{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
أرجوكم إسمعوني...
عوليس غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,023
الانضمام: Jan 2002
مشاركة: #1
أرجوكم إسمعوني...
من نفسي..
وإلى نفسي..

إلى من أحبهم..
إلى من يحبونني
إلى من سيشاركونني في أعماقي...
إلى من سيقرأ وني..
إلى من سيقتطعون من حياتهم دقائق معدودة..
أحبكم جميعاً :wr:
وأنتظرُ نصائحكم بشكل جادّ
أرجوكم .. أرجوكم ..
بل أعتذر
فأنتم أكرمُ من أن أرجوكم!!


---------------------------


الـريـح تـلـهـث بـالـهـجـيـرة*
كـالـجـثـام عـلـى الأصـيـل
وعـلـى الـقـلـوعِ تـظـلّ تـطـوى،
أو تـنـشـر لـلـرحـيـل
زحـم الـخـلـيـج بـهـنّ مـكـتـدحـون جـوّابـوا بـحـار
من كل حـاف نـصـف عـاري
وعـلـى الـرمـال، عـلـى الـخـلـيـج
جـلـس الـغـريـب:
يـسـرّح الـبـصـر الـمـحـيـر فـي الـخـلـيـج
ويـهـدّ أعـمـدة الـضـيـاء
بـمـا يـصـعـد مـن نـشـيـج
أعـلـى مـن العـبـاب يـهـدر رغـوه،
ومـن الـضـجـيـج…



-----------------------------
هذه ليلة قمراء، من شتاء تشرين الثاني عام 2004 ، في مثل هذا اليوم من سنة 99 ، وفي مثل برده القارص، تيسّر لي أن أفتح أول صفحة إنترنت؛ كانت صفحة من المنتديات التابعة لمجلة "الديت نت" التقنية الإلكترونية، بصفحاتها الصفراء، وقد عرفتُها عن طريق أبي الذي كنتُ أتابعه وهو يتصفحها بداية دخول الإنترنت إلى السعودية، وقد كان التاريخ حينها يسجّل بأسى أن السعودية هي آخر دولة خليجية تقدم خدمة إنترنت لمواطنيها.

غادر والدي جهازه الخاص، وجلستُ مكانه، و وجدتُهُ فاتحاً صفحةً بخلفية صفراءَ، بها عناوينٌ كثيرةٌ وأسماءٌ مستعارة لأصحاب هذه العنواين، فتحت ما شدّني منها، فكان موضوع "يوميات مربوش ومربوشة" .. كان الكاتب يأتي بيوميات عن هاتين الشخصيتين الساخرتين وكانت الردود تتوالى عليه تشجيعاً وتعليقاً وإضافة. وقد كانت أول مرة في حياتي أقرأ فيها نصاً نجديّاً (نسبة لنجد بوسط السعودية) شعبيا، وقد كان الموضوع متعباً جداً، لأني لم أعتد إطالة القراءة من شاشة الكمبيوتر المزعجة. لم أكن مهتما بالديت نت تلك الفترة، ولا لمنتديات إنترنت، بل كنتُ حاصراً جل اهتمامي لمتابعة أحدث المعلومات عن طرق الإختراق وبرامج الحماية منه، والبحث عن برامج كومبيوترية بعضها لاكتشاف كلمات السر في جهازا الكمبيوتر، وأخرى برامج عبثية للتسلية وغيرها.. المهم .. بعدها بأشهر كنت أرى أبي يتصفح موضوعات عن الشيعة، وكانت الصفات مرتبة أكثر من تلك التي في الديت نت، وبشكل تقني أكثر تطوراً، كانت تلك .. "الساحة العربية".. !!

بعدها بأشهر شاركتُ في "أنا العربي"، ثم في منتديات "الموسوعة الشيعية" تحت إسم "أبوالقاسم"، تعرفت منها على مشائخ فضلاء من الشيعة ومنهم الشيخ "رائد الشيخ جواد" والشيخ "عبدالحسين البصري" المشرف على القسم العام فيها والشيخ "فاضل25" والشيخ "طاهر الخزاعي" وكذلك الأخ "Lion King" (يعرفه الرفاق هنا باسم "نصير المهدي") .. وكنتُ أيامها أتابع الشيخ "رحمة العاملي" وحواراته مع المسيحيين كما كنتُ أقرأ للشيخ "عمار بن ياسر" و"الشيخ العاملي" ومشائخ سلفيين كـ "مشارك" و"سيف التوحيد" و"محمد إبراهيم" (أكبر شيخ سلفي له قدرٌ عندي) وكلها أسماء تابعتها بشغف شديد، خاصة وأنا أشهد طعان الشيعة لعقائد الوهابية..
كنتُ جذلاً جدا بكل ما يُكتب، وكنتُ أشارك في بعض هذه الحوارات، لا إيماناً حقيقيا أوانتصاراً للحق، وإنما نتيجة للقهر الذي عشته وأنا أرى قومي (شيعة السعودية) مظلومين مقهورين يُتهمُون في عقائدهم بالضلالة في الكتب المدرسية، وبالتجهيل والابتداع ويجبر أبناؤهم على دراستها، وفي كتب التاريخ إذ يصورن بشكل غير مباشر على أنهم ظهروا من منابع الحقد على الإسلام وأنهم ذووا ذهنية تآمرية، وأنهم اكتسبوها عن منشئهم المنسوب زوراً لعبد الله ابن سبأ اليهودي؛ كما كنتث أقف بكل أسى على سكوت الجهات الرسمية عن التجاوزات المتكررة من أطراف ذات شأن، كمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية التي تحجب صفحات الشيعة والكتب التي تعرف بهم وبمعتقداتهم، والمواقع التي تحتوي أناشيدهم الدينية ولطمياتهم، وقد بلغ الأمر بـ"مدينة الظلام" أو هكذا أطلق عليها الجمهور الغاضب، أن تحجب موقعاً هو موقع "قرية المطيرفي"، وهو مجرد موقع محلي لأصغر قرية في الأحساء .. ورغم النداءات المتكررة التي وجهها أصحاب الموقع لإزالة الحجب، لكنها لم تلقى تجاوباً إلا مؤخراً، وقل عدة أشهر فقط، كما كان يستطيع السلفيون أن يهاجموا الشيعة في وسائل الإعلام، وكان الشيعة يمنعون من الرد .. وكنتُ أشاهد كيف كانت الحكومة تغلق المنابر الدينية للشيعة حسينياتهم، فقط لأنها كانت تحدُثُ فيها ممارسات وطقوس التطبير التي يمارسها بعض الشيعة، وكنتُ أرى الاعتقالات السياسية لبعض الذين كرسوا جهودهم لنشر مذهب التشيع واتخذوا موقفا مناهضا صراحة ضد المناهج الدينية في البلاد، ومنهم معارفٌ وأقارب لي، وجاري كان أحدهم

كنتُ أرى السلفيين وهم يطلقون الأكاذيب في مواقعهم، وأشاهد كيف أنهم كانوا يعيدون طباعة الكتب المهاجمة للشيعة تلك التي كانت قد ألّفت إبان الأزمة العربية مع إيران، وكانت بالطبع تتبناها حكومة آل سعود في عهده، طويل العمر، أي سيدي ومولاي صاحب السمو الملكي، الملك فهد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن حفيد الإمام محمد سعود الكبير حفيد مرخان من وائل.. إلخ (قسماً بربي أنا لا أسخر من أحد)

المهم، كنت أشهد هجمات الهكرز بقيادة مجموعة الملاك الطائر (عايض الدوسري) وقد كان وقتها معيداً في قسم العقية بجامعة الملك سعود، وكذلك الصارم المسلول (يوسف العييري) صاحب منتدى أنا المسلم والذي لقي مصرعه قبل عام أو عامين في اشتباكٍ مع قوات الأمن السعودية في مدينة حائل، شمال السعودية، وكل هذه الهجمات التقنية أدت إلى ردود مقابلة من طرف الشيعة وكنت أشهد أقوى وأكبر عملية وقد كانت على يد فتى الشيعة في منتديات شيعة لنك، بعد أن طرح برنامجاً وشرح كيفية استخدامه وذلك لاختراق مواقع الخصوم، وتم ذلك حين سقط سحاب لبعض الوقت ثم عادت

في تلك الفترة، بداية سنة 2000، بدأاتُ المشاركة في شبكة هجر، وقد كان التقنيون فيها (كعجائز ترميهم عصابة من الأولاد بالحصى والأوساخ) ..
وبين هؤلاء وهؤلاء، كان هنالك هاكرز مغمورون يشاركون في تلك الهجومات المتكررة، حتى ظهر أحدهم ويدعى الجلاد هاكرز وقد أنشأ موقعاً لمهاجمة بعض أعضاء شبكة هجر ذك الوقت ومنهم مالك الحزين، وشجرة الدر (وهي سنية وهابية متعصبة للسعودية بالمناسبة) ومع ذلك لم يردع ذلك الجلاد هاكرز من قذفها ورميها بكل جهالة فقط لأنها تجرأت فتناقشت مع الشيعة والعلمانيين، وكذلك لم يسلم من هجومهم موسى العلي، صاحب شبكة هجر، الذي نسبوا له صورة ليست له زعموا أنها صورته مع عاهرات إيرانيات) وشتان بين موسى العلي في الصورة، وموسى العلي على أرض الواقع

كان الجو مشحونا، والصراع محتدما، ولا معنى لكوني علمانياً أو لامنتميا متفرداً بأفكاري، فأنا إما مع السلفيين أو ضدهم.. كنتُ أعيش في دوامة، فإنترنت هي فرصة لأعلن منه عن رفضي لكثير مما تؤمن به الشيعة، وكان الإسم المستعار وجاءً لي من ردات الفعل التي كانت ستعقب هذا الإعلان عن أفكار مخالفة للمعتقدات العامة في بيئتي والسائدة في بيتي وبين أصدقائي لو أنني جهرتُ بها، لكنني كنتُ دائماً أقول، إن مهاجمتي للشيعة ستكون في مصلحة السلفيين المتعصبين، وستصب بالنهاية في الرصيد الإعلامي السلفي الموجّه لمهاجمة الشيعة.

كانت فوبيا الفرقة الناجية تعشعش في عقول المعيز، وكان المخالفون كلهم سواء .. خطر على الإسلام والمسلمين!! .. لم يكن هناك في حينها حظور بارز لمختلف الفرق الإسلامية من إباضية وزيدية وإسماعيلية ومعتزلة وماتريدية وصوفية وغيرهم، ولم يكن يبرز بشكل واضح صراع العلمانيين من قوميين وليبراليين وشيوعيين واشتراكيين، لم يكن صراعهم بحجم الصراع الشيعي - السلفي أبداً، كما أن العلمانيين كانوا أقلية صغيرة جداً، وكان أقطابهم لا يتغيرون، فنفس الأسماء التي كانت في "المنتدى الفلسطيني" .. كانت تنتقل برتابة وحذر، إلى المنتديات الأخرى مثل "الديت نت"، و"أنا العربي"، مروراً بـ"هجر"، والمنتديات المغمورة التي كانوا ينشؤونها (أي العلمانيين) من وقت لآخر ، لا يحضرني أي إسم منها فلقد كانت هذه المنتديات تبقى فترة ثم لا تلبث أن يهجرها الأعضاء إلى مكان آخر آهل بالمخالفين الذين يقرأونهم ويكسبونهم جماهيرية أكبر، كانوا يقيمون هذه المنتيات على سيرفرات غير مستقلة، وكانوا يقيمونها في مساحات مجانية على سيرفرات الشركات التي تمنح تلك الخدمة، أو يستفيدون من مواقع تعطي منتديات مجانية كالجهراء نت
وقد كانت للعبد لله تجربة مع الأخيرة، حين حجزتُ منتدى أسميته أحرار، وكان عنوانه http://www.ahrar.8m.com وكان هذا المنتدى متزامناً مع اختراق منتدى شبكة هجر، فانتقل كثير من الزملاء إليه مؤقتاً، وحتى أنا لم أسلم من "خوابير" الهاكرز، وقد أوقعوني في مواقف محرجة لا أحسد عليها (حسبي الله عليهم)

المهم، كنتُ قد سئمت الحوارات الطائفية، وكنتُ أفكر ملياً في نفسي المتعبة المثقلة بالشبهات، بعضها كنت أجد جوابه عند مشائخ منطقتي، ولكنني لا أقتنع به، وبعضها الآخر كان مختزنا في ذهني...

* من قصيدة غريبٌ على الخليج، لبدر شاكر السيّاب

يتبع...

11-29-2004, 06:18 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
عوليس غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,023
الانضمام: Jan 2002
مشاركة: #2
أرجوكم إسمعوني...
أرافق أبي أينما ذهب، وكنت كثير الكلام، لجوج السؤال، دائم الإندهاش، كنتُ أسأله أسئلة ساذجة، لا ضرورةلإجابتها، أو أن أيّ كلام كان يمكن أن يكون جواباً شافياً لها، أو، ربما، هذا ما كان يظنّه أبي!!
لكنها لم تكن كذلك...

أبي: لم نحزن على الحسين؟
- لأنه مات مظلوما، وكان مصابه جللاً في كربلاء ولا يوجد في التاريخ مصاب كمصابه
همممممممممممممممم
طيب وليش نبكي عليه، كل واحد ينقتل نبكي عليه؟

_ دون اهتمام، يجيبُ أبي ( أيه حمّود .. كل واحد ينقتل مثل الحسين أو نحبه .. مثل الحسين لازم نبكي عليه)

وليش نبكي على كل واحد مثل الحسين يا بابا؟

- (أنت بقرة يا ولد، اللي ينقتل .. تبغانا نضحك عليه؟)

وينتهي النقاش

أما على المنبر الحسيني، فقد كان الجواب هو نفس الجواب، ولكن بشكل أكثر انفعالية وعاطفية!
- (نحن نبكي على الحسين لأن السماء في يومه بكته دماً وحنين!)
- (نحن نبكي الحسين لأنه مات عطشانا!)
- (نحن نبكي الحسين لأن نساءه قد سقن عرايا وبالسلاس إلى الشام)
- (نحن نبكي الحسين، لأنهم في الغرب يعرضون الفلم، مصوّرين مشهد الحسين وهو يهوي صريعاً، فيموت ثلاثة أو أربعة أو خمسة من الحاضرين من هول الفاجعة، أفلا نبكي عليه؟)
- (أفلا يستحق يوماً نخلد ذكراه فيه، فنجعله يوما للثورة على الظلم؟)

وفجأة تنهمر الدموع، ويعلو الصياح والنياح، والناعي ينعى بأراجيز عراقية نجفية حزينة، واللاطم يلطم على رأسه، والناس في حسرة وكأنهم حاضرون في هذه المعركة.. وأبقى أنا أشاهد مَن حولي، خافقاً قلبي مندهشاً، مرعوباً، عاجزاً عن تفسير سبب كل تلك الدموع .. لكنني أتراجع عن السؤال، بعد أن تحدثني نفسي: إن الدموع هي خير جواب لي كطفل!
إذ كيف يبكي الناس على وهم؟ هذا غير معقول، لا بد أنهم يبكون لأن المصاب حقا يستحق البكاء!!!
فأعود، وأنا في هذه الجو الغائم وفي هذا المجلس الحسيني ذو الألوان القاتمة ، وفيهذا الحزن، وهذا اللطم، وهذه الكآبة، وأنا في طريقي إلى المنزل ماشياً بتثاقل، فاسال نفسي، بعد أن أرى فتى سنياً في مثل عمري يمشي بمرح: لماذا هؤلاء مشاعرهم جامدة؟
لماذا لا يبكون على الحسين؟
لم لا يلطمون؟
لم يشترون من البقال الآيسكريم وغيره؟
(لقد كان أهلنا يحرّمون علينا نحن الأطفال الشراء في يوم عاشوراء، لنتعلم التعلق بهذا اليوم، ولتزداد مهابته!!)

ألف سؤال وسؤال يزدحم في رأسي
وأنا لم أبكي يوماً على الحسين...

وتمضي الأيام، والفتى غامضٌ وحيدٌ لا تفلح معه كل محاولات من هم في عمره ليتقربوا منه، كانو كلهم أغبياء، واهتماماتهم لا تتجاوز الحديث في مواصفات آخر موديل من هذه السيارة اليابانية أو تلك

وحيداً كنتُ أعيش، بعالمي الخاص، بأحلامي، وأوهامي

كان فتى عنيداً
لا يجد مشقة في أن يجادل طوال يومه، ليثبت رأيه، لكنه كان يرفض مالا يطيقه بشكل أرعن، أو هكذا كانت تصفه أمه

وأنا أجدني عاجزاً عن النبس ببنت شفة
والكلمات تختنق
وحتى الكتابة، لم تنقذني حين كنت أمسك القلم كطفل عابث، فأرسم خطوطاً مائلة لا تعني شيئاً، وتعجز نفسي عن طرد ما يختلج بها بهذا اليراع الذي جف حبره...


يتبع...
11-29-2004, 06:32 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
عوليس غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,023
الانضمام: Jan 2002
مشاركة: #3
أرجوكم إسمعوني...
من فوق جبل "الظهران"، المدينة الحلم بشرق السعودية، تبدو الأشياء برتقالية و وهجها يشعرني ببعض الإنبساط...

أسرح ببصري ملأ المدى، وآخذ نفساً عميقاً، فترتسم ابتسامة سرعان ما تختفي

أشعر بثقل شديد، وأتثاءب بين الفينة والأخرى، وأعرك عينيّ متململاً من كل شيء

أتساءل في نفسي
كيف يشعر الأصدقاء وهم يقرأون هذه السطور؟
ماذا يتوقعون أن أقول؟

فأبتسم مرة أخرى وأقول: يا فتى!
كنتَ قد طلبت منهم أن يستمعوا إليك، فلم أنت مهتم بما يشعرون، أولم تك راغباً أن يسمعوك؟؟؟

فيأتي الجواب الذي لا يروقني أبداً...
ربما لأن هؤلاء الأصدقاء لم يتسنى لهم سوى أن يَرَوْكَ على الصورة التي رسمتَها لهم، وربما أنت نرجسي أكثر مما تظن .. فتحب أن تلفت الأنظار إليك
أو، وهذ احتمال يروقني جداً، أنا أحب كل الرفاق في النادي، وأحترمهم جميعاً و بَوْحي لهم بمشاعري ليس سوى مزيج من الرغبة في الإشباع العاطفي، والرغبة في نصائحهم، وليس تسولاً لتعاطفهم، فأنت يا فتى أوفر حظاً من مليارات البشر على كوكبك، وفي الواقع أنت لم تقدم شيئاً مقابل ما حصلتَ عليه....

حسناً

خيالي يعود إلى الوراء ثمانية أعوام، حيثُ كنتُ في الثانية عشر
(توقف عوليس، هنا عمرك يفاجأ الكثيرين، والكثير من الأصدقاء القريبين .. يا كذاب ههههههههه) :lol:

ولك وجه تضحك بعد؟
والله اللي مو عاجبه .. بكيفه!!:D

المهم أني مرتاح، والمهم أنك قد عرفتَ ذلك عزيزي القارئ .. فلا داعي لهذه النظرات المعاتبة!!!


كنتُ أقول، الفتى كان في الثانية عشر، كانت الأيام جميلة .. تمضي وأنا هادئ البال .. أرتقب الإجازة الصيفية على أحر من جمر

والوجهة، كالعادة السنوية، إلى المدينة المنوّرة..

في السيارة مع والدي، أقضي الطريق بأسئلتي التي لا تنتهي، عن أحسن لاعب كرة قدم، وعن السماء وعن الصحراء وعن الله والسنة والشيعة .. وأجوبته كانت تأتي مقتضبة لا تتوافق وحجم السؤال

وبالطبع أركن للهدوء، فهذا الجواب، كالعادة، غير مقنع، وربما إطنابي في الحديث، وكم المعلومات الذي أوصله إلى عقل المستمع / القارئ .. يشوّش كثيراً عليه

ماذا أفعل .. كنتُ طفلاً دائم التفكير، عاشقاً للأحلام .. ولا بأس..

أبقى بالساعات أنظر للرمال الصحراوية وألوانها تتغير حسب تغير التربة وابتعاد المسافة عن مدينتي (الأحساء ، أو هجر وهذا إسمها التاريخي)

المهم..

تمضي المسافات وأنا مستمتعٌ بوحدتي، وأشطح بخيالي بعيداً حيث البدو يرعون أمام خيامهم، والطريق تملؤه الجمال، فيخالج الحلم معلومة قرأتها مؤخراً في "الموسوعة البحرية"ـ التي بدأت قراءتها في الثامنة، ومازلتُ أقرؤها حتى الرابعة عشر، وكنت أعيد قراءتها عشرات المرات دون ملل

كنت أردد في نفسي أسماء لازلتُ أشعر برجفة خفيفة لذيذة كلما تذكرتها

إبن ماجد أمير البحر العربي، وهو يقطع البحر ببطولاته الأسطورية .. وقراصنة هولندا الذين ترسو سفنهم في شواطئ الشرق الأقصى فينهبون الخيرات ويعبثون بالبلاد.. و"الفايكنج" المتوحشون بقرونهم وشواربهم الحمراء .. وأفريقيا التي تقتلها أيام المسغبة والجوع دون أن يأبه بهم المتسعمر الإسباني أو الإنجليزي ..
وأشياء أخرى ترقص في مخيلتي .. يتقلب مزاجي كلما تنوعت مشاهد الفرح والمرح، ولم يكن يقطع وحدتي سوى طلبات أمي التي لا تنتهي عن جوعي أو عطشي، أو لتوجه الانتقادات بمناسبة أو دون مناسبة، أو أنني أفقد هذه الوحدة بعراكي مع أختي / الخصمة اللدودة
كنتُ عنيداً .. وعنيداً جداً ..فإن كنت المظلوم في المشاجرة .. فإنني أصرخ بهستيريا، فيضيع ما أريد قوله وسط الهرج والمرج
وإن كنتُ الظالم، فإنني ألزم الصمت، وهو ما يقود الحكم (أمي في هذا المجال) إلى التشفي، أو هكذا كنت أتصوّر
أمي التي أعشقها بجنون .. لم أدرك بأنه ليس من السهل عليها أن تكون مثالية، كما كنتُ أظن نفسي

كنتُ أراها تفعل الأخطاء الصغيرة، لكنني كنتُ أجعل من هذه الأخطاء قضية كبيرة وأهولها وأفخمها..
كانت المثالية عندي أن تعتذر لي حين تخطئ، ولكن هذا كان مستبعداً، وكانت ترى بأن الإعتذار كبيرة في حقها .. فهي أمي، وإن بصقت على وجهي!!!!!!

وبعد كل مشاجرة، تحدث، وبعد أن أغرق في دموعي، أعود لوحدتي .. إلى الرمال

كانت صوراً ترجفني .. صورة لكولمبوس وهو يمشي في خطًى متباطئة بعد أن قدّمَت له ملكة إسبانيا دعمها لاكتشاف الطريق الغربية إلى الهند..
صورة أخرى للرعود.. وصوت البرق، وبحارة كولمبوس وهم ينزلون شراعاً ويشدّون آخر
صورة أخرى للهنود الحمر وهم يَسقُطون قتلى عل يد الأشقر الغريب

ثم فجاة، ينقطع مشهد الرمال الصحراوية، وتختفي الجمال، وترتفع سيارتنا، عبر الطريق الذي يشق هضبة نجد...

هنا .. تقفز كلمة نجد إلى رأسي..
شعور عظيم بالكره لها..
كرهٌ عظيم لهؤلاء البدو الرعاع الذين يسرقون نفطنا
كرهٌ للكلاب الذين قتلوا أجدادنا المعارضين لضم الاحساء إليهم
كرهٌ للجلف الذي يلبس من نفطنا، ويشرب من نفطنا، وينام من نفطنا، ويتعلم من نفطنا، ويستحم من نفطنا، ويلبس شماغه من نفطنا، لكنه لا يجد حياء في شتنمنا و وصفنا بالشيعة الذين لهم ذيول، أو الذي يصورهم على أنهم كائنات أخرى، ويسخر من مدينتهم البدائية غير المتحضرة...!!!!


كطفل، لم أتلقى هذا السعاية بنجد والوهابيين، ولما أتلقن هذا التحامل على الجميع، لو يكن هناك شعور داخلي في وسط قومي وبيئتي بالقهر الحقيقي، مما يجعلهم غير مدركين لخطورة زرع مشاعر الضعف والقهر والإنهزامية في نفس الطفل...

ربما هذا يوضح بجلاء صورة الشيعي السعودي المبهمة، ومواقفه، ونفسيته....

في هذه الساعة، يتبادر إلى نفسي سؤال: هل لو كانت هنالك علمانية جزئية، لأسهمت في محو هذه المشاعر السلبية لدى الشيعة والسنة؟

أم أن عقد النقص والمظلومية والحزن ستبقى بحيث ما يزال الشيعي يرى أنه مظلوم من السنة ومن أميركا وأذنابها الكلاب إذ أنهم يمنعونهم من الحكم في البحرين والعراق ولبنان؟؟؟؟؟

وهل ستنتهي فوبيا الظلم الذي لن ينتهي إلا بظهور المهدي الغائب ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن تملأ ظلماً وجورا؟؟؟

أسئلة أقف عاجزاً أمامها، وشعور بالضيق، شديد على نفسي أحاول أن أغيره باستنشاق الهواء، لكن أنفاسي متعبة .. وهو لن ينقطع (أي هذا الضيق) مالم أجد حلاً لأسئلتي التي مالزلتُ لا أدري إن كانت ستجد حلها يوماً

وأما الوقت الذي أقضيه لأشغل نفسي عن هذه الأسئلة فهو سوف لن يلغيها من ذهني، بل سيأتي غدٌ، أو بعد غد، فأعود إلى ذات الكآبة، وذات اللحظة التي أعيش فيها الضياع و"اللا إنتماء"...


يتبع...
11-29-2004, 07:05 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
دوريمي غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 215
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #4
أرجوكم إسمعوني...
اقتباس:  عوليس   كتب  
يتبع...
نتبع :)

(f)
11-29-2004, 07:49 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
The Godfather غير متصل
Banned

المشاركات: 3,977
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #5
أرجوكم إسمعوني...
عوليس صديقي الحبيب اخوك هنا من النجف وليس من غيرها ابا عن جد وزار مقام الامام علي بن ابي طالب

صدقني اصبحت سنيا سلفيا وعن قناعة و ان كنت مسلما فانا ابقى سنيا ليس لتعصب بل من قناعة

ويؤسفني كل ما يحدث للشيعة بل كل ما يحدث باسم الدين في بلادنا اتمنى لو نتعلمن وننهي خلافات الدين ويصبح الدين في المسجد وفي البيت حتى نتفرغ لحياتنا وبلادنا واصلاح امرها

الان الحقيقة لا ادري حتى ان بقيت مسلما
ام لا

لكن اتمنى ان ننهي مسالة الشيعة والسنة الى الابد ونحب بعضنا ولو في الاسلام الذي لم ياتي ليفرقنا بل ليجمعنا

ولا ادري لماذا راي شخص في احد الصحابة او التابعين يصبح سببا لكرهه والطائفية ضده

كلنا لنا اراء فلنعش معا


(f)

ونتابع مع عوليس

11-30-2004, 06:29 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Alcon غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 38
الانضمام: Nov 2004
مشاركة: #6
أرجوكم إسمعوني...
العزيز عوليس (f)

العزيز دوريمي (f)

العزيز CANADIAN (f)



مداخلتي ستقتصر على التحية.. ومن بعدها رجاء خاص.قد لا يكون به شديد الارتباط بما ورد سابقا..


أتكلم هنا بلسان حالي، باعتبار كوني ملحدا عن جدارة، ولكن لا استطيع - بكل صراحة وموضوعية - ان اتجاوز خلفيتي الدينية، او ان امحوها من ذاتي محوا كاملا.. لا بل استلهمها ما عشت من ايامي كحقبة جميلة عشتها، وكتأكيد على ان المرء طالما بمقدوره الاختيار فليفعل... من هنا اعزائي، وقد رأيت منكم التجرد والموضوعية في تناول الابحاث، اتمنى عليكم ان تقاربوا الفكر الشيعي بشئ من الموضوعية والتجرد... وحسبي ان اقول لكم انه من اغنى المذاهب في مخزونه الفكري والاصولي.


اجدد الاعتذار... واتمنى ان تحملوا كلامي بحسب مقتضاه.

وشكرا

:wr:
11-30-2004, 11:20 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
خالد غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 7,660
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #7
أرجوكم إسمعوني...
بعيدا عن التمذهب والمذهبية، وسؤال موقعه من الإعراب يكون في ساحة الأديان، إلا أنني سأسأله هنا لشجون في صدري:

- ما مدى صحة حديث الإفتراق إلى ثلاث وسبعين فرقة؟


رحم الله حبيبنا سبط رسول الله الحسين عليه سلام الله، ولعن الله قاتليه والمشتركين في دمه!
11-30-2004, 12:06 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
عوليس غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,023
الانضمام: Jan 2002
مشاركة: #8
أرجوكم إسمعوني...
أكتبُ الآن وأنا مبتسم، فصوتُ "العربية السعيدة" عذب ومرح وشجي، بحيث يطربني، وينتشلني من عالم الأحلام...

قلبي الآن أكثر ضعفاً من ذي قبل، وكل ما يشغلني الآن هو أن أطرد شيطان الأحزان الجاثم على صدري...

يخيّلُ لي الآن، أن زهرة خضراء تنبض على صفحات النادي

قبل أعوام كان ذات الشعور يراودني (الشعور بالغربة والضياع) .. وكانت صدمتي من صديق شاعر، خانته شاعريته لحظتها..

قال لي:
ماذا بك، يا ولد!
هل تعيش في سرداب؟؟؟؟

لحظتها تجمّد كل شيء في جسدي ...

((مهلاً، فأنا ما زلتُ أمارس لذتي في دنيا الأحلام الرومنسية .. ولا رغبة لي بالعودة إلى واقعي المرّ))

وسؤالٌ آخر، لا ينتظرُ جواباً:
كيف يستفيق البؤساء من سباتهم في هذه الأرض...

هل حقاً يحيى الدينيون في عالم موحش وظلاميّ؟

وهل حقاً يعيش اللادينيون في بهجة وسعادة؟؟؟؟

(عذراً، فإن الكيميائيات تأخذ مفعولها الآن في أعصابي .. وأشعر ببعض الخمول!!)


(...)
11-30-2004, 12:32 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Alcon غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 38
الانضمام: Nov 2004
مشاركة: #9
أرجوكم إسمعوني...
العزيز خالد..(f)


ان كان سؤالك موجه للجميع، فبالواقع ان هذا الحديث لا يعنيني اكان صحيحا او مرسلا، ولكن الذي اشرت اليه آنفا هو التراث الفكري الزاخر للمذاهب الاسلامية وغيرها، وهي بالتالي تستحق عليه بشكل عام كل تقدير واحترام... اما المظاهر الدينية والاعمال الطقسية التي تقوم بها هذه الطائفة او تلك او هذا الدين او ذاك، فليس برأيي معبرا بطريقة كافية ووافية عن الاساس النظري التي يقوم عليها هذا المذهب او ذاك... وليس هنا على ما قد تفضلت مكان هذا النقاش.


واسلم لصديقك

Xeniades
11-30-2004, 12:48 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
عوليس غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,023
الانضمام: Jan 2002
مشاركة: #10
أرجوكم إسمعوني...
مازال جسمي ثقيلاً بفعل تلك الكبسولات اللعينة، وأشعر بنعاس أحاولُ أن أقتُلَهُُ عبثاً بفنجان قهوة حلوة .. لكنني أصرّ على أن أكمل هذا الفصل من رحلتي إلى المجهول...

لا أعرف أين وصلتُ، لكنني سأبدأً من حيث أودّ البدء، وحقي هذا ينطلق من كوني أوجّه رسالة لمن أريد، ولمن يفطنون أنهم المعنيون أقول: إن فهمتَ أنك معني بأي شيءْ في هذا الفصل، فلا تتعب نفسك بالتفكير كثيراً .. فالكلام هنا واضحٌ جداً ولا مداورة فيه...


كنتُ في الخامسة عشر...
كنتُ مراهقاً متذبذب التفكير...
أفهم ما يهمني من الدين، وأعرف عن عقائد الشيعة ما يعرفه أي مراهق درس في حلقات المسجد والحسينية، إذ كنتُ قد قرأتُ كتب العقائد لأكبر مناطقة الشيعة، كدروس في العقيدة لمحمد تقي مصباح اليازدي، وعقائد الإمامية لمحمد رضا المظفّر، وكنتُ استمع لمحاظرات الإمام محمد تقي شمس الدين على قناة أوربت الإعلامية.. إضافة إلى ما في رصيدي من معلومات فقهية وتاريخية اكتسبتُها مشافهة من شيوخ بلدتي، أو استقتُها من والدي، أو عرفتُها يوماً من صديق ملتزم أثق به..
إلى جانب كل ذلك، كانت معلوماتي عن الوهابية كافية بحيث أناقش بها أي خصم وأنا في مثل ذلك العمر، إذ أنّ واحدنا كان يتخرج من المدرسة وقد قضى حياته في دراسة تراث أهل السنة والجماعة، وحكايات أهل السلف الصالح وبطولاتهم وأفعالهم، وكانت دراسة مفصلة مملة، بما يزيد عن ثلث المادة المدروسة من العلوم التطبيقية، ويا عجباً لهذا الزمن.. رغم كل ذلك التشدد، وكل تلك المعلومات عن عهد خير القرون، ذلك العهد النظيف الطاهر الللطيف، ورغم كل ذلك الحديث عن الجنة والنار، والتحذير من الوقوع في المحظورات، كبيرها وصغيرها، إلا أن واحدنا كان لا يحتمل أن يقع بصره على مشهد قبلة ساخنة في التلفاز ليغيّره

كانت تلك الأيام تنتشر أسماء مسلسلات مدبلجة مثل "Gـوادا لبّي" و "ماريا مارسيدس" وغيرها مما أنتجه اللاتينيون، فانتشر في أنحاء العالم، بما فيه العالم العربي، والذي كانت تترجم فيه هذه المسلسلات فترسل إلى معظم دوله، قادمة من لبنان..

كان الجميع يحذّر من تلك المسلسلات، ومن حرمتها، وخطرها على الأجيال، وكان الجميع يشاهدها خلسة، ثم يخرج ليحذر منها في الشارع العام...

كان الجميع يحذر من الستلايت ويتناقلون قصصه عن فتى اغتصب أخته بعد أن شاهد فلماً إباحياً، وآخر اختطف طفلا ليغتصبه جنسيا بعد أن كان يكثر من مشاهدة الأفلام الخليعة ويستمني عليها، والآن صار الجميع يشتري هذا الستلايت، بدء من صاحب أكبر ذقن في بلدتي، وحتى أصغر مراهق يعيش أعزباً في غرفته...

كانوا كلهم يتحدثون عن الغرب المتآمر الذي يريد تدميرهم بهذه المسلسلات، وبهذه الأفلام السيئة...

وبالطبع، كنتُ جزءً من هذه "الهمروجة"، فأنا كنتُ أستمع لأغاني "عبدالمجيد عبدالله" خلسة وكنت أردد في داخلي أحد أحلى أغنياته (الله ما أكبر غلاك)، وكنتُ أستغرب سبب تحريمها رغم أن كلمات الأغنية جميلة، ورغم أن ما فيها لا يتجاوز ما تحتويه أي قصيدة شعبية أو أهزوجة محلية من غزل عفيف وبهجة باعثة

كما كنتُ مغرماً بأغنية لعمرو دياب إسمها (حبيبي يا نور العين) .. لكنني كنتُ أثور حين أرى عائلتي وهي تتحلق حول التلفاز، لتشاهد تلك الأغنية الجميلة، فتتذرع أمي بأنهم يشاهدون أزياء الراقصات فقط
كنتُ أزدادُ غضباً على هذا التناقض، فهم يشاهدونها بكل انبساط، ولو أني قلتُ أنها تعجبني، وأنكرُ على من يحرمها، لهاج واحدهم وماج عليّ، أنا، من لا أنكر الباطل ولا آمر بالحق، وأخوض في الدين بغير علم ..!!!

وأنا لا ألومهم، فهم كانوا جزء من هذا العالم المتناقض

وأنا كنتُ جزء منه



من جديد أحس بنعاس شديد وخمول ثقيل على نفسي، ومايزال طعم القهوة الحلوة من الفنجان الثاني عالقاً في لساني..

لكنني مازلتُ أصر على أن أكمل هذا الفصل، ولا أعرف إلى أين سأصل...


المهم، كنتُ أقول بأن واقعي المرّ، كان قد سبب لي نوعاً من الإضطرابات في شخصيتي حين أتعامل مع الآخرين في حوار فكري، أو حتى في أي حواري يومي عادي، كنتُ أفسر هذه الحالة بيني وبين نفسي على أنها "الإزدواجية في التفكير" (هكذا كنتُ أعبّر عنها!!) .. إلى أن عرفتُ أن لها تشخيصاً طبياً يسمى benign schizophrenia (شيزوفرينيا حميدة) وكانت هذه حالة بسيطة من مرض الشيزوفرينيا، وقد كانت حميدة، أي أنها مرحلة سهلة يمكن التعافي منها بسهولة ..

وهذه الحالة ببساطة أن المريض يعاني اضطرابات إزاء واقعه فيحدث له انفصال بين النواحي العقلية من الشخصية والنواحي الوجدانية فيها.


على كل حال .. استمر الأمر كذلك، وأنا مازلتُ غير متأكد من كوني جعلتُ أهول الأمور، إذ أجعل من كل تلك الأسباب الإجتماعية (التعليم .. انعدام المثالية في منزلي، وأسبابٌ أخرى تأتي لاحقاً) أقول لا أدري إن كانت فعلاً تلك الأمور هي سبب ما أنا فيه من فقدانٍ لهويتي وشخصيتي، أم أنّ هناك شيئاً آخر، وأنا إذ أتساءل، فأنا صادق في رغبتي بمعرفة الأسباب الحقيقية لأعمل على تلافيها في المستقبل، وأسعى إلى توعية الآخرين لعدم الوقوع فيها...

(أعود بعد أن أنتهي من الصلاة التي أنا ملزمٌ أن أتوقف عن الكتابة لها، حتى تنتهي، فأعود).....

عدتُ..

أنا أحدثُ نفسي بكل شيء .. وعن أي شيء .. وكل لحظة تمر، لا بد أن يخامرها طيفٌ بهيم..

صورٌ متفرقة، من هنا وهناك...

صورة الليل في منزلٍ كبير بمدينة كلاردشت الإيرانية، وكيف كان الدفأ يملأ الداخل، وأما الخارج، فقد كان عالماً آخراً تماماً

كنتُ أمشي وحيداً في المساء لأشتري الخبز الحار، وكنتُ أشاهد تلك الزقاق المبتهجة، والجميع لا يعتبرون بدين أو وهم، ولا صوتاً يصدعُ المكان سوى صوتُ الأغاني الفارسية بموسيقاها الرائقة، والفتيات يمشين بهدوء كهكل النمل، خلاف كل الإيرانيين في المدن الأخرى، فالناس هنا، في كلاردشت، أكثر رومنسية، وأكثر اهتماما بالحاضر، وأكثر حبا للحظة، يقضونها في حياة اللهو والحب والكسب....

صورةٌ أخرى لمدينة "الطائف" بالسعودية...
كيف كان العصر مغيماً في نهارٍ صيفيّ حار
كان الرّمان شديد الخضرة في أشجاره ، وكانت المساحات المنبسطة تُعيد إلى ذهني قصص الحبّ القديمة..

(..يا إلهي، ترى أين تقيمين يا عنقاء؟..)
(في أي قرية أجدكِ يا بدوية؟)

فيتبع ذلك الطيف صورةٌ أخرى، فتاةٌ باسمة بثوبٍ بدوي طويل، رماديّ اللون، وشعرٍ أسود طويل مبعثر بطريقة فذّة
وكنتُ ذلك الفتى الخجول، أراقبها عن بعد، وأنا أبتعد عن طيفها، شيئاً، فشيئاً، حتى يضمحل ورائي، بعد أن تبتعد السيارة...


لا أعرف لم تحذّرني نفسي من الإبتزازيين!!!

أشعر أنني في أي لحظة مهدد بالهجوم، فأنا واضحٌ جداً الآن، والكثيرون لهم مصلحة في النيل مني، وأنا لم يستطع أحدٌ أن ينال من كبريائي وثقتي، لكن شخصاً ما يستطيع إسقاطي بكل سهولة في لحظة الضعف التي أبدو عليها الآن...

لا أعرف كيف أفسر هذا، لكنني أدرك بأن ما أفشيه الآن ربما ينعكس سلباً على إسلوب تعامل الأصدقاء معي، وخاصة صديقي (الغريب)...

(توقفتُ الآن، وشعورٌ بالإحتقان في نفسي، لم يزله سوى زفرة أطلقتُها من الأعماق...)

إلى هنا، أطلبُ من أبي أن يتوقف عن متابعة الموضوع، فما تبقى هو أمر خاص جداً بيني وبين أصدقاء .. وعتاب أحباب ... لا صلة له بالواقع، وإنما أضغاثُ أحلام، أو ما شابهها، في منتديات إنترنت


يتبع
11-30-2004, 01:25 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  أرجوكم : اتركوا هذه الساحة اجتماعية، ولا تجروا إليها الدين والسياسة وغيره !!! أبو إبراهيم 10 2,925 08-28-2010, 12:51 AM
آخر رد: العلماني
  مشكلتي مع ال........؟؟أرجوكم ساعدوني ليال2 25 4,634 12-13-2006, 03:10 AM
آخر رد: الباحثة عن الحرية

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS