انتهى انجيل مرقس بهروب النساء من الضريح خائفات. الآية التاسعة الى آخر الكتاب آيات مزورة! وانتهى الانجيل الاصلي عند الاية الثامنة من الباب السادس عشر. ويقال ان انجيل مرقس هو أول الاناجيل. فإن كان من هو أقرب للحدث لم يعلم شيئا عن قيامة يسوع سوى جثة مفقودة ونساء خائفات، فكيف لمن جاء بعده ان يعلم أكثر منه؟!
إقتباس:
A Jewish tradition was established in which the deceased's body was set in a tomb before sundown on the day of their death, and visited a few days later to make certain that the body had truly died
http://www.religioustolerance.org/resurrec7.htm
ترجمة: كان من عادة اليهود وضع جسد الميت في ضريح مؤقت قبل غروب الشمس في اليوم الذي مات فيه. ثم يأتوا لزيارته بعد عدة أيام ليتأكدوا انه مات حقا.
بما أن المسيح لم يصلب ويموت، فلاحتمال "ضعيف" انه قام من الموت!
الذي حصل هو ان الاشخاص الذين تآمروا على قتل يسوع جائوا الى قبره قبل طلوع الشمس، ليتأكدوا انه مات بحق وحقيقة. واذا لم يجدوه ميتا، فلا تزال لديهم فرصة أخيرة لكي يخلّصوا عليه داخل الضريح. وكانت المفاجأة. وجودوا الميت صاحبهم قائد الجند (ربما يهوذا الاسخريوطي). يا إلهي. ما الذي حصل؟ اليهود الآن يعتقدون ان يسوع لا يزال على قيد الحياة وموجود في مكان ما بالخارج. نظروا خارج الضريح فوجدوا النساء قادمات. قاموا بإخفاء الجثة في مكان ما في البستان. وتركوا شاب واحد داخل الضريح مهمته تضليل النساء وتصريفهن بعيدا عن الضريح. واعتقدوا أيضا انهم هم الوحيدين الذين اكتشفوا السر. عندما وصلن النساء الى الضريح، وجدن الشاب جالسا في داخله. فقال الشاب: أنتنّ تطلبن يسوع النّاصريّ المصلوب. لقد قام! ليس هو هنا. اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس إنّه يسبقكم إلى الجليل. لاحظ قوله "قلن لتلاميذه ولبطرس". يعني هذا المشاغب بطرس لابد ان تأخذوه معكم. مدينة الجليل تبعد عن القدس ما لا يقل عن مائة ميل. القصد من ارسالهم الى الجليل هو ابعادهم الى مكان بعيد جدا عن موقع الحدث، حتى يقوم اليهود بتصريف الامور من غير ازعاج ودوخة رأس. طبقا لانجيل مرقس، النساء لم يخبرن أحد لأنهن كن خائفات. فالامور اذن سارت على مايرام بالنسبة لليهود لأن النساء لم يخبرن أحد، وتلاميذ يسوع كانوا مختبئين في منازلهم مثل القطط المرعوبه.
قيامة يسوع ليست أكثر من إشاعة. استند كتبة الاناجيل على الموجز الذي قاله مرقس في انجيله. ثم قاموا بصياغة الاشاعات المتداولة في ذلك الزمان حول قيامة يسوع وكأنها حقائق. وكلما تباعدت فترة تدوين الحدث عن تاريخ وقوعه، كلما زاد اختلاط الحدث بالاشاعات، وضاعت الحقيقة.
ومن الاشاعات التي غابت عن الاناجيل القانونية وكُتبت في غيرها هي قصة الصليب الناطق. يخبرنا مؤلف انجيل بطرس ان قيامة يسوع شاهدها جمع غفير من سكان أورشليم. وكان ذلك قبل قدوم النساء الى القبر!
إقتباس:
And as they declared what things they had seen, again they see three men come forth from the tomb, and two of them supporting one, and a cross following them: and of the two the head reached unto the heaven, but the head of him who was lead by them overpassed the heavens. And they heard a voice from the heavens, saying, Thou hast preached to them that sleep. And a response was heard from the cross, Yea
http://reluctant-messenger.com/gospel-of-peter.htm
ترجمة: وأعلنوا عن الاشياء التي شاهدوها. رأوا ثلاثة رجال قادمين من الضريح، اثنان منهما مهمتهما مساعدة الثالث، وخشبة صليب تمشي خلفهم، وصعد الثلاثة الى السماء. وسمع الناس صوتا قادما من السماء ينادي على الصليب، قائلا، هل وعظت الراقدين في القبور؟ فأجاب الصليب: نعم.
نعم الله عليك!
يقول بولس في الرسالة الى كورنثوس: "وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمسمائة أخ" (1كو 15: 6). يعتقد الكثير ان ما يقوله بولس صحيح، وان يسوع قد ظهر فعلا لـ 500 أخ مؤمن. وقالوا لا يمكن ان يجتمع 500 واحد على الكذب. وكأنهم استمعوا الى شهادة 500 واحد؟ وتجاهلوا انه لم يذكر هذه القصة إلا شخص واحد. كان بإمكان بولس ان يقول 1000 شخص شاهد يسوع بعد قيامته، فهل هذا يعتبر شهادة 1000 شخص؟ وإذا قال بولس 100 ألف، فهل ستصدقه؟
وجميع الـ 500 مؤمنين! ولا يوجد فيهم واحد غير مؤمن! كتب بولس هذا الكلام في رسالته الى كنيسة كورنثوس. المسافة بين كورنثوس وبين القدس أكثر من 1500 ميل بري، فمن سيقطع هذه المسافة لكي يتأكد من صحة كلام بولس. ان لم تكن هذه القصة من الشائعات الرائجة في ذلك الوقت، فهي بالتأكيد من تأليف بولس. وقد أقر بولس واعترف بأنه لن يتردد في الكذب اذا كان كذبه لمصلحة الله! (الرسالة الى روما 3 : 7).
الذي ساعد في رواج فكرة قيامة المسيح هو اعتقاد اليهود بقيامة الاموات. فمثلا نجد في انجيل لوقا من اعتقد بقيامة يوحنا المعمدان، "...لأنّ قوما كانوا يقولون: إنّ يوحنّا قد قام من الأموات" (لوقا 9 : 7). وبما ان الاساس كان موجودا والبيئة ملائمة، فلا شيئ يدعو للاستغراب ان اعتقد بقيامة يسوع بعض الاتباع والمعجبين به!
"وأمّا الآن فأنا ماض إلى الّذي أرسلني..." (يوحنا 16 : 5). يسوع راح قبل عملية الصلب. وجاء من بعده من ينسج من خياله وأوهامه القصص والاساطير.