{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مقتطفات صوفية
منى كريم غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 621
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #11
مقتطفات صوفية
تابع السهر وردي :

الرسالة الثانية

الة صفير سيمرغ
بسم الله الرحمن الرحيم وبه الحول والقوة

حمدا لواهب الحياة ومبدع الموجودات والصلاة والبركة علي سيد الأنبياء، وصاحب النبوة الظاهرة، وسيد الشريعة الكبرى، والهادي للطريق الأمثل، محمد المصطفي عليه الصلاة والسلام. أما بعد: هذه مجموعة من الجمل القليلة كتبتها عن حالات أخوان التجريد 'والعزلة' ووصف ذلك حددته في قسمين:

القسم الأول عن البدايات

والقسم الثاني عن النهايات

وهذه الرسالة سميتها 'صفير سيمرغ' ذلك الذي لا يملك لسانا أو لغة، وبقاؤنا إنما هو من أجل إعطاء مقدمة عن أحوال ومسائل هذا الطائر الجدير بالاحترام وكذلك إقامته: فهو طائر مشرق العقل يظهر لأي إنسان يذهب إلي جبل قاف في فصل الربيع، وهو يعتزل عشه وينتف ريشه بمنقاره عندما يسقط ظل جبل قاف عليه لمدة ألف سنة من الزمان 'إن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون' وهذه الألف من السنين تصبح في عيون أهل الحقيقة مثل فجر يبرغ من الشرق حيث المملكة الإلهية في هذا الوقت يصبح السيمرغ موقظا للغافلين. إن إقامته في جبل قاف.

وملاحظته تصل للجميع، علي الرغم من قلة سامعيها. والجميع معه والجميع ليسوا معه، كما يقول الشاعر:

أنتم معنا ولم تكونوا لنا
وأنتم روحنا ولذا فأنتم محجوبون

وظله هو الرعاية الروحية للمعذبين الذين وقعوا في نير دوامه أمراض الضمور والاستسقاء، وهو يفيد مرضي الجذام وينزع ألوان الأسى المختلفة. ويطير السيمرغ بلا حركة، ويحلق بلا سفر، كما أنه يقترب متخطيا حواجز البعد. ولكني أعرفك، تلك هي جميع الألوان فيه علي الرغم من عدم تلونه، وعشه في الشرق والغرب أيضا لا يخلو منه أبدا. وتحتل كل هذه الحالات مكانها بداخله وهو في ذات الوقت حر منها جميعا، فكلها تملؤه وهو فارغ منها جميعا. وتنبثق كل العلوم من ملاحظة ذلك الطائر. وفوق هذا كله فإن كل الألآت الموسيقية مثل الأرجون 'الألآت الموسيقية العجيبة' وغيرها قد اشتقت من صوت ذلك الطائر كما يقول الشاعر:

لأنك لن تري سليمان أبدا
فكيف تعرف لغة الطيور

من النار طعامه، ولو أن واحدا ربط ريشة مع إغفاله لتلك الريشات الموجودة علي جناحه الأيمن، عندئذ تبتعد النار، فإذا شاهد 'شخص' ذلك، فإنه يطلب برهانا أمام النار. إن الصباح المنسم إنما يأتي من تنفسه، ولذا فإن المحبين يروون له أسرار قلوبهم وعقولهم، وجميع الأشياء المكتوبة هنا مخفية 'يقصد أن ما هو مكتوب هنا يختلف عما هو كامن في الباطن' عما هو كامن في الصدر، وجزءا منها يعتبر موجزا لحسابه وملاحظته.

أولا: القسم الأول: في البدايات

الفصل الأول: في فضيلة هذا العلم علي جميع العلوم

من جميع الجهات يمكننا القول أن المعلوم الشريف 'أي علم القلب الشريف' له الأفضلية علي العلوم الأخرى لأكثر من سبب.

أولا: لأن المعلوم 'بالنسبة للقلب' سيكون أرفع وأكثر بروزا، وعلي سبيل المثال فصياغة الذهب تكون أفضل من صنع حزمة سروج ببراعة، ذلك يفضل بالنسبة للذهب والأشياء الأخرى كالخشب والصوف.

ثانيا: لأن حجج هذا العلم أقوي من أية حجج للعلوم الأخرى.

ثالثا: لأن العمل في تلك المسألة سيكون أكثر خطورة وأعظم ميزة، وبالمقارنة مع العلوم الأخرى نجد أن جميع أدلة الأفضلية وعلامات الترجيح موجودة في هذا العلم.

و بملاحظة 'المعروف' و'المعلوم' يبدو أن هدف هذا العلم هو الحقيقة، وأنه من غير الممكن مقارنة الأشياء الأخرى الموجودة في جلال هذا العلم وعظمته. وبالنظر إلي تحقيق الدليل وتأييد البرهان، فإنه من الراسخ أن المشاهدة أقوي من الجدل.

وعلماء الكلام يعتقدون، أنه مما يتفق مع الشرع، أن الحق تعالي سوف يعطي الإنسان العلم الضروري عن صفاته ووجوده، ولأن ذلك 'علم' شرعي، فاكتساب معرفة من هذا النوع تكون يقينا أرفع من تلك المعرفة التي تتطلب حمل مشاكل الملاحظة وجهود التعقل، والهبوط إلي مواقع الشك وإقامة الشكوك. وأحد الصوفية سئل مرة، ما الدليل علي وجود الصانع؟ أجاب: بالنسبة لي لقد أغني الصباح عن المصباح، وواحد آخر من الصوفية قال أيضا: 'إن المظهر الخارجي للفرد الذي يبحث عن الحقيقة من خلال ألوان الجدل يكون مثل الباحث عن الشمس بواسطة المصباح 'ولأن علماء الأصول قد قبلوا ووافقوا علي أن الحق تعالي في العالم الآخر سوف يوهب الإنسان إدراك الكشف ليري الله بلا واسطة، بلا جدل، بلا برهان وتنبه، وبلا اعتبارات مع أهل الحقيقة. وطبقا لهذه المبادئ تنشأ ادراكات من هذا النوع في قلب الإنسان لكي يراه 'الله تعالي' في هذا العالم بدون أي توسط أو برهان. وذلك طبقا لما يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأي قلبي ربي 'وعلي كرم الله وجهه يقول : 'لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا'.

وليس مناسبا هنا تفصيل الأسرار المحجوبة في مثل هذا المقام.

وبنظرنا إلي الأهمية فإنه ليس هناك من شك فبالنسبة للإنسان، ليس هناك أكثر أهمية من السعادة العظمي، وبالأحرى فلا يمكن بحث جميع المطالب في رسالة مختصرة. أما أعظم معاني النجاح فتكون في المعرفة. ولذلك فإنه من كل النواحي يثبت لنا أن المعرفة 'الصوفية' أرفع من كل المعارف.. والجنيد¬ رحمه الله قال: 'لو أنني أعرف أنه في هذا العالم تحت السماء يوجد علم أشرف من تلك المعرفة التي عاينها المحققون، لشغلت نفسي بشرائه، وكنت قد اجتهدت لإيجاد أفضل الطرق حتى أفوز به'.

الفصل الثاني:

في ظهور أهل البداية

إن البرق الأول، ذلك يأتي لأرواح المحققين 'أهل الحقيقة' من حضرة الربوبية، إنما يكون عبارة عن عوارض وطوالع 'لوائح وبوارق'، وتلك الأنوار التي تسقط علي روح الصوفي السالك، من عالم القدس 'العالم الأبدي'، إنما تكون مبهجة. إنها تتدفق مثل هذا: برق خاطف يلمع فجأة ويختفي فجأة 'وهو الذي يريكم البرق' ومن وجهة النظر الثانية فإن هذه البروق الخاطفة تشير إلي 'أوقات' أهل التجريد، والصوفية تسمي العوارض 'بالوقت' ولذا وجدنا أحد الصوفية يقول: 'الوقت أمضي من السيف' وقالوا أيضا: 'الوقت سيف قاطع'، وفي كتاب الله تعالي إشارات عديدة علي ذلك كما قال: 'يكاد سني برقة يذهب بالأبصار' وسئل أبو بكر الوسطي 'من أين يأتي انزعاج بعض الناس عند سماعهم للموسيقي؟ فأجاب:
'هناك برق يظهر ثم يختفي' واستشهد بهذا البيت:

خطرت في القلب منها خطرة
خطرة البرق ابتدأ ثم اضمحل

ويقول الله تعالي في كتابه الكريم: 'ولهم رزقهم منها بكرة وعشيا ولا تأتي هذه البروق في كل الأوقات أي لا تكون ثابتة إنما هي تخطر وتعترض في أوقات 'غير محددة'. وعندما تزداد رياضة الزهد Ascetic، فإن البوارق تأتي غالبا أكثر، حتى تصل إلي حد معين. وعندئذ:
فعندما يمعن الإنسان فيها نظره، فإنه يري بعض أحوال العالم الآخر. وفجأة تصبح هذه البوارق الخاطفة These dazzling lights متتابعة، 'وربما بعد تأثيرها' وكما هو معروف فإن النبي عليه الصلاة والسلام يقول في شرح هذه الحالة: 'إن لربكم في أيام دهركم نفحات رحمته فتعرضوا لها' وفي وقت الفتوح، فإن المحب السالك يبحث عن مساعدة الفكر اللطيف والذكر الخالص، ضد هواجس الرغبات الشهوانية، من أجل استرجاع واستعادة هذه الحالة. وإنه لمن الممكن أحيانا أن تأتي هذه الحالة لواحد دون تدريب علي الزهد، ولكنه مع ذلك يظل جاهلا.

ولو أن فردا انتظرها في أيام الأعياد عندما يذهب الناس لأماكن العبادة، وعندما ترتفع الأصوات بالتكبير الصاخب والضجة العالية تأخذ مكانها، وأصوات الصنجات وانتشار العازفون، فلو كان الإنسان ذا فطنة وله طبع سليم وقدرة علي تذكر الأحوال القديمة، فإنه سوف يجد هذا التأثير في الحال، وسيكون في غاية اللطف. وفوق ذلك فإنه في المعارك الحربية عندما يقف الناس وجها لوجه ويعلو صخب المحاربين، وصهيل الجياد وأصوات الطبول، وحين تصبح أحزمة الجنود أكثر ارتفاعا، وينجذب الناس في الحرب ويستلون السيوف من أغمادها، فلو أن شخصا ما، حينئذ، له قليل من طهارة القلب، ولو أنه لم يتدرب علي الزهد، فإنه سوف يدرك هذه الحالة بشرط أن عليه في ذلك الوقت تذكر الأحوال القدسية، وحملها لذاكرة الأرواح الراحلة، ومشاهدة القدس، وصفوف الملأ الأعلى.

وبالمثل لو أن شخصا امتطي صهوة جواد يجري بسرعة، واعتقد أنه ترك الجسم جانبا وأصبح وقورا جدا، وذهب إلي حضرة الوجود الإلهي في حالة الروح علي وجه الحصر ليكون ضمن صفوف القديسين فتأثير هذه الحالة يظهر له، مع أنه يتدرب علي الزهد
. فهناك أسرار لا يمكن فهمها إلا عدد قليل فقط، وعندما تأتي هذه البوارق للبشر فإنها تؤثر علي المخ لمدي معين، وربما يظهر في المخ والأكتاف والظهر.. الخ، غير أن الوريد يبدأ في النبض اللطيف، وهو يحاول أيضا السماع التام، وهذا هو المقام الأول.

الفصل الثالث:

في السكينة

وأخيرا فعندما تصل أنوار السر إلي أعظم درجة فإنها لا تمر سريعا وتبقي لوقت طويل، ولذا تسمي 'السكينة' وبهجتها تكون أكثر تماما من لذات البوارق الأخرى. وعندما يعود الإنسان من السكينة، ويرجع إلي حالته الإنسانية العادية فإنه يكون عند انفصاله مفعما بالندم، ناظرا لواحد من القديسين الذي قال:

يا نسيم القرب ما أطيبكا
ذاق طعم الأنس من حل بكا
أي عيش لأناس قربوا
قد سقوا بالقدس من مر بكا

والسكينة ذكرت في القرآن المجيد في كثير من الأحيان كما يقول عز وجل:

'فأنزل الله سكنته' وفي موضع آخر يقول: 'وهو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم' والذي يحقق السكينة فإنه يدرك ما لا تدركه عقول البشر، وينال معرفة الأشياء المجهولة، وفراسة عقله تصبح تامة.

والمصطفي عليه الصلاة والسلام علمنا فقال: 'اتق فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله'،
وعن عمر رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال أيضا 'إن في أمتي محدثين ومتكلمين، وأن عمر منهم'، وقال عن عمر رضي الله عنه 'إن السكينة تنطق علي لسان عمر'.

وصاحب السكينة يسمع أصوات البهجة العليا من الجنة العالية، والمخاطبات الروحانية تصل إليه، وعندئذ يصبح مطمئنا، كما يذكر الوحي الإلهي 'ألا بذكر الله تطمئن القلوب'.

وصاحب السكينة يشاهد الطراوة، وصور اللطف الإلهي خلال لذة اتصاله بالعالم الروحي. ومقامات أهل المحبة تتوسط المقامات وفي الحالة التي بين اليقظة والنوم، فإن صاحب السكينة، يسمع أصوات رهيبة وضوضاء غريبة في وقت غشيان السكينة ويري أنوارا عظيمة، وربما يصبح ولا عون له 'عاجزا بائسا' عند غزارة البهجة. وهذه الحوادث إنما تحدث للباحثين عن الحقيقة، ولا تعبر عن حالة جماعة أغلقوا عيونهم في سريتهم التامة وخيالهم العقيم، إذا ما أحسوا بأنوار الحق، ولذا فإن الكثيرين ليصدمهم الندم، 'وخسر هنالك المبطلون'

( يتبع السهر وردي )
01-30-2005, 10:33 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
منى كريم غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 621
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #12
مقتطفات صوفية
ثانيا: القسم الثاني:
في النهايات

الفصل الأول: في الفناء
Annihilation

وتصبح السكينة كذلك إذا ما حافظ الإنسان عليها بعيدا عن نفسه، وهو ما لم يستطع فعله.

ويصل الإنسان إلي هذا المقام كلما أحب، وتخلي عن الجسد، وذهب لعالم السلطان والقدس، وقد وصل زهده إلي أعالي السموات، وكلما أحب أو رغب فإنه يستطيع فعل ذلك. ولذا فكلما نظر إلي نفسه فإنه يصبح سعيدا لأنه يميز النور الإلهي ساقطا عليه. ولكنه حتى الآن لا يبلغ مرتبة الكمال 'لأنه مادامت النفس مبتهجة باللذات من حيث هي كذلك فإنها لا تصل إلي مرتبة الكمال'. فإذا ارتقي اجتهاده، فإنه يعبر أيضا هذا المقام 'يقصد مقام السكينة' وهو يعلو فوق هذا المقام لأنه لا ينظر في نفسه، ومعرفته لوجوده تصبح فانية أيضا، فهو يفني تماما عن وجود وهو ما يسمي بالفناء الأكبر Fana - i - akbar 'غيبة عن الشعور بالذات واللذات' وعندما ينسي نفسه وينسي نسيانه لنفسه كذلك، فإن ذلك يسمي 'فناء عن الفناء' Fana- der - Fana'ولأن الناس' لا يزالون يلتذون بالمعرفة فذلك يعد خسرانا، وشركا مقنعا 'الخطاب منصرف للناس'.

