{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
أرجوكم إسمعوني...
AntiVirus غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 303
الانضمام: Apr 2003
مشاركة: #11
أرجوكم إسمعوني...
أسمعك بوضوح ..

استمر :wr:
11-30-2004, 10:29 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
عوليس غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,023
الانضمام: Jan 2002
مشاركة: #12
أرجوكم إسمعوني...

بقي شهرٌ، ويأتي عام 2005

حسابياً، مازلتُ أخطط لاسترجاع هويتي قبل هذا الوقت بالذات، خاصة وأنّ عامي العشرين هو أكثر أعوامي تعاسة وألماً

وأنا مازلتُ أقيّم هذا العام، محاولا استخلاص إيجابياته، لكنني لم أجد سوى أخطاء قد ارتكبتُها كان بإمكاني تلافيها، ولكنني فعلتُها فسببت لي مشكلات كبيرة جداً، وأنهكت نفسي، وأصابتني بالإحباط

يا إلهي، هذ الفصل أعجز عن إتمامه، بل أنا أتألم بمجرد التفكير في بدايته..

ربما لعدم وجود تهوية في هذا المعمل المغلق، حيثُ أكتبُ منه صوراً من حياتي، حملتُها على ظهري منذ سن الخامسة عشر...

لا بأس، مازلتُ أحتفظ ببعض النشاط .. وعندي الهمّة لأتابع هذا الفصل

(رغبة عارمة بالبكاء)

(أصابعي تتجمّد) .. وكل شيء يابس في جسمي

أجل، بدأت أكتبُ في شبكة هجر القافية، تحت إسم أبوالقاسم .. كنتُ أقرأ أكثر مما أكتب، وكانت هجر مفخرة لي، كيف لا وأنا أرى موسى العلي .. ابن مدينتي .. وهو يقيم أحد أعظم مجالس الحوار بين العرب دون مبالغة، وقد سمعتُه شخصيّاً يتحدّثُ عن الزيارات التي تأتي لتتصفح الموقع، وترصدهاإدارته بكل اهتمام، زيارات من ماليزيا وأميركا وكندا وهولندا والعالم كلّه، أيامه لم يكن العرب يتحاورون سوى باقتضاب في فضائية الجزيرة والفضائيات الأخرى

كانت منافسة لدودة للساحة العربية، وأنا بالفعل أكبر في السيد موسى العلي هذه المثابرة، حيث استحالت صفحت صمغمورة في منتدى إلى موقع بمثل عراقة شبكة هجر !!!!

ليس سراً أن إسم (الغريب) لم يكُن يشدني حين كان يكتب في الديت نت ولا الساحة ولا غيرها، بل أن معرفتي به بدأت حين كنتُ أحاول بحذر أن أتكشّف هوية ذلك الشخص الذي يصرّ على أن يكون في صف "الغرباء" ، وبكل جرأة...!!!!

مضت الأيام، ولم أصطدم به سوى مرة واحدة، وكنتُ ثقيلاً دميماً يومها، ولكنه ردّ استقباحي بأحسن منه، ورأيت منه دماثة الخلق، وروحاً خفيفة فكاهية وظريفة، وشخصية قوية و واثقة....

كنتُ أقرأ، وأتعجب مما يكتُبُه ...

هذا الفتى يعرفُ ما أحب، ويعرف ما أكره، يفهمني، أفهمه، يصل لقلبي، لعقلي، يصل للإنسان في داخلي...

كنتُ أرى ما يفعله، فأعرف أنني بخير، فلستُ وحدي من يفعل ذلك، بل أن ما أفعله لم يكن إلا لأن هناك ما يعطيني الحق لأفعله .. كنتُ أرى في ذلك مثالية صادقة .. وكنتُ أعوّل الكثير على ذلك الصديق، وهو كان يهرب مني كثيراً، فأنا كنتُ بالفعل أحمّله أثقل مما يحتمل .. إذ توقّعتُ منه مثالية ، لكنه فشل في الوصول إلى ما هو أقل منها حتّى، وهذا مجرد رأي بالطبع

المثالية، أعني بها ذلك الإتساق مع النفس، ذلك التشدق بالمبادئ ..
أن تنطق بعقلك، قبل قلبك..
أن تكون موضوعياً في حديثك
أن لا تنطق بكلمة إلا وأنت معترف بمسؤوليتك عنها، وأن حديثك عنها بشكل واثق، يعني أنك اختبرتَها، وتناقشتَ بها، وهذا يعني، بالنهاية، أنك لن تنزعج لو احتاج إليكَ شخص ما .. وأنك مستعدٌ لإثبات كلمتك له ولو كلّفك ذلك مالك وجهدك .. وهذا كله طبعاً لتُنقذه..

هذا بالطبع سخيف
وسخيفٌ جداً...

ففي عالم ماديٍّ كهذا، من يستطيع أن يستغني عن مميزاته ليخدم بها المحتاج!!
من يستطيع أن يستقطع من قوت يومه درهماً ليبعث به الأمل في نفس مسكين؟
من يستطيع أن يتوقف لدقائق، مستغنيا عن لحظات لذته، وجلسات سمره .. ليسهر على رعاية عجوز قتلته نفوس مريضة لأبناء عاقّين؟؟

كانت معرفتي لدواخل نفس صديقي للغريب، عن طريق صديقته الرائعة

كنت في تلك الأيام أبكي على كتفها، فتمسح على رأسي .. وأنا تائه .. لا أجد طريقي .. كانت تتعجب من سر تلك الكآبة المملة .. وكنتُ أمارس تفاهتي عليها، وأمارس ثرثرتي المملة عليها أيضاً، ومع ذلك لم تقابل كل ذلك الملل سوى ببسمة ونصيحة ونظرة لطيفة تعضّدني في محنتي..

كانت هي طريقي إلى نفس ذلك الغريب، كانت الجسر المفضي إلى حقيقته، وإلى هويته الحقيقية .. أنا أؤكد .. الغريب ، هو نفسه الغريب .. في عالم السايبر .. تماماً!!!

كنتُ أتابع ذلك الفتى وهو يكتب بجرأة كل ما يعلق في ذهنه، كان يجلجل، وويرمي بسهام ثاقبة كل من حوله ممن يتاجرون برضا الحاكم

كنتُ أشاهد مالك الحزين وهو يقتل نفسه مهاجماً مشارك وحسن حسان وابو هاجر، ويفعل مثله العلماني، بينما كان الغريب يرمي نكتته، أو دعابته، فيتركها، فتأتي بمفعولها بشكل عظيم

كان لا يردّ على إساءة شخصية له، رغم تحذيره الشديد للآخرين من التعرّض لشخصه، لكنه كان أكثر قسوة على من يفكر أن يصادر عليه رأياً، أو يحاول ثنيه عن التعبير عن رأيه...

كان يشغلهم

كان يضحكهم، ويسهرهم، ويحزنهم، ويضحكهم في آن،
وكنتُ أعود مساء إلى الفراش وأنا أتأمل في هذا الذي يحيط بعالمي .. هذا الذي يشبهني...

بقيتُ فرحاً بما يكتب، لكنني كنتُ أعارضه، لا عن قناعة، وإنما بسبب ما حكيتُه عن الإزدواجية وعن الوقوف بموقف الضدّ

كان منافسي في كل شيء، حتى في حبي للعنقاء..
وهي، الأخرى، أسطورة أخرى...

لم يقدّر لي أبداً في أربعة أعوام أن أضع صديقي الغريب في المحكّ، ولم تكن هناك فرصة لأرى مواقفه جيداً، لكنني وحين أقف على موقفه الآن، عرفتُ أن طريقي مختلفٌ تماماً، بعيداً عنه، وعن صنمه الذي تكسّر في نفسي...


ماذا يربط بيني وبينه؟

لا أدري

لكنها قصة قصيرة جداً، يرويها ذرعاني في هذا الموضوع

http://69.57.138.175/forum/showthread.php?...?t=24578&page=2

كنتُ في السابعة عشر يومها، كانت هذه بداية الثورة ..وبداية الطريق إلى المجهول

كتبتُ كل كلمة عن قناعة، وتحدثتُ بكل صدق، ولكنه كان كلام مراهق على أي حال

مراهق ثائر على كل شيء، يبحث عن الدفع الذاتي، وعن التميّز والتفرّد ..

العلماني كان يصف ذلك "بالطفرة" .. صديقي الغريب كان أكثر واقعية، فقد كان يخشى أن تكون تلك مجرّد ثورة ستخمد...

ولكن هذا غير صحيح، أنا مازلتُ أضع أولويات في حياتي، أنا مستعدٌ أن أحارب الدين والكون كله لو أنه تعارض معها...


تبقى نقطةٌ أخيرة في هذا الفصل..

يلمحُ الكثير من الأصدقاء المقربين، والأشخاص القريبين مني، وعلى رأسهم أبي، أنني متأثّرٌ بصديقي الغريب هذا، ولا بأس..

