اقتباس: طارق القدّاح كتب/كتبت
1- اجتماعياً، هل ترغب بتربية أطفال وهل ترى لديك القدرة على ذلك؟ كم بنتاً وولداً تتمنى أن يكون لك؟ كيف ستربيهم، أعرف أو أقدر أنك تؤمن بمقولة جبران "أولادكم ليسوا لكم، أبناؤكم أبناء الحياة" ولكن ما هي الطريقة للوصول لتجسيد فعلي لهذه المقولة على أرض الواقع، برأيك؟
قررنا منذ زمن ألا يكون لنا إلا طفل واحد (او طفلة). الان هناك طفل على الطريق.
أنا أعتبر العلاقة بيني و بين طفلي علاقة عناية و رعاية بحتة حتى يكبر. يعني سأحميه و أغذيه، و سأعلمه كل ما أعلم، و بعدها (أي بعد الخروج من مرحلة الطفولة و المراهقة) فهو شخص حر بنفسه.
سأحاول اذا سألني سؤالا أن أعلمه طريقة الوصول للإجابة بدل أن أعطيه الاجابة. فلو سألني مثلا عن أمر ما، سأريه المعلومات التي تدعم هذا الامر و المعلومات التي تضحده، ماذا يقول مؤيدو و معارضو هذا الامر.
بالنسبة للدين، فأنا سأعلمه عن الدين و لكن سأتجنب تعريضه لأفكار سلبية و ضارة مثل الإله المصلوب و الدم الذي يغسل من الخطيئة و أن الانسان ذو طبيعة ساقطة، و جهنم و غيرها من هذه الافكار المعتوهة أخلاقيا و الضارة.
اقتباس:2- هل يستمع لوجيكال للأغاني، ما هي أجمل الأغاني التي يستمع لها، وما هي الموسيقى التي يرتاح لها؟
طبعا. أستمع لموسيقى عربية و غربية دائما في السيارة حيث أقضي وقتا طويلة في القيادة (معدل ساعتين في اليوم).
أحب راغب علامة و هاني شاكر، و على الجانب الغربي أحب الـ Beatles و Evanescence و Cranberries ...
أحب شعور الطرب و الاستمتاع الذي يحصل عليه الانسان من الموسيقى.
اقتباس:3- لدي فكرة ربما خاطئة، أن لوجيكال لا يستسيغ الأدب كثيراً، أي الروايات والشعر والمسرح، فهل شعوري خاطئ؟ وماهي آخر رواية قرأتها؟ وهل تحب الشعر العربي؟
ما هو موقفك من نزار قباني؟ :)
فكرتك صحيحة. أنا لا أستسيغ الادب كثيرا، و لا أقرأ الأدب لذاته و انما أقرأه اذا احتوى فكرة معينة او مفهوم يجذبني إليه.
أحب كثيرا قراءة روايات الخيال العلمي الغربية لأنها تناقش مسائل فلسفية كثيرة في سياق الاحداث، و بعضها يحوي عمقا ممتعا و طريقة عرض مثيرة للافكار الفلسفية.
أحب الشعر العربي أيضا اذا حوى فكرة او مفهوما جذبني و لا أحبه لذاته.
ليس لي "موقف" من نزار قباني، و لكني أحب اشعاره كثيرا (و قرأت الكثير منها).
اقتباس:4- ما رأيك بالعلمانية على الطريقة الفرنسية، التي منعت الحجاب مؤخراً؟
أعتقد أن الطريقة المثلى لتطبيق العلمانية و الديمقراطية هو أن يكون هناك ضوابط لكي لا تؤدي الديمقراطية الى الانتقاص من العلمانية او تدميرها.
فمثلا هل يجب ان نسمح لحزب ديني ان يصل الى الحكم بواسطة الديمقراطية، و بعدها يقوم بخطوات تؤدي الى الانتقاص من العلمانية او حتى تدميرها؟ و هل يجب ان نسمح لحزب ديني ان يصل الى الحكم ديمقراطيا، علما بأن أول خطوة في جدول اعماله هي ازالة النظام الديمقراطي؟؟
بصراحة لا أعرف اجابة محددة للموضوع. القوى الدينية الظلامية تسيطر على العقول و تحوّل الناس الى أجهزة خاضعة مطيعة لمن نصبوا أنفسهم ممثلي اللـه على الارض.
لا أعتقد أن الديمقراطية المطلقة هي شيء جيد. في تاريخ السياسة الاميركية، هناك مفهوم اسمه tyranny of the majority أي طغيان الاغلبية. و قد رأينا أمثلة عديدة على هذا عندما تقوم الاغلبية بالتصويت ديمقراطيا لصالح قانون جائر و ظالم بحق أقلية معينة. و لهذا قام مؤسسو الجمهورية الاميركية بوضع مبادئ معينة في الدستور لا يمكن حتى للأغلبية أن يتعدوا عليها حتى بشكل ديمقراطي! فمثلا هناك مبدأ فصل الدولة عن الدين. لا يقدر الامريكيون التعدي على هذا الامر حتى و لو صوتت الاغلبية الساحقة عليه.
و لكن في نفس الوقت هناك طغيان الاقلية tyranny of the minority حيث تقوم أقلية معينة في الدولة بالتعدي على حقوق الاغلبية. أحد الامثلة الواضحة هو حكم السنّة في العراق مثلا. يبدو لي أن الفرنسيين رأوا أن الاقلية المسلمة في فرنسا بدأت تتعدى على حقوق و مصالح الاغلبية من الفرنسيين.
بالنسبة لموضوع الحجاب فأنا أؤيد الحكومة الفرنسية جزئيا لأني أعتقد أن اجبار الفتاة القاصرة او الطفلة على ارتداء الحجاب هو أمر يضرها تماما كما يضرها ان نجبرها على التعري مثلا، فهو أمر ينتقص من شخصيتها و يحولها إلى عورة تدعو الى الخجل و الاستحياء. على العكس، أعتقد أن المرأة يجب أن تفخر بنفسها و تفخر بشعرها و بوجهها فه أجزاء ملازمة لشخصها و ليس هناك ما يدعو الى اخفائهما. المسألة يعني مسألة اعتدال، فالتعري تطرّف و الحجاب أيضا تطرف. و خير الامور أوسطها.
لكني لا أتحيز ضد المسلمين في هذا الموضوع، فأنا مثلا أعتقد أن المسيحية فيها أفكار ضارة نفسيا بالاطفال كما ذكرت أعلاه.
اقتباس:5- أعتقد أنك تابعت المشاكل التي حدثت بفرنسا مؤخراً والعصيان المدني ببعض الضواحي التي يسكنها عرب، ماذا أوحى لك ذلك، وما هو رأيك؟ من خلال قراءاتك وما نقله ربما الإعلام الأمريكي لكم حول الموضوع؟
المصادر الاعلامية المحافظة في اميركا كانت كلها تسخر علانية و سرا مما حل بفرنسا، و لسان حالهم كلهم يقول، "أرأيتم؟"
أما المصادر الليبرالية على الراديو و التلفاز فقد شددت على أن المسألة هي مسألة اجتماعية و اقتصادية لا علاقة للدين و الارهاب فيها.
لا رأي لي في الموضوع، لكني بدأت أرى أن المصادر الليبرالية على حق.
اقتباس:6- هل لك رأي بقضية مقتل الشهيد الصحفي جبران تويني؟
لبنان من اكثر الدول العربية قابلية للتطور و اللحاق بوكب الحضارة، و أنا كنت آمل منه الكثير، و لكن للأسف يبدو ان الصدف السياسية السيئة وضعته في مواقف سيئة طوال العقود الاخيرة.
أشعر بالأسف الشديد أن يد الشر ما زالت تصل لأيقونات لبنان الجميلة. أنا لا أؤله أي سياسي لبناني او مذيع او مذيعة او صحفي، فكل انسان له أخطاؤه، لكن كل الذين قضوا في سبيل قضيتهم في السنة الماضية مثلا كانت لهم تأثيرات ايجابية لا يمكن تعويضها و الان دفعوا حياتهم ثمنا لها.
اقتباس:7-هل أحدث فيك نادي الفكر بتواجدك فيه وبنقاشاتك الطويلة فيه تأثيراً ما؟ وعلى أي الأصعدة بالذات؟ حدثنا بالتفصيل عن هذا الأمر.
أنا قضيت سنين في المجتمع الاميركي منعزلا تماما و منهمكا كليا في البحر الاميركي من عمل و دراسة و صداقات و علاقات و غيرها. لم أقصد أن أفعل ذلك و لكن وجدت نفسي منغمسا و لم أقف لحظة واحدة لأنظر خلفي الى الماضي. كانت مرحلة غريبة حيث لم يحدث ولا مرة واحدة أن بحثت عن أي موقع عربي مثلا على الانترنت مع ان المواقع على بعد نقرة واحدة. يعني كنت استفيق كل صباح في هذا الجو و انام كل ليلة و لم أعد أفطن الى الجانب العربي في داخلي و كأنه غير موجود. أنا حتى لم أملك كتابا عربيا واحدا (و لا أملك أي كتاب عربي اليوم) و لم أكن أقرأ أو أكتب و لا كلمة واحدة بالعربية.
و في ليلة باردة وجدت نفسي وحيدا في شقتي لا شيء لدي أفعله، بدأت بالتفتيش العشوائي على الانترنت. عثرت على منتدى اللادينيين العرب و نادي الفكر العربي، و اذا بي كأنني أعثر على جزيرة كنز. قضيت ساعات طوال منبهرا من هذا العالم الذي كنت جزءا منه و اذا بي أستكشفه من جديد. قرأت المداخلات و المناكشات و المسبّات و الطوش و اذا بي أضحك و اغضب و أسخر، و بعد ساعات من القراءة قمت بقلب الكمبيوتر رأسا على عقب و تحميل بعض الملفات لكي أتمكن من الكتابة بالعربية و الاشتراك. بعدها كتبت على قصاصات من الورق الحروف العربية، و قمت بالاستكشاف العشوائي لكل زر و إلصاق الحرف العربي المناسب عليه. و كنت في أول الأمر أكتب بمعدل كلمة واحدة في الدقيقة :lol: . و لكني شعرت بسعادة و متعة.
بعد مدة معينة، تساقطت قصاصات الورق اللاصق و اختفت الحروف العربية، و لكني اكتشفت اني لم أعد احتاجها بل أستطيع الكتابة بالعربية بسرعة و بدون النظر الى الازرار، لذلك فلم أعد احتاج الى الحروف العربية عليها.
التواصل و الحوار لا غنى عنهما لديّ، و بما أني أعرف العربية، فما المانع من أن أوسّع أفقي و اتواصل مع العرب الاخرين أيضا؟ و بما أني عربي اصلا، فالتواصل عبر الانترنت بات و كأنه يبقي الجزء العربي مني فاعلا حيا بعد أن كان قد ضمر و اندثر لمدة.
في هذا العالم الاخر، حيث اللغة امريكية و الطعام امريكي و الفكر امريكي و السياسة امريكية و الزوجة اميركية و العمل و الاصدقاء و كل شيء اميركي، العروبة تبقى حية في داخلي بطريقتين لا ثالث لهما: الموسيقى العربية التي أعزفها و استمع لها، و نادي الفكر العربي. في كل يوم او يومين أختلي لبعض الوقت و "أمارس عروبتي" إن صح التعبير. و كأنها صلاة. :)
اقتباس:8- لاحظت مؤخراً أنك صرت أكثر ليناً بموضوع المجاملات الاجتماعية، بينما كنت قبلها ما بتطلع كلمة عزيزي أو بتحطلنا شي وردة إلا بطلوع الروح؟ فما السر بذلك، هل لأنك عشقان ومتزوج و "متدهول" :D
لا، أعتقد أني فقط كنت محتاجا لبعض الوقت كي أتعود على العروبة من جديد. :lol:
كنت في فترة تحمية. مثلا في اميركا لا يوجد علاقات حميمة بين الاصدقاء كما يوجد عند العرب. يعني اذا وضعت وردة لأحد الزملاء في المنتديات الامريكية التي ازورها، سيعتقدون اني شاذ. :lol:
أما في المنتديات العربية، فيعني كله ماشي.... آهلاااااااان أبو الشباب... حبيبي انت واللـه.... موااااح و خود وردة (f) :lol: