عمر
أنا الآن أمام ( حالة إنكار )
صدقني الكلام الذي تكتبه من السهل جدا الرد عليه وغير مقنع حتى لطفل صغير ، خصوصا أنك تدافع عن الخيانة وتحاول ان تبرر عنصرية الدولة وان تبرر ايضا تخليها عن دورها في الرعاية الاقتصادية للمجتمع وتعتقد ان الشعب والنخب السياسية والاحزاب الاردنية غير مؤهلون بعد للديموقراطية ولم يكونوا مؤهلين لها بالماضي وتشكك في نواياهم وتلتمس الاعذار للملك حسين في كل ما يفعله ، والأهم من ذلك أنك تعتقد أن التهجم على نظام صدام والانظمة العربية المجاورة هو أهم طريقة لرفع قيمة الطرف الذي تدافع عنه أتمنى ان تكون أكثر صراحة مع القارئ يا عمر وتقول به بدون أي مواربة أنك لا تؤمن بالديموقراطية كنظام حكم يصلح للاردن والعالم العربي وحق الشعوب في ان تحكم نفسها وتختار حكوماتها وقادتها وأن الشعب الاردني والعربي غير مؤهلين لهذا الأمر ،،، فقد قلت سابقا أنك ضد حق الاسلاميين في الحكم حتى لو نالوا الاغلبية
وقلت لك يومها أنني لا اتفق معك بالرأي ابدا واليوم تشكك في نوايا جميع احزاب وقوى وشخصيات المعارضة الاردنية التي تنادي بالاصلاح والملكية الدستورية بل حتى القوى الحزبية التي حكمت الاردن في الخمسينات وتدعي انها لم تكن تحمل اي اجندة ديموقراطية ، وتلتمس للملك حسين الاعذار في قيامه بتصفيتها وملاحقة قادتها والقضاء على الديموقراطية والمؤسساتية في الاردن ، قلها بصراحة انك مع حكم الفرد والنخبة خصوصا إذا كانت هذه النخبة تحمل ايدولوجيا ليبيرالية اقتصادية ، وأنه إذا كانت الديموقراطية تحمل في ثناياها خطر وصول احزاب اسلامية او يسارية او بعثية او اي قوى سياسية لا توافق هواك ،،،، فأنت لا تريدها ولتذهب الديموقراطية بعد ذلك وحق الشعوب في المشاركة في صنع القرار واختيار قادتهم الى الجحيم ،،، إذا كان الشعب لا يرتقي لمستواي الفكري والعقلي في تقييم القوى السياسية الاخرى.
تاريخ الهاشميين الذين تريد ان تدعي انهم اصحاب فضل على العرب ، هو تاريخ مخزي وبيوطي الراس سواء كان في العراق او فلسطين او سوريا او الاردن وإذا كنت تجهل أو تتجاهل صفحاته السوداء فنحن لسنا كذلك يا عمر ولا ينطلي علينا الخطاب الاعلامي الرسمي لأننا لسنا ببغاوات عقولنا في آذاننا على رأي امير الشعراء احمد شوقي
يقول أهل القانون يا عمر أن الاعتراف هو سيد الأدلة وعندما أتيت لك بمادة مسجلة بالصوت والصورة قامت بإنتاجها مؤسسة إعلامية عريقة مثل الـ BBC وليس التلفزيون العراقي في زمن حكم حزب البعث ، يعترف فيها الملك حسين بعظمة لسانه بممارسته لفعل الخيانة وتوجهه لإسرائيل كي يفشي لها معلومات خطيرة وأسرارا عسكرية ، عن نوايا مصرية سورية بشن الحرب عليهم ، مثله مثل أحقر وأصغر جاسوس وعميل ساقط يعمل لحساب اسرائيل في الضفة وغزة ، يشي بأهله وينقل أسرار وتحركات اهل بيته وقريته للجيش الاسرائيلي وجهاز الشين بيت رفضت تماما هذا الأمر وتغاضيت عنه ، واعتبرت الرجل يمثل أفضل نظام عربي ، وبالطبع سوف تنكر قيام الملك حسين بتسليم الضفة لإسرائيل في حرب الـ 67 وسوف تنكر عمالته لـ CIA التي نشرتها الصحف الامريكية والواشنطن بوست في السبعينات، ولو قلت لك ان الجيش الأردني كان قبل حرب الـ 67 يدرب أهل قريتنا والقرى الفلسطينية المجاورة على إخلاء قراهم في بضع ساعات والفرار والتحول الى لاجئين في اقل من 24 ساعة عوضا عن الصمود فسوف تنكر ذلك أيضا وتدعي للهاشميين بطولات كاذبة ووهمية ،
ولو قلت لك ان فيصل بن الحسين كان انذل ملك عربي عرفه التاريخ ولم يدافع حتى عن ملكه وبلده ضد المستعمر وفضل الهروب بنفسه ، وانه عندما انذره الجنرال غورو قام بحل الحكومة السورية والجيش وحمل اهل بيته وامواله وهرب من سوريا في مقابل البطل يوسف العظمة الذي رفض تنفيذ الاوامر وقاتل ببسالة حتى استشهد حتى لا يقال أن الجيش الفرنسي دخل سوريا دون ان يدافع اهلها عنها وانهم وقفوا متفرجين عليه ، لن يعجبك هذا الكلام بالتأكيد وسوف تقول لي ان الهاشمين افضل كثيرا من الثورجيين إلى اخر هذا الكلام وسوف تنكر كذلك تفاقية فيصل وايزمان ، في مؤتمر باريس للسلام التي تعطي بها لليهود تسهيلات في أنشاء وطن في فلسطين و الاقرار بوعد بلفور ، وتشجيع الهجرة اليهودية هل تعرف ان هذه الاتفاقية والتي تم التوقيع عليها عندما كان اليهود اقل من 2%من سكان فلسطين و هل تعرف من هو وايزمان يا عمر اذا كنت لا تدري هو رئيس المنظمة الصهيونية العالمية وعلى فكرة هذه الاتفاقية مسجلة في الامم المتحدة وموجودة على موقع الامم المتحدة ، الشيء المخزي في الموضوع هنا هو أنه هذه الاتفاقية التي وافق فيها الملك فيصل على اعطاء الاسرائيليين كل شيء من اجل ان يبقوا له عرش سوريا ، تم العودة عنها من قبل الحركة الصهيونية
وبقيت وثيقة تدين الهاشميين ودورهم في التآمر عل فلسطين. ،،، هل نتحدث يا عمر عن رسائل الحسين مكماهون والتي وافق فيها الشريف حسين على واعطاء وطن قومي لليهود مقابل ان يعطوه ملك العرب وكيف ضحك الانجليز عليه كما ضحكوا على اولاده لاحقا وكيف عندما جاء طريدا من الحجاز لم يطق ابنه عبد الله وجوده وكان يخشى على الدوام منه وطلب منه ان يغادر الاردن ومات ابوه في المنفى ،،، إذا كنت لا تملك غير سلاح الانكار فأنكر يا عمر ويا حبذا لو ننكر الآن امام كل القراء نذالة الملك حسين مع ابيه الملك طلال الذي مات في المنفى وكيف انه لم يسمح له بالعودة إلى بلده الأردن إلا في تابوت في اوائل السبعينات ويا حبذا لو تنكر ما ورد مذكرات الملك طلال ويا حبذا ايضا لو تخبر القارئ لماذا كان عبد الناصر يسمي الملك حسين بالحسين بن زين عوضا عن الحسين بن طلال ، هل عرفت الآن لماذا لم يثق السادات والاسد في الملك حسين ولم يخبروه عن نواياهم في حرب اكتوبر بل وهل عرفت لماذا لم يثق صاحبك عبد الناصر نفسه بصاحبك في حرب الـ 67 واشترط تعيين قائد مصري على الجيش الاردني ،،، وقبل ان تحدثني عن اكذوبة الثورة العربية الكبرى ودور فيصل بن الحسين فيها الذي درسونا اياه في التاريخ ، يا حبذا لو تراجع مداخلتي الاولى التي تكلمت فيها عن دور الجيش الانجليزي والمجندين المصريين في هذه الحرب والذين كان لهم الفضل الاول والاخير في القضاء عسكريا على الدولة العثمانية من خلال المعارك الطاحنة التي خاضوها بفلسطين والتي كانت تتم في المدن والقرى من بيت إلى بيت ومن حارة إلى حارة وان من دحر هذه الامبراطورية العثمانية ليس فيصل بن الحسين وشوية البدو اللي معاه.
أنا حقا محتار لماذا انت موله بالدفاع عن الخيانة يا عمر في الماضي والحاضر كما دافعت عن شرعية طبقة سياسية من الخونة والعملاء الذين أتوا على ظهور الدبابات الامريكية وادعيت لحكومة المنطقة الخضراء شرعية واحتفيت بتنصيب عملاء أمريكا من الذين خانوا بلادهم وتعاونوا مع المحتل ،،، المفروض ان تكون اوعى من ذلك
انا متأكد انني ولو تحدثت عن دور الملك عبد الله الأول الذي كان ياخذ راتب من الحركة الصهيونية كما ورد في مذكرات وايزمان رئيس الحركة الصهيونية وكيف انه جاء محتجا إليه في رمضان لزيادة راتبه بدعوى ان هناك مصاريف كثيرة عليه ، فلن تصدق شيئا من هذا القبيل ، لكن هل تعرف ان هذا الرجل لعب احقر دور في تاريخ القضية لفلسطينية ، عندما منع قيام الدولة الفلسطينية بعد حرب الـ 48 وتحدى كل العرب والعالم وضم الضفة الغربية وحول اهلها بجرة قلم الى اردنيين للحيلولة دون عودة اللاجئين إلى ما تبقى من دولتهم وقيام دولة فلسطينية في الضفة والقطاع ، بعد قيامه بعمل مؤتمر صوري في اريحا ردا على مؤتمر غزة الذي انشأ حكومة عموم فلسطين ودعمه كل العرب وجامعة الدول العربية والدول الاسلامية والذي تم فيه اختيار احمد حلمي عبد الباقي رئيس وزراء وحكومة عموم فلسطين . ولمن يحب ان يطلع هذا الامر بالتفصيل أعطيه هذا الرابط
http://www.nadyelfikr.net/index.php?showtopic=50887&hl=
الذي يتحدث عن دور النظام في الاردن في اجهاض مشروع الكيان الفلسطيني وكيف ان اعلان دولة فلسطين الذي جاء ردا على اعلان دولة اسرائيل وكيف انه لم تعترف اي دولة بالعالم بالضم الاردني للضفة سوى بريطانيا وباكستان ، وهو ما سهل لإسرائيل لاحقا احتلال الضفة لأن وضعها القانوني لم يكن وضع دولة بل كان وضعا غير واضح المعالم أو بالاصح كانت في وضع فراغ قانوني فلا هي كيانية اردنية يعترف العالم بها ولا هي كيانية فلسطينية معترف بها ناهيك عن عدم قدرة الفلسطينيين على تجميع انفسهم في كيان واحد بعد النكبة مباشرة يكون عصي على الابتلاع وبعدد سكان يكون عدة اضعاف دولة اسرائيل بسبب هذه المؤامرة الحقيرة التي قام بها الملك عبد الله في والتي اجهض فيها مشروع الدولة الفلسطينية وحكومة عموم فلسطين.
هل تحب ان نتحدث يا عمر عن دور هاشميي العراق في حرب فلسطين وعن العميل نوري السعيد وكيف اصدر النظام الهاشمي للعراق أوامره بوقف الحرب للجيش العراقي الذي كان يستطيع حينها حسم المعركة مع العصابات اليهودية عسكريا وقصة ماكو اوامر الشهيرة ،،، هل تعرف ان النظام الهاشمي في العراق اجبر والد عبد الكريم قاسم على دفع ثمن القذائف التي اطلقها على اسرائيل بعد ان قطع اسلاك الهاتف ورفض الاوامر وبرقيات وقف اطلاق النار ،،، وأن جنود وضباط الجيش العراقي شعروا بالحنق الشديد على الهاشميين بسبب قبولهم بالهدنة مع اسرائيل وتكريسها كواقع سياسي على الارض وفيما بعد عادوا وانتقموا من هذه الاسرة وأقاموا لهم مذبحة لدورهم الذي لم يغفروه لهم ابدا في ضياع فلسطين. ايضا ستنكر ذلك ،،، وهل اتاك يا عمر حديث الطلاب الذين قتلوا في العراق اثناء مظاهرات طالبوا فيها الحكومة العراقية الهاشمية اصدار بيان يدين العدوان الثلاثي على مصر في 1956 ورفض النظام الهاشمي في العراق اصدار اي ادانه ، فأي حضيض للعمالة يمكن ان ينزل اليه المرء اكثر من ذلك.
بعد كل هذا الانكار لن استغرب منك ان تضيف انكار جديد تنكر فيها الممارسات العنصرية للدولة الاردنية ضد ما يقرب من نصف مواطنيها وانتقاص حقوق المواطنة هذا التمييز الذي يشمل إقصاؤهم عن الوظائف الحكومية وعدم منحهم تمثيل في مجلس النواب يتناسب عقليا ومنطقيا مع الوزن السكاني للدوائر الانتخابية ووضع قوانين وانظمة تحول دون ذلك وتدخل الديوان في موضوع القبول في الجامعات وتوزيع المقاعد بشكل في غاية الحقارة وبعيد عن روح المنافسة ، فسوف تسخر من كل هذا الكلام وايضا تنكره بجرة قلم ، وسوف تدعي ان اشخاص مثل طاهر المصري وجواد العناني وعدنان ابو عودة وفؤاد البطاينة مفترين وكبابين بلا على النظام عندما يقولون ان حقوق الاردنيين من اصول فلسطينية في المواطنة منقوصة واتوقع ان تشكك في نواياهم كما فعلت من قبل مع احمد عبيدات وكل الذين نادوا بالاصلاح السياسي والاقتصادي ، المصيبة هنا هي ان النظام الهاشمي منع الفلسطينيين من انشاء دولتهم بعد حرب الـ 48 ثم عندما اعطاهم الجنسية الاردنية وبعد ان ولد الجيل الثالث والرابع منهم على ارض الاردن التي لا يعرفون وطنا غيره ، يتم سلبهم حقوقهم في المواطنة لأسباب لا يعرفها معظمهم فهم يعرفون انهم حملة للجنسية الاردنية وكائنا ما كانت الحيثية التاريخية التي جعلتهم يحملون هذه الجنسية فهم لهم الحق في المواطنة الكاملة.
أتوقع ان اقرأ مزيدا من الإنكار لأن الانكار سلاحك الوحيد في الرد على خصومك كما أرى وهو اسهل سلاح كما ارى
وأتوقع ايضا مزيدا من التهجم على البعث وصدام للتغطية على تاريخ العمالة والخيانة للطرف الذي نصبت نفسك مدافعا عنه.
مع التحية