{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
-ليلى- غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #151
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
انتظار العش من جديد ..

[صورة: 1045083n6bk0wyux3.gif]

عندما جاء العمال ليقوموا بالقطع التجديدي لاشجار الشارع العام، سمعت ريما ضجيجاوأصواتا كثيرة فأسرعت تطل من نافذة غرفتها .فوجدتهم وقد اتوا بسلم حديدي طويل وبمنشار كهربائي برتقالي اللون ،وأخذوا يشيرون إلى الشجرة الباسقة التي تمتد فروعها نحو نافذة ريما، وأحدهم يقول : لنبدأ بهذه الشجرة الكبيرة أولاً.‏

عند ذلك دخلت أخت ريما الصغيرة إلى الغرفة وركضت نحو النافذة وهي تصيح:ريما ..ريما..إنهم يقطعون الشجرة التي تحبينها ، أوقفيهم ....لماذا لا تقولين لهم شيئاً ؟ ألم تري ماذا يفعلون ؟‏

ضحكت ريما وهي تنظر إلى أختها وقالت :‏

-وهل تعتقدين أنهم سيقطعون الشجرة كلها ؟....لا، إنهم فقط يجرون القطع التجديدي للأشجار فيقطعون الأغصان الكبيرة الممتدة والمتشابكة.‏

-ولماذا يقطعونها ؟إن منظرها جميل ‍‍‍‍‍‍‍!‏

-ولكنها تحجب الضوء عن باقي أجزاء الشجرة .وهم اذا يقطعونها يعطون الشجرة أيضاً شكلاً أجمل ويعيدون إليها حيويتها.‏

ولما كانت ريما منشغلة بحديثها مع أختها الصغيرة لم تنتبه لما كان يجري في الخارج .‏

كانت مجموعة العصافير التي تسكن الشجرة تتعالى أصواتها وهي تتشاور فيما بيتها عما يمكنها عمله ما داموا سيقطعون أغصان الشجرة ..وهم قد بنوا عليها أعشاشهم منذ شهور!....‏

لا بد لهم إذن من أن يهاجروا ...ولكن أين ؟‏

وارتفعت أصواتهم أكثر وازدادت حدة وعصبية ، حتى إن العمال عدلوا عن رأيهم وقرروا أولاً أن يبدأوا أولاً بقطع أغصان الأشجار التي تقع في نهاية الشارع.‏

وفي صباح اليوم التالي عندما فتحت ريما نافذة غرفتها سمعت أصوات العصافير وهي تزقزق عاليا،ولما نظرت إلى الشجرة الكبيرة وجدتها وقد قطع ما كان عليها من أغصان ، فتساءلت :‏

-اين ذهبت تلك العصافير يا ترى ؟..‏

لابد أنها في مكان قريب ...‏

ولم تبحث ريما طويلاً ثم قالت :‏

-أجل إنها هناك في حديقة الجيران على شجرة السرو الهرمة ذات الأوراق الأبرية كأنها الأشواك .‏

وبينما هي تفكر اذا بعصفور هرم يفرد جناحيه حائما حول الشجرة الكبيرة ثم ما لبث أن حط عليها وهو ينظر إلى باقي العصافير وهي تروح و تجيء حاملة بأفواهها عيدانا من القش .‏

وقف العصفور الهرم طويلاً وهو حزين كئيب وبينما هو كذلك حطت بقربه مجموعة من العصافير الفتية، فتقدم منه أحدها وقال :‏

- هل ستطول غربتنا عن المسكن الذي ولدنا فيه واعتدنا أن نعيش فيه منذ طفولتنا ؟...صمت العصفور الهرم قليلاً ثم أجاب :‏

-...لا بد من أن نبني معاً العش من جديد ....‏

وطار عالياً ولحقت به بقية العصافير .‏

بقيت ريما في نافذتها تراقب جموع العصافير وهي تعمل منهمكة في بناء أعشاش جديدة لها ، وتراقب العصفور الهرم وهو يشجع الصغار منهم ويساعدهم ويبث الأمل في نفوسهم .كان يعرف أن الشجرة سرعان ما تمتد فروعها من جديد وتكسوها الأوراق الخضر الفتية بغزارة، وعند ذلك يمكن لهم أن يعودوا اليها مرة أخرى .‏

ولما أغلقت ريما زجاج النافذة وأغمضت عينيها رأت كم سيكون ربيع الشجرة الكبيرة جميلاً وأخضر هذا العام تسكنه العصافير وتملؤه بالبهجة .‏

[صورة: 1193179t418dix2zg.gif]

07-21-2008, 12:09 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى- غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #152
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
الأجرّة العجيبة

[صورة: 19662eu0khigemv.gif]

كانَ رجلٌ فقير، يعولُ أسرةً كبيرةً ..‏

كثرَتْ نفقاتُ أسرتهِ.. وقلَّ العملُ في قريتهِ، فعزمَ على السفرِ، بحثاُ عن الرزقِ..‏

ودَّعَ زوجته وأولاده، ومضى ينتقلُ من بلدٍ إلى آخر..‏

وصلَ إلى مدينةٍ على ساحلِ البحرِ.. وجدَ رجالاً ينقلون صخوراً، وعلى رأسهم رجلٌ مهيبٌ، يشجّعهم على العمل، ويحثَّهم على السرعة ..‏

وقفَ عندهم، وسأل أحدّهم:‏

- منْ هذا الرجلُ ؟‏

- إنَّهُ حاكم البلد..‏

- لماذا يقف هنا؟‏

- ليراقبَ العمل ..‏

انضمَ الرجلُ إلى العمال، ينقلُ معهم الصخور، دون أن يعرفَ الأجور.. صارَ يسرعُ إلى الحجر الكبير، فيحمله على كتفه '، ويضعه في المكان المراد، فإنْ لم يجدْ حجراً كبيراً، حملَ حجرين صغيرين، بينما رفاقه لا يحملون إلا حجراً واحداً، ينتقونه من الأحجار الصغار ..‏

رأى الحاكمُ نشاطَ الغريبِ، فأُعجبَ به أيَّما إعجاب، ولاحظ الغريبُ نظراتِ الحاكم، فأيقنَ أنَّهُ سينال أجرةً وافية، تفوقُ أجورَ الآخرين، فضاعفَ جهودهُ، وزادَ سرعتهُ ...‏

انتهى النهار، وحانَ وقتُ استيفاءِ الآجار ..‏

اصطفَّ العمالُ، بعضهم وراء بعض، وانتصبَ الحاكمُ أمامهم، فشرعوا يمرُّون أمامه، وكلَّما جاءه واحدٌ، أثنى عليه، وقال له :‏

- عافاك الله‏

وربّما قالها لبعضهم مرّتين ..‏

وجاءَ دورُ الغريبِ، فصافحه الحاكمُ بحرارة..وقال له :‏

- عافاك الله، عافاك الله، عافاك الله ..‏

فرح الغريبٌ، وقال في سرِّهِ :‏

- سأحظى بأجرةٍ وافرةٍ .‏

انتهى الثناءُ والكلام، وانصرفَ الحاكم، وبقي العمال..‏

سألَ الغريب ُ :‏

- متى سنأخذُ الأجرة؟‏

- لقد أخذتَ أجرك‏

- لم آخذْ شيئاً!‏

- بل أخذتَ أكثر منّا جميعاً ..‏

- كيف ؟!‏

- الحاكمُ قال لك " عافاك الله " ثلاث مرّات!‏

- وهل هذه هي الأجرة ؟!‏

- نعم ..‏

- هذا كلامٌ وثناء!‏

- حاكمنا يوزِّعُ مدحه بحسبان، ولا يُظلَمُ لديه إنسان ..‏

أطرقَ الغريبُ يفكِّر.. إنَّهُ جائع، وليس معه نقود .,. خطرَ له خاطر ..‏

نهض مسرعاً، وتوجَّهَ إلى السوق..‏

دخلَ مطعماً، وطلبَ طعاماً ..‏

أكل حتى شبع، ثم قام لينصرف..‏

أمسكه صاحبُ المطعم، قال :‏

- أين ثمنُ الطعام؟‏

- مدَّ يدَكَ ..‏

مدَّ صاحبُ المطعمُ يده، فصافحه الغريبُ بحرارة، وقال له :‏

- عافاك الله، عافاك الله، عافاك الله ..‏

دُهشَ صاحبُ المطعم، وقال غاضباً :‏

- أريدُ نقوداً .‏

- لقد أعطيتك‏

- لم تعطني شيئاً!‏

- أعطيتك عُملةَ الحاكم‏

- هل أنتَ مجنون ؟!‏

- لستُ مجنوناً ..‏

- هيّا معي إلى الحاكم.‏

أخذ صاحبُ المطعم الغريبَ، وذهبا إلى حاكم البلد، وحينما وقفا بين يديه، قال صاحبُ المطعم :‏

- هذا الرجلُ أكلَ طعامي، ولم يدفع الثمن‏

- نظرَ الحاكمُ إلى الغريب فعرفه.. قال له :‏

- لمَ لا تدفعُ له ثمنَ طعامه ؟‏

- لقد دفعت‏

- ماذا دفعت‏

- دفعتُ له عملتك‏

- أيَة عملة ؟‏

- عملة " عافاك الله " التي أعطيتني إياها.‏

ضحك الحاكمُ طويلاً، ثم أعطى صاحبَ المطعم، قيمةَ وجْبَتهِ، وأبطلَ تلك العادة، كي لا تشيع الفوضى في مملكته ..‏

[صورة: 291289ibd6ovzn43.gif]

07-29-2008, 01:02 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى- غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #153
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
مــــاهـــــو؟


[صورة: 838122fh7b5syq08.gif]

حانَ الدرسُ"


"رنَّ الجرسُ



قلت: انتبهوا يا أطفالْ!

ثم أجيبوني في الحالْ

شيءٌ يلزمنا كالماءْ

في السّراءِ وفي الضرَّاءْ

إن تطلبهُ جاءَ إليكْ

يحكي شِعْراً

يروي خبَراً

يسطعُ نوراً في عينيكْ

إن تسألَهُ ما تجهلهُ

كان العالمُ بين يديكْ

ليس ثياباً.. فهوالأحلى

ذهبٌ؟ لا...لا.. فهو الأغلى

أوْفى من أوفى الخلاَّنْ

يبني مجداً للإنسانْ

قالوا عنه من أجيالْ

"خيرٌ جليسٍ" يا أطفالْ!

صاحت بشرى..

هتفت ليلى...

رامي.. منصورٌ.. وربابْ...

مرحى.. مرحى.. يا أصحابْ

ما أعنيهِ.. كان "كِتابْ"!


[صورة: 536379ct59sbi3yr.gif][صورة: 536379ct59sbi3yr.gif][صورة: 536379ct59sbi3yr.gif][صورة: 536379ct59sbi3yr.gif][صورة: 536379ct59sbi3yr.gif]
08-03-2008, 01:06 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى- غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #154
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
رنا البردانة

[صورة: 345189rg67rk6yco.jpg]

لم يعرف أحد إلى أين توجهت رنا بعد أن خرجت من المخيم لأنه لم ينتبه إليها أحد. فالجميع مشغولون بما حدث في الصباح الباكر من اعتداء جنود الاحتلال على البيوت. لقد هجموا على الأبواب فحطموها، وعلى الرجال فساقوهم إلى الساحة... أما الفتيان فلم يتركوا منهم واحداً بل جروهم كلهم إلى السيارات العسكرية.‏

وصرخت النساء... وبكى الأطفال الصغار كما لو أن ناراً تحرقهم. وتعالت الأصوات من كل جانب عندما سدد جندي الرصاص على فتى رمى مجموعة الجنود بزجاجة حارقة. وقع انفجار، وتكاثر الدخان وارتمى الفتى قتيلاً.‏

رنا الصغيرة النحيلة كانت في الطابق العلوي في بيتهم المتهدم ورأت كل شيء... وبما أن الفتى القتيل كان ابن عمتها، وكانت تحبه كثيراً فقد قالت في نفسها:‏

ـ لماذا لاأختبئ وراء ذلك السور قريباً من السيارات العسكرية وأرمي جنود الاحتلال بالحجارة؟‏

ولم تشاور عمتها التي تعيش معها بعد أن ماتت أمها... ولم تشاور غيرها، فهي تدرك جيداً أنهم لن يمانعوا ماداموا جميعاً يجابهون الأعداء.‏

وبسرعة دخلت رنا إلى غرفتها الخالية من الأثاث ماعدا فراش واطئ، وصندوق تضع فيه ثيابها... بحثت عن معطفها الشتوي الطويل... ولما لم تجده نثرت كل أشياء الصندوق، ثم تذكرت أنهم وضعوه تحت الفراش ليغدو سميكاً.‏

سحبته بعنف وارتدته والطقس صيف... والحر شديد.‏

تسللت وراء البيوت وأخذت تجمع ما أمكنها من الحجارة، وتضعها في جيوب المعطف. ولما وجدت أنها لم تتسع لأكثر من عدد محدود، مزقت بطانة المعطف وحشته بالحجارة الصغيرة، ثم سارت متثاقلة وليس في قدمها إلا حذاء كبير مهترئ من البلاستيك تلبسه عمتها أثناء نشر الغسيل.‏

ولمح أحد الجنودبنتاً صغيرة تمشي ببطء كما لو أنها تسير فوق بيض. ارتعدت عندما تقدم منها، واصفرّ لونها. قال لها:‏

ـ إلى أين أنت ذاهبة ياقردة؟ ألا ترين أنه ممنوع المرور؟‏

ارتبكت رنا، ثم نظرت بعينين مذعورتين إلى نفسها، واستجمعت جرأتها وقالت:‏

ـ أنا مريضة... وذاهبة لعند خالتي قرب السور، لأنه لم يعد أحد في البيت.‏

تأملها الجندي، ثم قال:‏

ـ ولماذا هذا المعطف ونحن في عز الصيف؟‏

قالت:‏

ـ إنا بردانة... مصابة بالحمى..‏

ولم يكمل أسئلته حتى كانت قد بدأت تبتعد بخطوات ثابتة، متهيئة لأن تهرب لو حاول أن يقبض عليها. ولكنه أدار وجهه عنها وهو غير مطمئن تماماً، فهؤلاء السكان يملكون من الجرأة والذكاء مالم يكونوا يتصورونه هم المحتلون حاملو الحضارة كما يعتقدون، ممكن أن الطفلة مصابة بالحمى... أو بلوثة في عقلها. ممكن. فكر بهذا ثم انصرف عنها.‏

رنا لم تكن مصابة بالحمى.. ولا بلوثة في عقلها... لكنها حيلتها ضد عدوها وإلا قبض عليها وفعل بها مايفعلونه بغيرها. وإذا لم تقل ذلك فكيف تنجو منه، وتحقق غايتها؟‏

وصلت رنا إلى السور وسرعان مانزعت المعطف وأفرغت مافيه من الحجارة أمامها، وأخذت تقذفها حجراً حجراً، وكلما رمت واحداً خبأت رأسها لحظات، ثم رفعته بحذر حتى إذا لم تجد أحداً يراها قذفت الآخر... وهكذا.‏

