اقتباس: Logikal كتب/كتبت
لكن الجهة التي تحدد سعر النفط هي منظمة OPEC و ليس اوروبا او اميركا.
ثم ارتفاع سعر البترول سببه الى ارتفاع الطلب من جهة و نقصان الانتاج من جهة اخرى (و هذه دائما هي معادلة ارتفاع الاسعار كما تعلم). موارد البترول في اميركا الان تعاني من شح الواردات النفطية، و يقول الخبراء ان خزينة الوقود الاحتياطية هذا الصيف سوف تعاني بشدة بسبب عدم قدرة المصافي على انتاج الكميات الكافية.
و السبب الاخر لارتفاع السعر هو كما قلت انت، دخول الصين و الهند و دول كبرى اخرى الى حلبة القوى الصناعية و بالتالي حاجة هذه الدول الماسة الى الوقود. مرة اخرى، زيادة في الطلب، و نقصان في الانتاج.
قد يحدث شيء من اثنين: قد تتمكن الدول المنتجة للنفط من المسارعة الى انشاء مصانع استخلاص النفط و ايجاد آبار جديدة (و هو امر صعب)، و بالتالي تقدر ان توفر المزيد من النفط للزبائن الجدد (الهند و الصين)، و بهذا تعود الاسعار الى الانخفاض الى مستويات عادية.
أو قد تفشل هذه الدول لاسباب طبيعية (مثل عدم وجود نفط كاف) في تغطية السوق النامية، و هذا سيكون له عواقب وخيمة على الجميع. بعض الخبراء يتوقعون نفاذ النفط من كوكب الارض بعد عدة عقود، و حينها ان لم يكن لدينا وسائل اخرى لانتاج الطاقة، ستكون كارثة كبرى. العالم الصناعي الذي يعتمد عليه بلايين البشر في غذائهم و دوائهم و حياتهم كلها قائم على النفط كوقود.
لوجيكال
ما قلته خطأ كبير - أوبك يمكنها اقتراح حصص وسقف الإنتاج للدول الأعضاء فيها (والتي ليس من بينها أمريكا أو بريطانيا أو روسيا أو النروج) لمنع وجود فائض كبير من النفط في السوق مما يؤدي لانخفاض أسعاره - ولكن لا حول لها ولا قوة أمام انخفاض أسعر النفط وقد عجزت عن فعل أي شيء عندما هبطت الأسعار حتى 9 دولارات للبرميل في التسعينات - كما أنها الآن قد فتحت سقف الإنتاج لكل الدول الأعضاء فيها بسبب الارتفاع الحالي وزيادة الطلب على النفط - ولكن هناك أطراف تمتص كل الفائض المطروح بالسعر المرتفع وتحافظ على الأسعار المرتفعة
أمريكا تستطيع أن تشد آذان منتجي النفط في الشرق الأوسط بقوتها السياسية وأن تحرك السوق النفطية بقوتها المالية والإعلامية فيهوي سعر النفط إلى قرار سحيق - وقد فعلت ذلك في التسعينات أيام كلينتون وحكومته الديمقراطية - ولا تظن أن رفع سعر النفط سوف يقلل من استهلاكه أو اعتماد المستهلكين عليه ولكنه سوف يرفع فاتورة الطاقة التي يدفعها المواطن في البلد المستهلك ويجبره على التقنين في مصاريفه الأخرى - لا أحد يعيش في تلك البلاد من غير خبز ولا أحد ينتظر على محطات الوقود من دون الحصول على حصته من الوقود
هذه الحركات الإعلامية الأمريكية والرقصات البايخة التي تقول سوف نبرد في الشتاء القادم لانخفاض مخزون النفط - سوف نعطش في الصيف بسبب شح الواردات - كلها تهدف لرفع أثمان النفط إضراراً بالصين والهند لإعاقة نموهما ورفعاً لقيمة الضريبة التي تجبيها تلك الدول من مواطنيها - ثم يأتي إعلامهم المجرم فيقول لمواطنيهم: ابصقوا على الدول النفطية واكرهوها فهي سبب بلائكم
كما قلت لك - المشكلة ليست في الطاقة الإنتاجية ولا طاقة التكرير وكل الناس تجد الوقود في المحطات وتملأ سياراتها على الآخر، وأتحدى أن تعطيني خبراً واحداً في الوقت الحاضر يقول أن إمدادات الوقود انقطعت يوماً واحداً في أمريكا أو أوروبا أو حتى الهند والصين - وأن حكومات تلك الدول بدأت بتخصيص كوبونات وحصص محددة للمواطنين أو حتى فكرت في برنامج مماثل
إذا كنت تعني السعودية عندما ذكرت (الدول المنتجة للنفط) فطاقتها الإنتاجية عالية جداً ومتطورة كما أنها تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية وتزود العالم ب 25- 30% من احتياجاته كما أن طاقة مصافيها عالية جداً ومتطورة ولديها 11 مصفاة عملاقة وطاقة إنتاجية فائضة (غير مستثمرة) في المصافي - ولكن الدول المستوردة للنفط كثيراً ما تفضل استيراده بشكله الخام وتكريره على أراضيها والحصول على منتجاته حسب احتياجاتها ومواصفاتها وتقرير ثمن منتجاته بمزاجها
أما ما ذكرته عن نضوب النفط - فأحب أن أذكرك بالآتي:
النفط ليس المصدر الوحيد للطاقة ولكنه أسهلها استخراجاً ونقلاً وتخزينا واستعمالاً - وأزمات الطاقة المتكررة بالإضافة إلى ارتفاع سعر النفط التدريجي أجبر البشرية على البحث عن مصادر بديلة للطاقة وتطوبرها - وعندما يتخطى سعر النفط عتبة معينة (وذلك قبل نضوب النفط بعشرات السنين) يصبح استخدام تلك البدائل خياراً اقتصادياً ويتم تطوير الوسائل المناسبة لذلك
أبسط مثال هو وقود السيارات: عندما يكون سعر برميل النفط الخام أقل من 200 دولار فمن الحماقة تطوير سيارات تستخدم الهيدروجين السائل بدل الغازولين - فأنت تحتاج إلى سيارة أثقل وزناً وأكثر كلفة لأن المحرك وأنابيب نقل الوقود وخزان الوقود ستكون مصممة بشكل آمن يتحمل ضغط الهيدروجين السائل كما أن تصميم منظمات الهواء والوقود يحتاج لضبط ودقة عاليين - ومحطات الوقود الهيدروجيني وصهاريج النقل ومنشآت التخزين ومصانع الإنتاج كذلك ستكون أكثر كلفة. كما أن شركات إنتاج السيارات لا تستطيع أن تعدل خطوط انتاجها بسهولة لتتوافق مع وقود الهيدروجين السائل. يمكنك تخيل الفرق بمقارنة اسطوانة الغاز السائل المعدنية بوعاء الغازولين الخفيف.
يمكن إنتاج الهيدروجين السائل بكميات اقتصادية باستخدام التحليل الكهربائي للماء باستخدام الطاقة الكهربائية الناتجة من محطات الطاقة النووية.
وبالنسبة للمشتقات الهيدروكربونية المستخدمة في الصناعة البتروكيكياوية يمكن الحصول عليها بالعودة لاستخدام الفحم الحجري (عندما يعود ذلك اقتصادياً) مع العلم أن هناك مخزونات هائلة من الفحم الحجري لا يتم استثمارها حالياً (أكثر بكثير من النفط)
والدول الذكية هي التي تعمل من الآن على تطوير مصادر الطاقة البديلة حتى تكون جاهزة ومتطورة سلفاً بعد 30 عاماً من الآن ولا تهوي في قعر التخلف والفقر والعجز من ناحية الطاقة (كما تفعل إيران الآن بتطوير طاقتها البديلة) - وأما الدول النامية والفقيرة التي لم تطور نفسها ولا تملك مصادر للطاقة البديلة فكان الله في عونها - ستعود لاستخدام الطاقة الحية للتنقل (الخيل والحمير والبغال) وستصبح مجرد أماكن سياحية وترفيهية ومتاحف بشرية هذا إذا نجت من المجاعات والنكبات
والله أعلم ..