اقتباس:عزيز السائل
هذه الاية جاءت للرد على بعض اليهود عندما جائو
يسالون محمد عن ماهي الروح فجاء محمد بهذه الايه الرد(انما الروح من امر ربي) ففسر الماء بعد الجهد بالماء وذالك لانه لم ياتي بجديد
فاذاكان محمد على اتصال مع الله لماذا لم يخبره الله عن هذه الروح وبالتالي يقنع سائله
عزيزي المجاوب
الاسئلة التي كان يطرحها الناس على النبي(ص) تنقسم الى انواع من بينها :
1) اسئلة ننعلق بامور شرعية.
2) اسئلة ننعلق بظواهر كونية.
القران الكريم يجاوب على الامور الشرعية لسبب بسيط هو ان المشرع هو الله فلا بد ان يجيب على مثل هذه التساؤلات.
امثلة:
{يَسْأَلُونَكَ مَاذَا
يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ} (215) سورة البقرة
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ
الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (217) سورة البقرة
{فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ
الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (220) سورة البقرة
2) اسئلة ذات طابع كوني -علمي لم يكن في امكان الناس في القرن السابع فهم اجاباتها لتعلق هذا الفهم باساسيات في العلوم البيولوجية و الطبيعية. و الاهم هو ان هذه الاسئلة يمكن للانسان بتقدمه العلمي الاجابة عليها بمرور الوقت . في الاجابة على هذه لاسئلة يصرف القران الناس من الجانب العلمي الى ما يفيدهم في فقه امور دينهم.
امثلة:
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ
الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (189) سورة البقرة
فعندما سالوا عن اطوار القمر فمرة يختفي و مرة يظهر هلالا و اخرى يكون نصفا و من ثم يكتمل بدرا و بعد ذك ينتكس , لم يخبرهم القران عن الظاهرة الكونية بوقوع ظل الارض على القمر الخ.
بل صرفهم الى ما يفيدهم في امور دينهم و هو ما يحتاجونه فعلا في هذه المرحلة . اما التفسير للظاهرة الكونية فمتروك لتقدم الانسان العقلي.
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ
الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (222) سورة البقرة
و هي الدماء التي تسيل من النساء البالغات كل شهر تقريبا نسبة لعدم اخصاب البويضة البالغة التي يقذفها المبيض كل شهر فتتحلل و تصحبها دماء من الغشاء المبطن للرحم. هل كانوا سيستوعبون كلاما مثل هذا و ما فائدته لهم؟ التقدم الانساني في مجال العلوم و الطب سيجيب على مثل هذا السؤال , لهذا صرفهم القران الى حكم شرعي له علاقة بالحيض و هو اعتزال النساء و عدم مضاجعتهن.
و الان و بناء على الملاحظات اعلاه. يندرج موضوع الروح تحت النمط الثاني و هو الظواهر الكونية. و نسبة لعدم وجود ارتباط مع حكم شرعي , كانت الاجابة مباشرة ( و ما أؤتيم من العلم الا قليلا) في اشارة واضحة الى مدارك و معارف السائلين عن موضوع الروح.
الاشكالية التي يقع فيها معظم - ان لم يكن كل- من يفسر هذه الاية , هو اعتبار ان قلة علم السائلين نسبت الى علم الله. و هذا خطأ ليس بعده خطأ. فعلم الانسان لا يسوى شيئا مقارنة بعلم الله, كما قال:
{ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (66) سورة آل عمران
و انما نسبية قلة علم السائلين فيما يمكن ان يصل له الانسان من علم بتقدمه .
و بالتالي تصبح مسالة الروح مسالة مرتبطة بالعلم. و هو ما يمكن الان الاجابة عليه بسهولة.