كانت تقفز من الفرح، وتدلك يديها كلما أصاب الحجر جندياً، ولم تشعر إلا بيد كالحديد تقبض على عنقها، ثم تصفعها بقوة جعلت الدم ينفر من فمها.‏

كان ذلك الجندي الذي تركها تمر وقد اعتقد أنها مريضة وبردانة قال بغضب:‏

ـ أهذه أنت إذن.. مريضة وبردانة... وتذهبين إلى خالتك؟‏

هيا... سآخذك إلى جهنم أنت وخالتك... هناك أدفأ... ونخلص منكم. أين بيت خالتك؟‏

وتكورت رنا مثل قطة مدهوسة عندما أمرها الجندي أن تمشي أمامه... ماذا تفعل؟ لم يعد أمامها إلا الاستسلام. لكن رنا أمسكت بالمعطف... تظاهرت أنها تجمعه لتأخذه معها. انحنى الجندي ليبعدها عنه... رمته فوق رأسه، ثم التقطت الحجر الوحيد المتبقي على الأرض... وبينما كان يصرخ ويحاول التملص من المعطف كانت رنا قد اختفت بين البيوت قرب السور.‏

وعندما كان الجندي يسأل زملاءه: هل رأوا بنتاً صغيرة ترتدي معطفاً شتوياً طويلاً سميكاً؟ كانوا يهزؤون به ويقولون: هل هناك من يرتدي معطفاً في عز الصيف؟‏
08-05-2008, 01:46 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى- غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #155
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
قوة الحياة

[صورة: 238457sbpt3hrksv.jpg]

على قمة تلة خضراء عالية في بلاد بعيدة كان يعيش صبي صغير مع جده العجوز الذي يرعاه ويحبه كثيراً.‏

وإذ كان الجد يخرج كل يوم إلى حقله ليعمل فيه طوال النهار، كان الصبي يخرج كل صباح مع شروق الشمس ليقف على قمة التلة العالية ينظر إلى الأفق ويفتح رئتيه لهواء الصباح النقي.‏

فما تلبث الشمس أن تغمره بنورها، وتغمره معها سعادة كبيرة عندما يشعر بقوة أشعتها تتغلغل في جسمه. كان يحب الشمس فهي تسكب ضياءها في بريق عينيه، وفي تألق خصلات شعره الذهبية، وفي لون بشرته المسمر، وهي التي تسكب في جسده قوة خارقة تمنح الحياة لكل ماحولها من الأشياء.‏

وكان ينظر من قمة التلة إلى البعيد فيرى بحراً واسعاً أزرق اللون يتماوج على سطحه انعكاس أشعة الشمس كأنه ماس متدفق.‏

كان ذلك يسحره ويشده لمغامرة جديدة فقد اعتاد أن يرافق جده في مغامرات كثيرة يكتشف فيها العالم من حوله.‏

ولكن الجد الآن أصبح طاعناً في السن وها هو يقول له:‏

ـ لقد تقدمت بي السنون يابني... ولابد لي من أن أرحل عنك قريباً. عليك أن تتسلح بالمعرفة والعمل الدؤوب.‏

وكان الجد وهو رجل حكيم متواضع وبسيط يعرف أن حفيده ليس صبياً عادياً ويعرف أن الشمس تمنحه كل يوم قوتها الخارقة فيصبح قادراً على أن يعيد الحياة إلى ماحوله ماأن يمسك به بيديه القويتين. ولكن الشمس عندما كانت تغيب تغيب معها قوة الصبي.‏

لقد سمعه ذات مرة يقول لوردة الصباح الذابلة:‏

لاتحزني يانبتتي العزيزة سأسكب في عروقك قوتي فتسري الحياة في نسغك.‏

ويقول لكلبه الأسمر وهو يمسح على جسمه الصغير:‏

لقد أصبحت هرماً يارفيقي وكنت معي دوماً لم تفارقني يوماً....لن أدعك تموت.. سأعيد الحياة إلى جسمك الهزيل هذا.‏

ولكن الصبي لم يكن ليدرك أن جده عندما كان يأخذه معه إلى الحقل ويطلب منه أن يزرع الزرع ويعتني به ويحصد ثماره بعد مدة يريده أن يعتمد على قوة الحياة الحقيقية وهي العمل.‏

وذات يوم تأخر الصبي عند قمة التلة الخضراء على غير عادته حتى أوشكت الشمس على المغيب. وقبل أن يعود إلى البيت أسرع يجمع أغصان الشجرة الكبيرة التي كسرتهاالعاصفة وأخذ يغرسها في الأرض من جديد وضوء الشمس يملأ عينيه والأمل يملأ صدره بأنها ستصبح أشجاراً قوية كأمها الشجرة الكبيرة.‏

وعندما وصل إلى بيته وجد جده وقد فارق الحياة، فأسرع نحوه وهو يظن أن قوته الخارقة ستجعل جده يعيش من جديد، ولكنه عندما التفت نحو السماء ناظراً إلى الشمس وجدها قد غابت ولم تخلف وراءها في الأفق سوى شعاع أحمر ضعيف، وعندما أمسك بالعجوز بيديه القويتين لم تعد إليه الحياة.‏

لقد عجزت قوته الخارقة عن أن تمنح الحياة حتى لأحب الناس إلى قلبه.‏

فأطرق والحزن يملأ عينيه وفكر طويلاً. وأدرك أنه يمكن للحياة أن تستمر فقط من خلال الجد والعمل،
وأن عليه أن يعتمد على نفسه وعلى دأبه لا على ما منحته إياه الطبيعة.‏


[صورة: 608289q08o3aylgm.gif]
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 08-05-2008, 12:50 PM بواسطة -ليلى-.)
08-05-2008, 12:38 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى- غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #156
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
(يحكى أن)
10‏

"زهــرة الثلــج"‏
خرجت رباب من بيتها الصغير في قرية من قرى الجولان وهي ترتجف من البرد... فالثلج لا يزال يتساقط منذ ليلتين.. وكل شيء حولها لبس ثوباً أبيض... تدثرت بمعطفها السميك ولفت رأسها بشال جدتها الصوفي. السماء صافية وحنون الآن... ولكن ما يدريها أن العاصفة ستعود من جديد؟ لا يهم... فالمسافة بين بيتها وبين مبنى البريد ليست طويلة ولا بد أن تبعث برسالتها إلى خالتها في دمشق. استعادت كلمات الرسالة التي كتبتها نيابة عن جدها وجدتها وكل أفراد الأسرة تقول فيها: "نحن لا زلنا مواطنين سوريين ونرجوكم وأنتم تعرفون أسماءنا وأرقام هوياتنا الأصلية أن تنوبوا عنا في الانتخابات التي تجري في البلاد. وبما أننا لا نستطيع الحضور إلا بإذونات خاصة من سلطات الاحتلال فإننا نفوضكم بإعطاء أصواتنا.‏

ولكم تحياتنا وآمالنا بالتحرر واللقاء. "‏

تنهدت رباب ولمست دمعة ساخنة سقطت على خدها فهي التي كتبت الرسالة وما استشارت فيها أحدا من أسرتها لأنها عندما اقترحت عليهم ذلك نظر بعضهم إلى بعض بحزن... وصمتوا...‏

وأطرقوا برؤوسهم مهمومين.‏

في الطريق استوقفتها دورية اسرائيلية وسألوها بقسوة إلى أين هي ذاهبة في مثل هذا الوقت وهذا الطقس؟ ردت باضطراب: أنا ذاهبة إلى مبنى البريد. فسخر منها أحدهم قائلاً:‏

- لكن المبنى مغلق... وليس هذا وقت الدوام.‏

أجابت بكبرياء:‏

- إذن سأضع رسالتي في أي صندوق للبريد.‏

فتركوها وانصرفوا عنها.‏

وقبل أن تعثر على صندوق البريد الوحيد في القرية صادفت (رافع) قريبها وابن جيرانهم.‏

ولما سألها باحت له بالسر كاملاً. تنهد رافع بحسرة وقال:‏

- لكن رسائلنا من هنا لاتصل إلى أهلنا في دمشق ولا إلى سواها من المدن السورية... فما نفع أن تضعي رسالتك في البريد؟‏

حزنت رباب لأنها لم تنتبه لهذا الأمر الخطير... فما هذا الظلم... ألا يكفي أنهم في الأرض المحتلة... وأنهم بعيدون عن أهل بلادهم.. ألا يكفي أنهم يشعرون وكأنهم مأسورون؟‏

قالت رباب:‏

- لن أعود ومعي الرسالة.... ولا بد أن أفعل أمراً ما.‏

قال رافع:‏

- مزقيها قبل أن تقع في يد أحد ويصيبك أذى.‏

أجابت بحرارة:‏

-لا... لن أمزقها.‏

ثم مشيا صامتين... لكن رباب وفي الطريق المؤدية إلى مبنى البريد أخذت تزيح أكوام الثلج بيديها المرتعشتين، وتصنع حفرة صغيرة وضعت فيها الرسالة ثم غطتها وهي تبكي. ولما سألها رافع ماذا تصنع؟ قالت بثقة وتحد:‏

- إنها زهرة الثلج لا بد أن يقطفها أحد بعد أن تشرق الشمس وتذوب الثلوج عن المروج.‏

[صورة: 727781k09x97t4x1.gif]
08-19-2008, 02:40 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى- غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #157
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
(يحكى أن)‏
4‏

"هدية بلا أذية "‏

[صورة: 1502718jfgoknv4af.jpg]

أخذ (حسام) يجمع قطع الخبز الفائضة عن المائدة وبقايا الكعك والبسكويت في علبة معدنية صغيرة ليأخذها يوم الإجازة معه إلى حديقة الحيوان. فهو يضع قسماً منها للعصافر التي تحط فوقها وهي تزقزق ثم تطير فرحة، ويضع قسماً آخر للأسماك في تلك البركة الجميلة.‏

وقد يصادف قطاً جائعاً فيرمي له بقطعة، وقد يتناثر الفتات فيهجم عليه النمل، فيتأمله (حسام) مسروراً.‏

أن الطبيعة كريمة.. والله سبحانه وتعالى أكرم الأكرمين.. وهو لا ينسى مخلوقاته فيهيء لها رزقها... وهنيئاً لمن يسعى لغيره كما يسعى لنفسه ويقدم له هدية.‏

وفي ذلك اليوم وقد أوشكت العلبة المعدنية أن تمتلئ بالهدايا لرفاق (حسام) من عصافير وأسماك، وقطط، ودجاج، ونمل، الخ...، سمع ضجة وراء العلبة فالتفت، فإذا بالعلبة تقع وينفرط كل ما فيها. ولمح وراءها زوجاً من الفئران الرمادية وهي تحاول أن تهرب مضطربة.‏

أسرع (حسام) ليمسك بها فتسللت إلى جحرها المثقوب في أسفل الجدار واختفت.‏

قال (حسام) في نفسه:‏

- هذه الفئران ضارة فهي تنقل الأمراض، وتعتدي على المؤونة والطعام، ولا بد أن أقضي عليها، وما علي ما دامت قد رأت كل ما في العلبة من طعام شهي بالنسبة إليها سوى أن اختبئ حتى تخرج. وبعد ذلك أقبض عليها أو أدعها تقع بنفسها في هذه المصائد الصغيرة التي سأنصبها لها وفيها قطع الجوز الشهي.‏

وما هي إلا لحظات حتى أطلت فئران كثيرة بأجسامها الرمادية النحيلة، وعيونها الصغيرة الحذرة، وشواربها الدقيقة. وقبل أن يقترب منها (حسام) قالت إحداهن وهي فأرة ناعمة الجلد، لامعة الوبر، وعيناها تلمعان كحبات الخرز:‏

- ما نحن إلا فأرات جائعات أيها الولد الطيب... فلماذا لا تدعنا نأكل من هذا الفتات؟‏

قال (حسام):‏

- جائعات؟ إذن من يقضم الخبز في المطبخ.. ومن يعتدى على بيت المؤونة؟ أنتن فأرات مؤذيات، ولا هدية لمن يتسبب بالأذية، سوف أقبض عليكن جميعاً وارميكن خارجاً.‏

قالت الفأرة:‏

- أو تقتلنا.. أليس كذلك؟‏

قال (حسام):‏

- لا... لن اقتلكن إذا أخذت عهدا منكن ألا تعود أي واحدة منكن إلى داخل منزلنا.. أليس لكنّ فرصة للعيش إلا عندنا... وعلى حساب أذانا؟‏

خجلت الفأرة كثيراً، وأخذت تنظر إلى بقية الفئران التي أطرقت برؤوسها ثم قالت:‏

- حسناً... سندخل إلى جحورنا بعد أن نأكل، ولن نخرج من هنا أبدا، بل من الفتحة الأخرى المتصلة بالحديقة، ما رأيك؟‏

قال (حسام):‏

-موافق... هذا حل مقبول ما دام هذا الفتات قد تبعثر وامتلأ بالغبار والجراثيم.‏

وانقضت جموع الفئران تلتهم الفتات كله، ثم تسللت بعد أن شبعت إلى جحورها واحدة تلو الأخرى فما كان من (حسام) بعد أن نظف المكان إلا أن سد الفتحة بالجبس المعجون بالماء ورمى العلبة وهو يقول:‏

- لاهدية لمن يتسبب بالأذية. أما رفاقي أولئك من البط والعصافير، والأسماك فهي لا تتسبب بأذى أحد ولهذا تستحق مني الهدية، وتستحق العطف من كل أحد.‏

[صورة: 868221lacerwvl8q.gif]
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 08-26-2008, 12:47 AM بواسطة -ليلى-.)
08-26-2008, 12:46 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى- غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #158
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
(يحكى أن)
9‏

"الجمل والسنام"‏

[صورة: 41018ssb2nlxew9.gif]

كان الجمل الهرم يستريح في بقعة جرداء خالية إلا من بعض الآثار القديمة وهو يطلق أصواتاً كأنها الأنين أو النواح. سمعه الصغار الذين خرجوا في رحلة للتعرف على الأثار. تقدموا منه وهو يبرك على الأرض، فداعبوه ولمسوا وبره الناعم، وتأملوا ملامحه الضخمة وهو هادئ وديع ينظر إليهم بعينيه الواسعتين، ويمضغ شيئاً دون أن يكون أمامه طعام ما.‏

قال لهم:‏

- هل تريدون أن أقوم لكم بجولة في هذا المكان؟ حسناً... ليركب من يريد منكم فوق ظهري ثم بعد ذلك انهض. ألا ترون كم أنا عال وضخم إذا وقفت؟‏

قال الصغار:‏

-لا... لقد قمنا بجولتنا وانتهينا. نحن نحب الركض والتسابق ولا نتعب. ألسنا صغاراً؟‏

ثم إن الحركة والنشاط عنوان الحياة.‏

سر الجمل بما سمع، ثم أطرق بصمت وكأنه يفكر تفكيراً عميقاً.‏

قالت هدى:‏

- بماذا تفكر أيها الجمل الوديع الصبور؟‏

ثم قفزت فوق ظهره وقالت:‏

- ولماذا لك هذا النتوء في ظهرك دون كل الحيوانات؟‏

هز الجمل برأسه وقال:‏

- هذا سنام... اسمه سنام. ألا تعرفين؟‏

قالت هدى:‏

- أعرف... لكنني استغرب ذلك.‏

قال الجمل:‏

- سأروي لك الحكاية. إنها حكاية أو خرافة وليست قصة. يقولون إن الجد الأول للجمال... أو أول جد لها لم يكن له سنام... كان كسولاً.. وكان يقضي وقته كله بين الطعام والنوم. ولا يؤذي أحداً ولا يؤذيه أحد لأنه ضخم الجثة يخافون من منظره فيهربون، حتى مر به ذات مرة قطيع من الغنم فقالوا له: ما نفعك أنت أيها الحيوان؟ أنت لا تقدم لحمك ولا لبنك للناس، ولا تنفعهم في شيء بل على العكس تتناول هذه الحشائش الطرية بكميات ضخمة وتحرم بقية حيوانات المرعى منها.‏

فلم يهتم بما قالت الأغنام، وقال: أتركوني... اتركوني سأنام.‏

ومرت أمامه البغال والحمير والخيول فقالت: ماذا تفعل أيها الحيوان الكسول؟ لا شيء.. انظر إلينا ونحن نحمل الأثقال، ونجر العربات، ونقطع المسافات... هيا كن نشيطاً مثلنا.‏

قال: اتركوني... اتركوني سأنام.‏

ومرت قطعان الماعز تتقافز مسرعة نحو المرتفعات والجبال فقالت له: ألا تقدم شيئاً ينفع أيها المخلوق الكبير؟... نحن نقدم إضافة إلى اللبن... الجلود والشعر بأنواعه وألوانه لتصنع منه الثياب والخيام.‏

ثم انصرفت عنه مسرعة وهو يقول: -اتركوني سأنام... سأنام.‏

وهكذا ظل الجمل الجد كسولاً بليداً لا يأبه به أحد... ولا يحبه أحد حتى ضجر وأصبحت حياته لا تطاق، فطلب من ملاك الرحمة أن يصبح أفضل المخلوقات وأنفعها للإنسان، وأكثرها وداعة وطاعة، فقال له الملاك:‏

- سيكون لك ما طلبت بشرط واحد هو أن أجعل فوق ظهرك هذا السنام حتى تتذكر لو اردت أن تنام.‏

وهكذا أيها الصغار فإن السنام هو اختصار من كلمة (سأنام)، ثم إنني اصبحت كالأغنام أقدم لبني ولحمي للطعام... وكالخيول أقطع المسافات ولا أبالي بالصحارى ذات الطول... وكذلك كالماعز أقدم الوبر والجلد والأشعار لكل من يطلب الثوب أو الخيمة أوالدثار.‏

أما هذا السنام... فهو مخزني أخبئ فيه الطعام.‏

سر الصغار بما سمعوا.... وأحبوا الجمل أكثر وأكثر... لأنه أقدم الحيوانات على وجه الأرض، وهو الأنفع والأكبر.‏


[صورة: 1421417uvbvdi1jfj.gif][صورة: 1421417uvbvdi1jfj.gif][صورة: 1421417uvbvdi1jfj.gif][صورة: 1421417uvbvdi1jfj.gif]

09-02-2008, 04:12 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى- غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #159
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
(يحكى أن)

5‏

"لاتبردي يا قطتي"‏

(سمر) بنت صغيرة... حلوة ومؤدبة... أمها تحبها كثيراً... وأبوها يدللها... وأخوها (سامي) لا يزعجها أبداً. (سمر) لم تذهب إلى المدرسة بعد... بل إلى حديقة الأطفال القريبة من عمارتهم... توصلها أمها أوأبوها وأحياناً بواب العمارة.‏

وفي يوم عثرت هي والبواب على قطيطات صغيرات مع أمهن خلف دكان البقال. أسرعت نحوها... وحاولت أن تمسك بالقطيطة البيضاء... لكن القطة الأم نفخت في وجهها، وأخرجت أظافرها لتخمشها.‏

قال العم البواب:‏

- هل أحببت هذه القطيطة يا سمر؟‏

قالت سمر:‏

-جداً.... جداً.... ليتني آخذها إلى البيت.‏

قال العم البواب:‏

- حسناً.... سآتي لك بها بعد أيام عندما تكون أمها قد فطمتها. وتكونين أنت قد طلبت الإذن من أمك برعاية هذه القطيطة الجميلة. ولكن اسمعي ما سأقوله لك يا سمر.‏

واستمعت (سمر) بكل انتباه إلى العم البواب وهو يقول:‏

- فالقطيطة يجب أن تتناول أولاً اللبن لأنها صغيرة.... وبعد ذلك تطعمينها ما تشائين. ويجب أن تنام في مكان آمن ودافئ. وأهم من كل ذلك ألا يؤذيها أحد.‏

قالت (سمر):‏

-سأفعل كل ذلك ياعم... سأفعل.‏

وبعد أيام ومن وجود القطيطة التي أسمتها (ماسة)، أصبحت (سمر) لا تفارقها.... تحملها... وتطعمها... وتضعها مساءً في سلة من القش مفروشة بالقطن.‏

وفي ليلة... وقد نسيت (سمر) قطتها المحبوسة في غرفتها دون أن تقدم لها طعاماً، أخذت (ماسة) تموء وتموء، ولم يسمعها أحد. وما إن فتحت (سمر) باب غرفتها حتى هربت (ماسة) بسرعة كبيرة إلى المطبخ.. ووثبت فوق الطاولة الصغيرة بحثاً عن الطعام فأوقعت الصحون فحطمتها.‏

أسرعت الأم إلى المطبخ لتعرف ما الخبر... فقالت (سمر):‏

- ماسة هي التي أوقعت الصحون... ولست أنا.‏

غضبت الأم وقالت:‏

- يجب أن نعاقب (ماسة) فلا تنام في سلتها في غرفتك بل في الخارج.‏

أطرقت (سمر) حزينة.... ولم تعارض أمها التي أخرجت (ماسة) إلى الحديقة، وأغلقت الباب.‏

ولما كان الفصل شتاء.. وهطلت الأمطار... لم تستطع (سمر) النوم.. وأخذت تبكي لأنها هي السبب فيما جرى مع (ماسة) وهي لم تخبر أمها بالحقيقة.‏

تسللت (سمر) من فراشها بهدوء وخرجت إلى الحديقة، والتقطت (ماسة) التي كانت ترتجف برداً أمام الباب، وقالت لها:‏

- لاتبردي يا قطتي... سامحيني أنا السبب.. أنا السبب، فقد نسيتك في الغرفة وما قصدت حبسك.‏

وكانت أم (سمر) قد سمعت ضجة وحركة، ورأت ابنتها وهي تحتضن القطة وتعتذر منها، فابتسمت... واعترفت لها (سمر) بكل شيء.‏

قالت الأم:‏

- عودي إلى فراشك يا سمر.. الطقس بارد.‏

قالت سمر:‏

- وهل تعود (ماسة) أيضاً إلى فراشها؟‏

قالت الأم:‏

- طبعاً كي لا تبرد هي أيضاً... هيا يا قطتي أسرعي كي لا تبردي.‏

10-12-2008, 09:18 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى- غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #160
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
الليل والأطفال

[صورة: 723335y5o3mfu8xj.gif]

من قديم الزّمان كان الليل حزيناً جداً، كان يسمع أطفالاً يقولون: "لا نحبّ الليل".‏

وآخرون يقولون: "الليل موحشٌ ومخيف".‏

والآباء والأمهات يحاولون إبعاد الخوف، دون جدوى ويطلبونَ من الأولاد الذّهاب إلى النّوم، فالليل مخصص للرّاحة والنهار للعمل، وتُطفأ الأضواء؛ فيظهر الليل خلف النّوافذ قاتماً يغطي كلّ شيء: الأشجار والبيوت، والشوارع، فيجزع الأولاد ويأوون إلى الفراش مكرهين، ودائماً يقولون:‏

ـ "الليل مخيف، نحن لا نحبّ الليل".‏

تجوَّلَ الليلُ كثيراً؛ حكى قصّته لكل من صادفه، قال لـه القمر:"لا تحزن يا صديقي، سأساعدك، وسيحبّك الأطفال".‏

فرح الليل حين سمع ذلك، وبعد مدّة أطلّ القمر وسطع ببهاء؛ سمع الليلُ الأطفالَ يقولون:‏

ـ "ما أجمل الليل في ضوء القمر!"..‏

ولكنّ القمر لا يستطيع أن يبقى طويلاً، وعندما ينتهي من عمله كان يذهب إلى مكان آخر ليبدأ عملاً جديداً؛ فيشعر الليلُ أنّ الأطفال عاودهم الخوف، وقبل أنْ يبحث عن حلٍ كانت النجوم تلمع في بحر السماء، والضفادع تنقُّ مغنيةً أجمل الأغاني، وكان يسمع صوت البومة وهي تتمتم:‏

ـ "الليل جميل ورائع، وأنتم أيها الأطفال جميلون فاذهبوا إلى الفراش".‏

صار الأولاد ينتظرون القمر، وبعضهم ينتظر النجوم فيبدأ يعدّها من نافذته حتى يغفو، وآخرون كانوا يسعدون بأغاني الضفادع وحكمة البومة، وعندما يذهبون إلى الفراش يبدؤون رحلة الأحلام.‏


[صورة: 603208eobbdv557e.gif]

11-02-2008, 01:42 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  النفق (قصة قصيرة) رائد قاسم 0 602 12-24-2013, 03:49 PM
آخر رد: رائد قاسم
  اشباح النهار ( قصة قصيرة) رائد قاسم 0 605 12-11-2013, 11:23 AM
آخر رد: رائد قاسم
  شقشقه ( قصة قصيرة) رائد قاسم 0 582 11-14-2013, 11:34 PM
آخر رد: رائد قاسم
  الرؤيا (قصة قصيرة) رائد قاسم 0 669 03-28-2013, 02:48 PM
آخر رد: رائد قاسم
  قصاص قصة قصيرة حمادي بلخشين 0 918 12-02-2012, 01:42 PM
آخر رد: حمادي بلخشين

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS