بعيدا عن التعريف اللغوى او الاصطلاحي للكلمة اقف امام نقطتين
1- هل التحريف هو مجرد تغيير حرف ام هو تغيير ادى الي انحراف ما ؟
2- هل بثبات النص مع عدم الايمان بقدسيته تثبت حالة التحريف ؟ ( و العكس هو بالايمان بقدسية نص غير ثابت هل يثبت حالة تحريف ؟ )
انطلق مما سبق في رحلة وجيزة جدا عن هذا الموضوع الشيق جدا
التحريف
اعرض في رحلتى نبذة عما اوحى به في الاسلام , عن تغيير هذا الوحي - عند البعض علي الاقل - و عن اختلاف عظماء الاسلام في الايمان بالوحي من عدمه .
بعض المراجع لم اذكرها لشهرة ما اتحدث فيه و ان طلب منى ساذكرها
اولا الوحي في الاسلام
يتفق المسلمون علي ان القران هو وحى من الله , و ان اختلفوا علي ماهية القران عبر الازمنة.
هل هو ذات كلام الله ؟
هل هو مخلوق ؟
هل هو كلام جبريل ؟
هل هو مجبر للكفرة علي الكفر لانه قد نطق بكفرهم ؟
هل الفاظ البشر فيه مخلوقة ؟
و ان خرجنا بكون القران وحيا , و ذهبنا الي طائفة اهل السنة لوجدناها تتحدث عن وحي اخر ( الحديث ) و لاثبات كون الحديث وحيا ساقوا الادلة و منها
(
وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )
و اعتبر مفسروا الطائفة المذكورة ان هذا دليل علي ان اجتهاد محمد – اي الحديث - وحى ايضا .
و جاء ايضا في القران (
و انزل الله عليك الكتاب و الحكمة )
فيؤمن اهل الطائفة المذكورة ان الحكمة هي السنة وواضح انها تنزيل من الله بحسب كلام القران .
و يؤكد هذا ما قاله محمد عن نفسه (
إني أوتيت القرآن ومثله معه)
الخلاصة : الوحى المصدق عليه حاليا في الملة المذكورة نوعان
1- وحى القران
2- وحى الحديث
فهل اتفق المسلمون علي كلام الوحي و لم يحرفوا فيه ؟
ثانيا : تغيير ( تحريف القران )
( انقل معظمها من الكتاب الشهير )
تتغلغل في كتب الشيعة الروايات عن تحريف القران كما تتغلغل في روايات السنة اشارات عن هذا الحدث الجلل .
و يغلب على عظماء من اهل السنة طابع اخفاء المعلومات الخطيرة و المضرة كما سنبين لاحقا مما قد يفسر سبب غياب ادلة جريئة علي تحريف القران ان اعتبرنا ان ما بين ايدينا لا يمثل ادلة جريئة ففى هذا سنختلف .
انتشر الاتهام المتبادل للتحريف بين السنة و الشيعة علي مر الازمنة حتى صدرت فيه كتب تقول بصريح اللفظ (
تحريف القران )
و قد واجه اهل السنة و الجماعة مشاكل اجد تبريراتهم لها واهية ساذجة منها مشكلة الاحرف السبعة و القراءات المختلفة للقران , مشكلة حرق المصاحف المخالفة بيد عثمان , مشكلة الناسخ و المنسوخ , و المشكلة الاكثر وضوحا و فجاجة و هي انكار ابن مسعود للمعوذتين .
و قد تم بحث ما سبق بحثا دقيقا مما لن نكرره و انما نلتزم بعرض بعض المسائل التى لا يعلمها الكثيرون من المسلمين هذه الايام بل اقول ان اكثر من 99% من المسلمين لا يعرفون عنها شيئا , غير ان مشكلة ابن مسعود لا يجب ان تمر مرور الكرام و نوالى الان عرض امثلة اختلاف المسلمون في القران .
المثال الاول : انكار ابن مسعود للمعوذتين
تخبرنا كتب التفاسير و القراءات عن اصرار ابن مسعود علي قراءة مخالفة للقران و لكن القضية الاكبر هي الاختلاف في سورتين كاملتين . معروف ان انكار اي سورة من القران فهو كفر , فما بالنا بالصحابى ابن مسعود و قد انكر المعوذتين ؟
و هذه المشكلة مثبتة في البخارى فيقول
زر قال : سألت أبي بن كعب قلت يا أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا ؟
هذه ال(كذا و كذا ) في البخارى اتت مفصلة في صحيح ابن حبان
يقول : إنهما ليستا من القرآن فلا تجعلوا فيه ما ليس منه
و لا يوجد اي مبرر لاستبدال البخارى قول ابن مسعود ب ( كذا و كذا ) غير رغبة البخارى في اخفاء هذه الحقيقة عن اعين القراء و قد تكرر هذا كثيرا و هذا مثال من القضية التى اشرنا اليها في اخفاء المعلومات عند عظماء علماء طائفة اهل السنة و الجماعة
و يعلق الامام مالك صحاب المذهب المالكي في الموطأ علي ابن مسعود فيقول
قد نسي من القرآن ما لم يختلف فيه المسلمون فيه وهو المعوذتان ونسي ما اتفق العلماء على نسخه
اترك لكم التعليق علي سذاجة هذا القول ان كان هو قول مالك حقا
لم تكفر الطائفة المذكورة ابن مسعود .... و اعتبر مالك الامر نسيانا من ابن مسعود .
و لكن ما الذي اثبته المسلمون في مصحفهم ؟
لقد اثبتوا قراءة الاغلبية و كأن الامر بالتصويت
مع ان القراءة الاخيرة كما يشهد ابن عباس بذلك كانت قراءة ابن مسعود
فهذا ما صح عن ابن عباس
: "
قال : أي القراءتين ترون كان آخر قراءة ؟ قالوا : قراءة زيد ، قال : لا ! إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يعرض القرآن كل سنة على جبريل فلما كانت السنة التي قبض فيها عرضه عليه عرضتين فكانت قراءة ابن مسعود آخرهن " ( 1 ) .
يظهر ان آخر قراءة هي القرآن الذي استقر عليه الإسلام ان وافقنا علي نظريات النسخ و الاحرف ، فتكون قراءة ابن مسعود التي التزم بـها طيلة حياته هي القراءة التي نسخ منها ما نسخ ومثلها هذه الرواية :
"
قال : أيّ القراءتـيّن تعدّون أوَّل ؟ قالوا : قراءة عبد الله . قال: لا ! بل هي الآخرة ، كان يعرض القرآن على رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم في كل عام مرّة ، فلمّا كان العام الذي قبض فيه عرض عليه مرّتين فشهد عبد الله ، فعلم ما نسخ وما بُدِّل " ( 2 ) .
( 1 ) المستدرك على الصحيحين ج2ص230 وقال الحاكم (صحيح الإسناد على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي .
( 2 ) مسند أحمد بن حنبل ج5ص141-142ح3422 ، والمصنّف لابن أبي شيبة ج10ص559ح10337، ط دار المعارف ، وعُلّق عليه بالهامش (إسناده صحيح). وراجع مسند أحمد ج1ص275ح2494 وص362ح3422 ، قال في مجمع الزوائد ج9ص288: (في الصحيح بعضه رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح).
المثال الثاني : الناسخ و المنسوخ
تتعلق هذه المشكلة بالمشكلة الاولى و هي ابن مسعود
اخر ما توصل اليه محمد من صيغ القران كان معروضا علي ابن مسعود
و بالتالي هو من يعرف الناسخ و منسوخه , و مع ذلك
شغلت مشكلة الناسخ و المنسوخ – و مازالت – العقل الاسلامى لمواجهة الطعون المتكاثرة في اسس الاسلام .
و لكني اعرض احد خبايا هذه القضية في هذا المثال و انقل لكم قضية (عمر بن الخطاب ) حيث كان يقول قرانا غير قران المسلمين الحالى بل و يعتبر ان قران المسلمين الحالي منسوخا في
"
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ"
فيقول ابن عمر في كتب المسلمين ما سمعتُ عمر يقرأها إلا
(
فامضوا إلى ذكر الله )
و تقول كتب الحديث انه
قيل لعمر : إن أبي بن كعب يقرؤها : فاسعوا ، قال : أما إنه أعلمنا وأقرؤنا للمنسوخ ، وإنما هي فامضوا
فقد اصر عمر بل اعلن انها فامضوا و اتهم ابى بسقطته في تحديد الناسخ من المنسوخ
نجد ان قرأن المسلمين الحالي يحوى المنسوخ من القران بحسب عمر بن الخطاب
فهل اجمع المسلمون علي القران ؟
ام كان لكل مسلم قرآن مختلف ؟
و من هم هؤلاء المسلمين
اهم الكفرة – في نظر الطائفة المعنية - اتباع ما سمى الفرقان الحق
بل هم كبار الصحابة
احدهما هم صاحب العرضة الاخيرة من محمد
و الثاني هو الخليفة الثاني لمحمد
هذه هي قصة القرآن (
او الفتات الذي بقى لنا مما حدث)
الاستنتاج
1- لم يجمع كل كبار الصحابة و ائمتهم علي القران المتداول بين ايدينا حاليا
ابن مسعود انكر ما جاء في القران من المعوذتين ( مع اطلاعه علي العرضة الاخيرة )
عمر بن الخطاب جعل من قراءة القران الحالية منسوخة و ان قرائته هي الناسخة و هذا لا يتوافق مع القران الحالي
2- ان الاجماع ليس حجة .
فالاجماع علي ان المعوذتين من القران لم يكن حجة عند ابن مسعود و خالف كل من حوله و لم يهمه دليل الاجماع .
ان اتفقنا علي الحقائق السابقة
فمن يسامح (العميد) في موضوعه ( اسانيد القران ) ؟
ان الموضوع يبدو هزليا حين يقول العميد - نقلا عن كتب المسلمين -
اقتباس:ان قراءة نافع قد قرأها علي (مسلم ) و (شيبة)
فان كان( شيبة ) قد سمع القراءة عن ( عمر بن الخطاب )
فماذا كانت قراءة شيبة ؟ ( فقران عمر يختلف )
و ان كان (شيبة ) قد قرأ بقراءة (عمر )
فكيف وفق نافع بين القرائتين ؟
فإن كان هذا حال قراءة نافع فقراءة عاصم ليست بحال افضل
اقتباس:فقرأ (عاصم ) عن ثلاثة قرأوا عن ( ابن مسعود ) و عن غيره
فكيف وفق الثلاثة بين القرائتين ؟
و إن قرأ احد منهم بقراءة (ابن مسعود )
فكيف وفق عاصم بين قراءات الثلاثة ؟
و كذلك مسلسل مواضيع (انا مسلم ) الذي يبدو لنا مسلسلا هزليا لا يهدف الي حوار علمى , كيف وما ناقش الاصول و المنطلقات قبل تفسير الظواهر و الملاحظات
فهل تصلح معلوماتى صدا لمعلوماته مدام الحوار الحقيقي غير مطروح ؟
يتبع باذن الله