بهجت
الحرية قدرنا.
    
المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
|
الوعي الزائف - الأساطير المؤسسة للأصولية الإسلامية .
اقتباس:إن خطورة نظرية المؤامرة كونها معطلة لفهم الحقائق بشكل موضوعي ، فهناك دائما أسباب اقتصادية وسياسية وثقافية وفكرية قادت إلى ما نحن فيه .
عندما نتحدث عن نظرية المؤامرة لا نردد تعبيرا عاطفيا غامضا و لكن نتناول منتجا ثقافيا محدد الملامح لعب دائما دورا محوريا في حميع المذاهب الشمولية بدون استثناء تقريبا ، نتذكر الآن كيف كانت نظرية المؤامرة مكونا عضويا في النازية و الشيوعية الستالينية و المكارثية و الخومينية و الناصرية ، هذا المنتج هو أيضا جزء عضوي من الطرح السني الأصولي الذي يعصف بالوعي العربي حاليا ، تنطلق نظرية المؤامرة في الفكر الأصولي من قراءة تراثية ضيقة للصراعات السياسية و الاجتماعية خلال الإفكار النمطية ، و خطورة تلك النظرية أنها لم تعد محصورة فقط في الأصوليين الإسلاميين و لكنها باتت شائعة في غيرهم من العرب أيضا ، نعم ما زال الخطاب العربي - الأصولي بصفة خاصة - مصرا على أن يكتشف جذور «مؤامرة» خفية تلاحق المسلمين / العرب وتلقي بالتهم عليهم جزافا ، وهو أمر بلغ من كثرة تكراره أن اعتقد به ليس العامة فقط بل اعتنقته النخب أيضاً، إن الأصوليين المؤمنين بنظرية المؤامرة يعتقدون أنهم فقط الأذكياء ، ويمكنهم رؤية عناصر المؤامرة الأبدية و التي لا تظهر إلا لهم وحدهم، بينما هي خافية على غيرهم حتى من مواطنهم العرب ، ومما يؤلم الإنسان أن تجد مؤسسات تدعي أنها تحترم نفسها و بلادا تدعى أنها دولة مؤسسات تقوم بحملة لخداع الذات على أعلى المستويات وتمول خطابا جماهيريا يرسخ نظرية المؤامرة بينما هي أول من يعلم كذبه و خداعه .
لا تخلو نظرية المؤامرة من أبعاد نفسية مرضية يمكن تشخيصها كسلوك بارانويدي جماعي ، فالشخص الذي يعاني من البارانويا يتميز بعدم الاستقرار الوجداني و لا يكون قادرا على فهم الآخرين فهو يعيش في عالم مملوء بالشكوك و يوجه هذه الشكوك و الأوهام نحو جماعة عنصرية معينة يجد فيها متنفسا لإحباطاته و فشله ، وهناك اتحاه قوي لدى علماء النفس الجماعي أن التآمريين (الذين يتبنون نظرية المؤامرة) هم جماعة مصابة بمرض نفسي إجتماعي لا يختلف عن الأمراض النفسية التي تصيب المجتمعات مثل التعصب ، و يميل علماء الطب النفسي إلى دراسة التعصب و التخوف المؤامراتي ضمن الاضطرابات النفسية ، فالبناء اللاشعوري للمتخوف و المتعصب كلاهما يتشابه مع البناء اللاشعوري للباراتويدي كما أشار العالم النفساني ( بلاند ) ،إن التآمريين سواء أفراد أو مجتمعات يظهر عليهم ما يمكن أن نطلق عليه النمط البارانويدي paranoid style وهم أفراد طبيعيون بشكل عام و لكن التعبيرات البارانويدية الموجودة عندهم ما هي إلا وسائل يزيحون خلالها إحباطهم و مشاكهم الداخلية إلى العالم الخارجي ، و يشير العالم النفسي بلوم إلى أن معدلات المرض العقلي تزيد في المجتمعات التي تنتشر فيها نظريات المؤامرة و التعصب ضد الآخر ، وهذا واضح للغاية في مصر خلال العقدين الآخريين ، و لعلنا نتذكر هنا حادث كنيسة الإسكندرية التي قتل فيها شخص بارانويدي كهل مسيحي و أصاب آخرين لأنه يعتقد أن الكنيسة تمارس السحر ضد المسلمين ، كذلك حادث السيدة التي أخذت تحطم التماثيل في متجر و هي تهذي بعبارات دينية !.
لاشك أن البحث عن مؤامرة خفية يحمل على الإحساس المريح بامتلاك العبقرية، وإزاحة displacement المسئولية عن الجريمة وتحميلها لآخر مفترض وعدم بذل الجهد لتصيح الخلل الجسيم في الخطاب الديني و السياسي ، مثل هذا الأمر يبرر لآخرين أن يقوموا بما قام به الإرهابيون من جرائم ، و أن يكسبوا جرائمهم التي تكون عادة ضد المجتمعات العربية ذاتها شرعية تبريرية طالما أن هناك ذلك الآخر المتآمر المسؤول عن كل المصائب خاصة تلك التي نرتكبها في حق أنفسنا ، هكذا نجد أن خطورة نظرية المؤامرة كونها معطلة لفهم الحقائق بشكل موضوعي ، فهناك دائما أسباب اقتصادية وسياسية وثقافية وفكرية قادت إلى ما نحن فيه ، وهي أسباب معقدة و الطريق الأفضل لمعالجتها من الجذور هو الحرص على اكتشافها وتحليلها وتقويمها ، وليس فقط التعاطي مع منتجها النهائي (التخلف و الإرهاب)، فما دامت هناك جذور تضرب في الأرض و ترتوي من الفقر فسوف تزهر أشجار الشر دائما .
ترتكز نظرية المؤامرة الأصولية على أحداث تاريخية يساء فهمها و تفسيرها و التعبير عنها خلال نصوص دينية مبتسرة خارج سياقها التاريخي ، و تقتات تلك النظرية على الأيديولوجيا و الأفكار المسبقة و إطلاق الشعارات بديلا عن التناول العلمي العقلاني للصراع ، هي نظرة يائسة مصابة بهلع مرضي من الآخر و تسقط عليه قدرات خارقة مع عدم الثقة في النفس و القدرة على مواجهة التحديات بنجاح ، هذه النظرية تبرر الأخطاء و القصور بتآمر الآخر و عدم القدرة على التصدي لمؤامراته العديدة ، أيضا تتسم بالتركيز على الحوادث المنعزلة و ترتيب نتائج أساسية عليها ، مع إغفال الحقائق المحورية في نفس الوقت ، إن إعتقاد الأصوليون في المؤامرة هو اعتقاد ديني مصمت حتى أن مناقشتهم تصبح مضيعة للوقت في محاولة اكتشاف ما هو مكشوف أصلا، وبذل الجهد في مناقشة أمور فرعية لا جدوى منها.
إن بديل نظرية المؤامرة هو إدارة الصراع بشكل منهجي عقلاني ، فالصراع هو سنة الحياة ،ومن الخطورة تصور عكس ذلك ، نعم هو عملية وجودية و حضارية شاملة و مستمرة ، طالما هناك تناقضات في المصالح بين أي كائنات متواجدة في نفس الحيز الزماني و المكاني ،و لكن هذه التناقضات ليست على نفس القدر دائما .
وفقا لنظرية الصراع فما نطلق عليه مؤامرات هو في حقيقته ما يمكن أن نسميه (( عدائيات enemities )) مدبرة و متوقعة في ضوء إدارة صراع طويل بين طرفين. إن السرية التي تحيط بالخطط المختلفة أيضا لا تعني صدق نظرية المؤامرة ففي إدارة الصراع هناك خطط سرية و خطط بديلة وخطط خداعية و ....، ذلك كله طبيعي و متوقع في الصراع أو يجب أن يكون متوقعا . إن نظرية الصراع هي التي يجب أن تقود خطانا عندما نفكر على المستوى السياسي أو الثقافي ، و لكن العقل الأصولي كسول جدا و تحقق له نظرية المؤامرة مخدرا ينعم بواسطته بكل المشاعر السلبية من شكوى و رثاء للذات وهروب من المسئولية . إن خطورة نظرية المؤامرة التي يسوقها الأصوليون بشكل أساسي أنها مدمرة تماما للعقل العربي ، فهي تبحث في الغيب عن حلول متغافلة عن تلك التي يقدمها الواقع لو أحسنا التفكير و التصرف .
هناك سبب إضافي و لكنه قد يكون الأهم في تبني العقلية الأصولية لنظرية المؤامرة ، هذا السبب هو ازدواجية الخطاب العربي السياسي و الديني أو بعبارة أصح تعددية هذا الخطاب ، فالعقلية العربية تألف أن تستخدم خطابات متعددة فهناك خطاب نتحدث به إلى الجماهير و آخر نتناقش به مع الزملاء و ثالث للحديث مع الخاصة و رابع مع العائلة وربما خطاب خامس نهمس به لأنفسنا ، هذا الخطاب المخادع و المتعدد علمنا ألا نصدق أحدا و أن نتوقع الخيانة و الخداع من الجميع ، و أن كل إنسان يكذب دائما -مثلنا تماما - خاصة في السياسة.
