{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الوعي الزائف - الأساطير المؤسسة للأصولية الإسلامية .
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #81
الوعي الزائف - الأساطير المؤسسة للأصولية الإسلامية .
عندما أقرأ آراء المنافحين عن تطبيق الحدود أشعر أنهم يتخبطون ،و أعجب في نفس الوقت من افتقادهم المعيب القدرة على الحوار الموضوعي بينما لا يكفون عن اللهجة الإستعلائية ، و أفضل عليهم كثيرا أولئك البسطاء الذين يعترفون بعجزهم ، و يسمون الحوار مجادلة ، و يقولون لنا :" دا شرع ربوونا ،و أنتم عايزين إيه يا كفرة يا ضلالية !) ، رغم أنني لا أرى في النهاية فارق حقيقي بين الطائفتين .
و لنستعرض بعضها متجاوزين ما سبق تعرضت له .
1- يرى المجدد الكبير ( محمد علي الصابوني – أستاذ بكلية الشريعة و الدراسات الإسلامية بمكة ) أن من لا يوافق على تطبيق العقوبات الجسدية عدو للإنسانية ، لماذا ؟. و أرجو عدم السخرية أو الضحك فالرجل جاد كل الجدية ،وهو ليس بالقطع خلبوص ساخر من الشريعة أو مهرج في سيرك ، بل فقيه جليل يرى الأصوليون لآرائه كغيره من الفقهاء حجية تشريعية، السبب يا سادة كما يراه هذا الفقيه هو ..لأن تشريع جز الرؤوس و قطع الأطراف و فقأ العين بسبب أن تلك الأعضاء في جسد الجاني حل بها الفساد و انتشر بها المرض فبات قطافها وقاية للجسد من انتقال العدوى إليه ، و بهذا تكون الرحمة الإنسانية هي البتر ليسلم سائر البدن من شرور اليد المقطوعة !.( المصدر – روائع البيان في تفسير آيات الإحكام – مكتبة الغزالي – دمشق ).. هكذا يلقمون العلمانيين حجرا، هذا الفقي يخشى أن يتسرب مرض السرقة من اليد إلى البطن و القدم و اللسان فيسرقون كما سرقت اليد الآثمة !و لكنه يجهل للأسف ما يعرفه الأطفال أن لا علاقة بين اليد المقطوعة و السلوك المؤدي إلى الجريمة المعاقب عليها ، فالجريمة تمت بتدبير من العقل لا بفساد اليد ،ولو صح هذا التخريج المضحك المبكي المخجل لكان قطع الذكر عقوبة للزنا و قطع اللسان عقوبة للقذف !.هذا الرجل ليس حالة خاصة و لم يذهب به أحد لمستشفى المجانين ،و لكنه نموذج لمن ( لا يجهل معلوما من الدين بالضرورة ) .
2- هناك من يثير أن الإسلام كان أكثر تسامحا من المسيحية أو اليهودية ، أو أن هناك قوانين عنصرية شهدها العالم الغربي في ألمانيا النازية أو ما زال يشهدها في إسرائيل على سبيل المثال، و لن أعترض على ذلك بل أدعمه ،و لكني أريد أن أكون قاطعا وواضحا فأقول أن القانون الوضعي العادل ( العدل نسبي بالطبيعة ) كما هو مطبق في معظم الأمم الأوروبية المعاصرة مثلا أكثر عدلا ( و بالتالي نفعا ) من قوانين الفقه الإسلامي ، مهما تجرد منفذوها من الأهواء ، فالإسلام يشترط في القصاص المساواة بين القاتل و القتيل ، فالحر يساويه الحر ،و العبد يساويه العبد ،و الأنثى تساويها الأنثى ، وفي القصاص لا يقتل الوالد بولده ، ولا السيد بالعبد ، ولا المسلم بالذمي . و يستدل أهل السنة على ذلك بحديث يرويه البخاري :( لا يقتل مسلم بكافر ) ، ويعقب أحد كبار الفقهاء ( الصابوني ) قائلا ( لا فض فوه !) :" كيف يتساوى المؤمن مع الكافر ، مع أن الكافر أشر عند الله من الدابة ،و المؤمن طيب طاهر ؟" .
3- يرى السيد الحجة الفقيه ( عبد السميع سالم الهراوي ) في كتابه ( لغة الإدارة في صدر الإسلام – الهيئة المصرية العامة للكتاب ) أن الهدف من العقاب في الإسلام ليس النكال و الإيلام فحسب و إنما معالجة الجنوح في نفس الجاني !..فصاحب هذا الرأي لم يشرح لنا كيف نعالج الجنوح في نفس المجرم بقطع يده ، ولما كانت هذه العقوبة في حد ذاتها ستدمر نفس الصحيح ، فالمنطقي أنها ستجعل نفس المجرم أشد جموحا و أفدح ضررا ، بل كيف تتوقع منه أن يكسب عيشه لو تاب فعلا ،وهو الذي فشل في كسب عيش كريم بيديه كلتاهما فسرق !!.
4- يرى العلامة القطري ( القرضاوي ) أنهم سيعطلون الشريعة ( تطبيق الحدود ) حتى علاج مشكلات المجتمع وبخاصة مشكلات الفئات الضعيفة والمسحوقة فيه ... الخ ،و لكن من ناحية أخرى يرون ألا علاج لتلك المشاكل سوى بتطبيق الشريعة ، أي أنهم سيطبقون الشريعة أولا لحل مشاكل المجتمع ثم بعد ذلك سيطبقونها مرة أخرى لأن مشاكل المجتمع حلت خلاص !...لا نحتاج لمزيكا الآن بل لأوركسترا سيمفوني ، فالطرح يتجاوز أي استخفاف بالعقل و يصل بنا لمرحلة الاستحمار !!.
06-18-2006, 10:24 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
آمون غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 700
الانضمام: Jan 2004
مشاركة: #82
الوعي الزائف - الأساطير المؤسسة للأصولية الإسلامية .
:lol:
أعجبني جدا رأي الشيخ الصابوني ، ربما أساء فهم حديث نبوي يقول ما معناه أن العين تزني وحديث آخر ما معناه أن اليد تعترف بالسرقة والفرج بالزنا والرِجل بجريمة من الجرائم ، وكان أن استقر في ذهنه أن الأعضاء واعية ومسئولة عن تصرفاتها ، ربما ، الدنيا مليانة بلاوي :)

بس ملحوظة بسيطة يا بهجت لو سمحت :

[quote] بهجت كتب/كتبت
4- يرى العلامة القطري ( القرضاوي ) أنهم سيعطلون الشريعة ( تطبيق الحدود ) حتى علاج مشكلات المجتمع وبخاصة مشكلات الفئات الضعيفة والمسحوقة فيه ... الخ ،و لكن من ناحية أخرى يرون ألا علاج لتلك المشاكل سوى بتطبيق الشريعة ، أي أنهم سيطبقون الشريعة أولا لحل مشاكل المجتمع ثم بعد ذلك سيطبقونها مرة أخرى لأن مشاكل المجتمع حلت خلاص !...لا نحتاج لمزيكا الآن بل لأوركسترا سيمفوني ، فالطرح يتجاوز أي استخفاف بالعقل و يصل بنا لمرحلة الاستحمار !!.[/color]

ثمة التباس هنا أساسة مرادفة الشريعة بالحدود وهما في الواقع وحسب ما يقدمهما دعاة الشريعة ليستا مترادفين والعلاقة بينهما هي علاقة الجزء بالكل : الشريعة تحتوى الحدود ولكن تتعداها بكثير .
الشريعة تهدف بصفة عامة إلى أسلمة المجتمع وتشمل أمورا تمتد من الأخلاق والسلوكيات وعلاقات الأسرة وإعادة توزيع الثروة من خلال الزكاة إلى العلاقات الدولية مع العالم الخارجي ، والقرضاوي بالذات دائم التأكيد على أن الحدود ما هي إلا جزء من الشريعة الإسلامية ، والحق أن الرجل يبدو اعتذاريا بعض الشيء حين يكتب أو يتحدث عن أمر الحدود ، وهو عادة لا يذكرها إلا في سياق تبريري أو شبه تبريري ثم يمر على ذكرها مرورا سريعا ليعود ويؤكد أنها ليست إلا جزء من كل كبير وشامل هو الشريعة ، لاحظتُ ذلك من قراءتي لبعض كتبه وربما يكون انطباعي خاطئاً .


أطيب تحية (f)







06-19-2006, 07:42 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #83
الوعي الزائف - الأساطير المؤسسة للأصولية الإسلامية .

]
اقتباس:  آمون   كتب/كتبت  
:lol:
أعجبني جدا رأي الشيخ الصابوني ، ربما أساء فهم حديث نبوي يقول ما معناه أن العين تزني وحديث آخر ما معناه أن اليد تعترف بالسرقة والفرج بالزنا والرِجل بجريمة من الجرائم ، وكان أن استقر في ذهنه أن الأعضاء واعية ومسئولة عن تصرفاتها ، ربما ، الدنيا مليانة بلاوي :)

بس ملحوظة بسيطة يا بهجت لو سمحت :  
...............................................

ثمة التباس هنا أساسة مرادفة الشريعة بالحدود وهما في الواقع وحسب ما يقدمهما دعاة الشريعة ليستا مترادفين والعلاقة بينهما هي علاقة الجزء بالكل : الشريعة تحتوى الحدود ولكن تتعداها بكثير .
الشريعة تهدف بصفة عامة إلى أسلمة المجتمع وتشمل أمورا تمتد من الأخلاق والسلوكيات وعلاقات الأسرة وإعادة توزيع الثروة من خلال الزكاة إلى العلاقات الدولية مع العالم الخارجي ، والقرضاوي بالذات دائم التأكيد على أن الحدود ما هي إلا جزء من الشريعة الإسلامية ، والحق أن الرجل يبدو اعتذاريا بعض الشيء حين يكتب أو يتحدث عن أمر الحدود ، وهو عادة لا يذكرها إلا في سياق تبريري أو شبه تبريري ثم يمر على ذكرها مرورا سريعا ليعود ويؤكد أنها ليست إلا جزء من كل كبير وشامل هو الشريعة ، لاحظتُ ذلك من قراءتي  لبعض كتبه وربما يكون انطباعي خاطئاً .


أطيب تحية (f)

آمون .(f)
يسعدني متابعتك و أثمن استمرار مشاركتك في هذا الشريط ، إذا كان هذا هو زمن الطوفان كما وصفه صديقنا العلماني ، فيسعدني ان أراك معنا في سفينة نوح .
الصابوني ليس حالة استثنائية بل ربما كان نموذجا قياسيا لمنتجات الإطار الديني ، تابعت مجموعة من المقالات تنتقد المناهج الدراسية الأزهرية ، و كثير من تلك المناهج لا يعدوا كونه تحريضا على التخلف ومفارقة تامة للعصر و علومه ، هناك الفتاوى من عينة صحيح الدين التي ترى أن الحمل قد يمتد لعامين و أن الزوجة قد تحمل من زوجها الغائب عندما يمني على جناح شيطان من الجن يأتي به إلى فرج زوجته ، وهناك ما هو أفدح و أضل و أيضا أكثر غباء !، و لكن الطامة الكبرى هي في مقررات التوحيد السعودية التي لا تتناقض فقط مع علوم العصر كلها ، و لكن مع أفضل قيم الحضارة و أدعاها للإحترام ، مشكلة الصابوني و نظرائه هي أنه بدلا من إيداعهم مصحات عقلية فإنهم يحصلون على التبجيل و شهادات الدكتوراه و يصبحون نجوما مؤسسين للمجمع العلمي للقرآن و السنة بالسعودية ، مشكلتهم فينا نحن فبدلآ من ترويضهم لا نتوقف عن تقبيل أياديهم .
عزيزي ..
من البداية تختلف وجهات النظر حول دلالة مصطلح الشريعة ، فهي عند الفقهاء تعني النظم التي شرعها الله أو شرع أصولها ليأخذ الإنسان بها نفسه في علاقته بربه ،و علاقته بأخيه المسلم ،و علاقته بالإنسان و الكون و الحياة كما ذهب الشيخ شلتوت في كتابه ( الإسلام عقيدة و شريعة ) ، و راء هذه النظرة افتراض نظام إلهي صاغه الخالق ليستقيم به سلوك الإنسان في كل زمان و مكان ، و بهذه الصفة لا تخاطب الإنسان خلال عقله الناقد بل خلال إذعانه المطلق . و نحن نرى كما يرى قطاع هام من المسلمين المستنيرين أن هذا الاتجاه يخلط بين النظم العقيدية التي تضبط علاقة الإنسان بخالقه ،و بين نظم التشريع الاجتماعية بمعناها الشامل ،و التي مهمتها تنظيم العلاقات بين الناس ، إن النظم العقيدية تقوم على غيبيات خارج مجال العقل و طبيعتها الثبات و الخصوصية ، و النظم الاجتماعية ( سياسية – قانونية - .... ) تقوم على ركائز جدلية عقلية ، ومادتها واقع متغير لا يخضع للثبات و لا يقبل به ، لهذا نرفض تماما أن تكون دينا أو أن ينظمها الفقهاء .
ملاحظة أخرى هامة هي ما سلط المستشار د/ محمد سعيد العشماوي عليها الضوء في كتابه ( الإسلام السياسي ) ، حول تعديل دلالة لفظ الشريعة في العقل الإسلامي عدة مرات ، فبينما كان مفهوم اللفظ في البداية محصورا في معناه اللغوي المشير إلى المنهج أو الطريقة ، إذا بالواقع الحالي يسفر عن اتساع المعنى ليشمل القواعد و شروحها ، ثم الآراء و الأحكام و الاجتهادات و الفتاوى التي صدرت لإيضاح القواعد و بيان الأحكام ، فانصرف المعنى إلى الفقه الإسلامي ثم تجاوزه إلى النظم التاريخية للمسلمين. لقد ترسخ المفهوم الأخير لدى العامة تحت إيحاء مجموعات الدعاة السياسيين ، ولكن فهم معظم المتعلمين للشريعة لا يخضع لأي ضوابط علمية للأسف .
و لك خالص التفدير .






06-19-2006, 07:43 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #84
الوعي الزائف - الأساطير المؤسسة للأصولية الإسلامية .
إضافات .
اقتباس:أعطى من لا يملك وعدا لمن لا يستحق ..بالجنة .
(المتفقهين و رعاياهم في الجماعات المسلحة )
أرى أنه من الشاذ أن يطالب البعض بالتطبيق الفوري للشريعة الإسلامية دون أن تكون هناك شريعة إسلامية ملائمة للعصر ، أو حتى فكر تشريعي إسلامي واضح متفق عليه .رغم هذا لابد أن نتوقف عند آراء بعض الفقهاء من يقرون بقصور الفقه الإسلامي ،و لكنهم يرون أنه من الممكن بل الضروري تطوير الشريعة و إخراجها من الاغتراب ،و إعادة تأهيلها للقرن ال 21 . يعكس هذا الرأي التزاما قويا بالدين و رغبة في الحداثة معا ، انطلاقا من فكرة أنه لا يمكن أن نتطور إلا بتطوير العقيدة الإسلامية ذاتها حيث أنها المكون الثقافي الأعمق في تكوين الأمة الإسلامية / العربية . و هذا يدفعني مباشرة لصياغة السؤال المحوري التالي :" هل يمكن عمليا تحديث الفقه الإسلامي ،وهل يمكن أن يكون ذلك بتناول موضوعاته من خلال رؤية عصرية خارج مرجعية النص ؟" .
و لمزيد من الوضوح هل يمكن الاعتماد على المبادئ العامة المتعارف عليها ( لتحصيل المصالح و دفع المفاسد ) أو - نظرية النفعية العامة كما يذهب الفكر الفلسفي- في تطوير الفقه الإسلامي حتى ولو لم ترتبط تلك المبادئ بوحي أو تعتمد على تشريع سابق ؟. أم أن هذا الهدف يستحيل تحقيقه ،و يصبح من المحتم علينا إما الرضوخ للفقه الإسلامي التقليدي و الاصطدام بالعالم و التخاصم مع العصر ، أو فصل التشريع القانوني عن الفقه الإسلامي كلية ؟ .
أؤكد أنه يجب تناول الموضوع بأعلى قدر من المسؤولية ففي الإجابة على هذا السؤال تحديدا يتخبط الفكر التشريعي الإسلامي المعاصر و يضطرب اضطرابا شديدا، وفيه أيضا تتصارع العواطف و الأفكار و يحسم المستقبل .
من الجدير بالملاحظة أن التشريع الإسلامي يقر بأن التغيير ناموس طبيعي ،و أن التشريع لابد أن يلاحق هذا التغيير ، و لكنه يغفل أن يكون لهذا التغيير وجود بعد وفاة النبي ، و يزعم الفقهاء أن الله قد أجرى كل التغييرات خلال 23 سنة هي عمر الرسالة ، فخلال تلك الفترة جرى نسخ الأحكام و تبديلها على الدوام بما يلائم المستجدات ،و يزعمون أنه في الخاتمة بلغت البشرية نهاية المستجدات ،و لا حاجة بعد ذلك إلى تشريع جديد ، و أن الشريعة صالحة لكل زمان و مكان و ملائمة لأي حالة من حالات الإنسان . وهم بهذا يرون أن المستجدات خلال تلك ال 23 سنة احتاجت كل هذا النسخ و التبديل بينما لا حاجة لأي تشريع جديد بعد ذلك ، ولكننا نجد على النقيض من ذلك أن كل المستجدات خلال تلك ال 23 عام لا تعادل 1/ مليون من المستجدات بعد الرسالة إلى اليوم !.
استقرت عقيدة الفقهاء على أن النص الديني قراءنا كان أو سنة هو ((إفصاح من الخالق عن مراده لهذا العالم ،وما يبتغيه منه )) ،وهكذا واجههم السؤال الحتمي : كيف يتناقض هذا العالم مع النص الذي هو المعبر عن رغبة الله و إرادته دون أن يكون هذا العالم فاسدا ؟.إن الإجابة المنطقية كانت أنه لابد من تغيير العالم ليلائم ما يريده الله في شرعه ، ولم يكن ذلك أقل من محاولة صنع إنسان على قدر الرداء ، و صياغة واقع على قدر النص . ولأن هذا محال فإن الواقع الجديد ألح دوما على التشريع إلحاحا ، فلم يجد التشريع الإسلامي - و في ظل مفهوم عقائدي للتشريع - سوى أن يلجا إلى التأويل المتعسف ، ووضع قيود التطبيق ، ثم الاجتهاد بإيجاد رابطة افتراضية بين الحدث المستجد و حدث تراثي نظير له يقع تحت مظلة التشريع ، ومن ثم القياس عليه عبورا إلى مرحلة الاستحسان أو المصلحة و الإجماع ،وغيرها من مصادر التشريع المقبولة فقهيا !.
أدت هذه الرؤية القاصرة إلى انفصال الفقه عن الواقع ،و ذلك بالطبع لم يأت بغتة ،و لكنه نتاج تراكمات طويلة كان خلالها النص جامد بقدسية مرجعيته ، و الواقع متغير دائما بقانون تطوره ،و ذلك هو جوهر المشكلة التي ألزم المسلمون بها أنفسهم لزوما لما لا يلزم ، كيف للفقه القائم على الثبات أن يواجه الواقع بالتحدي لطبيعته دائمة التغير؟ ، وفقا لهذا الطرح فالبدائل محدودة ، فإما أن ينصاع الواقع لجمود الفقه و نسقه ليدخل حظيرة الشرع وهذا عين المحال ، أو يظل الواقع على تمرده فتوصد دونه أبواب الإرادة الإلهية ليدلف مباشرة إلى حظيرة الشرك من باب الضلال.
يفرز هذا العصر واقعا مشفرا بالرموز الرياضية ، ويطرح تحديا غير مسبوق على الفقه الجزائي الإسلامي ،فهناك سيل من الوقائع التي لم يرد في شأنها نص من قرآن أو سنة ،و لم تخطر ببال الفقهاء ، وأصبح مطلوبا الآن استحداث أحكاما لها . إن الإنسان لم يعد مهددا بسرقة رحله بل العبث بشفرته الوراثية ليصبح قردا ،و لم تعد المرأة في حاجة لرجل كي تنجب ، فهي تستنسخ لو شاءت أو عند الضرورة لو أبت ، و الأرحام صارت تؤجر بالدولارات ، و الفقراء يباعون بالتجزئة كقطع غيار ، هناك اليوم من يسرقون البنوك و ينشرون الأوبئة و الغازات القاتلة و النظائر المشعة ، هناك حكام يسرقون أعمار شعوبهم ، هناك قضايا من عينة الاستنساخ ، و الأغذية المعدلة وراثيا و الإجهاض ، هذا العالم لن يسمع منا لو سألناه التوقف عن التغير لأننا قفلنا باب الاجتهاد منذ 1100 عام . بالرغم من صعوبة التحدي ،فالأمر ليس مرسلا بلا قيود ،فهناك اتفاق غير مكتوب بين الفقهاء أن تعتمد الأحكام على مبادئ و أصول أرشدت إليها الشريعة ،و ألا تناقض نصا أو دليلا من الأدلة التفصيلية ( السياسة الشرعية و الفقه الإسلامي – عبد الرحمن تاج ) ،ولا يخرج عن هذا الرأي سوى عدد نادر من المجتهدين الثوريين أو ما يمكن أن نطلق عليهم المعتزلة الجدد ،وهم لا يشكلون تيارا فعالا على الساحة الإسلامية ،ولا تدعمهم أي هيئة دينية أو سلطة رسمية أو جماهيرية كاسحة .
هذا الرأي السابق كما هو واضح أملاه الخوف من الغرق في بحر الأفكار القانونية الوضعية ، و لكنه بالقطع يكبل الاجتهاد تكبيلا و لا يعدو أن يكون التفافا حول القضية ، فهذه السياسة الشرعية بقيودها تلك لا تخرج عن الفقه المعروف سواء في المنهج أو الأسس ، وهي بالتالي تبحث عن الإجابة في أصل بات عاجزا عن احتواء عصر جديد لا يعرف عنه شيئا . إن الاجتهاد الفقهي يبحث دائما عن حل خلال النص ذاته ، و سبيله في هذا إعادة قراءة النص ، ومحاولة استنطاقه لاستيلاد دلالات جديدة ، حتى في حالة الغياب الكامل للرابطة بين الواقعة و النص المقاس عليه .أي أنه يقرأ الواقع خلال النص ، بينما المطلوب هو نص يقرأ الواقع .
و كما رأينا فالتطور أصبح ملحا ،و لكن التطور الوحيد الذي يمكن أن يقبله الفقهاء إسلاميا يصرون أن يكون من خلال نص ، غافلين أن هذا النص لو كان صالحا ما كانت هناك حاجة أصلا لتطويره . إن التطوير الفعال الوحيد هو التطوير من خارج النص بالاعتماد على المبادئ العامة المتعارف عليها ( لتحصيل المصالح و دفع المفاسد ) .، و لكن ذلك لم يدر بخلد الفقهاء لأنه يعني أن تكون المرجعية هي القيم و المبادئ المنتجة في العالم الخارجي المدان فقهيا ، وذلك شيء يستحيل تصوره لمن ينظر إلى النص الديني من خلال الشاخص وراءه ( الله – الرسول ) و ليس من خلال تاريخيته ، و أولئك الرافضين لمرجعية خارجية ذات جذور علمانية هم ( جمهور الفقهاء ) ، و هؤلاء كما نعلم و بحكم ثقافتهم (( يفكرون بالنص ولا يفكرون في النص ! )) كما يقول المفكر الأستاذ رشاد سلام .
إن من يتحدثون عن تحديث الفقه ( فقه المستجدات ) ، يبنون اجتهاداتهم على نفس القواعد القديمة بالاعتماد على علوم التفسير و السنة و اللغة ، منصرفين تماما عن الأسس العلمية للقانون ( وضع قواعد النظرية – صياغة القواعد القانونية ) ،و بهذا يفارقون الروح العلمية التي هي من مقتضيات بناء منظومة تشريعية قابلة للتكيف و النمو .بهذا أرى أن عملية تطوير الفقه الإسلامي التي يعتقد البعض أنها ممكنة لن تكون أبدا مثمرة ، و أنها جهد ضائع .
أرى أن المتشددين الذين يرفضون تجميل الإسلام بما ليس فيه أكثر مصداقية ممن يجملونه بما يناقضه مع حسن نواياهم ،فإن فكرة مثل قطع اليد بمعنى منع السبب في السرقة عن طريق توفير لقمة العيش للفقراء ،وهي التي ذهب إليها الفقيه الدستوري عبد العزيز فهمي باشا واضع دستور 1923 الليبرالي في مصر ، أرى أنها و نظائرها تخريج غير موفق ، فالمسلمون في عهد النبوة و الخلافة قطعوا الأيدي ، و فعل العرب مثل ذلك في جاهليتهم ( قطع الوليد بن المغيرة اليد للسرقة ) ، و بالتالي فإن مثل هذه الفكرة الطوباوية التي ذهب إليها عبد العزيز فهمي قد تصلح كأساس لمذهب اشتراكي و ليس لمذهب إسلامي .
من يقول أن (الله عز و جل أعطانا الحدود العليا حتى لا نتجاوزها .... أما ما دونها فهذا تقرره المجتمعات كل مجتمع حسب ما يناسبه....) هذا التخريج أوافق عليه ، ولكن هل يوافق عليه من يتنادون بقطع الأيدي !، إني أرى كل الأحكام تاريخية مرتبطة بالسبب ، و ليست مطلقة بعموم اللفظ ،وهذا يفسر النسخ ، فالله لا يغير رأيه ، بل يلهم النبي بالحكم وفقا للحالة ، ولأنه لا وحي لدينا الآن ، فقد حان أن نشرع لعصرنا بما يلائمه . أما السادية التي تدفعنا للبحث عن عقوبات جسدية قبلية عنيفة لتطبيقها باسم الله ، فتلك وحشية لا أستطيع قبولها، ولن أقبل من أجلها رشوة السماء . ولكنني في جانب آخر لا أزعم أني فقيها ولا أشرع للمسلمين ، وأما الفقهاء الذين يشرعون لهم فيرفضون كل ما سبق ،و لهذا لا نملك بدورنا سوى رفض تطبيق الشريعة الإسلامية التي يعرضونها علينا معبأة في صندوق تغطيه الدماء .
06-20-2006, 08:47 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #85
الوعي الزائف - الأساطير المؤسسة للأصولية الإسلامية .
عرفاني كامل لإدارة النادي التي حددت هذا الشريط كأحد أهم الموضوعات المطروحة .:97:
07-18-2006, 12:52 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #86
الوعي الزائف - الأساطير المؤسسة للأصولية الإسلامية .
الزملاء الكرام .
سأضع في هذا الشريط مجموعة من الحوارات المرتبطة به و التي أثيرت في شريط آخر .
الزميل المحترم خالد .(f)
اقتباس:ولا يفوتني أن أنوه أن الخلاف أصولي ابتداءا، وليس فقهيا ولا شرعيا ولا متعلقا بقانون العقوبات.
الخلاف يتعلق بالنظرة الكلية عن الكون والإنسان والحياة وما قبل الحياة وما بعدها وعلاقتها جميعا بما قبل الحياة وما بعدها.
نعم الخلاف شامل و ليس فقهيا و في التفاصيل فقط ، بل يمتد ليكون الخلاف في الإطار الفكري ذاته ، إن هناك استحالة منطقية في التحاور العقلاني بين العلماني و الأصولي مهما حسنت النوايا لأسباب معرفية ، فهناك قطيعة معرفية ( ابستومولوجية ) بين الإطارين الديني النصي المصمت و الإطار العلماني العقلاني المنهجي ، فالنص هو المرجعية المعرفية للأصولي بينما المنهج العقلاني هو أداة العلماني ، فالعلماني الحقيقي لا يعترف بما يسمى القداسة للنصوص الدينية التي يراها زمنية و نسبية بالضرورة و التعريف و أن الثقافة جزء من المعني ، و بالتالي فمفهوم النص لا ينفصل عن الثقافة التي تقرأ النص وهذه الثقافة متغيرة قطعا ، إن العقل العلماني هو عقل علمي غير مساوم و يخضع النصوص كلها لذات المناهج الفلسفية (التحليلة و التركيبية) ، إنه يرى النص المحصن ضد النقد و التجريح بقداسة مصدره لا يصلح كأداة معرفية علمية ،و بالتالي فالنصوص الدينية كلها غير علمية بل مجرد نصوص ثقافية تاريخية .
إن الخلاف في المفاهيم الأساسية هو أيضا و على نفس المستوى في التفاصيل ، فالفكر الأصولي هو إطار مصمت استاتيكي يعطي القداسة ذاتها للنص كله سواء كان يتعلق بجوهر العقيدة أو بحكم أخلاقي أو بتنظيم المواريث أو باجراء تافه مثل تحرير صك الدين !، مع هذا الإطار لا يمكنك أن تتحدث عن عقائد منفصلة عن تطبيقاتها ، فكل عناصر الدين كبرت أو تفهت تحوطها ذات القداسة و لا يمكنك تجاوزها سوى يتجاوز الدين ، عندما نتحدث عن النموذج الأصولي للدين فإن الفقه و الشريعة و قانون العقوبات كلها مكونات عضوية من الدين لهذا لا يمكن ان نستبعدها هكذا و نتحدث عما تسميه النظرة الكلية للكون ، هذا يصلح عندما نتحدث عن مذاهب وضعية فلسفية يمكننا تعديلها ،و لكن النظرة الأصولية للدين غير ذلك كلية ، أعطني فقيها واحدا يقبل أن نقول له أننا نؤمن بالله على أن نقصر الزواج على زوجة واحدة ،أو نؤمن بالآخرة على أن نعدل قوانين المواريث ليكون نصيب الذكر كالأنثى ، أو أن نقبل بموسى نبيا مرسلا على أن يعتذر عن جرائمه في حق الشعب المصري ( ضرب أفضى للموت – النصب – التحريض على السرقة – الهروب من العدالة ) !.
رغم هذا فإن العقل الديني الأصولي - و بعيدا عن كل ما تعتقد أننا نتصيده من تفاصيل تشريعية و سياسية و تاريخية ضد الأصوليات الدينية - هو أيضا عقل يشوبه قصور معرفي شديد ولا يعدو كونه مرحلة الطفولة في الإدراك البشري ،و هذا ما سوف أطرحه للحوار عندما أجد أن هناك مناخ مناسب لذلك بعيدا عن الساحة الدينية لأنه موضوع فكري و ليس ديني .
الأخ طنطاوي (f).
اقتباس:عزيزي بهجت ، سعدت بنقل موضوعك عن الاصولية لجهاز الحاسب الكفي الخاص بي حيث سأقرءه بتركيز شديد ، فكلاماتك علي بديهيتها ضرورية جداً واساسية جداً حتي انني اتعجب لماذا لا تجمع هذه المادة في كتاب كما اقترح عليك الاخوة هنا ؟
والاكثر اثارة للعجب اننا لا نري ردوداً من الاصوليين علي هذه النقاط علي كلاسيكيتها وبداهتها ؟
أشكرك على تقديرك ، و معظم مساهماتي محفوظة في نادي الفكر العربي ، و قد بدأت في فهرستها و سأستكمل ذلك قريبا ، هذه المادة متاحة لمن شاء من الزملاء و لكني لم أفكر أبدا في النشر العام لأني لا أرى نفسي كاتبا محترفا ، إنني من الذين لا ينشطون إلا في الحوارات وما تفرضه من تحديات و حيوية ، سبق ان اقترح علي صديق هو المرحوم فرج فوده أن أنشر بعض المقالات و لكني أجبته أن الذي ينشر مواد ثقافية في مصر إما ان يحب نفسه جدا أو يحب الناس للغاية و لست أحدهما ، أما الفائدة العامة فستكون محدودة و ربما معدومة في مجتمع مازال يرى التفكير الحر نوعا من المعصية و زيغا في العقيدة .
لقد أعددت النقاط التي أعترض فيها على الأصولية لنفسي و بشكل عفوي ثم دققت صياغتها و طرحتها للحوار ، هذه النقاط أعددتها عقب عودتي للإقامة في مصر بعد غربة متصلة طالت لأكثر من 15 عام ، لقد فوجئت ان كل المجتمع تقريبا بما في ذلك أصدقاء من الشيوعيين قد تحولوا للأصولية الشديدة ( استيشخوا ) حتى كدت أفقد أي اتصال بالمجتمع الذي لم اعد أفهمه أو حتى أعرفه ، أصبح الأمر يدعوا للسخرية أحيانا فالشيوعي السابق يحاول اقناعي أن هناك شياطين تسكن المكتب بعد ان نغادره و لهذا لابد من القاء السلام عليها كلما خرجنا أو عدنا ، وهناك زميل آخر كانت هوايته الأساسية غواية نساء الآخرين يحاول أن يرشدني إلى الإسلام الحقيقي الذي لن يكتمل سوى بتربية اللحية وقراءة دعاء بيت الخلاء ،أما الإستماع لعمرو خالد العيي فصار أهم من الإستماع لله نفسه لو خاطب المصريين فعمرو خالد أعلم بالدين من الله ، هكذا وجدت المجتمع المصري في ظل الصحوة الإسلامية الرشيدة .
شعرت أني أحلق بعيدا جدا عن السرب ، هكذا وجدت أنه لابد لي ان اتوقف و أسأل نفسي
لماذا لا أكون مثل الآخرين و هم مجتمعي و أهلي خاصة أنه ليس لي مشكلة مع الإسلام كعقيدة ؟
نعم لماذا لا أكون مثلهم ؟
لماذا لست أصوليا ؟.
هكذا بدأت أبحث عميقا داخل عقلي و روحي ، و أعدد لنفسي الأسباب سببا تلو الآخر ، و حتى بعد ان بدأت الحوار وجدت أسبابا جديدة لا تقل أهمية تجعلني على طرف النقيض من الأصولية ، طرحت هذه النقاط للحوار آملا أن أسمع في المقابل ردودا أقوى و لكن أملي خاب لأسباب بدأت اكتشفها تباعا .
أنت تسأل لم لا يرد الأصوليون ،و ستجد ان قليل منهم يرد بالفعل و لكن غالبا ردودا تقليدية محفوظة لا تشبع أحدا لأسباب أراها .
1. الأصولي غالبا لا يفرق بين الأفكار و العقائد ولذا هو لا يميل للتفكير الحر و يقتصر على نقل آراء الفقهاء و المرجعيات الدينية تجنبا للذلل و وسوسة الشياطين !، و تلك صفة تعطل القدرات العقلية و تقتل خاصية الإبداع و من النادر أن تجد أصوليا يفكر لنفسه في الأمور العامة أو السياسية ، بل هو ينقل ما يجده في مواقع جماعته أو في كتب شيوخه .
2. إعتماد الأصولييين سلاح التكفير و التخوين و التهديد و السباب حبا في الله و غيرة على العقيدة ، و بالتالي تعطيل العقل و عدم قدرتهم على الحوار الموضوعي و على نفس المستوى مع الآخرين ، بل ستجد معظهم يستغرب أن تعترض عليه لأنه المفصح الحصري عن الذات الإلهية .
3. تخلف المرجعية المعرفية للأصولي لأنها نصية غيبية و ليست عقلانية منطقية ، فالأصولي يعتقد أن الاستشهاد بنص ديني من الدرجة الأولى مثل القرآن أو الحديث النبوي أو حتى أعمال الصحابة و أقوال الفقهاء تحسم النقاش ، ولا يكون بعد ذلك سوى اللغو و السفسطة و مخاصمة الله و رسوله ، و غني عن القول أن القرآن و الأحاديث تحديدا لا تصلح كمادة في حوار حقيقي طالما ننزهما عن النقد العنيف و التجريح .
4. يعتاد الإسلاميون على الحوارات الرسمية الشعبية المملؤة زيفا و نفاقا و ترهيبا و تخويفا ، لذا هم لا يصدقون عيونهم عندما يجدوا أن هناك من يتهمهم بالتخلف المعرفي أو يرى الشريعة الغراء على حقيقيتها مجرد قوانين جاهلية وافقها النبي و تلاعب بها اتباعه .
5. الجمود اللغوي الأصولي و متلازماته اللفظية و البنيوية ، مما يحيل التعبير الأصولي إلى حفريات مملة و مكررة و مقحمة بلا انتهاء .
6. إتكاء العلماني على رصيد ضخم و هائل من المنجزات العلمية و المنتجات الثقافية و التنوعات الفكرية و الفلسفية الإنسانية ، على النقيض من توقف الأصولي عند تراث ممعن في القدم معظمه لا معقول أو يمجه الذوق السليم .
7. تمرس العلماني على الحوارات الجادة القوية و ميله إلى الموضوعية و العقلانية لأنها أداته الرئيسية بل الوحيدة لعرض قضيته ، لهذا تجد أن الإسلاميين يلجأون عادة إلى شراء المثقفين العلمانيين و تجنيدهم داخل منظومتهم الأصولية ،وهناك أسماء لا حصر لها يرزت بين الإسلاميين من العلمانيين ( التائبين !) الذين زارهم النبي في المنام أو في الحقيقة و هداهم ثم تدفقت عليهم الدولارات الإيمانية بعد ذلك بلا توقف .
12-06-2006, 03:35 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
خالد غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 7,660
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #87
الوعي الزائف - الأساطير المؤسسة للأصولية الإسلامية .
كنت أتمنى يا بهجت أن لا تتسارع في الحكم، ولو أنك اقتصرت على بسط وجهة نظرك وانتظار بسطي لوجهة نظري.

أنا لم أتسرع ولم أرد ليس لعجز ولا لأنني أراجع نصوصا جامدة، بل لأني أراجع ما أنت كتبته، حتى لا يظلم أحدنا صاحبه.

قبل أن أعود لقراءة ما كتبته لنا، أنوه أن بيننا أيضا خلاف لغوي في المصطلحات، وهو خلاف لا قيمة له إذا حررنا المصطلحات.

أنا لا أعني أبدا بكلمة أصولي المعنى السائد عند معاشر "التقدميين" والليبراليين والعالمانيين، ولا أقرهم على الترجمة الخاطئة حسب وجهة نظري، كما لم أقرهم أن يستعملوا كلمة العلمانية للدلالة على العالمانية، وذلك لاعتبارات لغوية.

أما ما أردت لفت النظر إليه، فهو أن كلمة أصولي، وخلاف أصولي، وبحث أصولي، تعني بحث في جذور الخلاف وعدم التلهي بالفروع.

فبحثنا في قطع يد السارق وجلد الزاني هو بحث فروعي
أما بحثنا في التحسين والتقبيح ودور العقل والشرع في ذلك، والحكم على الأفعال بالخير والشر، وعما قبل هذه الحياة وما بعدها وعلاقتها بما قبلها وما بعدها، وكيفية بناء الدولة واستنباط القوانين، وأسس نهضة المجتمعات، فهذه كلها أبحاث أصولية

أما كلمة أصولي المترجمة من اللغة الأوربية فليست ما أعنيه، ولا أقر ترجمتها.
12-06-2006, 03:58 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #88
الوعي الزائف - الأساطير المؤسسة للأصولية الإسلامية .
سأعيد طرح الشريط لأن به ردا عن كثير مما أثاره الزميل إسماعيل أحمد في شريط فرج فوده .
للجميع تقديري
.
11-16-2007, 09:49 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
المعتزلي غير متصل
الطارق
****

المشاركات: 641
الانضمام: Sep 2007
مشاركة: #89
الوعي الزائف - الأساطير المؤسسة للأصولية الإسلامية .
السلطة في الاسلام
المستشار عبد الجواد ياسين
11-05-2008, 05:44 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
المعتزلي غير متصل
الطارق
****

المشاركات: 641
الانضمام: Sep 2007
مشاركة: #90
الوعي الزائف - الأساطير المؤسسة للأصولية الإسلامية .
Arrayمن يقول أن (الله عز و جل أعطانا الحدود العليا حتى لا نتجاوزها .... أما ما دونها فهذا تقرره المجتمعات كل مجتمع حسب ما يناسبه....) هذا التخريج أوافق عليه ، ولكن هل يوافق عليه من يتنادون بقطع الأيدي ![/quote]

اولا اشكر الاستاذ بهجت على هذا الحوار الممتع الذي تعلمت منه الكثير

سؤالي هو هل ترى قطع اليد كحد أقصى للعقوبة كما تأول البعض مثل الدكتور شحرور أم تعترض على النص من أساسه و لو كانت العقوبة بالقطع هي الحد الأقصى؟

و كيف تعرف من النص نفسه أنه نص تاريخي لا يصلح للتطبيق في العصر الحالي؟ و بمعنى أشمل كيف ترى بعض اجزاء القرءان الكريم تاريخية و الأخرى مستديمة؟

تحياتي
و اشكرك مرة اخرى
11-10-2008, 04:17 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  ازمة الوعي الاحول ..... الرؤية المعطوبة ؟! زحل بن شمسين 8 1,094 06-26-2013, 08:16 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
  تشكيل مجلس إدارة المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا الجديد للربيع العربي الملكة 1 1,038 06-25-2012, 04:14 AM
آخر رد: الملكة
  دور العقلانية الإسلامية في إعادة صياغة الوعي الثوري فارس اللواء 3 1,148 03-02-2012, 09:09 PM
آخر رد: فارس اللواء
  الحسناء السورية والوحش .الأساطير تهاجم الأساطير بالسواطير التلمودية بقلم/ نارام سرجون فارس اللواء 0 666 02-17-2012, 05:41 AM
آخر رد: فارس اللواء
  نسف نظرية الخلافة الإسلامية نظام الملك 11 3,267 12-26-2011, 01:02 AM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS