شيخنا الصفى
شمل كلامك في المداخلات الاخيرة كم كبير من الاخطاء و ساعتبرها غير المقصودة
منها علي سبيل المثال
1-
في البدء لم تصدقني بانهم لم يتطرقوا الى هذه الجزئية
و الصواب اننى تعجبت من قولك عن عدم تطرق كل المفسرين اليها مع اعترافك بعد الاطلاع علي كل ما قيل
2-
صرت الى امر اخر و هو ان هذه الجزئية لا توجد و الا لكانوا تطرقوا لها.
و الصواب و الذي اقترح عدم وجوده
هو تلك الضرورة البلاغية التى تقتضى الخلاف بين البشارتين
فلو اقتنع احدهم بان الجملتين موصولتين بالواو مثلا رغبة في اشراكهما في الحكم الاعرابي او اى تخريجة لغوية اخرى لما نوقشت و هذا احتمال اكبر من اهمال كل المفسرين اللغويين لها
3-
ارجو ان توضح لي تماما هل فهمت اعتراضك السابق جيدا ام لا على تقديم قوله ( انا كذلك نجزي المحسنين) على قوله ( و فديناه بذبح عظيم ) فهذا ما فهمته منك
و الصواب اننى طرحت سؤال منطقى انت بنفسك وقفت امامه و احلتنى الي من مات من كبار المفسرين لاسألهم
بينما انت توقفت عن النظر فيما كتبت و بدأت تخط ردك بينما لم تنتبه الي ما قصد
فهداك الله
سانقل لك الان تحليل لما ادى بك الي مثل هذا الخطأ
راجع معي الترتيب التالي
1- اذهب الي مداخلتى برقم 116
2- اذهب الي مناقشتك لها في مداخلتك برقم 126
ستجد جملة احسبها سقطت سهوا منك في اقتباسك في مداخلتك
انت وقفت عند قولى
فاين الفرج ؟
لقد جاء الفرج في الجملة التى تلتها ( و هو ترتيب عجيب)
فان كانت الجملة من حوار الله لابراهيم لكان الفرج قد جاء اولا و بعدها الاعلان ان هذا هو جزاء المحسنين
بينما لسبب ما لم تكمل الجمل التى تليها
لهذا يجوز ان يكون الالتفات مقدما من تلك الجملة
ولكن يقينا (انه من عبادنا) لم تقال لابراهيم و انما قيلت للمستمع
فال (هاء) تعود علي ابراهيم
فلو كانت من اصل الحوار لقال ( انك من ...)
فنخرج من قصة الذبيح بماذا ؟
نخرج بان القصة انتهت باقصى تقدير الي 109 (سلام)
بينما 110 - 112تحتمل و بقوة كونها ( تعليقات علي القصة)
الخلاصة
اننى قد طرحت اسئلة و تعجبات
و اخذت بالسياق الذي اخذ به كل المفسرين
انت بنفسك وجدت صعوبة في هذا السياق
لذا فانا قدمت تفسيرا احسبه قويا و مقنعا
لقد بدأنا في التعليق علي القصة بعد ان انتهينا من الرواية لا اننا نستكمل باقى الرواية
ساعرضها لك بطريقة اخرى
عندما تعرضنا لهذه النقطة في المداخلة رقم 116
ظن الصفى اننا نعترض علي القران
و جاء اقتباسه منا - مسقطا لجملة اخيرة و مهمة - مؤيدا لذلك
و نحن تمسكنا باننا - علي الاقل في حوارنا هذا - لا نعترض بل ان اقوال المفسرين تؤيدنا
و عندما اصر الصفى علي الرفض و اوردنا له اقوال اجماع كبار المفسرين وددنا ان نخبره (ايها الصفى انت تخرج اساسا عن سياق المفسرين ككل لا تختلف معهم في جزئية بلاغية)
الحقيقة ان مراجعة اي تفسير من الكبار لا يقول ان الصفى قد خالف المفسرين فقط
بل ان هذه النقطة بالذات قد اثارت قضية فقهية كبرى
و القول بخطأ اجماع المفسرين في عرضهم لسياق الايات هو قول بخطأ جميع الفقهاء ايضا لانهم اعتمدوا نفس السياق
لان ابن كثير هو في نظرنا الاكثر تعصبا لاسماعيل
فاننا نذهب اليه وحده - علي سبيل المثال لا الحصر - لنعرف عن هذا الاختلاف الفقهى
يقول ابن كثير
وَقَدْ اِسْتَدَلَّ بِهَذِهِ الْآيَة وَالْقِصَّة جَمَاعَة مِنْ عُلَمَاء الْأُصُول عَلَى صِحَّة النَّسْخ قَبْل التَّمَكُّن مِنْ الْفِعْل خِلَافًا لِطَائِفَةٍ مِنْ الْمُعْتَزِلَة وَالدَّلَالَة مِنْ هَذِهِ ظَاهِرَة لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى شَرَعَ لِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ذَبْح وَلَده ثُمَّ نَسَخَهُ عَنْهُ وَصَرَفَهُ إِلَى الْفِدَاء
http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafs...=arb&tashkeel=0
علماء الاصول اعتمدوا هذا السياق بان (كذلك نجزى) تتكلم عن الفداء لا عن الابتلاء
و نحن نقول ان دفع احتمال كون (و شرناه باسحق) من التعليقات الواردة علي القصة لم نجده بعد من الصفى
ان مجرد قول الصفى ان (الجزاء ) هو الابتلاء مخالفة لجمهور المفسرين و الفقهاء و العلماء ليس بالقوة التى تدفع احتمالنا الذي نكرره
بعد ان عرض القران حادثة الذبيح بدئئا في التعليق عليها و توضيح ما ابهم فيها
بدليل
1- الالتفات في السرد القصصى
2- تكرار (كذلك نجزى) هو مكافئ لتكرار البشارة
و نقصد من الثانية ان ( كذلك نجزى الاولى ) احيطت بالغموض لم نتبينها الا بعد ان عرفنا موضوع الفداء
و (كذلك نجزى ) الثانية هي مجرد تكرار للاولى نعده تعليقا علي القصة ولا تضيف اي معلومة جديدة و جاءت في التعليقات بعد ازالة ابهام الجزاء ( الفداء ) من (كذلك نجزى الاولي ) فصح اذن ان تكرر البشارة في التعليقات علي القصة لازالة الابهام عن (فبشرناه بغلام) و هكذا نكون قد فسرنا القران بالقران معتمدين علي السياق الذي وجده مفسرو الامة و العلماء و الفقهاء و لم يجدوا غضاضة في استعماله
لقد وصل الاستخفاف ب (كذلك نجزى) الثانية عند ابن كثير الي درجة انه لم يعلق عليها و لو بكلمة و راجعوا تفسير ابن كثير
فعل يمكن ان نقول ان كبير اهل اسماعيل قد اهمل التعليق علي اختلاف ال(ابتلاء ) عن (الجزاء )؟
و ان كذلك نجزى الاولى تتعلق بالابتلاء ؟
الاحتمال ضئيل جدا
خاصة و انه من خلف ابن كثير يقف الفقهاء و علماء الاصول و علماء المذاهب العقلية و باقى المفسرين الذي نقلنا عنهم و كلهم اعتمدوا السياق و القول بان (كذلك نجزى ) الاولى تتعلق بالفداء
فماذا نستنتج ( و ليس اعتراضا)
نستنتج ما استنتجه الالوسي ايضا عن خروج الجمل عن القصص
و نضيف الاحتمال
ان البشارة المسماة هنا ثانية (و بشرناه ) انما هي خارجه ايضا عن السياق القصصى كخروج كل التعليقات عنها
و بالتالي نحن خرجنا من الحكى التاريخي المتتابع لبشارتين الي عنصر اخر مختلف يسقط حجة الترتيب الوحيدة التى يعتمد عليها الصفى
يتبع باذن الله