مطالبة بالتحقيق في مزاعم التعذيب في العراق
طالب الحزب الاسلامي العراقي، احد الاحزاب السنية الرئيسية، بفتح تحقيق دولي في الانباء التي راجت بالامس حول تعرض اكثر من 170 معتقلا الى التعذيب على ايدي القوات الحكومية العراقية.
وقال الحزب الاسلامي في بيان اصدره بهذا المعنى إن التحقيقات التي اجرتها السلطات العراقية في الماضي لم تؤد الى نتيجة.
وكان رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري قد امر يوم امس الثلاثاء باجراء تحقيق في المزاعم الاخيرة.
ولكن ناطقا باسم الحزب الاسلامي قال إن التحقيق الدولي هو الصيغة الوحيدة التي يمكن ان تتوصل الى الحقيقة.
وقال الناطق اياد السامرائي في تصريحات نقلتها عنه وكالة الانباء الفرنسية: "لم تؤد التحقيقات في قضايا مماثلة في الماضي الى اية نتائج. نحن نطالب بتحقيق دولي محايد لأننا بتنا مقتنعين بأن مسؤولين كبار في الحكومة يقفون وراء هذه الحوادث."
على صعيد آخر، اتهم مسؤول آخر في الحزب الاسلامي وهو علاء مكي القوات الامريكية "باعطاء الضوء الاخضر" لمقترفي الانتهاكات.
ومن جانبه قال محسن عبد الحميد رئيس الحزب الاسلامي إن كل المعتقلين كانوا من السنة.
واضاف في مقابلة مع وكالة اسوشيتد برس ان قوات الامن كانت تعتقل مئات الابرياء، وتعذبهم بوحشية بهدف الوصول للارهابيين".
وكانت الولايات المتحدة قد اعربت عن دعمها للتحقيق الذي قررت الحكومة العراقية اجراؤه، وتقول إنه يجب محاسبة المسؤولين الذين يثبت تورطهم في اقتراف اعمال تعذيب بحق المعتقلين.
وكانت واشنطن قد اعربت عن قلقها من الأنباء التي وردت امس عن اكتشاف معتقل سري في حي الجادرية في بغداد يحتوي على أكثر من مائة وسبعين شخصا اعتقلتهم قوات الامن العراقية وعذبتهم.
وكانت القوات الامريكية قد عثرت على المعتقلين حين داهمت وسيطرت على احد مباني وزارة الداخلية العراقية يوم الاحد الماضي، ووجدت كثيرين منهم يعانون من سوء التغذية، وعلى اجساد البعض آثار التعذيب.
وكان نائب لوزير الداخلية العراقي قد ذكر للبي بي سي ان بعض المعتقلين اصيبوا بالشلل بينما سـُلخ جلد اخرين نتيجة التعذيب. وعلم أن معظم المعتقلين من السنة. ليست مفاجأة
وتقول كارولين هولي مراسلة بي بي سي في بغداد ان الاكتشافات الاخيرة لا تمثل مفاجأة للعراقيين، فقد كانت ادعاءات مستمرة عن قيام قوات الامن بانتهاكات للمعتقلين.
غير ان ما تم الكشف عنه مؤخرا يمثل دليلا على وقوع هذه الانتهاكات، ويرى مسؤولون انه ربما يمثل مجرد قمة لجبل الجليد.
وتضيف هولي ان هناك شكوكا في ان هذا المبنى يستخدم من قبل قوات فيلق بدر، وهي ميليشيا شيعية، التي ربما تمكنت من التسلل الى صفوف قوات الامن العراقية.
ويقول جوناثان بيل مراسل بي بي سي في واشنطن إن هذه المزاعم تأتي فيما تتعرض واشنطن لضغوط دولية من أجل المزيد من الشفافية إزاء معاملة السجناء الذين اعتقلتهم في حربها ضد الارهاب.
ويمضي قائلا "إن إدارة بوش نأت بنفسها سريعا عن التقارير الأخيرة المتعلقة بتعرض السجناء العراقيين لانتهاكات".
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_eas...000/4442218.stm