اقتباس:قريبا سأحاول أن أنقل ما يمكن من الكتاب أو لربما أنسخه كاملا ( تحب تساعدني في نسخه؟ ) و نتناقش فيه سويا في ساحة إقرأ.
كنت أتمنى حقا أن أساعد في ذلك عزيزي ابراهيم في هذا الكتاب وفي غيره لكني حقا ممن لا يملكون الوقت لذلك. فكل الوقت الذي أجده أنفقه في الكتابة في المنتدى أو الرد على رسائلي. وأنا لا زلت طالبا وأمامي مراجعة ودروس وامتحانات قد تضطرني ربما لكي أتوقف عن الكتابة في المنتدى في الاسابيع القادمة.
اقتباس:ما وقف هؤلاء ضده هو المفهوم التجريدي الجاف للمادة كأن يلقي الإنسان الكلام على عواهنه و يقول: الحياة مادة و يقف عند ذلك.
لا أعتقد أن "الحياة مادة" يعني أن الملحد هو آلة جامدة لا تشعر ولا تحس ويغيب عنها المفهوم الشعوري أو العاطفي أو حتى سمّه الروحي للانسان. بالعكس ربما وجدت هذا الجانب موجودا بغزارة أكثر عند الملحد. حكاية المادة هي فقط في علاقة فهم الملحد للكون وللعالم من حوله وهي تتعلق بالجانب العلمي الفلسفي. لكن يظل الملحد يحمل نفس مشاعر بقية البشر ويعيش نفس حالاتهم النفسية فهو ليس بكائن خارق أو شاذ.
عندما انتشرت المبادئ الالحادية خصوصا في فترة الانوار طـُرح تساؤل مهم هو "هل يستطيع الانسان حقا أن يعيش بدون الجانب الميتافيزيقي خصوصا وأن للانسان القدرة على تجاوز الواقع والمكان والزمان بفضل عقله المتطور وبالتالي فهو لا محالة سينطلق بتفكيره إلى غير عالمه المادي؟" لكن الجواب كان أصلا موجود وهو:
الفن. يستطيع الانسان أن يحقق التوازن بين الجانب المادي فيه والجانب الشعوري/الروحي/النفسي بواسطة الفن. وربما كانت عصر النهضة الذي كانت قد انطلقت من ايطاليا وغزت بقية أوروبا وما عرفته من ابداعات فنية في مختلف المجالات كانت قد مهدت الطريق أمام تعويض الفن للدين وهو ما ساهم في انتشار الالحاد مع بداية عصر الانوار.
إذن فللملحد دينه الخاص (بتعبير ساخر) المتمثل في الفن الذي بواسطته يتجاوز الانسان واقعه ويعبر عن أغوار نفسه وأحاسيسه ويجعله يعيش عالما روحيا مثل الذي يقدمه الدين لاتباعه.
ولم أضع تلك القولة في توقعي عبثا أو لشاعريتها بل لأنها تلخص حقا مذهب الالحاد.
إذن، كان كل ذلك الكلام لتفسير أن الملحد ليس لوح ثلج كما يظن البعض بل بالعكس هو يحمل من المشاعر الراقية والأحاسيس الرفيعة ما لا يمكن أن تجده في كثير من الديانات.
كنت أيضا أتمنى أن أتحدث عن الجانب الاخلاقي للملحد لكن لندع ذلك في فرصة أخرى ولاستكمل مع العزيز ابراهيم بقية النقاش.
اقتباس:ما أجده طريفا هو رغبة الكثير من اللا دينيين العرب أن ينسبوا الإلحاد و الزندقة لهؤلاء في حين أن هؤلاء المصلحين هدفهم كان أكبر و أعظم رؤية من إلحاد و زندقة هؤلاء اللا دينيين العرب.
لا أدري لماذا قرنت الالحاد بالزندقة هنا؟
وهل من المفروض أن "نزندق" فولتار لكي نثبت أنه ملحد؟
كان من الممكن أن تقول: "ما أجده طريفا هو رغبة الكثير من اللا دينيين العرب أن ينسبوا الإلحاد لهؤلاء في حين أن هؤلاء المصلحين هدفهم كان أكبر و أعظم رؤية من الإلحاد."
ولا أعتقد أبدا أن الزندقة هي طريق الالحاد.
كما أن الالحاد لا يتناقض مع الاصلاح.
الملحدون يحاولون الاصلاح أيضا والسمو وتطوير حياة البشر أيضا... أم أنك تظن أن الملحد شيطان وآخر ما يفكر فيه هو الاصلاح؟
اقتباس:أين هذا الكلام الجميل الحلو من الدعوة إلى اللا دينية؟! يكفيني أن يعرف الناس الله و يعرفوه هم بطريقتهم و هذا شأنهم و بينهم و بين ربهم. المهم في نظري هو أن يعرف الإنسان الله و لا ينكره. ما أحلى إيمان فولتير و ليت اللا دينيين العرب بلغوا إلى ما دعى هو نفسه إليه و هو في نظرهم شيخ الملحدين و زعيمهم.
يا عزيزي ابراهيم، أنا لا أرى أن في الكلام الذي نقلته أي إشارة على أن الدين المقصود هو الدين المسيحي أو الاسلامي أو أي دين معين.
دار الحديث عن "دين مقدس" وعن التقاليد وعن الايمان. بل بالعكس فالدين في تلك الفقرة جاء مرادفا لـ"الحب البشري" كما سماه الكاتب. وهذا لا يتناقض أبدا مع الالحاد (على الاقل كما أفهمه أنا). بل لن أبالغ إن أكدت أني ألمح من بين سطور تلك الكلمات أن هناك دعوة لدين جديد ربما كان هو أقرب للالحاد، دين مبني على "نحب الإنسان و الشرف و المجد و الصحة و الخير، و نحب الحيوان و النبات و الجبال و الأنهار و الرسوم الفنية و المدن التاريخية. و بذلك لا نركد بل نبقى على نشاط دائم مستطلعين مكافحين محبين للخير كارهين للشر"
ثم إن سلامة موسى حسب علمي كان ملحدا ومن أشد المؤمنين بنظرية التطور ولا يخلو له كتاب من ذكر اعجاب سلامة موسى بتلك النظرية والتي يفهمها ليس على المستوى البيولوجي فقط بل في كل الجوانب الاجتماعية للانسان. وقد كتب "نظرية التطور وأصل الانسان" التي شرح فيها نظرية داروين وله في أواخلا ذلك الكتاب ص 235 فصل بعنوان "أصل الدين" يبين الحاده بوضوح.
ولك أخلص تحياتي(f)