محيط القمر.[1]
من اجل ظهور شق في القمر على الأرض يجب ان يبتعد جزءا القمر مسافة كبيرة جداً, ومن ثم الالتحام. لا توجد اي ادلة على القوة العملاقة التي قامت بذلك(جبال, وديان, اماكن غير متناسقة) لتدل على مكان الانشقاق أو الالتحام.
[1] من ناسا SP-362، صفحة 207، صورة 217. (بالإنجليزية).
http://www.astrosurf.com/lunascan/AS10-31-4645.htm
من الصور السابقة يتضح لنا أن القمر لم ينشق ودائرته كاملة وليس هناك أي علامة تذكر أو أثر لأي إنشقاق وإلتحام للقمر
فعلى سطح القمر نرى آثار النيازك التي ضربته في الماضي وتركت علاماتها غائرة على سطحه بشكل واضح للعين البشرية، فإين هو أثر إنشقاق القمر والتحامه يا مسلمبن ألم يكن وجود هذا الأثر دليل على صحة معجزة محمد لو أنها حقاً حدث؟ وأما عدم وجوده فيؤكد أن القصة خرافية من أولها لآخرها.
( لم ينشق القمر أبدا ) افتراء الزعم بحدوث واقعة انشقاق القمر بالماضي :
لا شك بأن تُراثنا قد ضم الكثير من المدسوسات بغرض تحريف معاني كلمات الله وآياته، بعد أن استعصت حروفه وكلماته عن التحريف، وذلك لحفظ الله لها، وللأسف صادق على ذلك السفه كثير من أهل التخصص، ومن بين تلك المدسوسات الزَّعم بأن واقعة انشقاق القمر حدثت بالماضي على عهد رسول الله، وانه انشطر فصار جبل أبي قبيس بين الشطرين، ولابد لتحقيق ذلك أن نعود إلى دستور المسلمين (القرءان الكريم)، نستلهم من آياته الحقيقة عبر تدبر واع، بلا تشنج أو عصبية، وبلا انقياد أعمى لما ورد بكتب تم تحفيظ أجيالنا والأجيال السابقة قداستها حتى يندمل العقل المسلم عن التفكر والتدبر والتعقل,
وللعلم فإن أمر انشقاق القمر ليس به حديث واحد تم تصديره بعبارة [قال رسول الله]، فلم يقل رسول الله شيئا، لكنها مرويات منسوبة لزمنه زعمًا عليه وعلى زمنه الشريف بشرف وجود المصطفى صلى الله عليه وسلم فيه، فالأمر ليس فيه تكذيب لرسول الله، وليس هناك مجال للمزايدين على الآية الكريمة [وما ينطق عن الهوى] فدائما ما يذكرها المؤمنون بالعاطفة دون دراية من عقل أو فكر قويم، كما لا يوجد به حديث واحد إلا وهناك طعن في سنده فضلا عن متنه.
فقد قال تعالى بسورة القمر: { اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ{1} وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ{2}؛ فقال عنها بن كثير في تفسيره نقلا عن ابن حنبل بمسنده ما يلي: [ قال: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى رأيت الجبل من بين فرجتي القمر].انتهى الاقتباس من ابن كثير الذي دمج بعدها تفسيره للآية الثانية { وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ{2} فكأنه يريد أن يَفهم الناس أن الآية التي تعنيها الآية رقم (2) هي انشقاق القمر الوارد بالآية رقم (1) وهذا وذاك خطأ سنتناوله من تفنيد معنى كلمات [اقتربت، انشق، يروا، آية، وإن]، كما يجب العلم بأن هناك فرق بين [الشق، والميد، والانشطار، والزلزلة، المور..الخ]، وآمل أن يستخدم القارئ مخّهُ لفهم الأمر بدلا من الاغترار بابن كثير وغيره في كل ما أتوا به من مرويات مدسوسة، وذلك فيما يلي:ـ
فعن الاغترار بكلمة [انشق] فإن القرءان حين يذكر أحداث الساعة فإنه يوردها وكأنها حدثت بالماضي، والفعل الماض عن أعمال سترد بالمستقبل وردت بمواضع كثيرة جدا بالقرءآن، منها مثلا قوله تعالى بسورة النحل: { وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ{35}.
وقال سبحانه: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ }الزمر69. فكلمة (أشرقت) وكلمة (ووضع) وكلمة(وَجِيءَ) كلها فعل ماض.
ويقول جل في علاه: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ }الزمر71.
فكلها أمور ستقع بالمستقبل لكن ترد بالقرءان في صيغة الفعل الماضي، فلا يمكن أن ينصرف أمر انشقاق القمر للماضي أو انها حدثت على عهد رسول الله لمجرد ورود كلمة (انشق) وتكييف النُّحاة لها على انها فعل ماض فهو ليس بالأمر الصواب، فضلا عن أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كانت معجزته فكرية ولم تكن مادية، وأنه شخصيا لم يقل شيئا في الأمر، هذا فضلا عن فساد سند المرويات التي حملت سفاحا بهذا الخبر المزعوم.
والذين يقولون بوقوع معجزات مادية للنبي لم يفهموا القرءان، وانساقوا خلف من يريدون تصغير دور القرءان في حياة المسلمين كي يكون مهجورا بينهم، وذلك لذمة التلاعب بعواطف المسلمين حتى صار الدين عواطف ومشاعر بلا عقل لدى معظم الشعوب.
وبينما تتناول الآية واقعة انشقاق للقمر تتناول المرويات المدسوسة أمر انشطار للقمر وليس انشقاق، فالانشقاق ندبة بعمق غائر قد تطول وقد تقصر لكنها لن تزيد عن بضعة كيلومترات، لكن الانشطار عبارة عن انفلاق لكامل الجسم، فالشق الذي أورده القرءان، غير الشطر الذي جاءت به المرويات، حيث كان يمكن لله أن يقول [وانشطر القمر] حتى يصير الجبل بين فلقتي القمر كما نقل بن حنبل وابن كثير عن الدَّاسين في التراث بغير تدبر منهما، مما يجب معه استبعاد تلك الروايات.
وكلمة (يروا) لا تعني النظر ولا البصر، لكن تعني الإراءة، ،بما يعني فرضية أن يروا آية، لأنها وردت بعبارة (وإن يروا)، ولن يريهم الله آية لأن آية الإسلام هي القرءان، والرؤية تكون بغير العين كما يمكن أن تكون بالعين، لكنها إن تمّت بالعين فتُسمى (نظر)، لذلك قال سيدنا موسى: [رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ] فكان يريد أن يرى الله بنظره، لأن هناك رؤيا منامية أو رؤيا تخيُّلية تكونا بغير النظر.
وحين قال الله له: [ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ] فإنه قال له بامتناع الرؤية بالنظر عن الله في الدنيا، لكنه قال له [انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ]، فدل هذا على التباين ووجوب التفرقة بين الرؤية والنظر.
ولقد وردت كلمة (آية) ـ وهي التي لن تحدث ـ منكرة،( وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا)، فهي بهذه الصورة لا تتعلق بواقعة انشقاق القمر بالآية التي تسبقها، لكنها تتعلق بالإنسان الذي سيعاين تلك الآيات، فلو كانت متعلقة بانشقاق القمر لقال تعالى: [وإن يروا الآية]، فيعرِّفها بأداة التعريف (أل)، لكن ورودها منكرة تعني (أي آية).
كما أن تعبير ( إن يروا) فعل مضارع يفيد المستقبل، فلو تعلقت الآية الأولى بالثانية لكانت الآيتان تعبران عن أحداث الساعة بالمستقبل، ولابد أن نفرِّق بين كلمة (إذا) وكلمة (إن)، فكلمة إذا ترد حين يكون الأمر محتم الوقوع بالمستقبل، أو يحدث غالبا في العادة، لكن كلمة إن تكون حين يكون الأمر بعيد المنال أو قد يقع أو لا يقع، وذلك وفقا للتطبيقات القرءانية لمن أراد أن يتدبر.
ومن دلائل عدم وقوع الأمر بالماضي، أن كلمة (اقتربت) لا تعني وقوع الفعل بل تعني قرب حدوثه، فقوله تعالى: {وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ}الأنبياء97؛ فاقتراب الوعد الحق لا يعني وقوعه، والوعد الحق هو يوم القيامة وليس قيام الساعة، وآية ذلك قوله سبحانه: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ }الأنبياء1؛ فالاقتراب أمر سيحدث بالمستقبل، فما يرد بعده سيكون بعده أيضا، وتأمل قوله تعالى في الآيات التي نحن بصددها، حيث يقول تعالى بسورة القمر: { اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ{1} وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ{2}.
ومعلوم أن الحساب يكون يوم القيامة وليس عند أحداث الساعة، التي من بينها انشقاق القمر، وليس انشطاره، فحين يذكر الله اقتراب الساعة إنما يعني دمار الكون، وآية ذلك قوله تعالى: {وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ }الانفطار2؛ يعني تفتت الكواكب حين قيام الساعة، وهو ما يكون انشقاقا قبل التفتت، فهو مناسب لأحداث الساعة، بما يعني أن انشقاق القمر يكون بالمستقبل قبيل تفتته بأحداث الساعة، وليس انشطاره كما روت بذلك الروايات المدسوسة.
كما أن ما يزعمونه من حدوث أمر الانشطار المزعوم ليلا بمكة أو المدينة يضعف أثر الآية المزعوم وقوعها بالماضي، إذ لم يذكر أي تاريخ رؤية أحد الناس بأي دولة الانشطار المزعوم أنه حدث، فهل كان حدوث آية كبرى مثل هذه من أجل حفنة من الرجال المتيقظين ساعتها ليرونها؟!، ومن هم من المشركين الذين رأوها، إنه لم يقل أحد منهم بها، فهل لم يسلموا جميعا بعدما رأوها؟!.
كما أن الزَّعم بحدوث ذلك على يد رسول الله أو بأيامه مخالف لقوله تعالى: {وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً }الإسراء59؛ وهو الأمر الذي يعني امتناع الله أن يأت بآية مادية، لأن الآيات المادية قد كذَّب بها الأولون؛ فمن غير المقبول أن نقول بأن الله قد رجع عن قوله هذا وأراهم آية مادية، ويراعى بأن هذه الآية نزلت بسورة مكية، بما يعني نزولها بمكة.
فإذا أضفنا أن كفار مكة سألوا رسول الله طوال ثلاث عشر سنة بمكة أن يأتيهم بآية، لكنه لم يأتيهم بأي آية مادية يرونها، فهل بعد أن يستتب له الأمر بالمدينة المنورة يحتاج أن يريهم آية، وهل بعد هزيمتهم الساحقة بموقعة بدر يحتاج أن يريهم آية مادية غيرها.
بل لقد رفض الله امنية لرسول الله أن يجري الله على يديه آية مادية، فقال تعالى: {وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ }الأنعام35.
وقال تعالى: {وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِآيَةٍ قَالُواْ لَوْلاَ اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يِوحَى إِلَيَّ مِن رَّبِّي هَـذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }الأعراف203؛ فتعبير (إنما اتبع ما يوحى إليَّ) مع تعبير (هذا بصائر من ربكم) إنما يعنيان القرءان الكريم فهو الوحي الذي اتبعه رسول الله، وهو بصائر من الله لمن أراد الهداية.
ومما يدل على كثرة طلب الكافرين آية مادية مع رفض الله لهذا المطلب إليك تلك الباقة من الآيات التي تفي بهذا الخصوص، حيث ظلت هذه أمنية الناس طوال فترة الدعوة بمكة وبالمدينة أيضا، حيث يقول تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ }الرعد7؛ فقد كانت امنيتهم بالمدينة المنورة (لأن سورة الرعد مدنية)، أن ينزل الله آية ملموسة يرونها وهو مال لم يتم حتى نهاية بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.
ويقول تعالى بسورة مكية: {وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللّهَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلٍ آيَةً وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }الأنعام37.
ويقول سبحانه بسورة نزلت بالمدينة المنورة: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ}الرعد27.
ويقول جل وعلا:{وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى}طه133؛ بما يعني أمنية أن يأت الله بآية مادية.
ويقول تعالى: {بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ}الأنبياء5.
ويقول: {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ}الشعراء4؛ وهو الأمر الذي لم ولن يتم.
ويقول سبحانه: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ }الروم58. بما يعني أنه لا داع للآيات المادية لأنهم لن يؤمنوا من خلالها.
فمن البدهي ألا يفهم أهل الدس على رسول الله، ومن يشايعهم من المؤمنين بالعاطفة أي معنى لكل تلك الآيات، بل أضع قوله تعالى في عدم إجراء أي آية مادية يمكن أن يراها الكافرين وسأختزل الأمر كله بالآية التالية: { وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً}الإسراء59؛ بما يعني امتناع الله أن يرسل بآية مادية يراها الناس، وقد يتلمظ أحدهم فيقول بنزول الملائكة بموقعة بدر، والرد عليه يسير إذ لم يرى أحد هذه الملائكة رغم وجودها.
ولقد بات من الطبيعي لأصحاب الخزعبولات كي يصلوا إلى أهواءهم أن يقولوا بالناسخ والمنسوخ الذي لم يتفقوا عليه، كي يضعوا ما دسوه من مرويات بدلا من آيات كتاب الله التي عجزوا عن تحريف حروفها فحرفوا تأويلها ومعانيها، بل لقد أطلقوا عليه اسم (عِلْم) ولست أدري كيف يكون علمًا ولم يتفق عليه الفقهاء، وكيف تثبت بالقرءان عقيدة وهم مختلفون حول ما هو مقرر فيه وما هو غير مقرر بدعوى الناسخ والمنسوخ، وهل يكون اختلافهم في إبطال عمل بعض الآيات بكتاب الله علما أم وقاحة وتجرُّوء على آيات الله وكتابه؟!، أم تراهم يطلقون عليه اختلاف الرحمة المزعوم.
بالبناء على ما سبق فإن واقعة انشقاق القمر أمر من أمور الساعة سيحدث بالمستقبل حين بداية دمار الكون بقيام الساعة وقبل يوم القيامة، ونخلص بأن علينا أن نتدبر بأنفسنا، وأن نتبع أحسن القول مما يقنع به العقل ويكون له برهان من القرءان والسُنَّة الصحيحة التي لا تخالف القرءان، ولا ننقل ديننا سماعيا بغير فهم، أونعتقد بغير حق.