.................
وقالت حسبكم القرآن: (ولا تزر وازرة وزر أخرى) (البخاري)
................

هذا النص الذي لونته أنت نخج منه بأن الميت لا يعذب ببكاء أحد عليه. فهذا هو صريح نص القرآن الكريم. لو كانت السيدة عائشة لا تؤمن بهذا لما عارضت ولما استشهدت بهذه الآية ولاستشهدت مثلًا بقول الله عز وجل:

{لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ} (25) سورة النحل

أم ترى أن السيدة عائشة لا تعرف كتاب الله جيدًا.

لذا فما زلت أنت غير قادر على العثور على نص صريح في كلام أم المؤمنين رضي الله عنها، وستظل غي قادر مهما تأمل عبدة السند في الرواية.

....................
الآن هات واحدا من العلماء الذين استشهدت بكلامهم يقول بضعف حديث واحد في البخاري إن استطعت.
.................

السيدة عائشة ضعفت وطعنت في كافة روايات سيدنا عمر ومن وافقه في هذا الشأن بشهادة شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره وقد أودت لك ذلك في موضعه.

..................
قالت عائشة: رحم الله عمر والله ما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ليعذب المؤمن ببكاء أهله عليه ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله ليزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه وقالت حسبكم القرآن (ولا تزر وازرة وزر أخرى).

هل نفت عائشة يا ترى العذاب عن المسلمين أم عن المؤمنين وحدهم يا عابد الهوى؟!!
.................

ولَمّا يدْخل الإيمانُ في قُلوبِكم أَي لم تُصدِّقوا إنما أَسْلَمْتُمْ تَعَوُّذاً من القتل فالمؤمنُ مُبْطِنٌ من التصديق مثلَ ما يُظْهِرُ والمسلمُ التامُّ الإسلامِ مُظْهرٌ للطاعة مؤمنٌ بها والمسلمُ الذي أَظهر الإسلامَ تعوُّذاً غيرُ مؤمنٍ في الحقيقة إلاّ أَن حُكْمَه في الظاهر حكمُ المسلمين.
لا يَزْنِ المؤمنُ ولا يَسْرِقُ ولا يَشْرَبْ فإن هذه الأَفعال لا تليقُ بالمؤمنين وقيل هو وعيدٌ يُقْصَدُ به الرَّدْع كقوله عليه السلام لا إيمانَ لمنْ لا أمانة له. (لسان العرب. مادة: أمن)

بل إن الرواة لا يفرقون بين "مؤمن" و "مسلم":

فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ أَوْ الْمُسْلِمُ لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ فَيَقُولُ مُحَمَّدٌ جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ فَأَجَبْنَاهُ وَآمَنَّا فَيُقَالُ نَمْ صَالِحًا عَلِمْنَا أَنَّكَ مُوقِنٌ وَأَمَّا الْمُنَافِقُ أَوْ الْمُرْتَابُ لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ فَيَقُولُ لَا أَدْرِي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ. (البخاري. حديث رقم 6743)

فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ أَوْ الْمُوقِنُ لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ (البخاري رواية رقم 178)

والله لا يفرق بين "المؤمن" و "المسلم":

فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ(35)فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ(36) (الذاريات)

ويشهد الله عز وجل أن الرسول لا يعرف جميع من حوله:

{وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} (101) سورة التوبة

لذلك فإننا لا نستطيع الحكم على أحد بالصلاح أو بغيه إلا بنص قرآني أو حديث صحيح. فكل ما تقوله في أم أبان نحن نرجوه بالطبع ولكن لا دليل عليه. فقد بكى عليها أهلها وبالتأكيد منهم من عاصر النبي صلى الله عليه وسلم.

والآن مطلوب منك لكي نرجح رأيك على أي سادتنا العلماء الأجلاء:

1- الإتيان بنص صيح من كلام السيدة عائشة يقول بكل صراحة ووضوح أن الميت المؤمن (أي المسلم) يتم تعذيبه ببكاء أهله عليه.

2- 3681 - حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ ذُكِرَ عِنْدَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَفَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ فَقَالَتْ وَهَلَ إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ لَيُعَذَّبُ بِخَطِيئَتِهِ وَذَنْبِهِ وَإِنَّ أَهْلَهُ لَيَبْكُونَ عَلَيْهِ الْآنَ قَالَتْ وَذَاكَ مِثْلُ قَوْلِهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ عَلَى الْقَلِيبِ وَفِيهِ قَتْلَى بَدْرٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ لَهُمْ مَا قَالَ إِنَّهُمْ لَيَسْمَعُونَ مَا أَقُولُ إِنَّمَا قَالَ إِنَّهُمْ الْآنَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّ مَا كُنْتُ أَقُولُ لَهُمْ حَقٌّ ثُمَّ قَرَأَتْ { إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى } { وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ }
يَقُولُ حِينَ تَبَوَّءُوا مَقَاعِدَهُمْ مِنْ النَّارِ. (البخاري)

23928 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْوَرْدِ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَ ذُكِرَ لَهَا أَنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ فَقَالَتْ إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَجُلٍ كَافِرٍ إِنَّهُ لَيُعَذَّبُ وَأَهْلُهُ يَبْكُونَ عَلَيْهِ. (مسند أحمد)

ما الشيء الذي تنكره السيدة عائشة هنا وتحتج بسببه على رواية ابن عمر وغيه؟ ليس من خلال شرحك ولكن من خلال النص الصريح للسيدة عائشة.

3- فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَتْ رَحِمَ اللَّهُ عُمَرَ وَاللَّهِ مَا حَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ لَيُعَذِّبُ الْمُؤْمِنَ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ لَيَزِيدُ الْكَافِرَ عَذَابًا بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ وَقَالَتْ حَسْبُكُمْ الْقُرْآنُ { وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى }. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عِنْدَ ذَلِكَ وَاللَّهُ { هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى }. قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ وَاللَّهِ مَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا شَيْئًا. (البخاري)

وَاللَّهِ مَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا شَيْئًا.

لماذا لم يرد سيدنا عبد الله بن عمر على السيدة عائشة وصمت؟ أتاه ليس بغيور على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

ولن تجد ردًا شافيًّا على هذه الأسئلة.

والأفضل لك أن تقرأ من جديد.

أي: رأي
صيح: صريح

وغيه؟: وغيره

أتاه: أتراه

ونأسف لوجود عطل بسيط في حرف "ر"

Array
وهذا هو نص ما جاء في كتاب الإمام الشافعي:

قال الشافعي : وما روت عائشة عن رسول الله أشبه أن يكون محفوظا عنه صلى الله عليه وسلم بدلالة الكتاب ثم السنة، فإن قيل : فأين دلالة الكتاب ؟ قيل في قوله عز وجل ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) ، ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى (2) ) ، وقوله ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره (3) ) ، وقوله ( لتجزى كل نفس بما تسعى (4) ) .[/quote]
إذا تقر بأن الشافعي لم يضعف الحديث:9:

جميل جدا.

Array
Arrayألم نأتك بكلام الطبري !!
يقول ابن حجر في التلخيص: "اختلف الناس في تأويل هذا الحديث كما سيأتي في حديث عائشة واختار الطبري في تهذيبه أن المراد بالبكاء ما كان من النياحة المنهي عنها".

أرأيت ما اختار الإمام الكبر يا عابد الهوى أم لا؟!!

أرأيت كيف يصحح الأثر ويقبله أم لا يا عابد الهوى؟!! أرأيت يا من تدعي الأخذ بكلام أعلام الإسلام أم لا؟!![/quote]
الطبري يسرد كافة الآاء هنا ولكنه يميل لرأي السيدة عائشة:

وَقَالَتْ طَائِفَة: مَعْنَاهُ أَنَّهُ يُعَذَّب بِسَمَاعِهِ بُكَاء أَهْله وَيَرِقّ لَهُمْ وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ مُحَمَّد بْن جَرِير الطَّبَرِيُّ وَغَيْره . (شرح النووي على مسلم. ج3. ص 339)
[/quote]
إذا أنت معنا في أن عائشة ترى الميت يعذب ببكاء أهله عليه:9:

Array
Arrayيحتمل أن يكون الأمر في هذا على ما ذهبت إليه عائشة لأنها قد روت أن ذلك إنما كان في شأن يهودي والخبر المفسر أولى من المجمل ثم احتجت بالآية قال: وقد يحتمل أن يكون ما رواه ابن عمر صحيحا من غير أن يكون فيه خلاف للآية.[/quote]
إن الخطابي هنا يحاول أن يرجح قولًا على قول. والمعنى أنه يؤمن بوجود تعارض بين القولين.
[/quote]
بل يؤمن بصحة الحديثين ويحاول الجمع بينهما ولا يرجح قولا على قول:13:

المهم أنا نلتزم قول العلماء في تصحيح الحديثين وأنت تخالفهم على أنك علامة ولا أحد يفهم في الأزمان كلها غيرك ومن بعدها تدعي الأخذ بكلامهم ومحاولة الالتصاق بهم بعد أن انفضح أمرك وبانت نواياك:wilted_rose:

Array
Arrayوقالت حسبكم القرآن: (ولا تزر وازرة وزر أخرى) (البخاري)[/quote]
هذا النص الذي لونته أنت نخج منه بأن الميت لا يعذب ببكاء أحد عليه. فهذا هو صريح نص القرآن الكريم. لو كانت السيدة عائشة لا تؤمن بهذا لما عارضت ولما استشهدت بهذه الآية[/quote]
عائشة تقول في ذاك الأثر: "ولكنه قال: (إن الكافر يزيده الله ببكاء أهله عذابا)"

إذا الكافر وفق هذا يعذب ببكاء أهله ويزيد؟

أليس كذلك يا عابد الهوى؟!!

فكيف يستقيم هذا مع قول الله تعالى الذي تستشهد به عائشة: (ولا تزر وازرة وزر أخرى)؟!!

هل في الآية تخصيص للمسلمين بعدم حمل أوزار غيرهم أم هو عام في الجميع يا ترى؟!!

هذه الآية يا عابد الهوى تستشهد بها أمنا عائشة لتبين لك أن لا أحدا يحمل وزر غيره ولكن يعذب ببكاء غيره إن كان كافرا أو كانت تلك سنته فيهم سنة الكفار والمشركين في النواح والعويل.