العزيز فانسي تحية طيبة وبعد
منذ فتح هذا الشريط وأنا انتظر مزيدًا من المشاركات خاصة من أتباع التيار السلفي حفظهم الله ، لكن للأسف لا نعثر على مشاركة تستحق القراءة باستثناء مشاركة العزيز كوكب الأرض فهدوءه واتزانه يجعل كلامه جدير بالقراءة ..
اود أولا أن اقتبس نسخة من أسئلتك هنا حتى أتمكن من رؤيتها مرة أخرى ، وأحاول أن أتناقش معك بخصوصها في نص جدلي مثل نص ابن تيمية قطعًا سأستفيد من السجال والحوار معكم
_______
تقول فانسي لي عدة اسئلة
1- اعتماد ابن تيمية على ابن البطريق في ( الجواب الفصيح ), اهو تسليم و تعامل مع معطياته كباحث عن مطاعن , ام هو عمل نقدي لابن البطريق في المقام الاول ؟
اقصد , لو وجد ابن تيمية خطأ في تاريخ ابن البطريق , و تصويبه يصب في صالح المسيحية ( طبقا لمفاهيم هذا الصراع ) فهل كان ابن تيمية لينبه اليه منصفا الخصم ؟
و هل يمكن الاعتماد على امانة ابن تيمية في النقل من ابن البطريق ؟
2- ما سر تحول موقف ابن تيمية من مسألة ( تحريف الكتاب ) كما ذكرها تلميذه ابن القيم ؟
لم واجه معاصريه ب(20) من الادلة تدل على ان التحريف هو تحريف ( تأويل )
بينما واجه معاصريه من(النصارى ) بتحريف الالفاظ ؟
هل هذا تغير منهجي بحسب المعطيات ؟ ام ان ابن تيمية كان يأخذ موقفا مغايرا لمحاوريه مهما كانت دقة الموقف ؟
فلو قرر شيوخ الاسلام تحريف لفظ الكتاب , لدافع ابن تيمية عن الكتاب !
3- طريقة ابن تيمية الحوارية , حيث قرأت كثيرا انه يهتم بتخطئة محاوره بحسب منهج محاوره , على حساب ذكر الحقيقة المجردة كما اجد في هذا الرابط مثلا
http://arabic.islamicweb.com/shia/taimiyyah_ali.htm
إقتباس
- ومنهم من نقل أقوالاً لابن تيمية رحمه الله ، و كان ابن تيمية قد ذكرها نقلاً عن غيره من باب رد الشبهة بالشبهة و من باب إلزام الخصوم .
4 - منها ما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله في سياق الرد على الروافض لا في سياق التقرير والاعتقاد
- فهل اعتنى احد بدراسة طريقة ابن تيمية , ام ان كلها عبارات عرضية ؟
________________
وختمت مشاركتك الأخيرة بالحديث عن : مصدر ابن تيمية ..
اسمح لي أن أشير إلى النقطة الأخيرة ثم أعود مرة أخرى فيما بعد للأسئلة
_____
ابن تيمية (شيخ الإسلام-رمز التيار السلفي ) متوفى 728 هـ
فالحديث عن مصدر هنا بالطبع لن يُعيي الباحث ، فقد سبقه أعلام كُثر ، وإن لم يكن ابن تيمية في قامتهم الفكرية ، فقد تلمس خطاهم ، وإن أخطئ الطريق ، فقد حفظ بعضا من أقوال وكتابات بعض العلماء التي ضاعت ، مثل الحسن بن أيوب [كان مسيحيًا فأسلم -فهرست ابن النديم] بعدما ضاعت جزاه الله خيرا، نتكلم عن مصدره ، وأنا في ذهني القرون السابقة ، فتعثر على كبار من أمثال : البلخي ، والجُبائي ، والنظام ، والوراق ، والناشيء الأكبر ، كبار السادة المعتزلة ، وإن لم يكن في سجال ابن تيمية سطر مما كتبه هؤلاء ، فلا يعني القدح فيه ، بل طريقه كانت غير طريقهم ، ابن تيمية كنصوصي لا بد وأن يعطي للنص ( قران سنة )اهمية كبرى ، وهؤلاء كمؤولين للنص وقارئين له في حدود "العقل المسلم " كان سجالهم مع " العقل المسيحي " تستطيع القاء نظرة على ذلك من خلال الرجوع الى كتابات ابن عدي في الرد على ابي عيسى الوراق ، والنص يشتمل على قول الوراق كاملا ورد ابن عدي كاملا .
ربما استفاد ابن تيمية بقراءة بعض النصوص الاعتزالية في الرد على النصارى ..
لكن حينما نعود الى الاب جورج قنواتي (المسيحية والحضارة العربية - دار الثقافة) ستجد أن علماء المسيحية (التراثيون) لم يكتب أحدهم ردًا خاصًا على ابن تيمية في حجم الكتابات التي وردت بشأن غيره - هنا يمكن التساؤل لماذا ، ألم يمثل ابن تيمية لهم بموسوعته الكبيرة الحجم شيئًا ذا بال ؟! ألم يلتفتوا إليها ؟!
ربما يستطيع القارئ للتراث ان يجد الإجابة من خلال قراءة المصنفات قبل ابن تيمية وعصره ، وأول ما يلفت النظر مباشرة قبل ابن تيمية شخصان ( الجعفري-تقي الدين، والقرافي المالكي ) وكان بين هذين والمسحيين مناظرات سُجل بعضها ، بحسب (جراف) اشترك في المناظرات بولس البوشي ، كيرلس بن لقلق ، ابناء العسال وغيرهم .
يمكنك تلمس أصول ردود ابن تيمية عند هذين ، وخاصة الجعفري ؛ لكن لكتابة ابن تيمية نكهة خاصة وأسلوب خاص ( اذكر ان هناك كتابان على الشبكة عن دراسة ابن تيمية للنصرانية ان احببت ابحث لك عنهما ، وان كنت افضل كتاب غير موجود لـ ع الراضي ع المحسن بعنوان : منهج أهل السنة والجماعة في الرد على النصارى ).
كما تستطيع من خلال الرجوع الى العلامة لويس شيخو ، العثور على نص بولس الأنطاكي الذي رد عليه ابن تيمية ، لكني كباحث أومن أن ابن تيمية شخصية ثرية جدًا وجديرة بالدرس بكم التآليف التي كتبها (وبحسب ما يقال شخصان إن لم يولدوا لاستراح المسلمون : ابن تيمية والغزالي - تُرى لِمَ يقال ذلك إن لم يكن لتأثيرهم في تشكيل عقلية المسلمين هذا فضلا عن سيطرة الأسلوب التيمي حتى الآن على عقول كثيرة من المسلمين ) .
لكن برأيي الشخصي إن راجعنا التراث الجدلي بدقة وبقراءة واعية .. لن نجد لابن تيمية سوى جهد متواضع للغاية ، وما موسوعته الا نهبًا لتراث السابقين ، كما هو الشأن في موسوعة الشيخ الهندي رحمت الله "اظهار الحق" والشيخ سباط صاحب البراهين السباطية .
لحواري معك تتمة عزيزي فانسي
وتحية للجميع