{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 3 صوت - 4.67 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
صدمة الحداثة .
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #21
تأملات حرة .
الأخ عمر .
تقديري .
Arrayالمسألة هنا ليست هل نوافق او لا نوافق بل هي و خصوصاً في حالة السلفوية الاسلامية منطق رد الفعل السلبي على سلفويات راحت تفرض هويتها و رؤيتها على المنطقة ايضاً ، و بلا شك ارى ان تحليل الظاهرة عربياً مهم و ضروري لفهم جذورها إلا انه ايضاً ضروري جداً ان لا نتأمل الظاهرة معزولة عن تلك المشاريع السلفوية و أثرها الفتاك في تدعيم عرى هذا المشروع.[/quote]
عزيزي .
سبق أن طرحت شريطا بعنوان عودة (المقدس) ., حوار في السياسة الدولية .
هنا
حاولت في الشريط طرح ما يمكن أن نطلق عليها ظاهرة انتفاضة الأصوليات الدينية ، وربطها بضعف الإنتماءات الوطنية و تبعثرها بين انتماءات متعددة ، ربما كان أكثرها تأثيرا على النظام العالمي هو الهويات الدينية ، لأنها بطبيعتها عابرة للقارات ، و خلال الشريط بات واضحا أن هناك تناقضا بنيويا بين الحداثة و الأصولية الدينية أي الدين كمرجعية ثقافية ، و أن أحدهما لابد أن يخلي مكانه في الحياة العامة للآخر ، هذه المعضلة تم حلها في أوروبا خلال آلية العلمانية و تبعها العالم كله تقريبا ، إننا ربما لا نقارن انفسنا مع المجتمعات الأوروبية و قدرتها على كبح الدين في نسق وظيفي خاص به ، و لكن لماذا لا نقيس على علمنة مجتمعات تماثلنا في وقوعها تحت تأثير موروثات ثقافية قوية كالهند ، و لكني في النهاية أرى أنه رغم وجود أصوليات دينية نشطة خارج الإسلام ، فما زلت أعتقد أن المسلمين وحدهم لديهم مصاعب جذرية مع الحداثة ، هذه المصاعب نجمت بسبب فشلهم في تبني أحد الصيغ العلمانية وهي متعددة ، فالأصوليات الدينية تعيش على هامش المجتمعات الأخرى ، و لكن الأصوليات الإسلامية تقود المجتمعات الإسلامية بشكل أو آخر ، و لهذا يمكن أن نعتبر الأصولية الإسلامية حاكمة ، بينما الأصوليات الأخرى كالأصولية المسيحية و الهندوسية في المعارضة ، و هذا فرق جذري بالفعل .
Arrayالتبست علي الجملة الثانية "يعتمد مقتربا سياسيا يختلف عن المقترب المعرفي الذي أميل إليه" آمل المزيد من الايضاح هنا.[/quote]
عزيزي .
لو اقتبسنا لغة الفلسفة فيمكن القول أنني ومجموعة من الأصدقاء في نادي الفكر ، غالبا ما نتناول القضايا الأساسية المطروحة كالحداثة بشكل ظواهري ( فينومينولوجيا ) ، و للزملاء هذا يعني تناول الظاهرة بالتركيز عليها فقط مبرئا من الإفتراضات المسبقة ، حتى تلك المرتبطة بأسبابها الخارجية أو حالتها خارج مدى الفعل الواعي المباشر ، و الهدف هو اكتشاف البنى الأساسية للظواهر و علاقاتها ، كذلك الأفعال الواعية التي تتبدى فيها تلك الظواهر ، و أن نقوم بهذا الاكتشاف بأعلى قدر من الأمانة بدون أن تداخله الافتراضات العلمية و الثقافية المسبقة ، أي أننا أشبه في ذلك بالمدرسة الأوروبية في الفكر ،و ليس المدرسة الأنجلوساكسونية ، و حتى في هذا الإتجاه فإني أميل بشكل عفوي إلى البحث عن فهم للظاهرة خلال نظريات تنتمي بالأساس للمدارس المعرفية ، و في هذا المجال طرحت أكثر من موضوع مثل ( نظرية الإطار ) و ( التناقض المعرفي ) و ( نظرية الهوية و إدراك الذات ) و ( دور الثقافة و المثقف في عالم مابعد الحداثة ) و غيرها من الموضوعات المشابهة ، ( ملحوظة هذه طبيعة الموضوعات و ليس عناوينها في نادي الفكر ) ، و بالطبع لم يكن هدفي هو القيام بطرح نظري للموضوعات العلمية ، و لكن تطبيق نظريات معرفية على قضايا ملحة مثل الحداثة و الأصولية ، و يمكن أيضا توصيف موضوعات الأخ وليد بكونها ذات طبيعة معرفية ، هذا المقترب ليس قطعا هو المقترب الوحيد لتناول قضايا مركبة مثل القضايا التي نتناولها عادة – أو دائما - ، بل حتى ربما لا يكون المقترب الأفضل ، لهذا فمن المفيد للغاية طرح رؤى مختلفة ، تنتمي إلى مدارس مغايرة و توظف فنيات مختلفة ، التحليل المادي الجدلي مثلا ، و عموما المدارس التحليلة التي تبحث عن الأسباب ، و تستفيد من النتائج السابقة لقضايا مشابهة ، إن التنوع في التناول الذي أشرت إليه لا يعني التناقض أو حتى الخلافات العميقة ، و لكنه يثري الحوار و يلون الصورة ، بل أني أتمنى أن تكون هناك آراء مخالفة و حتى متنافضة ، يعرضها باقي الزملاء بما في ذلك السلفيين و ... و ... ، إن أي خلاف سيكون مثمرا ، طالما عرضت الأفكار بلا تشنج أو عدوانية يفرضهما الإحساس بالعجز عادة ، فالحقيقة دائما وليدة الإختلاف في وجهات النظر .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 09-05-2009, 07:09 PM بواسطة بهجت.)
08-31-2008, 03:22 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #22
تأملات حرة .
الإسلاموفوبيا
الخطاب الإسلامي .. هل هو دعوة للقتال ؟

........................
بداية أريد أن أذكر بحقيقة أصبحت غائبة الآن ، نتيجة غزو العراق و ما صاحبه من تعاطف جماهيري متوقع مع الأصوليات الإسلامية السنية و الشيعية على السواء ، هذا التعاطف أدى إلى توقف النقد الموجه للخطاب الأصولي ، و حتى تفجيرات طابا و عمان و مجازر بغداد ، و إلقاء الفلسطينيين من المباني الشاهقة احياء ، كل ذلك لم يكن كافيا لإعادة العقل إلى العرب ، حتى يتبينوا أن السلاح الذي يقتل حامله ليس أفضل ما يستخدم الإتسان ، و أن العرب أنفسهم هم من يسدد فاتورة الإرهاب الأصولي ، إن العرب يتغافلون عن حقيقة أن الحديث عن صدام الحضارات ، ليس ابتكاراً غربياً ولكنه بالأساس ابتكار أصولي إسلامي ، فالأصوليون هم الذين فسروا كل ما يحدث بين العرب و الغرب ، بما في ذلك القضايا العالقة من مرحلة الإستعمار على قاعدة دينية ، و ان واجب الحكومات الصالحة هو تعبئة المسلمين و حشد قواهم ، ثم استئناف الحرب ضد العالم كله ، بما في ذلك المسلمين الذي يخالفون أفكارهم ، وهم دائمو الاستشهاد بالآية القرآنية "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" ، لكي يكسبوا طرحهم حجية إسلامية قاطعة ، ومن وجهة نظر التيار الغالب على الخطاب العربي الإسلامي ، أننا في القلب من مؤامرة صليبية يهودية مسؤولة عن كل كارثة تحدث للعرب و للمسلمين ، إن هذا الخطاب التصادمي ليس مستحدثا ، و لم ينشأ بسبب غزو العراق ،ولا حتى بسبب ضياع فلسطين ،و لكنه أبكر من ذلك كثيرا ، فهو مستمر منذ بزوغ حركة الإخوان و تشكيل ما يعرف بالمركب الإخواني – الوهابي ، و لكنه ظل يتصاعد بشدة خلال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي ، حتى أفرز ما بات يعرف ب "الإسلاموفوبيا" ، أي إشاعة الرعب لدى شعوب العالم من الإسلام والمسلمين ، وهكذا أصبح التصادم بين المسلمين و العالم حتميا و مسألة وقت لا أكثر ، وهو ما تحقق بالفعل في 11 سبتمبر وما أعقبه من أحداث ، هذا الخطاب لن ينتهي بخروج الأمريكيين من العراق ،ولا حتى بحل القضية الفلسطينية ، و لكنه سيستمر و سيتصاعد طالما بقيت الأصولية متغولة في العقل المسلم بدون مواجهة حضارية شاملة .
أما الأخطر من هذا كله فهو تصديقنا نحن لخرافة أننا أصبحنا بالفعل نهدد الغرب بل و العالم كله ، وأن الجميع لا يكفون عن التآمر علينا ، لقد أصابنا مركب نفسي هو مزيج من جنون العظمة وجنون الاضطهاد ، ولكن من يصدق ذلك الخطر لا يقرأ واقع العرب والمسلمين اليوم ، وإلا لأدرك أن المجتمعات الإسلامية فقيرة و متخلفة ، و تعاني الجهل و الاستبداد و الظلم ، لهذا لا يمكن أن تشكل أي تحد حضاري للعالم أو أن تخيفه ، ولكن هناك مصالح سياسية متقاطعة وراء إشاعة هذه العقلية التصادمية ، من بينها سعي إسرائيل لتأجيج العداء للعرب والمسلمين في الغرب ، حتى تحتفظ بانحيازه ودعمه لها ، و اصطنع بعضها أيضا النظام العربي المستبد ، لكي يصرف الأنظار عن استبداده ، ويصدر مشاعر العداء له إلى خارج الحدود ، ويعلق فأس المسئولية عن أخطائه في رقبه غيره ، و لكن يبقى هذا الخطاب بالأساس منتجا أصوليا في إطار المشروع الإسلامي الإحيائي المتخبط و الغامض ، و من المدهش أن يبتلع معظمنا الطعم ، ويشيع الاعتقاد بأن حضارتنا –في وضعها الراهن – أفضل الحضارات لأنها حضارة روحية أخلاقية ، وليست مادية منحلة ، كما هو حال حضارة الغرب ، وعاد هؤلاء إلى الماضي ليعيشوا في "يوتوبيا رجعية" تجتر تواريخ قرون ازدهار الحضارة العربية الإسلامية .
إن جوهر مشكلتنا مع الغرب و العالم ، هي أن الخطاب الراهن يؤكد شكوك العالم تجاهنا ولا ينفيها ، فالمشكلة أعقد من أن تحل بحملة علاقات عامة مهما كان اتساعها ، لأن جوهرها يكمن في أننا نفتقد أصلاً لخطاب عربي وإسلامي ، يمكن أن يقنع الغرب بخطأ ما يشاع فيه من تصورات عن الإسلام والمسلمين ، ومما يزيد المشكلة تعقيداً ، هو ذلك التداخل الكبير بين الخطاب الإسلامي الذي يصدر عن المؤسسات الدينية الرسمية في معظم أنحاء العالمين العربي والإسلامي ، وبين الخطاب الذي يصدر عن الجماعات الإسلامية الأصولية ، سواء كانت معتدلة أو متطرفة . بل أن خطاب الصدام بين الحضارات أصبح يشمل تيارات يفترض أنها في الأصل تيارات وافدة من أوروبا ، ومن بينها عناصر من التيار القومي ، بل ومن التيار الماركسي كذلك .
القضية الأولى التي يتطابق فيها رأي المؤسسات الرسمية مع تلك الأصولية تتعلق بالدولة المدنية الدستورية ، فإن الدولة الحديثة لا بد وأن تكون بالضرورة دولة علمانية ، ولكن هناك إجماع معلن أو مضمر بين المؤسسات الدينية الرسمية و الأصولية على الأخذ بنظرية "الحاكمية" ، ومع أن هؤلاء الرسميون يزعمون عادة أنهم ديمقراطيون ، إلا أنهم يتجاهلون أن الديمقراطية تعني الحق في أن يشرع الناس لأنفسهم ، بما يوافق زمانهم ، وهو ما يرفضونه ، أما القضية الثانية ، فهي قضية موقف التيار الإسلامي –الرسمي والشعبي –من "حرية العقيدة" فالتيار السائد في الحركة الإسلامية المعاصرة ، يصادر على هذا الحق ، على نحو ظاهر ، ويلح غالبا على تطبيق حد الردة على الذين يمارسونه ، أو حتى يدافعون عنه.
هاتان قضيتان محوريتان ، وهما تتطلبان جهداً فكرياً ، ينتهي بأن نصوغ بشأنهما خطابا جديداً حتى يمكن أن تتحول الدول العربية والإسلامية ، إلى دول مدنية عصرية ، تستمتع بما يتمتع به الغرب من حرية وديموقراطية بعيدا عن جنون العظمة وجنون الاضطهاد .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 09-09-2009, 01:49 PM بواسطة بهجت.)
09-02-2008, 04:35 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
سامع وجيب قلوب فحول النخيل غير متصل
يكره الإبتذال و يحتقر الإسفاف
**

المشاركات: 47
الانضمام: Aug 2008
مشاركة: #23
تأملات حرة .
لماذا يا بهجت تتعب نفسك كثيراً هكذا من أجل إعادة تعريف مصطلح "إسلاموفوبيا "؟

لماذا كل هذا اللف و الدوران لكي تحمل الأصوليين الإسلاميين وزر الإسلاموفوبيا ، رغم أنهم الضحية الأولى للإسلاموفوبيا، الخوف من الإسلام،ذلك المرض الرهابي الذي تنتجه أولاً وأخيراً النفوس الحاقدة على الإسلام!

الإسلاموفوبيا ، تصدر أساساً من المتصهينين القدماء والجدد ،وغيرهم من الأصوليين المعادين للإسلام، كالشيوعيين والماركسيين والملاحدة والزنادقة والتروتسكيين ... وكذلك أيضاً بالتأكيد من المنسلخين أمثالك، لا سيما وأنت تدجّل بإسم التنوير !

لقد تمّ تعريف وشرح الإسلاموفوبيا حتى إستقر المصطلح تماماً ، ومن الأدلة الواضحة في هذا السياق ما قاله الأمين العام السابق للأمم المتحدة ، السيد كوفي أنان، حيث جاء في الخطاب الذي القاه عام 2004 ، في مؤتمر الأمم المتحدة حول الإسلاموفوبيا ، ما نصّه: "إنها لحظة تاريخية بائسة وحزينة ، تلك التي عندها يضطر العالم إلى إنتاج مصطلح جديد لتوصيف حالة كراهية مستشرية وحقد مستفحل،كما في حالة مصطلح الإسلاموفوبيا"

في عام 1996 قامت مجموعة Runnymede Trust - وهي مجموعة دراسة وبحث think tank بريطانية متخصصة بقضايا التعددية والتنوع العرقي والثقافي - قامت تلك المجموعة بتأسيس هيئة خاصة حول قضايا البريطانين المسلمين والإسلاموفوبيا

ومن أول الإستعمالات الموثّقة لمصطلح "إسلاموفوبيا" ، إستعمال مصطلح "إسلاموفوبيا" عام 1991 في مجلة Insight magazine التي تعبر عن رأي الجناح السياسي المحافظ في الولايات المتحدة.

المشكلة هنا ليست في المصطلح ولا في إستعمالاته، المشكله هنا هي في صميم الفكر المستعد للكراهية والحقد ، بإسم الدين أو بإسم اللادين ، بإسم العرق العنصري أو بإسم العلم والتنوير، ولا فرق البتّه فكل وسيلة هي اولاً وأخيراً وسيلة ، ولقد شاهد العالم كيف سبق وتضافرت معاً نظريات علمية وأفكار فلسفية وتعاليم دينية في تلافيف العقل النازي العنصري المجرم لتسوّغ المحرقة اليهودية !

فأنظر إذا وتمعّن جيّداً يا بهجت بأي كراهية وحقد ضد الإسلام تحشو تلافيف عقلك !

إن هؤلاء الأصوليين المسلمين ، لا أنت ، هم ضحايا الإسلاموفوبيا !
وإن الإسلام ، الذي لا تدين به ، وتدعو للإنسلاخ عنه، هو ضحية الإسلاموفوبيا !

لا بل وأنت وأمثالك ، وليس الأصوليين المسلمين ، هم الذين يعملون لنشر الذعر والخوف والحقد والكراهية ... ويكدّون في صناعة الكراهية والحرب والموت ... حتى وهم يرتدون عباءآت التنوير ... زوراًُ و دجلاً
09-02-2008, 10:19 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #24
تأملات حرة .
ماذا يفعل العالم في مواجهة التحدي الإسلامي ؟.

هناك وعي شائع بين الغربيين ، بأن المسلمين في معظمهم أسرى الهوية الإسلامية الإقصائية ، التي تسيطر على تفكيرهم و تحتكر وعيهم ، و أن أخطر الصراعات التي تهدد السلام في عالم مابعد الحرب الباردة ، نجمت عن خصوصية الهوية الإسلامية و طبيعتها العدوانية ، و الأخطر من ذلك أن هذا الوعي يمتد إلى معظم الشعوب الأخرى . بداية علينا أن نلاحظ مثل هذا الإنطباع نشأ نتيجة لخطاب الإسلام السياسي نفسه و ممارسات الإسلاميين ، ومن استقراء التاريخ نجد أن الولايات المتحدة ساهمت في البداية و بحماس ، في تعميق الإحساس بالهوية الإسلامية ، و تشجيع الإتجاهات الأصولية الجهادية المتطرفة ، من أجل توظيف الإسلام في صراعها ضد الإتحاد السوفيتي (الملحد) ، و الأنظمة العربية الثورية خاصة النظام الناصري ، خلال تلك الفترة كانت المخابرات المركزية الأمريكية هي الحليف الأوثق للإسلاميين ، حتى أن رئيسا أمريكيا من اليمين المسيحي مثل رونالد ريجان ، كان يكيل الثناء على زعماء الميليشيات الإسلامية في أفغانستان ،و يشبههم بالآباء المؤسسين للولايات المتحدة ، و لكن عندما طالب هؤلاء الآباء المؤسسون بدور الزوجة لا العشيقة مدفوعة الأجر ، قامت الولايات المتحدة بلفظهم كمتطرفين و إرهابيين ، و يذكر سفير الولايات المتحدة السايق في الفاتيكان ، أنه قدم اوراقه للبابا السابق يوم 13 سبتمبر 2001 ، فبادره البابا قالا :" متى ستقضون على هؤلاء الذين يقتلون الناس باسم الرب " ، ففي مواجهة التطرف الإسلامي لم يعد هناك صقور و حمائم ، فالجميع يصبحون صقورا عندما تضع السكين على حناجرهم ، أما الخطاب الأصولي المعادي للبشرية ، الذي لم يتوقف هؤلاء الآباء عن تصديع الرؤوس به ، فقد جرى تضخيمه بعد ذلك بواسطة بعض المناظرين الغربيين المؤثرين ، أمثال صمويل هانتجتون و برنارد لويس و بيس و فؤاد عجمي و غيرهم كثير ، و أصبح دعامة أساسية للنظريات التي تدين المسلمين كمتطرفين ، و تدعوا الغرب إلى كبحهم و منعهم من تدمير الحضارة ولو باستحدام القوة المطلقة ، أخذ هؤلاء الكتاب اليمينيون ينسجون مادتهم من الخطاب الأصولي المتحجر ،و يغفلون كلية التجارب العقلانية المتحررة في العالم الإسلامي ، مثل العلمانية التركية و التونسية ،و التجارب الناصرية و البعثية و غيرها من الإتجاهات القومية و الماركسية ، وفقا لهذه التصورات التي يروجها اليمين الجديد في أمريكا ، يمكن رؤية العالم كفيدرالية من أديان و ثقافات ، مع تخصيص الإسلام كأكثر تلك الثقافات انعزالية و عداء للحضارة الغربية الإنسانية في زعمهم ، هذا التصور الأحادي المتعسف يتطابق – و للغرابة - مع النظرة التقليدية للأصوليين المسلمين أنفسهم ، فهم ينظرون للإسلام كهوية شمولية انفرادية ،و ليس مجرد دين كغيره من الأديان ، و هكذا نفاجئ باعتقاد شائع بين الجميع ، بأن أخطر ما يواجه الحضارة البشرية الآن ، هي مشكلة الثقافة الإسلامية المتعصبة التي تغذي الإرهاب في كل مكان ، هذه النظرية أصبحت مقبولة من الجميع تقريبا ، بما في ذلك شعوب كانت تقليديا حليفة للعرب ، و من هذا التصور انطلق الجميع بحثا عن حل .
هناك واقعيا مدرستان تتنازعان الموقف الغربي ، أحدهما مدرسة تصادمية تقوم على فكرة ( صراع الحضارات ) وهي ترى أن الصراع بين الإسلام و الحضارة الغربية هو صراع حتمي ،ولا بد للولايات المتحدة قيادة العالم كله لهزيمة الإسلام ، بنفس المنطق الذي تم به إلحاق الهزيمة بالفاشيات الغربية و بالشيوعية ، وهذه المدرسة هي المقابل الموضوعي للأصولية الإسلامية و لكن من الجانب الآخر ، رغم أن هذه المدرسة كانت تبدوا فجة و بلا أهمية كبيرة ، إلا أنها نالت دفعة كبرى للأمام نتيجة غزوة 11 سبتمبر الميمونة ، التي كرست صورة المسلمين كبرابرة ، لا يجيدون حتى التعبير عن غضبهم ، أو الدفاع عن مصالحهم ، في المقابل هناك مدرسة أخرى تصالحية ، تتبنى ما يعرف بنظرية ( حوار الحضارات ) ، هذه المدرسة تدعم حلا تصالحيا يدور حول إصلاح الدين الإسلامي ، طالما أنه سبب المشكلة ، وهذه العملية هي ما يطلق عليها الغربيون إعادة تعريف الإسلام ، و يمكن أن نجد أن هذا الموقف على سبيل المثال مجسدا في جهود سياسي هام كتوني بلير ، أما الحكام العرب الواقعين بين فكي الشعوب المنفلتة من جهة ، و العالم المتحفز من جهة أخرى ، لم يجدوا ما يقدمونه سوى أن يتبنوا و على حياء ما يعرف بترشيد الخطاب الإسلامي ، و في الحالتين فالهدف واحد وهو إصلاح الإسلام ، هذا الإصلاح يتم بالطبع عن طريق الفقهاء المسلمين أنفسهم ، أي إصلاح الإسلام من داخله ، و هكذا دفعت الدوائر الغربية - و يشترك معهم بعض الحكام - إلى الصدارة بدعاة يرونهم عقلاء و يقبلون التعاون مع الحضارة الغربية ، من أمثال العالم الإسلامي التركي البارز فتح الله جولان، و الفيلسوف الإيراني عبد الكريم سروش، والداعية المصري الأصل والسويسري الجنسية طارق رمضان ، و الداعية الشهير عمرو خالد ، و الأستاذ جمال البنا ، و الشيخ يوسف القرضاوي ،و حجة الإسلام محمد خاتمي ، و ..... و غيرهم كثيرين ، هؤلاء جميعا يشكلون مدارسا ذات اتجاهات و فلسفات مختلفة ، و لكنهم يشتركون فقط في تبني فكرة أنه لا وجود للمسلمين خارج هويتهم الإسلامية المنفردة ، و بالتالي لا يمكن إصلاح المسلمين سوى بإصلاح الإسلام .
و للحديث بقية .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 09-09-2009, 01:50 PM بواسطة بهجت.)
09-04-2008, 03:37 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #25
تأملات حرة .
التحديث بلا حداثة اسوأ أشكال التخلف ، لأنه تخلف عالي التكلفة .

الحداثة و التحديث .
...............................................................
ربما يشعر البعض خاصة في دول الخليج أننا نبالغ كثيرا عندما نتحدث عن وجود تناقض بين العربي المعاصر و الحداثة ، و غالبا سيرون ذلك الحديث مجرد ثرثرة مثقفين ، فهم يشعرون أنهم في القلب من حضارة هذا العصر ، و يعيشون كما لم يتخيل أباؤهم منذ عقود قليلة ، و هذه حقيقة قد لا تكون محصورة في دول البترول بشكل خاص ، فكثيرا ما تبالغ القوى الحاكمة في البلدان العربية - حتى الفقيرة منها - في استيراد منتجات الحضارة مباشرة في شكلها النهائي ، و هكذا نجد تلك المنتجات كالسيارات ، و الملابس ، و العطور ، و الأسلحة الحديثة تملأ البلدان العربية ، ففي الشوارع العربية وحتى في الفيافي المنعزلة تمرح أحدث السيارات ، و يملأ الأثاث المستورد بيوت النخب و الأثرياء ، وفي الجيوب تصدح أحدث الهواتف الخلوية ، بينما تفوح الروائح المستوردة الغالية من أجساد النساء و الرجال ، و تنتشر الحواسب الإليكترونية المتطورة في كافة المرافق ، رغم أن أداء الأعمال يتدهور بلا انقطاع ، أما الطائرات الجامبو فلا تتوقف عن الهبوط في المطارات العربية و الصعود ، ناقلة حمولتها الثمينة من أثرياء العرب إلى المصايف و المشاتي العالمية ، كل ذلك بينما تتكدس أنظمة التسليح الحديثة باهظمة التكاليف في المستودعات ، وهي تنتظر أوامر التكهين بعد مضي عمرها الإفتراضي القصير كعمر الزهور ! ، الأمر لا يقتصر على استيراد المنتجات المادية ، بل يمتد إلى مظاهر الحياة السياسية مثل مجالس الوزراء ، و اللجان المتخصصة ، و البرلمانات ( طبعا بدون آلية ديمقراطية ) ، أكثر من ذلك فهناك شرائح عربية بالكامل تحدث نفسها ، عن طريق التقليد الحرفي لمفردات الحياة الغربية ، فيعيش أفرادها في مجتمعاتهم الخاصة المحاطة بالأسوار العالية ، ينتقون النساء الشهيات ، و الخمور المعتقة ، و الجواهر المصقولة عن طريق الكتالوجات ، كما لو كانوا امتدادا ممسوخا لبعض المجتمعات الأوروبية بالغة الرفاهية و الفساد ، إذا أين هو التناقض الذي نصدع به الرؤوس ؟.
بالرغم من ذلك أؤكد أن العرب من أكثر الشعوب تناقضا مع الحداثة ، و كي ندرك طبيعة المشكلة علينا أن نفرق بين اصطلاحين هما التحديث و الحداثة ، فالتحديث modernization) ) عبارة عن عملية تاريخية لتغيير المجتمع كي يتوافق مع العصر و متطلباته ، وهي عملية مستمرة أبدا لا تتوقف منذ انطلاقتها الأولى ، و لكنها غالبا ما تنقلب في عالمنا العربي إلى عملية تغريب westernization)) آلية بلا تعقل ، تقتصر على استيراد المنتجات المادية و الأفكار الجاهزة عن الغرب تحديدا وزراعتها في بيئة غير مستعدة لتقبلها ، إن التحديث هو عملية نقل لمنتجات مادية نهائية بلا جهد سوى ما تدفعه في مقابلها من ثروة ، و لا يلزمها تغيير في الأطر العقلية السائدة ، بل ربما يكون التخلف المعرفي سبب لمزيد من الإقبال على عمليات الاقتناء السلعي و التحديث الاستهلاكي ، ولعل أوضح مثال على ذلك هو عمليات التسليح باهظة التكاليف التي تمارسها الدول العربية ، بدون وجود هياكل بشرية تستوعب هذا السلاح ، وتحيله إلى قدرات قتالية مضافة و فعالة ،و النتيجة أنه بالرغم من كل السلاح الحديث المتوفر لدى العرب ، فإنهم لم ينجحوا في مواجهة أي عدوان خارجي طوال تاريخهم الحديث ، بما في ذلك القوات المسلحة لدولة إسرائيل التي لا تزيد في تعدادها عن تعداد حي في القاهرة ، و بالتالي فكل ما نشاهده في العالم العربي و استعرضناه سابقا هي عملية تحديث لا حداثة ، رغم أنها أيضا سلبية و متعثرة .
أما الحداثة modernity) ) فهي الفكر النظري أو المقولات العلمية و الفلسفية التي تحكم عملية التحديث ، كما أنها أيضا آليات تلك العملية ، و يمكن القول أن الحداثة هي بالأساس إطار من القيم ،و المناهج و الأفكار و الممارسات ، لابد من تبنيها و استيعابها ، وهذه بالتالي عملية تربية و إعداد شاقة تستلزم توفير بيئة ثقافية مناسبة ، و كي نتبين نماذجا لعملية الحداثة علينا دراسة تجارب الشرق الأقصى خاصة اليابان ، و الصين ، و كوريا ، ، أما رفض عملية الحداثة و الاستعاضة عنها بالتحديث الشكلي بل و حتى بالإفراط فيه كما تفعل دول الخليج على سبيل المثال ، فلن يؤدي سوى إلى استنزاف الموارد المحدودة بدون طائل ، و سيؤدي إلى هشاشة المجتمعات و سقوطها في براثن التعصب و التطرف كما هو حادث بالفعل .
إذا الحداثة في عبارة بسيطة هي العقلانية ، و البداية دائما تكون عملية تعليم عصرية متطورة ، بعيدا عن المعتقدات التراثية التي كانت سائدة في عصر ما قبل الحداثة ، و هذه العملية ليست مجرد حشد للمعلومات في الرؤوس ، حيث يختلط العلم والخرافات كما يحدث في كثير من الدول العربية ، فكوريا توقفت ل5 سنوات في بداية عملية التحديث عن استثمار فلس واحد خارج العملية التعليمة ، لأنهم كانوا يعلمون أن الإستثمار في الإنسان يعطي أعلى مردود ، أما في اليابان فقد تم القضاء على الأمية خلال جيل واجد ، و تعادل المطبوعات اليابانية إجمالي ما يطبع في يريطانيا و فرنسا مجتمعتين ، الحداثة أيضا هي العلمانية و الإدارة العلمية للموارد و على رأسها الوقت ، و الحداثة هي المرجعية المعرفية العلمية ،و ليس المرجعيات الدينية الغيبية .
هناك خطأ فكري شائع بين المثقفين العرب ، هو أن التحديث قرين الحداثة ، و بعبارة أخرى أن التغريب ملازم للتحضر ، وأنهما وجهان لعملة واحدة ، ولو ترجمنا ذلك لقلنا أن موسيقى الجاز أو سلسلة محلات الوجبات السريعة مثلا هي الوجه الآخر لنظرية النسبية و تكنولوجيا إنتاج الصواريخ أو السيارات الحديثة ، و أن الشرائح العربية التي تحاكى المجتمعات الأوروبية في أنماط معيشتها و طعامها و موسيقاها و سلوكها الجنسي و أزيائها ، هي أقرب للحضارة من الشرائح التي لا تفعل ذلك و لكن التجربة التاريخية تدحض هذه المقولة ،و تثبت أن العكس هو الصحيح ، وهذه الحقيقة أكدتها نجاح تجربة النهضة في اليابان التي استوعبت قيم الحداثة ، و فشل التجربة في مصر محمد علي و تركيا ( العثمانية ) اللتان انغمستا في استيراد منتجات التحديث من الغرب ..
أما لماذا نحذر من التحديث دون استكمال مقومات الحداثة فذلك لسبب جوهري ، فالتحديث السلبي يعتمد على استنساخ كل ما هو جاهز لدى الغير من أفكار و أدوات عصرية ، و هذا يذكرنا بقول ابن خلدون الشهير ( تشبه المغلوب بالغالب ) ، بينما تمول الطبقات الأكثر فقرا ذلك الهوس التحديثي من قوتها و فرصها في اللحاق بركب الحضارة ، إن هذه الآلية التي تعتمد التحديث بديلا عن الحداثة ، أسوأ أشكال التخلف لأنها لا تضييف شيئا حقيقيا لفرص التحضر ، بينما تمول نفسها كأعلى مستويات التحضر !، إن ذلك أشبه بزراعة نباتات صناعية معتقدين أنها ستزهر يوما ما !، والنتيجة الحتمية لفوضى التحديث المنبت عن أصول الحداثة أن عدد العاطلين عن العمل في الوطن العربي يفوقون ما كانوا عليه قبل عشر سنوات، وأن يضل ملايين الأطفال طريقهم إلى المدرسة، ليجدوا في المهن القاسية مرتعاً خصباً لضياع مستقبلهم ووقوفهم عاجزين أمام عجلة التقدم والتطور، و بدلا من النمو تسقط شرائح متزايدة من البرجوازية العربية باستمرار إلى مستويات الحياة المتدينة للبروليتاريا ، بينما تتكون النخب الحاكمة من أدنى الشرائح الثقافية و أقلها تهذيبا و أكثرها جشعا وبلادة ، هذه النخب لا تحفل بالتردي الذي تنساق إليه تلك المجتمعات ، و كل ما تفعله هو انتاج مسلسلات تلفزيونية ، تتناول حياة اولاد الشوارع ، هؤلاء الأولاد أنفسهم الذين ينتجهم الإستهلاك السفيه للنخب العربية .

و للحديث بقية .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 09-05-2009, 07:12 PM بواسطة بهجت.)
09-05-2008, 12:52 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #26
تأملات حرة .
الغبار يعلو كل شيء.
العودة إلى الكهف .

لماذا يا بهجت تتعب نفسك كثيراً هكذا من أجل إعادة تعريف مصطلح;إسلاموفوبيا ؟

لماذا كل هذا اللف و الدوران لكي تحمل الأصوليين الإسلاميين وزر الإسلاموفوبيا ، رغم أنهم الضحية الأولى للإسلاموفوبيا، الخوف من الإسلام،ذلك المرض الرهابي الذي تنتجه أولاً وأخيراً النفوس الحاقدة على الإسلام!
.........................................................
بأي كراهية وحقد ضد الإسلام تحشو تلافيف عقلك !

إن هؤلاء الأصوليين المسلمين ، لا أنت ، هم ضحايا الإسلاموفوبيا !
وإن الإسلام ، الذي لا تدين به ، وتدعو للإنسلاخ عنه، هو ضحية الإسلاموفوبيا !

لا بل وأنت وأمثالك ، وليس الأصوليين المسلمين ، هم الذين يعملون لنشر الذعر والخوف والحقد والكراهية ... ويكدّون في صناعة الكراهية والحرب والموت ... حتى وهم يرتدون عباءآت التنوير ... زوراًُ و دجلاً
........................................................
سامع الفحول .
أنت تجهد نفسك فيما لا جدوى منه ، فتوجيه السباب للمخالف لا يقودك سوى إلى الطرد من النادي ، فلم لا تتوقف عن ذلك الأسلوب الذي لا يلائم تجمعا يقوم على الحوار الراقي كنادي الفكر ؟ ، أما على المستوى الشخصي فإني أتجاهل المداخلات الكيدية المماثلة لمداخلاتك ، و هذا ما سوف أفعله لاحقا لو استمريت تحشو مداخلاتك بالشتائم و ليس بالأفكار .
هناك سؤال مبدئي يجب أن تجيب عليه ،و يجيب عليه أي زميل قبل أن يمضي في هذا الحوار أو غيره من الحوارات المفتوحة التي أطرحها و زملائي في النادي .
هل نحن خونة عندما ننتقد الحالة المزرية للعرب الآن ؟، و هل نحن كفار عندما نؤكد أن ذلك التردي الحضاري نتيجة الأداء العربي المتدني بأكثر منه نتيجة عوامل خارجية ؟، هل الإنتماء العربي يفرض علينا الدفاع عن جرائم البشير في دارفور ، و تصفيات بشار الأسد لأعدائه في سوريا و لبنان ، و جرائم القذافي بما في ذلك خطف موسى الصدر وغالبا اغتياله بدم بارد ، و تفجيرات القاعدة في العراق و مصر و السعودية ؟ . هل رفضنا للعدوان الأمريكي على العراق يحتم علينا إنكار طغيان صدام حسين و قسوته البالغة ؟، و هل عداؤنا للصهيونية يلزمنا بدعم مشروع حماس الأصولي الإرهابي ؟، هل انتماؤنا للدين الإسلامي يفرض علينا دعم الأصوليات الوهابية و الإخوانية ، و الدفاع عن ممارسات القاعدة و فرض الإسلام على الآخرين بالقوة ؟، هل كوننا مسلمين يحتم علينا أن نكون إرهابيين منغلقي العقل متبلدي الشعور ؟، هل كوننا سنة يفرض علينا العداء للشيعة ،و استحلال دمائهم في العراق و اضطهادهم في غير العراق ؟، وهل كوننا شيعة يلزمنا بدعم كل ممارسات طهران و حزب الله ؟، هل نحن نخدم القوى الأجنبية و مشاريعها عندما نسلط الأضواء على مواطن الخلل و التخلف في الثقافة العربية السائدة ؟، أم أننا نخدم تلك القوى لو تغافلنا عن الأخطاء و الخطايا زاعمين أن كل شيء على مايرام ،و أن العرب يعيشون نهضة إسلامية رائعة ستذهب به إلى سيادة العالم ؟، هل إعطاء الدواء المر هو الخيانة ، و أن ترويج المخدرات هي قمة الوطنية ؟ .
هذه أسئلة مبدئية يجب أن تسألها لنفسك ، قبل أن تشارك في هذا الحوار ، أما لو كانت إجابتك أن الإسلام أعز من أن ينتقد ،و أن انتقاد العرب خيانة ، فلا جدوى بالطبع من أي حوار ، فالحوار في جوهره هو النقد البناء .
أما عن الإسلاموفوبيا islamophopia فأنت نقلت مادتك دون أن تتوقف لتعرف ما هو مضمون مداخلتي ، فلا يفهم عاقل أني أدافع عن ظاهرة الإسلاموفوبيا ، و لكني أوضح النتائج الخطيرة التي توصلنا إليها ممارسات الإسلاميين التصادمية ، فلا يوجد إنسان يضع السكين على رقبة الآخرين طالبا منهم أن يحبوه ، فمن يفعل ذلك إنسان أخرق ، هل جربت أن تسأل نفسك لماذا هناك ظاهرة الخوف المرضي من الإسلام ، ولا توجد ظاهرة مناظرة للخوف من الهندوسية أو البوذية أو المسيحية ؟، وهل سألت نفسك لماذا تنتشر هذه الظاهرة بين كل الشعوب و ليس في الغرب فقط ؟، وهل سألت نفسك لماذا انتشرت هذه الظاهرة حديثا مع طفرة أسعار البترول ، و تدفق الأموال السهلة من السعودية إلى الجماعات الأصولية و الجهادية في كل مكان ، بينما هذه الظاهرة لم تكن معروفة قبل ذلك ؟، هل تعتقد حقا أن العالم حاقد و كاره للمسلمين بسبب تفوقهم و نهضتهم الرائعة كما يزعم الإسلاميون ؟.
أما كون المسلمين هم ضحايا تلك الظاهرة فنعم ، فالصراع بين المسلمين و العالم هو صراع لا تكافؤ فيه مطلقا ، و هذا يجعل الإسلاميين الذين بدأوا مثل ذلك الصراع ليسوا عدوانيين فقط بل حمقى و أغبياء أيضا ، لقد اعتقد هؤلاء المتطفلون على البشرية ، أنهم سيضطهدون مسيحي الشرق الأوسط و يعتلون الحكم ، ببيع الشعارات و ارتكاب بعض الجرائم في الغرب ، فوجدوا أنفسهم يضربون بالنعال في كل مكان ، و لكنهم للأسف يتترسون بالشعوب العربية و يسحبونها معهم إلى الهلاك ، وعلى هذه الشعوب أن تحسم أمرها ، فهل ستنضم إلى هذا الصراع الإنتحاري بشكل نهائي ، أم ستفيق و ستمضي في ركب الحضارة الحضارة العالمية ، هذا هو السؤال .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 09-06-2009, 02:01 AM بواسطة بهجت.)
09-06-2008, 02:55 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #27
تأملات حرة .
Array
التحديث بلا حداثة اسوأ أشكال التخلف ، لأنه تخلف عالي التكلفة .
الحداثة و التحديث .

ربما يشعر البعض خاصة في دول الخليج أننا نبالغ كثيرا عندما نتحدث عن وجود تناقض بين العربي المعاصر و الحداثة ، و غالبا سيرون ذلك الحديث مجرد ثرثرة مثقفين ، فهم يشعرون أنهم في القلب من حضارة هذا العصر ، و يعيشون كما لم يتخيل أباؤهم منذ عقود قليلة ، و هذه حقيقة قد لا تكون محصورة في دول البترول بشكل خاص ، فكثيرا ما تبالغ القوى الحاكمة في البلدان العربية - حتى الفقيرة منها - في استيراد منتجات الحضارة مباشرة في شكلها النهائي ، و هكذا نجد تلك المنتجات كالسيارات ، و الملابس ، و العطور ، و الأسلحة الحديثة تملأ البلدان العربية ، ففي الشوارع العربية وحتى في الفيافي المنعزلة تمرح أحدث السيارات ، و يملأ الأثاث المستورد بيوت النخب و الأثرياء ، وفي الجيوب تصدح أحدث الهواتف الخلوية ، بينما تفوح الروائح المستوردة الغالية من أجساد النساء و الرجال ، و تنتشر الحواسب الإليكترونية المتطورة في كافة المرافق ، رغم أن أداء الأعمال يتدهور بلا انقطاع ، أما الطائرات الجامبو فلا تتوقف عن الهبوط في المطارات العربية و الصعود ، ناقلة حمولتها الثمينة من أثرياء العرب إلى المصايف و المشاتي العالمية ، كل ذلك بينما تتكدس أنظمة التسليح الحديثة باهظمة التكاليف في المستودعات ، وهي تنتظر أوامر التكهين بعد مضي عمرها الإفتراضي القصير كعمر الزهور ! ، الأمر لا يقتصر على استيراد المنتجات المادية ، بل يمتد إلى مظاهر الحياة السياسية مثل مجالس الوزراء ، و اللجان المتخصصة ، و البرلمانات ( طبعا بدون آلية ديمقراطية ) ، أكثر من ذلك فهناك شرائح عربية بالكامل تحدث نفسها ، عن طريق التقليد الحرفي لمفردات الحياة الغربية ، فيعيش أفرادها في مجتمعاتهم الخاصة المحاطة بالأسوار العالية ، ينتقون النساء الشهيات ، و الخمور المعتقة ، و الجواهر المصقولة عن طريق الكتالوجات ، كما لو كانوا امتدادا ممسوخا لبعض المجتمعات الأوروبية بالغة الرفاهية و الفساد ، إذا أين هو التناقض الذي نصدع به الرؤوس ؟.
بالرغم من ذلك أؤكد أن العرب من أكثر الشعوب تناقضا مع الحداثة ، و كي ندرك طبيعة المشكلة علينا أن نفرق بين اصطلاحين هما التحديث و الحداثة ، فالتحديث modernization) ) عبارة عن عملية تاريخية لتغيير المجتمع كي يتوافق مع العصر و متطلباته ، وهي عملية مستمرة أبدا لا تتوقف منذ انطلاقتها الأولى ، و لكنها غالبا ما تنقلب في عالمنا العربي إلى عملية تغريب westernization)) آلية بلا تعقل ، تقتصر على استيراد المنتجات المادية و الأفكار الجاهزة عن الغرب تحديدا وزراعتها في بيئة غير مستعدة لتقبلها ، إن التحديث هو عملية نقل لمنتجات مادية نهائية بلا جهد سوى ما تدفعه في مقابلها من ثروة ، و لا يلزمها تغيير في الأطر العقلية السائدة ، بل ربما يكون التخلف المعرفي سبب لمزيد من الإقبال على عمليات الاقتناء السلعي و التحديث الاستهلاكي ، ولعل أوضح مثال على ذلك هو عمليات التسليح باهظة التكاليف التي تمارسها الدول العربية ، بدون وجود هياكل بشرية تستوعب هذا السلاح ، وتحيله إلى قدرات قتالية مضافة و فعالة ،و النتيجة أنه بالرغم من كل السلاح الحديث المتوفر لدى العرب ، فإنهم لم ينجحوا في مواجهة أي عدوان خارجي طوال تاريخهم الحديث ، بما في ذلك القوات المسلحة لدولة إسرائيل التي لا تزيد في تعدادها عن تعداد حي في القاهرة ، و بالتالي فكل ما نشاهده في العالم العربي و استعرضناه سابقا هي عملية تحديث لا حداثة ، رغم أنها أيضا سلبية و متعثرة .
أما الحداثة modernity) ) فهي الفكر النظري أو المقولات العلمية و الفلسفية التي تحكم عملية التحديث ، كما أنها أيضا آليات تلك العملية ، و يمكن القول أن الحداثة هي بالأساس إطار من القيم ،و المناهج و الأفكار و الممارسات ، لابد من تبنيها و استيعابها ، وهذه بالتالي عملية تربية و إعداد شاقة تستلزم توفير بيئة ثقافية مناسبة ، و كي نتبين نماذجا لعملية الحداثة علينا دراسة تجارب الشرق الأقصى خاصة اليابان ، و الصين ، و كوريا ، ، أما رفض عملية الحداثة و الاستعاضة عنها بالتحديث الشكلي بل و حتى بالإفراط فيه كما تفعل دول الخليج على سبيل المثال ، فلن يؤدي سوى إلى استنزاف الموارد المحدودة بدون طائل ، و سيؤدي إلى هشاشة المجتمعات و سقوطها في براثن التعصب و التطرف كما هو حادث بالفعل .
إذا الحداثة في عبارة بسيطة هي العقلانية ، و البداية دائما تكون عملية تعليم عصرية متطورة ، بعيدا عن المعتقدات التراثية التي كانت سائدة في عصر ما قبل الحداثة ، و هذه العملية ليست مجرد حشد للمعلومات في الرؤوس ، حيث يختلط العلم والخرافات كما يحدث في كثير من الدول العربية ، فكوريا توقفت ل5 سنوات في بداية عملية التحديث عن استثمار فلس واحد خارج العملية التعليمة ، لأنهم كانوا يعلمون أن الإستثمار في الإنسان يعطي أعلى مردود ، أما في اليابان فقد تم القضاء على الأمية خلال جيل واجد ، و تعادل المطبوعات اليابانية إجمالي ما يطبع في يريطانيا و فرنسا مجتمعتين ، الحداثة أيضا هي العلمانية و الإدارة العلمية للموارد و على رأسها الوقت ، و الحداثة هي المرجعية المعرفية العلمية ،و ليس المرجعيات الدينية الغيبية .
هناك خطأ فكري شائع بين المثقفين العرب ، هو أن التحديث قرين الحداثة ، و بعبارة أخرى أن التغريب ملازم للتحضر ، وأنهما وجهان لعملة واحدة ، ولو ترجمنا ذلك لقلنا أن موسيقى الجاز أو سلسلة محلات الوجبات السريعة مثلا هي الوجه الآخر لنظرية النسبية و تكنولوجيا إنتاج الصواريخ أو السيارات الحديثة ، و أن الشرائح العربية التي تحاكى المجتمعات الأوروبية في أنماط معيشتها و طعامها و موسيقاها و سلوكها الجنسي و أزيائها ، هي أقرب للحضارة من الشرائح التي لا تفعل ذلك و لكن التجربة التاريخية تدحض هذه المقولة ،و تثبت أن العكس هو الصحيح ، وهذه الحقيقة أكدتها نجاح تجربة النهضة في اليابان التي استوعبت قيم الحداثة ، و فشل التجربة في مصر محمد علي و تركيا ( العثمانية ) اللتان انغمستا في استيراد منتجات التحديث من الغرب ..
أما لماذا نحذر من التحديث دون استكمال مقومات الحداثة فذلك لسبب جوهري ، فالتحديث السلبي يعتمد على استنساخ كل ما هو جاهز لدى الغير من أفكار و أدوات عصرية ، و هذا يذكرنا بقول ابن خلدون الشهير ( تشبه المغلوب بالغالب ) ، بينما تمول الطبقات الأكثر فقرا ذلك الهوس التحديثي من قوتها و فرصها في اللحاق بركب الحضارة ، إن هذه الآلية التي تعتمد التحديث بديلا عن الحداثة ، أسوأ أشكال التخلف لأنها لا تضييف شيئا حقيقيا لفرص التحضر ، بينما تمول نفسها كأعلى مستويات التحضر !، إن ذلك أشبه بزراعة نباتات صناعية معتقدين أنها ستزهر يوما ما !، والنتيجة الحتمية لفوضى التحديث المنبت عن أصول الحداثة أن عدد العاطلين عن العمل في الوطن العربي يفوقون ما كانوا عليه قبل عشر سنوات، وأن يضل ملايين الأطفال طريقهم إلى المدرسة، ليجدوا في المهن القاسية مرتعاً خصباً لضياع مستقبلهم ووقوفهم عاجزين أمام عجلة التقدم والتطور، و بدلا من النمو تسقط شرائح متزايدة من البرجوازية العربية باستمرار إلى مستويات الحياة المتدينة للبروليتاريا ، بينما تتكون النخب الحاكمة من أدنى الشرائح الثقافية و أقلها تهذيبا و أكثرها جشعا وبلادة ، هذه النخب لا تحفل بالتردي الذي تنساق إليه تلك المجتمعات ، و كل ما تفعله هو انتاج مسلسلات تلفزيونية ، تتناول حياة اولاد الشوارع ، هؤلاء الأولاد أنفسهم الذين ينتجهم الإستهلاك السفيه للنخب العربية .

و للحديث بقية .
[/quote]



" تدخين الدخان الاجنبي هو خيانة بحق الوطن "
"الاستماع الى اذاعة اسرائيل هي خيانة بحق الوطن "

نموذجان ساطعان ، من نماذج الادلجة ، التي كانت تنشرها ثورة البعث في بدايتها في سوريا .و لم تكن ، الا تعبيرا عن نشر الكراهية للعدو ، و نشر فكر اقتصادي ، يتلائم مع ظروف تلك المسألة ، و يتلائم مع الطبقتين الفقيرتين ، اللتين قام البعث باسمهما (عمال و فلاحين ). لهذا كانت تلك الايديولوجيا فقيرة ، بائسة ، سطحية ، لا تقدم ولا تؤخر ، و لا تسمن عن جوع ! و عندما سمنت القطط البعثية ، بدات تلك الايديولوجيا تخفت ، و بدانا نشاهد الدخان الاجنبي " مالبورو ، و ينستون ، الخ " بيد المسؤولين قبل غيرهم ، ثم شاهدنا السيارات الاجنبية خاصة الامريكية ، الامبريالية ، تحت المسؤولين ، قبل غيرهم ، ثم بعد ان استتبت الامور لاصحاب الانقلابات ، و استقرت ثورة البعث ، نسيت مسالة تخوين من يسمع اذاعة اسرائيل ! اذ بدات النماس تكتشف ان اذاعة اسرائيل كانت هي اقرب الاذاعات العربية الى الحقيقة ، للأسف .

و ننتقل الى نوع آخر ، من ثقافة البؤس ، و ايديولوجيا الطبقة ، حيث كان الشيوعيون، يسخرون من جماعة تجلس ، و يتحدث اصحابها عن الثياب ، او عن السيارات . و يسخرون من فلان لانه اشترى ثلاجة ، او من فلان لانه يتانق في ما يلبس ، او فلان الذي اشترى تلفازا لبيته ، "و لماذا كل هذه البعزقة " ، و" هل التلفاز مهم لهذه الدرجة ، ان يدفع كذا الفا لشراء واحد !!" أو من فلان ، لانه دفع مبلغا ك "رشى" ، للحصول على هاتف ، في وقت كان الحصول على الهاتف ، كالحصول على شقة، اليوم ، في دمشق . ثم اتت فترة قريبة ، كانوا يسخرون من فلان ، لأنه يضع هاتف نقال على جنبه ، "انه يتباهى بموبايل " ، " انها الثقافة البرجوازية " ، انها العادات الارستقراطية " ، "انه شعب سخيف يعطي قيمة لاشياء بلا قيمة " الى ما هنالك من العبارات ، و التسطيح ، و تغليب الاحكام الضحلة ، التي انما كانت تعبر عن موقف فلسفي بائس ، هو موقف ، من لا يملكون القدرة على شراء تلك الأشياء .

و تغيرت الايام ، و مرت علينا مرحلة ، اصبح بامكاننا ان نحصل بسهولة على تلفاز ،أو على هاتف ، او موبايل ، او نشتري سيارة .... الخ ! و ادركنا ان المشكلة ليست مجرد فكر بائس بل هي انعكاس لوضع اقتصادي بائس . فالشيوعيون انفسهم ، عندما كانوا لا يملكون ، اتهموا غيرهم بالسطحية و البرجزة ، و عندما تملكوا عاشوا بارستقراطية ، على عينك يا تاجر !

كل هذه المقدمة ، عرضتها لاصل الى أن الفكرة اعلاه ( المشاركة رقم 25 ) ، المقتبسة عن العزيز بهجت ، لا تختلف كثيرا ، في احكامها ، عن تلك الاحكام التي ذكرتها ، عما كنا نسمعه ، من الادلجة البعثية ،و الادلجة الشيوعية ، و طريقتهما في النظر للامور ، من منظار بؤس الفلسفة ، النابع عن بؤس القدرة على الدخول في التحديث ، او عدم القدرة على ذلك .

يبدأ بهجت احكامه التلقينية بشعار لا يمكن اثباته ، بل يتضح التناقض فيه ، وضوح الاصحرار ، في صلعة الاصلع ! كيف توصل بهجت الى ان التحديث ما هو الا تخلف ؟ و هل هناك تحديث بلا كلفة ؟ اوليست المسالة نسبية ؟ لو قال لنا بهجت بان التحديث ، مثلا ، ان تقوم جيبوتي باقامة منشأة للانصهار النووي البارد( وهي عبارة عن مشروع دولي تشترك فيه العشرات من دول العالم القادرة علميا و ماديا ،لانتاج طاقة نووية سلمية ) لقلنا ، يا للغرابة ، يا للغباء الاقتصادي ، من اين لك يا جيبوتي ان تدفعي التريليونات من الدولارات ، من اجل هذا المشروع الهائل الكلفة ؟ لكن ، ان تعصرن دولة مثل دولة الامارات العربية شوارعها باضاءة ليلية دائمة، و تكلف عمالا هنودا برواتب متدنية ، لتنظيف شوارعها باستمرار ، و ان تقيم الحدائق الدائمة الاخضرار ، و ان تقيم مجمعات جبل علي ، التي وتحوي العديد من اكبر المصانع العالمية ، بدءا من صناعة الاثاث و المراكب حتى تجميع التلفيونات و السيارات ، و يقال ان هناك مشاريع المنيوم يصل انتاجها الى كل دول الشرق الاوسط ؟ و ان تقيك المعارض الدولية التي تجتذب السياح و رجال الاعمال و التجار و العسكريين و غيرهم الى الامارات ، ناهيك عن معارض الكتب ، التاي يجد فيها الناشرين العرب فرصا هامة جدا ، ليشاركوا فيها . وما الذي يمنع ابناء تلك الدول ، عندما تصل مداخيلهم الوسطية الى ثلاثة آلاف دولار شهريا ، من ان يركب سيارة حد
يثثة ، او يقتني سائقا ، او يستحضر احدث الاجهزة الالكترونية لاولاده ، خاصة انواع الكومبيوتر و مشتقاته ؟ ما الذيث يمنع ابناء تلك الدولة الخليجية ، من ان يضع على نفسه عطرا محترما ، يجده اصحاب ثقافة البؤس ، باهض الثمن ؟ ما الذي يمنعه من ان يجلب لزوجته اثاثا ايطاليا ثمينا ، او ان يعيش برفاهية ، سمحت له بها دخوله و رواتبه و شركاته ، ان وجدت ؟ و ما الذي يمنع مطارات دبي ، التي تشجع صناعة السياحة ، و تعتبرها المصدر الثاني للانتاج ، من ان تعمل على شراء افضل الطائرات المدنية ، مثل الجامبو او غيرها ، ما دام هنالك من يركب تلك الطائرات، و يدفع التكاليف لصالح شركة الطيران ؟ و ما الذي يمنع رجل الاعمال الخليجي ، من ان يشتري الجواهر لنفسه ، او لمن يهمه امره ، ما دامت اعماله ناجحة ، و تسمح له بذلك البذخ ؟ هناك شيء واحد يمنع ... انها ايديولوجيا البؤس ، انها ثقافة من لا يملكون من اجل ذلك البذخ ، فيجدون أن لا ضرورة له !

كل الشعوب ، غير متجانسة ! هناك دوما ، شرائح اجتماعية فقيرة ، و اخرى ميسورة ، و غيرها عالية الثراء . و تلك الميسورة ،مع تلك التي تملك المال الوفير ، يمكنهما العيش بالطريقة السالفة الذكر ، التي تمكنهما ان يعيشا الحياة كما يجب ، فالحياة تعاش مرة واحدة ! و للاسف اجد الزميل بهجت يصدر تعميما فاحشا ، بقوله " بالرغم من ذلك أؤكد أن العرب من أكثر الشعوب تناقضا مع الحداثة " !

ينظر الزميل بهجت التحديث و الحداثة على انهما يجب ان يكون متسايران ، متحخاذيان ، مثلا ، اذا احضرت طائرة جامبو ، فعليك ان تطرح فكرة الديموقراطية الهولندية ، او فكرة حقوق المثليين ، او فكرة حق المرء بالكفر او الالحاد ...الخ ! لماذا يا عزيزي بهدت ، هذا التطرف الذي لم اعهده بك . لماذا لا اركب الجامبو و اضع الماسات في اصابعي و اؤمن باله الاسلام ، شرط الا اكون متطرفا و عدوانيا تجاه مجتمعي . لماذا لا احدث بلدي (كرئيس دولة ) بان اقيم الشركات و المؤسسات و المصانع وز اللمشاريع العملاقة و ازرع البحر نخيلا ، بينما انا في الىن نفسه امارس حياة اجتماعية بسيطة كلاسيكية اعتدت عليها ،و ارتاح لها ، طالما هي لا تسبب لي تعارضا مع اهتماماتي ؟ اولم يقل فيلسوفنا هابرماس بالحرية ، ام ان الحرية يجب ان تكون للمثقف فقط ، او للسياسي المخضرم ، اوليس من حق الاماراتي ان يستمتع بحرية عباداته ، و تقاليده الاجتماعية ، ما دام متوافقات معها ؟لماذا تريده الا يشتري العطور ما لم يتخلى عن كل لاعقلانية دينه الاسلبامي ، او يتخلى عن سلبيات العلاقات الاجتماعية القبلية المنتشرة في المجتمع الاماراتي ؟
طالما ان المال يساعدنا على التحديث ، فلنحدث مجتمعنا ، اما اذا استطعنا ان نقدم بعضا من البرامج حول الحرية الشخصية ، او احترام الاجبني ، او احترام القانون ، او الامانة في الانتاج او ....الخ ، فلا باس . فالتحديث سهل مع وجود المال ، اما الحداثة الفكمرية ، فهي كالحج بالنسبة للمسلم "ان استطاع اليه سبيلا " ! فلن تكن جريمة اذا لم يستطع محمد بن راشد ، قائد مسيرة التطوير في دبي ، او غيره في قطر او غيره في الكويت ، ... ان يقدم الكثير من الحداثة . فالحداثة لا تصنع صناعة ، انها منحصلة القوى الثقافة و التغييرات التطويرية على مستوى شعب ن و ليست مجرد قرار يتخذه زعيم خليجي او زعيم سوري او زعيم مصري ...الخ .

لهذا فان القول بان التحديث اذا لم يقترن بالحداثة هو تخلف ، اراه مجحفا بحق الحقيقة و الفكر العقلاني بشكل عام ! فلا يمكنك ان تزيل المعتقدات التراثية ، بشحطة قلم ، حتى ولو كنت زايد بن سلطان آل نهيان الراحل ، بنفسه ! لكن من عاش في دولة الامارات منذ 25 سنة و حتى اليوم ، لديه القدرة ليؤكد لنا ، و هذا ما حصل امامي كثيرا ، مدى التقدم الاجتماعي ، ناهيك عن التقدم العمراني او الاقتصادي ، الذي تسلل الى نسيج المجتمع الاماراتي ، حتى تكاد تظن أنه كأس شراب ديني ، ذي عصير علماني .

و نسأل : ما الذي يمنع الاماراتي ، من ان يشتري طعاما من محلات بيتزا هات ، او من ماك دونالدز ، او من كنتاكي تشيكن ، او من هارديز ؟ الفواقع ، فما زرت تلك المحلات الا ووجدت ان غالبية الجالسين فيها هم مواطنين اماراتيين !!

و يقول العزيز بهجت " إن هذه الآلية التي تعتمد التحديث بديلا عن الحداثة ، أسوأ أشكال التخلف لأنها لا تضييف شيئا حقيقيا لفرص التحضر ، بينما تمول نفسها كأعلى مستويات التحضر !إن هذه الآلية التي تعتمد التحديث بديلا عن الحداثة ، أسوأ أشكال التخلف لأنها لا تضييف شيئا حقيقيا لفرص التحضر ، بينما تمول نفسها كأعلى مستويات التحضر !" ترى ، لماذا هذا التعصب الفكري ؟ و لماذا هذا الفصل العنيف بين التحديث و الحداثة ؟ نحن لا نرى تلك المعاناة الهاملتية لدى شعب الامارات في مواكبة التحديث ، علما ان واحدهم ، الشباب طبعا ، يحملون افكارا متقدمة يطمحون لتحقيقها تتعلق بالحداثة . فالتناقض بين التحديث و الحداثة ليست تناقضا صارخا تشيب له الولدان ،ولا يترك ظاهرة خطيرة تستحق المعالجة السريعة ايضا !

أخيرا ، عرفت سبب تلك الفوبيا التي يعاني منها صاحبي ، و حبيبي بهجت تجاه التناقض بين التحديث و الحداثة ، كما يدعي ! ها هي العبارة التي اوضحت مخاوفه " و بدلا من النمو تسقط شرائح متزايدة من البرجوازية العربية باستمرار إلى مستويات الحياة المتدينة للبروليتاريا ، بينما تتكون النخب الحاكمة من أدنى الشرائح الثقافية و أقلها تهذيبا و أكثرها جشعا وبلادة "!!!! لكن ، من اين اتى بهجت بهذه النتيجة المريعة ؟ من اخبره ان الطبقة البرجوازية الخليجية ، هي غبية ، و ساذجة ، و لا تفهم بالاقتصاد ، و ليس لديها مستشارين من افضل الدول تقدما ، و انها سوف تبعزق اموالها و تسرف في الهدر الى ان لا يبقة لديها ما تصرفه في جيبها ، مما يؤدي الى ظهور "نخب" ، و الاصح القول شراذم ،من ادنى الشرائح الثقافية ، لتحكم البلد !!!!! فكرة طريفة و مسلية ، لكنها ليست واقعية ابدا .

لعلمك يا عزيزي بهجت ، فان ابناء الشيوخ يدرسون مثل ابناء الفقراء و يذهبون الى افضل المدارس ثم الجامعات ، و يحصلون على اعلى الشهادات . اما موضوع المسلسلات التلفزيونية ، فهي للتسلية ، وهل مسلسل باب الحارة السوري يختلف كثيرا عن المسلسلات الخليجية التي تفكر بها . لكن ليست كل المسلسلات الخليجية سيئة . فلا شك انك شاهدت ، ولو حلقة من " طاش ما طاش "السعودي ! فهو لا يقل نقدا - و تسليط الضوء على المشكلات في المجتمع - عن افضل المسلسلات في بلاد الحضارات التليدة ، مثل سوريا او مصر . اي ان المسلسلات ، ليست مقياسا للحداثة اصلا . فهناك الغث ، منها ، و هناك السمين ، ايضا !

و اخلص الى القول ، الهوينى ، الهوينى ، يا عزيزي في نقد ، هو بمثابة تهجم ، على المجتمعات الخليجية ، التي كما اراها ، تقطع اشواطا سريعة ،في تحديث مجتمعاتها ، و ذلك التحديث ، سينعكس ايجابا مع مرور الزمن ، على شعوب تلك الدول التي تعبر بسرعة ، طريقا ، قضينا مئات السنين لنعبره ، و يبدو انها ستتجاوزنا في مدة قريبة .

تحياتي .(f)




[moveleft]:Asmurf:[/moveleft]



















09-06-2008, 05:12 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
سامع وجيب قلوب فحول النخيل غير متصل
يكره الإبتذال و يحتقر الإسفاف
**

المشاركات: 47
الانضمام: Aug 2008
مشاركة: #28
تأملات حرة .
Array
"الغبار يعلو كل شيء.."
العودة إلى الكهف .



سامع الفحول.
أنت تجهد نفسك فيما لا جدوى منه، فتوجيه السباب للمخالف لا يقودك سوى إلى الطرد من النادي ، فلم لا تتوقف عن ذلك الأسلوب الذي لا يلائم تجمعا يقوم على الحوار الراقي كنادي الفكر ؟ ، أما على المستوى الشخصي فإني أتجاهل المداخلات الكيدية المماثلة لمداخلاتك ، و هذا ما سوف أفعله لاحقا لو استمريت تحشو مداخلاتك بالشتائم و ليس بالأفكار .
هناك سؤال مبدئي يجب أن تجيب عليه ،و يجيب عليه أي زميل قبل أن يمضي في هذا الحوار أو غيره من الحوارات المفتوحة التي أطرحها و زملائي في النادي .
هل نحن خونة عندما ننتقد الحالة المزرية للعرب الآن ؟، و هل نحن كفار عندما نؤكد أن ذلك التردي الحضاري نتيجة الأداء العربي المتدني بأكثر منه نتيجة عوامل خارجية ؟، هل الإنتماء العربي يفرض علينا الدفاع عن جرائم البشير في دارفور ، و تصفيات بشار الأسد لأعدائه في سوريا و لبنان ، و جرائم القذافي بما في ذلك خطف موسى الصدر وغالبا اغتياله بدم بارد ، و تفجيرات القاعدة في العراق و مصر و السعودية ؟ . هل رفضنا للعدوان الأمريكي على العراق يحتم علينا إنكار طغيان صدام حسين و قسوته البالغة ؟، و هل عداؤنا للصهيونية يلزمنا بدعم مشروع حماس الأصولي الإرهابي ؟، هل انتماؤنا للدين الإسلامي يفرض علينا دعم الأصوليات الوهابية و الإخوانية ، و الدفاع عن ممارسات القاعدة و فرض الإسلام على الآخرين بالقوة ؟، هل كوننا مسلمين يحتم علينا أن نكون إرهابيين منغلقي العقل متبلدي الشعور ؟، هل كوننا سنة يفرض علينا العداء للشيعة ،و استحلال دمائهم في العراق و اضطهادهم في غير العراق ؟، وهل كوننا شيعة يلزمنا بدعم كل ممارسات طهران و حزب الله ؟، هل نحن نخدم القوى الأجنبية و مشاريعها عندما نسلط الأضواء على مواطن الخلل و التخلف في الثقافة العربية السائدة ؟، أم أننا نخدم تلك القوى لو تغافلنا عن الأخطاء و الخطايا زاعمين أن كل شيء على مايرام ،و أن العرب يعيشون نهضة إسلامية رائعة ستذهب به إلى سيادة العالم ؟، هل إعطاء الدواء المر هو الخيانة ، و أن ترويج المخدرات هي قمة الوطنية ؟ .
هذه أسئلة مبدئية يجب أن تسألها لنفسك ، قبل أن تشارك في هذا الحوار ، أما لو كانت إجابتك أن الإسلام أعز من أن ينتقد ،و أن انتقاد العرب خيانة ، فلا جدوى بالطبع من أي حوار ، فالحوار في جوهره هو النقد البناء .
أما عن الإسلاموفوبيا islamophopia فأنت نقلت مادتك دون أن تتوقف لتعرف ما هو مضمون مداخلتي ، فلا يفهم عاقل أني أدافع عن ظاهرة الإسلاموفوبيا ، و لكني أوضح النتائج الخطيرة التي توصلنا إليها ممارسات الإسلاميين التصادمية ، فلا يوجد إنسان يضع السكين على رقبة الآخرين طالبا منهم أن يحبوه ، فمن يفعل ذلك إنسان أخرق ، هل جربت أن تسأل نفسك لماذا هناك ظاهرة الخوف المرضي من الإسلام ، ولا توجد ظاهرة مناظرة للخوف من الهندوسية أو البوذية أو المسيحية ؟، وهل سألت نفسك لماذا تنتشر هذه الظاهرة بين كل الشعوب و ليس في الغرب فقط ؟، وهل سألت نفسك لماذا انتشرت هذه الظاهرة حديثا مع طفرة أسعار البترول ، و تدفق الأموال السهلة من السعودية إلى الجماعات الأصولية و الجهادية في كل مكان ، بينما هذه الظاهرة لم تكن معروفة قبل ذلك ؟، هل تعتقد حقا أن العالم حاقد و كاره للمسلمين بسبب تفوقهم و نهضتهم الرائعة كما يزعم الإسلاميون ؟.
أما كون المسلمين هم ضحايا تلك الظاهرة فنعم ، فالصراع بين المسلمين و العالم هو صراع لا تكافؤ فيه مطلقا ، و هذا يجعل الإسلاميين الذين بدأوا مثل ذلك الصراع ليسوا عدوانيين فقط بل حمقى و أغبياء أيضا ، لقد اعتقد هؤلاء المتطفلون على البشرية ، أنهم سيضطهدون مسيحي الشرق الأوسط و يعتلون الحكم ، ببيع الشعارات و ارتكاب بعض الجرائم في الغرب ، فوجدوا أنفسهم يضربون بالنعال في كل مكان ، و لكنهم للأسف يتترسون بالشعوب العربية و يسحبونها معهم إلى الهلاك ، وعلى هذه الشعوب أن تحسم أمرها ، فهل ستنضم إلى هذا الصراع الإنتحاري بشكل نهائي ، أم ستفيق و ستمضي في ركب الحضارة الحضارة العالمية ، هذا هو السؤال .
[/quote]

ولماذا لا يجدي معك الكلام يا بهجت؟

أريد أن أفترض حسن النيّة قليلاً ، فأتخطى هذه البداية التي بدأت بها كلامك لكي نتفق ، ربما ، على بديهيات:

أولاً ، أنت هنا في نادٍ عام مفتوح على الإنترنت ولست في بيتك، وعندما تتكلم لتشرّق وتغرّب كما تشاء في كلامك ، ثم تصف الناس بالتخلف والهمجية والسطحية وغيرها من الأوصاف التي تغدقها على الناس ، فلماذا لا تتوقع أن يغدق هؤلاء بالمقابل عليك ما لاتحب من النعوت والأوصاف.

إذاً ، لابد لك أيضاً من بعض سعة الصدر يا رجل!

ثم أنني أريد أن أسألك يا بهجت : لماذا تضع نفسك فوق الإتهام وأنت تمارس الجريمة ؟ من الذي وضعك هناك كما تتوهم نفسك أعلى من الإتهام؟

ثم وانت في ذلك الوهم ... تعطي نفسك الحق بأن تتهم كل من لا يعجبك بأي شيئ تريد!!!

وعلى سبيل المثال فلقد أطلقت عليّ الكثير من التهم والأوصاف والنعوت التي لا أوافق عليها واعتبرها أخطاءً منك. ومع ذلك فلم أهددك لا بالويل ولا بالثبور ولا حتى بسوء عاقبة الأمور والطرد شرّ طردة من هذا النادي الذي تتعامل معه وكأنه مالك الذي ورثته عن أبيك ولك وحدك كي تعطي لنفسك الحق لتسرح فيه وتمرح كما تشاء وتهدد من تريد بما تريد!

إذاً ، فوق أن عليك أن تتحلى ببعض سعة الصدر، عليك أيضاً النزول عن هذا البرج العاجي المصنوع من أوهامك ، لأنني لا أرى حول رأسك هالة تمنعني من نقدك أو إتهامك !

وإذاً ، لماذا تأخذ إتهامي لك بالإنسلاخ على أنه سوء أدب وقذف ونعت وسباب يستحق العقاب ، وتهددني إن تابعت ذلك ضدك بالطرد شرّ طردة من هذا النادي ، بينما أنت في الواقع منسلخ فعلاً ، تنادي بإسقاط الهويّة العربية بالتحديد ، وتدعو إلى الكفر بالدبن الإسلامي بالتحديد ، ولا ترى في هذا العالم سبباً للتخلف والمرض والجهل سوى هذا الدين وهذه اللغة/الهويّة !

فإذا كنت عربياً ومسلماً ولا تجد في نفسك ما يردعك وانت توجه للعرب المسلمين إتهامات مثل "ليسوا عدوانيين فقط بل حمقى و أغبياء أيضا " وتصفهم بأنهم "المتطفلون على البشرية" ، فلماذا تستكثر علي أن أصفك بالمنسلخ ؟

إنني أوجه لك وللمنسلخين من أمثالك هذا السؤال :

ما هي مفاهيمكم للمصطلحات التالية:

"الخيانة" ، "الغدر" ، "النفاق" ، "التدليس" ، "الدجل"

...

إما إذا لم تكن عربياً ولا مسلماً ، ولديك كل هذا الحقد على العرب والمسلمين ، فلماذا لا تقل ذلك بوضوح ، ولماذا لا تكون عدواّ شريفاً ؟

وأخيراً ، بالنسبة لكوم السخافات التي سقتها في إتهاماتك للعرب والمسلمين المتعلقة بدفاعهم عن أخطاء وسقطات وجرائم الحكّام العرب أو غيرهم ... فكأنك لم تسمع بالفرق بين الأنظمة والشعوب ... وكأنك لم تسمع بالقمع والديكتاتورية أبداً في حياتك كلها .. وكأن أحداً لم يعلمك البتّة عن مساوئ التعميم وسطحية كيل الإتهامات للمجاميع البشرية والشعوب ... ثم تستدير نحو الدين ، فتخرس تماماً حتى عن ذكر الدين اليهودي ، ثم تجعل الهندوسية والمسيحية والبوذية أديان حضارية وغير إرهابية وكأنك تجهل ماضيها وحاضرها الدموي وانت تتهم الإسلام فقط مستجهلاً متجاهلاً ،بل مدّعياً للجهل وكأنك تريد أن تتغابى متى شئت وتريد ان أفترض أن غبائك هذا جاء عن حسن نيّة !!!

إذاً ، يحق لي أن أتهمك بالخيانة والغدر والنفاق والتدليس والدجل !

ولكنني أردت أن أفترض فيك حسن النية ، فوصمتك بالإنسلاخ !
09-07-2008, 11:31 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #29
تأملات حرة .
" الحاضر صورة المستقبل " .جون كينيث جاليبرث- مفكر إقتصادي .
............................................................
الأخ اوارفي .
تحية طيبة .
أشكر لك اهتمامك و مداخلتك المؤثرة ، و أيضا أنك أتحت لي فرصة لتوضيح ما ربما أكون عرضته بشكل سريع في المداخلة التي اقتبستها .
بداية هناك ملاحظة أتمنى ألا تسقطها ،وهي رغم أني استهللت مداخلتي بذكر دول الخليج ، إلا أني و منذ البداية ذكرت بوضوح استهدافي كل المجتمعات العربية حتى الفقير منها ، ( و هذه حقيقة قد لا تكون محصورة في دول البترول بشكل خاص ، فكثيرا ما تبالغ القوى الحاكمة في البلدان العربية - حتى الفقيرة منها - في استيراد منتجات الحضارة مباشرة في شكلها النهائي ) ، أما كوني بدأت بإمارات الخليج فذلك لسبب منطقي ، فهذه المجتمعات هي مثال واضح للتحديث ، و بالتالي فوارد تماما أن تكون مجالا للخلط بين التحديث و الحدثة الذي أشرت إليه ، (إعتقاد شريحة هامة من المثقفين العرب أن التحديث قرين الحداثة ، و بعبارة أخرى أن التغريب ملازم للتحضر ، وأنهما وجهان لعملة واحدة ) ، فمعظم المجتمعات العربية الأخرى لا تصلح مثالا للتحديث أو الحداثة كلاهما !، يبقى أن أوضح أنه بالرغم من حياة طويلة و سعيدة عشتها في دبي ، إلا أني أرى نهضة دبي تجربة ميتروبوليتانية مثل هونج كونج ، و ليست بالقطع نموذجا للمجتمعات العربية و تطورها ، إن مستقبل العرب يصنع في تجمعاتهم الكبرى في مصر و السودان و الشام و المغرب العربي ، فلو صحت تلك التجمعات و نجحت فالعرب بخير ،ولو فشلت و مرضت فهناك خلل ما يجب علاجه ، لهذا فتركيزي على تلك المجتمعات ، أما أن نركز على تجربة دبي أو دول الخليج فهذا يأخذنا بعيدا عن السياق العام إلى المحيط ، فتلك التجراب الخليجية لها خصوصيتها ، و لن نختلف حولها كثيرا خاصة ما ذكرته عن دبي الجميلة ، و سأبحث عن تعليق مطول نشرته في صحيفة البيان الإمارتية بعنوان ( دبي .. قصة حب ) ،و يمكن أن أضعه في نهاية الشريط .
نعود إلى صلب الموضوع ، و لي هنا مجموعة من الملاحظات .
لماذا تعتقد أني أرى الحداثة هي (ان تطرح فكرة الديموقراطية الهولندية ، او فكرة حقوق المثليين ، او فكرة حق المرء بالكفر او الالحاد) ، إني لا أرى الحداثة هكذا ، بل على النقيض أرى مثل هذه الممارسات مجرد نقل الأفكار الغربية وزراعتها في بيئة مغايرة ، ( تقتصر على استيراد المنتجات المادية و الأفكار الجاهزة عن الغرب تحديدا وزراعتها في بيئة غير مستعدة لتقبلها) ، إن الحداثة في تصوري كما وضحتها أيضا ( الحداثة في عبارة بسيطة هي العقلانية ، و البداية دائما تكون عملية تعليم عصرية متطورة ) و (الحداثة أيضا هي العلمانية و الإدارة العلمية للموارد و على رأسها الوقت ، و الحداثة هي المرجعية المعرفية العلمية ،و ليس المرجعيات الدينية الغيبية .) ، إني لا أريد رؤية المزيد من مثيلي الجنسية يتسكعون في الشوارع العربية ، بل أريد رؤية المزيد من الجامعات ، و مراكز البحوث ، و المصانع العملاقة ، المزيد من الكتب و المطبوعات و المفكرين ، أريد أن أقرأ نعي آخر أمي في مصر ،و آخر عاطل في الجزائر ، سبق أن طرحت في بعض الحوارات عناصر الحداثة كما أراها وهي :
1- العلوم . بالمقياس الحضاري الدقيق ، و بذلك نخرج منها كل ما هو حدس أو تخمين أو علوم نقلية ، بل إن كل ما لا يقبل النقد ليس علما . إن كل ما يقع في مجال الطبيعة ( الفيزيقا ) يخضع فقط للعلم ،و يجب تقبل تلك الحقيقة بشكل عقائدي ، و بلا جدال عقيم .
2- التكنولوجيا : و هي التطبيق المادي لقوانين الطبيعة ، إنها فقط التي تتيح للإنسان فرصة أن يظل إنسانا حرا غير مستعبد . ولو كان الأمر بيدي لجعلتها فرض عين على كل مسلم .
3- الإنتاج الغزير : إن الحضارة ليست فقط أن تنتج بل أن تنتج أعلى إنتاج ممكن ، إنها تحقيق ما يمكن أن نطلق عليه المستوى الأمثل optimizing .
4- الحرية : إننا لا يمكن أن نتحضر في حضارة هذا العصر بدون الحرية ، و هذا يعني أننا لا بد أن نقبل أن تأتي باقي القيم خلف قيمة الحرية ، فلا يمكننا أن نعاقب تارك دينه أو من يبدي رأيا ، لأن قيمة الحرية تتفاضل عن أي قيمة أخرى ، لأنها أصبحت شرط حضارة أي شرط بقاء .إن الحريات محددة بميثاق المم المتحدة ولا تحتاج لمناقشة .
5- الفنون الراقية : كالسيمفونيات و التصوير و النحت و الباليه و .....الخ ربما يرى البعض أن ذلك عنصر خلافي ،و لكني أرى الفنون هي روح الحضارة و المعبر الحقيقي عن جوهرها .
6- العدل : وهو قيمة إسلامية بالأساس ، و رغم أن الحضارة الغربية تفتقد تلك القيمة ، إلا أنه لا يمكن للمسلم ( دينا أو ثقافة ) تصور حضارة بدون العدل ، إن تلك القيمة تمنعنا من احتلال شعبا لمجرد أنه أضعف منا ،أو نمارس التفرقة العرقية مثلا .
أرى أن لكل حضارة كبرى مثل الحضارة الغربية / الكونية المعاصرة منتجات رئيسية main products ، تلك المنتجات الرئيسية هي التي أشرت إليها الآن ، و يجب الحصول عليها بشكل ملح ، كي نتحضر أو نصل إلى ما أطلقنا عليه الحداثة ، و لا يجب أن نتردد في دفع الثمن الضروري لذلك لأن التحدي هو الوجود ذاته ، بل ما هو أهم من الوجود ، كيفية هذا الوجود ، وهناك أيضا منتجات ثانوية by- products ،و الأخيرة مثل أي تفاعل ضخم تكون حتمية و تظهر بشكل غير مقصود ،و بالتالي تكون غالبا ضارة ، و لا يجب أن نأخذ منها سوى ما يتلائم مع تراثنا و قيمنا فقط ونرفض ما غير ذلك ، و المنتجات الثانوية التي يجب رفضها عديدة أيضا مثل الإستعمار و الإحتكار و الإستغلال ، و الجريمة المنظمة والمخدرات ، و الانحراف الخلقي و تفسخ الأسر ، و الموسيقى الخليعة ...و الفنون الإباحية ... الخ ، وما حدث بالفعل هو أن استوعبت اليابان المنتجات الرئيسية و عزلتها عن المنتجات الثانوية ، فحافظت على كيانها القومي و تسلحت بالقوة المادية ، بينما أقبلنا نحن على المنتجات الثانوية فقط معتقدين أنها حضارة الغرب ، لقد تغربنا دون أن نتحضر فأصبحنا كالقرد أبو قبعة لا هو قرد أو إنسان !..
يا عزيزي .. هناك فرق بين الإقرار بوجود تفاوت إجتماعي في كل مجتمع ، و بين القبول بالرأسمالية المتوحشة المنفلتة ، فحتى في الولايات المتحدة الأمريكية استمعنا إلى بيل كلينتون و باراك اوباما ينتقدان بحدة تلك السياسات التي تؤدي إلى زيادة الأغنياء غنى و الفقراء فقرا ، إني لا أستطيع أن أوجز موقفي من الأنظمة الإقتصادية هنا ، لأني استعرضته في شريط طويل هو (كيف يصنعون الأزمنة الحديثة ؟, الماضي .. الحاضر .. المستقبل)
هنـــــــــــــــــــــــــــا
فقط ما أود شرحه الآن بعيدا عن أي أفكار اقتصادية ربما تبدوا مملة ، هو مثال بسيط " هب أن إنسان لديه 10 أبناء ،و لديه ثروة محدودة ، فما هو الأفضل ، هل أن يهب أحد أبنائه أو قلة منهم كل ثروته ليعيشوا مثل جيرانهم الأثرياء ، أم يستخدم أمواله في تعليم كل أبنائه ،و إنشاء مشروع يستوعبهم جميعا ليعيشوا حياة مستورة ، و بعد أن يحصلوا جميعا على تعليم مناسب ، يبدأون في التمايز و الإستقلال شيئا فشيئا ، فيحدث بينهم تفاوت مقبول لا يؤدي إلى إثراء كبير للبعض و افقار كامل للآخرين" ، يا عزيزي لقد انتصرت الرأسمالية و لكن أرباحها لم تصل للجميع ، وقد عبر إقتصادي في فنزويلا عن الموقف بعبارة بسيطة و دقيقة هي :" إنها ( الرأسمالية ) مفيدة لكل من يستطيع أن يستغل الوضع وهم القلة ،و لكن الأغلبية لا تستفيد " ، لو توفر لديك وقت أريدك أن تمر مرورا على الشريط أعلاه ، بعدها يمكن أن تكون أفكاري أكثر وضوحا .
إنني لست ماركسيا ولا حتى اشتراكيا ، و لكني أميل للسياسات الكينزية الحمائية القوية ، أما يحدث في العالم العربي فهو جريمة حقيقية ، فالثروات تتبدد في إنفاق استهلاكي سفيه ، و النخب العربية تقوم بدور الوسيط بين شعوبها الفقيرة على المحيط ، و بين مراكز الثروة و القوة و السيطرة في الوسط ، و النتيجة نوع من التنمية الشكلية التي سرعان ما يصيبها الإرهاق المبكر و تنهار ، علينا هنا أن ننظر للصورة كلها ،ولا نحصر رؤيتنا في تجربة ميتروبوليتانية محدودة هنا و هناك .
يا عزيزي .. أعجب للغاية أن تربط بين مقولات تبلور قضية ثقافية مثل الحداثة بالشعارات الحزبية ، فصياغة عبارات تقريرية مثل (التحديث بلا حداثة اسوأ أشكال التخلف ، لأنه تخلف عالي التكلفة .) ليس شهبيا بالشعارات الحزبية التعبوية سواء البعثية أو إخوانية مثل ( الإسلام هو الحل ) ، فالنوع الأول هو بلورة لقضية فكرية مطروحة للحوار ، أما النوع الثاني فهي شعارات حدية تعبر عن قناعات حزبية مستقرة لدى منتسبي هذه الأحزاب ، الفارق جد هائل ، فيمكنك مثلا أن تدحض المقولة الفكرية بكل بساطة ، و تقول مثلا " أن التحديث ليس مقترنا بالحداثة" ، كما فعلت في مداخلتك ، أو يقول الإسلامي " أن التحديث لا يكون إلا بالصلاة ع النبي" .
أرجوا ان اكون قد وضحت رأيي .
و لك خالص المودة و التقدير .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 09-06-2009, 02:02 AM بواسطة بهجت.)
09-07-2008, 06:15 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #30
تأملات حرة .
اولا ، خلافنا ليس حول دول الخليج او عن مصر او سوريا. خلافنا هو حول وجهة نظرك القائلة : اما ( تحديث + حداثة) معا ، او نرمي الاثنين في البحر ، لان الفصل بينهما هو " أسوأ أشكال التخلف " .

ثانيا ، انت ترى الديموقراطية الحقة (حريات التعبير عن الذات بكل أشكالها ) هي " أرى مثل هذه الممارسات مجرد نقل الأفكار الغربية وزراعتها في بيئة مغايرة" ، ( تقتصر على استيراد المنتجات المادية و الأفكار الجاهزة عن الغرب تحديدا وزراعتها في بيئة غير مستعدة لتقبلها) ،

ثالثا ، تعريف الحداثة ، كما تراه أنت هو " الحداثة هي العقلانية ! مثال على ذلك ، عملية تعليم عصرية متطورة . وهي الإدارة العلمية للموارد ، وهي المرجعية المعرفية العلمية ..


لماذا تعتقد أني أرى الحداثة هي (ان تطرح فكرة الديموقراطية الهولندية ، او فكرة حقوق المثليين ، او فكرة حق المرء بالكفر او الالحاد) ، إني لا أرى الحداثة هكذا ،
-------------------------
لأن لا حداثة بلا ديموقراطية ، ولا ديموقراطية بلا علمانية . اما التحديث وحده ، فممكن ، و سبق ان قام بذلك قادة كبار في التاريخ العالمي ، أذكر منهم القيصر بطرس الاكبر محدث روسيا ، و باني امبراطوريتها . و هناك محمد علي باشا ، باني مصر الحديثة !



بل على النقيض أرى مثل هذه الممارسات مجرد نقل الأفكار الغربية وزراعتها في بيئة مغايرة ، ( تقتصر على استيراد المنتجات المادية و الأفكار الجاهزة عن الغرب تحديدا وزراعتها في بيئة غير مستعدة لتقبلها) ،
-------------------------
سبقك في هذه مفكرون عرب : برهان غليون ، في كتابه "المسألة الطائفية ومشكلة الأقليات" سبق له أن قال ، إن العلمانية "إشكالية مصطنعة ومنقولة عن الغرب". ومن بعده ، أعلن محمد عابد الجابري ، بدوره ، أن العلمانية ، هي نموذج لإشكالية عادمة اللزوم ومستغنى عن خدماتها لأن العلمانية تعني "فصل الكنيسة عن الدولة، والإسلام ليس فيه كنيسة لنفصله عن الدولة" .

إن الحداثة في تصوري كما وضحتها أيضا ( الحداثة في عبارة بسيطة هي العقلانية ، و البداية دائما تكون عملية تعليم عصرية متطورة ) و (الحداثة أيضا هي العلمانية و الإدارة العلمية للموارد و على رأسها الوقت ، و الحداثة هي المرجعية المعرفية العلمية ،و ليس المرجعيات الدينية الغيبية .) ،
-----------------------------
فكيف تكون هناك عقلانية ، و علمانية ، بدون ديموقراطية . ربما تكون هناك بيروقراطية ، و هذا ما وقع فيه بطرس الاكبر ، و معه محمد علي باشا وغيرهم ، و ذلك بسبب هيمنة جهاز الدولة على السلطة ، و اصبح المواطن العادي بلا صوت ، او تاثير . و بذلك تحجمت النقلة الحضارية ، و فقد التحديث قدرته على ايجاد حداثة ، أكان في الفكر او في الممارسة !

إني لا أريد رؤية المزيد من مثيلي الجنسية يتسكعون في الشوارع العربية ،
-------------------------
اذا انت لا تعترف بقيمة الديموقراطية ، اذا ، لا حداثة . اوليس من حق المذكورين التواجد ، ام تريد ان نرسلهم الى الافران لنصنع منهم الصابون !


بل أريد رؤية المزيد من الجامعات ، و مراكز البحوث ، و المصانع العملاقة ،
------------------------
هذا هو التحديث بعينه ، و الذي سبق ان قام به بطرس و محمد علي !! لكنه لم يكتمل لانه لم يرفق بالحداثة ، و الحداثة لم تكتمل شروطها التاريخية لانها في تلك البلاد لم ترفق بالعلمانية ، و لو ارفقت بالعلمانية ، لكانت هناك الديموقراطية ، أم الحداثة !

المزيد من الكتب و المطبوعات و المفكرين ، أريد أن أقرأ نعي آخر أمي في مصر ،و آخر عاطل في الجزائر ،
-----------------------
تجد هذه المواصفات لدى هتلر ، و لدى نظام طالبان الراحل لو سمح بالديموقراطية، و لو سمح للنساء بالتعلم ! اما قضية تامين العمل فهي تحصيل حاصل للتحديث ! اما قضية محو الامية ، فالسعودية ام التحديث ، لا الحداثة ، وهي تقوم بهذا العمل بامتياز


سبق أن طرحت في بعض الحوارات عناصر الحداثة كما أراها وهي :

1- العلوم . بالمقياس الحضاري الدقيق ، و بذلك نخرج منها كل ما هو حدس أو تخمين أو علوم نقلية ، بل إن كل ما لا يقبل النقد ليس علما . إن كل ما يقع في مجال الطبيعة ( الفيزيقا ) يخضع فقط للعلم ،و يجب تقبل تلك الحقيقة بشكل عقائدي ، و بلا جدال عقيم .
---------------------------
لكن ، حسب واقع مجتمعنا العربي المتخلف و المقصر علميا في كل شيء ، يتوجب علينا ان نراعي حساسيتك للامر و أنت القائل ، " أرى مثل هذه الممارسات مجرد نقل الأفكار الغربية وزراعتها في بيئة مغايرة" ، ( تقتصر على استيراد المنتجات المادية و الأفكار الجاهزة عن الغرب تحديدا وزراعتها في بيئة غير مستعدة لتقبلها) ، و هل هناك علوم نعرفها و لم ننقلها عن الغرب ، بدءا من علوم التربية الحديثة ، و انتهاءا بعلوم الفلك ،و الفيزياء ، و التي يرفض الفكر السلفي بدايتها و نهايتها !



2- التكنولوجيا : و هي التطبيق المادي لقوانين الطبيعة ، إنها فقط التي تتيح للإنسان فرصة أن يظل إنسانا حرا غير مستعبد . ولو كان الأمر بيدي لجعلتها فرض عين على كل مسلم .
----------------------------------

ما اعرفه هو انك ، في المداخلة رقم 25 ، استنكرت استيراد التكنولوجيا ، :
" استيراد منتجات الحضارة مباشرة في شكلها النهائي ، و هكذا نجد تلك المنتجات كالسيارات ، و الملابس ، و العطور ، و الأسلحة الحديثة تملأ البلدان العربية ، ففي الشوارع العربية وحتى في الفيافي المنعزلة تمرح أحدث السيارات ، و يملأ الأثاث المستورد بيوت النخب و الأثرياء ، وفي الجيوب تصدح أحدث الهواتف الخلوية ، بينما تفوح الروائح المستوردة الغالية من أجساد النساء و الرجال ، و تنتشر الحواسب الإليكترونية المتطورة في كافة المرافق ، رغم أن أداء الأعمال يتدهور بلا انقطاع ، أما الطائرات الجامبو فلا تتوقف عن الهبوط في المطارات العربية و الصعود ، ناقلة حمولتها الثمينة من أثرياء العرب إلى المصايف و المشاتي العالمية ، كل ذلك بينما تتكدس أنظمة التسليح الحديثة باهظمة التكاليف في المستودعات "




3- الإنتاج الغزير : إن الحضارة ليست فقط أن تنتج بل أن تنتج أعلى إنتاج ممكن ، إنها تحقيق ما يمكن أن نطلق عليه المستوى الأمثل optimizing .
---------------------------
هذا الشرط ليس عنصر حداثة ، بل هو احد نواتج التحديث .و يعتمد على الوضع الاقتصادي للدولة حتى لو لم تكن تحديثية او حداثية .


4- الحرية : إننا لا يمكن أن نتحضر في حضارة هذا العصر بدون الحرية ، و هذا يعني أننا لا بد أن نقبل أن تأتي باقي القيم خلف قيمة الحرية ، فلا يمكننا أن نعاقب تارك دينه أو من يبدي رأيا ، لأن قيمة الحرية تتفاضل عن أي قيمة أخرى ، لأنها أصبحت شرط حضارة أي شرط بقاء .إن الحريات محددة بميثاق المم المتحدة ولا تحتاج لمناقشة .
---------------------------
حرية ايها ، ذي اللنت بتتكلم عليها ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! اولست القائل اعلاه :

لماذا تعتقد أني أرى الحداثة هي (ان تطرح فكرة الديموقراطية الهولندية ، او فكرة حقوق المثليين ، او فكرة حق المرء بالكفر او الالحاد) ، إني لا أرى الحداثة هكذا ، بل على النقيض أرى مثل هذه الممارسات مجرد نقل الأفكار الغربية وزراعتها في بيئة مغايرة ، ( تقتصر على استيراد المنتجات المادية و الأفكار الجاهزة عن الغرب تحديدا وزراعتها في بيئة غير مستعدة لتقبلها) ، إن الحداثة في تصوري كما وضحتها أيضا ( الحداثة في عبارة بسيطة هي العقلانية ، و البداية دائما تكون عملية تعليم عصرية متطورة ) و (الحداثة أيضا هي العلمانية و الإدارة العلمية للموارد و على رأسها الوقت ، و الحداثة هي المرجعية المعرفية العلمية ،و ليس المرجعيات الدينية الغيبية .) ، إني لا أريد رؤية المزيد من مثيلي الجنسية يتسكعون في الشوارع العربية ،


5- الفنون الراقية : كالسيمفونيات و التصوير و النحت و الباليه و .....الخ ربما يرى البعض أن ذلك عنصر خلافي ،و لكني أرى الفنون هي روح الحضارة و المعبر الحقيقي عن جوهرها .
-------------------------------
لاحظنا ان الفنون ، يمكن ان تتطور تدريجيا بقدر ما تدعمها بالتحديث . و ربما تحدث بعد فترة مظاهر حداثة معينة ، او قد لا تحدث لفترة طويلة .


6- العدل : وهو قيمة إسلامية بالأساس ، و رغم أن الحضارة الغربية تفتقد تلك القيمة ، إلا أنه لا يمكن للمسلم ( دينا أو ثقافة ) تصور حضارة بدون العدل ، إن تلك القيمة تمنعنا من احتلال شعبا لمجرد أنه أضعف منا ،أو نمارس التفرقة العرقية مثلا .
--------------------------------
العدالة قيمة انسانية شاملة ، و لا يحكرها الاسلام ولا غيره من الامم . و لقد كانت تبرز بين مرحلة و اخرى في كل دولة من دول العالم . فلم يحدث ان خلا منها مجتمع دوما ، ولا عاشها مجتمع آخر دوما . ثم انك تتحدث كسلفي في هذا البند متجاهلا تاريخنا الاسلامي منذ عصر الفتوحات و حتى الاحتلال المصري للسودان و تحويله الى مزرعة لاستيراد العبيد في العصر الحديث . و اخيرا تنكر العدالة عن الغرب ، و تقحمها اقحاما في مؤخرة الاسلام . سامحك اله خثم القرشي يا عزيزي بهجت !


أرى أن لكل حضارة كبرى مثل الحضارة الغربية / الكونية المعاصرة منتجات رئيسية main products ، تلك المنتجات الرئيسية هي التي أشرت إليها الآن ، و يجب الحصول عليها بشكل ملح ، كي نتحضر أو نصل إلى ما أطلقنا عليه الحداثة ،
---------------------------
اذا انت تعترف هنا بان علينا استيراد المنتوج الغربي "التحديث " لنصل بعد ذلك الى المنتود المحلي المنتظر "الحداثة" . و هذا يناقض قولك في أول عبارة لك (العنوان ) التحديث بلا حداثة اسوأ أشكال التخلف ، لأنه تخلف عالي التكلفة ، و كيف انك استنكرت على دول الخليج انهم بداوا بالتحديث قبل ان يحصلوا على الحداثة ..



يا عزيزي .. هناك فرق بين الإقرار بوجود تفاوت إجتماعي في كل مجتمع ، و بين القبول بالرأسمالية المتوحشة المنفلتة ،
--------------------------------
نحن لا نتحدث عن هذا ، بل نتحدث عن التحديث و الحداثة ، و العلاقة بينهما ، و التطرف الذي بدا في العزل بينهما !



و النتيجة نوع من التنمية الشكلية التي سرعان ما يصيبها الإرهاق المبكر و تنهار ، علينا هنا أن ننظر للصورة كلها ،ولا نحصر رؤيتنا في تجربة ميتروبوليتانية محدودة هنا و هناك .
------------------------------
نحن نتحدث عن التحديث و الحداثة ، و ليس عن التنمية !


ملاحظة طيبة :
عنوان البحث او القضية او الرسالة ، مهم جدا ، و هو لا يقل اهمية عن الدفاع عن العلم في المعارك القديمة . و على المرء أن يحسن وضع شعاراته او عناوينه ، و يحسن الدفاع عنها ، اذا كان فعلا مقتنع بها .


أرجوا ان اكون قد وضحت رأيي .
------------------------------
و انا كذلك !


و لك كل تقديري و احترامي يا عزيزي بهجت .

آورفــاي
[/color]
[/quote]

[moveleft]:Asmurf:[/moveleft]
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 09-07-2008, 09:34 PM بواسطة Awarfie.)
09-07-2008, 09:07 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  أزمة الحداثة الغربية وإبداع الحداثة الإسلامية مراجعة لكتاب: روح الحداثة فارس اللواء 11 1,944 03-06-2012, 09:07 PM
آخر رد: فارس اللواء
  ماهي الثورة ؟ اسلام السلفية أم إسلام الحداثة يسرى عبد السلام 0 1,443 04-07-2011, 07:00 PM
آخر رد: يسرى عبد السلام
  مطارحات حول صدمة العقيدة وصدمة الشعوب السلام الروحي 0 1,146 09-11-2010, 11:09 AM
آخر رد: السلام الروحي
  إشكالية الحداثة و الهوية: دبي نموذجا Awarfie 16 4,095 10-22-2008, 07:28 PM
آخر رد: هاله
  الحداثة بعد فوات الاوان Enki 23 3,916 08-08-2008, 12:43 PM
آخر رد: Awarfie

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 3 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS