المجتمعات المؤمنة باللـه أسوأ من غيرها!
روث جليدهيل، مراسلة قسم الاديان، التايمز
المعتقدات الدينية قد تؤدي الى تخريب المجتمع، بما في ذلك الاسهام في ارتفاع معدلات جرائم القتل، ارتفاع حالات الاجهاض، اللاأخلاقية الجنسية، و الانتحار. هذا حسب بحث تم نشره اليوم.
بحسب الدراسة، الاعتقاد بوجود اللـه و عبادته ليسوا عديمي الاهمية فحسب للمجتمع الصحي، و إنما قد يساهمون في المشاكل الاجتماعية. و الدراسة تناقض الرأي القائل بأن الدين مهم لتزويد المجتمع الصحي بأسس أخلاقية.
الدراسة تقارن الأداء الاجتماعي بين دول علمانية نسبيا، مثل بريطانيا، بدول مثل الولايات المتحدة، حيث الغالبية العظمى تعتقد بوجود خالق بدل اعتقادها بنظرية التطور مثلا. الكثير من الانجيليين المحافظين في اميركا يعتبرون الدارونية شرا اجتماعيا، معتقدين انها توحي بالإلحاد و اللاأخلاقية.
الكثير من المسيحيين الليبراليين و المؤمنين بمعتقدات دينية اخرى يرون ان الاعتقاد الديني هو امر مفيد اجتماعيا، و انه يساعد في تقليل مستويات الجريمة، القتل، الانتحار، اللاأخلاقية الجنسية، و الاجهاض. فوائد الاعتقاد الديني للمجتمع تم وصفها على أنها "رأسمال الروحية". و لكن الدراسة تقول ان إلتزام الكثيرين بالدين في اميركا قد يؤدي الى الكثير من مساوئ البلاد.
الموضوع المنشور في "جرنال الدين و المجتمع"، و هي نشرة أكاديمية تصدر في الولايات المتحدة، يقول، "الكثير من الامريكيين يتفقون على أن أمتهم التي تلتزم بالذهاب الى الكنيسة، هي أمة فريدة، مباركة من اللـه، مدينة منورة على تلة عالية كمثال أعلى لبقية العالم الغارق في الشكوك."
لكن بشكل عام، تبين أن ارتفاع نسبة الاعتقاد بخالق و عبادته يوازيه ارتفاع حالات القتل، الموت للشباب او الناضجين صغار السن، ارتفاع نسبة الامراض الجنسية، حالات حمل للمراهقات و اجهاض، حتى في الديمقراطيات المزدهرة.
"الولايات المتحدة هي تقريبا دائما اكثر الدول الديمقراطية سوءا، احيانا بفارق مريع."
جريجوري بول، كاتب الدراسة و عالـِم اجتماع، استعمل معطيات من برنامج البحث الاجتماعي العالمي، جالوب، و انظمة ابحاث اخرى استعملها للاستدلال الى نتائجه. و أسس مقارناته على دلائل رقمية مثل حالات القتل، الاجهاض، الانتحار، و الحمل لدى المراهقات.
و البحث استنتج ان الولايات المتحدة هي أكثر الدول المزدهرة ديمقراطيا حيث نسبة القتل مازالت عالية، و أن الدول صاحبة أقل نسبة من المؤمنين هي الأقل من النواحي السلبية ايضا. و هناك ارقام مشابهة في عدة مجالات و حالات الامراض الجنسية.
و أضاف السيد بول قائلا، "الدراسة تظهر بأن انجلترا، بالرغم من كل مشاكلها الاجتماعية، هي أفضل بكثير من الولايات المتحدة في غالبية الدلائل المذكورة، مع كون انجلترا أقل تدينا بكثير من الولايات المتحدة."
و أضاف أن الفارق يتعاظم بمراحل اذا ما قارنّا بين اميركا و دول مثل فرنسا، اليابان، و المناطق الاسكندنافية [و هي كلها اقل تدينا من اميركا اكثر فأكثر]. تلك الدول المذكورة هي الاكثر نجاحا من ناحية قلة حالات القتل، الموت المبكر، الامراض الجنسية، و الاجهاض.
و قد تأخر صدور هذه الدراسة حتى الان بسبب اعصار كاترينا. و الدراسة التي جمعت من ضمن مصادرها العديد من الدراسات المختلفة، تفيد بأن الدين قد يؤدي الى عدد من المشاكل الاجتماعية. "أعتقد بأن الاوروبيين يتزايد لديهم الشعور السلبي من ناحية الدول المسيحية ذات الاداء الاجتماعي السلبي."
و قال بأن معظم الدول الغربية قد تصبح اكثر تدينا اذا ما ثبت خطأ نظرية التطور مثلا و ثبت وجود اللـه علميا. و بالمثل، فإن نظرية التطور في اميركا لن تلقى الرضى العام إلا اذا حصل نقص في المعتقدات الدينية.
"إن المجتمعات الديمقراطية اللادينية المناصرة لنظرية التطور، تناقض بوضوح الحكمة القائلة بأن المجتمع لا يمكنه التمتع بأوضاع جيدة إلا اذا آمن اعضاء هذا المجتمع بإله أخلاقي. و الخوف من فكرة أن المواطـَنة اللاإلهية هي كارثة اجتماعية، هو خوف لا محل له."
<المصدر بالانجليزية>