سلام لجميعكم..
العزيز لوجيكال، أرجو عفوك فلم أرى مداخلاتك إلا الآن..
اقتباس: Logikal كتب/كتبت
اقتباس: Mirage Guardian كتب/كتبت
بطريقة أكثر تفصيلا نقول أن لكل أمر فى الدنيا 4 تفسيرات:
1- تفسير دينى
2- تفسير علمى
3- تفسير أسطورى
4- تفسير فلسفى
فلو سلم بأنه أمر غيبى نتيجة إيمان (وليس معرفة) فهذا أساس دينى فى التفسير
ولو إستفاد من تاريخه السابق وما إكتسبه من معلومات أدت إلى معرفة.. فهذا أساس علمى فى التفسير
ولو ترك عقله يتخيل حلولاً غير منطقية لمجرد إطفاء الفضول بتفسير وهمى.. فهذا أساس أسطورى فى التفسير
ولو أعمل عقله مجتهداً بطريقة منطقية فيما لا يمكن بلوغه بالحواس.. فهذا أساس فلسفى فى التفسير
لا أرى الفرق بين التفسير الاسطوري و التفسير الديني.
بل هناك فارق كبير..
بداية ولضمان وصول المعنى، أحب أن أوضّح أن المقصود بالتفسير الأسطوري هنا لا أعني به الميثولوجي.. بل أعني به التفسير الخرافي..
بالطبع أنا متفهّم لصعوبة فصلك بين الخرافي والديني، ذلك لأنك تنطلق من مسلّمة: "الدين هو خرافة"
من فضلك، حرر عقلك من هذه المسلّمة للحظات أثناء حوارنا..
التفسير الخرافي هو ليس بتفسيراً.. بل تخيّل وهمي دون أدلة أو أسانيد أو حتى مبررات.. المبرر الوحيد هو إطفاء الفضول..
مثلاً أن أرى "لؤلؤة" ولا أعلم كيفية تكوّن اللآلئ.. فأهرف بالقول التالي: "حبات المطر العذب، عندما تسقط في البحار المالحة، تكوّن اللآلئ"
التفسير الديني، هو تفسير وإن كان يشترك مع الخرافي في نقاط ميتافيزيقية.. إلا أنه أولاً وأخيراً تفسيراً نقلياً غير مبتدع بالعقل (على الأقل في تصوّرنا نحن الدينيون)
بطريقة أخرى، وفي نفس المثال السابق حول تكوّن اللؤلؤ.. فسأجيبك بأن التفسير الديني (أعني المسيحي) لم يتطرق لطريقة تكوين اللؤلؤ.. لم يضع له تفسيرات.. لا أستطيع أن أجد تفسيراً مسيحياً إذن لن أدعي وجود "تفسير ديني" لقضيّة تكوّن اللآلئ..
هنا - في التفسير الديني - لابد لي من العودة لمرجعية دينية.. وبناء عليها أجيبك نقلاً عنها..
في التفسير الخرافي لا توجد عودة لأي نوع من المرجعيات.. سأخرّف وقتها بما يحلو لي.. بل وربما أستغل الميتافيزيقا لإضفاء مسحة دينية مستغلاً التشابه الميتافيزيقي (الدجالين والمشعوذين مثال جيد على هذه النقطة)
وهنا، أجد من واجبي الإشارة لضرورة الفرز للتفاسير المصبوغة بصبغة دينية.. فالتداخل الميتافيزيقي يمكن إستغلاله للخلط بين الدين والخرافة.. وهو أمر كثيراً ما يحدث في سيرك الأديان هذا..
يعني - كمثال على الخلط - قد يأخذ أحدهم مثال اللؤلؤ السابق ويطلق عياراً نارياً على الإسلام..
فحبّات المطر التي تكوّن اللآلئ.. لم يكن مجرد مثال.. بل ما قاله "ابن عباس" فعلاً ومذكور في تفسير الآية 47 من سورة "الذاريات" (والسماء خلقناها بأيد وإنا لموسعون)
هنا، فالمحاور يستغل الخلط بين التفسير الديني والخرافي..
فكون هذه التخاريف مذكورة في أمهات كتب الإسلام.. لا يعني أن هذا تفسيراً دينياً.. لا يعني أكثر من تخاريف أشخاص دينيين..
المشكلة دائماً تحدث عندما يتبع الجيل التالي هذا التفسير الخرافي "نقلاً عن بن عبّاس" فيصيّروه تفسيراً دينياً عن جهل بأسس التفسير..
فالمقياس ليس وروده في كتب دينية من عدمه.. بل المقياس هو: "كيف فسّر بن عبّاس"، وطبعاً هذا التفسير هو خرافي لأنه مبتدع من عقله دون نقل من إله أو رسول أو نبي أو أية نوعية من وسطاء الرسالات الدينية..
شكراً لك.. ولمن بعث هذا الشريط من رماده.. فله ذكريات عديدة معي..
والآن أرحل قبل أن يمسك "رحيل" بتلاليبي مرة أخرى..
إحترامي..