عزيزي "الزعيم رقم صفر"،
كتبتُ مداخلتي أعلاه في عجالة. وآمل أن أطرح الآن مقدمة هادئة لا بد منها لدى معالجة قانون الإيمان المسيحي.
أرجو أن تخلو مداخلاتك القادمة من الجمل الإنشائية المملة مثل: "ما انتوا عندكم 100 ملة ورأي ودين" وغيرها من التعابير غير المفيدة في حوار عقلاني يسعى للوصول إلى نتائج واضحة وقاعدة تفاهم مفيدة.
أرجوك، حاول أن تقرأ بتأني وموضوعية.
أولا، كيف تكون قانون الإيمان المسيحي؟!
المسيح يسوع لم يترك شيئا مكتوبا. لكنه ترك تعاليماً كثيرة وأعمالاً كثيرة آخرها وأهمها هي قيامته من بين الأموات.
بدأ الرسل يبشرون بهذا الشخص الذي بعد أن فقدوا ثقتهم فيه، رأوه أمامهم قائما من الأموات.
مع انتشار التبشير، وانتشات التعاليم في مختلف أرجاء المعمورة المعروفة آنذاك، بدأت بالظهور أيضا بعض الأفكار أو التعاليم غير الدقيقة. استدعت هذه التعاليم والأفكار عقد اجتماع (مجمع) بين جماعة الرسل لتوضيح الاختلافات وتقرير العقيدة الصحيحة والصيغة الدقيقة التي تعكس قدر الإمكان التعليم القويم.
كان أول هذه المجامع (أو الاجتماعات) هو المجمع الذي حصل حوالي العام 50 في القدس بين الرسل ومعهم بولس.
كلّما قام بعضهم بنشر تعاليم مخالفة للتعليم القويم، كانت الكنيسة تدعو لمجمع خاص للتقرير بشأن هذا التعليم أو ذاك وتصحيح الخطأ وإقرار الصيغة المناسبة للتعبير عن الإيمان القويم بشأن هذا أو ذاك من النقاط المحددة فيتم تعميمه.
هذه الصيغ، شكلت في النهاية ما نعرفه اليوم باسم "قانون الإيمان". إذن، قانون الإيمان لم يكن صيغة موضوعة منذ بدء الكرازة والتبشير، لأن أحداً لم يفكر بالأمر بهذه الطريقة المنهجية، بل جاء نتيجة مباشرة لمتطلب عملي وظروف آنية. وعليه فقد كان قانوناً ديناميكيا، بمعنى أنه كان ينمو باستمرار بحسب سوء الفهم الذي كان يبزغ بين الفينة والأخرى، فعندما يتم التعرض لنقطة جديدة، يتم معالجتها ومن ثم ضمَّ الموضوع الجديد إلى القانون القائم.
أقصد بهذا الكلام: التعاليم موجودة ومنتشرة ولا تتغير. لكنها لم تكن كلها مدونة. فعندما قامت قضية طبيعة المسيح، تم معالجتها، وقضية ولادته أو خلقه، وقضية المعمودية والروح القدس والعذراء مريم وغيرها، كانت الكنيسة تجتمع فتبحث في الإيمان القويم وأساسه الإنجيلي ومن ثم تقرر بشأنه وتصدر صيغة جامعة فتقرها في قانون الإيمان.
وهكذا حتى وصلنا إلى القانون في صيغته المعروفة عندنا اليوم في الكنيسة. فقانون إيمان الرسل هو نواة قانون الإيمان والقاعدة التي منها انطلقت الكنيسة لتوسيع قانون الإيمان ليشمل كافة عقائد الإيمان المسيحي وبنوده.
ثانيا،، لا مانع عندي من قبولها جميعاً، وذلك لأنها لا تتناقض فيما بينها بتاتا وإطلاقا، فالواحد هو تتمة وتكملة للآخر.
لكن قبل أن أقرَّها جميعا، لأنها لا تتناقض، يجب أن أوضح أنك قدمتَ ترجمة خاطئة لقانون إيمان الرسل. فقانون إيمان الرسل (كما أسلفت) هو نواة قانون الإيمان والقاعدة التي منها انطلقت الكنيسة لتوسيع قانون الإيمان ليشمل كافة عقائد الإيمان المسيحي وبنوده.
اقتباس:قانون إيمان الرسل
أومن بالله الآب القادر على كل شيء خالق السماء والأرض.
هذه المرة الثانية التي ألفت انتباهك فيها إلى خطئك، ولم تتنبه إليها بتاتا، فأنا أصر على أن الصيغة مهمة جدا.
حصلنا على قانون إيمان الرسل من خلال مؤلفات ثلاث كتّاب:
(1) Believing in one God Almighty, maker of the world,
1) We believe one only God,
(1) I believe in one God, maker of the world,
لا أظن أن أي مترجم عادل سيترجم أيا من هذه الصيغ بقوله:
[QUOTE]أومن بالله الآب
لأن الترجمة الصحيحة هي:
نؤمن بإله واحد
فلا ذكر بتاتا لصيغة "الآب". وعليه لا يمكنك بتاتا الإعلان أن المسيحيون يؤمنون بأن هناك إله واحد هو الآب.
وهذا كان محور اعتراضي منذ مداخلتي الأولى، وأنت ترفض حتى اعتباره اعتراض. بينما في الحقيقة، هو أمر غاية في الأهمية.
تحياتي القلبية