Arrayالموضوع لرصد ظاهرة النفاق الغربي الذي يتغنى بحرية الرأي والتعبير، ثم لا يسلط هذا الإبداع إلا للنيل من الحضارة الإسلامية، في حين يحاكم جارودي بفرنسا، وآخرين مثله في أكثر من دولة أوربية لمجرد تشكيكهم بأعداد من حرق في الهولوكوست، وتحظر قناة حزب الله لمجرد أنها بثت فيلما يفضح قصة نشوء الكيان الغاصب الصهيوني!!
[/quote]
حسنا يا عزيزي اسماعيل .. بما أن الموضوع من وجهة نظرك هو (رصد ظاهرة النفاق الغربي) هذا بالمطلق ، وبما أنك تعاني من حساسية مفرطة ضد النفاق وأهله فما بالك تنسى أو تتناسى ظاهرة النفاق الاسلامي ؟ :
- في الثقافة الاسلامية يحق لغير المسلم ان ينقد ما شاء من اديان السماء وفلسفات الارض، ويكون عمله دائما مأجورا يثاب عليه فاعله، ولكن .. الويل لمن يتجرأ على نقد الاسلام أو حتى نقد خطاب الحركات الاسلامية !! التي هي في نهاية المطاف احزاب سياسية ، اذ عندها سيتحول هو من يوافقه الى (أبواق مأجورة، ومؤسسات مشبوهة، وأموال مغسولة، ورعاية خارجية، كلهم صناعة أمنية) على حد تعبيرك انت !!!!!!!!!!! .. بل الأمر الأمر والادهى : يحق للدعاة السنة أن يصولوا ويجولوا في مناطق الاقليات الشيعية، ويمنعونهم من تداول كتبهم أو المجاهرة باحتفالاتهم أو الترويج لمذهبهم ، بل يحق لهم نقد مذهب الشيعة وتسفيه فكرهم ، ولا بأس أن تمارس دولا ذات ثقل نفطي نشاطا عالميا لنشر الثقافية الاسلامية بمفهوم سلفي ( كمثال : الندوة العالمية للشباب المسلم ) ويكون عملهم هذا نشاطا دعويا مباركا ومأجورا، أما النشاط الشيعي المقابل ( فرديا أو دوليا أو دعويا) فيصبح مؤامرة على ثقافة الأمة !! يتداعى أئمة السنة وعلمائهم للتصدي لها ..
- عندما يقرر المسيحي أو اليهودي ان يترك دينه ويعتنق الاسلام ( بغض النظر عن سبب هذا التحول الديني الذي قد يكون في حالات كثيرة سطحيا وغير مقنع !) يهلل الاسلاميون ويكبرون ويحتفون برجل العقل والمنطق صاحب التجربة الفكرية الثرية والقرار الشجاع الذي اهتدى الى الحق وانتصر على موروث الاجداد وثقافة الخرافة .. الخ .. ولكن عندما يفكر مسلم – مجرد تفكير – بترك دينه الى دين آخر أو الى غير دين يصبح انسانا جاهلا غبيا احمقا موتورا مأجورا لجهات يهمها الكيد لهذا الدين العظيم .. والعقوبة العادلة بحقه هي السيف !! ..
- في حين تتعالى اصوات الاسلاميين منادين بحقهم الفكري في الدعوة للاسلام والترويج لدينهم ، وتقوم قيامتهم
ولا تقعد عندما يُضيّق على عمل داعية اسلامي في دولة غربية ، يغلقون الباب تماما أمام المبشرين المروجين لبضاعة دينية منافسة للاسلام في ارضهم، ويحرضون حكوماتهم (العلمانية من وجهة نظرهم ) على منع المبشرين من العمل الدعوي الذي يصرون المطالبة به لأنفسهم في شتى اصقاع الأرض، بما في ذلك الفاتيكان نفسه !!!!!!!!!!!!!! ..
- تعود الاسلاميون أن تقوم قيامتهم ولا تقعد لظلم نال مسلمة اجبرت على نزع نقابها عن وجهها أمام تلاميذها الاطفال هنا أو مسلم اجبر على حلق لحيته الكثة هناك ، ويصبحون بقدرة قادر حماة حقوق الانسان وانصار الكرامة الانسانية، أما عندما يُفتح ملف المظالم التي تنال اقليات دينية وعرقية بالجملة !! تحرم من كامل حقوقها الدينية والدعوية وحتى الانسانية فيديرون ظهرهم لها وتتغير اللهجة لنسمع خطاب : حق الاكثرية وهوية الامة ومؤامرة الغرب الصيلبي الحاقد ... الخ ..
