شيخنا العزيز الصفى
تحية و عودة
اوافقك شيخنا الدكتور الصفى علي هذا الترتيب الذي ذكرته
والواقع اننى عندما قارنته بالصورة التى ارفقتها و فيها افترضت ترتيبا فوجدت مطابقة بين ترتيبك و ترتيبي فهل هذا صحيح؟
و الان اتامل بين ترتيبك هنا و الذي خالف ترتيب القران لفظا - ان افترضنا وجود ترتيب المعنى - و بين ترتيب القران في النص الوحيد محل الخلاف وهو الخاص بالذبيح
{الصافات/100} فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ( البشارة الاولى ){الصافات/101} فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ {الصافات/102}فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ {الصافات/103} وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ {الصافات/104} قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ {الصافات/105} إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ {الصافات/106} وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ {الصافات/107} وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ {الصافات/108} سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ {الصافات/109} كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ {الصافات/110} إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ {الصافات/111} وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ ( البشارةالثانية){الصافات/112
و نناقش الان احرف العطف المستخدمة في النصين
اولا نص الحجر
1-بدأ النص بالفاء
2- جاء الحدث التالى
بلا اي رباط و ان هذا جاء بعد الحدث السابق مباشرة
3-جاء الحدث التالى
بلا اي رابط فاعلن ان هذا حدث لم يأت مباشرة بعد الحدث السابق
و هنا نقطة مهمة ارجو التوضيح
من عهد من العرب بالتقديم و التأخير
متى يقال هناك تقديم و متى لا يقال ؟
4-جاء الحدث التالى - من بعد جملة اقوال مربوطة بال(واو) احيانا و (بلا رابط) احيانا اخرى - مسبوقا ب (
واو
انتهى النص و بقى ما تم تأخيره زمنيا
ثانيا نص الصافات
1- بدأ النص بالفاء و جاء من بعده ثلاثة احداث مرتبة بالفاء ( فكانت الفاء هنا للترتيب)
2- و جاء الحدث التالي مربوطا ب (الواو) و ناديناه و
جاءت الواو هنا للترتيب و من بعده جاء حدثين كل منهما مسبوق بالواو
و مقارنة ما كبرناه هنا بما كبرناه اعلاه نقول ايضا
متى تكون ال(واو) للترتيب ؟ و علي اي اساس ؟
3- جاءت جمل اعتراضية مدخلة علي الاحداث لا محل لها في السياق بدأاولها ب(واو) و استمرت بلا رابط
4-بدأ الحدث التالى ب (واو) و هي البشارة باسحق
هنا الواو يستخدمها انصار اسماعيل في الترتيب
من واقع هذا العرض نجد
1- (واو ) للترتيب و (واو) لغير الترتيب
2-
وجود تقديم و تأخير او اعتماد ترتيب القران
فالسؤال
علام عطف الفعل في الصافات
يقول الصفى ,ابن كثير و انصار اسماعيل هنا العطف علي (فبشرناه) و تكون اما للترتيب او للتكرار
و يقول الطبرى و اهل اسحق ايضا نفس القول دون ان تكون للترتيب
و لكننا نفترض افتراضا اخر مدعوما بسياق النص
لذا اعرض النص كاملا مرة اخرى
(98)وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِي(99)
رَبِّ هَبْ لِي مِنْ الصَّالِحِينَ(100)فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ
نجد ان تغييرا في الترتيب الروائي يتم بسرعة
ف (ناديناه) تلاها (قول الله لابراهيم) و جاء الخطاب هكذا (يا ابراهيم)
فلو ما بعده استمر علي الترتيب لكان قال (انك من عبادنا المؤمنين)
و لكنه قال (انه من عبادنا)
هنا التفات من الراو للمستمع و حديث علي القصة السابقة لا حديث جاء بعدها
ربما جاء هذا الالتفات من اول (انا كذلك نجزى المحسنين) الاولى
و الا ف (كذلك) علام تعود ؟
يقول ابن كثير فيها
" إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ " أَيْ هَكَذَا نَصْرِف عَمَّنْ أَطَاعَنَا الْمَكَارِه وَالشَّدَائِد وَنَجْعَل لَهُمْ مِنْ أَمْرِهِمْ فَرَجًا
http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafs...=arb&tashkeel=0
فاين الفرج ؟
لقد جاء الفرج في الجملة التى تلتها ( و هو ترتيب عجيب)
فان كانت الجملة من حوار الله لابراهيم لكان الفرج قد جاء اولا و بعدها الاعلان ان هذا هو جزاء المحسنين
و لكن ان يقول الله ( مثل هذا نجزى ) و هذا (
لم يعرفها ابراهيم بعد ) ؟
لهذا يجوز ان يكون الالتفات مقدما من تلك الجملة
ولكن يقينا (انه من عبادنا) لم تقال لابراهيم و انما قيلت للمستمع
فال (هاء) تعود علي ابراهيم
فلو كانت من اصل الحوار لقال ( انك من ...)
فنخرج من قصة الذبيح بماذا ؟
نخرج بان القصة انتهت باقصى تقدير الي 109 (سلام)
بينما 110 - 112تحتمل و بقوة كونها ( تعليقات علي القصة)
بمثل هذه الطريقة نجازى المحسنين 110
فقد كان ابراهيم مؤمنا 111
و بشرناه باسحق 112
و قد نضيف
و حدث ما حدث (جملة اقترحها اهل اسحق ان قالوا بالتقديم و التأخير )
و عوضنا عليه بالنبوءة و بالبركة 112 - 113
فيجب الالتفات من اول 110 الي احتمالات
1- لتكرار و التعقيب
2- التقديم و التأخير الصرف (كما جاء في الحجر دون اي مبرر الا درء التعارض بين الحجر و هود , و لأنه من كبار الصحابة من قال باسحق - و نفترض هنا انهم لا يقولوا يغير علم -فلا مانع من اعتبار التقديم و التأخير )
لماذا افترضنا ان من ثبت عنه القول باسحق (ابن مسعود ) و باقى القائمة (لم نتحقق من رواياتهم بعد ) لم يقلها بغير علم ؟
ما يلي
اولا-
من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار
الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: حسن صحيح - المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2950
ثانيا
1- حديث جندب بن عبد الله يرفعه : (من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)
أخرجه الترمذي (2952) ، وأبو داود (3652).قال ابن كثير بعد إيراده لهذا الحديث : (لأنه قد تكلف ما لا علم له به وسلك غير ما أمر به فلو أنه أصاب المعنى في نفس الأمر لكان قد أخطأ لأنه لم يأت الأمر من بابه كمن حكم بين الناس على جهل فهو في النار وإن وافق حكمه الصواب في نفس الأمر لكن يكون أخف جرما ممن أخطأ والله اعلم وهكذا سمى الله القذفة كاذبين فقال فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون فالقاذف كاذب ولو كان قد قذف من زنى في نفس الأمر لأنه أخبر بما لا يحل له الإخبار به ولو كان اخبر بما يعلم لأنه تكلف ما لا علم له به والله أعلم) تفسير ابن كثير (1/6).
2-أبو بكر الصديق : (أيُ أرض تقلني ، وأي سماء تظلني ،إذا قلت في كتاب الله بما لا أعلم).
و منها باقى ما جاء عند ابن كثير
3-وعمر بن الخطاب قرأ على المنبر وفاكهة وأبا فقال هذه الفاكهة قد عرفناها، فما الأب . ثم رجع إلى نفسه. فقال : إن هذا لهو التكلف يا عمر.
4-وقال ابن أبي مليكة سئل ابن عباس عن آية لو سئل عنها بعضكم لقال فيها فأبى أن يقول .
5-قال الوليد بن مسلم : جاء طلق بن حبيب إلى جندب بن عبد الله فسأله عن آية من القرآن . فقال : أُحرّجُ عليك إنّ كنت مسلماً إلا ما قمتَ عنّي.
6- وعن سعيد بن المسيب أنه كان إذا سُئل عن تفسير آية من القرآن ، قال :إنَّا لا نقول في القرآن شيئاً
7- وقال الليث عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب :أنه كان لا يتكلم إلا في المعلوم من القرآن.
8- و سأل رجل سعيد بن المسيب عن آية من القرآن ، فقال :لا تسألني عن القرآن ، وسل من يزعم أنه لا يخفى عليه منه شيء- يعني عكرمة –
9-وقال يزيد بن أبي يزيد كنَّا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام ، وكان أعلم الناس ، فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت ،كأن لم يسمع .
10-وعن عبيد الله بن عمر قال : لقد أدركت فقهاء المدينة وإنهم ليعظّمون القول في التفسير منهم سالم بن عبد الله ،والقاسم بن محمد ، وسعيد بن المسيب ونافع.
11-وقال هشام بن عروة :ما سمعت أبي تأوّل آية من كتاب الله قط.
12- و عن محمد بن سيرين قال سألت عبيدة -يعني السلماني- عن آية من القرآن فقال ذهب الذين كانوا يعلمون فيم أُنزل القرآن فاتق الله وعليك بالسداد.
13-وعن عبد الله بن مسلم بن يسار عن أبيه قال إذا حدثت عن الله حديثاً فقف حتى تنظر ما قبله وما بعده .
14-و عن مغيرة عن إبراهيم قال : كان أصحابنا يتقون التفسير ويهابونه.
15-وقال الشعبي : والله ما من آية إلا وقد سألت عنها ولكنها الرواية عن الله عز وجل.
16-وعن الشعبي عن مسروق قال: اتقوا التفسير فإنما هو الرواية عن الله
[SIZE=5]
فان اخذنا كل ما سبق مع ما ثبت عن (ابن مسعود )
اظننا نصل الي معنى ما
تحياتي