السيد / داعية السلام مع الله
تحياتي ,,,
اقتباس:الفلسفة ... هل تمثل الطريق الأمثل للبحث عن الحقيقة ؟
لكي نجيب أنفستا على هذا السؤال - دعنا نسأل الآتي:
هل قوانين نيوتن للحركة الطريق الأمثل لحساب حركة الأجسام ؟؟
حسنا - لو سألنا هذا السؤال أوائل القرن العشرين لكانت أقرب الإجابات للصواب "نعم و بالتأكيد".
أما بعد نظريتا النسبية و الكم - فالإجابة ستكون:
"لا" - فبالنسبة للأجرام الكبيرة ذات السرعات العالية يجب تطبيق نظرية النسبية.
"لا" - فبالنسبة للجسيمات الصغيرة جدا يجب تطبيق قوانين فيزياء الكم.
لكن في كل الأحوال يمكن تطبيقها بالظروف الطبيعية (نسبة لنا) - و الثقة بالنتائج.
لكن مهلا - أين موقع من يسأل هذا السؤال ؟؟
لو كان من يسأل هذا السؤال يقف قبل نيوتن بمئات السنين و كل ما يؤمن به هو القانون:
"الله يحرك الأشياء كيفما يشاء و أينما يريد و لا يمكن التنبؤ بالحركة"
و كل ما يريده هو سماع كلمة "لا" لكي يريح نفسه و يطمئنها أنها على حق - ثم يكتفي بهذا و يرجع لإيمانه بما تعود عليه - إذا فبضمير مستريح فالإجابة:
" نعم طبعا بالنسبة لمعلوماتك فقوانين نيوتن نيوتن للحركة الطريق الأمثل لحساب حركة الأجسام"
و هو نفس الإجابة في أوائل القرن العشرين.
و دعنا نعود الآن لموضوعنا.
الفلسفة ... هل تمثل الطريق الأمثل للبحث عن الحقيقة ؟
و بنفس منطق المثال السابق:
الإجابة قبل النهضة العلمية: "نعم و بالتأكيد"
الإجابة الآن:
"لا" - لقد كانت الفلسفة خطوات على طريق العقل الإنساني حتى سلمت راياتها للعلوم - التي تعتبر الطريق الأمثل للبحث عن الحقيقة ؟
و دعنا نتمهل ثانية لنرى أين يقف من يسأل هذا السؤال لكي يسمع كلمة "لا":
اقتباس:إن المسلم ينظر بنور الله، ويعاين الأشياء بتعاليم الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم- ويزن بموازين الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه،
المسلم فقط - و المسألة كلها إيمان قلبي غيبي - بعد فروض كلها
غيبية لا يمكن إثباتها للآخرين و هي:
الله موجود.
الله اختار محمد لكي يقول للناس كلاما.
القرآن هو كلام الله.
حسنا - الفلسفة أخطأت تارة - و أصابت تارة - و تقدم الفكر الإنساني بالتجربة و الخطأ إلى ما تراه الآن من مظاهر تقدم العلم حولك.
لكنها بكل الأحوال أكثر عقلانية من الأديان - التي تشترط الإيمان الغيبي.
و كالمثال السابق أيضا ستكون الإجابة في هذه الحالة كالإجابة فبل النهضة العلمية "نعم"
المفارقة الزمنية بالمثالين السابقين - و الناتجة عن الهوة الزمنية المعرفية لمجتمعات تعيش سويا بنفس الزمن الواقعي - تسبب كثيرا من اللبس و المغالطات المنطقية.
و كمثال ثاني كثيرا ما رأيته:
الدينيين لا ينفكوا يتحاكون عن نظرية التطور لداروين و بأنها تم نقضها ...إلخ.
و لكن هل يتوقع الدينيين أن تكون تم نقضها لمصلحة نظرية "نزول أزواج المخلوقات من السماء أو الجنة ؟؟"
حسنا قوانين الحركة لا ريب فيها - التطور كحركة لا ريب فيها - يتم نقض النظريات لإحتوائها بما هو أدق - و هي حركة للأمام - ولا يتم النقض للرجوع للخلف.
تحياتي للجميع