لم تعد فكرة المؤامرة مجرد أسطورة تغذي الأصولية الإسلامية كما تفعل مع غيرها من المذاهب الشمولية ،و لكنها تلعب الآن دور القاطرة في الحركية الأصولية ، فالأصوليون يعزفون دائما بشكل متلاحق على وتر المؤامرة من أجل تخويف الجماهير وتعبئتها حول قضايا مرتجلة تافهة القيمة و شكلية عادة ، هذه التعبئة مقصودة لذاتها من أجل استلاب عقول الجماهير المنهكة المغيبة و حشدها مسلوبة الإرادة خلف قبادات الأصوليين كما لا يخلو الأمر من ( هبش ) الممكن من أموال البترول السائبة ، و لعل ما تشهده الساحة المصرية هو نموذج فج لهذه اللعبة الوقحة ، فلا تتوقف العقلية الأصولية عن اكتشاف مؤامرة ما كل فترة سرعان ما تدفع الجماهير من أجلها كالذئاب إلى الشوارع ، وهي لا تعدم خبرا حقيقيا أو ملفقا عن مسرحية في كنيسة لم يشاهدها أحد أو رسما كاريكاتيرا في صحيفة دانيماركية لم يسمع بها أحد أو كتابا لم يقرأه أحد أو حتى قبلة طائرة من شباك يرسلها مراهق قبطي لجارته الصبية المسلمة ، هذه الحوادث التي لا يتوقف أحد عندها في بلاد الله الطبيعية تصبح محورا لحياتنا الأصولية المتهووسة .
|
|
05-25-2006, 01:08 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت
الحرية قدرنا.
    
المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
|
الوعي الزائف - الأساطير المؤسسة للأصولية الإسلامية .
الظاهــــرة .
اقتباس:ومن يقل بالطبع أو بالعلة فذاك كفرٌ عند أهل الملة
لم يكتف الشاعر أن حرّم الإعتقاد بوجود أسبابً موضوعية ومنطقية تعزى إليها الظواهر الطبيعية بل هو أيضا يكفر أصحاب هذا الإعتقاد ، لم يكن استقبال جمهور المسلمين للعلوم الحديثة بعد قرون طويلة من التخلف و الركود أفضل حالآ ، تصدى الفقهاء للعلوم العصرية بكل إباء وشمم ففريق منهم ينكر حتى الصدق الصوري للمنطق الرياضي, ليفرض على الدراسين تعبيرا مثل أن (5+5=10) بمشيئة الله, كما ينكر غيرهم خواص المادة أو تطور الأنواع الحية وفقا لقوانين محددة و ينكرون حتى بعض الحقائق العلمية الأساسية مثل كروية الأرض ودورانها, ومنهم من ينسب للعلم ما ليس من حقائقه كالقول إن الكعبة هي مركز الكون الجغرافي ، وثمة فريق آخر يعتبر ما تحدثه الطبيعة وتحركاتها كالزلازل والبراكين من دلائل غضب الله على سيئات القوم ، أقتبس نصًا حديثًا لأحد أقطاب هذا التأويل (وإن الكوارث الطبيعية غضب على العاصين وابتلاء للصالحين وعبرة للناجين ) ، مثل هذه المواقف و تداعياتها أدت إلى تعويق نشر الثقافة العلمية, وهي ما زالت تفعل ذلك ، بل أنها تتغلغل بدرجات متباينة في البنية الثقافية و السياسية في نظمنا العربية و تتجلى في صور متعددة من التأزم الثقافي والسياسي, وقد تنتهي في حدتها إلى التطرف والعنف والإرهاب الفكري أو المادي . حاول بعض المصلحين الدينيين أمثال الإمام محمد عبده و بحسن نية واضحة إزالة الجفوة بين العلم و الدين ، فبحثوا في الآيات القرآنية و السنن النبوية على ما يوافق ولو شكليا العلوم و الإكتشافات العلمية و أخذوا في الإعتناء بها و نشرها مع شروح مستفيضة أصابت مرة و جانبها الصواب أخرى ، ومن الفئة الأخيرة تفسيرالإمام محمد عبده سبع سموات بالكواكب التي تتحرك في مسارات حول الشمس و كان هناك إعتقاد أن عددها سبع و لكن عرف بعد ذلك أنها تتجاوز هذا العدد ، ظهر في العشرينات من القرن الماضي مفكر إسلامي هو الطنطاوي الجوهري الذي تبنى فكرة الإعحاز العلمي في القرآن و لكن تجربته كانت فضيحة معرفية مما أدى إلى توقف محاولات مماثلة لسنوات طويلة ، مع تدفق الثروة البترولية في الخليج و هياج الفكر الوهابي عادت محاولات التأكيد على إعجاز القرآن علميا مرة أخرى و لكن على أسس ارتزاقية و لأسباب جديدة متناقضة مع البواعث النبيلة الأولى ، أيضا كان المصريون – بالفهلوة المعهودة - هم فرسان المحاولة الجديدة ليس خدمة للعلم كما فعل محمد عبده و لكن ضمن الخدمات العديدة و المأجورة التي يقدمونها بحماس استثنائي للسعوديين و فكرهم الوهابي ، برز في هذا المجال أدعياء مثل مصطفى محمود الذي كان له برنامج شهير هو العلم و الإيمان يعتمد فيه على مادة علمية تبسيطية مشتراة من الغرب ثم يعلق عليها موظفا الآيات الكونية التي يلوي رقبتها حتى يخلعها خلعا ،وقد تصدى له وقتها د . بنت الشاطئ دفاعا عن سلامة العقيدة و ضنا بها على الإتجار !، هكذا انحرفت التجربة عن مسارها و تحولت إلى وسيلة للإرتزاق و نوعا من الدجل و الشعوذة .
حاليا يذخر العالم العربي خاصة في مصر المحروسة بالعديد من العلميين المتقاعدين و غيرهم من المرتزقة الذي يوظفون معارفهم العلمية المحدودة غالبا في استنطاق الآيات الكونية ما ليس فيها ، كل ذلك في محاولة بادية التلفيق كي تطابق الحقائق و النظريات العلمية السائدة في إطار من الأكاذيب و الدعاية المحمومة ، يزعم الإعجازيون أن العلوم و الإكتشافات العلمية مبسوطة في القرآن و منذ 14 قرنا لكل مدكر ، بينما تختص السنة النبوية و لسبب غير معلوم بالطب و لعل من أشهر هؤلاء الإعجازيين د . زغلول النجار ، يتبجح النجار أن محاضراته بين القوات الأمريكية أثناء حرب عاصفة الصحراء أدت إلى أن يشهر 20000 جندي إسلامهم ، من بين 50000- 60000 جندي هم حجم القوات التي ساهمت في الحرب ، بينما تشير الإحصاءات أن إحمالي المسلمين في القوات المسلحة الأمريكية كلها لا يتجاوز 13000 حندي ، كما يدعي نفس الرجل أن محاضراته أدت إلى حركة إسلام جماعي بين العلماء السوفيت حيث أشهر 1500 عالم سوفيتي مرموق إسلامهم عقب سماعهم محاضراته القيمة التي لم يكن التلفزيون السوفيتي يتوقف عن عرضها ، كما لو كان هذا التلفزيون تحول من خدمة الحزب الشيوعي إلى خدمة إسلام زغاليلوف النجاروف !، هذه البيانات ليست من عندي و لكنها منشورة على لسان زغلول النجار نفسه في موقع إسلامي هو إسلام أون لاين في حوار بين زغلول و حسام تمام الذي فند هذه البيانات الكاذبة أيضا و سخر منها ، هناك إعجازي شهبر آخر – مصري بالطبع – هو د . عبد المعطي محمد وهو عالم و داعية شارك في تأسيس المجمع العلمي للقرآن و السنة بالسعودية ، و له موسوعة مسجلة على شرائط كاسيت فاخرة بعنوان الطب النبوي ، خصصها لمعجزات طبية نبوية مثل دور الحبة السوداء في علاج مرض السرطان ، و غير ذلك من إكتشافات النبي محمد الذي يصوره كنطاسي بارع يتجول بين الأنبياء بالسماعة الطبية و جهاز السونار ، وهو يزعم أن بعض الأحاديث توصلت لعدد العضلات في جسد الإنسان منذ 14 قرنا ، هذا الحديث ظل متناقضا مع الحقائق العلمية الثابتة حتى أذن الله فاكتشف العلماء عشر عضلات كانت مخبأة في الأذن الوسطى فاكتمل العدد كما أنبأنا النبي بالتمام و الكمال ! ، و هكذا يؤكد لنا الدكتور المؤمن أن النبي كان خبيرا بعلوم التشريح دون أن يشرح لنا و ما فائدة هذه العلوم لنبي في الجزيرة لا يملك غرفة عمليات مجهزة ؟، و للدكتور أبحاث رائعة أخرى أجراها في السعودية و صاغها في نظريات علمية منها النظرية التي تنادي بأن العَرَق البشري يصلح كدواء للشفاء من العمى ، و أخرى حول الفوائد العظمى للتمر و السنا و السنوت (وربما أيضا التوت و النبوت و النملة و الكتكوت ) ! .
تشوهات في المنهج .
لا يمكن وصف القرآن بالإعحاز العلمي سوى أن يكون ذلك نوعا من التلفيق و التدليس ، هذه الظاهرة الثقافية هي فضيحة معرفية بأكثر المعايير تساهلآ ،وهي تعكس في جزء جوهري منها الإحساس بالدونية و الفشل و الإنحطاط الثقافي و المعرفي ، عوضا عن مساهمات جدية في علوم و تكنولوجيا العصر يتلبس المسلمون الأصوليون حيلة لا شعورية طفولية ، فيدعون أنهم يسبقون شعوب العالم المتحضر في الإكتشافات العلمية التي تتباهى تلك الشعوب بها ، هذا السبق ليس وليد اجتهادات و تنظيم و حضارة و لكنهم يدعون أنه هبة مجانية من الرب إلى نبيهم في معزله الصحراوي.
هناك خلط شائع في العقل الأصولي بين طبيعة كل من الدين والعلم رغم تناقضهما , فالدين مصدره الوحي الإلهي ونصوصه ومن المفروض أن تكون يقينية وهي مناط التأويل والاجتهاد ، أما العلم فهو نتاج نشاط عقلي نظري تجريبي قابل للتغيير والتفنيد والتعديل بصورة مستمرة ولم يعد يراه أحد من العلماء سببي حتمي بل هو في أفضل الحالات إحتمالي ترجيحي ، و لكن الاعجازيون يقومون تعسفًا بالخلط بين كل من المصدرين والمنهجين, كما لو كان القرآن من كتب الفيزياء أو الفلك ، ويؤدي هذا الخلط كما يقول د.يحيى الرخاوي إلى (خلخلة مفهوم العلم وطمس معالمه, فضلا عن الاستهانة بحقيقية الدين ودوره الإيجابي... وتُظْهره بمظهر الذي يعاني الشعور بالنقص, فهو يحاول أن يكمل نقصه بما ليس فيه وما ليس له) ، تواجه فكرة الإعجاز مأزقا منهجيا بالغا يتمثل في مفهوم الثورات العلمية المتتالية التي يفصلها قطيعة معرفية ، حتى غدت تقاليد العلم ونظرياته الفيزيائية خاضعة للتغير والتفنيد والمراجعة ومفعمة بالمفاجآت والفوضوية . (والخلاصة أن تدفقات التغيير قد أدت إلى اعتبار الشك واللايقين هو اليقين الجديد) كما عبر كاتب شهير .
يلجأ الإعجازيون إلى ما يمكن أن نطلق عليه معرفة التجزئة ، فهم يتناولون آية ما بشكل منفصل مبتور عن سياقها المعرفي ثم يستنطقونها ما ليس فيها ، بينما يمكن للباحث الموضوعي أن يكتشف أن رؤية القرآن للكون لا تختلف عن المعارف الشائعة زمن الرسالة ولا تتناقض معها و أن الأمر أهون كثيرا من كل ذلك العناء ، القرآن كأي نص آخر هو بالضرورة نص تاريخي لا يمكن سلخه عن إطاره المعرفي و إلا لما فهمه معاصروه ، ففي ثقافة ذلك الزمن توجد مفاتيح النص و دلالاته ، النص القرآني متسق تماما مع نفسه ، وهو برسم صورة متكاملة لكون محدد مكون من أرض مسطحة تحيطها السماء كقبة بها بروج و معلق بها النجوم كمصابيح للزينة ،و أن الشياطين تصعد للسماء كي تسترق السمع فترجمها الملائكة بالشهب و النيازك ... الخ ، تلك بالقطع صورة بدائية عن الكون و لكنها أيضا كانت متوافقة مع عقلية البدوي العربي في منعزله الصحراوي و كان شديد التأثر بها ، هذا ما يقوله القرآن و فهمه معاصرو النبي و علينا أن نقرأه كنص أدبي بعيدا عن معايير العلم و ضوابطه .
اللغـــة :
يتجاوز الإعجازيون الدلالات المعحمية لألفاظ القرآن و ذلك يؤدي تلقائيا إلى العبث بها و ضياع معاني القرآن ، فالنص القرآني غير منبت الصلة بمعجمه اللغوي كما أنزل به ،إن تحريك دلالات ألفاظ القرآن يجعله عرضة لعبث بعض المرتزقة من أشباه العلماء و سيغير معانيه كلية كما لو كنا نؤلف قرآنا جديدا .
تشوهات في التطبيقات:
من أشهر الأمثلة التي ضربها الإعجازيون هو الآية القرآنية :" فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره "، وهم يزعمون أن ذلك يثبت اكتشاف القرآن للذرة قبل اكتشافها عمليا ب 14 قرنا ، وهذا نوع من الخداع اللفظي أشبه بعمل الحواة ، لدينا هنا نص واضح لا يقبل خلاف ، فالذرة كما فهمها المفسرون في مختلف العصور مستمدة من المعجم الدلالي لألفاظ القرآن و تعني التراب أو النمل ، ونحن محكمون بدلالات الألفاظ وقت نزول الوحي ، أما أن نفهم أن كلمة ذرة تعني أصغر وحدة في بناء العناصر فهذا ناتج عن ترجمة اتفاقية لكلمة أتوم التى أطلقها رذرفرود على أصغر مكون مفترض للعنصر ، و حتى تلك الترجمة تجاوزها العلم عندما اكتشف العلماء أن الذرة هي بناء كبير مكون من وحدات أصغر فتوقف العلماء عن ترجمة أسماء تلك الوحدات و احتفظوا بأسمائها في اللغة الإنجليزية كما هي ( اليكترون ، بروتون ، نيوترون ، بيزترون ... الخ ) ، هكذا نجد بسهولة ألا علاقة بين الذرة في النص القرآني و الذرة في العلوم الفيزيائية .
وهناك المزيد من هذه التطبيقات المعتسفة الفاسدة ، قد يتوفر الوقت لعرض بعضها ..
|
|
05-28-2006, 07:30 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت
الحرية قدرنا.
    
المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
|
الوعي الزائف - الأساطير المؤسسة للأصولية الإسلامية .
الزميل المحترم نبيل .
اقتباس:في رأي
هناك المحافظون الذين يقاومون كل تجديد .
وهناك المجددون والمطورون .
وكل إنسان هو محافظ في بعض الأمور ومجدد في بعضها الآخر , وتختلف نسبة المحافظة أو الجديد من إنسان لآخر .
وكذلك تزداد أو تنقص المحافظة أو التجديد حسب الأوضاع التي يمر بها الفرد أو التي يمر بها المجتمع .
ويجب أن ننتبه إلى أن المحافظة أو التجديد يمكن أن يكون كل منهم مفيد ومناسب أو ضار وغير مناسب إن كان للفرد أو للمجتمع , وذلك حسب الأوضاع والظروف .
أما علاقة المحافظة والتجديد بالصحيح وغير الصحيح فهي بشكل عام ليست حتمية في أن يكوم الجديد هو الأصح .
ولكن يجب أن ننتبه إلى أن الذي يلون الأوضاع ويخلط الأمور ببعضها هو الميول والدوافع التي يملكها الشخص أو الجماعة , فهي التي يمكن أن تجعل المحافظة ( أو التجديد ) غير مناسبة وضارة للمجتمع ولغالبية أفراده , أو العكس .
تحية .:97:
لا أعتقد ان هناك خلاف كون التطور هو سنة الحياة و قانونها الأسمى ، و أن الجمود يعني الموت و الهلاك ، ما يجب أن نختلف حوله ليس التطور ذاته بل تنظيمه و السيطرة على ايقاعه و منعه أن يكون فوضى عنيفة ، لهذا ربما تجد أن هناك من الليبراليين من يتوقف عند مرحلة بعينها من أجل تهيئة الظروف الموضوعية لنقلة جديدة ، تلك وقفة تكتيكة تحتمها دواعي المناورة و ليست موقفا مبدئيا ، إن التطور لا يعني التغير فقط بل هو التغير إلى الأفضل ، إن الإخوان يسعون لتغيير المجتمع ليس ليكون أكثر توافقا مع قيم العصر و مفاهيمه و تقاليده و لكن ليشبه مجتمع النبي في المدينة قدر الطاقة ، مثل هذا التغيير يجب مقاومته فهذا ليس تطورا بل انتكاسة حضارية ، هو تحرك للخلف و ليس تقدما إلى الأمام .
حسنا لماذا يكون بعضنا محافظا يقاوم كل تطور و الآخر تطوري مجدد يدعم كل محاولة للتغيير إلى الأحسن و الأقوى و الأكثر سعادة ، هذه المواقف ليست عشوائية بل لأن هناك رؤيتان أساسيتان لحركة التاريخ يتوقف عليهما خيارتنا الفكرية و بالتالي حركتنا السياسية ، الأولى هي الرؤية الأصولية التي تريد العودة إلى لحظة تاريخية في الماضي تراها لحظة اللحظات و الثانية هي الرؤية الليبرالية أو التطورية التي ترى أن الحياة البشرية مجرد مشروع وجودي لا يسير على خط للسكة الحديد محدد مسبقا و لكنها مشروع مفتوح نحن لا سوانا صناعه ، هو مشروع لم يستكمل بعد و علينا أن نستكمله بالحركة المستمرة و بالتطوير ، هكذا سنجد أن الأصولي لابد أن يكون محافظا معاديا للتطور ولو فعل غير ذلك لن يكون أصوليا ، بينما الليبرالي لا يمكن أن يكون محافظا دون أن يتخلى عن ليبراليته . ليست الأصولية الإسلامية وحدها معادية للتطور بل كل الأصوليات كذلك لأنها بالتعريف نصية جامدة لا تعترف سوى بطريق واحد وهدف محدد تتوقف عنده . كما أوضحت في فقرة سابقة أن نظرة الإنسان للطبيعة البشرية – و بالتالي رؤيته لحركته التاريخية - هي واحدة من أهم القواسم الاجتماعية التي تتعمق في صميم وعي أفراد المجتمع و تؤثر في الطريقة التي يفكرون ويتصرفون بها ، بالتالي يمكن أن نقول أن تصرفات الناس لا تنفصل عن رؤيتهم و تصوراتهم أن اعتقادنا في شيء ما يساعد على تشكيل الواقع الفعلي لصالح تلك المعتقدات ، عندما يكون المجتمع أصوليا سيميل إلى إفشال كل التجارب التقدمية ولن يتحمس لها لأنها تتناقض مع مرجعيته المعرفية و بعبارة أدق مع نموذجه الإسترشادي ( البراديم ) و بالتالي سيجعل الواقع يدعم أفكاره في عدم جدوى الديمقراطية و غيرها من التجارب العلمانية كالإشتراكية و تنظيم المجتمع على أسس من الحداثة ، و العكس تماما سيحدث في مجتمع تسوده الرؤية الليبرالية ل، هذا المجتمع سيعمل على إنجاح الأفكار الجديدة الواعدة لأنها تتوافق مع رؤيته الأساسية للإنسان و للكون ، الحالة الأولى ستجد مثالا واضحا لها في مجتمع مثل المجتمع المصري الذي يتباهى بفشل كل تجارب الديمقراطية الليبرالية و الإشتراكية و ألا حل سوى في العودة لأنظمة و قوانين قبائل الجزيرة العربية منذ 1450 عام ، أما النموذج الثاني فهو ما يحدث في اوروبا و أمريكا حيث يقفز المجتمع من ثورة معرقية إلى اخرى و حيث تتوالد الأفكار الحداثية بأسرع مما تتوالد الأرانب .
لك كل تقدير راجيا أن اكون قد أوضحت فكرتي و سأستكمل الرد على باقي الملاحظات القيمة .
|
|
05-31-2006, 01:16 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت
الحرية قدرنا.
    
المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
|
الوعي الزائف - الأساطير المؤسسة للأصولية الإسلامية .
المحترم تبيل .:97:
اقتباس:في رأي
لا يوجد إلا منتج بشري فقط وهذا اختلاف أساس معك
عزيزي .
هل المقصود أن الفقه ليس منتجا بشريا أم ان الشريعة هي أيضا منتج بشري ؟.
لا أعتقد ان هناك خلاف كون الفقه منتجا بشريا ، أما عن الشريعة كمتج بشري فقد أوضحت في أكثر من مكان
أن شريعة الله – المنهج و السبيل - ليست حكرا على النصوص المقدسة لأديان البشر ، وهي لا تفصح عن نفسها في اجتهادات فقهية تاريخية ، بل تفصح عن نفسها في قوانين الكون العظيم السرمدية التي يكتشفها العلم ، وما يطابق قوانين العلم –وليس دروشة الفقهاء – هو فقط ما يفصح عن إرادة الله وهي شريعته حقا .
رغم ذلك ومن أجل توفير إمكانية الحوار داخل الإطار النصي ، فيمكننا قبول بعض المسلمات الدينية مثل أن القرآن هو المفصح عن شريعة الله ، سيبقى حقيقة عدم القدرة على فصل الشريعة عن الفقه ، فهما كما نتفق لا يمكن فصلهما و كلما نادينا الشريعة سيجيبنا الفقه لا محالة ، فالشريعة حبيسة النص لا يمكنك أن تراها سوى من نافذة فقه ما !. وهذا ما أسهبت في شرحه عند مناقشة أسطورة الشريعة الإسلامية .
اقتباس:عن القراءة الليبرالية للدين .
لقد أوضحت رأيي في هذه القضية في شريط سابق هو مستقبل الدين في عالم ليبرالي ، كذلك في المداخلة 30 من هذا الشريط . كي أوضح وجهة نظري سوف استدعي التجربة المسيحية الأوروبية مع النص التوراتي ، لقد أبقت المسيحية على النص و لكنها غيرت المنظار الذي تراه به ، بقى الجسد و لكن الهوية تغيرت و تغير الإطار ، القراءة الليبرالية أو بعبارة أدق النموذج الليبرالي من الإسلام كما أراه لن يكون منتجا إسلاميا و لكن منتج ليبرالي ، و بالتالي فلن يكون الدين مصدرا للمعرفة أو إطارا للتشريع و لكن وظيفته ستقتصر على النسق الوظيفي التقليدي للدين الذي يتناول الجوانب الروحية التي يستقل بها ،و لن يكون هناك ثمة تشريعا دينيا بالأساس ،و لا حاجة عندئذ لمحاولة فصل الشريعة عن الفقه ، فهما كما نتفق لا يمكن فصلهما ، و كلما نادينا الشريعة سيجيبنا الفقه لا محالة ، فالشريعة حبيسة النص لا يمكنك أن تراها سوى من نافذة فقه ما !.
لا معنى لدولة دينية في إطار حداثي ، هذه القضية لا يمكن مناقشتها على أساس من المحاجات العقلية طالما كان الإطار نصيا أصوليا ، و لكن التحول إلى الإطار الحداثي يحسم هذه القضية تماما و يجعلها بلا معنى ، الحداثة هي عملية تاريخية طويلة تصنعها التطورات المادية و التدفقات الثقافية في مجتمع العولمة ، إن الإطار السلفي النصي لن يمكن إصلاحه أبدا فهو إطار يفارق العصر بالكلية و من الأفضل أن نشيعه إلى قبره في هدوء وبلا صخب.
ربما ترون أن الإسلام لا يمكن أن ينتج نموذجا ليبراليا وهذا أتفق معكما عليه ، و لكن كل الديان هي كذلك ، فالنموذج الليبرالي من المسيحة ليس منتجا مسيحيا فلو كان كذلك لأنتجاه الكنيسة القبطية في مصر ،و لكنه منتج أوروبي في عالم ما بعد الثورات العلمية الكوبرنيقية و الدارونية ، المجتمع الليبرالي المفتوح هو وحده القادر على إنتاج تماذجا ليبرالية حتى من الأديان التاريخية القديمة .
|
|
05-31-2006, 11:11 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت
الحرية قدرنا.
    
المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
|
الوعي الزائف - الأساطير المؤسسة للأصولية الإسلامية .
اقتباس: حسان المعري كتب/كتبت
التأطير والنقد لا يتفقان أبدا ، وحيثما يوجد التأطير .. ينتفي النقد مباشرة ..
علي أن ارفع قبعتي في هذا الشريط لمنهجية الزميل آمون (f)
فقط همسة عالماشي خالص :
بعض غلاة الوهابيين يكفر الإخوانيين ، وغالبية الوهابيون ينظرون للإخوان على أنها حركة تقوم على اسس صوفية .
تحية
(f)
حسان المعري .
اقتباس:التأطير والنقد لا يتفقان أبدا ، وحيثما يوجد التأطير .. ينتفي النقد مباشرة ..
هذه العبارة غير واضحة فكي تعتبر العبارة أي عبارة مفهومة يجب ان تكون مفرداتها ذات دلالات محددة اتفاقية ولو نسبيا ، فما هو التأطير الذي تقصده و الذي لا يتفق مع النقد ؟.إذا كنت تتحدث عن نظرية الإطار فهي شديدة الارتباط بالنقد ، بل هي قائمة عليه ، أما لو كنت تقصد بذلك قضية أصولية لا نعرفها فليتك تتفضل بشرحها .
اقتباس:بعض غلاة الوهابيين يكفر الإخوانيين ، وغالبية الوهابيون ينظرون للإخوان على أنها حركة تقوم على اسس صوفية .
ما الجديد في هذا ؟.
كل الحركات الأصولية ترفض بعضها بعضا فهي إقصائية بالطبيعة ، و كل التكفيرين يكفرون بعضهم بعضا كآلية طبيعية للجدل ، فالتكفير هو نسق العقل السلفي ، هذا لا ينفي أن هذه الحركات تتغذى بعضها من بعض و أنها تنتمي لنفس التصنيف المعرفي ( الأصولية الإسلامية ) ، أما عن التفاعل بين الفكر الإخواني و الحركة الوهابية قهذا موضوع قائم بذاته ،و هناك الكثير الذي كتب عنه ،و كلنا نذكر تراجع الشيخ محمد الغزالي عن نقده السابق للحركة الوهابية و تباهيه أن الكثيرين صاروا يصنفونه وهابيا ، كما نذكر أيضا النقد الحاد الذي وجهه نايف بن عبد العزيز ضد الإخوان و دورهم السلبي في بلاده ،.
أما عن منهج زميلنا اللامع آمون فأتمنى أن يستمر في المشاركة في هذا الشريط و ليتك أيضا من جانبك أن تشرح لنا ما هو وجه اتفاقك مع آمون و منهجه و خلافك مع هذا الطرح بشكل محدد حتى نستفيد من هذا الإيضاح و منك ، و حتى يتسني لي أن أشرح ما ربما استغلق من الطرح نتيجة قصور مني في العرض ، فالكمال لله وحده .
|
|
05-31-2006, 09:00 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}