{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
Beautiful Mind
Banned
المشاركات: 1,881
الانضمام: Jul 2003
|
تصــــدع العالم .
Array
في شريط سابق ذكرت حقيقة هامة في سوسيولوجيا المسرح الدولي هي أن نسق العلاقات السياسية بين الشعوب و الدول في العالم الذي نعرفه لم يكن أبدا حتميا أو حتى طبيعيا ، و أن بنية الدولة القومية رغم تعميمها مجرد عارض من عوارض التاريخ لم يكن لأحد تصور حدوثها منذ 400 عام ، فالدولة القومية كما نفهمها لم تكن معروفة حتى في منشأها الأوروبي سوى مع معاهدات وستفاليا عام 1648 ،وهي لم تكن معروفة في المجتمعات العربية سوى ربما من 100 عام و أقل ، بل لم تعرف في أكثر المجتمعات العربية حتى اليوم ، إن الإعتقاد بشيوع و تعميم نسق الدولة القومية هو نوع من الوهم المخدر ، لأن حصر التاريخ البشري في أوروبا و أمريكا الشمالية أعطى انطباعا بأن الدولة هي إحدى المسلمات العالمية وهذا غير حقيقي ، فالدولة لها محدداتها الخاصة التي تفترض درجة متطورة من النمو السياسي ، فهي ليست فقط موقع مكاني و زماني و لكنها تفترض التمييز بين العام و الخاص و تنطوي على المركزية و تأسيس الحيز السياسي ، و الدولة القومية لها بنية ثقافية تتجاوز منطق القبيلة و حتى المدينة- الدولة و الإمبراطورية ، نعلم أيضا أن النظرية السياسية الحديثة نشأت في العالم الغربي ،و انتقلت الآن لسيطرة الولايات المتحدة و تصورات مخازن الأفكار في مؤسساتها العلمية ، لهذا نحن جميعا – بما في ذلك السلفيون - متأثرون بالرؤية الغربية للعالم حتى لو لم ندرك ذلك ، ولو كان هناك عامل واحد يؤثر على النظرية السياسية السائدة اليوم فسيكون هاجس الأمريكيين بشأن مستقبلهم ، فالتاريخ يتم إختزاله ليكون تاريخ أمريكا وما عداها يصبح أدوارا مساعدة و كومبارس لا أهمية له سوى إبراز الدور الأمريكي ، بينما تلعب بعض الشعوب دور الشرير الذي توسعه أمريكا ضربا بالرصاص و اللكمات القوية !.
[/quote]
Array
أزمة الدولة القومية .
كانت الدولة القومية و حتى سنوات قريبة تعد وحدة البناء الأساسية للمجتمع الدولي ، و لم يكن متصورا الحفاظ على التوازانات الرئيسية لهذا المجتمع سوى عن طريق تنظيم محكم للعلاقات بين تلك الدول ، وهل الدبلوماسية و حتى الحروب ذاتها سوى تعبير عن العلاقات بين اللاعبين الدوليين ، هذه الفرضية المحورية في بناء العالم الذي عرفناه منذ 350 عام تقريبا لم تعد سارية في الوقت الراهن ، فلم تعد الدولة هي العنصر الوحيد في النظام الدولي ، فبالإضافة للدول ظهر لاعبون آخرون مثل المشروعات متعددة الجنسيات و المؤسسات الدينية عابرة للمجتمعات ، و جماعات الضغط عبر القومية ، و الهيئات و المنظمات الدولية ، كل هذا أدى إلى تضاءل فرصة و ضع القواعد الدولية و الإلتزام بها ، كما تقل فرص منع الصراعات أو حتى مجرد إدارتها بشكل عقلاني ، فمع تعدد اللاعبين يبدوا النظام الدولي وقد أصيب بحالة من الفوضى الضاربة ، هذه الحالة الفوضوية هي نتيجة طبيعية للصعوبة في تحديد هوية اللاعب و السيطرة عليه ، فالأمر أصبح كما لو أن المتفرجين هبطوا إلى ملعب كرة القدم وراحوا يركلون الكرة مع اللاعبين ، و بدلا من عدد محدود من اللاعبين أصبح النظام الدولي يتكون من عدد لا نهائي نجدهم يتحركون جميعا في نفس الوقت ، هذا النظام نشاهده يتغير تحت أنظارنا و لكننا لا نستطيع تقنينه أو متابعة مساراته .
