{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 3 صوت - 4.67 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
صدمة الحداثة .
jafar_ali60 غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,954
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #31
تأملات حرة .


تحية طيبة

بعض الزملاء قام مشكوراً بالتعقيب ، وهذا موضوع ليس " فيديو كليب" تغنيه مغنيه مراهقة ، بل هو يشبه قصيدة لبيرم التونسي مع الشيخ زكريا احمد وام كلثوم ثالثهما ، تعقيب بعض الزملاء جاء إما انتقاداً لشخص الكاتب ، والبعض فقط همه في كشف زلات هنا وهناك ، وهنا تكون الردود فقط لنفي وإقصاء " فكرة " معينة دون إبداء رأي او وضع بديل .

عنوان الموضوع هو " العرب والحداثة" ، وسؤال بسيط ، هل العرب والمسلمين معهم يسيرون في ركب الحداثة ؟ إذا كان الجواب نعم ، فلنختم ونضع نقطة وإنتهى ، وإن كان لا فهذا موضوع متشابك ويقبل النظر اليه من 360 درجة ، فمن الأصولي الذي يرى أنه لا مجال للرقي الي بالعودة الي سيرة " السلف الصالح " وإنشاء دولة الخلافة ...... وصولاً الي الهبيين العرب .
هذا التخلف عن ركب الحداثة ـ في حال ثبوت رؤية هلالها ـ له أسبابه ، وله أيضاً طرق ووسائل تُعجّل في سرعة معالجته فبدلاً من سرعة السلحفاة هناك " السحلية" .

أعترف ، وتقيسمات العالم تؤيد ذلك ، أننا كدول عربية وإسلامية ، نقع تحت خانة " دول العالم الثالث" ، وهذا التصنيف لم يأتي من فراغ ، بل جاء وفق معايير كثيرة بدءاً من الدخل وإنتهاء بالطفل وكم ساعة يقضيها في المطالعة .

وإن تسنى لي وقت للكتابة سأشارك على شكل وقائع ومقارنات ولو كانت أحداثاً فردية لمستها خلال هذا العمر الطويل الذي أتاح لي أن اجوب العالم من يوكوهاما شرقاً الي لوس انجلس غرباً مروراً بكل الثقافات المتباينة .

والي ذلك الحين سلام للجميع و :97:

09-08-2008, 01:49 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #32
تأملات حرة .

أتمنى الا يكون البعض قد فهم ردي على ان هناك مهاترات بيني و بين العزيز بهجت !

فقد كان ردي واضحا ، و مكررا للفكرة التي تقول بان التحديث يسبق الحداثة . و ان التحديث ضروري ، حتى ولو طال الوقت الذي تحتاجه الحداثة للظهور . و ان الحداثة لا تستغني ابدا عن الديموقراطية .و ان الحداثة لا تستغني عن العلمانية ! و ان العلمانية ، و الديموقراطية ، و التحديث هم الشروط الاولية للحداثة . فلا حداثة بلا تحديث . ولا يصح القول بانه لا يمكن ان يكون هناك تحديث ما لم ترافقه حداثة .
و اعتقد ، باني هنا ، قد طرحت رأيا في عدة امور ، و ان كنت قد خالفت غيري النظر . علما انني لم اتطرف كما طرح غيري في مواقف تعجيزية . اما اذا كان البعض يحب التحزب ، كما سبق ان لاحظت ذلك ، فتلك مشكلة البعض مع من يتحزب له ، و ليست مشكلتي . فقد اعتدنا على تحزباتهم ، و قد اعتادوا على تفردنا في المواقف . و لهذا فلن نطلب من احد ان ينتخبنا في انتخابات ، ولا نتوقع شعبية من احد ، اذ كنا ، و ما نزال ، ننتقد فكر القطيع ، مهما كانت الايديولوجيات التي تحركه ، كعادتنا مذ طرقنا هذا النادي لاول مرة ، و سنبقى !

و لقد اراد ان يكحلها ، فأعماها !

تحياتي .


[moveleft]:Asmurf:[/moveleft]
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 09-08-2008, 02:19 AM بواسطة Awarfie.)
09-08-2008, 02:07 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
jafar_ali60 غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,954
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #33
تأملات حرة .

الذي عماها يا اورفاي هو أنت لأنك لم تقرأ الردود التي تم شطبها وكتبها " سامع وجيب قلوب النخيل" إذا سمعت به :blink:
09-08-2008, 07:47 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #34
تأملات حرة .
أحيانا ، يكون الصمت أبلغ الاجوبة .

[movedown]:nocomment:[/movedown]


