اقتباس:  أنا مسلم   كتب/كتبت  
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيسي عبده ورسوله
أما بعد:

:97: بارك الله فيك أخى الصفى
تسجيل متابعه وإهتمام (f)

لكن هل تسمح لى أخى بأى سؤال حول نقطه أختلف فيها معك او ان يكون قولك غير مفهوم فى نقطه معينه بالنسبة لى فأطلب توضيحه اكثر :?:

و بارك فيك اخي انا مسلم
و تفضل بالاسهام معي في هذا الشريط و الذي تصديت لموضوعه ليس لانني باعلم منكم و لكن لان موضوع التفسير كثيرا ما ينافش من قبل غير المسلمين اعتقادا منهم بان كل ما كتب في كتب التفسير غير قابل للنقاش و انه من المسلمات الملزمة لكل الازمان. و ساقوم ان شاء الله بتقديم نملذج من هذا التفسير يصر زملائنا على الزامنا به.
تحياتي

سبب اخر من اسباب التفسير هو ان دلالات القران الاصلية التي هي واضحة بوضوح ما يقتضيه من الالفاظ و التراكيب تتبعها معان تكون دلالة التركيب عليها محل اجمال او محل ابهام , اذ يكون التركيب صالحا على الترديد لمعان متباينة يتصور فيها معناه الاصلي و لا يتبين المراد منها , كأن يقع التعبير عن ذات باحدى صفاتها او يكنى عن حقيقة باحدى خواصها او احد لوازمها على الطرائق البيانية المعهودة في اللغة العربية و غيرها فينشا عن ذلك اجمال فيطلب بيانا او ابهام يتطلب تعيينا كما يقع في الكلام بصفة عامة . و لما كان الذين اتصلوا اولا بتلك المجملات او المبهمات او المطلقات قد رجعوا الى المبلغ صلى الله عليه و سلم في طلب بيانها او تعيينها او تقييدها فتقلوا عندما افادهم فاطلعوا بان الذين اتوا بعدهم احتاجوا الى معرفة تلك الامور الماثورة عن النبي (ص) لتتضح لهم تلك المعاني كما اتضحت لمن قبلهم , و لا سبيل الى ذلك الا بالخبر الماثور عمن ليس عنده الا العلم المعصوم الذي يوضح ذلك و هو النبي (ص) . و هذا التفسير اقل عدد مواقع من النوع السابق لانه يختص بامور معينة محصورة و لا يعم كل القران.

التفسير بالمأثور و التفسير بالرأي
و التفسير اما بالماثور و هو الذي روي ان النبي صلى الله عليه و سلم نفسه او صحابته الذين اخذوا عنه و تعلموا منه , قد صرحوا به في بيان معنى القران و دلالته , و تكاد كل كتب السنة الكبيرة تشتمل على باب فيما روي عن النبي (ص) في تفسير القران , و يلحق بذلك ما نقل عن اصحابه في وجوه التفسير. و يعتبر تفسير اين جرير الطبري نموذجا للتفسير بالماثور , و قد استطاع العلامة السيوطي ان يجمع اكثر من عشرة الاف حديث في التفسير بالماثور و له كتاب في ستة اجزاء يسمى ( الدر المنثور في التفسير بالماثور).
و ما صح من التفسير الماثور المرفوع الى النبي(ص) لا يقدم عليه شئ, و يليه ما صح عن اصحابه , على ان الصحيح من هذا و ذاك قليل جدا.
و اكثر التفسير بالماثور قد سرى الى الرواة من زنادقة اليهود و الفرس و مسلمة اهل الكتاب, كما قال الحافظ ابن كثير . و جل ذلك في قصص الرسل مع اقوامهم , و ما يتعلق بكتبهم و معجزاتهم . و في تاريخ غيرهم كاصحاب الكهف و مدينة ارم ذات العماد و سحر بابل , و عوج بن عنق , و في امور الغيب من اشراط الساعة و قيامها , و ما يكون فيها و ما بعدها . و جل ذلك خرافات و مفتريات . و لذلك قال الامام احمد بن حنبل : ثلاثة لا اصل لها: التفسير و الملاحم و المغازي.
و اما بالراي.
و الادلة على جواز التفسير بالراي و الاجتهاد في فهم القران كثيرة قال تعالى من سورة النساء:
{وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً} (83) سورة النساء
و قال تعالى من سورة محمد :
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (24) سورة محمد
و قال تعالى من سورة ص :
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (29) سورة ص
و من حديث ابن عباس : القران ذلول ذو وجوه فاحملوه على احسن وجوهه.
و قد دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم لابن عباس فقال: اللهم فقهه في الدين و علمه التاويل.
و قد روي عن على انه سئل: هل خصكم رسول الله بشئ؟ فقال: ما عندنا غير ما في هذه الصحيفة, او فهم يؤتاه الرجل في كتاب الله.

ثم انه اختلفت مذاهب المفسرين اختلافا ذريعا تبعا للاعتبارات المختلفة فيما لا بد منه في تفسير القرن من وسائل او خلافات اعتقادية او مذهبية , فمنهم من غلبت عليه الناحية اللغوية كما في كتب ابي عبيدة و الزجاج و الفراء. و منهم من اهتم بغريب القران كالسجستاني و الاصبهاني و غيرهما , و منهم من عني بالاعراب و توسع في بيان وجوهه و ما تحتمله الالفاظ منها , كالكعبري معرب القران , و الجمل في حاشيته على تفسير الجلالين , و منهم من اولع بالنظر في اساليب الكتاب و معانيه , و ما اشتمل عليه من وجوه البلاغة و الاعجاز مع الالمام بشئ من المقاصد , كالزمخشري في الكشاف الذي يعتبر نموذجا لتفسير المعتزلة و رجال مدرسته , و منهم من اهتم بالناحية الشرعية الفقهية , و قد جمع بعضهم ايات الاحكام و فسرها و حدها , و من اشهرهم ابو بكر بن العربي و القرطبي و اصحاب كتب احكام القران, و منهم من توسع في الكلام عن العقائد و منافحة الزائغين و محاجة المخالفين كالامام الرازي , و قد زاد بما اورده في تفسيره من العلوم الرياضية و الطبيعية , و قد اخذ اخذه الشيخ طنطاوي جوهري في كتابه تفسير الجواهر واغرق في ذلك , فهو يذكر في تفسير الاية بمناسبة كلمة منها كالسماء و الارض فصولا طويلة من علم الفلك او النبات او الحيوان او غيرها , و منهم من اغرب بالتفسير عن طريق التاويل و الرمز و الاشارة , و قد اشتبه على الناس في هذا النوع من التفسير كلام الصوفية بكلام الباطنية و اخوان الصفا, و فرق العلامة الالوسي بان الصوفية يقولون : ان القران يشير الى دقائق تنكشف لارباب السلوك , و يمكن التطبيق بينها وبين الظواهر التي هي المرادة من القران , و لكن الباطنية يقولون : ان الظواهر غير مرادة .
و قد انكر هذا النوع من التفسير اهل الظاهر و كثير غيرهم من اهل السنة و المعتزلة كابن الجوزي و غيره, و لم ينكر جمهور علماء المسلمين ان يذهب الفهم في النص الى غير ظاهره للقرائن و الملابسات و لكنهم يشترطون الا تتجاوز المعارف الاشارية ما عرف من اصول الاسلام , و يوجبون الايمان و العمل بالظاهر على انه اساس الدين , لان النصوص انما جاءت ليتعبد بها على الوجه الذي يفهم من اللغة العربية و لان الدين انما جاء للناس كافة و ليس لفئة خاصة.

من يفسر القران؟
المرتبة العليا في فهم القران و تفسيره لا تتحقق الا بامور : اهمها :علم اللغة ليعرف المفسر حقائق الالفاظ العربية المفردة التي تتركب منها الايات و السور , و علم النحو , و علوم البلاغة : المعاني و البيان و البديع ليعرف بعلم النحو وجوه الاعراب و احكام الكلمات العربية من جهة افرادها و تركيبها , و بعلوم البلاغة الاساليب العربية و خواص تراكيب الكلام من جهة افادتها المعنى و خواصها من حيث اختلافها , و يقف على وجوه تحسين الكلام , و علم الاجتماع و التاريخ بانواعه و السيرة النبوية ليعرف ما جاء في القران من بيان احوال المخلوقات و طبائعها و السنن الالهية في البشر, و ما قص الله تعالى علينا من سير الامم السابقة . و نشأة الدعوة الاسلامية و اسباب النزول ليكون في ذلك عون على وضوح المعنى و بيان المقصود من اللفظ بمعونة المقام, و علم القراءات ليعرف كيفية النطق بالقران, و يرجح بالقراءات بعض الوجوه المحتملة في المعنى على بعض.
و قد عرف التفسير في هذه المرتبة العليا و الدائرة الواسعة بانه علم يبحث فيه عن كيفية النطق بالفاظ القران , و فهم مدلولاتها و احكامها الافرادية و التركيبية , و معانيها التي تحمل عليها التركيب , و تتمات ذلك , كمعرفة النسخ و سبب النزول و القصة التي توضح ما ابهم و نحو ذلك, او هو معرفة احوال كلام لله تعالى من حيث القرانية , ومن حيث دلالته على ما يعلم او يظن انه مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية.

تسجيل اهتمام وتهنئة بالتوفيق لمثل هذا المرتقى الصعب والجليل .

(f)

واحب ان اطلب منكم ان تهبوا ايات العقيدة اهتماما اكبر من غيرها . ومثلها الايات التي تتعرض للرد على الجاهلية .

تقبل الله منا ومنكم :97:

جزاك الله خيرا وتقبل منك أخي الفاضل ، تسجيل متابعة واهتمام شديدين ، وكما أوجز وأبلغ أخي داعية السلام مع الله
فقال : .... تهنئة بالتوفيق لمثل هذا المرتقى الصعب والجليل .
فبارك الله فيك وأسأله تعالى أن يُلهمك الصواب والُحجة البالغة القاطعة وأن يجعل هذا العمل مما يسرك أن تلقاه يوم القيامة . :97:

اشكرك اخي داعية السلام و ارحب باقتراحاتك و مشاركاتك,
مرحبا بعودتك اختنا مسلمة للابد , و اشكرك.

كما ان تفسير القران الكريم يتطلب ايضا مواهبا و مؤهلات مثل:
السليقة العربية , او الذوق الادبي الصحيح , الذي يتاتى معه فهم جمال القران و بلاغته المعجزة.
و مثل: العلم الراسخ و النظر الثاقب في علم الدين , خصوصا في علوم الحديث و السنة,
و مثل: الاطلاع على اسرار التشريع و مقاصده.
و مثل: الالمام بنفسية البشر , و طبائع الامم , حتى يعرف مواطن الضعف فيها , و وجوه الشبه في مختلف اجيالها, و ادوار حياتها.
فذلك كله مما يفتح بابا واسعا في فهم القران , و تطبيقه على احوال العصر, و الاضطلاع بالاصلاح الديني.
و لضرورة التعامل مع القران الكريم بفهم و استيعاب في مجال العمل و الحركة , و بروية و دراية في مجال الاجتهاد و الاستنباط , لا بد من اخلاص المقاصد, للبعد عن الوقوع في الهوى و المفاسد. و لا بد كذلك من ضوابط تمنع الوقوع في المحاذير و الاغاليط و الضلال.
و لذلك كانت الدعوة لوضع ضوابط دقيقة تحكم المشتغلين بالتفسير في العصر الحديث من ذلك: الركون للتقوى في التعامل مع القران. و الاخذ بعناية من معين الايمان. و من ثم كانت الدعوة للحذر من الوقوع في الخطـأ في العلم عامة و في علم القران خاصة.
لقد الف العلماء و الباحثون قديما و حديثا ,كتبا عدة في مناهج المفسرين و في الضوابط التي وضعوها لهذا العلم , مما يلبي احتياجات مفسر القران و شارحه في العصر الحديث , خاصة و ان مشكلات العصر و مستجداته العديدة دفعت بعضهم الى التاويل و تلمس المخارج لما يرى من عدم موافقة بعض النصوص لما درجوا عليه من الانسياق وراء نظريات العلم الحديث. و هذه النزعة تسلتزم دقة التمسك بهذه الضوابط و البعد عن الوقوع في المحاذير.

ان الحديث عن التفسير و تطور معاني اللغة لا يتم بمعزل عن الحديث عن اثر القران الكريم بصفة عامة في ذلك التطور , كما لا يتم بمعزل عن الحديث عن اثر الدراسات القرانية الاخرى سوى التفسير. و نشير الى الاثر العام الذي احدثه القران في التطور اللغوي . ذلك لان الدراسات اللغوية بشكل خاص, نشأت لخدمة النص القراني و فهمه , و حفظه نقيا , و ادائه اداء سليما.
و لقد دفع البحث حول لغة القران العلماء الى التبحر في دراسة اللغة , و تحمل المشاق قي سبيل تحصيلها و جمعها . فكانت تلك الحركة الواسعة لجمع اللغة من الحواضر و البوادي, ومن السنة الفصحاء من قبائل العرب.
و بدأت حركة التدوين و التأليف على النحو المعروف في مصادر الدراسات اللغوية , حتى بلغت شأوها في نهاية القرن الثاني الهجري و اوائل القرن الثالث. و كان علماء اللغة و هم يقومون بذلك العمل يتحرون الدقة في الاخذ و الرواية , حتى يحفظوا اللغة. و اشترطوا في راوي اللغة ان يكون ثقة عدلا صادقا امينا. و اشترطوا لفصاحة الالفاظ ان تكون موافقة لالفاظ القران الكريم. ويشير السيوطي الى قول ابن خالويه في شرح الفصيح حيث يقول في هذا الشان: قد اجمع الناس جميعا ان اللغة اذا وردت في القران فهي افصح مما في غير القران , لا خلاف في ذلك.
و عرفت فترة التاليف و التدوين في اللغة كثيرا من الكتب و الرسائل التي الفت في شتى الموضوعات , و جمعت فيها الالفاظ في مختلف المجالات و الحقول. و كانت تهتم بصفة خاصة بمدلولات الالفاظ , و العلاقة بين اللفظ و المعنى.
و كان من اهم البحوث اللغوية التي ارتبطت بالدراسات القرانية , تلك البحوث التي يمكن تصنيفها في الانواع التالية:
(1) كتب غريب القران.
(2)كتب مجاز القران.
(3) كتب الاشباه و النظائر في القران
(4) كتب الالفاظ الاسلامية.
(5) كتب تفسير القران الكريم.