من يتابع النظرية السياسية في مراكزها و مرجعياتها سيجد أنه لا يوجد اتفاق بعد على نموذج قياسي يمكن أن يربط مكونات النظام الدولي و فعالياته ، هناك أيضا من يبالغ و يتحدث عن عودة النمط الإقطاعي ، و أن العالم سيغرق في عصور طويلة من الفوضى ، و أنه سيعود إلى قوانين البقاء الطبيعية بقسوتها المطلقة ، و لكن التاريخ الإنساني المعروف لنا على الأقل يشيع بيننا نوعا من الأمل ، فالعقلانية و الرغبة في البقاء كثيرا ما تقدمتا الصفوف و أمسكتا بالمقود و الدفة ، و النتيجة هي أنه بالرغم من أن النظام العالمي و على عكس المتوقع – من وجود قوة عظمى واحدة- يتجه إلى الفوضى و مظاهر الإنفجار و ليس إلى الإنضباط و السيطرة ،فإن هناك أمل قائم في أنه سيمكن للبشرية أن تعيد النظام للعالم من جديد .
إن المجتمعات المركزية كبيرة و متوسطة الحجم و التي لا تمتلك قوى ذاتية كبيرة مثل كثير من دول العالم النامي كمصر و إندونسيا و الهند ، هي أحوج المجتمعات إلى توفير نماذج قوية من الدولة القومية ، فبدونها تتعرض تلك المجتمعات للتدمير ، أما لماذا تواجه الدولة في الوقت الراهن أزمات عديدة تهدد وجودها ذاته لصالح لاعبين جدد ، فهناك العديد من الأسباب .
1- علينا أن نتذكر أن نموذج الدولة هو مغامرة فريدة في التاريخ لم تتكرر خارج أوروبا ، هذا النموذج جرى تعميمه في العالم ،و لكن غالبا بدون تحقيق النضج الحضاري الضروري لتبنيه ، لقد اكتسب النموذج قوته أساسا بسبب تعميمه نتيجة للنفوذ الغربي ،و مع ضعف هذا النفوذ أصبحت الدولة القومية مطالبة بالثبات نتيجة قوتها الذاتية و هذا لم يتحقق في كثير من الحالات .
2- فكرة الدولة القومية غير راسخة في عقلية كثير من الشعوب خاصة في آسيا و إفريقيا ، و الحديث عن شيء قريب من العقد الإجتماعي على النمط الذي وضعه هوبز Hobbes و صاغة جان جاك روسو يبدوا بلا معنى في الشعوب الإسلامية الأصولية مثلا حيث النص لا الفرد هو محور المجتمع ، فالإنسان في تلك المجتمعات يعطي ثقة محدودة في الدولة التي يكتفي غالبا بالغناء لها و تحية العلم ، و لكنه لا يجد نفسه سوى داخل شبكة الإنتماء الجماعية الخاصة به ، كالقبيلة و العشيرة و الطائفة الدينية و الإقليم ، و يؤدي تعدد الإنتماءات إلى عرقلة ممارسة الدولة للسلطة و السيادة و احتكار ( العنف المشروع ) .
3- تعارض نموذج الدولة مع الثقافات المحلية القوية كما هو الحال بين اليهود و المسلمين ، ففي تلك المجتمعات يظهر فهم خاص للسياسة باعتبارها أداة لممارسة الدين ، و هذه الرؤية تؤدي إلى معضلة غير واضحة لدى معظم السياسيين و المفكرين و بالطبع غير مفهومة مطلقا لدى العامة ، أمام تلك المعضلة هناك حلان : الأول هو إعطاء الأسبقية للثقافة المحلية سواء بشكل إيحيائي كإيران أو بشكل تقليدي كالسعودية ، أما الحل الثاني فهو تبني الطبقة الحاكمة للمارسات السياسية و الدبلوماسية الغربية ( المعولمة ) مخاطرة بعدم فهم الجماهير لها ووصمها كسلطة خائنة و عميلة أو كافرة ، وهذا هو الحال السائد في مجتمعات أصولية ذات سلطة شبه علمانية مثل مصر و باكستان و الجزائر ، في هذه الحالة تتاح الفرصة لنشأة كيانات فرعية مستقلة كثقوب سوداء خارج سلطة الدولة تلعب بأوراقها الخاصة على المسرح الدولي ،و لعل أوضح الأمثلة هي حركة الإخوان المسلمين في مصر و تنظيم القاعدة السعودي .
4- إنتشار اللاعبين الذين يفلتون من سيادة الدولة بحكم الواقع ، و هؤلاء يزدادون بقوة ثورة الإتصالات و عولمة الإعلام ،و هناك أمثلة عديدة لذلك فكثير من أقباط المهجر يشكلون تجماعات و مراكز ضغط خاصة بهم و تحاول أن تؤثر على مجريات الأمور في الوطن القديم .
5- التدفقات المستمرة من الأفكار و الأيديولوجيات و القيم و المعايير و التدفقات الثقافية الدينية و الفكرية ،و قدرتها الهائلة على اختراق الحدود و الإفلات من رقابة الدول ، بل و من البنية الأساسية للنظام الدولي ، كما نشاهد في انتشار دعايات القاعدة رغم تجريمها في كل الدول تقريبا ، و صاحب ذلك ظاهرة تبدوا محيرة هي قدرة الفرد على أن يلعب دورا بارزا في مجال العلاقات الدولية ، هذه القدرة تزداد سهولة باستمرار بينما تزداد قدرة الدولة على السيطرة والرقابة صعوبة ، مما يتيح للأفراد أو بعضهم مواردا تجعل منهم لاعبين مهمين على المسرح الدولي ، ومن أوضح الأمثلة حالة مثل ابن لادن و الظواهري و القرضاوي .
6- أن الدولة تفقد قوتها و ربما هويتها حتى في الغرب ، فالدولة كأي مؤسسة إجتماعية أخرى نشأت لكي تلبي احتياجات زمنية بعينها ، و لكنها ليست حلا نهائيا فلا يوجد مثل ذلك الحل النهائي ، سنلاحظ أن الدولة كمؤسسة أخذت تنمو منذ تأسيسها و تمد ظلها إلى مجالات عديدة أمنية و إجتماعية و اقتصادية ، حتى وصلنا إلى دولة الرفاه كنموذج أقصى من نمو الدولة ،و لكن هذا الدور أخذ يتناقص باستمرار تاركة مهامها للحيز الخاص ، و يعود ذلك لأسباب عديدة منها عدم مصداقية الدولة إقتصاديا و عدم قدرتها على التصدي للتأثيرات الإقتصادية للعولمة أو التحكم في البورصات ، أما في المجتمعات النامية فقد وجهت الدولة بالفساد و الأنشطة الإقتصادية الغير رسمية .
7- تفاقم الإرهاب الدولي و فشل الدولة في التصدي له في كثير من الحالات كما يحدث في العراق ،وهذا يؤدي كثيرا إلى كسر الإحتكار الأمني للدولة ،و تشجيع ترتيبات الحماية الخاصة و المحلية كما يحدث في ( صحوة العشائر ) في المناطق السنية في العراق ،وكما حدث كثيرا في الجزائر و أمريكا الجنوبية عن طريق تسليح السكان المحليين و تشجيعهم على تشكيل ميليشيات للحماية من الأعمال الثورية / الإرهابية .
يبقى اأن نؤكد أنه طالما كان النظام العالمي يبتعد باستمارا عن النمطية التقليدية ،و ان هناك الكثير من المستحدثات سواء المؤكدة او المحتملة ، فعلينا أن نعيد بناء معرفنا و أساليب فهمنا و تناولنا للحقائق و الظواهر حولنا ، و يبقى الحوار العقلاني هو أفضل اداة للوصول إلى الحقيقة أو قريبا منها .
[/quote]
العزيز بهجت (f)
موضوع جميل .. أحببت أن أقرأ طرحك أولا لأعرف ما ترمي إليه
تقول أن شكل الدولة القومية قارب على الإنقراض ..
هل سيؤدي هذا إلي تصدع النظام العالمي ؟
ربما لو أوضحت رؤيتك بسيناريو مقدر تكون الفكرة أوضح.
عموما لا أظن ان الدولة القومية هي كل النماذج الموجودة سواء حاليا أو في خلال القرون القليلة السابقة.
يعني الإتحاد السوفيتي كان يمارس دعاياته بان في المناطق التي وصل فيها إلي الحكم أحزاب شيوعية إنتهت التفرقة القومية و العرقية و ما إلي ذلك ..
ممارسات الدولة الشيوعية كانت ضد الإنتماء القومي على طول و قد قرأت مقتطفات من أقول لينين و ستالين يقولون فيها قلة إكتراث بالقومية الروسية و ما إلي ذلك ..
بعد إنفراط عقد الأنظمة الشيوعية نجد صحوة القوميات في الجمهوريات المنفصلة و في تشيكوسلوفاكيا و غيرها ..
المسألة كلها كانت كبت و تقييد مما أجج تلك المشاعر لفترة ..
تلك كانت دولة أيدلوجية و الأيدلوجيا كانت المرجع و الهوية للنظام ..
الأنظمة الرأسمالية المنافسة كانت تتمسح في كل شئ إلا الشيوعية ..
الإنتماء الديني و القومي و كل شئ يقارع الأيدلوجية الشيوعية.
أيضا دولة مثل إيران, منذ الثورة الإسلامية و اصبحت تسعى لتصدير ثورتها على أساس أنها دولة الشيعة في العالم كله.
الدولة الايدلوجية بغض النظر عن ماهية تلك الأيدلوجية ثبت فشلها و إنغلاقها على نفسها و شموليتها إلا إن هذا لا يعني إنهاءها القريب في العالم.
طبعا هناك بعض الجيوب اليسارية التي نتعايش معها مثل كوريا الشمالية و كوبا و فنزويلا بالإضافة للدول الإسلامية مثل إيران ( لا أحسب السعودية دولة أيدلوجية ) ..
المهم أن عصر بزوغ الدولة القومية كان أيام الحرب العالمية الثانية و قد كانت القومية هي الرابط الذي إرتضته شعوب كألمانيا و اليابان و لكنها إنهزمت و إنهزم نموذجها على يد الغرب اللاقومي.
كما هزم الغرب اللاأيدلوجي الدولة الشيوعية و يريد الآن هزيمة شكل الدولة الأيدلوجية في العالم الإسلامي عن طريق تسويق مرجعيات منافسة ألا و هي الديموقراطية و العلمانية و غيرها ..
أنا اعتقد أيضا أن نماذج الدول الأيدلوجية و القومية يستحق أن نحاربه ..
الغرب تخطاه منذ الإمبراطورية الرومانية المقدسة و لكننا مازلنا نعيشه.
و لكن النموذج الذي يسوق له القطب الأوحد لا يبدو قادرا على ملأ الفراغ ..
أمريكا هي نموذج للدولة البرجماتية .. دولة لا تعطي مواطنيها هويات و لا تفرض عليهم أيدلوجيات و لكن كل مهمتها رعاية مصالحهم.
هي دولة على شكل الشركات العابرة للقارات .. لا تطلب منك سوى دفع ضرائبك لتتلقى خدماتك.
هناك فيلمان لميل جيبسون يتعرض فيهم لمسألة الإنتماء الوطني في الوعي الأمريكي : Brave Heart و The Patriot.
في الفيلمان لا يوجد طريقة لديه لكي يقنع المشاهد الأمريكي بالتعاطف مع البطل في كفاحه من أجل إستقلال بلاده إلا حين تتعرض أسرته للخطر ..
في "القلب الشجاع" يرفض المشاركة في أي نشاط ضد الإستعمار البريطاني حتى تقتل زوجته فيبدأ في القتال .. دوافعه شخصية هنا.
في "الوطني" يرفض أيضا المشاركة حتى يقتل إبنه فيبدأ في القتال ..
طبعا بلد المستوى المعيشي لمواطنيه مرتفع لا يمكن لك أن تقنعهم بالإقتتال من أجل الأمة ...
بالنسبة للأمريكان يعتبر هجس و كلام فارغ .. و إلغاء التجنيد الإجباري إن لم يحدث بسبب فيتنام لحدث بسبب أي حرب أمريكية أخرى.
المواطن الأمريكي يرفض أن يضحي بأي شئ من أجل دولته و يرفض أن تعطيه أي هوية أو إنتماء أو أيدلوجية.
حتى شكل العلمانية الأمريكي هي لا تتدخل في أي شئ بعكس العلمانية الفرنسية الحاسمة من أجل علمانيتها.
شكل الدولة الأمريكي هو الأقدر على التسويق لنفسه بحكم طبيعته ..
الدول القومية تتصارع و الايدلوجية تتصارع و لكن الدول البرجماتية تتفاوض و هذا يعتبر إنتصار للتعايش.
طبعا الدولة البرجماتية و بحكم طبيعتها تميل إلي التقلص ..
فأمريكا كقائد للفكر الرأسمالي هي من بدأت بالمزايدة على تخفيض الضرائب و من تسليم كل شئ للقطاع الخاص و من قبل أن ينهار الإتحاد السوفيتي ..
في النهاية مهام الدولة في الأمريكا ستتقلص إلي أقل ما يمكن ..
التعليم و الصحة و ربما حتى الأمن و العدالة ستتخلى عنهم الدولة للقطاع الخاص و لأن هذا يصب في تنامي القوة الأمريكية فإنه سينتشر ..
يعني يكفي أن تخفض أمريكا الضرائب لكي تجاريها كل دول العالم من أجل إغراء الإستثمارات الاجنبية ..
الدولة القومية تنقرض و الدولة الأيدلوجية ستهزم و ربما ستتقلص الدولة البرجماتية أو تتحول الدول إلي شركات مساهمة و تكون الجنسية بحسب أسهم في البورصة.
|
|
01-04-2008, 09:38 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
Beautiful Mind
Banned
المشاركات: 1,881
الانضمام: Jul 2003
|
تصــــدع العالم .
ربما تكون هناك نماذج أخرى لشكل الدولة في العالم ربما يخترع الناس نموذجا جديدا ..
و ربما لسنا بحاجة إلي دولة بالفعل لأكثر من أن تخدمنا ..
يعني أظن أن الغالبية قد تتفق على أنه ليس من مهمة الدولة أن تدخل الناس الجنة أو تعطيهم إنتماءات ..
و لكن الصدمة الآن هي تخلي الدولة على ما ظن الناس أنه سبب نشأتها.
الدولة تتخلى عن مهام مثل سد إحتياجات المواطنين من الوظائف و الصحة و التعليم و ..
أي إجتماع لرؤساء الدول الثمناية الكبار آلاف مؤلفة تتظاهر و تعلن رفضها للسياسات العولمية ..
ربما كان إحتكار الدولة لتلك الخدمات هو ضد مصلحة الناس فعلا و لكن الآن حتى شكل الدولة الخادمة و الراعية يتغير.
كلما تزايدت إستقلالية الناس و إعتمادهم على أنفسهم زاد إستغناءهم عن الدولة.
الآن و في كل دول العالم خدمات الدولة تقل و الشكل الأمريكي للدولة كما يحارب الايدلوجيات و كما هزم القوميات يمارس الدعاية لنفسه في مجال الإقتصاد و الخدمات.
ربما يكون شكل الدولة بالفعل يتصدع و ليس الدولة القومية فقط بل الدولة عموما.
و لكن النظام العالمي أعتقد أنه يتغير بأسلوب آخر ..
يعني سياسيا هناك دول أكثر ديموقراطية من دول و إقتصاديا هناك دول أقوى من دول و عسكريا و علميا ..
شكل العالم تغير يوم أن إنسحبت ألمانيا من عصبة الأمم لكي تغزو بولندا ...
عصبة الأمم نفسها كرابطة عالمية إنهارت و نشأ مكانها الأمم المتحدة.
أعتقد أن الأقوياء هم من يصنعون النظام في العالم لأنه في أي مجتمع للأحياء سواء كان إنسانيا أو حيوانيا الأقوياء هم صناع النظام و الآن الأقوياء أذكى من أن يتقاتلوا و ماداموا لن يتقاتلوا إذن سيتفاهموا و لا بدائل أخرى ...
الإدارة الأمريكية تقول أن الديموقراطيات لا تتقاتل و من وجهة نظري هم على حق ..
الأقوياء الآن يتفاوضون في منظمة التجارة العالمية و يتفاوضون فرادى.
أمريكا الآن تتكلم عن زيادة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن عن طريق : اليابان و ألمانيا و الهند و البرازيل و إحدى الدول الأفريقية (ربما نيجيريا) ..
حين كان الإتحاد السوفيتي كانت الأمم المتحدة هي التي تصنع التوازن العالمي و بعد إنهياره لم أمريكا تعتقد أنها تحتاج تلك الشرعية فعليا لو لم تستطع الحصول عليها بسهولة.
الدولة أساسا هي إنجاز حضاري يحسب للإنسان و لكن شكل نظام عولمي هو إنجاز حضاري أكبر و أعظم بكل المقاييس.
إختراع سلطة عالمية حتى و لو كانت كالضمير لا تلزم الآن و لكنه ستكون ملزمة فيما بعد ..
الآن لم يعد من الممكن ان تمارس أي جهة الإبادة الجماعية مثلا ..
حتى أي ممارسات إنتخابية غير شريفة تقابل بالإستنكار في كل أنحاء العالم ..
الغرب الآن لا يعتبر الديموقراطية منتجا خاصا به بل أصبحت الأنظمة الغربية تربط المساعدات و التسهيلات الإقتصادية بالديموقراطية ..
الغرب يصر على أن يتعاطى العالم الديموقراطية كالتطعيم و يثق في الديموقراطية حتى و لو أتت بالأصوليات ..
الغرب يصر على يمارس العالم الرأسمالية و لو قسرا على أساس ان الرأسمالية ستحمل معها القيم الغربية في التعايش.
أنا أيضا أظن أن شكل الدولة يتصدع و لكن ليس الدولة القومية بل عموما ..
و لكن النظام العالمي يتحسن بإطراد ...
الدول في أوربا تتخلى عن العديد من صلاحياتها من أجل تنظيم مشترك يجمع كل الأوربيين ..
بالأمس كانت دول نازية و فاشية تحاول إخضاع أوربا و العالم لقومياتها الآن هي قاطرة الإتحاد الأوربي ..
أوربا كانت النموذج و المثل الأعلى لكل الإتحادات الأقليمية في العالم ..
عموما من حسن حظنا أن عالم اليوم القوة فيه هي قوة العلم و التحضر ..
في الماضي كان يمكن لاي كيان له قوة عسكرية أن يسود كالمغول مثلا و بالتالي أن تنكسر حين تهزم عسكريا.
في عصرنا الحاضر و منذ إنتهاء الحرب العالمية الثانية كل الهزائم و الإنتصارات هي هزائم و إنتصارات أقتصادية أساسا و بالتالي علمية و حضارية.
الأمبراطورية السوفيتية إنهارت دون طلقة رصاص .. و لكن بسبب عجز إقتصادها عن ملاحقة النمو الراسمالي المتسارع.
العالم اليوم مختلف ..
حتى الصين لا تريد أن تخسر النمو الإقتصادي المتسارع بسبب حرب هوجاء على مضيق تايوان ..
لا وجود لأي كيان دولي عاقل إلا و يتجنب أي صراع عسكري ..
و بالتالي العنف الآن متروك للضعفاء و هم الاقل قدرة على التأثير ..
في النهاية العالم سيتعولم و لن يتصدع ..
آخر عصر للفوضى الدولية كان في الحرب العالمية الثانية حيث كان العالم واقفا في إنتظار ما ستتمخض عنه الحرب, أي القوى ستنتصر و كيف ستشرع لعالم جديد ..
آخر إحتمال لنشوب حرب عالمية أخرى إنتهت بإنهيار الإتحاد السوفيتي ...
عصر الحملات الإستعمارية إنتهى ...
كل ما علينا الآن أن نضع تشريعات لمنع الإحتكار و لحماية المستهلك و نترك السوق ليتشكل و نترك العالم ليشكله السوق.
|
|
01-04-2008, 10:54 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}