صحيح أن تعابيره وإسلوبه ينسابان إلى ذهني، كدروس يتلقاها تلميذٌ نجيبٌ عن مدرسٍ يحِبّهُ

ولكن الحق، أن كلانا يعيش في بيئة متناقضة، وكلانا نتيجة لعالمين يجتمعان في نبذ الآخر المختلف، وإن اختلفت الأسباب، أو اختلفت الأساليب...


يتبع...
12-01-2004, 10:41 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
غربة غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 30
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #13
أرجوكم إسمعوني...

عوليس .....





تابع (f)
12-01-2004, 11:55 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
عوليس غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,023
الانضمام: Jan 2002
مشاركة: #14
أرجوكم إسمعوني...
[RAM]http://www.alkadah.com/songs/u.ram[/RAM]


تنزيل الأغنية



شكراً طارق بيك
12-02-2004, 08:51 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
جادمون غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 815
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #15
أرجوكم إسمعوني...
السلام للجميع :

يا جماعة فرق ضالة مين ونتابع مين ومش عارف ايه مين وعلى مين

الا ترون ما يكتب هنا ... لا بل ما يرسم هنا... لا بل ما يخلق هنا .... ويحكم اين انتم ... وهذا القلم يمضى يفتض بكارة اللغة فتنفجر انهار الكلمة .... تمسح طهرنا وتظهر عجزنا .... عوليس يا كريم القلم استمر ... استمر

(f)


والى لقاء قريب.....
12-02-2004, 09:09 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Arabia Felix غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,085
الانضمام: May 2002
مشاركة: #16
أرجوكم إسمعوني...
اقتباس:  عوليس   كتب/كتبت  
 
بقي شهرٌ، ويأتي عام 2005

حسابياً، مازلتُ أخطط لاسترجاع هويتي قبل هذا الوقت بالذات

ريحتني يا ابن :kiss2:
تلك الياء الملحقة آخر "هوية" تعنيك! واظنك تعرفها وتدركها من بين جميع الاطياف و المواقف و المشاعر المتشكلة إزاء الدين و مذاهبه و سلوكياته، إزاء الوطن و بقاعه، إزاء العالم وماينتج من مادية وعلائق و حتى أدب :)

لوكنت تقصد بهويتك.. ذلك الصوت البهيج المتدفق من سماعة هاتفي المنقول ليلة الـ 23 من نوفمبر .. من تلك النبرة الصافية و ذلك التقديم و الحوار الذكي الثابت ، البسيط و الصادق بنفس الوقت.. من سؤالك العفوي المليء بالنقاء لأمواح "اسلامية" :).. لاستقبالك الهادىء الرصين لامواحي - وان كانت اسلامية - لتخطيطك الصغير للرحلات والسفرات مع الاصدقاء.. لزعلك من أحدهم.. لفرحتك باحدهم.. لمحاولات الاتصال التسع الفاشلة.. لكتابتك رسائل تحية قصيرة و وردة.. لـ.. لـ..

لهوية ابسط من ان تحسب بعامل الوقت او الطائفية او الوطن او علائق الاقتصاد ومحركات البنى الثقافية.. لهوية - مرة اخرى - تدرك نفسها وتتحسها وسط كل ذلك الزحام الهائل الضخم الذي - قد - يحيل سنينك العشرين المثمرة إلى صفر اجوف بلا ثمار..


:kiss2: لاحلى عوليس عائد الينا..
12-03-2004, 12:53 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
العلماني غير متصل
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
*****

المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
مشاركة: #17
أرجوكم إسمعوني...
أريد أن أزرع وردة "اعتذار" لعوليس لأنني عدوت عليه في موضوع سابق ...

(f)

معذرة يا "عوليس" إذاً على كلماتي و"نوبات جنوني"، التي يصفها "غريبك" بأنها "طوطمية"، وهي عندي ليست إلا "غضبة مضرية" و"جهل" على دين "عمرو بن كلثوم".

معذرة، ومرحباً بهذه الكلمات الرقراقة ...

صحيح، ما زلت مندهشاً من صغر سنك يا "قاسمي" (بعبارة "غربي") ...

ملاحظة لا تستجدي التبرير: طبعاً، لم أكن أعلم - قبل هذا الموضوع - بأن "عوليس" هو "أبو القاسم" و"ذرعاني" ...

واسلم لي
العلماني
12-03-2004, 01:02 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
عوليس غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,023
الانضمام: Jan 2002
مشاركة: #18
أرجوكم إسمعوني...
هذا يومٌ صافي جداً
صحوتُ في الخامسة صباحاً، وكان الجو بارداً جداً، كنتُ مبتهجاً جداً

تناولتُ فطوراً مترفاً جداً، كفاني غداء وعشاء هذا اليوم، لكنني أصررتُ على تناول وجبة "كشري" بعد أن أغرتني رائحته في الظهيرة...

عجيبٌ هذا اليوم، فهو مشمسٌ، ولكن تهبّ فيهِ ريحٌ باردة تنعشُ الفؤاد...

أنا أصفهُ بأنه "طقسٌ جميل"، أما أمي فهي تتواضع جداً فتصفه بأنه "جوّ أوربي"...

المهم، البهجة مازالت تداعب قلبي، ولتوّي أعدتُ قراءة تلك الكلمات التي كتبهاعوليس أعلاه...

يا إلهي..

أنا لا أعرف هذا الإنسان .. هذا ليس أنا
هذه ليست بسمتي، وليست تلك كلماتتي، أنا، المقبل على الحياة، المتشدّق بالدنيا حتى بأصبع واحد، وهيهات أن أيأس..

أحبُ نفسي .. وأحبها جداً، وللأنا عندي حظٌ كبير من العناية والتهذيب والتأديب .. وحبي لأناي، ضروري لأحبَ غيري .. فعلى المرء أن يحب نفسه .. ليحبّهُ غيره


متعبٌ جداً أنا، وأكرهُ هذا الخمول المؤقت، وأسلي نفسي بأنها سترتاح قريباً، وأن الفرج قريب...

لا أعرف ماذا أقول، ولا متى يجب أن أختم

يزعجنبي كثيراً أنني كنتُ أجبن من أن أكتب هذا الموضوع وصديقي الغريب حاضرٌ معنا في النادي

لكنني أجد العذر بأنه يتألم بسببي، وهذا، ويح قلبي، يحزنني جداً

صدقاً لم أقصد أن أسبب له كل هذا التعب، ولكنني صارحته منطلقاًَ من حبي الشديد له

ولن أقول أن موهبته كانت لتكون أعظم لو وُظِّفت لأهداف أخرى خير المتعة والتفريغ العاطفي في منتدى إنترنت، لأني سأبدو حينها انتهازياً ولا تهمني سعادة صديقي


(...)


12-04-2004, 02:47 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
عوليس غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,023
الانضمام: Jan 2002
مشاركة: #19
أرجوكم إسمعوني...
أقفُ عاجزاً الآن...
مازلت في منتصف الطريق، أو هكذا أشعر... عندي إحساس متشائم أنني سأموت في سن الفحولة والنضوج، الأربعين..

ربما لأن مثلي، يُعطي ما يُعطي دفعة واحدة، أو ربما لأن الدنيا لا ترحم من يتعامل معها برومنسية وهدوء..

في هذه اللحظة بالذات، أضحك من سخرية القدر، أنا من كنتُ يوماً سأصرف هذه الكيميائيات اللعينة لعملائي، أصبحت هي نفسها تذلّني وتجعلني مطواعاً لها، تفعلُ بي ما تشاء...

ظهيرةُ يومٍ صيفيّ حارّ...
كلنا نتحلق حول المائدة، إلا هو..
كان الأرز في وسط المائدة، كنا نتقاتل على آخر لقمة منه، ولاتبقى الفضلة إلا نادراً

على المائدة يستقر البطيخ الأحمر البارد، واللبن ثقيل بدسمه .. بارد في في اللسان .. حامضٌ في الحلق...

أما الماء، والثلج، وصوتُ المكيّف الذي ألفتُ إزعاجه، فقد كانوا رمزاً لوطني الذي أحب

يا إلهي، كم أحب الشمس، والحر، وبلدتي الهادئة .. كم أحب العصر .. ولا أعرف لماذا

أو ربما لا يهمني أن أعرف

تتغير الصور، كلما اختلط الواقع بالحلم..

تعودُ إلى رأسي صورة يومِ عاشوراء.. هذه المرة تعود الصورة مرتبطة بالشمس أيضاً

كان العصرُ حاراً جداً، وكان "المكيّف الصحراوي"، يصخبُ المكان، وكان الصوتُ لذيذا، ولا يستوي الواقع إلا بفنجان شاي حلو مخلوط بالليمون العُمانِي، وكان العجائز يستمعون لصوت "الملا"، الصوتُ الأجشّ، فيعلو نعيه وصراخه، مع صوت المكيف، ليصنعان شبحاً يزلزل المكان

كان الفنجان يرجفُ في يدي، وكان يندلق بعضه على ملابسي كلما علا صوتُ الناعي، فتعافُ نفسي هذا الشاي، في هذا العصر المرعب...

تمضي أربعون يوماً...

أعودُ وأبي إلى ذلك المجلس، ونجلسُ متفرقين عن بعضنا لرغبة مني..

أجلس لأرقُبَهُم جميعاً، لأراهم كيف يغرقون في البكاءِ على وهم، على صنم يصنعونه في أنفسهم، على دموعٍ تهمي وتترقرق بشكل لا إرادي، وأبقى أنا تائها ما بين مقدّر لمشاعرهم، ومستهجنٍ هذا الحزن والألم، الذي رغم ما يستثير في نفوسهم من همّة، إلا أنهم بعد أن ينتهي هذا اليوم يعودون إلى ضعفهم، وتخاذلهم، ويعود البعبع الذي يرعبهم من الوقوف بثقة....

هذا اليوم يجلبُ لي صوراً أخرى: صورة زملائي في المدرسة، حين يستحيل الرعب في داخلهم إلى مرضٍ يشعرون منه بالدونية، كانوا يقفون معارضين لهذا الذي يدافع عنهم ويقول رأيه، لكنهم، واللعنة على كل هذا الألم، يقفون مع المعلم الذي يذلهم، بزعمِ أنهم يخشون عليّ من غدْرِهِ....

يا إلهي: نعم يا إلهي ... هأنا أعيدُ تكرارها، لأنني لم أتعلم سواها لأفعله حين أشعر بالعجز..

كلما تكذرتُ قومي، وددت لو أني حاكمهم المستبدّ، فأقتلهم..
أجزّرهم!
أصلبهم على أشجار النخيل التي يلقحونها في كل صيف
أفجّر أنهار الدم فيهم جميعاً...

لا أعرف ما يدفعني لأفعل ذلك سوى صورة زين العابدين، وهو واقفٌ في بني أسد، بعد أن دلُّوهُ على موضعِ الجثث المُمثّلِ بها، مقطعةً ومبعثرةً على أرضِ "الكربِ والبلاءِ"...

صرتُ أستمرئ الحزن، أعشقه...

صارت نينوى غايتي، فلا أقصدها إلا وأنا متعطشٌ للبكاء، حتى أصل ضريح الحسين، فأعقد النيّة لزيارته، فأتقدم بخشوعٍ نحو ضريحه زحفاً، علّني أبلغه، فارتمي بين حاذييهِ سائلاً إياه الوسيلة عند الله

ألتفت عن يساري، فإذا قبّة العباس المرصعة بلونٍ مذهّب تعكس ضوء الشمس، فيظهر بريقها عليهِ كأنه الحلم...

فأصرف وجهي ثالثة، هذه المرة إزاء القبلة، أرى من بعيد قتيل العبرات، وهو ينامُ في يثرب بكل أسى...

يتوقّفُ الحلم..

كل الصور رحَلَت، فكانت ذكرياتْ، وكانتِ الأنا..

لم يبقى، أخيراً، سوى طعم الحليب البقري، مخلوطاً مع الزعفران الإيراني، صبيحة يومٍ رائق في مزرعةِ جدّي، حيثُ كل شيء يبتسم، وحيث الخيرات تترجى عوليس أن يعانقها


الأترجُ وثمرُه الأخضرُ الكبير

الكنار "النَّبقُ"، أخضرَ حلواً

التينُ خجولاً بلونِ البنفسج

الرمانُ الولهانُ ولونُه الأحمر

الرطب، و ونصفه بني ، ونصفه أصفر

اللوزُ الحلو يصطبغ أحمر في اللسان...

والطين ملتصقاً في قدمي.....



انتهى
12-04-2004, 05:27 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
ابن سوريا غير متصل
يا حيف .. أخ ويا حيف
*****

المشاركات: 8,151
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #20
أرجوكم إسمعوني...
(f)
12-05-2004, 01:56 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  أرجوكم : اتركوا هذه الساحة اجتماعية، ولا تجروا إليها الدين والسياسة وغيره !!! أبو إبراهيم 10 2,925 08-28-2010, 12:51 AM
آخر رد: العلماني
  مشكلتي مع ال........؟؟أرجوكم ساعدوني ليال2 25 4,632 12-13-2006, 03:10 AM
آخر رد: الباحثة عن الحرية

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS