اقتباس: zaidgalal كتب/كتبت
اقتباس:السنة روايات وكذا القرآن روايات، لا فرق في النقل إلا في أحادية الأول وتواتر الثاني.
القرآن الكريم ليس روايات. ربما تقصد القراءات. أما القرآن الكريم فهو كتاب متواتر محفوظ في الصدور ومكتوب في السطور منذ نزوله على سيد البشر.
أنت لا تعرف حتى ما هو المتواتر!
يا زميل المتواتر في أصله روايات كثيرة مستند نقلها الحس، تحيل العادة العقلية تواطء نقلتها على الكذب، والقرآن الكريم قد روي بالتواتر جيلا عن جيل حتى صار إلينا متواترا لا شك فيه بحال من الأحوال.
ألم تقرأ موضوع الأسانيد التي وضعها أخونا العميد، وفيها سماع فلان من فلان، وفلان عن فلان حتى النبي صلى الله عليه وسلم.
اقتباس:أما الروايات فقد فكروا في كتابتها بعد مئات السنين.
أنت لا تعرف أول ما صنف في الحديث وتريد أن تطعن أيضا!
سبحان الله!
الإمام مالك صاحب الموطأ متى توفي عفوا؟
قال مئات السنين قال!
لا بل آلاف وملايين!
اقتباس:ومن هنا دخلها الكثير من الأخطاء عن عمد وعن غير عمد كما رأيت أنت بنفسك.
رأيت ماذا بنفسي؟!
رأيت قوما يخطئون في نقل الآثار كما يخطئون في نقل الأخبار، وآخرون يضبطون ما يروون ولا يخطئون، ومن بعد هؤلاء وهؤلاء من يمحص ويدقق، وأخيرا من يجزم بصحة ما في كتابه وفق علوم دقيقة لا تعرف عنها شيئا.
اقتباس:لا عبرة بالسند البتة. وقد شهد العلماء أن الحديث الصحيح (صحيح السند) يحتمل الصدق ويحتمل الكذب. وحديث رد الشمس لعلي وروايات الرجم وغيرها لدليل قاصم على أن السند لا يصلح من الناحية العلمية.
من هؤلاء الذين شهدوا عفوا؟! وكيف تعرف الحديث الصحيح بصحيح السند مع كون أئمتنا إنما شرطوا في الصحيح عدم الشذوذ والعلة القادحة ولم يشركوه في صحيح السند؟!
هذه مصيبة من يتكلم في علم لا يعرف عنه شيئا.
ملاحظة: لا تستدل بأشياء من هنا وهناك تشتت بها الموضوع رجاء. هذا إن كنت تريد نقاش العقلاء طبعا.
اقتباس:إذن رواة كذبة افتروا الكذب على صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم عند البيهقي والحاكم. وهل معنى كلامك هذا أن البيهقي والحاكم كانا يعلمان أن هذا كفر ونقلاه؟؟؟!!!
الآثار الضعيفة والموضوعة يذكرها أهل الاختصاص في كتبهم لبيان ضعف من رواها بكثرة تفرده ومخالفته، بل ولبيان حال بعض الكذابين في بعض الأحيان، وهذا تراهم ينصون عليه أحيانا كما في رواية التفاحة التي أكلها النبي صلى الله عليه وسلم من الجنة يوم عرج به فكانت في صلبه إلى آخر ما روي من ذاك الكذب الذي نص عليه أئمة هذا الشأن، ولكن الحاكم ما كان هذا هدفه طبعا، بل قد شرط رحمه الله تعالى في كتابه الصحة والسلامة، ولكن أحدا من العلماء فيما أعلم لم يعتمد تصحيحه وتضعيفه في كتابه، وذلك أنه جمع ثم نقح وذلك على خلاف فعل البخاري الذي ما كان يدخل في كتابه الجامع أثرا إلا بعد اختباره وتمحيصه بأدق العلوم الحديثية القاطعة المانعة، فكانت منيته رحمه الله قبل تمام التنقيح.
اقتباس:أولًا كيف يصح قوله ثم في نفس الوقت يكون منكر.
قلنا: "إن صح طعنه" وليس قوله فكيف تقرأ؟!
أنت تدعي طعنه على صحيح البخاري، ونحن نقول: إن صح طعن من الألباني في حق البخاري فهو منكر.
فهمت؟!
اقتباس:ثانيًا: أنت تصف الألباني بهذا، وهو وصف من يقول العكس بالجهل.
غير صحيح كلامك هذا.
اقتباس:ولم يقع إجماع على كل ما جاء في البخاري.
بل قد وقع.
روى السيوطي في التدريب عن الحافظ أبو نصر السجزي قوله: "أجمع الفقهاء وغيرهم أن رجلا لو حلف بالطلاق أن جميع البخاري صحيح قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شك فيه لم يحنث".
اقتباس:وأخرج من هذا أنه بوجود الاختلاف فلا إلزام على الناقد برأي معين.
أولا: قد يصح كلامك هذا لو كان القائل بهذا الخلاف حجة في التصحيح والتضعيف عند أهل الحديث.
ثانيا: وقد نأخذ ونرد على من كان من أهل التخصص لكن من الجاهل بهذه العلوم فلا نقبل مطلقا.
اقتباس:سأسير في نقدي هذا بعون الله بمنهجي الذي وضعته نصب عيني وهو: كتاب الله وما اشتهر عن الرسول (ص) وحقائق العلم والعقل والمنطق.
سآتيك بثلاث آيات من القرآن الكريم إن شاء الله تعالى إن شئت فإن استطعت التوفيق بينها قد أتراجع عن بعض ما قلنا.
ما قولك؟!
اقتباس:وقد أخطأ صحيح البخاري في الروايتين أعلاه لأن القرآن الكريم لن ينزل بآيات يبين فيها أنساب الناس الحقيقية أو أين ناقة فلان. فهذا سخف كما ترى لأن القرآن الكريم أعلى من ذلك وأرفع.
ألم نقل لك في مداخاتنا تلك أن الله تعالى قد يبين هذا الأمر بالوحي من غير ما قرآن يتلى؟!
"قد يبين الرسول صلى الله عليه وسلم بالوحي من غير ما قرآن، وعلى هذا فكلامك ذاك باطل بين البطلان".
اقتباس:لنقرأ ما يلي:
2380 - و حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ الْحَجَّ فَحُجُّوا فَقَالَ رَجُلٌ أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَسَكَتَ حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ ثُمَّ قَالَ ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ. (البخاري)
هذه هي الرواية التي نزلت على إثرها الآية لأن الآية تنطبق عليها انطباق القفاز بالمعصم. كما تؤيد ذلك روايات أُخَر:
10100- عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: "وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، الْحَجُّ فِي كُلِّ عَامٍ؟ فَسَكَتَ، ثُمَّ قَالُوا: أَفِي كُلِّ عَامٍ؟ فَقَالَ: لاَ، وَلَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ، قَنَزَلَتْ: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ".
- وفي رواية: لَمَّا نَزَلَتْ: "وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) قَالَ الْمُؤْمِنُونَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفِي كُلِّ عَامٍ، مَرَّتَيْنِ؟ قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفِي كُلِّ عَامٍ مَرَّتَيْنِ؟ قَالَ: لاَ، وَلَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ". (المسند الجامع)
أخرجه أحمد 1/113(905. وابن ماجة (2884) قال: حدَّثنا مُحَمد بن عَبْد الله بن نُمَيْر، وعلي بن مُحَمد و"التِّرمِذي" 814 و3055 قال: حدَّثنا أبو سَعِيد الأَشَجّ.
فأما رواية البخاري هذه فما أشارت إلى سبب نزول، وأما الثانية ففيها رواية أبي البختري عن علي، وقد نص البخاري على عدم سماعه من علي. هذا أولا.
وأما ثانيا: فالمعنى الذي ترمي إليه يفهم منه نزول الحكم المبدي للأمر والمبين حال السؤال فقط، وأنه في هذه الحال يسوء المسلمين ويفضلون لو أن القرآن لم يبين شيئا ولم يشرح، وهذا لا يصح بحال من الأحوال، وذلك أن وحي البيان لا يتوقف على سؤال هذا وذاك، بل يُلقي الله عز وجل في نفوس الناس لتسأل وتنزل الأحكام أو يوقع بعض الأحداث فتنزل على إثرها الآيات.
نعم لا يصح كثرة السؤال والاستفسار عن ما فيه تشديد ولم يأت في الأصل في حاله ذاك التشديد في بيان النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنت هذا ليس سبب نزول أبدا، سبب النزول كان السؤال عن أمور إن بدت وظهرت تسوء صاحب السؤال والأحكام لا تسوء أحدا بحال من الأحوال وإن كانت شديدة فهي آخر المطاف تكفر الذنوب وتزيد الحسنات، ولكن الذي يسوء معرفة المرء بفجور في نسبه أو بغي من أمه في الجاهلية ونحو ذلك من الأمور، والتي لو علمها المرء فقد يتنكر لها فيكون بذا للنبي صلى الله عليه وسلم مكذبا.
ملاحظة: لم تشرح لنا معنى الآية الكريمة: (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها) إلى آخر الآية.