شكراً عزيزى زياد على المادة القيمة (f)
لفت نظرى جملة فى مداخلتك وأود التكثيف عليها قليلاً..
عل ذلك يشرح مدى صعوبة المحاكاة المعملية فى هذا العلم
اقتباس:أجريت تجارب كثيرة على التخاطر (المتعمد بشكل خاص) و بصراحة لم يتم التوصل لنتائج قاطعة تُنظّر لهذه الظاهرة و في الوقت نفسه لم تستطع النتائج نفي التخاطر.
فعلا..
من الصعب محاكاة ظروف ال"تليباثى" وبالتالى لا يمكن التأكد منه معملياً..
التليباثى لا يحدث مع الخوارق فقط.. بل يمكن حدوثه بين الأقارب أو العشاق أو أصحاب العلاقات الحميمة (الصادقة).. وكثيراً ما يحدث بين الأم وطفلها..
لحدوث حالة تليباثى مثالية.. يجب أن يكون المرسل والمستقبل فى حالة مزاجية معينة..
الراسل: (الأدرينيرجيك)
لابد أن يكون فى حالة خطر.. فزع.. رعب.. توتر.. قلق.. خوف.. أثناء البث العقلى
يقول علماء الباراسيكولوجى أنه لإرسال البث العقلى علاقة وطيدة بإفراز "الأدرينالين" الذى يفرز فى مثل هذه الحالات..
لذا يدعون هذه الحالة "حالة أدرينيرجيا"
المستقبل: (الكولينيرجيك)
لابد أن يكون على النقيض تماماً..
هادئ.. مسترخى.. مستريح.. غير قلق.. فى حالة سلام داخلى (لا أقصدك يا عزيزتى سيرانة :D )
وما يقوله علماء الباراسيكولوجى هنا.. أنه لإستقبال البث العقلى علاقة وطيدة بإفراز "الكولين استراز" الذى يفرز فى مثل هذه الحالات..
لذا يدعون هذه الحالة "حالة كولينيرجيا"
من أشهر الحوادث بهذا الصدد حادثة مشهورة للمذيع المعروف بإذاعة مدينة شارلوت "هيوارد ويلار" وصديقه "جون فندربيرك" والحادثة بتاريخ 10 يونيو 1962 فى مدينة "شارلوت" الأمريكية
سأترككم مع أ. نبيل فاروق وهو يشرح بأسلوبه المثير فى دراسة علمية نشرها بسلسلة "كوكتيل"
في تلك الليلة كان "هيوارد" قد أنتهى من عمله في الاذاعة وعاد إلى منزله في منتصف الليل كعادته..
تناول طعام العشاء.. واستعد للذهاب إلى فراشه..
نفس الروتين اليومي الذي أعتاده منذ عشر سنوات..
فجأة تجمد "هيوارد" في مكانه..
تحكى زوجته أنه للحظة بدا لها أشبه بتمثال من الشمع لرجل مذعور اتسعت عيناه وانفغر فاه..
والتفت "هيوارد" فجأة إلى زوجته بات وقال في توتر:
- أسمعت الصوت
سألته زوجته في قلق:
- أي صوت
قال في حيرة :
- صوت إرتطام السيارة ....هناك حادثة سير
رددت في قلق أكثر :
- حادثة سير إنني لم أسمع شيئا
خيل لها انه حتى لم يسمعها وهو يندفع نحو حجرته قائلا :
- سأستطلع الامر وأعود إليك على الفور..
هوى قلبها بين قدميها عندما رأته يرتدي ثيابه على عجل ويسرع إلى حيث سيارته.. وتساءلت في هلع عما أصاب زوجها هل جن أم ماذا!
هل فقد عقله مع شدة إنهماكه في العمل؟
وفكرت في الاتصال بطبيبهما الخاص خشية ان تكون حالة "هيوارد" خطرة..
لكن "هيوارد" لم يمهلها الوقت لهذا فقد انطلق بسيارته قبل حتى أن تتخذ قرارها..
وبالنسبة اليه كان الامر اكثر حيرة..
لقد سمع صوت إصطدام السيارة في وضوح ولكنه لم يجد سيارة واحدة تتحرك عندما غادر المنزل..
وهو واثق مما سمع..
وعندما أدار محرك سيارته لم يكن يدري بعد إلى أين يتجه..
ولان منزله يقع عند نقطة تتفرع منها عدة طرق فقد كان عليه أن يتخذ قراره بإختيار الطريق الصحيح الذي يتخذه ليصل إلى منطقة التصادم (هذا لو انه هناك تصادم)
وبلا تردد وبثقة لم يدري من أين حصل عليها.. انطلق مباشرة في شارع "بارك" وعندما بلغ تقاطع "وودلون" انحرف يمينا ليهبط التل في ثقة وكأنه يعلم مسبقا إلى أين يتجه..
وعندما بلغ موقع تجمع مراكب صيد الجمبري وجد نفسه يتخذ طريق "مونتفورد درايف" بنفس الثقة العجيبة الغير معلومة السبب..
وقطع "هيوارد" 60 مترا فحسب في طريق "مونتفورد" ثم وجد نفسه يتوقف فجأة..
هنا..
في هذه النقطة بالذات وحيث لايوجد أي شيء محدود.. كان يشعر بضرورة الخروج عن الطريق الرئيسي..
ومجنون هو من يفعل هذا في الواحدة صباحا..
"هيوارد" العاقل يعلم هذا..
ولكن "هيوارد" الذي يقود السيارة لم يمكنه مقاومة هذه الرغبة..
انحرف يمينا وخرج عن الطريق..
اتجه مباشرة نحو شجرة ضخمة ترتفع وسط طريق رملي يمتد الى مالا نهاية..
وهناك..
رأى السيارة..
راها فجأة على ضوء مصباح سيارته.. فضغط مكابح السيارة في قوة وتأمل مشهد الحادث..
سيارة أرتطمت مقدمتها بعامود معدني على مقربة من جذع الشجرة..
وانتزعت الضربة محركها ودفعته إلى حيث مقعدها الامامي من شدة الاصطدام وعنف الصدمة..
غادر هيوارد سيارته واسرع نحو السيارة المصابة..
لم ير احداً داخلها.. لكنه سمع من داخلها صوتا ضعيفا واهنا يقول :
- النجدة يا "هامبي" أنقذني..
وقفز قلب هيوارد بين ضلوعه في هلع وانقض على السيارة وراح يفحص حطامها وهو يهتف:
- أنا هنا يا "جو" سأنقذك ياصديقي..
وأخيراً..
عثر "هيوارد" على صديق عمره "جون فندربيرك" محشورا وسط الحطام والدماء تنزف منه في غزارة..
وحمل هيوارد صديق عمره إلى سيارته وانطلق به الى اقرب مستشفى حيث اجريت له جراحة عاجلة تمكن خلالها الاطباء من إنقاذ حياته بمعجزة..
يقول الجراح د."فيليب أرني" الذي اجرى العملية لـ"جون" انه لو تأخر "هيوارد" عن إنقاذ صديقه ربع ساعة اخرى للقى "جون" مصرعه وسط الحطام دون ان يشعر به مخلوق واحد..
وهذا صحيح فالتقرير الذي نشرته جريدة "شارلوت نيوز" عن هذا الحادث يقول انه وعلى الرغم من ان طريق "مونتفورد درايف" هذا طريق شديد الحيوية.. الا ان احدا لم يمر به منذ وقع الحادث وحتى مرور 45 دقيقة من انقاذ هيوارد لصديقه
والعجيب ان "هيوارد" قد سمع صوت الحادث على بعد عشرة كيلومترات في نفس اللحظة التي اصطدمت فيها سيارة "جون" بالعامود..
وقد اثبت البحث انه لم يقع أي حادث مماثل في دائرة قطرها 50 كيلومترا من منزل "هيوارد"
بسؤال جون قال:
- ان اول مافكر فيه عندما ارتطمت سيارته هو صديق عمره "هامبي"
وهو اسم الدلع الذي يخاطب به "هيوارد" منذ طفولتهما
[CENTER]_________________________________[/CENTER]
بالطبع د.نبيل أضاف "تحابيش" للقصة لجعلنا نراها.. لا أن نقرأها فقط.. :)
لكن كل نقطة قالها مطابقة تماماً لما كتبه أ.د. "راجى عنايت" حول نفس الواقعة التى نشرتها "شارلوت نيوز" فى عددها الصادر فى يونيو 1962
"هيوارد" هنا.. قد تلقى رسالة عقلية من صديقه "جون" بواسطة "التليباثى..
الظروف التي تم فيها إرسال وإستقبال هذه الرسالة ظروف مثالية..
فعندما حدث التصادم كان جون في حالة "ادرينالجيا" لأنه مقدم على الموت فى طريق مهجور..
في حين كان "هيوارد" فى حالة "كولينيرجيا" لأنه يهم بالنوم..
والعلاقة بينهما حميمية جداً لدرجة أن "جون" يفكر فى "هيوارد" فى الدقائق ما قبل الموت..
هل توصلتم الآن لمدى صعوبة محاكاة ظروف "التليباثى" ؟
تحياتى