{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري
Super Moderator
المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
|
الاعمال الكاملة لسعيد حورانية في ذكري وفاته العاشرة: أستاذ لاجيال كان بلغته وسرده قمة لا تجاري
http://www.aawsat.com/details.asp?section=...;article=333583
؟
رائد الاتجاه الواقعي السوري في فن القصة
دمشق: ممدوح عزام
يعرف التاريخ الأدبي أن سعيد حورانية أحد ثلاثة «أعمدة» تنهض عليها القصة القصيرة في سورية، إلى جانب حسيب كيالي رائد القصة الساخرة التي تجعل من اليومي البسيط المفارق موضوعا للقصة، وزكريا تامر الذي روض القصة التعبيرية لتتمكن من استيعاب المستجدات الطارئة على المجتمع والذات. فيما تبطن قصة سعيد «حق» تمثيل الاتجاه الواقعي في هذا الفن.
سعيد حورانية لم يستمد هذه المكانة من التمثيل الفكري، والسياسي فقط، بل اكتسبه بجدارة من حزمة من الإنجازات التقنية ومجموعة من الاستقصاءات الفنية التي «جربت» معظم ما قدمته القصة العالمية، وعمد ذلك كله من خلال ثلاث مجموعات، هي «وفي الناس المسرة» 1952، و«سنتان وتحترق الغابة» 1964، و«شتاء قاس آخر» 1964. وعلى الرغم من أن مجموعات سعيد حورانية، لم تطبع، خلال أربعين عاما، سوى مرتين، فإنّ المتتبع للنتاج القصصي السوري، يلاحظ حضوره الراسخ في أكثر من كاتب، وأكثر من مجموعة قصصية. أما الملاحظة التالية فهي أنّ في هذا النتاج الذي أنجب بضعة أسماء هامة، لم يستطع أي واحد منهم أن يزعزع مكانة سعيد حورانية كمجرب، وصانع ماهر، وشاهد على العصر، وحداثي، وفنان في هذا المضمار. بل إن عددا كبيرا من الكتاب ذوي المواهب الضحلة، قد استنسخوا موضوعاته، وسطوا على مكونات أدبه، ولاكوا شعاراته بلا هوادة، بعد أن وقعوا في أسر صياغاته الذكية الخادعة. وقد تكرر الأمر ذاته مع كل من زكريا تامر، وحسيب كيالي، وهي إجراءات جديرة بالدراسة والنظر.
اللافت أنّ سعيد حورانية صمت مبكرا، فبعد نشر مجموعته الأخيرة «شتاء قاس آخر» لم يكتب أي قصة، والصواب أن نقول لم ينشر أي قصة، أو مجموعة قصصية. وظاهرة التوقف عن الكتابة، معروفة في الأدب العالمي. وهناك أسماء بارزة في هذا الباب، فنحن نتذكر أصداء انقطاع رامبو المفاجئ، ورحيله عن فرنسا، ونكوصه عن طريق الأدب كله، إلى حقل آخر هو التجارة. كما يمكن الإشارة إلى المكسيكي خوان رولفو، الذي كفّ عن الكتابة بعد مجموعة قصصية واحدة هي «السهل يحترق» ورواية هي «بيدرو بارامو». وفي كل الأمثلة ظل تاريخ الأدب عاجزا عن إجراء تسوية، تكفل قيمة الكاتب، وتسوغ صمته في آن واحد. وفي كل الأحوال فإنّ النقاد والباحثين يميلون إلى إنشاء تفسيرات مستمدة من بنية شخصية الكاتب، وموقفه من العالم. أو بناء آراء تنتزع براهينها من القرائن المتوفرة في أدب الكاتب. وقد ظل صمت سعيد حورانية لغزا لدى عدد كبير من الكتاب السوريين خاصة أنّ معظم مجايليه استمروا يكتبون بلا توقف، حتى بعد انتهاء صلاحية كتاباتهم، وضمور إنجازاتهم الفنية. لماذا توقف عن كتابة القصص إذن؟
يذكر سعيد في حواره المنشور في أعماله الكاملة (التي أصدرتها وزارة الثقافة السورية في سلسلة جديدة لنشر أعمال الكتاب السوريين المؤسسين) تحت عنوان مستعار من بابلو نيرودا هو: «اشهد أني قد عشت»، حيث يقول، انه اعتقل في لبنان، بعد لجوئه إلى هناك، فارا من ملاحقة مخابرات السراج ، في زمن الوحدة السورية المصرية، وأنه اكتشف بعد خروجه من السجن (وقد حكم عليه بالحبس سنة هناك بتهمة التآمر على نظام عبد الناصر) أن رجال الشرطة صادروا، وأحرقوا رواية له بعنوان «بنادق تحت القش»، واثنتين وخمسين قصة قصيرة ـ أي ما يعادل ثلاث مجموعات قصصية ـ ويضيف الكاتب بحزن: كان هذا أفظع شيء حدث في حياتي على الإطلاق. تصوروا أن شرطيا صغيرا يمكنه أن يمحو لك جهد سنوات! ثم يضيف سعيد: لقد أحدث هذا صدمة في حياتي، حتى بدأت أشك في جدوى الكتابة. فهل كان هذا الحادث سببا في توقفه عن الكتابة؟ ربما كان أحد الأسباب، لأن سعيد حورانية يعزو صمته إلى سبب آخر أيضا، وهو خيبته الشديدة مما رآه هناك.
كان حورانية نشأ في بيت متدين، عمل أهله في التجارة ثم أفلسوا، وتحولوا إلى العمل اليدوي، درس على يد الشيخ حسن حبنكة الذي صار فيما بعد من قادة الإخوان المسلمين، ثم التقى بالفكر اليساري، وبالماركسية في الجامعة، وتبنى أطروحات اليسار، دون أن ينتسب للحزب الشيوعي.
في ذلك الوقت كما في الأوقات التالية كانت صورة الاتحاد السوفياتي متألقة كفردوس للفقراء والمناضلين. لكن الكاتب رأى شيئا آخر: «في موسكو أصبت بخيبة أمل شديدة. لقد أحسست أنّ كل شيء مخروش: العدالة، الاشتراكية»، العالم الاشتراكي، العلاقات الاشتراكية. لماذا لم يكتب سعيد حورانية عن هذه «الخروش» في حينه؟ أي لماذا لم يواجه الحقيقة، واكتفى بالصمت، والتوقف عن الكتابة، النقدية والقصصية معا. كأنما اختار هذه الطريقة للاحتجاج. والغريب أنّه يقول (البيروسترويكا التي تدور الآن «منتصف الثمانينات» كنت أحس بضرورتها منذ الأيام الأولى). في قصته «عاد المدمن» من مجموعته «شتاء قاس آخر» ينتصر النشيد على الخطاب المباشر، ويهجو النص فكرة القائد والحشود معا. كما يبشر بالمساحات غير المحدودة للأمل. وفيها يفشل الحريق الحقيقي أو الرمزي في تدمير الدنان الحقيقية أو الرمزية لطائر الحسون. غير أنّ حرائق الواقع الحقيقية أو الرمزية تمكنت من تدمير كفاءات الكاتب، والتزاماته الروحية والنفسية والفكرية، فصمت، حين وجد أنّ النص أوسع من المرجع. وأنّ الرمز أعظم من بياناته الواقعية، إذ لم يبق شيء يقال
|
|
03-16-2008, 05:26 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}