اقتباس:كتب ابراهيم:
و لكن طريقة عرضك تعطي القاريء انطباع بأن الإثنين يخرجان من مشكاة واحدة، مع احترامي لك يا أخويا. هناك حداثة و مرونة في المسيحية الأرثوذكسية و عندك كتابات المطران جورج خضر في لبنان مثلا و كذلك كوستى بندلي و كتابات المسيحيين الروس المشاهير مثل بول إفديكوموف و فلورفسكي و كالستوس وير في إنكلترا و غيرهم و غيرهم. هل أنت تعكس روح المسيح أم تعكس الحرف الذي يقتل؟ أنت الوحيد الذي تقدر أن تجيب على هذا السؤال و لا أحد يملك حق بالمرة في أن يحكم فيك أو عليك.
ما هو الخطأ فى طريقة عرضى للموضوع يا ابراهيم ؟؟
كون أن هناك عوار وبوار فى المذهبين الكاثوليكى والبروتستانتى ونقوم بعرضهما بالأدلة الكتابية والتاريخية رداً على من يطعن فى عقيدتنا الأرثوذكسية المستقيمة .. فماذا فى هذا ؟؟
الإسلام خرج من مجموعة من الهراطقة المسيحيين من أمثالك يا ابراهيم يا اخويا انت وتوما .
فلا تنسى أنك صاحب النظرية الشهيرة بمجامعة الرجل لزوجته فى فورة حيضها مخالفاً للناموس .. لقد شابهت يهوذا الإسخريوطى الذى بدلاً من أن ينتقل من ناموس موسى الى شريعة العهد الجديد لم يقدر حتى على الإلتزام بناموس موسى وخان سيده وأسلم دماً بريئاً الى الموت .. فحمل يهوذا والى الأبد لقبه الشهير :
يهوذا مخالف الناموس .
هكذا أنت أيضاً يا سيد ابراهيم بدلاً من أن تنادى بالعفة فى العلاقة الزوجية وأن يعتزل الزوجان بعضهما البعض لفترة من الوقت للتفرغ للصلاة والصوم تبعاً لشريعة العهد الجديد التى تنادى بأن نعيش حسب الروح ولا نكمل شهوة الجسد .. بدلاً من ذلك لم تقدر حتى على حفظ شريعة موسى التى تنادى بعدم إقتراب الرجل من زوجته فى فورة حيضها وإلا تم قطع تلك النفس من شعبها ..
لم تقدر على ذلك حتى يا صديقنا العزيز وتنادى بكل فخر بأنه لا ضير فى ذلك وأننا نتبع شريعة حرية مجد أولاد الله وأنه لا نجاسة وما طهره الله لا تنجسه انت .. ناسياً أن هناك ما يليق وهناك ما لا يليق .. ناسياً أن الطبيعة نفسها تقول بذلك وما تقوله أنت يخالف الطبيعة .
فصرت مخالفاً للناموس .
بل وصل بك الأمر الى أن تسفه من أقوال القديس يوحنا الحبيب فى رسائله بمقاطعة الهراطقة .. ولما لا فما تنادى به ما هو إلا هرطقات فصرت مهرطقاً وتعادى من يعادى الهراطقة الذين أنت منهم حتى ولو وصل بك الأمر الى تسفيه كلمة الله فى كتابه المقدس .
الروح المحى هو أن تأخذ روح الكتاب وتطبقه وهذا ما شرحه السيد المسيح بأنه يريد رحمة لا ذبيحة .. ولا تنسى بأن السيد المسيح قال للفريسيين عن تعشير الشبث والنعناع بأنهم يجب أن يفعلوا ذلك ولا يتركوا أعمال الرحمة أيضاً :
متى 23:
23 ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تعشرون النعنع والشبث والكمون وتركتم اثقل الناموس الحق والرحمة والايمان.كان ينبغي ان تعملوا هذه ولا تتركوا تلك.
فليس العيب فى تعشير النعنع والشبث والكمون لأنه ينبغى فعل ذلك .. ولكن العيب فى ترك الحق والرحمة والإيمان .
ليس العيب فى الإمتناع عن اللقاءات الزوجية أثناء الحيض .. ولكن العيب فى عدم العفة فى العلاقات الزوجية وفى الحياة عامة .
ليس العيب فى الإمتناع عن سر القربان المقدس اثناء الحيض وغيره .. ولكن العيب فى عدم الإستعداد القلبى والتوبة الحقيقية قبل سر التناول المقدس .
هذا ما أفهمه عن الحرف القاتل والروح المحى كما علمه لنا رب المجد السيد المسيح فى الكتاب المقدس .. فهل لك رؤية أخرى ؟
أما عن أخوتنا الصعايدة الذين ذكرتهم من أمثال المطران جورج خضر في لبنان مثلا و كذلك كوستى بندلي و كتابات المسيحيين الروس المشاهير مثل بول إفديكوموف و فلورفسكي و كالستوس وير في إنكلترا فإعلم أننى لا أعرف عنهم شيئاً ولم أتشرف بالقراءة لهم قبلاً .. وأخشى ما اخشاه أن ينادوا بمبادئ مشابهة لمبادئك !!
ولكننى قرأت مثلاً بستان الرهبان والسنكسار وللأنبا شنودة الثالث والأنبا يؤانس اسقف الغربية الراحل .. وللأنبا بيمن أسقف ملوى .. وميامر ماراسحق .. ونخبة من شباب الرهبان الذين أنتجوا فى الفترة الأخيرة مجموعة قيمة من الكتب تحتوى على أبحاث علمية أقل ما يقال عنها أنها رائعة وهذا نتيجة طبيعية لإتجاه ذوى المؤهلات العليا الى سلك الرهبنة .
كما قرأنا للقس منسى يوحنا والقمص تادرس يعقوب الملطى .. وغيرهم الكثير من مفكرى كنيستنا القبطية الأرثوذكسية التليدة .
الزميل توما : أقبل النقاش حول أسرار الكنيسة الأرثوذكسية المقدسية السبعة وسأفتح موضوعاً قريباً فى عقائد وأديان .. إن كنت ترغب فى أن تفتح الموضوع فتفضل وسأشارك فيه .