كنت استعرض بعض الأحاديث على الانترنت ووقفت أمام هذا الحديث:

‏حدثنا ‏ ‏مسدد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏إسماعيل ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏التيمي ‏ ‏عن ‏ ‏أبي عثمان ‏ ‏عن ‏ ‏أسامة ‏ ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏قمت على باب الجنة فكان عامة من دخلها المساكين وأصحاب الجد محبوسون غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء

صحيح البخاري
النكاح
لا تأذن المرأة في بيت زوجها لأحد إلا بإذنه

http://hadith.al-islam.com/Display/Display...?Doc=0&Rec=7751

استفساري هو التالي:

كيف يمكن للرسول أن يعرف هذه التفاصيل بخصوص الجنة والنار (أو ربما هو ذهب بالفعل هناك إن كان فهمي لـ"قمت على باب الجنة... صحيحا)؟

حسب ما كنت أتصوره فالجنة والنار مكانان معدان للمستقبل بعد يوم الحساب حيث سيتم جزاء البشر حسب ميزان أفعالهم بين جنة وبين نار.

لكن من يقرأ هذا الحديث يفهم شيئا مغايرا أساسه أن الجنة والنار already ممتلئة بالخلق والرسول نفسه مطلع على ساكينيها.

فكيف يمكن تفسير هذا؟

أنا أطرح هذا الاستفسار بدافع حب الاطلاع والمعرفة وليس لأي غاية أخرى قد يفهمها الزملاء المسلمون خطأ. وشكرا مسبقا لمن يشرح هذه الحديث.

لقد عُرضت الجنة والنار وكيف سيكون حالهما على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كما ورد في هذه الفقرة هنا :-

".................. وقال: يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وايم الله يعني والله لقد رأيت منذ قمت أصلي ما أنتم ملاقوه من أمر دنياكم وأخرتكم ما من شئ لم أكن رايته الا رايته في مقامي هذا حتى الجنة والنار رأيت النار يحطم بعضها بعضا فلم أر كاليوم منظرا قط أفظع ورأيت فيها عمرو بن لحي الخز اعي يجر قصبه يعني أمعائه ورأيت فيها امرأة تعذب في هرة لها ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض ولقد رايتكم تفتنون في قبوركم كفتنة الدجال يؤتى أحدكم فيقال ما علمك بهذا الرجل يعني الرسول صلى الله عليه وسلم قال فأما المؤمن أو الموقن جعلني الله وإياكم منهم اللهم اجعلنا من المؤمنين الموقنين اللهم اجعلنا من المؤمنين الموقنين اللهم اجعلنا من المؤمنين الموقنين قال فأما المؤمن أو الموقن فيقول محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فاجبنا وآمنا واتبعنا فيقال نم صالحا فقد علمنا أن كنت لموقنا وأما المنافق أو المرتاب فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته ثم ذكر الدجال وقال لن تروا ذلك حتى تروا أمورا يتفاقم شأنها في أنفسكم وتسالوا بينكم هل كان نبيكم ذكر لكم منها ذكرا وحتى تزول جبال عن مراتبها ) عباد الله أيها المؤمنون بالله ورسوله إن فزع النبي صلى الله عليه وسلم للكسوف وصلاته هذه الصلاة وعرض الجنة والنار عليه فيها ورؤيته لكل ما نحن ملاقوه من أمر الدنيا والآخرة ورؤيته الأمة تفتن في قبورها وخطبته هذه الخطبة البليغة وأمره أمته إذا رأوا كسوف الشمس أو القمر أن يفزعوا إلى الصلاة والذكر والدعاء والاستغفار والتكبير والصدقة بل أمر بالعتق أيضا إن كل هذا ليدل على عظم الكسوف وإن صلاة الكسوف مؤكدة جدا "

http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/art...ticle_139.shtml

كيف يمكن أن يعرض شيء ما وهو أصلا غير موجود؟
هل الجنة والنار موجودتان اليوم أم في الماضي لكي يمكن للرسول زيارتهما؟

أما إذا قلنا بغض النظر عن أي منطقي إنساني أن الله مكنه بقدرته من ذلك فهذا دليل على أن كل شيء معد مسبقا: الجنة والنار ومن سيسكن الجنة ومن سيسكن النار. فلماذا إذن نعيش أصلا إن كان كل شيء مـُعدا مسبقا وكل مسكن بانتظار ساكنه؟

فأنا مثلا بانتظاري مكان مكن في الجنة أو في النار، مكان معد مسبقا ولا يمكن لأي كان أن يغير هذه الحقيقة التي تنتظرني.

فأين الاختيار في كل هذا؟

أليس هذا دليل على أني دمية يسيرها لله كما يشاء (يهدي ويظل من يشاء) ثم بعد ذلك يقول هذا بني آدم أخطأ رغم تحذيري وكان لا بد أن يلقى جزاءه (النار)؟

طبعا سألقى جزائي في النار بما أن كل شيء معد مسبقا (مثل أي مسرحية).

عزيزي philalethist.. (f)

هناك فارق بين "معد مسبقاً" التي ذكرتها، وتعني سلب الإختيار كما تفضّلت بالتوضيح..
وبين "معلوم مسبقاً" التي تدور حولها النبوءات عموماً.. فهذه لا تتدخل بالإختيارات.. إنها فقط معرفة بالنتائج قبل حدوثها..

مثال للتوضيح:

لو إفترضنا أننا إستطعنا إختراع "آلة الزمن" الشهيرة..
ثم قام "حارس السراب" باستخدامها ليسافر بضعة أيام إلى المستقبل.. سيتمكن هنا من معرفة مداخلتك القادمة..
عندما يعود "حارس السراب" مرة أخرى للزمن الحالي.. يكون قد إمتلك "معرفة مسبقة" بمداخلتك القادمة تماماً.. لكن هذا لا علاقة له باختيارك.. فمازلت حراً في مداخلتك القادمة (المعلومة لديه)

إحترامي..

الزميل العزيز
إن أردت معرفة المفهوم المسيحى هنا فالنتيجة قد تحددت فور انتهاء حياتك و ما يوم الحساب سوى بمثابة الإعلان النهائى لها و لذلك يوجد مكانين إنتظار أحدهما " الفردوس " و الآخر " الهاوية " .
تحياتى

عزيزي Mirage Guardian

عندما سافر محمد للمستقبل ووقف أمام باب الجنة والنار، أكيد هو من بين أصحاب الجنة آنذاك. إذن فمحمد قد رأى نفسه. أي في نفس اللحظة تواجد "محمدان": محمد زائر الجنة و محمد قاطن الجنة. هل يمكنك قبول هذه الحقيقة؟

أردت بهذا أن أقول أنه حتى لو جنحت بنا الافتراضات والخيال فسيكون هناك حدا حتى للخيال.

هل حقا يوجد فرق بين المعد مسبقا والمعلوم مسبقا؟
الله يعلم مصير كل منا مسبقا؟
في بعض الاحيان عندما أقف في الشارع لأنتقل لماكن معين لا أعرف إن كنت ساركب تاكسي أم الباص أم أن صديقا سيمر فيأخذني معه. لكن الله يعلم كل هذا. إذن فالأمر ليس بمسألة علم فحسب. لأن لا أحد يعلم بذلك وهي مسألة صدفة أكثر منها إعداد مسبق (أول وسيئلة نقل تمر سأستقلها). لكن الله يعلم ما لا أعلمه أنا وما لا يمكن لأحد أن يعلمه وما أظنه أنا صدفة. بما أن الله يعلم هذا (أي وسيلة نقل سأستقل) منذ الأزل فأكيد لأنه هو الذي شاء لتلك الأحداث أن تتركب الواحدة بعد الأخرى منذ الأزل لتبدو لنا وكأنها مصادفة واختيار حر في حين أن الله هو الذي ركب كل شيء منذ الأزل بناء على مشيئته وليس علمه فقط.

من الممكن لله أو أي كائن خارق آخر أن يعرف بدقة الماضي لأن الماضي حدث وهناك معلومات دقيقة مسجلة بشأنه. لكن عندما يكون المعلوم شيئا لم يحدث بعد فأعتقد أن حتى الله نفسه لا يمكنه أن يعرف ذلك الشيء إلا إذا كان يعرفه مسبقا لأن له يدا فيه.

هل يعرف الله أن كم من شخص سيقرأ موضوعي هذا وكم من زميل سيرد؟
أكيد هو يعرف والآن حالا بل وبالتأكيد منذ الأزل هو يعرف أني سأكتب هذا الموضوع ومن سيقرؤه ومن سيرد عليه ومن سيعجنه ومن سيستهجنه... وما لانهاية له من هذه المعلومات.

كيف لله أن يعرف ومنذ الأزل كل هذا وهذا لم يقع بعد والزملاء لم يولدوا بعد بل والأرض لم تخلق بعد؟
لا تقل لي أن الله أو غيره يذهب للمستقبل ويعرف ما سيقع هناك؟
المشكلة ليست مسألة رحيل للمستقبل بل هي من صنع هذا المستقبل؟

الخلاصة: ما سيقع في المستقبل لا يمكنه أن يتخالف مع ما يعلمه الله لأن الله هو الذي ركبه ويركبه في كل لحظة في حياتنا. ولذلك فأنا أرى أنه لا فرق بين علم الله وبين مشيئته.

[size=4]الله شاء لأبي لهب أن يموت كافرا وأنزل سورة في ذلك.
هل تعتقدون أن أبا لهب كان يمكنه أن يختار أن يؤمن لينسف بذلك كل ما جاء به الله؟ طبعا لا وما دام الله شاء ذلك (والدليل السورة في القرآن) فلن يستطيع أي كان أن يغير مشيئة الله تلك. وأبو لهب مهما فكر في ذلك فسيكون الله له بالمرصاد. لماذا؟ [SIZE=5]لأن الله شاء أن يكون أبو لهب في النار وليس علم ذلك فحسب.

اقتباس:  اسحق   كتب/كتبت  
الزميل العزيز
إن أردت معرفة المفهوم المسيحى هنا فالنتيجة قد تحددت فور انتهاء حياتك و ما يوم الحساب سوى بمثابة الإعلان النهائى لها و لذلك يوجد مكانين إنتظار أحدهما " الفردوس " و الآخر " الهاوية " .
تحياتى

لم أفهم جيدا ما جاء في كلامك عزيزي اسحاق.
هل يمكنك تقديم مزيد من الشرح.
ولك جزيل الشكر(f)

اقتباس:  philalethist   كتب/كتبت  

اقتباس:  اسحق   كتب/كتبت  
الزميل العزيز
إن أردت معرفة المفهوم المسيحى هنا فالنتيجة قد تحددت فور انتهاء حياتك و ما يوم الحساب سوى بمثابة الإعلان النهائى لها و لذلك يوجد مكانين إنتظار أحدهما " الفردوس " و الآخر " الهاوية " .
تحياتى

لم أفهم جيدا ما جاء في كلامك عزيزي اسحاق.
هل يمكنك تقديم مزيد من الشرح.
ولك جزيل الشكر(f)

قد يكون عيب فى .
إسأل ما شئت و أنا أجيب .
تحياتى

سيدphilalethist
كون هذه أول مداخلة لي في موضوعكم فيسرني تحيتكم
عالسلامة
شنحويللك؟
لا باس؟
بالنسبة للتساؤل الذي تفضلتم به فأفيدكم بحسب ما اعلم ان علم الله أو علم رسوله صلى الله عليه وسلم بشيء لا يقتضي اجبار الانسان على الفعل.

فمثلا نحن نؤمن بان لله تعالى صفات الكمال المطلق وعلمه تعالى مطلق بلا حدود فاذا كان سبحانه يعلم بأن فلانا من أهل النار فذلك لا يتنافى مع حرية الاختيار التي أعطيت للانسان((انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا))
((وهديناه النجدين))
اما ما حدثه الرسول صلى الله عليه وسلم من أمور مستقبليه فبما أراه الله تعالى أو بما أوحى اليه.
وقد حدث القرآن الكريم عن بعض الحوادث المستقبلية كالجنة والنار وبامكانك الرجوع الى أواخر سورة الزمر لتشاهد ذلك.
وأريد ان اضرب لك مثالا
افترض بأنني قلت لك هناك أفعى في هذه الطريق فلا تسلكها لئلا تلدغك وانت تحديت وسرت فيها ثم لدغت فهل لك الحق بلومي أم لا؟
:97:

اقتباس:وأريد ان اضرب لك مثالا
افترض بأنني قلت لك هناك أفعى في هذه الطريق فلا تسلكها لئلا تلدغك وانت تحديت وسرت فيها ثم لدغت فهل لك الحق بلومي أم لا؟

لا لوم عليك بعد أن تلدغني الحية(f) لكن تصور أنك تنصحني ألا أسلك ذلك الطريق وأنا لم أفكر حتى في المرور عبر ذلك الطريق بل وقبل أن أعلم حتى بوجوده. كيف علمت أني سأعبره في تلك الحالة؟ أنا أقصد أن الله يعلم كل شيء قبل أن توجد حتى الأطراف المشاركة في الأحداث. إنه يعلم قبل أن أفكر أنا في المرور عبر الطريق ما سيحدث لي بل يعلم ذلك قبل أن أوجد أنا. إنني أسير وفق معرفته.

المشكلة أن الله منذ الأزل يعلم كل شيء وليس عندما يكون الانسان أمام الاختبار. لو كنت أمام الحية الآن فيمكن أن نقول أنه بطريقة ما الله يتابع الحادث من عليائه وبحسابات بسيطة يمكنه أن يعرف. لكن الله يعرف ذلك قبل أن يوجد الطريق وقل أن أخلق أنا وتخلق الحية؟

إنه يعرف أني سأخلق ثم ستخلق الحية (بل قل هو شاء أن يخلقني ويخلق الحية) ثم هو يعلم أننا سنتقابل ثم هو يعلم ما سيقع بيننا.

لا أعتقد أنها مسألة علم فقط. العلم بالشيء (وعلم الله أكيد) في هذه الحالة يعني أن هناك إرادة شاءت أن يكون الشيء مثلما أرادت تلك الارادة.

أنا حر في أن أفعل ما يحلو لي لكن الله يعلم ذلك قبل أن أولد.
لا شك أنه هو الذي شكلني في طبيعة ما لكي أكون مثلما كان يعلم.
أو هو يعلم شيئا ما (وهذا الشيء أكيد) يجعله يعرف مسبقا ما سيقع.
في كل الحالات أنا لا دخل لي.
هو خلقني ويعلم مسبقا مصيري قبل أن يخلقني فهل تعتقدون أنه سيخلقني على عكس ما قدر لي.
[size=5]أي تقريبا مثل المبرمج يقوم بصنع برنامج ثم يقول "هذا البرنامج سيقوم بكل حرية بهذه المهمة وتلك المهمة". لا أعتقد حينها أن البرنامج سيقوم بعكس ما بُُرمج عيه. أما الحرية فستكون دائما نسبية ما دامت هناك برمجة مسبقة.