- عندما تمنع احدى الحكومات العربية كتابا لمفكر اسلامي يضج الاسلاميون بالصراخ والنحيب اشفاقا على مصير حرية الرأي والتعبير .. ولكن عندما تمنع ذات الحكومات اعمال الكتاب العلمانيين واللادينيين تخرس السنتهم ولا نسمع حتى حتى ادانة على استحياء !؟ ..
- ان نشر صورة كاركاتيرية لمحمد كافية لتجييش المسلمين واثارة بركان من الغضب المبرر من وجهة نظرهم انتصارا لما لحق برمزهم الديني من اهانة، في حين لا يرى المسلمون أي اهانة أو جرح لمشاعر غير المسلمين في وصف رموز نحل وديانات (غير ابراهيمية) مثل البهائية والقاديانية بالغباء والجهل والحمق والعمالة والخسة والسخافة .. الى آخر مفردات النقد الفكري !! .. بل لم ير كثير من الاسلاميين باس في نسف تماثيل بوذا في افغانستان طالبان.
- يحق لأي مسلم أو خطيب أن ينشر عرض المسيحيين ويشهر بكتبابهم المقدس مفندا ما فيه من تناقضات واخطاء، ويعتبر كل هذا نقد فكري وحوار عقلي، في حين ان نقد مسيحي مثل (زكريا بطرس) للاسلام هو اهانة وقلة أدب واعتداء سافر على مشاعر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها !! ..
- ان عملا ادبيا يتضمن ما يُفهم أنه مخالفة للاسلام واهانة له مثل اولاد حارتنا لنجيب محفوظ أو وليمة لأعشاب البحر لحيدر حيدر هو عمل مسيء لمشارع المسلمين وباب من أبواب الالحاد والزندقة يبنغي منعه ومصادرته، في حسن ان عملا أدبيا مقابلا يتضمن ما يُفهم أنه مخالفة للمسيحية واهانة لها مثل شفرة دافنشي تعرض وتباع وتتداول في العالم الاسلامي بكل اريحية .
- تعامل الاسلاميون داخل مصر وخارجها ببرود شديد مع فلم وصف ضمن الداوئر القبطية بأنه استفزازي مسيئ لمشاعر الاقباط، ( هو فلم بحب السيما) ولم تجد الكثير من القنوات العربية بأسا في عرضه عدة مرات، في حين واجه فلم مدته عشرة دقائق فقط موجة من السخط والغضب الاسلامي داخل مصر (هو فلم الجنيه السادس) لأنه وصف بأنه استفزازي ومهين لمشاهر المسلمين، وتم منعه من العرض !! ..
لا يمل الاسلاميون من الحديث عن اعتدال الاسلام ووسطيته وسماحته، وأنه يتوافق مع الحرية والعدالة والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة واحترام رأي الاغلبية، وان الاسلام يحترم الاقليات الدينية ويضمن حقوقها كاملة غير منقوصة، وان الاسلام يشجع على حرية الراي والتعبير، وينبذ العنف والتطرف الفكري .. الخ .. وعندما يشجع مركز بحث امريكي على تلك النقاط ويقترح على الادارة الامريكية دعم من يؤمن بذلك تتحول تلك المفاهيم والديباجات بلمح البرق الى انحراف عن الاسلام ووصفة لاسلام امريكي مشبوه !!:
http://nadyelfikr.net/index.php?showtopic=48230
بل لماذا نذهب بعيدا ؟ بما أن الحديث عن (الكاتب العميل المأجور المنافق المسخ الحقير الوسخ ... الخ ) سلمان رشدي فكيف ننسى أن نصف من دبج كتبا ومقالات في التشهير بالكاتب والكتاب لم يكلف نفسه عناء قراءته اصلا !!! واكتفى باصدار حكم الادانة بناء على منقولات صحفية مبتسرة، وفي حيت تفيض المكاتب العربية بكتب تشتم سلمان رشدي تمنع الانظمة العربية من التدوال ليس رواية رشدي فقط بل أي كتاب يدافع عن حق الكاتب في التعبير عن رأيه (كمثال: ذهنية التحريم الممنوع في سورية) .
يا عزيزي جميل ان تعري النفاق !! على حد تعبيرك .. ولكن المهم ان تكون موضوعيا في تعريته اصلا !! أما الانتقائية المقصودة والمؤدلجة في اختيار نماذج النفاق فهي لا تعكس صدقا حقيقيا في تعرية النفاق !! ومن كان منكم بلا نفاق فليرمي الغرب بحجر !!!!!!!!!!!!!! ..
Array وكذا الإسلام ربما نال من النقد قديما وحديثا أكثر مما نال غيره!
[/quote]
هل صحيح أن الاسلام نال من النقد أكثر مما نال غيره !!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل لك أن تسرد لنا أمثلة على ذلك ؟؟ .. بل هل لك أن توضح لنا ماذا تقصد اصلا بمفهوم (نقد الاسلام ) ؟؟؟؟؟؟؟؟ .. أهو نقد الخطاب الاصولي التقليدي وطرح اجتهادات حداثية اسلامية ؟ أم نقد خطاب الحركات الاسلامية السياسية ؟؟ أم تراه ذكر محمد دون الصلاة والسلام عليه مثلا ؟؟؟ هل أنت جاد حقا بوجود فكر نقدي عربي للاسلام ؟؟؟؟ .. اخشى يا سيدي الفاضل أن تكون الامثلة على نقد الاسلام من وجهة نظرك هي : نصر حامد أبو زيد وجمال البنا ومحمد شحرور ومحمد اركون واحمد صبحي منصور !! وغيرهم ممن يصرون على أنهم مسلمون لهم الحق في الاجتهاد (وافقت أم خالفت منهجم الاجتهادي) .. أم لعله فرج فودة الذي لم يذكر في كتبه كلها كلمة واحد بحق محمد أو القرآن أو الاسلام وانما اكتفى بنقد خطاب الحركات الاسلامية السياسي ؟ ..
يا سيدي الفاضل أن ما يصح وصفه بالفكر العربي اللاديني يقتصر على اسماء تعد على اصابع اليد الواحدة وهي: صادق جلال العظم الذي قدم عملا يتيما وحيدا يصلح أن يوصف بالفكر النقدي للاسلام وهو نقد الفكر الديني، وكانت النتيجة أن تعرض لمحاكمة جنائية لم يفلت منها الا بعد أن لوى عنق كلامه في محاضر التحقيق !!! .. والمثال الثاني هو نبيل فياض الذي منعت كتبه كلها في سورية العلمانية القرداحية البعثية (بغض النظر عن موافقتي للغة نبيل فياض في كتبه الأخيرة بعد حوله انصار التيار الاسلامي الى انسان مشوه) !؟ .. والمثال الثالث هو كتاب الشخصية المحمدية لمعروف الرصافي، وتداول الكتاب في الكتب العربية اشبه ما يكون بتداول المخدارات !؟ فهو ممنوع في جميع الدول العربية، واذا حظيت به فهو يباع بالسر وبارقام فلكية ! ..
هل تعلم يا سيدي الفاضل أن قائمة الكتب العلمانية (وليست اللادينية لعدم وجودها اصلا في المجتمع الاسلامي الذي يؤمن بأن مصير من ينقد الاسلام القتل حدا بيد الحاكم بعد استتباته !! (كذا وكأنه ارتكب جرما عندما فكر وعبر عن قناعاته الفكرية) فان لم يحصل ذلك وقتله احد الرعاع كان مفتئتا فقط !!) .. هل تعلم ان قائمة الكتب العلمانية الممنوعة في سورية طويلة جدا جدا ؟ .. قبل ان يحدثنا الاسلاميون السوريون عن منع بعض (واشدد على بعض) كتب علي الطنطاوي هل يعلم هؤلاء الموضوعيون والحياديون وغير المنافقين !!! أن النظام السوري القرداحي البعثي يمنع كتب صادق جلال العظم ونبيل فياض وعبد الله القصيمي وابراهيم الجبين ويوسف درة الحداد وبعض كتب سيد خليل عبد الكريم وابراهيم محمود ؟؟ ... فهلا استنكر الاسلاميون هذا المنع ايضا ؟؟ أم تراهم يباركون منعها لأن مؤليفها (أبواق مأجورة، ومؤسسات مشبوهة، وأموال مغسولة، ورعاية خارجية، كلهم صناعة أمنية) ؟؟؟؟؟؟؟؟
مع التحية لاصحاب المكاييل المتعددة والمعايير المزدوجة في فضح ( النفاق وأهله ! ) .