العلماني
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
    
المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
|
علمانيتي !!!
قبل قليل، كنت "أغوغل" بعض الكلمات ، فتوقف بي "محرك البحث" عند كتاب من تأليف الشيخ "علي الكوراني العاملي"، كي يردني إلى بضعة أعوام خلت، كنا نتجاذب فيها أطراف الأحاديث في "شبكة هجر الثقافية"، قبل تأسيس "نادي الفكر العربي".
اقتبس الشيخ المؤلف في كتابه كثيراً من نصوص الحوارات التي دارت بين أعضاء "هجر" وقتها. واقتبس لي مداخلة مكتوبة بتاريخ 7 أيار|مايو 2000 تتحدث عن "العلمانية"، ما زالت تعبر عن رأيي بهذا المنهج الذي أتسمى باسمه حتى اليوم ... إليكموها:
يا صديقي العزيز ، الإلحاد ليس من العلمانية في شئ ، ولا مجال للخلط بين العلمانية وبين الإلحاد.. فالإلحاد موقف يعبر عن قناعة معينة تجاه وجود الله ، والعلمانية لا دخل لها بهذه المسألة إطلاقاً.. فهي ليست إلا فصل"الدين عن السياسة" أو عن "الدولة" لو شئت.. يستطيع الملحد أن يكون علمانياً ، ويستطيع هذا المؤمن أيضاً.. ولأني جوعان الآن ، والمثل يقول "إذا تكلمت مع الجائع أجابك من بطنه" فلنشبه العلمانية "بالمقلى" والإلحاد "بالسمك" والإيمان "باللحمه" فالمقلى يقبل الإثنين كما يقبل البطاطا وسائر الخضراوات)..
هكذا العلمانية إذاً، تقبل الإلحاد والإيمان واللاأدرية والثنوية (إذا ما كان لها أتباع بعد) وسائر البدع الدينية.. العلمانية موجهة ضد تسلط وغطرسة "رجال الدين" وليس ضد الدين ، بل هي تحترم الأديان وتساوي بينها ، فللمآذن أن تكبر وللكنائس أن تقرع أجراسها ، ولكل ملة أن تقيم شعائرها ، فهمُّ العلمانية هو تحويل الدولة الطائفية إلى وطن ، وتحويل الطبقية الدينية إلى مساواة في الحقوق والواجبات ، بغض النظر عن ملة الشخص وديانته ، فالعلمانية تفترض بأن علاقة الشخص مع ربه ليست وسيلة ولا سبباً لحرمانه المساواة في الحقوق والواجبات مع غيره من أبناء وطنه..
أما الخلط بين العلمانية والإلحاد ، فهو لم يأت سهواً ، بل خلط متعمد روَّج له متسلقوا المناصب السياسية على أكتاف الدين ، وذلك لذر الرماد في العيون واغتيال العلمانية بواسطة الشعارات المتهالكة والتعميم المسكين..
الإلحاد في الدول الشيوعية يا صديقي ليس مصدره العلمانية بل الماركسية ، وأية مراجعة لكتابات"كارل ماركس سوف تخبرك بأن هذا الفيلسوف العملاق قد اتخذ موقفاً من الدين منذ فجر شبابه ، ولعل كتاباته حول فلسفة "فويرباخ" تقطع الشك باليقين في هذا المضمار.. ولكن فلسفة ماركس وموقفه من الدين موضوع آخر ، كم أتمنى أن أسهب فيه يوماً ما..
هذا بالنسبة للإلحاد ، أما بالنسبة للعلمانية التي أريدها ، فهي علمانية تضمن للمواطن الحرية والعيش الكريم على أرضه ، على أساس من المساواة في الحقوق والواجبات بين الجميع.. إذ ليس في رأيي للجنس أو للون أو للدين أن يلعبوا دور إذلال المواطن في وطنه ، وخلق طبقية مقيتة بين أبناء الشعب الواحد "فالدين لله والوطن للجميع" و"من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"..
علمانيتي تعلم أن اختلاف الديانات هو سنة الكون ، فلو شاء الله لخلق الناس على ملة واحدة. والناس في دينهم ينطبق عليهم المثل:كل فتاة بأبيها معجبة..
علمانيتي تريد أن تتجاوز الفتن الطائفية والحروب الدينية التي قهرتنا في هذا الشرق منذ دهور طويلة ، وهي في نفس الوقت تريد أن تتجاوز أبواق الله في الأرض وخطابات أصحاب الحقيقة المطلقة ، التي لم تورثنا إلا المحن والإحن والعداوات وأنهار الدماء.. علمانيتي تريد أن تقف ضد الذين منحوا أنفسهم الوصاية على حقوق الآخرين ، ونصبوا أنفسهم سوطاً لجلد ظهور الناس باسم الله وحقوقه ، ونسوا أن الله قوي جبار ، وليس من المستضعفين في الأرض..
علمانيتي هي مع السلام والوئام والمساواة ، وقاعدة أساسية من أجل بناء دول ديموقراطية حرة ، تجمل الحياة القاسية لهذا الإنسان البائس..
علمانيتي ببساطة هي ما اعتدنا تسميته بـ"الإنسانية" ، فلقد تعبنا كثيراً في هذا الشرق من الفكر المعلب ، وجلد ظهور الناس باسم الدين ، وإعلان كل شعاع إبداع كمؤامرة على الأرض والسماء ، وتقريب دماء الإنسان ذبيحة لإله ليس بحاجة لها.. ألم يكفنا كل هذه القرابين البشرية التي قدمت لله في هذا الشرق منذ أيام السومريين حتى الآن ؟ علمانيتي إذاً يا صديقي كل هذا ، وما وافقه..
وفي ظني بأن من لم يكن علمانياً فهو طائفي لامحالة.. والطائفية هو الشر المستطير الذي ابتلي به تاريخنا كله..
واسلم لي
العلماني
المصدر:
http://www.alameli.net/downbooks/themret-alefkar.doc
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 07-01-2007, 11:51 AM بواسطة العلماني.)
|
|
07-01-2007, 11:49 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت
الحرية قدرنا.
    
المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
|
علمانيتي !!!
الأخ العزيز العلماني .:97:
قريبا جدا من هذا الطرح الجميل كان مدخل شريط طرحته حديثا هو حوار حول الحوار , فك الاشتباك مع الإسلاميين.
اضغط هنا
في حوار مع أورهان باموق تحدث أنه استطاع أن يوزع 200000 نسخة من روايته ( الحياة الجديدة ) في شعب يفتقد عادة القراءة كالشعب التركي ، فماذا نقول عن شعب لم يكن يطبع فيه نجيب محفوظ من روايته الجديدة أكثر من 5000 نسخة توزع على سنوات طويلة ، لماذا نعجب ألا يعرف حتى المتعلم معنى العلمانية ،و أن يصاب الناس بالذعر من كل مصطلح جديد و ينزلون تحت السرير مستعيذين بالله منتظرين طوفان نوح و ذا القرنين و ناكير و نكير !.
الأمر يحتاج سنوات طويلة و عدد من الشهداء ليعرف بعض المثقفين أن العلمانية مجرد أسلوب أو منهج له ملامح خاصة ، و انها مجرد رفض الصيغ والممارسات الدينية و المقدسة عند التعاطي مع السياسة أو الفكر ، وذلك لصالح الأسلوب العقلاني في التفكير و اتخاذ القرارات . و أن تعبير علماني يدل فقط على ذلك الذي لا ينتسب إلى السلطة الدينية و لكنه لا يتضمن تعريفيا أي نوع من الإلحاد ، و أن العلمانية ضد السلطة الدينية و ليست ضد الدين . و أن العلمانية ليست منتجا نهائيا و لكنها منهج فكري و مقترب حضاري للتعامل مع الكون و تحدياته كي يصنع نموذجه الخاص ،... الخ .
هنا تكمن تحديدا مشكلة فهم العقل الأصولي للعلمانية ، هم يتصورون العلمانية من نفس طبيعة الإسلام السياسي ، حلولا نهائية و نصوصا مقدسة ،و تلك خرافة جديدة ، هذا الخلط هو نتيجة قراءة الواقع السياسي و الثقافي العالمي من بيئة ثقافية أصولية مختلفة تماما ، الأصوليون يقسمون العالم منطلقين من مفاهيم تاريخية بالية على أساس ديني ،وهذا التقسيم انتهى منذ حوالي 400 سنة تقريبا ، مسلما الساحة للمنظور القومي الذي أفرز الدولة القومية الحديثة ، هذه الدولة ترحل الآن لصالح الكيانات الاقتصادية الإقليمية الكبرى ،و نحن ما زلنا في غيبوبة التهويمات التاريخية و تحكمنا القبور و النصوص التي انتهت أسبابها منذ ما يزيد عن 1500 عام !.
في انتظار المزيد من القديم الجديد و الجديد الأصيل .. لك أفضل أمنياتي لهذا العام .
|
|
07-01-2007, 02:11 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
محارب النور
عضو رائد
    
المشاركات: 5,508
الانضمام: Oct 2004
|
علمانيتي !!!
قبل سبع سنين كنتُ في اسطنبول (تركيا) يا بهجت في كل ركن عند رأس الشارع توجد مكتبة صغيرة وتبيع الكتب ,والكتب من نوع الجيب (رخيصة السعر وبالغلاف بإلوان زاهية وجميلة ) الكتب جد رخيصة عندهم وتعتبر معتدلة السعر بالنسبة لمدخول الفرد هناك .
ليس هناك وجه مقارنة بين الشرق (العربي) وتركيا , أنا اسكن في عجمان وفيها مكتبة كبيرة واحدة وأسمها علوم القرآن( ومرة دخلت وقلت له عندك كتب فلان وعلان ) قال لي البائع :لا أبيع كتب الفجرة والكفرة ؟.
وبعد فترة مررتُ بهذة المكتبة لاجدها انقلبت إلى مطعم دجاج مقلي ,تصور إمارة كاملة لا توجد فيها مكتبة تقدر ان تحمل أسم مكتبة فقط مكاتب القرطاسية ولوزام المدرسية , نفس الرواية في الشارقة حيث المد الوهابي على أشده. تجد كتب على وزن (دعاء الميت ,دعاء المتوفي ((وصلنا حديثاُ)), اسمعي يا بُنيتي, المسلم السعيد ,معركة ارجمدون , دليل الطبخ العربي, كارمن والنجوم ).
فقط تقدر إنَ تستثني دبي من الحسبة ,ولكن أين القرأء ..تصور في مكتبة ركن الكتب (والتي ايضاً اغلقت في دبي ) كنت ارى الاجانب يشترون الكتب بواسطة عربة دفع (وتصل فاتورة الى الفين او ثلاثة الف درهم ) شي قريب من تسعمائة دولار,تقول جالس في سوبر ماركت ويشتري البضاعة .
المثقف العربي (والذي يعني يقراء كتاب) تقول آيش قرأت يقول لك: اجاثا كرستي , أشعار نزار قباني .. هممم وممكن سلسلة عبير للقصص الجيب .
المعرفة تحرر ولكن أي معرفة نحنُ نتكلم عنها.
مُحارب النورٌ
(f)
|
|
07-01-2007, 04:56 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}