ومن جهة أخري فإن الإنسان لن يصل للكمال إلا عندما يفني معرفته في 'العارف' لأنه مازال يبتهج ويلتذ 'بالمعرفة' وبالمثل فهو يفعل ذات الشيء بالنسبة 'للعارف' 'حتى لا يكون قد طلب معرفته لأنه طلب العارف ويعود إلي نفس الدور' ، لأنه عندما يكون بمفرده في العارف، يتخلى عن التفكير في المعرفة أو الاتجاه إليها. وعندما تختفي المعرفة الإنسانية.

ذلك فهذه الحالة تسمي بالطمس أو المحو Obiliration وتصبح مقاما 'كل من عليها فان ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام'.

وأحد الباحثين عن الحقيقة بشأن التوحيد يري أن توحيد 'لا إله إلا الله' يعبر عن توحيد العوام، وأن صيغة 'لا هو إلا هو' تعبر عن توحيد الخواص وهو بهذا قد اخطأ في تصنيفه، ذلك لأن هناك أربع درجات وخامستها هي التوحيد:

أما الدرجة الأولي: فهي 'لا إله إلا الله' وهو توحيد العوام الذي ينفي الألوهية عما سوي الله، فهم سائر الناس ممن لا يضيفوا الألوهية إلا لله. وفوق هذه الطائفة هناك طائفة أرفع عند مقارنتها بالسابقة وهي:

الدرجة الثانية: وهم من يقولون 'لا هو إلا هو' وهؤلاء أعلي ومقامهم أعلي لأنه في حين أن المجموعة الأولي تنفي الألوهية فقط عما سوي الله، فإن هؤلاء لا يقيدون أنفسهم بنفي الحقيقة عما هو غير حقيقي، إذ أنهم في مواجهة الوجود الإلهي الحق بنفوق جميع صور الوجود الأخرى. فهم ينفون عن الهو الإلهي كل أنواع 'الهو' أي أنه لا أحد غيره 'هو' يقدر علي أن يسميه 'هو' لأن كل 'هو' يصدر عنه ويشتق منه، ومن هنا فإن الهواية Heship مقصورة عليه وحده دون سواه وفوق هذه الطائفة هناك طائفة أخري وهي:

الدرجة الثالثة: وأصحابها يقولون انه عندما يدعو واحد الآخر 'بيا أنت Asthou' فإنه حينئذ يفصله عن نفسه ويؤكد الثنائية، والثنائية أبعد ما تكون عن عالم الوحدة، إنها درجة من يقولون 'لا أنت إلا أنت' وهؤلاء اسمي من سابقيهم، إذ أنهم لا يسمون الله بضمير الغائب وكأنه شيء غائب، وينكرون كل 'أنت' تريد أن تشهد علي نفسها بذلك، إنهم يفنون أنفسهم ويفتقدونها في حضرة الألوهية، ولذا فإنهم في درجة أعلي من كل هذه الدرجات جميعا وهي:

الدرجة الرابعة: يقولون 'لا أنا إلا أنا' وهم بهذا يتكلمون أصدق من سابقيهم جميعا، ولأن كل من يخاطب تقوم بينه وبين من يخاطبه مسافة، لذا يعد 'مشركا' لقوله بوجود الثنائية وجودا فعليا، ولهذا كانت صيغة الكمال في التوحيد هي 'لا أنا إلا أنا' وصيغة الأنا، والهو، والأنت كلها انعكاسات غير ضرورية زائدة علي ماهية وحدة الوجود الذاتي القيومي ، ولذا فهذه الصيغ تعد حجبا أمام التوحيد الحق. ولذا فإن هؤلاء الذين تقدموا في الطريق 'الصوفي'
يغرقون Submerged هذه الكلمات الثلاثة 'هو، أنت ، أنا' في بحر الفناء والمحو، وعندئذ تسقط كل الأوامر والنواهي والعلاقات وتختفي كل اشارة 'كل شيء هالك إلا وجهه' وهذا هو المقام الرفيع. وطالما أن المرء محصور في الناسوتية، في هذا العالم، فإنه لن يصل إلي عالم الأبدية، وذلك الذي لا يوجد فوقه مرحلة أخري، لأنه ليس له نهاية.

أما الموجود الورع فيتساءل: 'ما هو التصوف؟' ويجيب 'أوله الله وآخره لا نهاية له'.

الفصل الثاني:
في أن الأكثر علما، يكون أكثر كمالا

هناك آثر معروف جيدا يقول: 'ما اتخذ الله وليا جاهلا قط' وصاحب أعظم الشرائع صلي الله عليه وسلم بكل كماله كان مأمورا بأن يزيد من علمه، والله تعالي أمر بذلك 'وقل ربي زدني علما'
ويقول النبي عليه الصلاة والسلام في واحد من أحاديثه المباركة: 'ليس صباحا ذلك الذي يأتي عليك دون أن تزداد معرفة'

ولما كانت هذه هي حالة النبي صلي الله عليه وسلم فكيف تكون حالة الآخرين.

وبالنسبة للمعرفة التي تأتي للعارف عن طريق الكشف فلا يسري عليها التقسيم إلي باب طلاق وخراج ومعاملات، ذلك أن هذا التقسيم تخضع له العلوم الظاهرية وحدها، ذلك أن هذا العلم يأتي عن طريق اكتشاف أحوال الوجود الذاتي Self - Existence والإلهي، والحماية الإلهية، وترتيب نظام الوجود، وعالم الملكوت والأسرار الخفية في السماء والأرض، كما يقول الله تعالي: 'قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض' بيد أن كشف سر القدر وإفشائه يعد كفرا 'اللهم إلا عند من تذوقوا هذه المقالات' كما يحرمه قول النبي صلي الله عليه وسلم بالتحديد 'القدر سر الله فلا تفشوه' ، وأهل الحقيقة متفقون علي أن إفشاء سر القدر يعد كفرا، وهم متفقون علي ذلك أيضا فيما يخص علم الإنسان بالحقيقة، ذلك الذي لا يمكن التعبير عنه خشية أن يمارسه كل الناس، لأن جمال الجلال الإلهي والأحدية فوق ذلك جميعا، لأنه مقصد كل الواردين، ومطلب كل رسول ، وغاية الباحثين عن الحقيقة 'وقليل من عبادي الشكور'.

وفي الطبيعة الإنسانية علي الرغم من أن العدد الأكبر من جوارح الإنسان ليست سوي 'نقطة حسنة واحدة' في أفق الإبداع الإلهي 'فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين' لذا ففي بنية الشخص علي هذا الشكل، وبهذه الجوارح والخصائص العديدة، وبنية الطبيعة البشرية بتركيباتها المتعددة، ليست سوي تعبير عن قدرة واحدة تصنع الترقي، ولذا فإن حالة تعمير المكان يسري عليها نفس جوهر الحكمة. بعد ذلك فإن القول والتصريح أفضل من عدم التعبير كما يقول هذان المقطعان:

في ركن الحانة كثير من الناس يقرأون أسرار لوح الوجود
بعيدا عن سر أحوال وآلام الأفلاك
ولذا يعرفون، وعندئذ يبتهجون ويسعدون

والإنسان صاحب النظرة والبصيرة سوف يبحث دائما عن الأشياء والحقائق الغريبة، وإلي حد بعيد سوف يعبر تبعا لخاطره ونيته. والحسين بن منصور الحلاج رحمة الله عليه قال.. 'الحب بين ذاتية يصبح راسخا عندما لا يبقي بينهما سر مستور' ولذا فعندما يصبح الحب كاملا فإن الأسرار الخفية والعلوم المحجوبة وزوايا الأشياء الموجودة لا تبقي مخفية أو مجهولة عنه، من هنا كانت غاية كمال الإنسان هي تحقيق صورة الحق تعالي، لذا فإن علم الكمال يكون صفة فيه، والجهل يصبح نقصا فيه، وهذا يصل بنا 'إلي أن من يدرك أكثر عن حقائق وجوده، عندئذ يصبح أفضل' وباختصار فالجهل قبيح وبشع.

الفصل الثالث:

إثبات لذة الإنسان ومحبته تجاه الله تعالي

أما مذهب المتكلمين وأهل الأصول فينفي إمكانية الصداقة بين الله والإنسان ، لأن الصداقة عندهم هي رغبة الروح للوجود المتجانس، والحق تعالي فوق أي تجانس لتعاليه مع الخلق. وطبقا لما يقولونه فإن المحبة تكمن في طاعة الإنسان لله.

أما أهل المعرفة فيؤكدون المحبة واللذة في ذلك التجانس باعتباره ليس حالة تحدث بالنسبة لهم ولكن لأنه أحيانا ما يحدث أن إنسان أحب لونا ما أو موضوعا ما، علي الرغم من عدم تجانس حقيقته معه. فالمحبة تجاه الله تعالي ليست علاقة تتم عن طريق القدرات الحيوانية، وبالأخص فإنه توجد نقطة إلهية في الإنسان تعد مركزا لأسرار الحقيقة.

وهذه المحبة متعلقة بالبهجة Dhauq والمحبة موجودة ومتحققة في هذه الصورة: متع M شخص عندما يتصور حضوره مع آخر، وفي هذا التجانس لا يوجد ثمة شرط اكتساب الرغبة والشوق والعشق هو المحبة التي تتخطي الحدود، والمحبة تؤدي إلي Yearning . فكل مشتاق يكتسب بالضرورة شيئا واحدا معينا وليس شيئا آخر غيره، لأنه لو اكتسب كل الجمال المعشوق، فلن يبقي راء رؤيته، ولو أنه اكتسب ولم يعرف شيئا فإن لذته ورغبته ستكون ناقصة. لذا فإن كل شوق إنما هو اكتساب لشيء لم يكن مكتسبا. والشوق نقص إذن، لأنه يستلزم ما لم يكن مكتسبا.

ومقالة إثبات العشق تعني اكتساب الكمال بالنظر إلي شيء ومعرفة الاكتساب. وعندما يتحقق الكمال بالنظر إلي الأشياء المكتسبة، فإن المكتسب يكون غافلا عنها، إذ المكتسب ليس كمالا. وعندما تكتسب العين الكمال بالنظر للأشياء، فإنها تكتشف ذلك، من إشراق الكشف الإلهي للأشياء اللطيفة وتستلذ بذلك والسمع له لذة انتقاش، وذلك هو كمال متعة السماع للأصوات اللطيفة. وكذلك إحساس الشم للمشمومات اللطيفة، وبالمثل يحدث في كل الحالات، وبتوافر جميع القوي.

وإذا نظرنا إلي النفس العاقلة، فإن كمالها في معرفة الحقيقة وإدراك الحقائق.

ولذا فعندما تكتسب النفس ذلك، فكمالها يأتي عن طريق النظر للأشياء الأسمى التي تظهر عن طريق 'إشراق نور الحقيقة' ويحدث الكمال بالنظر إلي الله، الذي يجعل اللذة الكبرى باقية لأنها إدراك أعلي.

والروح الإنسانية تكون أرفع عند أهل الحقيقة، والحقيقة في ذاتها أعظم 'ما هو معروف'، ولذا فاللذة المتولدة عنها عن معرفة الحقيقة تكون أكثر كمالا، والإنسان الواهن الضعيف لا يكون لديه إحساس بمتعة الجماع علي الرغم من سماع أن الناس يستمتعون بها بملء إحساسهم. ورجل قديم قال حسنا 'من لم يذق لم يعرف'. يستمعون وهذه هي قصة إثبات اللذة والمحبة:
ففي أيام الإمام الجنيد رحمة الله عليه شهروا بالصوفية وغلام خليل وعدد من المتكلمين والفقهاء قد شنعوا علي إخوان التجريد Seclusion كما أفتوا بإلحادهم وكفرهم، ولفقوا فتاوى ووثائق. وفي إبان هذه النكبة استعاد الجنيد ذاته، وأمير القلوب أبو الحسن النوري. والكتاني والزقاق وعدد من كبار الجماعة عقد لهم محاكمات وقصد السياف قتلهم. وقصة أبي الحسن النوري '290 ه' معروفة جيدا، ولقد عجلوا بقتله 'لم تذكر المراجع التي ذكرناها في الهامش أنه قتل وإنما ركزت علي موته في بغداد سنة 290 ه أنظر الهامش. وسئل عنه فقال: أنني أردت أن أضحي من أجل إخواني بلحظة حياتي الوحيدة التي بقيت 'وهذه القصة منقولة عن الخليفة، ونقلت كعلة علي تحررهم تحرر أهل الحقيقة ولقد حاولوا من قبل ظلم ذي النون المصري ولكن الحق تعالي، وهبه تحرره.

فصل: في خاتمة الكتاب

إن الذات الإنسانية المنقسمة يصبح علمها منقسما غير رفيع بالتالي، لأن المعرفة في هذه الحالة ستكون منقسمة أيضا، وتقسيمها هو سبب تقسيم المعرفة.

والحلاج يقول 'الصوفي لا يقبل ولا يقٌبل، ولا يتجزئ ولا يتبعض' وقال أيضا عند صلبة
Qucification: 'حسب الواحد إفراد الواحد له'

وهؤلاء الذين يرغبون في التخلص من مشغل العنكبوت، وتحريك التسعة عشر حجابا في أنفسهم، وهم خمسة إحساسات خارجية وأخري داخلية، كما يوجد اثنتان سريعة المشي بحركات مرئية، وسبعة بطيئة المشي بحركات غير مرئية. وكلها بالنسبة لك صعبة القيادة لأن الإنسان كيفما 'عندما' بطير، فإن هذه الطيور 'الإحساسات' تطير علي رأسه وتحيره PerPlex him ، والطيور جميعا خاصة الداخلية منها، تصعب مقاومتها وبينهما جزيرة يسكنها أناس ذوو أرجل نحيلة، وعندما يريح الإنسان فإنهم فجأة يظهرون رجولهم ويضعونها في عنقه ويعوقون تقدمه، حتى أنه لا يجد ماء حياته. 'الإشارة إلي ربقة الحواس وكيف تعوق الإنسان عن رؤية الحقيقة'. إنني قد سمعت أنه لو أن شخصا صعد فلك نوح عليه السلام آخذا عصا موسي عليه السلام في يده، فإنه حينئذ سوف يتحرر منها . (إشارة
لهجر الوجود الحسي).

تمت رسالة صفير سيمرغ

بحمد الله تعالي

(شهاب الدين

الهوامش

* لغة مواران: لغة النمل

رسالة صوفية لشهاب الدين السهروردي فارسية الأصل ترجمها أوتوشبيس وختك إلي الإنجليزية في كتاب ثلاث رسائل صوفية مع رسالتي صفير سيمرغ ورسالة الطير، وترجمتها جميعا إلي العربية لأول مرة فيما يبدو، وترجمت المقدمات التي وضعها شبيس وختك للرسائل كلما كانت موجودة، وأثبت ذلك في نهاية الرسالة. وكتاب ثلاث رسائل صوفية موجود تحت رقم 4245 س بدار الكتب المصرية قسم التسجيل والتواصي

* قرآن كريم: سورة طه آية 113

*السيمرغ الصوفي: إشارة إلي روح القدس 'انظر د. عبدالرحمن بدوي في شخصيات قلقة' ورسالة صفير سيمرغ هي ضمن كتاب ثلاث رسائل صوفية للسهروردي والذي صنفه وترجمه إلي الإنجليزية شبيس وختك وهذه هي ترجمتي العربية. 'أنظر أيضا مادة سيمرغ الموسوعة الإسلامية 'دائرة المعارف الإسلامية مادة سيمرغ'.



يحي بن حبش السهروردي)

شربنا على روض الربيع المهفهف
فجاد لنا الساقي بصهباء قرقف


فلما شربناها و دب دبيبها
إلى موضع الأسرار قلت لها قفي


مخافة أن يسطو عليّ شعاعها
فيظهر جلاّسي على سريّ الخفي.

رفرفة أجنحة جبريل

إنني تسللت من دار النساء وتفلّت من بعض أحزمة الأطفال ولفائفهم عند المساء وكنت احمل مشعلاً، فتوجهت إلى حراس قصر أمي. وعند بزوغ الفجر نازعتني الرغبة إلى الولوج في سرداب أبي، وهو ذو بابين، أحدهما يقود إلى المدينة والآخر إلى الريف المنعزل، فأغلقت باب المدينة ودخلت الباب المؤدي إلى الريف، فعاينت عشرة شيوخ صباح. تهيبت مرآهم فأخذ مني الخوف كل مأخذ وانتابني الرجف، وما لبثت أن شجعت نفسي وهممت بالسلام على الشيخ الذي كان في طرف الصف. فسبقني إليه مبتسما، فقلت : من أين جاء هؤلاء السادة؟ قال : إننا قوم متجردون أتينا من حيث" لا مكان". فلم افهم كلامه، وقلت : كيف تشغلون معظم أوقاتكم؟
قال : إننا نشتغل بالخياطة، قلت : ولماذا يعتصم رفاقك بالصمت؟
قال : إنني أنطق بلسانهم، لأنهم لا يحاورون أمثالك. ونظرت فإذا ركوة مطروحة في حوض، وهي ذات أحد عشر ثنياً، وفي داخلها ماء، يخالطه رمل كثيف، ويحيط بذلك الرمل جمع من الحيوان. فاستوضحت الشيخ في أمر تلك الركوة، فقال إن الثني الأول الذي يتميز بحجم أكبر من سائر الثنايا، وقف على الشيخ القائم فوق الآخرين يرتبه ويبدعه كما يشاء. وكذلك بالنسبة إلى الثني الثاني مع الشيخ الثاني، فالثني الثالث مع الشيخ الثالث، وهكذا حتى يصل الترتيب إليّ. فسألته ما هي العلاقة بينك وبين هؤلاء الشيوخ، فقال : إن الشيخ الذي يضع سجادته على صدره هو دليل الشيخ الثاني وأستاذه و مربيه. كذلك الثاني مع الثالث و الثالث مع الرابع. أما أنا فقد أدرجني الشيخ التاسع في جريدته وسلمني الخرقة وأولاني العلم. ومضى يقول : واعلم انه ليس لنا زوج، ولكن لكل منا ولد ورحى تدور. وقد أقمنا على كل رحى ولداً يتعهدها، فهو يرقبها بعين، ويركز نظره باستمرار نحو أبيه بالعين الأخرى. أما رحاي أنا فتتألف من أربع طبقات، ولي أولاد كثر يعجز أمهر الحاسبين عن إحصائهم، ففي كل لحظة يتكون لي عدد وافر من الأولاد فأرسل كلاً إلى رحاه. ويتعين على كل منهم وقت يتولى خلاله إدارة تلك الرحى. فإذا انقضى الوقت حضروا إليّ ولم يفارقوني بعدها أبدا، ويكون آخرون من أولادي الجدد قد توجه كل إلى رحاه، تلك هي القاعدة. فقلت للشيخ : من أين جاءك هذا الإخصاب والنسل المتجدد دوما؟

قال : إعلم أنني لا أتبدل بطبيعتي، وليس لي زوج، بل جارية حبشية لا أنظر إليها أبدا، تجلس بين الأرحاء وهي تحدق في رحاها الخاصة وحركة دورانها، وكلما اتجهت نحوي حدقة عين الصبية السوداء في أثناء الدوران، تكوّن في حشاها ولد مني دون أن تبدر عني حركة أو يصيبني تغيّر.

فقلت للشيخ : وهلاّ كشفت لي ما هو جناح جبريل. قال : إن لجبريل جناحين أحدهما الأيمن وهو نور خالص ومطلق، ولا علاقة لوجود هذا الجناح بغير اللّه، أما الجناح الأيسر فتنتشر عليه سمة سوداء هو وجوده الممكن الذي يتجه جانب منه إلى العدم. وقد جاء في الآية :"وجاعل الملائكة رسلاً أوليّ أجنحة مثنى و ثلاث ورباع ". ويبدو من الآية أن "مثنى" أقرب الأعداد إلى الواحد. واعلم أن الظل الذي يحدث عالم الزور والغرور يتحدر من جناح جبريل الأيسر المتشح ببعض الظلمة. وهذا ما تعبر عنه الآية :" وجعل الظلمات والنور "وقد تكوّن من "الظلمة" الوارد ذكرها في الآية عالم الزور، أما "النور" فهو شعاع الجناح الأيمن.

وسألت الشيخ بعدها : و ما هي صورة جناح جبريل؟ فأجاب : ألا تدري أيها البصير أن هذه كلها رموز إن أخذتها بمعناها الظاهر لوجدتها تخيلات باطلة ؟ فقلت أخيرا : وأين التي قال اللّه عنها : " أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها" ؟ قال : ذلك هو عالم الغرور .

ولما طلع الصبح البهي على بيت أبي أغلق الباب الخارجي، وانفتح الباب المؤدي إلى المدينة. فدلف التجار إلى أشغالهم، واحتجبت عني جماعة الشيوخ، وأقمت في شوق إلى مرآهم.

قلت : ألا تعلمني علم الخياطة ؟ فتبسم و قال : يا للأسف ، ليس لأشباهك ولنظرائك قبل بهذا، فإن ذلك العلم غير ميسر لنوعك، وذلك أن خياطتنا لا تتعلق بعملية وقصد وآلة. على أني أعلمك من علم الخياطة قدر ما يمكنك من تصليح خرقتك الخشنة المرقعة.

الغربة الغريبة :

وفي كل مساء كنا نشرف على الفضاء،من كوة في القصر، وتزورنا بين الحين والحين حمامات من اليمن تومض من الجانب الأيمن الشرقي فنحنّ إلى الوطن ونشتاق إليه. وفي ليلة قمراء دخل علينا الهدهد يحمل إلينا الخلاص، فقال لنا : جئتكما بنبأ. أعطانا رقعة من أبينا كتب عليها أن التخلص من غيابة الجب مرهون بالاعتصام بحبل الفلك القدسي، وبقتل الزوج، وبركوب السفينة والتوجه إلى حيث نؤمر. فنفضت عندها ذيلي وسرت مع أخي و الهدهد حتى إذا سامتت الشمس الرؤوس ووصلنا إلى طرف الظل ركبنا السفينة باتجاه صومعة أبينا القائمة على جبل طور سيناء إلا أن الموج حال بيني وبين ولدي فغرق. ولما أشرفنا على الصبح علمت أن القيروان التي تعمل الخبائث ستسام عذابا عظيما.

و كنا قد تركنا الغنم في الصحراء فأتلفتها الزلازل،ولما انقطعت المسافة رأيت الأجرام السماوية، واتصلت بها، وسمعت نغماتها، وتعلمت إنشادها حتى انقشع الغمام وتخرقت المشيمة. وإذ بي أعاين صخرة عظيمة على قلة جبل كالطود هو طور سيناء والصخرة صومعة أبى. عندها صعدت الجبل ورأيت أبي شيخا مسنا تكاد السموات والأرض تنشق من تجلي نوره، فبقيت باهتا متحيرا منه. فسلمت عليه ثم بكيت أمامه وشكوت له من حبس القيروان، إلا أن أبي ذكرني بأنه لا بد لي من العودة إلى الحبس الغربي، لكنه بشرني أنه باستطاعتي أن أصعد إلى جنته هيناً وأنني سأتخلص يوما من الأسر في بلاد الغرب، ثم راح يعين لي مسكن والده، وجده، ويخبرني أن أجداداً كثيرين يرقون حتى يبلغون الملك وهو النور الخالص.

02-01-2005, 02:05 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
إبراهيم غير متصل
بين شجوٍ وحنين
*****

المشاركات: 14,214
الانضمام: Jun 2002
مشاركة: #13
مقتطفات صوفية
02-01-2005, 06:18 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
منى كريم غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 621
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #14
مقتطفات صوفية
اذهب ، فقد جفّ القلم
مولانا جلال الدين الرومي



لابد من مهلة لكي يصير الدم حليباً نقياً .

الشعرة في العين تكون كالجبل العظيم .

أيها الفم ، إنك فوهة الجحيم .

هناك فروق شاسعة بين المحقق والمقلد ، فإن هذا مثل داود ، وأما ذاك فمثل الصدى.
الخفاش الحقير ليس عدواً للشمس ، لكنه في حجابه عدو نفسه ، فإشراق الشمس هو الذي يقتله .

ولكن ، هل كانت الشمس تتحمل منه قط عناء ؟

الأذن سوقية ، وأما العين فأهل للوصال ، العين من أصحاب الحال ، أما الأذن فمن أهل المقال .

إنك قد رأيت الصورة ولكنك غفلت عن المعنى .

فالتمس الدرة من الصدف لو كنت عاقلاً .

كان في ألم من أجل الماء مثل السمك .

إ كنت تميل إلى الجدران ، فتخلص من القديم .

لقد حبست المعنى الحر الطليق ، وبذلك جعلت الهواء أسيراً للحروف .

لابد له من الصمت بعض الوقت حتى يتعلم الكلام .

إنه المبدع الذي لا يتبع أستاذاً ، وسند الجمع الذي لا يستند على شيء .

يا من كنت تحرق الروح من أجل الجسد ، إنك أحرقت الروح وبها أضأت الجسد .

فلأضربن الحرف بالصوت والكلام حتى أستطيع الحديث معك بدون تلك الوسائل الثلاث .

ماذا يضيرني لو يقع الخراب ؟ إن كنزاً ملكياً سيكون تحت الأنقاض .

إن هذه الأرض ، وتلك السماء - على سعتهما - مزقتا قلبي إربا بضيقهما .

ولكن ما الصورة إذا جاء المعنى ؟

وماذا يعرف الحصان - بدون راكبه عن رسم الطريق ؟

فمن أجل أن يعرف الطريق الملكية ، لابد له من فارس ملك ؟

الصديق مثل الذهب والبلاء مثل النار ، والذهب الخالص يكون سعيداً في قلب النار.

إن الدم ليتفجر من فمي مع الكلمات

انزع قيد الجسد من قدم الروح ، لتكون قادرة على التجوال حول المنتدى .

لا تقل إن كل هذا خيال وضلال ، فليس في العالم خيال بدون حقيقة .

اذهب ، واسع وراء المعنى ، يا عابد الصورة ،
إن المعنى جناح لجسد الصورة .

لو أنني خطوت خطوة أخرى ، فسوف أحترق .

كانت الكواكب تؤثر فيه ، ثم أصبح - بعد ذلك - أميراً للكواكب .

المرء مع من لا يفهمه مثل السجين .

إن إيضاح هذا الكلام يتطلب شرحاً ، ولكنني خائف من الأفهام البالية .

انك حين تطرق باب المعنى يفتح لك .

في اختلاف الحروف قلق وشك .

بينما الناس يبصرون السماء ، أرى أنا العرش وأهل العرش .

النطق إذ قد جاء فاضحاً للعيب ، فإن من شأنه أن يمزق حجب الغيب .

أنا السيف، أما الضارب به فشمس الحقيقة.

إن القمامة هي التي تدع مكانها حين تعصف بها الريح .

الغضب سلطان على الملوك ، ولكنه غلام لنا.

لا تفضح أمرنا ، أيها السراج .

إن سيف الحلم لأحدّ من سيف الحديد .

إذهب ، فقد جفّ القلم .

الصورة تقفز من المعنى كالأسد من الغابة .

لو كان المثنوي في حجم الفلك لما اتسع .

هاأنذا قد أعددت المائدة .

02-01-2005, 08:08 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
منى كريم غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 621
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #15
مقتطفات صوفية
إبراهيم مليون شكر .. ( الموقع ما فتحش معايا ) ..


شذرات من مثنوياته :
حكيم سنائي



من (كتاب العقل ) :

ـ وأنت كالملك، خفة وسرعة، حذاؤك من الماء، وقلنسوتك من النار.
أحيانا تقبل شفتاك السماء، وأحيانا أخرى تقبل الأرض.
و تستطيع أن تزلزل الجبل الشامخ من أساسه، مع انك لا تملك مثقال ذرة
تراب واحدة.

ـ دفتر البلهاء على صدرك، وغموض الحمقى في رأسك.
فأنت ثروة المجانين، و أنت ظل المنعمين في الجهل.

ـ فانهض واسلك طريق السفر، وانظر فينا إذ أننا موطنك.

ـ عندما تتأمل في نقطة الارتكاز، سوف تقطع آلاف المراحل إلى الأمام.
ـ لو لم يوجد هذا الجسم، لو لا هذا الحجاب
لما أدخلت قدمك بيننا، ولما كان لك أي وزن.

ـ عندما تواجه الطريق لأول وهلة، تشعر بأنها مظلمة.
ـ ترى فيها جبالا، باذخة شامخة، وترى فيها جماعات من السباع والوحوش المفترسة.

ـ و اصعد إلى الدرجة التي ترى فيها العالم كله، وترى ملكا بدون أحزان
وترى عالما بلا ارض أو زمان، وترى ملكا دون مكين أو مكان
فارتفع واتجه إلى العلا، حتى ترفع رأسك شرفا وعزة
وعندما تصل إلى العلا، فسوف تبعد عنك الدنايا
حتى تفتح عيون قلبك، وننظر إليك بدون حجاب
وعندما تنظر إلينا بعين العقل، سوف تدرك ضآلة نفسك وعجزك
وتتجرد من التخيل والتخمين، ولن تستطيع أن تعد نفسك شيئا
فهدئ من حدة كبريائك، واستعد
لترى في قلبك حجتنا، لترى التاج والعرش وملكنا.

ـ إن الجاهل يسمع كلامه فحسب، دون أن يلتفت إلى كلام الآخرين.

من ( كتاب العشق )

ـ وعندما حل العشق بقلبك، نزع قيد العبودية عني
ثم أعاد احتشام السماط، فرأى في النور انبساط البساط
ورفع عني جميع القيود، فصرت مولى بعد أن كنت عبدا
فتحولت جميع أحوالنا، وتبدلت جميع صفاتنا

* * *


فرفع القيد عني ووضعه عليك، فأنت الآن عبد، وأنا حر
أنت أسيري وأنا أميرك، فكيف يقترب الأسير من الأمير ؟
فانظر وتخيل مملكتك، بل إن أسرك لن يمكنك من هذا

* * *

من (قصر سنائي )

ـ العارفون طيور هذا البستان، والعاشقون صيادو هذه الغابة
بصرهم حاد في ظلمة الليل، في هذا الزمن الأعمى والعالم الغادر
يرون النار وجنة الخلد عيانا، نار العشق في قلوبهم، والدموع في أعينهم

ـ اجمع خواطرك المبعثرة، حتى تكون عالما بالمعنى والحقيقة

ـ إذا استيقظ القلب فالكلام ذكر، وإلا فهو مجرد صوت

* * *


من ( تحريم القلم )

ـ مرحبا بك يا صاحب الحبر الأسود، يا ذا اللسانين، يا من تتحدث بلا روح او قلب.
لسانك يبين كل ما يجري من وهم في الضمير
عندما تبدو حاذقا، تتفتح عين مضيئة في القلب الأسود
عندما يأتي إليك الحبر الأسود، كالمسيح عندما نفخ الروح فيه
أنت موقظ الضمير، وأمير لواء الوهم

* * *


من ( طريق التحقيق )

مر حمار ذات يوم على دكان حداد
قضاءا انبعثت شرارة من الكير على حزمة الحطب
فانبعثت النار في الحطب فاحترق، وفي النهاية احترق الحمار بين ذلك
ومن العجب أن تمر على سقر حاملا حطبا وتنجو بروحك !!
لن تمر وتتجاوز لثقل الحمل، فأنت مأخوذ تحت حمل ثقيل
الأكل والنوم هما عادتك، وهذا نصيبك من السعادة.

ـ لقد خرب الظلم أساس بنيان العالم، واختفى وجه شمس العدل تحت السحاب.
ـ فالظلم مهما كان فاعله فهو سيئ جدا، والظالم مهما كان فهو قبيح جدا
ـ أينما توجه العدل بوجهه، ازدادت النعمة وحلت
وكل مكان تزرع فيه شجرة الظلم، تقتلع منه جذور الملك
ـ العدل شمعة تضيء الدنيا، وظلم الملك نار تحرق الممالك.

ـ فأنا كالشمع أنير المجلس، ودائما ما احرق خيوط روحي
هذه الأشعار من لب روحي، فان خرجت طيبة او سيئة فمن لساني
فلست في الشعر عالة على أحد، و لا أطير بأجنحة أحد أو قوادمه

* * *

من ( كتاب أعمال بلخ )

ـ وكان اثر خدي على الطريق، كأثر خف الإبل
كنت كالطفل الذي لابد له من صعود الجبل
كانت دموعي تجري مثل اللؤلؤ، وكان السيف من كثرة سقوط البرد عليه
مثل الماس
وعلى خلاف الطبيعي، صار قلبي كالحجر، وعيني دامعة كالبدر
صار وجهي مصفرا من دموعي، وظهرت فيه النقاط مثل جلد النمر
وعندما كان الفهد يرى هذا المنظر، كان يهرب خوفا على نفسه وليس
غاضبا
لم يمكث أحد على هذه الجبال، إلا وكسرت عظامه
أصبحت دموعي كالياقوت، برغم انعدام قوتي، وانتهاء قوتي
ولولا خلو بطني من النعيم، ما كنت لأخاف من أي شيء
و كان مؤنسي في هذه الطريق، صوت السباع والحمير.

* * *


من ( سير العباد الى المعاد )

ـ تجولت سنوات طويلة في هذه المقامات للعبرة والنظر والتدبر في الكون
فحينا كنت في بغداد للعلم، وحينا كنت في بيداء الوهم، وحينا كنت في
الفردوس وآخر كنت في الهاوية
حينا كان قلبي شمع طريق الغيرة، وحينا كانت نفسي غريقة في بحر
الحيرة
حينا كنت في الكشف والمكاشفة، وآخر كنت تحت الحجب والستور
حينا كان لطف البسط يسكرني، وحينا كان عنف القبض يدفعني
وحينما مزقت هذه الحجب، وصلت الى حجاب آخر
وهو حجاب ذاته الذي كان من النور، بل كانت حجبا، كل حجاب كان حجابا
لحجاب.



* حكيم سنائي : (ابو المجد بن آدم السنائي الغزنوي ) ولد في منتصف القرن الحادي عشر
الميلادي في غزنة بفارس ثم تنقل بين بلخ وخراسان ونيسابور ومكة. اول
من نظم المثنويات الصوفية.
* من كتاب (مثنويات حكيم سنائي ترجمة يوسف عبد الفتاح)





02-02-2005, 06:14 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
غرامشي غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 11
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #16
مقتطفات صوفية
أبو يزيد البسطامي

هو أراد أن يراني!
(أقوال منتخبة)



ـ عجبت لمن عرف الله كيف يعبده.

وهذا كقول غيره: من عرف الحق لم يعبد الحق.

ـ كنت ديدبان القلب أربعين سنة فعند ذلك أشرفت على نفسي انه هو الرب والرب هو العبد.

ـ اللهم إنك خلقت هذا الخلق بغير علمهم وقلدتهم أمانتهم من غير إرادتهم فإن لم تعنهم.. فمن يعينهم؟.

ـ وسئل: العارف يحجبه شيء عن ربه؟. فقال: من كان هو حجابه أي شيء يحجبه؟.

ـ خرجتُ إلى الحج فاستقبلني رجل في بعض المتاهات فقال: أبا يزيد إلى أين؟ فقلت إلى الحج. فقال: كم معك من الدراهم؟. قلت: معي مائتا درهم. فقال: فطف حولي سبع مرات وناولني المأتي درهم لأن لي عيالاً. فطفت حوله وناولته المأتي درهم.

ـ وسأله رجل: كيف الطريق إليه؟. فقال: غب عن الطريق تصل إليه.

ـ لما صرت إلى وحدانيته وكان أول لحظة إلى التوحيد أقبلت أسير بالفهم فيه عشر سنين حتى كَل فهمي، فصرت طيراً جسمه من الأحدية وجناحه من الديمومة.. فلم أزل أطير في هواء الكيفية عشر سنين طيران بُعد ما بين العرش إلى الثرى ثمانمائة ألف ألف مرة، فلم أزل حتى جاوزت الديمومة ثم أشرفت على التوحيد في غيبوبة الخلق عن العارف وغيبوبة العارف عن الخلق.

ـ غبت في الجبروت وخضت بحار الملكوت وحجبت اللاهوت حتى وصلت إلى العرش فإذا هو خال فألقيت نفسي إليه.

ـ أراد موسى أن يرى الله، وأنا ما أردت أن أرى الله.. هو أراد أن يراني.

ـ ما النار؟. والله لئن رأيتها لأطفئنها بطرف مرقعتي هذه.

ـ قلبي واحد وهمي واحد وروحي واحد.

ـ سبحاني سبحاني ما أعظم سلطاني، ليس مثلي في السماء يوجد ولا مثلي صفة في الأرض تُعرف.. أنا هـو وهـو أنا وهـو هـو.
02-23-2005, 12:53 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
إبراهيم غير متصل
بين شجوٍ وحنين
*****

المشاركات: 14,214
الانضمام: Jun 2002
مشاركة: #17
مقتطفات صوفية

اقتباس:  رحمة العاملي   كتب  
اقتباس:كنت أحب أن أسألك: عندي ميل شديد للتصوف و كنت أريد أن أعرف إذا توفر لديك أي كتابات صوفية شيعية؟ البسطامي مثلا شيعي...السهروري ليس عربي بل هو من سهرورد إيران...هل هناك كتابات صوفية شيعية تخاطب القلب و الوجدان متوفر لديك على مواقع أو حتى كتب تقترح شراءها؟ و لك جزيل الشكر.


عزيزي ابراهيم
القلوب عند بعضها
ولكن قبل ذلك عزيزي لابد من توضيح
وهو ان ما عند الشيعة هو العرفان وهو ليس بطريقة ولا سلسلة من سلاسل التصوف التي تنتهي الى شيخ معين
لان التصوف او العرفان عند الشيعة يبدأ من تعاليم أئمة اهل البيت الخاصة لخواص اصحابهم مثل سلمان الفارسي واويس القرني وميثم التمار وكميل بن زياد النخعي الذين قال فيهم أمير المؤمنين علي عليه السلام : وصحبوا الدنيا بأبدانٍ أرواحها معلقة بالملأ الأعلى فسماهم أهل الملكوت زوارا ودعاهم أهل الجبروت عماراً.
وغيرهم من خواص اصحاب الأئمة

نعم يطلق على العارف عندنا اسم الصوفي تجوزا ولكن العبرة عند عرفاء الشيعة ليست في الخرقة والانعزال بل في المعرفة والوصول
وللعرفان الشيعي ذوق خاص لا يعمم كونه معرفة وجدانية وتجربة خاصة لاختلاف الاستعدادات الفطرية عند الناس ويجب ان لا يخالف الكتاب والسنة
نعم هناك طرق للسير والسلوك عند الشيعة بمعنى انها تشرح كيف تضع قدمك على طريق المعرفة والعشق الالهي وكيفية التخلي والتحلي مشروحة في كتب مثل الاسفار الاربعة للملا صدرا ومنازل السائرين لأبي إسماعيل عبد الله الأنصاري و رسالة السير والسلوك للسيد بحر العلوم الطباطبائي

المشكلة الاساسية التي تصدم الباحث هي ان العرفاء الشيعة لا يتكلمون عن تجربتهم السلوكية بل ويحرمون ذلك على انفسهم وعلى من اطلع على سر من اسرارهم وعادة ما يكتب عن تجربتهم تلامذتهم الخواص (مريديهم) بالمعنى الصوفي وبعد مماتهم لانهم لا يجرؤون على الكتابة عن اساتذتهم في السير والسلوك في حياتهم والا حرموا من الاستفادة منهم وقد يسبب ذلك بموت الاستاذ كمدا وهما لان تلميذه فضح سره
فالذي تحدث عن عرفان العلامة الطبطبائي هو تلميذه الطهراني والذي تحدث عن عرفان السيد على القاضي تلامذته ومنهم السيد الطبطبائي
والغالب على عرفاء الشيعة انهم علماء وفقهاء وفلاسفة ظاهريا كما هو حال السيد الطبطبائي والامام الخميني والشيخ الطوسي
اما بالنسبة لما طلبت عزيزي
فلن اوفر جهدا لادلك على ما كتب في العرفان والتصوف الشيعي
اضافة الى ما ذكرت هناك الشيخ النفري الذي كان معاصرا للحلاج له كتابات رائعة مع الاسف لا املكها الان
وهذا مواقع تهتم بالدراسات العرفانية عند الشيعة مع ذكر الكتب المنشورة
http://www.daralhadi.com/index19.htm
http://www.ri-khomeini.com/arabic/research2.htm
وهذه عينة لشعر الامام الخميني العرفاني المترجم الى العربية من كتاب اسرار الحكمة و العرفان في شعر الإمام الخميني

فراشة شمع صبوح وجهك
أنا المفتون بممشوق بان قامتك
أنا المهيج المضطرب يا سيد الحسن من فراقك
ألا فارفع الحجاب عني, ارفعه, ‏فأنا, مفتضح بك
* *
ماذا أفعل إن لم أكن علي اعتاب دارك؟
ماذا أفعل إن لم أكن مفتون وجهك؟
إن العالم ـ يا روحي ـ أسير وتر من شعرك!
فما أفعل أنا إن لم أكن رهين شعرك؟!
* *
حين أنظر أيها الأحباء جيدا بتفكر
أخرج من قيد وجودي كله
و مكبرا, مكبرا أوجّه وجهي نحو المحبوب
و أنزع عني خرقتي, و انقلب درويشا
* *
ليس في محفل الخلان ذكر لسواك
ليس حراً من لم يتحرّر من قيوده في حبّك
"شيرين" الشفة, "شيرين" المقال
فمّن, مع هذا كله, ليس"فرهاد" أمامك
* *
أيها الحبيب نحن جميعا مبتلون بحبك!!
كلنا محترقون بتذكر صورة وجهك!
إن تبعدنا أو إن تقبلنا عندك
فنحن مقيمون ثابتون في درب آلام فراقك
* *
ليس في أي من القلوب شوق إلي سواك
ليس لنا إلاك منقذ و مجير!
ما من أحد لا يحمل حبك أنت في قبله
عساك ان تلبي صرخات قلبنا
* *

أنظر أيها الحبيب إلي حال فؤادي الناحل
و إلي روحي هذه المبتلاة المريضة
حتي متي تغلق أمام وجهي باب وصالك
ألا يا روحي لا تحبب أذيتي أكثر من هذا
* *
الفؤاد الذي لا يذكرك ليس بفؤاد,
و القلب الذي لا يخفق بحبك ليس سوي طين
و من ليس له طريق علي حبّك
ليس في حياته العابثة ايّ خير
* *
الا ان حاجبك هو قبلة صلاتي
و ذكرك هو ما يحل عقدة سري
و إنني لأشيح بوجه حاجتي عن العالمين جميعا
أن يكن طرف لحظك ملبيا حاجتي
* *
تعال أيها الشيخ فاشملني بشيخوختك
انعشني و إحلني إلي مجنون
لا يمكن أن نجد الحبيب بالعلم و العقل
فخذ عونا من الجهل في هذا السبيل

03-06-2005, 06:29 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
اسحق غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 5,480
الانضمام: Jul 2004
مشاركة: #18
مقتطفات صوفية
الزملاء الأعزاء
يذكر القس صموئيل مشرقي في كتابه " من هو يسوع المسيح " أن الصوفيه تعتقد أن التنزيه لا يشبع رغائب البشر لتجرده من العوامل الروحيه التي بها يتحقق الإعلان الكامل عن الله في " التجلي " والذي لابد أن يتوازن مع التنزيه حتي يكون الله بهما " الظاهر والباطن " 0
تحياتي
03-06-2005, 11:14 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
إبراهيم غير متصل
بين شجوٍ وحنين
*****

المشاركات: 14,214
الانضمام: Jun 2002
مشاركة: #19
مقتطفات صوفية


أنصح بتحميل هذا الكتاب و قراءته بتأني لمن يريدون التعرف على الجانب الصوفي في المسيحي كما هو ظاهر في إنجيل يوحنا و سفر الرؤيا. إليكم الوصلة:

http://www.muhammadanism.org/haddad/gospel...mysticism_1.pdf

(f)
03-08-2005, 09:00 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Jupiter غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,240
الانضمام: May 2003
مشاركة: #20
مقتطفات صوفية



هل ترى يا ابراهيم أن الصوفية في الاسلام والمسيحية واليهودية سوف تلتقي جميعا في ديانة واحدة هي ديانة المستقبل ؟؟
03-10-2005, 03:49 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  مقتطفات من كتاب سقوط البيت السعودى، للمؤلف الأميركي: روبرت بيير.. سيناتور 1 803 10-07-2007, 09:09 AM
آخر رد: سيناتور
  خواطر صوفية سمير بن يونس 1 877 09-13-2007, 05:03 AM
آخر رد: سمير بن يونس
  رواية صوفية عن حياة الفيلسوف اليوناني ( فيتاغورس ) Georgioss 31 11,202 09-12-2005, 05:17 PM
آخر رد: نار
  مقتطفات من كتاب سأخون وطني (هذيان في الرعب والحرية) - محمد الماغوط بسام الخوري 5 2,912 05-10-2005, 04:35 PM
آخر رد: بسام الخوري

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS