{myadvertisements[zone_3]}
إبراهيم
بين شجوٍ وحنين
    
المشاركات: 14,214
الانضمام: Jun 2002
|
مقتطفات صوفية
البسطامي :h:
بورك كل من كان بساطاميا بدءًا من البسطامي الأول إلى زميلنا البسطامي الحبيب هنا في النادي و الذي لا زلت أذكره بعد ذكرا في كل ملأ يتاح لي.
شكرا جدا جدا يا منى على هذا الموضوع الجميل؛ و لتلتصق ذراعي بالتراب إن فاتني حرف منه في يوم كتابته او فيما تتم كتابته فيما بعد.
كنت أحب أن أسمع بعض التعليقات على هذا القول:
اقتباس:كُفر أهل الهمة أسلم من إيمان أهل المنة .
و أشعر أنه قول يشدني جدا حينما يتم تحبيذ كفر ما على إيمان "اهل المنة".
أيضا أعشق سماع هذا القول بل أعشقه بجملته:
اقتباس:كنت لي مرآة فصرت أنا المرآة .
فـصـرت أنا المرآة :h:
و في سفر الأمثال جاء أن الإنسان "مرآة لصاحبه" و بقدر ما يقترب الصديقان فتنعكس صورة أحدهما في الآخر و يصير كل واحد مرآة للآخر و يقول بصدق: أرى ذاتي في هذا/هذه الإنسان(ة). و لربما كان هذا ما يسمونه بـ "توأم الروح" فتتخاطر الأرواح و النفوس بشكل بديع.
(f)
|
|
01-27-2005, 05:55 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
إبراهيم
بين شجوٍ وحنين
    
المشاركات: 14,214
الانضمام: Jun 2002
|
مقتطفات صوفية
السهروردي
من لغة النمل إلي لغة الطير
ترجمة وتعليق: د. عادل محمود بدر
مازال النثر العربي كنزا خبيئا لم يعرفه المعاصرون الآن في جميع تجلياته.. ومازال النثر المعبر عن التجربة الروحية العميقة للتصوف يفاجئنا بالجديد، الدكتور عادل محمود بدر، الأستاذ المساعد بكلية آداب طنطا، والحاصل علي درجة الدكتوراة في فلسفة الملا صدرا الشيرازي الذي خصصنا له أول البساتين الرمضانية يقدم إلينا مفاجأة، إذ يترجم عن الفارسية مباشرة رسالتين نادرتين لشهاب الدين السهروردي، أحد أعظم المتصوفة، وصاحب فلسفة الإشراق، نشرنا له من قبل في أخبار الأدب رسالة الغربة الغربية، وفي هذا البستان يقدم لنا الدكتور عادل محمود بدر رسالتين تقدمان إلي قراء العربية لأول مرة، الأولي بعنوان 'رسالة لغة موران أو لغة النمل'..
والثانية 'صفير سيمرغ' وننشرهما للقراء.. ونلفت النظر إلي فن القص الرمزي الفريد الذي ينفرد به الأدب الصوفي العربي، وإلي طبيعة النثر الخاص ومستوياته المتعددة، إننا فقط نشير إلي أحد أوجه الكنز الثري في أساليب السرد العربية لعلنا نلفت النظر.
يبدو لنا من خلال النظر في حياة السهروردي شهيد الإشراق، شخصيته القلقة المفعمة بالتوتر وعدم الاستقرار. ووضح تماما أن نوازع القلق والتوتر في نفسه قد توافقت مع روح عصره الذي عاش فيه. ذلك العصر الذي تصارعت فيه تيارات فكرية وعقائدية وسياسية متناقضة 'الصراع بين الفكر الشيعي والفكر السني الممثل في دولتي الفاطميين والأيوبيين' وأن صاحبنا علي الرغم من هذا استطاع أن يتمثل كل ثقافات عصره إلي جانب إحالته تجارب الحكماء والأنبياء السابقين إلي تجربته الذاتية، وتفاعله معها رغم تباين مصادرها الحضارية وأن يعيش بحق نبض هذا التفاعل الروحي وجوديا وفكريا، ذلك الذي جري علي مسرح حياته الباطنة بقدر ما تمتد إلي وجوده الخاص وتجربته الروحية الذاتية.
والفكر الصوفي عند السهروردي شهيد الإشراق فكر حي أصيل، ولا يمكن رده إلي أشتات نظرية سابقة عليه إلا بمنطق التعسف وحده، حتى أن الميتافيزيقا النورانية التي فصلها في كتابه 'حكمة الإشراق' تختلف اختلافا واضحا عن تلك الميتافيزيقا التقليدية التي تحلق في السماء دون انطلاق من الواقع الحي للإنسان، لأن الميتافيزيقا عند السهروردي تستند إلي تجربة صوفية ذاتية وواقع شخصي أسيان وتستلهم الطابع الإنساني العميق، حتى أنه يطبع النظرية الميتافيزيقية في كل جوانبها بهذا الطابع، حتى يمكن أن تنعت بأنها 'ميتافيزيقا الإنسان' فهي حيوية شعورية تربط نفسها بواقع الإنسان العيني، وتنطلق من هذا الفهم نحو إقامة علاقة وجودية يغلفها السر The Secret وخلال هذه العلاقة مع الله أو نور الأنوار ترسم الفلسفة السهروردية عوالم وكائنات نورانية، وتحدد مناطق وسطي بين عالمي الحس والنور، وتهيئ الموجود الصوفي السالك للانتقال والتدرج فيما بينها حتى يصل إلي مشاهدة نور الأنوار.
وهكذا فإن هذا الفكر يخلع الشعور علي إبداعاته، ومعطيات الشعور الإنساني هي الأساس في كل هذه الإبداعات، إذ تبدو الميتافيزيقا في صورة حية وثابة، وفي بطون وثباتها وطابعها الحركي الدينامي ترسم مدارج وجودية للعلو الصوفي درج علي تسميتها بالمقامات والأحوال، وهذه المدارج خاصة كما سوف يبدو من تحليل الرسائل الصوفية لا تتفق تماما مع المدارج الصوفية المشاعة، إذ أنها ترتبط داخليا بالميتافيزيقا ذاتها.
والمدارج الصوفية عند السهروردي كما عرضها خاصة في رسائله لا تنتمي لمنطقة الفكر المجرد أو لمجرد تكملة المذهب الفلسفي كما هو الحال عند فيلسوف مثل ابن سينا، إنما هي رؤى تنبع من تجربة حية لا تخلو في أعماقها من ذلك الشوق اللا نهائي للحقيقة. وعلي الرغم مما قد تتخذه فلسفة السهروردي عموما من صورة تخطيطية عقلية قد توحي بالسكون، إلا أنها في جوهرها صورة مفعمة بالحيوية، لأنه في باطنها تعمل روح إنسانية وثابة لا تلك الروح الخاملة التي نشاهدها مع أرسطو مثلا، تلك الروح التي تناست الحياة، وجمدت الألوهية في صورة مجردة هي المحرك الأول.
ولذا فإن العبرة في تناولنا للمذاهب والأفكار ليس في مظهرها الخارجي أو التخطيطي التصوري، بل العبرة في روح هذه المذاهب ذاتها، أي بعدها الروحي الذاتي الذي يعمل خلف أي صورة نظامية تخطيطية، فإن كانت الروح فيها جامدة كتمثال من المرمر دون حياة، أحلناها بدورنا إلي متحف الأفكار، لأنها لا يمكن أن تؤثر فينا من باطن.
وإن كانت الروح فيها وثابة متوترة كالحياة ذاتها التي انبعثت عنها، فإنها تؤثر فينا من باطن فتتولد عنها حيوات جديدة كما كانت هي في الأصل، أعني منفعلة ومحايثة للتجارب الروحية في عمقها. وهذه الروح الوثابة هي ما نعزوها لحضارة جديرة بالبقاء، وهذا البعد الروحي ينتمي بحق في حالة السهروردي إلي منطقة الحياة الوثابة، وإلي الشعور الداخلي الذاتي، والموقف الوجودي المتسم بالتوتر لا إلي منطقة الفكر الصوري المجرد.
وهذه الوثبة موجودة في أعماق الفكر الإشراقي الصوفي عند السهروردي خاصة في جانبيها الرمزي وهي الرسائل الصوفية التي هي موضوع تحليلنا، وعليها نعتمد أساسا في فهم أبعاد الفكر الصوفي عند شهيد الإشراق.
ولذا فإننا سوف نجد الشهاب السهروردي في هذه الرسائل يحاول استشفاف المصير من خلال رؤى ذاتية لا تخلو من الطابع الأسيان الذي عاشته هذه الذات المبدعة لتلك الرؤى.
ونجد الشخصية ها هنا وقد قضت نفسها في صور وخيالات أسطورية رمزية، كما تعبر عن نفسها أيضا ووجودها وفق منهج استبطاني محاولة أن تجد الحقيقة في أعماقها، أن تجد النور في ذاتها لتعبد الطريق بينها وبين الألوهية حتى ولو كان علي حساب حياتها. فحياة الفيلسوف الخارجية لا تقارن بتلك الحياة الأبدية التي ينشدها، ويستخدم السهروردي آيات القرآن الكريم لكي يعبر عن مواقفه الوجودية الخاصة، فهو يوغل في أعماق الآيات المقدسة ليربطها بتجربته الذاتية، وهو من أكثر المفكرين عموما ارتباطا بالقرآن الكريم محاولا فهمه طبقا لمقتضيات حياته الصوفية، ووفقا لمنهجه في الاستبطان الذاتي Introspection ، وهو بهذا المنهج يردنا بعمق إلي أصل الوجود وأساس كل شيء الله نور الأنوار.
ووفقا لذلك كان عليه أن يعلو فوق كل الصور والأشكال الخارجية والموضوعية للدين والتوحيد من أجل تعمق المعني الباطن لها، أعني تجاوزها إلي الحقيقة البسيطة أو الحقيقة الإلهية في بساطتها، تلك التي تختفي خلف ضروب الشرائع الظاهرية المختلفة، وهو يعبر بكل الصور عن هذا الشعور بالحقيقة الباطنة حتى أنه يستخدم بعض الألفاظ من لغات مختلفة، ومصطلحات من مذاهب قد تبدو متعارضة مع أفكاره ورؤاه، إلي جانب استعماله لبعض التشبهات الغريبة، إلا أنها جميعا لم تكن سوي قوالب فارغة المحتوي في الأعم الأغلب، لأنه هو الذي أمدها بالمعني، فأصبحت ملكا ذاتيا له، تعبر عن أفكاره هو، ومن هنا تبتعد بدورها عن المعني الذي كانت عليه في الأصل.
والفكر الصوفي عند صاحبنا خاصة في الرسائل الصوفية فكر ذو طابع شخصي وجودي. ولما كان كذلك، فإن التعبير عن مقتضيات هذا الفكر الخاصة، أي الكشفية أو الذوقية لن تكون إلا خلال الرؤى والرموز والأساطير، أي من خلال التعبير اللامباشر الذي يتخذ صورة الحوار، لا صور الحديث التعليمي أو التقريري المباشر، وتلك الرموز والرؤى ذات الطابع الشخصي هي لغة روحية تربوية تعين السالكين إلي الله تعالي علي العروج خلال المدارج وحتى درجة الوصول ومعاينة الحقيقة. واللغة المستخدمة في هذه الرسائل، لغة تلميحية لا تصريحية، ذلك أن العرض المباشر للتجارب الروحية الذاتية الصوفية يفقدها براءتها ويفض بكارتها، لأن هذه التجارب تنتمي إلي الكيفية العاطفية أو الانفعالية الوجدانية، والكيف العاطفي يعبر عنه بالوصف خلال الرؤى والأشعار والمقال المركز. ولذا فإننا هنا مع الرسائل الصوفية. لا نعثر علي الحقيقة مباشرة واضحة وضوح الموضوع الظاهر، بل نحن هنا نحتاج إلي 'مجاهدة باطنية' ومحايثة لأعماق هذه الرموز من أجل الوقوف علي بواطنها واستجلاء روحها ومعانيها. وهذا الاستجلاء ذاته يقف علي عتبات الحقيقة، أي يدلنا علي جوهر طريق الحقيقة. ذلك هو ما تعبر عنه هذه الرموز الصوفية أو الرسائل.
ما الهدف من هذه الرسائل فهو هدف تربوي روحي يساعد الموجود أو السالك علي التغيير الداخلي لذاته، فهي تؤثر من باطن، وتدعو الموجود للوقفة مع ذاته ليعثر علي جوهرها طبقا لمنهج الاستبطان الذي وضعته هذه الرسائل.
وعند عثور العبد أو الموجود علي ذاته، عندئذ يعرف طريق النجاة، والذي يتبعه سلوك طريق المجاهدة، والمعاناة من أجل الظفر باللامتناهي في أعماق هذا العالم النهائي الواقع في ربقة القيود والتموضع.
وهذا الهدف الذي يدعونا لوقفة مع النفس لمعرفتها طبقا لمقولة سقراط المشهورة 'اعرف نفسك' يدفع النفس للتغيير الداخلي، وبسلوك طريق هذا التغيير حتى نهايته ليصير الموجود مؤمنا أو متألها وفق عبارات السهروردي لأن الإنسان لا يكون مؤمنا، بل هو يصير كذلك، بفعل المجاهدة الروحية والمعاناة الوجدانية، وهنا يحدث التغيير الداخلي في كيان الموجود ذلك التغيير الذي يدفعه دفعا نحو حقيقته الذاتية.
فالموجود يكشف في أعماقه معني اللامتناهي، وهو ما يدفعه إلي سلوك الطريق الوعر نحو اللامتناهي تبعا لاكتشافه لذاته، وهو السلوك الذي يصل به إلي الامتلاء بموضوع حقيقته، فتصبح الحقيقة الخارجية، ذاتية، وعندئذ يصير الموجود متألها حقيقيا، فيري الله نورا يملأ أعماق ذاته.
ولأجل أن تكتمل نشوة الموجود الروحية، ومن فرط شدة الأنوار التي تذوب في أحشاء كيانه الباطن، ومن كثرة ورود هذه الأنوار. من أجل هذا وذاك، ولأنه أصبح لا يري في الوجود كله سوي الله تعالي فيهتف وقد أخذته حميٌا النشوة بالمحبوب 'أنا الحق' 'لا أنا إلا أنا'، وهنا فقط يظفر الفرد الأوحد أو القطب أو الحكيم المتأله، فارس الإيمان ، أقول يظفر بوجوده اللامتناهي فيبقي في الحق وبالحق وللحق بعد فنائه عن كل شيء سوي الله. وهذا البقاء هو ما تعيره إياه الذات الإلهية ولا معني للبقاء بعد الفناء إلا بأن يصير العبد ربانيا يقول للشيء كن فيكون، منحة من الله عز وجل للعبد الوله الفاني عن كل شيء إلا إياه سبحانه. هذا الإيمان الحق هو الذي يدفع العبد إلي التغني والتصريح بالحقيقة من فرط ولعه ونشوته الروحية بها، وهو ذاته ما يدفعه في نظر العامة إلي الكفر. وهكذا يأبى الموجود الأوحد المستثني أو القطب إلا أن يذهب علي جناح الكفر في نظر العامة إلي أحضان الألوهية، إلي أنوار الحقيقة فيرتوي ريا بمشاهدتها، بعبارة أخري تذهب الذات المتألهة، عامرة بنشوتها في شهود الحق.
وتلك هي دعوة الرسائل الصوفية للسهروردي شهيد الإشراق، دعوة لتربية النفس روحيا، لتنقل من الظلمات إلي النور في طريق يصاعد إلي عالم الملكوت شيئا فشيئا، وعلي جناح المجاهد، الروحية والألم حتى الظفر بالحقيقة اللامتناهية.
إن هذه الرسائل وكما سيبدو جليا بعد ذلك تنحو منحي وجوديا يدعونا إلي نذر الحياة بكاملها من أجل الظفر باللامتناهي، وهو ما يعني نيل الحرية الكاملة أو التحرر الكامل المتحقق في مفهوم البقاء. فلكي تنال النفس حريتها حقيقة عليها أن تتألم وتضحي، وأن تهجر الدنيا وتنبذها، فبالتضحية يصير الموجود فارسا للإيمان، وباستسلام الموجود لله تعالي أو تسليمه له يرتفع الموجود إلي عليين، إلي مقام الحقيقة النورانية المطلقة. وكل هذه المعاني هو ما تنبؤنا به رموز الرسائل الصوفية وأساطيرها.
الرسالة الأولي
رسالة لغة موران
|
|
01-30-2005, 08:09 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}