ليلين
هجر النادي في 23 ـ 12 ـ 2009
   
المشاركات: 549
الانضمام: Jan 2002
|
ماكينة الروعة
لعل الصفة الأساسية ـ أو لنقل الأولى، المبدأية، الأولية ـ لما تصطلح البشرية عليه كالله أو إله هو الخلق creation، فتقوم العقائد الإبراهيمية ـ على سبيل المثال ـ بتقديم الإله على أنه ذلك الكيان الذي أوجد الكون من العدم بكلمة ’كن‘ يستتبعها المزيد و المزيد من الأوامر بالوجود من خلق الأرض و السماء و الملائكة و الإنسان و الألواح إلى آخر القوائم. و بشكل عام يمكن، دون الكثير من الخطأ، اختزال هذا الكيان في عملية الخلق هذه التي يُفترض أنها قدرة حصرية على ذلك الكيان وحده و هي ما تمنحه ما يملك من سلطة و ذلك عبر نوعين من أوامر الخلق: الكينونة being و الصيرورة kleidsam (المصطلح ألماني)، أو بشكل أكثر تبسيطاً الوجود أو الظهور إلى الوجود، و الموت أو انتهاء الوجود.
يؤكد المؤيدون لفكرة الإله دوماً وجود نوع من التنسيق و الإبداع و الجمال و النظام في خلق هذا الإله، و يتم استخدام هذا النظام دوماً كنقطة للتأكيد على أن خالق هذا الخلق يتمتع بصفات الكيان العاقل العالم و البصير بكل الأمور characteristics of an omniscient entity و ذلك في محاولة لدحض فكرة أن الكون وُجد بالمصادفة أو أنه وليد عملية عشوائية ما. هكذا يتم استخدام أسس الإستاطيقا aesthetics ـ الهيغيلية بشكل خاص ـ للقياس و البرهنة على هذا الطرح. لكن حين الشروع في هذه العملية فإنه يتم الفصل ـ ربما من دون وعي ـ بين مخلوقات الإنسان و مخلوقات الإله؛ فالمدن و المنشآت لا تشكل أية قيمة في هذا الطرح و يتم تقديم الطبيعة و الفلك و الطبوغرافيا بشكل خاص عليها. نفس الشيء للآلات و الأدوات من جهة و الحيوانات و الطيور و التضاريس من جهة؛ الإبداع و الأدب و الفن من جهة و الكتب السماوية من جهة، و لعل هذه الأخيرة هي الأكثر توظيفاً من بين الثنائيات الكثيرة في هذه العملية.
الفكرة باختصار إذاً هي أن خلق الإله يتمتع بقدر من الروعة و التكامل لا يمكن أن يضاهيهما خلق الإنسان، و بالتالي فهو إثبات على وجود الإله الخالق ’الكامل‘ الذي يقزم قدرة الإنسان ’الناقص‘ على الخلق مهما تقدمت و مهما مر الزمن.
لكن إلى أي مدى يمكن لماكينة الروعة machine of splendor الإلهية هذه أن تصمد؟
في عام 2005 ولدت طفلة في الهند و معها عادت الفكرة لتضرب بقوة. لاكشمي تاتما جاءت إلى الحياة حاملة ثمانية أطراف؛ أربعة أيدي و أربعة أرجل.
بعد جراحة استمرت 27 ساعة تمكن ثلاثون جراحاً [=الإنسان] من ’إصلاح‘ هذه ’الغلطة‘ (حالة نادرة من اتحاد الأجنة) و إعادة الحياة إلى لاكشمي.
ربما تكون هذه النقطة إحدى أهم المنعطفات في سياق تناول قضية الإله الخالق؛ فالتشوهات أو العيوب الخلقية التي قد تصل في قسوتها حد مجيء طفلة إلى الحياة في جسد عنكبوت تشير بعنف إلى قصور ماكينة الروعة الإلهية، و لولا تدخل الإنسان لـ’إصلاح‘ عيوب خلق الإله لدامت قسوة المعاناة التي يتحملها بشر مثلنا جريمتهم الوحيدة أن الإله المفترض لم يخلقهم بشكل جيد(!)
كيف يمكن تفسير التشوهات الخلقية في ظل نظرية الإله الكامل خالق الروعة و الجمال و النظام إذاً؟ لو كان عطباً أو قصوراً في قدرة الخالق فسينفي ذلك عنه صفة الكمال و العقل، و هو ما يفتح الباب أكثر على احتمالات أن ماكينة الروعة هذه هي ماكينة بالفعل تعمل كخط إنتاج للحياة من دون أن يكون لها عقل أو كيان عاقل يشرف عليها أو يديرها. لكن ما الفارق بين الإله و الطبيعة في هذه الحالة بمفهومها الشامل؟
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 12-08-2007, 07:35 AM بواسطة admin.)
|
|
12-02-2007, 11:26 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
غالي
عضو رائد
    
المشاركات: 1,762
الانضمام: Mar 2006
|
|
12-03-2007, 11:11 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
غالي
عضو رائد
    
المشاركات: 1,762
الانضمام: Mar 2006
|
|
12-04-2007, 08:13 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}