[movedown]:Asmurf:[/movedown]
09-08-2008, 07:54 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #35
تأملات حرة .
"أبواب الجحيم و النعيم متقاربة "نيكولاس كازانتزاكيس
........................
الزميل أوارفي .
تحية طيبة .
سبق أن قرأت لك ما هو أفضل .
يعلم الله أن مداخلتك أصابتني بحيرة لم أتخلص منها بسهولة ، ليس فقط لأنك لجأت إلى أسلوب حسبته من الماضي ، ألا وهو أسلوب المساجات الكيدية الذي لا يضيف شيئا حقيقيا للحوار ، كما أنه لا يضيف أيضا شيئا لمن يلجأ إلى هذا الأسلوب ، سوى ما يعكسه من مشاعره السلبية التي لا يستطيع كبحها ، و لكن حيرتي أساسا لأن المداخلة غير مترابطة ولا يفهم منها شيئا ، إلا أني في النهاية رأيت الفرصة خلف كل هذه الفوضى ، فرصة جديدة سوف استغلها لتوضيح أفكاري ، فالوقت الذي قضيه الزملاء في متابعتنا يستحق أن يكون مثمرا .
بداية أرى أن عصبيتك الزائدة التي تفاجئني بالفعل ، لا محل لها في مثل هذا الموضوع الفكري ، فهذه الموضوعات بطبيعتها خلافية و تقبل كل وجهات النظر ، و بالرغم أن مداخلتك السابقة ( رقم 30) تبدوا كما لو كانت مدسوسة عليك ، و لكن تقديرا لزمالتنا في هذا النادي فسوف أتناول ما ذكرته أنت من ملاحظات ، ليس كنوع من السجال لا قدر الله ، فآخر ما أفكر فيه هو إظهار قدراتي ، و لكن هدفي الوحيد من هذا الشريط و غيره كما ذكر الأخ عمر هو استجلاء الحقيقة .
يا زميلي.. مقولتي يمكن إيجازها في (يجب ربط التحديث بالحداثة) ، و ليس (إلقائهما معا في البحر) كما تعتقد ، فهذا الإلقاء محال ، فالتحديث يفرض نفسه حتى على أكثر المجتمعات انعزالآ ، و حتى في إمارة طالبان كان هناك السيارات و الأسلحة الحديثة و أجهزة اللاسلكي و .... ، إن فكرتي بسيطة للغاية ، و يمكن صياغتها وفقا للنادرة التراثية بأنه ( علينا ألا نشترى السمك من الغرب بل علينا أن نتعلم منه كيف نصطاد السمك) ، و عندما نفاضل بين التعليم و وسائل الرفاهية فلتكن الأسبقية للتعليم ، و عندما تكون بين إرسال بعض المرضى للعلاج في الخارج ، أو إنشاء المستشفيات في الداخل لعلاج الجميع ، فليكن علاج الجميع لا الصفوة فقط ، هكذا بكل ببساطة .
الأفكار الغربية .
أعتقد أن لديك خلط كبير للغاية في فهمك لما طرحته في مداخلتي بخصوص استيراد الأفكار من الغرب ، وهذا الموضوع أوضحته باستفاضة ، رغم هذا سأعود إليه ، و بداية لا أعتقد أنه حتى الكائد سيفهم أن من يدعوا إلى الحداثة ، هو من يوصف بأنه يرفض استيراد كل ما في الغرب ، خاصة وهو يعرف الحداثة بأنها ( الفكر النظري أو المقولات العلمية و الفلسفية التي تحكم عملية التحديث ، كما أنها أيضا آليات تلك العملية ، و يمكن القول أن الحداثة هي بالأساس إطار من القيم ،و المناهج و الأفكار و الممارسات ، لابد من تبنيها و استيعابها ، وهذه بالتالي عملية تربية و إعداد شاقة تستلزم توفير بيئة ثقافية مناسبة) ، لاحظ كلمات مثل فكر و فلسفة و مقولات و آليات ، ربما أفهم من يتهمني بالترويج للفكر الغربي ، أما أن يكون كل ما كتبته داعيا للحداثة و العلمانية و الليبرالية -و هو كثير- رفضا للفكر الغربي ، فهذا نوع من العصبية و التحيزات السلبية لا أكثر .
إني لست تابعا مسلوبا للغرب ،و لكني –و غيري من التنويرين الوطنيين - نسعى إلى الإستفادة من الحضارة العالمية التي يقودها الغرب و نوظفها لمصلحة الشعوب العربية ، لهذا فموقفي من كل الأفكار و الممارسات الغربية إنتقائي لمصلحتنا نحن فقط ، و فكرتي عن الغرب ببساطة أنه ليس كل ما هو موجود في الغرب بالضرورة حضاري ، و أننا لسنا في حاجة إلى إجراء عملية تغريب كاملة بل نحن في حاجة لعملية حداثة إنتقائية ، إن الحضارة الغربية ليست كما واحدا ، بل هي كتلة من المتناقضات ، و القيم الغربية ليست كلها حضارية ، بل بعضها كذلك ، فالغرب الذي أعطى للإنسان حقوقا أصيلة و حقيقية لأول مرة في التاريخ ، قصر هذه الحقوق غالبا على مواطنيه ،و الغرب الذي صنع لنا كل تلك الأدوات التي طورت نوعية الحياة على ظهر الأرض ، هو الذي صنع القنابل الذرية وألقاها على البشر في اليابان ،و مارس الحرب الكيماوية و البكترولوجية ، و الغرب الذي حرر فرنسا و بلجيكا و هولندا من محتليها ، هو الذي دمر فيتنام و احتل العراق و يدعم البغي الصهيوني ، و أحب هنا أن أقتبس المرحوم د/ هشام شرابي الأكاديمي الفلسطيني البارز :" إن علاقاتنا بالغرب ( خاصة أمريكا ) ما زالت علاقة تضاد و اختلاف ، الغرب اليوم أكثر من أي وقت مضى ، مازال يريد لنا غير ما نريده لأنفسنا . نحن نريد الحداثة ، وهو يريد التحديث . نحن نريد السيادة و الاستقلال وهو يجبرنا على التبعية . نحن نصبو إلى التحرر و الوحدة ، وهو يدعم الأنظمة البدوية التي تقف في وجه التحرر و الديمقراطية و تمنع الوحدة ".
إني يا زميلي لم أقتصر على إطلاق شعارات عامة ، بل أوضحت مفهومي لما يجب أن نأخذه من الغرب تحديدا ، أفكارا و منتجات مادية أيضا ، و بالمناسبة فلعلك تميز تعبير المنتجات النهائية بدقة ، إن استيرادنا للمصانع مثلا ليس استيرادا لمنتج نهائي ، فالمصانع هي الأدوات لتحويل المواد الأولية إلى منتجات نهائية ، فكيف بالله ترى ان استيراد المصانع هو مما أرفضه ، هل تهزل ؟.
في مداختك أراك تقفز قفزا فترى أني ضد العلمانية و الديمقراطية ، فهل هناك عاقل سيصدقك عندما تدعي أن من يقول :" (الحداثة أيضا هي العلمانية و الإدارة العلمية للموارد و على رأسها الوقت ، ..... .) يقول ذلك في معرض رفضه للعلمانية ؟، و كيف ترى أني معادي للديمقراطية لأني أرفض المثلية الجنسية ، هل تعتقد ألا ديمقراطية بدون أن يدخل الرجال في مؤخرات زملائهم ؟ ، الديمقراطية يا زميلي ليست نموذجا واحدا ، و كل مجتمع عليه أن يختار ما يناسبه طالما ذلك في إطار القواعد الأساسية للحضارة المتفق عليها ،و ليس منها المثلية الجنسية أو الإباحة الجنسية أو الإتجار بالمخدارات أو بغي الأطفال ، أكثر من ذلك فلا أعتقد أنك أو أي أحد آخر سيخدم الليبرالية في شيء عندما تصورونها دعما لإحتلال العراق ، و لعلك تذكر كيف حذرتكم وقتها ، ان دعم احتلال أمريكا للعراق ، ليس فقط عملا ضد القانون و الأخلاق ،و لكنه أيضا ضربة في الصميم لليبراليين العرب ، و ستصورهم كعملاء و خدما للمحتل ، أقول أيضا أننا لن تخدم الحداثة لو صورتموها حقا لممارسة الشذوذ و التحرر الجنسيين ، و بهذا سيفهم الناس أن الحداثة هي أن يقدم الرجال مؤخراتهم لزملائهم ، و يقدمون نسائهم للأصدقاء .
لا أفهم ما هو الهدف من طرح المثلية الجنسية الآن ، و هذا موضوع مازال خلافي حتى في الغرب ، وهناك من يرفض حق الشذوذ بما في ذلك أمريكا نفسها حيث يؤكد الرئيس أن الله خلق ذكرا و أنتى و لم يخلق ذكريين ، بالطبع لا أحد يطالب بحرق المثليين ، و لكن حتى في الغرب ولوقت قريب جدا كانت القوانين تعاقب الشذوذ الجنسي كجريمة ، و البديل لا يكون بترك كل مشاكلنا بما في ذلك مشاكل بخطورة الأصولية و إنكار معلوم الدين ، ثم نتفرغ لتقرير حقوق المثليين ، بعض من الحكمة و المنطق لا ضرر منها ، حتى لمن يطرح مساجلات كيدية .
لك ملاحظات أرى من الخلط حتى تكرارها هنا ، فكيف تعتقد أن الجامعات ليست أداة الحداثة ، رغم اني ذكرت بوضوح أن التعليم الحقيقي هو اول خطوات الحداثة ، هل تعتقد أنهم يبنون الجامعات و يشترون مستلزماتها من الغرب للعياقة ؟، عندما أتحدث عن شراء منتجات نهائية من الغرب ، كيف ترى أن تلك المنتجات النهائية تشمل التكنولوجيا ، التكنولوجيا هي التي تستخدم للحصول محليا على المنتجات النهائية الذي يحتاجه التحديث .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 09-06-2009, 02:04 AM بواسطة بهجت.)
09-08-2008, 10:59 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #36
تأملات حرة .
أتمنى الا يكون البعض قد فهم ردي على ان هناك مهاترات بيني و بين العزيز بهجت !

فقد كان ردي واضحا ، و مكررا للفكرة التي تقول بان التحديث يسبق الحداثة . و ان التحديث ضروري ، حتى ولو طال الوقت الذي تحتاجه الحداثة للظهور . و ان الحداثة لا تستغني ابدا عن الديموقراطية .و ان الحداثة لا تستغني عن العلمانية ! و ان العلمانية ، و الديموقراطية ، و التحديث هم الشروط الاولية للحداثة . فلا حداثة بلا تحديث . ولا يصح القول بانه لا يمكن ان يكون هناك تحديث ما لم ترافقه حداثة .
و اعتقد ، باني هنا ، قد طرحت رأيا في عدة امور ، و ان كنت قد خالفت غيري النظر . علما انني لم اتطرف كما طرح غيري في مواقف تعجيزية . اما اذا كان البعض يحب التحزب ، كما سبق ان لاحظت ذلك ، فتلك مشكلة البعض مع من يتحزب له ، و ليست مشكلتي . فقد اعتدنا على تحزباتهم ، و قد اعتادوا على تفردنا في المواقف . و لهذا فلن نطلب من احد ان ينتخبنا في انتخابات ، ولا نتوقع شعبية من احد ، اذ كنا ، و ما نزال ، ننتقد فكر القطيع ، مهما كانت الايديولوجيات التي تحركه ، كعادتنا مذ طرقنا هذا النادي لاول مرة ، و سنبقى !

و لقد اراد ان يكحلها ، فأعماها !

تحياتي .

...................................................
أوارفي .
أنت تخطأ عندما تعتقد أن مداخلة الأخ جعفر علي هي نتيجة التقاء أيديولوجي ضدك ، فكلانا قمنا بتحيتك خلال فترات متقاربة ، هذا دليل أنه لا يوجد موقف عدائي مسبق منك ، ناهيك ان يكون موقفا مشتركا ، بل أن هذا الموقف الأيديولوجي الواحد غير موجود ، فكلانا له أفكاره الخاصة ، و ليس نادرا أن نختلف حول موضوعات أساسية كما حدث في قضية العراق ، رغم هذا فإني دائما أقدر خبرة الأخ هشام و درايته الواسعة بالقضايا السياسية العربية ، و متابعتي للحوار معه جعلني أحتفظ بصورة متوازنة عن أوضاع العراق ، وهذا ما يمكن ان نستفيده من الحوار ، أما تعليقه على مداخلاتك الأخيرة فهذا ما كنت سأفعله لو كنت مكانه ،وهذا موقف أي زميل قديم يعرفنا كلانا ، فلا أحد يقر المداخلات الكيدية ، خاصة ممن نزاملهم طويلا .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 09-06-2009, 02:04 AM بواسطة بهجت.)
09-08-2008, 11:10 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
jafar_ali60 غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,954
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #37
تأملات حرة .

عزيزي بهجت

ربما ليس لي القدرة أو الوقت للدخول في تعريف المصطلحات ، أو بالأصح لا أنفع لحوار أكاديمي ، ربما التجربة هي طريقي المثلى لإيصال أفكاري والتي على الأقل في هذا الموضوع متقاربة إن لم تكن متوافقة ، أحيانا يكون الأدب هو الوسيلة المثلى في إيصال فكرة ما وربما يتقبلها القارئ او السامع او المشاهد أكثر من بحث أكاديمي بإسلوب علمي متكامل ولذا سأنحو نحو كتابة بعض من المشاهدات الواقعية وإسقاطها على موضوعنا هذا .
في عام 1986 وجدت نفسي بين عشية وضحاها في قلب طوكيو عاصمة الدولة التي ربما لا أبالغ إن قلت أنها من رواد الحداثة على الإطلاق ، هذه الدولة التي لا تملك أي مقوم إقتصادي لإنشاء دولة ناهيك عن ريادتها للعالم . دولة ليس فيها نفط ولا حديد ولا فحم ولا سخام البين حتى أرضها غير قابلة للزراعة .
أتوه في محطة " شينجكو" ومع أنني ذهبت لليابان خمس مرات على مدار العشرين سنة الماضية الا أنني في هذه المحطة بالذات أتوه دائماً فهي متشابكة ومتعددة ولا أبالغ إن قلت أنه في بعض الأحيان يكون فيها البشر أكثر من سكان الإمارات وقطر ومملكة البحرين ودولة الكويت ، ما علينا ، المهم أنه قد تهت فيها أحد ايام السبت وهو بالمناسبة عطلة اسبوعية هناك ، وأريد العودة الي الفندق ، سالت وسألت ولكنني فشلت بان أجد شخص يفهن لكنتي الإنكليزية الممزوجة بالبدواة ، إنبرت إحدى الفتيات بإجباتي وتناولنا بعض الحديث وطلبت مني إن كنت أملك وقتاً فهي كما فهمت ان لديها نصف ساعة بالتمام وقت فراغ ودعتني لتناول فنجان قهوة امريكية في مقهى داخل محطة القطار ، تطرقنا الي أمور كثيرة ،ولكنني تفجأت عندما طلبت مني إن كنت أستطيع تلبية دعوتها لتناول العشاء في بيتها وحددت الوقت والقطار الذي يجب أن أخذه ووصفت لي اي مخرج سأخرج منه هناك لتلتقيني به .

في الموعد تماما جاء القطار كالأجل فهو لا يستقدم دقيقة ولا يتأخر ـ مثل عزرائيل ـ ونزلت في المحطة الموصوفة ، ولقيتني كما قالت لي تماماً ، كان معها دراجة هوائية / بسكليت/ بالانجليزي باي سيكل ، وركبت خلفها وأخذتني الي بيتها ولعنة الله على الشيطان أنا كنت أحسب أنها بنت ولكن في الأستقبال كان رجل اكبر مني سناً وعرفتني عليه أن هذا زوجها ، وجاءت البنت " هيديكي" وجاء الولد وكلاهما قد تجاوز السادسة عشر على الأقل ، كان بيتاًُ متواضعاً جداً غرفة الجلوس وطقوس ال " أتاتامي" موجودة تتحول ليلاً الي غرفة نوم والمطبخ صغير على الطريقة الامريكية أما الاولاد فهناك درج صغير واحد على اليمين والأخر على الشمال ويوصل كل واحد الي غرفة لا نرتضيها لكي تكون عش حمام لصغر حجمها .

هنا لا بد أن أذكر ولو أنها مقاطعة ، أن جارتنا حدثت زوجتي أنها لم ترى إخوة زوجها رغم مرور 12 عام على زواجها ، لماذا؟ لأن " الحمو هو الموت" هكذا جاء على لسان الرسول .

إكتشفت أن الزوجة معلمة لغة انجليزية والزوج صاحب شركة يختص بالصيد البحري ، وكما فهمت أن الحال ليست ميسورة فقط بل بمعايرينا هم من الطبفة البرجوازية ، ولكنه لا يمتلك سيارة ، لماذا سألته ؟ أجاب أنه لا حاجة لمثل هذه السيارة سيما وأن المواصلات ميسرة وبكلفة اقل ناهيك عن وجع الرأس في زحمات المرور .

حلفت يميناً مطلقاً يالثلاث الا أن يقبلوا دعوتي للعشاء وما عليهم الا ان يختاروا المطعم ، قبلوا على مضض ، وتواعدنا وتلاقينا وذهبنا الي مطعم فاخر وأكلنا ــ وهذه اول مرة اتذوقه ــ طبعاً كالعادة سنختلف على التسمية هنا وهو الكراب بالانجليزي بالمصري الكابوريا بالاردني ابو جنيب بباقي الدول السرطعان أو السرطان في قول أخر ، عند الحساب أخذت هي الفاتورة وقالت انت ستدفع فقط خمسها فهي غالية ولا تستطيع تحملها تنفخت اوداجي لهذا الطلب ـ فنحن لا نملك الا الكرم ـ وغضبت ولكنها اصرت ثم اصرت ولكنني ذهبت ودفعتها ، عند عودتي استندت مبلغاًمن زميلي اقتات به لحين عودتي .

هذا العام والشئ بالشئ يذكر أن هناك مواطناً أردنياً زوج إبنه الموظف بالدرجة العاشرة بدائرة الأحوال المدنية وقد وجّه الدعوة لكل ، لكل ، لكل مواطني المملكة الأردنية الهاشمية ، وعبر محطات فضائية ورسائل جوال/ موبايل/ خلوي / خليوي ، نسيت ان راتب ابنه لا يتجاوز 400 دولار شهري ، باع أرضه التي ورثها وأنفقها كلها على حفلة عرس تسببت بنقص حاد بمخزوننا من الثروة الحيوانية المستوردة !!!

لا بد أن أذكر أيضاً في هذا المجال أنني شخصياً حضرت عرس في جدة قبل سنوات لأحد أبناء الذوات وكانت كلفة الحفلة لوحدها 25 مليون ريال سعودي فقط تراوحت بين الورود التي وصلت تواً من باريس وفرق الخدم من شرق اسيا .

نعود الي اليابان

أخذتنا الشركة الي المعرض الدولي للصناعات الحديثة والذي يقام كل عام في مدينة توسكوبا شمال طوكيو ، المهم أن الذاكرة لا تستطيع إستيعاب ـ فقط إستيعاب ـ كل هذه التكنولوجيا الحديثة ، هناك تعرفت على القطار الذي الذي أُخترع حديثاً والذي لا يلامس سكة الحديد وإنما يسير على مخدة من المجال المغناطيسي ـ مثل حمار والدي تماماً ـ ، وأما الاليكترونيات فحدث ولا حرج .

هناك قرب المعرض بيوت فاخرة يعتليها القرميد ولها ساحات واسعة ، أفادني رفيقي الياباني أن هذه البيوت هي لملك للشركات الصناعية اليابانية ، كل شركة لها بيوتها وكل شركة تضع علمائها ومهندسيها في هذه البيوت ويضعون علي بابا على باب البيت وما عليه الا شبيك لبيك ، وما على العالم الا أن يفكر ويخترع ويبتكر .

قبل سنوات عدة وعند بناء المدينة الطبية الملكية ــ بالمناسبة كما سمعنا أنها قد بيعت الي إحدى الشركات الوافدة هذا العام ــ التقى المرحوم الملك حسين باحد الإطباء " أردني من أصل فلسطيني" في أمريكا وأظن وبعض الظن إثم أنه كان رئيس قسم جراحة الكلى في جامعة جورج تاون بإمريكا ، طلب منه الملك أن يرافقه الي الأردن لكي يُشرف على قسم جراحة الكلى في المدينة الطبية ، فعاد والعود أحمد مع الملك ، وكان ما كان ، وكان يجري العلميات ولكن الشكر يذهب الي طبيب أخر ، لم يهتم الطبيب لهذا الأمر ، ذاع صيته وعلت سمعته ، فخاف من هم أعلى منه على مناصبهم فأهدوه منصباً قائد كتبة ميدانية ، فشد الرحال عائداً الي جورج تاون وإحتضنوه وعاد الي منصبه وكأن شيئاً لم يكن ولسان حاله يقول ما أحلى الرجوع اليه .

سألت رفيقي الياباني كيف ومن ولماذا وكل علامات الاستفهام ؟ أجاب بأن كل شركة لها جواسيس " مخابرات " تتجسس على التلاميذ وهم في المدارس ومن يرونه ذكياً يحتضنوه ويتبنوه نعم تبني وهو ليس حرام ، وينفقون بسخاء وهو تلميذ حتى إذا تخرج من الثانوية يختارون هم له التخصص الذي يجب ان يدرسه في الجامعة بناءاً على معلوماتهم حول المجال الذي سينبغ به ، وهكذا يبقون معه ويطورون قدراته الي أن يصبح عالم !!!

ليس هناك مكرمات ملكية " للعسكريين العاملين والمتقاعدين الاحياء منهم والأموات ومنتسبي التربية والتعليم والتعليم العالي والواطي والمخيمات والبادية بأطرافها الشمالي والأوسط والجنوبي " ومنح مجانية لأصحاب المعالي والفخامة بحيث اللهم أني صائم

أكتفي هذه الليلة

خالص التحية
09-09-2008, 01:28 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
العاقل غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 753
الانضمام: Jun 2002
مشاركة: #38
تأملات حرة .
سأعلق على ما تفضل به بهجت في المداخلة الأولى فقط.

عندما تقرأ هذه المداخلة ستجد التالي: عالم إسلامي، المسلمين، المجتمعات الإسلامية، الشعوب الإسلامية....إلخ. ستجد هذا الحضور المكثف للهوية الإسلامية، مما يشعرك أن هناك ثم "خصوصية إسلامية"، أو "مسألة إسلامية" بحاجة لحل. وهذا النمط في التفكير، لا يختلف عن التفكير الإسلامي "الأصولي"، بل إن هذا الكلام هو بمثابة تحصيل الحاصل عند الأصولي. ماذا يستنتج بهجت؟ أن هناك تناقضا بين المشروع الأصولي والعالم الحديث؟ هذا أمر يكاد يعتبر بديهي عند الأصولي، فهو يسمي هذا العالم الحديث: جاهلية، ومشروعه قائم كله على محاربة هذه الجاهلية المادية المنحلة..إلخ. طبعا لا نضع كل الإسلاميين في سلة واحدة، ولكن نتكلم عن هذا التيار الذي يتبنى موقفا راديكاليا من العالم "الحديث". وبكلمة واحدة: بهجت لا يختلف كثيرا عن سيد قطب، فكلاهما يتبنون إشكالية التناقض بين الإسلاموية والعالم الحديث، والفارق في الموقع: قطب يرى أن حسم هذا التناقض لا بد أن يتم بمحق هذا العالم الجاهلي، بينما بهجت يرى أن في هذا التناقض حكما سلبيا على المشروع الإسلامي.

في رأيي أننا نبسط الأمور ونختزلها عندما نتوجه بالنقاش لهذه الوجهة. وهذه أسئلة:
هل الدين محدد لهوية الشعوب؟ لماذا يقال لنا حضارة غربية صينية يابانية، وعندما يأتي دور الإسلام، يقال لنا حضار اسلامية؟
هل يمكن نقل أي حكم نحكم به على دول الشمال الأفريقي، لدول الخليج؟ لباكستان؟ لأندونيسيا؟ فقط لأن هذه الدول دول اسلامية؟

إن تبني مفاهيم كـ "عالم إسلامي" و"مجتمعات إسلامية" كمفاهيم تحليلية لمشاكل الرقعة الجغرافية التي تنتمي للعالم الثالث، إنما هو صرف للنظر عن هذه المشاكل. لأن هذه المفاهيم توحي بنوع من الاستمرارية، بنوع من التجانس الموجود منذ القدم، منذ أيام بني أمية... ومن هنا يتم تحويل الإسلام لمشجب يتم تعليق عليه كل آفات تلك البلدان.

بل إن هذه المفاهيم نفسها، مفاهيم تم الترويج لها في الحقبة الاستعمارية:
مفهوم العالم الإسلامي أفادت منه بريطانيا أيما إفادة، فهي كي تربط بين مستعمراتها في الهند وفي العراق وإيران ومصر، لم تجد اسما أفضل من العالم الاسلامي لتسويغ هذا الاستعمار.
وفي الحرب الباردة، استخدمت الولايات المتحدة الجهاد والاسلاميين ودعمت إيجاد منظمة العالم الاسلامي... كل هذا لإقصاء الشيوعية من منابع النفط ومصالحها الاستراتيجية.

الأصولية مشكلة، لكنها ليست أم المشاكل. وتضخيمها وتحويلها العائق الوحيد دون النهضة، هو تجاهل لتعقيد الأزمة التي نعيشها بوضعها الاقتصادي (استئثار القلة بالثروة، وتحويل الآخرين لكائنات طفيلية وطحلبية تعتاش من أعطيات تلك القلة) والسياسي (الاستبداد والتبعية والتنصل من كل الالتزامات القومية) والاجتماعي( الوقوف بالمنتصف بين أعتى التقاليد تخلفا (جرائم الشرف مثلا) وبين أكثر انماط الاستهلاك تشييئا للانسان وتسطيحا (شراء لوحة سيارة بالملايين لان رقمها متشابه).

09-09-2008, 04:13 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #39
تأملات حرة .
الزميل المحترم العاقل .
تحية طيبة .:97:
أشكرك على مداخلتك بقوة ، فعكس ما تتوقع تماما .. أنت تدعم ما أطرحه .. إن ما أوردته في مداخلتك هو ما أحاول تأكيده خلال أكثر من أربع موضوعات طرحتها ، وهذا الشريط هو خامسها ! ، و لست أدري هل تابعت تلك الشرائط ، خاصة أن بعضها تم تثبيته مع شريط لك عن الحدود كما أتذكر ، أم أن اتفاقك معي جاء مصادفة.
ربما كنت هناك أكثر تفصيلا و تأكيدا ، و لكني في الخلاصة ، و كما كررت كثيرا في كل الموضوعات التي أطرحها منذ أكثر من شهرين ، أؤكد أن
المشكلة في جوهرها نشأت نتيجة لتصنيف الناس على أساس هوية دينية إنفرادية ، و غياب نموذج بديل يرسخ فكرة الهويات المتعددة المتداخلة للجنس البشري ، لذلك فأسوأ ما نفعله هو أن نقبل فكرة أن العالم مجرد فيدرالية للأديان و الطوائف ، لأن الهويات الدينية الإختزالية ، ستؤدي إلى تهميش المجتمع المدني ، و تقزيم المواطنين و تعبئتهم داخل صناديق طائفية منعزلة ،كذلك تؤدي إلى شيوع العنف و التصادم .[/size]
و سأضع هنا ملخصا لما عرضته في الأشرطة المذكورة ، مؤكدا أن هدفي من هذا الشريط أيضا هو المزيد من تأكيد فكرتي ، حول الهوية التعددية .
ملخص .
خلال 4 أشرطة متتالية هي ( سجن الهوية ، قبيل الطوفان ، بحار الكراهية ،و العقل الأسير ) -سأثبت الوصلات في نهاية المداخلة - حاولت طرح مفهوما للهوية العصرية ، وهي هوية أراها بالضرورية تعددية ، يحتل الإسلام فيها موقعا هاما ،و لكنه لا ينفرد وحده بالمكان ، هذا المفهوم أراه حيويا كي تتجاوز المجتمعات العربية أزمتها مع الحداثة ، في تلك الأشرطة تعمدت تجزئة الموضوع حتى لا يضيع دون أن يلقى ما يقابل الجهد الذي بذل فيه من جانب ، وهو جهد لو تعلمون عظيم ، ومن جانب آخر كي أتمكن في كل شريط من تناول وجها بذاته من أوجه تطبيق الفكرة المطروحة ، أعتقد أيضا أن الفكرة المحورية هنا ليست شائعة ، على الأقل في الأدبيات المنشأة بواسطة مفكرين عرب ، هذه الفكرة تقدم من وجهة نظري بديلا لمقترب الإصلاح الديني الإسلامي ، وهو الإصلاح الذي يطرحه الغرب تحت مسمى إعادة تعريف الإسلام ، هذا الإصلاح لا أعتقد أنه سيكون ممكنا عمليا قبل سنوات قد تمتد بلا نهاية ، أيضا حاولت الإبتعاد عن أدبيات العلمانية و متلازماتها ذات الجذور الغربية ، مؤكدا أني لا أقدم هنا نظرية ما ، بل مجرد مقترب جديد نوعا لمشكلة قائمة منذ زمن طويل بلا حل ، أيضا لا أقدم حلولا عملية ، فتلك الحلول ستكون نظرية تماما و هزلية ، قبل أن يكون هناك قبولآ للإطار الذي تطرح خلاله ، هذا الموضوع أيضا ليس منتجا نهائيا ،و لكنه مشروع في طور التكوين و التلوين و التأصيل .
من تابع هذه الأشرطة و شعر بنوع من التكرار و الإلحاح على الفكرة الرئيسية سيكون مصيبا ، إني أشعر بالفعل أن الأفكار الأساسية تتوه دائما في بحر من التفاصيل قليلة الأهمية ، ليس في هذا الموضوع تحديدا ،و لكن في كل موضوع يتم طرحه ، و لهذا شعرت بأنه من المفضل أن أعرض موجزا لما طرحته حول موضوع الهوية ، مبلورا عناصره الأساسية آملآ أن يلقى عناية الزملاء .
التعددية و الهوية الأحادية .
1. إن المشكلة التي تواجه العالم اليوم ، ليست صراع الهويات و الحضارات أو تحاورها ، و لكن المشكلة في جوهرها نشأت نتيجة حتمية لتصنيف الناس على أساس هوية ثقافية إنفرادية دينية المحتوى ، و غياب نموذج بديل يرسخ فكرة الهويات المتعددة المتداخلة للجنس البشري .
2. لذلك فأسوأ ما نفعله هو أن نقبل فكرة أن العالم مجرد فيدرالية للأديان و الطوائف ، فذلك يتعارض مع تفعيل هويات أخرى يتمايز بها الناس ، مثل الهويات المتعلقة بالمهنة و الطبقة و اللغة و الجنس و الأخلاق و القوميات و العلوم و السياسات و ....، إن هذه التقسيمات المتداخلة و المتشابكة للجنس البشري تجعله أقدر على الفهم و التعايش ، أما الهويات الإختزالية و الإقصائية القائمة على أساس العقيدة الدينية ، ستؤدي إلى مزيد من ترسيخ الهوية الدينية الإقصائية ، و تهميش المجتمع المدني ، و تقزيم المواطنين و تعبئتهم داخل صناديق طائفية منعزلة ،كذلك تؤدي إلى شيوع العنف و التصادم .
3. حتى في حالة نجاح عمليات الإصلاح الديني ، فأقصى ما يمكن تحقيقه مع شيوع الهويات الدينية الشمولية ، هو هدنة تقصر أو تطول مع الآخر المنتسب بالضرورة إلى هوية مخالفة ولا سبيل للإلتقاء الحقيقي معه ، أما السبيل الفعال لتجاوز تلك التقسيمات المصمتة كما نراه هو ترسيخ المجتمع المدني و تحفيز تعدد الهويات و تداخلها .
الهوية و الكراهية .
4. إن العنف الطائفي في كل مكان الآن ، كما أن وهم الهوية المنفردة يزرع بمهارة فائقة على يد قادة متمرسين على التحريض الطائفي ، و هذا النجاح يرتبط بضرورة ربط تلك الهوية الإنفرادية بهدف قتالي عنيف ، وقوة تلك الهوية ترتبط تصاعديا بمقدار درجة الكراهية و العنف المطلوبين .
5. إن تعزيز الكراهية و العنف هو فن قتالي يعتمد على توظيف الغرائز الأساسية للإنسان ، فالهوية التي يجري تأكيدها و ترسيخها ليست هوية مفتعلة ،و لكنها بالفعل هوية أصيلة للإنسان المستهدف ،
6. لتحويل الإدراك للذات إلى أداة للكراهية ثم للقتل ، يتم المرور بمرحلتين ، الأولى طمس كل الإنتماءات و الإرتباطات الأخرى ، أما الخطوة الثانية فهي إعادة تحديد مطالب الهوية - التي تفردت الآن - في قالب قتالي ، هنا تحديدا تبدأ الكراهية في النشاط و تثمر أهدافها الدموية المتوخاة من البداية .
الهوية و الإرهاب .
7. ينظر صناع السياسات الغربية إلى المسلمين وفقا لتصنيفات الهوية الدينية ، و يرون أن مقاومة الإرهاب ( الإسلامي ) يكمن في إعادة تعريف الإسلام ، بشكل أشبه بحركة الإصلاح الديني المسيحية ، و من أجل تحقيق هذا الإصلاح ، هناك محاولات محمومة لجذب المؤسسات الدينية الإسلامية إلى مواقف متوافقة مع الأمن و السلام العالميين .
8. محاولة تجنيد رجال الدين لدعم قضايا سياسية ، هي سياسة خاطئة خاصة فيما يتعلق بالإسلام السني السائد وهذا يعود لسببين ، فالإسلام السني يتميز بعدم المركزية و خلوة من سلطة دينية عليا تتخذ القرارات الدينية الرئيسية الملزمة لعموم المؤمنين ، ثانيا خطورة تكثيف السلطة بيد رجال الدين من أجل القيام بدورهم المأمول ، فهذه السلطة يتم توظيفها لاحقا لدعم الأحزاب و الجماعات و المؤسسات الدينية .
9. تعريف (المسلم الحقيقي) بموقفه من قضية الإرهاب ، هو نوع من التسطيح الشديد لقضية الدين ، و أن موقف المسلم من التسامح و التعصب هي مواقف لا يمليها الإسلام كدين بل الهويات السياسية و الخلفيات التاريخية للمسلمين ، و التاريخ الإسلامي ليس بالقطع تاريخ الإسلام بل هو تاريخ المسلمين كبشر و شعوب .
10. مواجهة الإرهاب تمر بمقتربات عديدة ، أهمها التوقف عن التقسيم الديني للشعوب ، و علينا أن نقر أن إعلاء قيمة الحرية و التسامح كما نفهمه في الحضارة المعاصرة ، لم يكن جزءا من ماضي أي بلد أو حضارة في العالم ، و علينا أن نبحث عن حلول سياسية لمشاكل سياسية كما كنا نفعل لعشرات السنين .
11. حتى يمكن أن نتغلب على ظاهرة الإرهاب ، العالم في حاجة إلى فهم جديد لطبيعة الهوية الأصولية وحدودها ، فالأصولية تقود حتما إلى العنف ، و علينا إذا التوقف عن تصور أصولية بلا عنف ، فكل الأصوليات لابد أن تتحول إلى كيانات قتالية .
12. علينا ألا نسمح للتنظيمات التي تتبنى الإرهاب كعقيدة بالعمل السياسي ، حتى لو لم تعد تمارس الإرهاب إنتظارا للظروف المناسبة ، دون أن نحتج بقواعد الديمقراطية و آلياتها ، مثل هذه الطروحات المائعة التي يتبناها المحاظون الجدد في أمريكا ، تبريرا لمساندتهم الإخوان المسلمين في مصر أو سوريا ، لم يعد من الممكن قبولها لو كنا جادين في مقاومة الإرهاب حقيقة ، و ليس توظيف الإرهاب نفسه لصالح مشروعات سياسية.
13. علينا أن نعيد بناء المجتمع المدني في عقول الناس ليكون جزءا أساسا من الثقافة السائدة ، إن العالم كله في حاجة إلى ثورة ثقافية جديدة ، من أجل تعددية حقيقية فعالة و متفاعلة ، و المجتمع المدني التعددي لا يهيط من السماء و لكنه يتكون بالتربية السليمة و الممارسة السياسية العاقلة الرشيدة ، كما علينا أن نثمن عاليا تلك الصفات في أنفسنا و الآخرين ، ومن الضروري تعديل النظام العالمي ليتيح فرصا بشكل أكثر إنصافا ، هذا المجتمع العادل سيكون له دور جوهري في إبعادنا عن الإنقسام الحاد بين الهويات المختلفة .
14. القيادات الأمريكية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية تفتقد المعايير الأخلاقية العالية المطلوبة فيمن يقود الدفة الكونية ، وهناك العديدون في العالم اليوم يشاركون باراك اوباما طموحه إلى التغيير و بناء عالم جديد لأمريكا و للناس جميعا .
الهوية الدينية و العقلانية .
15. إن خلفيتنا الثقافية ( الدينية ) تؤثر بشكل عميق في تفكيرنا و سلوكنا و نوع الحياة التي نحياها ، و الأهم أنها تؤثر في إدراكنا لهويتنا ، و يمكن أن تكون هويتنا الدينية عظيمة الأهمية ، و أن تلعب دورا إيجابيا مؤثرا في تطورنا و مستقبلنا ، شريطة ألا تحتكر الوعي و الإنتماء .
16. الهوية الإسلامية في طبيعتها هوية مدنية و ليست دينية ، وهي تنتسب إلى ممارسات المسلمين التاريخية و ليس للذات الإلهية ، و من يريد بعث تلك الهوية ، عليه أن ينظر إليها كمشروع بشري و ليس دينا مقدسا ، هذه هي نقطة الإفتراق الأساسية التي تفصل الفكر العقلاني عن الفكر الأصولي السلفي .
17. إن إقصاء الدين عن المجالات الحياتية ليس افتئات على العقيدة الدينية (الإسلام في حالتنا ) ، بل لأن تلك المجالات تخرج بداية عن النسق الوظيفي للدين ( مجال عمل العقيدة ) ، كذلك فالعقيدة الدينية ليست ذات أهمية منفردة في تقرير حياتنا و هويتنا ، فهناك عوامل أخرى قد تكون أشد قوة و تأثيرا على الناس ، مثل الوطن .
18. الهوية الدينية ليست صفة متجانسة ، و يمكن أن تكون هناك تنوعات هائلة داخل الوسط الديني نفسه و حتى داخل المذهب الواحد ، و هكذا نجد أن الحتميين الثقافيين يسيئون تقدير التنوعات داخل ما يعتبرونه ثقافة واحدة ، وهم ينسبون الأصوات المتمردة عادة إلى تأثيرات و مؤامرات خارجية ، بينما هي نتاج طبيعي للتنوعات البشرية داخل نفس المجتمع .
19. الأديان لا تقف ساكنة و لكنها تتحرك و تتغير و تتأثر بالعناصر الأخرى حولها ، أما افتراض الثبات في الهوية الدينية فهو نوع من الخداع ، و من يروج لمقولة الثبات و العصمة لدين ما دون غيره ، هو مخادع يحاول التهرب من أن يدخل السباق بزورقه الممتلئ ثقوبا .
20. تتأثر الأديان كلها بالعولمة الثقافية وتتفاعل معها ، سواء تفاعلا إيجابيا خلال آليات الحرية الثقافية ، أو تأثرا سلبيا خلال المحافظة الثقافية العنيدة ، و هناك اتجاه ملحوظ لتضمين الحريات الثقافية في القيم الحضارية التي يقدرها الناس في الآخرين ،و بالتالي فلا يمكن لمجتمع الإحتفاظ بهوية واحدة متسامية ، دون أن تتعرض للغرق في تيارات من التدفقات الثقافية التي تنهمر على مدار الساعة .
الإسلام ضد الغرب .
21. الموقف المعادي من الغرب ليس متجنيا ، رغم ذلك فهو موقف خاطئ ، لأنه يعني أن يعيش الإنسان في الماضي و يستغرق فيه ، و سيكون ذلك على حساب الحاضر ، كما سوف يدفع ثمنه من فرص المستقبل .
22. (العقل الأسير) أو المستعمَر هو العقل المتهووس بالعلاقة الإرتجاعية بالغرب و جرائمه ضد المسلمين ، هذا العقل يجد صعوبة في إدراك الذات بشكل سليم ، و مثل هذا العقل لن يدرك وجوده التاريخي الفريد في هذا الكون سوى كمجرد ضحية للغرب .
23. الجوانب السلبية لظاهرة العقلية الإسيرة ضخمة و مدمرة ، و يمكن تحديدها في 3 عناصر هي : أولآ دعم الأصولية الدينية و الإرهاب العالمي ،و ثانيا تشويه قراءة التاريخ الفكري و العلمي للعالم ، و ثالثا تشجيع عداوات لا ضرورة لها لكثير من الأفكار الإنسانية العظمى .
24. هناك جهود حثيثة في العالم الإسلامي الآن لمقاومة التغريب ، و لكن هذه الجهود تتجه لإجتثاث كثير من الأفكار التي لا تنتمي للفكر الغربي تحديدا ، بل تعادي غالبا أفكارا تشكل جزءا من ماضينا الكوكبي المشترك لا يتميز به الغرب وحده، و نجد أن بروز مفاهيم الهوية الإرتجاعية و تركيزها على العداء للغرب ، تؤدي إلى محاولة تأكيد الهويات اللاغربية ، أكثر من التفكير بحرية و استكشاف مناطق أخرى هامة من الذات الإنسانية ، هذه العقلية الأسيرة تقف خلف الكثير من المصاعب التي تواجه إلتحاق المسلمين بالعالم المعاصر ، كما تساهم في تضليل ردود الأفعال التي يواجه به الغرب التحدي الإسلامي .
25. إن حقوق الإنسان بما في ذلك الحريات الدينية ، ليست غربية ،و لكنها تكونت خلال تراث كوكبي مشترك ، ورفض الإسلاميين لتلك الحريات ، هو تعبير عن تعصب الإسلاميين و تخلفهم الحضاري ،و ليس تمسكا بالقيم الإسلامية ، كما أن الشورى و غيرها من التجارب التي تهدف إلى المشاركة السياسية للشعب في اتخاذ القرارات الهامة ، هي الروافد التي غذت الفكر الديمقراطي الحديث ،و أن الديمقراطية ليست فكرة غربية بحتة ، بل هي تراث كوكبي شاركت في صنعه كل الحضارات الهامة ، بما في ذلك الحضارة الإسلامية .

العقــل الأسيــر .
هنا
بحار الكراهية ., الكراهية المقدسة .
هنا
سجن الهوية ., ضد التقسيمات المتسامية.
هنا
قبيل الطوفان .
هنا
لو تابعت تلك الموضوعات ستجدها تستحق الجهد في القراءة ،و ستعرف أني لا أشبه في شيء المرحوم سيد قطب ، وهذا شيء لا يسعدني ولا يحزنني ، فقط لا أشبهه في شيء مجرد حقيقة أقررها .
و اسلم لكل خير .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 09-06-2009, 02:07 AM بواسطة بهجت.)
09-10-2008, 05:04 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #40
تأملات حرة .
تنويه .

أحب هنا أن أوضح أني استخدم تعبير الدول الإسلامية في هذا الشريط و غيره بشكل مجازي كلية ، فموقفي الثابت هو عدم قبول الإعتراف بهوية إسلامية انفرادية ، و هذا بالتحديد محور كل موضوعاتي الأخيرة ، و لكن بعض الزملاء ربما لا يتابعون ما أطرحه ، لهذا أحب أن يكون واضحا أنني عندما استخدم تعبيرا مثل مجتمعات أو دول إسلامية ، تكون مجرد تعبيرات قصدية intentialو ليست علمية ، بمعني هي تعبيرات تجاري الشائع حتى تكون مداخلاتي مفهومة للجميع ، و هي في ذلك تشبه حالنا عندما نستخدم تعبير دول الشمال التي تشمل دولة مثل استراليا تقع في أقصى الجنوب ، و هكذا فالتعبيرات مثل مجتمعات و دول إسلامية هي اختصار شائع لمجتمعات أو دول يدين أغلبية مواطنيها بالإسلام ، و بالطبع لن يمكنني استخدام هذا التعبير المطول كل مرة ، لهذا فاستخدامي لتعبير دول إسلامية هو بهذا المعنى لا أكثر .
09-10-2008, 03:39 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  أزمة الحداثة الغربية وإبداع الحداثة الإسلامية مراجعة لكتاب: روح الحداثة فارس اللواء 11 1,944 03-06-2012, 09:07 PM
آخر رد: فارس اللواء
  ماهي الثورة ؟ اسلام السلفية أم إسلام الحداثة يسرى عبد السلام 0 1,443 04-07-2011, 07:00 PM
آخر رد: يسرى عبد السلام
  مطارحات حول صدمة العقيدة وصدمة الشعوب السلام الروحي 0 1,146 09-11-2010, 11:09 AM
آخر رد: السلام الروحي
  إشكالية الحداثة و الهوية: دبي نموذجا Awarfie 16 4,095 10-22-2008, 07:28 PM
آخر رد: هاله
  الحداثة بعد فوات الاوان Enki 23 3,922 08-08-2008, 12:43 PM
آخر رد: Awarfie

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS