اقتباس: EBLA كتب/كتبت
1- كيف تفهم القومية؟ ( وليس كيف تقيّمها).
قومية المرء هي أصله من ناحية العرق، و هي لها أثرها في هوية المرء و ثقافته و رؤية الناس له.
لكني لستُ قومجيا، أي أني لا أعترف بمفهوم "الأمة" على أساس العرق او الدين او اللون، الخ.
اقتباس:2- هل يمكن اعتبار أن الأمة الأميركية هي نتيجة حركة قومية؟ بغض النظر عن الأصول المختلفة للمواطنين وأديانهم وتبعياتهم، كيف تفسر شعور أي أميركي أنه مواطن أميركي وكفى؟ ماذا تفهم من هذا الانتماء؟
"الأمة" الأميركية ليست نتيجة حركة قومية و انما نتيجة ثورة على الحكم البريطاني و ضرائبه التي فرضها على المستعمرات الثلاث عشرة. سئم حكام و سياسيو المستعمرات الاصلية من عنجهية الحكومة البريطانية و قرروا نيل الاستقلال لمصالحهم الاقتصادية و الحرية السياسية.
المواطـَنة الأميركية هي
حق دستوري و ليس حقا مبنيا على أساس العرق او الدين او اللون او القومية او الجنس. هذا أمر مفروغ منه و موضّح حرفيا في الدستور و القانون الاميركي.
لكن طبعا هناك بعض المحافظين السذج الذين يعتبرون قوميتهم او دينهم او لونهم أساسا للمواطـَنة، وهو ما ينفيه التاريخ. في القرن التاسع عشر مثلا، كانت هناك توترات عرقية و نزاعات بين الامريكيين من أصل انجليزي و الامريكيين الوافدين من أصل ايرلندي، حيث كان الانجليز يحتقرون الايرلنديين و يقولون لهم، "عودوا الى وطنكم" (مع أن الكثير منهم مولود في اميركا و لا يعرف وطنا سواها). وكان اصحاب المحلات و الاعمال يعلقون لافتة مكتوب عليها، "لا نريد ايرلنديين للعمل". و فيما بعد بات الايرلنديون "أصحاب الارض" و باتوا بعد جيل او جيلين يُنظر اليهم الى أنهم امريكيون قح، و باتوا هم أنفسهم يميزون ضد العرقيات الاخرى!
الالمان و البولنديون و اليهود كلهم مروا بنفس التجربة، و لا ننسى الافارقة. الافارقة طبعا مروا بأكثر التجارب صعوبة نظرا للونهم المميز، فترى مثلا بولنديا لم يكد أجداده يصلون الى اميركا قبل 50 او60 سنة، و اذا به يحمل رأيا قائلا بأن على الافارقة "العودة الى وطنهم"! مع أن بعض سلالات الافارقة الامريكيين موجودون في اميركا من القرن السادس عشر!
أنا أعتقد أن الكثير النظرات التي يحملها البعض من ناحية "الأمة" هي نظرات مبنية على الجهل بالتاريخ و على الحقد و العنصرية، و هي كلها أمور لا يعترف بها القانون ولا الدستور.
اقتباس:3- كمواطن أميركي، هل يعني لك شيئاً أن أصلك عربي؟ كيف تتعامل مع هذا؟
العروبة هي العرق البشري الذي جئت منه و جزء من هويتي.
لكل قومية في اميركا مميزاتها و ضعفها، حيث يفتخر صاحبها بمميزاتها، و يخجل من ذكر نقاط ضعفها.
للأسف النظرة للعرب ليس فيها مميزات بل هي كلها نقاط ضعف، حتى تكاد العروبة تكون عبئا و عاهة على حاملها بسبب الموقف السياسي الحالي.
فمثلا لو أخذنا القومية الايطالية، سيقول الامريكي من أصل ايطالي، "انظروا الى ايطاليا، بلد معمار و حضاري و فيه الحرية الثقافية و الدينية، و و و ...".
فماذا سيقول العربي اذن؟ أنظروا الى بلادنا المحكومة من دكتاتوريات و ملوك و أباطرة؟ أنظروا الى أنظمتنا المهترئة؟ أنظروا الى مواطنينا المغلفين بقطع القماش كالبدو الرحل؟ أنظروا الى نسائنا الذين لا يكدن يعلون عن مستوى الإماء؟ أنظروا أدياننا التي تنتج التطرف بالجملة و المفرّق؟
فقط بالأمس تعطل هاتفي الخلوي و ذهبت الى فرع الشركة لشراء هاتف جديد، و اذا بالمرأة المسؤولة عن المبيعات تحمل اسما عربيا على اللاصق على قميصها، فبادرتها بالسؤال بالانجليزية، "هل أنتِ عربية؟" فأجابتني بنبرة حادة و قاطعة، "لا يا عزيزي رجاءا.. أنا شركسية!" يعني أحسست من نبرتها و كأنني أهنتها و شرشحتها و مسحت البلاط فيها متهما إياها بالعروبة لا سمح اللـه!!!!
اقتباس:4- لو أنك وصلت للكونغرس، :P ... أو لنفرض أنك الآن عضو فيه من أصل عربي، كيف تتعامل مع القضايا التالية فيما لو طرحت عليك لإبداء الراي:
- آ - معاقبة سوريا.
لا للعقوبات على سوريا.
اقتباس:- ب - جدار الفصل الإسرائيلي.
سأفرض عقوبات على اسرائيل حتى ترضخ.
اقتباس:- ج - وصول الإخوان لبرلمان مصر.
أسوأ من الدكتاتورية و أسوأ من النظام المصري الحالي.
اقتباس:- د - دعم أميركي اقتصادي لليبيا.
نعم، لكن فقط من أجل تطوير مستوى الحياة للمواطن الليبي و ليس من أجل دعم النظام.
اقتباس:- هـ - اضطهاد الأقباط.
ضغوطات سياسية على مصر.
اقتباس:- و - تعطيل إيران نووياً.
نعم، ضغوطات سياسية و اقتصادية من اجل تعطيلها نوويا.
اقتباس:5- هل ستعلم طفلك اللغة العربية؟ هل ستوجهه نحو تجمعات عربية في محيطك؟ لماذا ؟
سأعلمه اللغة العربية و أي لغة تيسر لي تعليمه اياها. معرفة اللغات أمر مهم و مفيد.
أما من ناحية التجمعات العربية فلن أوجهه اليها بالضرورة، فبعض هذه التجمعات هي نسخة طبق الأصل من الواقع الذي هربت منه هروبا. أنا نفسي لا أعرف كيفية التعامل فيها! و لا أرى من مصلحته أن يتعرض لهكذا جو صراحة، فهم أنفسهم يحتقرون المجتمع الامريكي و يرونه منحط دينيا و اخلاقيا و ثقافيا، و لا أعتقد أنه سيشعر بدفئ كبير في البيئة العربية. تعاملت كثيرا مثلا مع الشبان العرب و بينهم نظرة احتقار الى المرأة الامريكية، فلا أتخيل ابني منجذبا الى جو كهذا حيث ان أمه اميركية.
طبعا الكثير من العرب ليس لديهم هذه العقلية، و لكن هؤلاء تراهم اختلطوا بالمجتمع و تشرذموا و لم يعد هناك "تجمعا" يجمعهم، بينما اولئك الذين تجمعوا في شبه مستوطنات عرقية او دينية، تغلب عليهم العقلية القديمة.
ملاحظة: على فكرة موعد الانجاب لزوجتي لن يكون الا بعد ثلاثة اشهر، فكلامي عن "ابني" هو عن المستقبل البعيد. لكننا عرفنا انه ذكر. :D