المجلس العسكري
كمان و كمان
( 1 )
مقدمة .
1- هناك اختلال بالغ في الوعي المصري جعل زميلآ يتهمني بحماس شديد أنني عميل للقوات المسلحة المصرية ، و آخر عربي " لبس الدور " فتسائل لماذا لا أسب قيادة هذا الجيش كما هو جدير بالمصري الوطني من وجهة نظره ، دون أن يشرح لنا لماذا لا يفعل نفس الشيء مع جيش بلاده . لهؤلاء الثوار جميعا أقر و أعترف أنني بالفعل شديد العمالة للجيش المصري و عبد مطيع لمصر نفسها ، بلا أي أمل سوى أن أساهم في خدمتها و تخفيف الألم عنها .
عشقناك مصر و ما غايـــة .. سوى أن تسودي على الأحقب
إنني لا أرى هؤلاء خونة و لكنهم مراهقون سياسيا و مغرر بهم .
2- تحدثت كثيرا عن المجلس العسكري الحاكم و منذ تسلمه الحكم في مصر ، سواء في موضوعات طرحتها أو طرحها غيري ، و لأني لا أقود ولا أشارك في الحملات مع أو ضد أحد ، فأكتفي بنشر رأيي فقط ولا أسعى لفرضه أو الإلحاح عليه ، فلا وقت لدي لذلك .
رغم ذلك يصر البعض على أن يضع على لساني ما يحب أو يعتقد ، ثم يبدأ محاضرة هزلية عن فضائل الثورة و مساوئ حكم العسكر سواء بحسن نية أو نتيجة كونه زعيم البصاصين أو كبير العضاضين أو الكوبرا زعيمة الحيات .
3- هذا كله جعلني أحجم عن الرد على مثل تلك المداخلات الهزلية مطالبا الزملاء بالرجوع إلى مداخلاتي و ما كتبته حول المجلس العسكري ثم تحديد ما يريدون استيضاحه أو نقده مما أكتب بالفعل و ليس ما يتوهمه البعض وفقا لمسرحية يرتجلها . هنا لا أجد ردا فمن الواضح أن الزملاء يكتفون بالكتابة دون القراءة !, أن أكتب مرة أخرى عن المجلس العسكري هذا يعني إضاعة 3 ساعات تقريبا في إنتاج المنتج ، رغم هذا و بعد تردد فضلت أن أعيد كتابة رأيي مرة أخرى ، حتى أوضح للزملاء كيف أفكر في مثل تلك القضايا و ليس فقط الوصول إلى النتائج النهائية .
4- بداية أريد أن يكون واضحا
أن ما أكتبه لا يعني سوى من يشترك معي في الإطار أو الحد الأدنى المقبول للحوار ، و هو الوطنية المصرية كمرجعية نهائية ، مصر الدولة التاريخية الفرعونية القبطية العربية الإسلامية ، مصر بتاريخها كله و قواتها المسلحة و إنتمائها العربي التاريخي . و بالتالي فما أكتبه لا يعني في شيء من تكون لديه مرجعية نهائية مختلفة مثل الدولة الدينية أو الفوضوية أو الثورة المستمرة بلا هدف ولا غاية أو الكنيسة أو أي قيمة أخرى . الوطنية المصرية فقط هي مرجعيتي العليا و النهائية . غير ذلك المنتمي للوطنية المصرية -سواء كان مصيبا أو مخطئا - لن يكون حواره معي ممكنا و ليس فقط عديم الجدوى ، لأنه سيكون حوار الطرشان .
5- لا أتحدث أيضا عن أولئك الذين يرفضون الثورة بداية ، ولكني أتحدث عن الذين تحمسوا لهذه الثورة و هم يشاهدون ولادتها في ميادين مصر ، كفجر جديد طال إنتظاره . أتحدث كرجل يبشر بانتفاضة الحرية العربية القادمة منذ أكثر من عشر سنوات على الشبكة ، و لكني أيضا أتحدث بلسان من أصبح يكره ابتذال الثورة بقدر ما أحبها . إني مع الثورة فلسفيا و مبدئيا ،و لكني أيضا أحب مصر أكثر كثيرا من حبي للثورة ، لهذا لا أخفي استيائي و غضبي من تلك الممارسات التي تتم باسم الثورة بينما هي تسيء للثورة بقدر ما تنشر الفوضى و الخراب في ربوع مصرنا الحبيبة .
6- سبق أن تحدثت أنه من الخطأ أن نتصور أن الإنتفاضات العربية لها نفس الطبيعة و المراحل ، فمصر و تونس حققتا أهدافهما المباشرة بتغيير الرئاسة ، بينما سوريا مازالت تنزف بشدة في مرحلة النضال الجماهيري ضد النظام ، و في ليبيا انتصر الناتو على القذافي ! . هذه أيضا ليست أول موجات (الربيع العربي) بل هي الموجة الثانية ، فالموجة الأولى قادت الجزائر إلى حرب أهلية ، و العراق إلى حكم محاصصة طائفي أصولي ،و قادت لبنان إلى الضياع السياسي و الفوضى ، بينما قادت الفلسطينيين إلى التجزئة و التشرذم .
وهاهو الربيع العربي الجديد يأتي بالأصوليين لحكم تونس و مصر ، هكذا تهزر الأقدار مع العرب !.
7-
ما يتحمس له معظم الشباب العربي عادة ليس الثورة المصرية ولا مصالح مصر فنحن من يعبر عن ذلك كله ، و لكنه شيء آخر هو المراهقة الثورية ،وهذا مرض ثقافي يصيب المجتمعات في مرحلة هلامية من تاريخها ،و لن أتوسع هنا لأني نظرآ لأهمية هذا المقترب المعرفي أفردت له شريطا خاصا في نادي الفكر العربي هو # "المراهقة الثورية" .
http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=44561
...................
آسف لتكرار بعض الفقرات لأني كتبتها قبل إعداد الموضوع كله بشكل نهائي .
مشاركتي التالية ستكون عن .
استهداف القوات المسلحة المصرية .
بحث
قائمة الأعضاء
التقويم
وثائق المساعدة
بمليون ونص جنيه
![[صورة: 383524_299553260119640_104324446309190_6...1373_n.jpg]](http://a4.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/383524_299553260119640_104324446309190_686908_724581373_n.jpg)
