[CENTER]
[/CENTER]
كرامة الصلاة :
ولأنه أبدى نشاطاً دائباً ومناصرة للمنادين بالحرية واهتماماً بالأمور الاجتماعية والسياسية، قرر متصرف ماردين سوقه مكبلاً بالأغلال إلى مدينة بتليس بصحبة اثنين من الجندرمة.
وفي طريقهم إلى بتليس حان وقت الصلاة، فطلب من الجندرمة فك القيود الاّ انهم أبوا، ففكّها بيسر كمن يفك منديلاً، وألقاها أمامهم. فظل الجندرمة مبهوتين من هذا الأمر، وعدّوه كرامة. فقالوا متوسلين راجين:
- كنا حراسك إلى الآن، أما بعد الآن فنحن خدامك!
و حينما كان يُسأل: كيف انحلّت القيود؟ يقول: وأنا كذلك لا أعلم وإن هو إلاّ كرامة الصلاة ليس إلاّ.1
وطرق سمعه يوماً في بتليس ان الوالي وعدداً من الموظفين يشربون الخمر فثارت ثائرته وقال:
لن يرتكب هذا الفعل شخص يمثل الحكومة في مدينة مسلمة مثل بتليس! فذهب فوراً إلى مجلس الخمر، ووعظهم موعظة بليغة اولاً واستهلها بحديث شريف حول الخمر، ثم اخذ ينهال عليهم بكلام جارح، وكانت يده على مسدسه يتوقع إشارة من الوالي للتعدي عليه. إلاّ ان الوالي كان حليماً صبوراً لم ينبس ببنت شفة.
وعندما انصرف الملا سعيد من المجلس قال له مرافق الوالي:
- ماذا فعلتم إن كلامكم هذا يوجب الإعدام.
- لم يرد على خاطري الإعدام، بل كنت أحسب العقاب سجناً او نفياً.. وعلى كل حال.. ما ضرّ إن مت في سبيل دفع منكر واحد!
وبعد ما يقرب من ساعتين من عودته من المجلس ، أرسل إليه الوالي شرطيين لاستدعائه.. فدخل عليه واستقبله الوالي بإعظام وإجلال، وهمّ بتقبيل يده، وقال:
لكل أحد أستاذ قدوة، فأنت أستاذي القدوة.2
شفقة الوالدين:
عندما كانت تُنقل أخبار سيئة إلى والدي ووالدتي، كأن يقول أحدهم: إن إبنكم قد قُتل او ضُرب أو سُجن. كان أبى يبتهج ويضحك كلما سمع مثل هذه الأخبار، ويقول: ما شاء الله... قد كبر إذن إبني حتى يُظهر بطولة أو عملاً عظيماً بحيث يتكلم عنه الناس. أما والدتي فكانت تبكي بكاءً مراً مقابل سرور والدي. ثم اظهر الزمان ان والدي كان محقاً في كثير من الأحيان.3
النظر الحرام:
مكثت سنتين في مضيف الوالي المرحوم عمر پاشا في بتليس بناء على إصراره الشديد ولفرط احترامه للعلم والعلماء.. كان له من البنات ست؛ ثلاث منهن
صغيرات وثلاث بالغات كبيرات.. ومع أني كنت أعيش معهم في سكن واحد طوال سنتين الاّ أنني لم أكن أميّز بين الثلاث الكبيرات؛ إذ لم اكن اسدد النظر إليهن كي أعرفهن وأميّز بينهن. حتى نـزل أحد العلماء يوماً ضيفاً عليّ، فعرفهن في ظرف يومين فقط وميّز بينهن، فأخذت الحيرة الذين من حولي، لعدم معرفتي إياهن. وبدأوا بالاستفسار:
- لماذا لا تنظر إليهن؟. فكنت أجيبهم:
- صون عزة العلم يمنعني من النظر الحرام !.1
حفظ المتون :
وعندما ناهز الملا سعيد سن البلوغ في بتليس، بدأت سانحاته القلبية وفيوضاته الوهبية - التي كان يتغلب بها على العلماء في مناظراته - تقل شيئاً فشيئاً. ولا يعرف السبب الحقيقي في هذا التغير الذي طرأ على حالاته، فلربـما هو من مقتضيات سن البلوغ، أو من اهتمامه بالأمور الاجتماعية والسياسية.
لذا انكب على حفظ المتون من كل علم، فحفظ عن ظهر قلب خلال سنتين من متون الكتب كـ المطالع2 والمواقف وأمثالهما من الكتب التي تردّ الشبهات وتدفع الشكوك الواردة على الدين، فضلاً عن حفظه متون كتب العلوم الآلية كالنحو والصرف والمنطق وغيرها، ومتون كتب العلوم العالية كالتفسير وعلم الكلام والحديث والفقه. فبدأ بحفظ متن كتاب المرقاة3 دون حواشيه وشروحه، ثم قارن بين وجهة نظره ومبلغ فهمه، وما ورد في حواشي الكتاب وشروحه. فرأى ان جميع مسائله مطابقة لما في ذهنه، الاّ في ثلاث كلمات، لم تتطابق مع الشرح. واستحسن العلماء عمله هذا واعجبوا به.
ولهذا اهتم بحفظ تلك المتون من أمهات الكتب الإسلامية في مختلف العلوم والفلسفة، لتصبح مفاتيح للحقائق القرآنية، ورداً للشبهات الواردة على الدين.4
[واستمر على ذلك حتى نهاية عمره فيقول عن نفسه:] إن ومضة نور معنوي، في دماغ إنسان يملك قوة حافظة لا تتجاوز حجم ظفر، هذا الشخص ادرج في دماغه كلمات تسعيـن كتابا، ويتم قراءة هذا الجزء فقط من حافظته في ثلاثة
اشهر بمعدل ثلاث ساعات يوميا، ويمكنه ان يراجع ويخرج من تلك الحافظة ما يشاء ومتى يشاء مما شاهده وسمعه وما تراءت أمامه من صور ومعان وكلمات اعجب بها او تحير منها، او رغب فيها.. مع جميع الصور والأصوات طوال عمره الذي ناهز الثمانين.. كل ذلك مجموعة في صحيفة تلك الحافظة. لذا يرى ان تلك الحافظة كأنها مكتبة ضخمة نسقت فيها المحفوظات منتظمة مرصوفة.1
فكانت تلك الملكة نعمة عظمى إذ لو كنت أجيد الكتابة، لما كانت المسائل تقرٍ في القلب، فما من علم بدأت به سابقا إلا وكنت أكتبه في روحي لحرماني من الكتابة الجيدة.2
درس أخير:
وقد أشاع أحدهم ذات يوم قولاً: ان الشيخ محمداً الكفروي3 قد دعا بسوء على الملا سعيد. فما ان سمع هذا الخبر حتى انطلق إلى زيارة الشيخ الكفروي.. فتلقاه الشيخ بالترحاب وحضر درساً له، كان هذا الدرس هو الدرس الأخير الذي تلقاه سعيد الشاب.4 حيث ارتجل الشيخ الدرس بـ الحمد لله الذي قدّر مقادير الأشياء بقدرته وصوّر تصاوير الأشكال بحكمته والصلاة على محمد محيط مركز دائرة النبوة وعلى آله حبيب كسـوة الفتوة والمروة ما دارت على سطوح الأفلاك والنجوم، وما سارت في روايا الغبراء الغيوم.5
نعم ان الدرس الأخير والأكثر بركة قد تلقيته من الشيخ محمد الكفروي (قدس سره) الذي أظهر شفقته وعطفه عليّ بما يفوق حدي بكثير.6
وفي إحدى الليالي يرى ما يراه النائم: ان الشيخ محمد الكفروي يخاطبه: يا ملا سعيد تعال لزيارتي، فإني سأرحل. ويبادر إلى زيارته حالاً. ولكن يشاهد رحيل الشيخ طائراً من البيت. وينـتبه من النوم، وينظر إلى الساعة فإذا هي السابعة - حسب التوقيت الغروبي - (أي منتصف الليل) ثم يعود إلى النوم ثانية. وفي الصباح يسمع نداء النعي يتصاعد من بيت الشيخ، فيذهب لاستقصاء الخبر فيعلم انه قد توفي في الساعة السابعة مساءً ويرجع محـزوناً مردداً ]إنّا لله وإنّا إليه راجعون) رحمة الله عليه...آمين.7
1897م (1314هـ)
جهوده في المصالحة بين العشائر
لما لم يكن في مدينة وان عالم معروف دعاه الوالي حسن پاشا إليها فذهب إليها واستقر فيها خمس عشرة سنة، قضاها في التجوال بين العشائر لإرشـادهم وفي تدريـس الطلاب. فضلاً عن تكوين علاقات مع الوالي والموظفين في المدينة. كان جلّ اهتمامه في هذه الفترة المصالحة بين العشائر. فما كان يطرق سمعه نزاع بين العشائر الاّ ويتوجه إليهم ويرشدهم، حتى انه استطاع إجراء الصلح بين شكر آغا ومصطفى پاشارئيس عشيرة ميران بينما أخفقت الإدارة العثمانية من فض النـزاع بينهما. وعندها خاطب الملا سعيد مصطفى پاشا:
- ألم تتب إلى الآن؟
- سيدا إنني طوع كلامك !
وقدّم له فرساً مع كمية من النقود الاّ ان الملا سعيد رفض ذلك قائلاً.
- ألم تسمع أنني لم آخذ مالاً من أحد لحد الآن؟ فكيف آخذه من أمثالك من الظالمين! يبدو أنكم قد أفسدتم توبتكم! وعلى هذا لا تصل إلى الجزيرة بسلامة. وفعلاً مات مصطفى پاشا في الطريق لم يصل إلى الجزيرة. وكأن دعاءه عليه قد استجيب.1
إطلاعه على العلوم الحديثة في وان :
وقد اقتنع يقيناً ان أسلوب علم الكلام القديم قاصر عن ردّ الشبهات والشكوك الواردة حول الدين، فينبغي استحصال العلوم الحديثة ايضاً.
وقد حقق تشخيصه الداء هذا وهو الشاب اليافع تـهيئة الأجواء للخدمة القرآنية العظيمة والعمل الإسلامي الجليل في المستقبل، إذ وفقه سبحانه وتعالى بعد حوالي ثلاثين سنة إلى تأليف رسائل النور التي تجدد في علم الكلام.
فطفق يطالع كتب العلوم الحديثة حتى استحصل على أسسها من تاريخ وجغرافية ورياضيات وجيولوجيا وفيزياء وكيمياء وفلك وفلسفة وامثالها من العلوم. وذلك خلال مدة قصيرة جداً. وسبر أغوار هذه العلوم بنفسه دون معونة أحد ودون اللجوء إلى مدرس يدرّسها إياه.
فمثلاً: حفظ عن ظهر قلب خلال أربع وعشرين ساعة كتاباً في الجغرافية، قبل ان يناظر في اليوم التالي مدرس الجغرافية ويلزمه الحجة في دار الوالي طاهر پاشا.
وعلى الشاكلة نفسها ألزم مدرس الكيمياء، بعد ان حفظ كتاباً في الكيمياء غير العضوية.
كان الوالي طاهر پاشا يوجه أسئلة - علمية فلسفية - إليه مستخرجاً إياها من بطون الكتب الأوروبية وكان يجيب عن تلك الأسئلة أجوبة قاطعة مع انه لم يطلع على تلك الكتب ولم يك يتقن اللغة التركية بعدُ، حيث بدأ التكلم بها حديثاً. وعندما شاهد - بعد فترة - تلك الكتب علم ان طاهر پاشا يستخرج الأسئلة منها، فباشر بدراستها وهضم مضامينها في مدة قصيرة.
وخلال فترة بقائه في وان وضع طريقة خاصة به في التدريس تختلف عن الطرق المـتبعة آنذاك في المدارس الدينية، استخلصها من العلوم الحديثة التي استوعبها ومن ممارسته تدريس الطلاب،ومن أساليب الدراسة في المنطقة عامة آخذاً بنظر الاعتبار متطلبات العصر الحاضر وحاجاته الملحة. وترتكز طريقته هذه على إعطاء الحقائق الدينية (ممتزجة بالعلوم الحديثة) بأسلوب قريب لمدارك أبناء هذا العصر وإثباتها بأوضح أسلوب وعرضها بما يلائم تفكيرهم.
وذات يوم ذكر لـطاهر پاشا وجود الجليد على قمم جبال باشيد حتى في شهر تموز، فاعترض عليه طاهر پاشا قائلاً: لا تبقى الثلوج قطعاً على تلك القمم في شهر تموز.. وفي أثناء قضائه الصيف في مصايف باشيد و بيت الشباب تذكر هذه المحاورة التي جرت بينهما فكتب إليه رسالة هي أول رسالة له باللغة التركية وهي:
يا پاشـا! الجليد كسى قمة باشيد.. لا تنكر ما لا تراه عينك.. لا ينحصر كل شئ ضمن معلوماتك.. والسلام
وفي أثناء المناقشات العلمية مع طاهر پاشا طرح عليه السؤال الآتي:
لو فرضنا وجود خمسة عشر مسلماً وخمسة عشر غير مسلم. وقد اصطف كل غير مسلم وراء مسلم في صف واحد. وطلب إجراء قرعة خمس عشرة مرة بحيث تقع على غير المسلم في كل مرة. فكيف يمكن إجراء التقسيم؟
فأجاب: هناك مائة وأربعة وعشرون احتمالاً لهذا.
ثم أعقب قوله: إنني أحدث مسألة اكثر إشكالاً من هذه فاجعلها باحتمال ألفين وخمسمائة. فأوجد مسألة باحتمال ألفين وخمسمائة، بحيث يكون عدد المسلمين خمسين شخصاً وعدد غير المسلمين خمسين شخصاً وقدّمها إلى طاهر پاشا ضمن رسالة ألّفها في الرياضيات بيد انها فقدت في إحدى الحرائق التي نشبت في مدينة وان.
وهكذا كانت تدور مناقشات رياضية وعلمية أمثال هذه بكثرة، مما يبين الذكاء الخارق الذي كان يتمتع به، فما من مسألة رياضية طرحت أمامه إلاّ وحلهّا في ذهنه ويسبق الجميع في أمثال هذه المسابقات الذهنية.
وهكذا لتعدد مواهبه ولذكائه الخارق وقوة ذاكرته، أطلق العلماء عليه لقب بديع الزمان.1
لقب بديع الزمان :
ان هذا الفقير، الغريب، النورسي، الذي يستحق ان يُطلق عليه اسم بدعة الزمان الاّ انه اشتهر - دون رضاه - بـ(بديع الزمان). فهذا المسكين يستغيث ألماً من حرقة فؤاده على تدني الأمة ويقول: آه.. آه… وا أسفى..لقد انخدعنا فتركنا جوهر الإسلام ولبابه، وحصرنا النظر في قشره وظاهره.2 [وعندما سئل]
- أنت تذيّل مقالاتك وتمضيها باسم بديع الزمان وهذا يومئ إلى المدح؟
الجواب: كلا، ليس للمدح! وانما أريد أن اُبين - بهذا الإمضاء - تقصيري. وتعليلي هو: ان البديع يعني الغريب فأخلاقي غريبة كمظهري، وأسلوب بياني غريب كملابسي، كلها مخالفة للآخرين. فأنا أرجو بلسان حال هذا العنوان عدم جعل المحاكمات العقلية والأساليب المتداولة والرائجة مقياساً لمحاكماتي العقلية ومحكاً لأساليب بياني.
ثم ان قصدي من البديع هو العجيب فلقد أصبحتُ مصداقاً لما قيل:
إليّ لَعَمْري قَصْدُ كُلِّ عَجيبَةٍ كَأني عَجيبٌ في عُيُون العَجَائب3
هذا وان لقب بديع الزمان الذي مُنحته مع عدم استحقاقي له، ليس لي وإنما هو اسم معنوي لرسائل النور، قد قُلّد مؤلفها الظاهر إعارة وأمانة. والآن أعيد ذلك الاسم الأمانة إلى صاحبه الحقيقي.4
نعم، ان الأهمية كلها منحصرة في رسائل النور، المعجزة القرآنية، حتى ان ما كنت احمله سابقاً من اسم بديع الزمان هو ملكها، وقد اُعيد إليها ايضاً. و لا جرم ان رسائل النور ملك القرآن ومعناه.1 إذ قبل خمس وخمسين سنة شبّه أستاذي المرحوم الملا فتح الله2 من سعرد، سعيداً القديم ببديع الزمان [الهمدانيٍ]3
فأعطى اسم بديع الزمان له.4
بديع الزمان الهمداني هو احمد بن الحسيـن (358هـ - 398هـ ) كان آية في قوة الذكاء وسرعة الحفظ وصفاء الذهن وقوة النفس، كان يُنشَد الشعرَ فيحفظ القصيدة كلها وينظر في الأربعة والخمسة الأوراق في كتاب نظرة واحدة، ثم يهزّها عن ظهر قلب هزّاً. (عن معجم الأدباء 1/ 161-202باختصار
1899م (1316هـ )
إنقلابه الفكري:
إنه لجدير بالأهمية والتأمل، ان مؤلف رسائل النور قد حدث له انقلاب مهم في حوالي سنة 1899م ( 1316هـ) إذ كان يهتم بالعلوم المتنوعة إلى هذا التأريخ لاجل استيعاب العلوم والتنور بها. أما بعده فقد علم من الوالي المرحوم طاهر پاشا ان أوروبا تحيك مؤامرة خبيثة حول القرآن الكريم، إذ سمع منه ان وزير المستعمرات البريطاني5 قد قال:
ما دام هذا القرآن بيد المسلمين فلن نحكمهم حكماً حقيقياً، فلنسع إلى نزعه منهم. فثارت ثائرته واحتدّ وغضب.. وغيّر إهتمامه من جراء هذا الانقلاب الفكري فيه.. جاعلاً جميع العلوم المتنوعة المخزونة في ذهنه مدارج للوصول إلى إدراك معاني القرآن الكريم واثبات حقائقه. ولم يعرف بعد ذلك سوى القرآن هدفاً لعلمه وغاية لحياته. واصبحت المعجزة المعنوية للقرآن الكريم دليلاً ومرشداً واستاذاًله1 حتى انه أعلن لمن حوله: لأبرهننّ للعالم بأن القرآن شمس معنوية لا يخبو سناها ولا يمكن إطفاء نورها.2
1906م (1324هـ)
خادم القرآن:
هذا التاريخ يطابق إتخاذ مؤلّف رسائل النور طور خادم القرآن بتوجهه المباشر إلى الحكمة القرآنية، بعد أن أكمل العلوم الآلية. وبعد هذا التاريخ بسنة ذهب إلى استانبول وبدأ بجهاده المعنوي.3
[وظل خادماً للقرآن طوال حياته حتى أنه أجاب الحاكم في آخر محكمة له:]
- إنني لست اهلاً لكلمات الثناء التي أضفاها عليّ موكلي المحترمون، إذ إنني لست سوى خادم عاجز للقرآن وللإيمان. ليس عندي ما أقوله سوى هذا .