{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 3 صوت - 4.67 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
صدمة الحداثة .
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #61
تأملات حرة .
الأخ الكريم هاشم .
نعد المشرفية و العوالــي .. فتقتلنا المنون بلا قتــال .
و نرتبط السوابق مقربات .. فلا ينجين من خبب الليالي .
ومن لم يعشق الدنيا قديما..ولــكن لا سبيل إلى وصال.
نستمطر شآبيب الرحمة على روح الفقيدة الطاهرة .
أحسن الله عزاؤك و أجمل صبرك .
فليس مثل فقد الأم مصيبة .
و ليس مثل الصبر في شيم الرجال .
أما الدموع فهي ما جعلتنا بشرا .
قلبي معك .
فمثلك رحلت والدتي و لم اواريها الثرى .
ولم ألثم أناملها الطاهرة مودعا .
.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 09-06-2009, 01:52 AM بواسطة بهجت.)
09-18-2008, 03:07 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #62
تأملات حرة .
; كيف لا أؤمن بالله و أنا أحترق في جحيمه . ميرامار – نجيب محفوظ .
( 4 من 4 )
......................................
الأخوة الأعزاء.
بعد توقف قصير أملاه مشاركتنا الوجدانية لأخي العزيز جعفر علي ، في مصابه الأليم بوفاة المرحومة والدته ، سوف أمضي في هذا الشريط الذي يقوم أساسا على التداعي الحر للأفكار ، دون التقيد بمنهج صارم ، اللهم سوى موضوع الشريط فقط ، فليست لدي محطات مسبقة أهدف إلى الوصول إليها ، وليست لدي خريطة محددة أقود الشريط في دروبها ، هذا الشريط هو تجوال حر بين شرائط سابقة طرحتها ،و بين أفكار سبق أن ناقشتها مع زملاء ، و بين انطباعات حول قضايا طرحت في أوقات متباعدة ، و كلي أمل أن تثير هذه المداخلات الرغبة في التفكير و المشاركة في الحوار لدى الزملاء ، مؤكدا أن الأفكار المخالفة هي ضالتي ، فقط على أن تحترم حقنا في الإختلاف عنها ، أو على الأقل أن تحترم تقاليد النادي ولائحته .

فتاوى ضد البشرية .
ظهور ثروة طبيعية في منطقة ما هو دائما مصادفة سعيدة ، و نوع من رحمة الأقدار و ابتسامة الزمن بعد عبوس ، و لكن انفجار الثروة البترولية في السعودية جاء نقمة سماوية على المنطقة العربية كلها ، فهذا السائل الثمين أصبح الممول الرئيسي لكافة صور التعصب و الإرهاب في المنطقة ، بل و في العالم كله كما يؤكد الكثيرون في الغرب و الشرق على السواء ، وربما تكون الوهابية بكل تراثها المتحجر و شيوخها المتعصبين ، هي أكثر صور التخلف التي يمولها البترول ، هناك بالفعل عدد كبير من شيوخ الوهابية يحظون بسمعة عالمية ، ليس كنماذج متحضرة أو حتى أخلاقية بسيطة ، بل كنماذج للتعصب الديني و التبلد العقلي و النفس الإجرامية ، و لا يمكن حصر الفتاوى المعادية للإنسانية التي يطلقها الفقهاء السعوديين ، بل معظم الفقهاء المسلمين السنة و الشيعة على السواء ، و حتى لو راعينا الاكتساح الساحق للبلاهة السنية الأصولية ، سنجد أن هذه الفتوى تربو على المئات ، فهي في معظمها عورة في مسار العقل الإنساني ، هذه الفتاوى تتراوح من إرضاع الكبير و التداوي ببول الإبل و أكل الجراد و الطب النبوي ، مرورا بالزواج بأربع نساء ، و زواجي المتعة و المسيار و نكاح الأطفال و حتى الرضع ، و تكفير المخالف منكر معلوم الدين في زعمهم ، و السحر و الشعوذة و الحسد ، و رفض التطور البيولوجي ، و تكفير القائل بكروية الأرض ، دوران الشمس حول الأرض ، و نهر النيل الذي ينبع من الجنة ، و القناديل المعلقة في قبة السماء المصنوعة من دخان ، و القائمة تطول و هناك العديد من الموضوعات التي تناولت هذه الفتاوى المعادية للبشرية و التي يكفرون منكرها ، و من آخر فتاوى الوهابية .
أ . الفتوى التي أطلقها الشيخ صالح اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى في السعودية ، يجيز فيها قتل أصحاب الفضائيات ، لأنهم مفسدون في الأرض باعتبار تلك الفضائيات تدعو إلى الإنحلال الأخلاقي ، وهو في ذلك يطبق عليهم ما يعرف فقهيا بحد الحرابة ، و هذا الحد جاء نصا في القرآن " إنما جزاء الذين يحاربون الله و رسوله و يسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أياديهم و أرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ، ذلك لهم خزي في الدنيا ، و لهم في الآخرة عذاب عظيم " ، و الآية أطلقها النبي محمد في حق قاطعي الطريق عقب حادث شهير ، و هي قيام ما يعرف بالعرنيين الذين قتلوا راعي النبي على إبل الصدقة و سرقوها بعد أن مثلوا به ، فاجتهد الشيخ الجليل و سحب هذا الحكم على أصحاب الفضائيات ، لسبب مقنع لأمثاله وهو " إن كل من يدعوا إلى الفن إذا قدر على منعه و لم يمتنع يحل قتله ، لأن دعاة الفساد في الاعتقاد أو في العمل إذا لم يندفع شرهم بعقوبات دون القتل جاز قتلهم قضاء " !،
ب . هذه الفتوى شجعت شيخا آخر هو صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية ، على اصدار فتوى تنادي بقتل سحرة الفضائيات بحد السيف !.
ج . زواج الوناسة هو ارتباط رجل طاعن في السن بزوجة صغيرة ، بشرط أن تتنازل عن حقها الطبيعي في ممارسة الجنس ،و بالتالي تحرم من حق لا يسلب حتى من الحيوانات ، حق الإرتواء الجنسي و الأمومة ، هذا النوع من الزواج يلجأ اليه الكثير من الرجال في السعودية و الإمارات و غيرهما من المجتمعات الخليجية ، وهو زواج يراه د . عبد المحسن العبيكان عضو مجلس الشورى السعودي و المستشار في وزارة العدل ، زواجا مكتملا و صحيحا ، لأنه غير مؤقت أي ليس زواجا للمتعة !،
و يمكننا أن نلاحظ أن هذه الفتاوى ليست دعوة لقتل أصحاب الفضائيات أو لقتل من يحترف أعمال الحواة و خفة اليد وحدهم ، ولكنها دعوة لقتل الناس جميعا من فنانين و موسيقيين و تشكليين و من يستمعون للغناء ، كما أن المبدأ الفقهي الذي يستند إليه يجوز قتل دعاة الإفساد في الاعتقاد ، وهؤلاء بالطبع أصحاب الفكر المستنير ، الذين يراهم هو و أمثاله من المتخلفين عقليا مجرد كفرة يجب قتلهم و ركوب نسائهم ، و بعبارة أخرى يجب قتل كل المخالفين ، و من لا يروقون لهذا الرجل و نظرائه من الوهابيين ، هكذا يصبح قتل البشر أهون من قتل الدجاج ، فهل الإجرام و الإرهاب غير ذلك ،و هل يمكن للبشرية أن تشعر بالأمان مع وجود مثل هؤلاء على رأس دولة تمتلك كل تلك الثروات ؟.
و ما أهمية او خطورة مثل تلك الفتاوى ؟ ، بالطبع لا أهمية لها لو ظلت داخل الماريستان الوهابي ،و لكنها تنتشر بقوة المال السعودية و قوة الفقر الزهري إلى كل مكان حتى مناهج التعليم في الزهر ، و هكذا لا يحتاج الأمر فراسة استثنائية حتى نلاحظ مظاهر التدهور الثقافي في المجتمعات العربية ، حتى بين المتعلمين و حملة الدكتوراة ، و على سبيل المثال هناك شرائح كبيرة من النخب في المجتمعات العربية تلجأ إلى السحر ، و الأعمال لحل مشاكلها ، وهي تفسر ما يمر بها من أحداث بالحسد و السحر و تدخل الجان ، هذه الظاهرة لا يمكن عزلها عن منظومة التعليم ، و التي تقوم على الحفظ و التلقين دون التفكير ، لأن التفكير يمكن أن يقود الطالب إلى الشك و العياذ بالله !، من جانب آخر ففي غياب المعايير الموضوعية للتفوق و التوظف في المستويات العليا ، و ارتباط الثروات بالعشوائية و ضربات الحظ ، صارت العرافة و قراءة الفنجان وسيلة طبيعية لدراسة المستقبل و استشراف المصير ، و هكذا فقد العقل العربي الأصولي القدرة على التفكير المنهجي الخلاق ، و أصبح يعتمد في تفكيره على الآخرين ، خاصة رجال الدين المتخلفين معرفيا أساسا ، هذه الغيبوبة الفكرية أدت إلى شيوع الأفكار الدينية السلفية الممزوجة بالخرافات ، و من يتابع الفتاوى الدينبة سيجد أن المصري مثلا يستفتي رجال الدين في كل شيء ، و حتى أخص خصوصياته كما لو كان يعتبر نفسه ريبوتا ينتظر إشارات الريموت كونترول ، و نظرا لأهمية الفتاوى و حتى تكون كالماء و الهواء أنشئت مراكز خاصة للفتوى بواسطة الهاتف على مدار الساعة ، هذه المراكز توظف رجال الدين للرد على أسئلة المؤمين الورعين ، الذي يريد أن يعرف هل يظرط في وجود ضيف من الجان أم يمسك عليه ريحه ؟.

أشراط الساعة .
أبلد ما في الكون ماكان أصوليا مصريا تموله الوهابية السعودية ، هكذا عرف العالم تنظيم القاعدة و حركة الإخوان المسلمين و د. فاروق الدسوقي ، فمن هو فاروق هذا ؟، فاروق الدسوقي (فيلسوف) مصري حاصل على إجازة الدكتوراة من قسم الفلسفة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة !، هو أيضا أستاذ العقيدة السابق بجامعتي الملك سعود و أم القرى ،وهو حائز جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية عام 1985 ( نوبل الإسلام الوهابي ) ! ، منذ 15 عام يتفرغ هذا الفيلسوف الجليل في معتزله بالقاهرة لتحرير موسوعة علمية كبرى من عدة أجزاء نشر بعضها و تكاد تكتمل الآن ، هل تدري ما هو موضوعها ؟، دراسات فلسفية عالمية .. دراسات في العقيدة الإسلامية .. علم الأديان المقارن ؟, لا .. ليس فاروق الدسوقي رائد اليقظة الإسلامية الكبير من يشغل نفسه بالتفاهات ، الموضوع الذي شغل فيلسوفنا الكبير كل هذه الأعوام الطويلة هو ( أشراط الساعة ) وهي ليست ساعة جامعة القاهرة أو ساعة رولكس ذهبية ،و لكنها ساعة القيامة الرهيبة و نهاية العالم ، هناك بلهاء عديدون يكتبون في هذه التخاريف و لكنهم ليسوا فلاسفة كعالمنا الكبير ، ولأنه باحث و فيلسوف فهو يكتب كل شيء بالتفصيل و بالتحليل الدقيق ، بناء على دراسات عميقة في كل الكتب السماوية تقدم الموسوعة وصفا تفصيليلا للأحداث و الشخصيات من حرب الخليج حتى آخر الزمان و نزول المسيح ، كما توصل الدسوقي إلى تحديد شخصية السفياني الشهير الذي سيحرر بيت المقدس و يحرق نصف إسرائيل و أنه ( صدام حسين ) لا سواه الذي سيقود الجيش البابلي و يدمر الروم ، و أن صدام سيحرر القدس كي يظهر المهدي المنتظر ثم يعقبه المسيح و تقوم القيامة .. دقي يا مزيكة !. ، عندما غزا صدام الكويت و خرج منها على يد قوات التحالف لم يفقد العالم الجليل ثقته في صدق دراساته ، و لكنه أعلن أن هزيمة صدام دليل على صدق نبوءته ،و أن صدام سيعود و يهزم الروم ( أمريكا ) في قلب الحزيرة ، ما حدث بعد ذلك معروف ،و لكن عالمنا الجليل أصر على صدق النبوءة و أن صدام سيخرج من المعتقل بمعجزة ربانية و سيهزم الروم ، لم يكن شنق الرئيس العراقي كافيا كي يراجع الفيلسوف نفسه ، فهو ببساطة ينكر أن يكون صدام قد شنق ،و لكنه يؤكد أن المشنوق هو شبيه صدام الذي ضحى بنفسه من أجل تحرير القدس ،أما صدام فهو و ولديه فهم أحرار طقاء و أنهم يعدون الخيول و السلاح لمعركة نهائية ضد الروم !، ليس هذا الرجل العبيط وحده من يردد تلك الخزعبلات ، فمن أكثر الكتب رواجا في معرض القاهرة للكتاب في يناير الماضي كتاب لكاتب مغمور هو أنيس الدغيدي بعنوان ( صدام لم يعدم و عدي و قصي ولداه لم يقتلا ..) و يستعرض داخل الكتاب ما يدعي أنها وثائقا تؤكد كلامه ( هذيانه ) . بقى أن أذكر أن كل البيانات الخاصة بفاروق الدسوقي وموسوعته كان مصدرها مقال لكاتب إسلامي معروف هو حسام تمام من محرري موقع إسلام او لاين ،وهو بالطبع من المتعاطفين مع الدسوقي و غيره من منظومة الغيبوبة الكبرى .


مجلس الحجاب المقدس .


أثناء جلسة تاريخية عاصفة ، سقط عضو إسلامي في مجلس الشعب المصري مغشيا عليه ، لم يسقط العضو الإسلامي إنفعالا بجرائم إسرائيل في فلسطين ، ولا حتى بجرائم الأمريكيين و الحرب الأهلية في العراق ، فتلك كلها صارت أحداثا عادية ،و لكنه سقط انفعالا لأنه لم يتحمل ملاحظات وزير الثقافة ضد الحجاب السعودي قدس أقداس الإسلاميين و نوابهم الجهابذة ، ارتعد العضو الورع خشية أن يلاقي ربه بدون حجاب يغطي وجه حريمه بدر البدور ، و لكن هذا النائب الورع لم يخجل ولو لبرهة أن يلاقيه ودماء المسلمين أصبحت بلا ثمن ، يريقها الإسرائيليون و الأمريكان و العرب أنفسهم ، ألوف الجثث المثقوبة و المبتورة و المتفحمة لم تحرك مشاعره ، فقط ملاحظات عارضة عن حجاب مشكوك فيه و حوله تلقيه أرضا ، لم يكن هذا الرجل التافه يقوم بفاصل تمثيلي رديء على ساحة مجلس الكوميديا السوداء وحده ، فسرعان ما لحق به أعمدة كبار في النظام نفسه الذي ينتمي إليه وزير الثقافة ، وراحوا يولولون و يلطمون الوجوه و يشقون الجيوب ، على ما لحق بالحجاب المقدس من مهانة ، لا يغسلها سوى الدم المراق على جوانبه . في كل مكان في العالم يتحرك التاريخ للأمام ، و لكن عندنا يعود للخلف ، إننا لم نغادر الفقيه القديم قيد أنمله ، و لكننا على الأقل لم نحتفظ بوقاره ، فحتى في أردأ الأزمنة لم نسمع أن أثار الحجاب خلافا أو اهتماما ،و لكن نخبنا المغيبة في أفيون الغباء و الإدعاء يسقطون أرضا من أجل الحجاب .
تخلف اشتراكي .
ليس التخلف الثقافي و القصور العقلي مقصورا على الإسلاميين ، فلو ذهبنا أبعد من المشهد الحاضر و إلى سنوات بعيدة في الماضي ، يمكن لبعضنا ان يتذكر أنه منذ 1961 و إلى اليوم أي خلال 45 عام ، استغرق المثقفون المصريون في نقاش عميق للغاية ، شارك فيه كل جهابذة القانون و التشريع و الترقيع ، خلال تلك الفترة الطويلة التي تعادل عمرا كاملا لدول و إمبراطوريات ، كان المشرع المصري متفرغا لمناقشة سؤال غريب جدا ، هو تعريف العامل و الفلاح ، نعم .. من هو العامل ومن هو الفلاح ؟، ربما يعتقد البعض أن هذا نوع من الجدل عديم القيمة ، و لكنه في هذه الحالة سيفضح جهله و أنه لا يعرف شيئا عن الشعوب العريقة و الحضارات القديمة ، هو مثلا لا يعرف أن أهل بيزنطة قضوا زمنا أطول يتناقشون هل الملائكة ذكور أم إناث ، وهل في البداية كانت البيضة أم الدجاجة ، إن المثقف المصري بعيد النظر جدا لأنه يعلم أنه بمثل هذا النقاش سيدخل التاريخ مع أخيه البيزنطي ببيضته و فرخته و ملائكته و عماله و فلاحيه .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 09-06-2009, 01:54 AM بواسطة بهجت.)
09-24-2008, 03:16 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
سامع وجيب قلوب فحول النخيل غير متصل
يكره الإبتذال و يحتقر الإسفاف
**

المشاركات: 47
الانضمام: Aug 2008
مشاركة: #63
تأملات حرة .
إعتذار عن عدم الرغبة في الإستمرار في هذا "النقاش"!

زميلي بهجت،

تحية طيبة،

بعد عدة محاولات لنشر ردود على مقولاتك وافكارك، وفشل تلك المحاولات بسبب تدخل إدارة النادي بالشطب والحجب والإيقاف، آخرها كان إنذاراً نهائياً من إدارة النادي ممثلة بالزميل "الطائي " برسالة خاصة فيما يلي نصها:

"
الرسائل الخاصة
الطائي إنذار نهائي, Sep 12 2008

نادي الفكر العربي
المجموعة: Root Admin

الزميل الكريم
بعد التحية والتقدير

نوجه لكم هذا لمخالفتكم البنود 3 أ + 3 ب + 3 ج في موضوع: (تأملات حرة).

نأمل منكم الالتزام التام بلوائح النادي.
وشكراً.
"

ونظراً لأن إدارة النادي تتدخل بشكل لا ارى فيه ولا اعتبره إلا إنحيازاً غير عادل لطرف واحد : اللادينين المنسلخين المعادين للإسلام والعروبة ، في هذا "الحوار" المنتقص، إذ تسمح هذه الإدارة لهذا الطرف اللاديني بإستعمال الشتائم والسباب وغير ذلك من الأساليب ، غير الحضارية بكل تأكيد ، ضد العرب والمسلمين ، بينما تمنع الرد بنفس تلك الأساليب على الطرف المقابل ، ومع تقديري لرغبتك في الإستمرار ، فإنني أعتذر عن عدم رغبتي في الإستمرار بهذا الحوار المنتقص.


والسلام.

09-26-2008, 04:28 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #64
تأملات حرة .
Array
إعتذار عن عدم الرغبة في الإستمرار في هذا "النقاش"!

زميلي بهجت،

تحية طيبة،

بعد عدة محاولات لنشر ردود على مقولاتك وافكارك، وفشل تلك المحاولات بسبب تدخل إدارة النادي بالشطب والحجب والإيقاف، آخرها كان إنذاراً نهائياً من إدارة النادي ممثلة بالزميل "الطائي " برسالة خاصة فيما يلي نصها:

"
الرسائل الخاصة
الطائي إنذار نهائي, Sep 12 2008

نادي الفكر العربي
المجموعة: Root Admin

الزميل الكريم
بعد التحية والتقدير

نوجه لكم هذا لمخالفتكم البنود 3 أ + 3 ب + 3 ج في موضوع: (تأملات حرة).

نأمل منكم الالتزام التام بلوائح النادي.
وشكراً.
"

ونظراً لأن إدارة النادي تتدخل بشكل لا ارى فيه ولا اعتبره إلا إنحيازاً غير عادل لطرف واحد : اللادينين المنسلخين المعادين للإسلام والعروبة ، في هذا "الحوار" المنتقص، إذ تسمح هذه الإدارة لهذا الطرف اللاديني بإستعمال الشتائم والسباب وغير ذلك من الأساليب ، غير الحضارية بكل تأكيد ، ضد العرب والمسلمين ، بينما تمنع الرد بنفس تلك الأساليب على الطرف المقابل ، ومع تقديري لرغبتك في الإستمرار ، فإنني أعتذر عن عدم رغبتي في الإستمرار بهذا الحوار المنتقص.
والسلام.
[/quote]
الزميل المحترم سامع الوجيب .
خلال سنوات ثمان قضيتها في نادي الفكر أؤكد لك أن الإدارة محايدة ، و هي لا تنحاز لأحد بما في ذلك أصحاب الأفكار التقدمية و التنويرية ،أو حتى ملاك النادي انفسهم ، و بيننا الكثير من الإسلاميين الذين يحظون باحترام الجميع ،ولا أعتقد أنه حذفت لأحدهم مداخلة يوما ، و لكن هل تعتقد أن الحيدة تعني التساهل مع التشخيص و توجيه العنف اللفظي و المعنوي للآخر ؟ ،تلك شخصنة و تدني بالحوار لا يقبل به أحد ، لهذا يجب أن تقدر الإدارة لحرصها على المتحاورين و كرامتهم ، فهذا يعني حماية لك أيضا ، فالتواقح كالطيور المهاجرة سرعان ما ترتد لأوكارها .
لا أعتقد أن هناك مشكلة بينك و بين الإدارة ، المشكلة هي بينك و بين لائحة النادي وقواعد الحوار ،ولو انحزت لقواعد الحوار لا نحازت إليك اللائحة و الإدارة بلا مشقة !.
حاول مرة أخرى .:bye:
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 09-06-2009, 01:55 AM بواسطة بهجت.)
09-26-2008, 04:24 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
ماجد الدومري غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 93
الانضمام: May 2007
مشاركة: #65
تأملات حرة .
إلى الزميل بهجت،

Arrayردا على الأخ وليد و في مداخلة لزميل كريم ، طرح الزميل رأيه في أن ما يكتبه الأخ وليد ،و ما نكتبه بالتالي من نقد للثقافات الأصولية السائدة ، هو نوع من التجني و لا هدف له سوى ( تبرير سياسة عسكرية وضعتها شركات المال والنفط والسلاح الأمريكية والبريطانية للمنطقة العربية من أجل إخضاعها لاستعمار مباشر يهدف إلى سرقة ثرواتها أولاً (العراق والخليج والسودان)، وإلى حماية ونصرة حليفها الاستراتيجي الديني (اسرائيل) ثانياً. وبالتالي فباسم تشخيص المشكلة وطرح الحلول لمجتمعك أنت تعمل على تدميره وهزيمته أمام أعدائه فوق دماره وهزيمته الحالية") .أي أن هدفنا الوحيد هو خدمة الإستعمار و الغرب ، و أن كل شيء على ما يرام ، ولا ينقص العرب شيئا سوى التخلص من العملاء و الخونة و الكفرة أعداء الدين و الوطن ، أولئك المرجفون في المدينة و المشككين في نهضتها الإسلامية / القومية الباسقة
[/quote]
أنا هو صاحب الرد الذي كنت تعلق عليه في افتتاحية شريطك، والملون بالأحمر، حيث كنت أرد على صاحبك المذكور.

للأسف عندما رد عليك الزميل "الفحول" في هذا الشريط متهماً إياك بقلة الأخلاق كان توصيفك لرده بأنه "يفترض مقولات من عنده ثم يرد عليها." بينما في الحقيقة... أنت من يفعل ذلك!

انظر إلى النص الأزرق الذي يشكل مقولات حشرتها حشراً في ردي على صاحبك وليد وافترضت من عندك أنها تكملة لحجتي، ثم طفقت ترد عليها كما لو كانت جزءاً من ردي! وذلك رغبة منك في إلباس كل من يخالفك الرأي لبوس شخصية كاريكاتيرية تفرضها على واقع العرب والمسلمين فرضاً وتشترط عليهم أن يتشبهوا بها كي تقبل محاورتهم!

لقد كان صاحبك وليد في شريطه يدافع عن المشروع العدواني العسكري الغربي على دول المنطقة محاولاً السخرية من عقولنا بأن الفوضى البناءة هي نظرية تستحق أدنى درجات الاحترام. وكان يدعي أن حجته مبنية على تشخيص واقع تناقض المجتمعات العربية. هذا التشخيص الذي أفضى – حسب حجته – إلى تبرير جرائم الولايات المتحدة في المنطقة العربية. وعلى هذا بالذات كان ردي الذي اقتبسته حضرتك.

لا يوجد عاقل في المنطقة العربية، ممن يؤمنون بحيوية حضارتهم ولا يكتفون بالفلسفة المادية ولا يكتفون بثقافة الشكل كما تفعل حضرتك، إلا ويعرف ويبين بنفسه أن أهم سبب من أسباب التناقض والتخلف في المجتمع العربي هو ثقافة أبنائه نفسها، وطريقة قراءتهم لإرثهم الحضاري وترجمتهم له في واقعهم. وهم بذلك يناصفوك تشخيص المشكلة الذي قلت فيه:
Arrayعلينا العودة ليس أبعد من 500 سنة أو أقل ، إني أيضا لست ممن يرون الإسلام هو سبب المشكلة ،و لكني أراها في الثقافة التي تقرأ الإسلام ، أي في رؤية العرب و المسلمين لدور الدين ، و يمكن بالتالي أن أقول أن الهوية الإسلامية الإنفرادية هي التي تقودنا إلى هذا التناقض ، إن محاولة جعل الإسلام إطارا حصريا لكل ممارسات المسلمين السياسية و الإجتماعية و الثقافية ، مع إقصاء كافة الهويات و الإنتماءات الحضارية الأخرى ، هو الذي يدفع المسلمين إلى الصراع مع العالم كله بلا غاية سوى تدمير الذات . [/quote]

ولكنهم يخالفوك تبرئه العالم الغربي من الاستثمار السياسي والعسكري والاقتصادي في تكريس هذه الحالة في العالم العربي لأنها في نهاية المطاف تخدم مصالحهم. وما كان دفاع صاحبك عن نظرية الفوضى البناءة إلا عملاً على هذا التكريس.

برأيي، إن كان هناك متطرفون في العالم العربي يقفون في أقصى نقطة في المسطرة في تشخيصهم لواقع تناقضهم (المزعوم) مع العالم، فهناك أناس ليسوا بأقل منهم تطرفاً يقفون في الطرف المقابل تماماً. وقل من يجد نقطة الاعتدال ويفتح عيناً منصفة على الواقع.

الخلاصة إن ما تحاول أن تفعله هو تصنيف قسري لمخالفيك بالرأي ومحاولة لحشرهم في قالب فكري تتللذذ بانتقاده ويزعجك خروج محاوريك عنه.
09-29-2008, 03:25 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #66
تأملات حرة .
الزميل المحترم ماجد الدومري .(f)
كل عام و أنت و كل الزملاء بخير .
آسف عن تأخيري في الرد لأسباب فنية متعلقة بصعوبات في الوصول إلى الموقع .
بداية أشكرك على ما اقتبسته من مداخلة سابقة لي ، فهذه أفضل تحية يمكن تقديمها لمحاور .
Array (ولكنهم يخالفوك تبرئه العالم الغربي من الاستثمار السياسي والعسكري والاقتصادي في تكريس هذه الحالة في العالم العربي لأنها في نهاية المطاف تخدم مصالحه) .[/quote]
لعلك لن تغضب لو نسبت أقوالك إليك هذه المرة أيضا !!.. فالعبارة السابقة وردت في مداخلتك السابقة ، ولو جاريتك في التحسس لقلت لك أنك أنت من يضيف من جعبته ، و يرتجل ما يعتقده أفكارا لي ارتجالا ، و لكن ما تعتقده – يا زميلي المحترم - لا يشبه أفكاري ، الإفتراض بأني أبرأ الغرب من استغلال تخلف العالم العربي ، لا يعدوا أن يكون خطأ في فهم ما أطرح بشكل متواتر .
إني دائما أكرر أنه ليس كل مافي الغرب حضاري ، و يمكنني هنا أن أقتبس حرفيا ما كتبته أخيرا في شريط طرحته بعنوان ( العقل الأسير ).
http://www.nadyelfikr.net/index.php?showtopic=55175
Array" لم أنكر يوما افتناني بالحضارة الغربية و قيمها العلمانية ، و لكن هذا الحب لم يكن أبدا ذلك العشق الأعمى ، بل هو الحب المبصر الذي يدرك أن المحبوبة ليست بريئة تماما ، و أن لديها سجلها الإجرامي الخاص ، فالحضارة الغربية لم تكن أبدا مبرئة من الشوائب و العيوب ، علينا بداية أن نتفق أنه ليس كل ما هو موجود في الغرب بالضرورة حضاري ، و أن الحضارة الغربية ليست كما واحدا ، بل هي كتلة من المتناقضات ، و القيم الغربية ليست كلها حضارية ، بل أقلها كذلك ، فالغرب الذي أعطى للإنسان حقوقا أصيلة و حقيقية لأول مرة في التاريخ ، قصر هذه الحقوق غالبا على مواطنيه ،و الغرب الذي صنع لنا كل تلك الأدوات التي طورت نوعية الحياة على ظهر الأرض ، هو الذي صنع القنابل الذرية وألقاها على البشر في اليابان ،و مارس الحرب الكيماوية و البكترولوجية . و الغرب الذي حرر فرنسا و بلجيكا و هولندا من محتليها هو الذي دمر فيتنام و احتل العراق و يدعم البغي الصهيوني .
بالإضافة إلى ذلك هناك دائما محاولات محمومة لتوظيف الفكر الغربي حتى العلمي و الأكاديمي من أجل أغراض سياسية ،وبأساليب متنوعة . هذا الاتجاه لتزييف العلوم الإنسانية أصبح سافرا في السنوات ال 30 الأخيرة نتيجة لتوظيف استثمارات هائلة في مجال البحث العلمي الموجه سياسيا . و لا نغفل الجهود الصهيونية لإعادة طرح التاريخ البشري كله من منظور توراتي مقنع بل و سافر أحيانا ، ولو استطردنا في ذلك لحولنا الموضوع كله عن هدفه . و لكن هذه الحقيقة لا يجب أن تصرفنا عن الثقافة العالمية المعاصرة ،و لا أن نتقوقع على تراثنا الميت نبكيه ، بل على النقيض علينا أن نبذل جهدا خارقا كي نتواصل مع هذه الثقافة العالمية بشكل فعال ، و أن يكون لنا كلمتنا على الأقل فيما يخصنا نحن ، و علينا ان نعرف انه لا يمكن كسب السباق بالخروج منه عند أول منحنى .
الحضارة الغربية بالقطع هي أكثر الحضارات دموية في التاريخ البشري و من أشدها تعصبا و استعلاء ، هناك قليلون من أصحاب الضمير يمكنهم نسيان كيف أحال الأوربيون إفريقيا – الموطن الأصلي للجنس البشري - إلى غابة كبيرة يصطادون منها البشر ، ثم يصدرونهم إلى مستعمراتهم في العالم الجديد كعبيد ، هناك قليلون ينسون فرض تجارة الأفيون على الصينيين ، و جرائم الفرنسيين في الجزائر ، و مجازر الإنجليز في الهند ،و القنبلتين الذريتين اللتين ألقيتا على هيروشيما و نجازاكي في اليابان .
إن أكثر الهنود تسامحا لا يستطيع نسيان مقتل 379 من الأبرياء العزل الذين اجتمعوا للإحتجاج بشكل سلمي يوم 13 إبريل عام 1919 في مدينة أمريتسار ، ولا يستطيع المصري نسيان الأبرياء من ضحايا دنشواى و قتل الأسرى في سيناء بدم بارد ، بل و هل يستطيع الفيتناميون نسيان مئات الألوف من ضحايا الغارات الجوية الأمريكية ، أكثر من ذلك ربما تقودنا الذاكرة إلى الحروب الصليبية ،و يتذكر البعض منا كيف نحر الصليبيون أكثر من 70 ألف مسلم في يوم واحد عندما دخلوا القدس في 14 يوليو عام 1099 تقربا للرب .
رغم هذا فإن أسوأ ما فعله الغربيون ليس فقط الإستنزاف الإستعماري للعالم القديم ، و لكنه إذلال الشعوب الشرقية و قتل روحها القومية ، و حرمانها من الفخر و الإحساس بالعنفوان و الزهو ، فالسلوك الإستعماري كان دائما سببا في توليد شعورا قويا بالمهانة ،و عبئا ثقيلا من الإحساس بالدونية ، فالشعوب يمكنها العيش بقليل من الغذاء و لكنها أبدا لا تعيش بلا كرامة و بلا تاريخ يزينه أجداد تفخر بهم ، إن تأثير العامل المعنوي الذي يشكل موقف المسلم أو الهندوسي و البوذي من الغرب ، لا يقل بحال عن تأثير النفوذ السياسي و الإقتصادي غير العادل للغرب اللذي فرضته الحقبة الإستعمارية ".[/quote]
فقط إني لست من دعاة الغضب الأعمى البائس الضعيف، فلا نفعل سوى إجترار الشتائم و الأسى ، و لكني من دعاة العقلانية و الثقة في الذات ، و ترتيب النتائج الحضارية كما يجب أن تكون عليه عقول هذه الأمة الرائدة ، هذه العقول هي كل ما تملكه الأمة العربية كي تنجوا من الهلاك ، لهذا أردفت في نفس الشريط .
Array" هكذا نجد أن الموقف المعادي الذي يتخذه البعض من الغرب ليس متجنيا و لكنه مبرر أخلاقيا تماما ، فقط سوف أردف قائلا أنه رغم ذلك سيكون موقفا خاطئا ، لأنه يعني أن يعيش الإنسان في الماضي و يستغرق فيه ، و سيكون ذلك على حساب الحاضر الذي تفسده المرارة و الكراهية ، كما سوف يدفع ثمنه من فرص المستقبل الذي يتسرب من بين يديه دون أن يشعر ، بينما عقله و قلبه مثبتان في حقبة تاريخية بعينها قد تجاوزها الزمان ، و في مثل هذه المواقف أتذكر دائما قول برنارد شو :" ذلك الذي يقتل الملك ،و ذلك الذي يموت من أجله ،كلاهما عابد أصنام " ، وهذه ليست مبالغة لأن كلاهما سيعيش مستغرقا في مشاعر الحب أو الكراهية تجاه هدف واحد فقط .
بمكننا أن نطلق تعبير (العقل المستعمَر) على ذلك العقل المتهووس دائما بالعلاقة الإرتجاعية بالقوى الإستعمارية الغربية و جرائمها ضد الشعوب الشرقية ، مثل هذا العقل سوف يجد صعوبة مستمرة في إدراك الذات بشكل سليم ، لأن هذا ( الإدراك الإرتجاعي) للذات ينشأ فقط خلال الإستحضار الإنفعالي للعلاقات التاريخية المجحفة بالغرب ، و بالتالي فمثل هذا العقل لن يدرك وجوده التاريخي الفريد في هذا الكون سوى كمجرد ضحية لآخر هو الغرب ، هو لن يدرك معجزة الحياة و فرصها و تحدياتها ،و بالتالي لن يدرك كم هو كإنسان متفرد عظيم و نادر و ثمين ، ولن يرى نفسه سوى قطرة من بحر الكراهية و الإنتقام ، و كي نوضح فكرة إدراك الذات الإرتجاعي ، نضرب مثلا يختص بتفسير ماضي المسلمين و بالتالي إدراك الهوية الإسلامية ، فالمسلم الحديث يقع تحت تأثير إنطباع طاغ بأن العلوم هي نتاج مادية الغرب ، لهذا يختار المسلمون ساحة أخرى لمنافسة الغرب ، و ذلك بتعزيز أفضلية المسلمين في الأمور الروحية و الدينية ، فالقوميات المعادية للإستعمار الغربي مثل تلك الإسلامية و الهندوسية و البوذية ، بدأت وقبل صراعها السياسي الطويل مع المحتل الغربي في خلق مجال نفوذها الخاص ، و ذلك بتقسيم العالم إلى عالم مادي يتعلق بالإقتصاد و السلاح و العلوم و التكنولوجيا ، و في هذا المجال يعترفون بتفوق الغرب الكاسح ، و حتمية تقليد الغرب في هذه المجالات الحيوية ، في المقابل فهناك المجال الروحاني ، حيث يتفوق الشرق و خاصة المسلمون كما يعتقدون في أنفسهم ، و كلما نجح الفرد أكثر في تقليد الغرب في المجالات المادية، كلما ازدادت حاجته للتمسك بالجوانب الروحية للحفاظ على الهوية المحلية من الضياع و الذوبان في الآخر ، و مع رفض الغرب الإعتراف بدور المسلمين و الهندوس و غيرهما من الشعوب الشرقية في صناعة الحضارة المادية ، نما الإتجاه بين المسلمين للتمسك بالثقافات الغيبية و تنظيمها و ترسيخها ، هذا التركيز الإنتقائي على الجوانب الروحية دون المادية ساهم - في جانب منه- في تقديم تعويض معنوي مؤثر لموازنة تخلف المسلمين ، و لكنه يسلم بتجاهل جزء هام جدا من ميراث العرب في العلوم و الرياضيات و الفنون ،و قد أدى هذا الموقف إلى ترسيخ الإحساس بين المسلمين – كغيرهم من شعوب شرقية عديدة – بأنهم يتميزون بهوية روحية خاصة و أنهم ( الآخر ) في هذا العالم ، و هكذا وجدنا العديد من الإتجاهات الإحيائية التي انخرطت في جهود عنيفة من أجل إعادة تعريف الذات ،و استكشاف الهوية الإسلامية الخاصة و تحديد ملامحها ، مثل الحركات الوهابية و المهدية و الإخوان المسلمين و الجماعات الجهادية ، و بالرغم أن تلك الجهود تهدف أساسا إلى مفارقة العصر الإستعماري و محو أثاره ، إلا أنها تعتمد في الأساس على الأفكار الغربية و لكن في شكل سلبي ، و هذا الموقف خلق ما يمكن أن نطلق عليه ( العقلية الأسيرة ) ، هذه العقلية التي سبق أن وصفناها ب (العقل المستعمَر) تقود المسلمين إلى إدراك الذات بشكل إرتجاعي ضيق و مشوه شديد الضحالة و التحيز ، إن هذه الطريقة الإنفرادية من التفكير يمكن أن تؤدي إلى نتائج متعددة ، رغم أنها تقوم على التركيز على فترة تاريخية واحدة و اعتبارها محور الوجود الإنساني ، مثل هذا العقل كما أوضحنا سوف يجد صعوبة مستمرة في إدراك الذات بشكل حضاري منفتح ، و ذلك كله يؤدي إلى آثار شديدة الوطأة على عالمنا المعاصر ، يدفع المسلمون ثمنه بالأساس ، سواء في تخلفهم و ضياعهم الفكري أو المادي على السواء ." .[/quote]
نأتي إلى ما تعتقده تجنيا على أفكارك ، وتشويها لتعبيراتك!، و سنجد الحقائق التالية .
1- لا يوجد شكل أكثر أمانة في نقل الأقوال مما فعلت أنا في هذا الشريط ، ففي حين يقبلون رواية الأحاديث النبوية بالمعنى ، تجدني نقلت كل ما ذكرته من أقوالك حرفا بحرف و نقطة بنقطة و فاصل بفاصل ، و ذلك عن طريق النسخ من الشريط الأصلي و لصقه ، كما وضعت أقوالك بين " ... " تأكيدا على الإقتباس ، بعد ذلك أغلقت الأقواس و شرعت في السرد الخاص على لساني بشكل لا يقبل أي لبس ، و يمكنك أن تراجع ما نقلته أنت نفسك بألوان مختلفة ، فماذا يمكنني -أو أي إنسان آخر- أكثر من ذلك ؟، لا يا زميلي .. ليس هكذا يكون التشويه في النقل، بل هكذا تكون الأمانة العلمية ، يبقى أن تعلق بما تشاء على كل ما جاء على لساني ، و يمكنك أن ترفضه كله ، و لكن رجاء لا تدع أني وضعت على لسانك ما لم تقل ، فهذا لا يحدث معك ولا مع أي زميل آخر .
2- منعا لأي إحراج لم أذكر اسمك مع الإقتباس ، بل ذكرتك بصفة غاية في المودة هي (في مداخلة لزميل كريم ) ، و نقلت جزءا من مداخلتك التي جائت في شريط الأخ وليد ، ليس لأني أريد التعليق عليها ، فقد فعلت ذلك بالفعل في شريط الأخ وليد ،و لكن لأن مداخلتك نموذج قياسي للفكر الذي يدافع عن الواقع رغم عيوبه بحسن نية ، و ذلك لمجرد أنه واقع محلي ، و يجد أن نقد الثقافة السائدة نوعا من Array" تبرير سياسة عسكرية وضعتها شركات المال والنفط والسلاح الأمريكية والبريطانية للمنطقة العربية من أجل إخضاعها لاستعمار مباشر ....."[/quote] بنص تعبيراتك أنت الشخصية ، أي أن مداخلتك هي تماما الوجه الاخر لما نطرحه في هذا الشريط .
ملحوظة : بشأن ما ذكرته من شتائم قد يكون وجهها لي أي مشارك في المنتدى ، أود أن أوضح أني وطنت نفسي ألا أحفل نهائيا بالشتائم التي توجه إلي ، فمثل تلك الشتائم لا تثير لدي سوى الأسى على أصحابها ، كما أني أفترض أن الإنسان الناضج لا يغير مساره كلما اعترضته الصبية ، لهذا أتمنى ألا تعير تلك الأشياء اهتماما ولا تذكرني بها ، فلن اذكرها !.:D
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 09-06-2009, 01:50 AM بواسطة بهجت.)
10-06-2008, 05:39 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #67
تأملات حرة .
أفكار حول الحداثة .
.................................
......................................
من الطبيعي أن قضية مثل الحداثة لابد أن تكون قضية خلافية ، و بالتالي تقبل العديد من وجهات النظر ومن مقتربات البحث ، هذه الخلافات واقعة بالفعل ليس فقط داخل المجتمعات النامية ، بل أيضا داخل المجتمعات المتقدمة الغنية ، فجورج دابليو بوش يقول أن " ما يصلح لأمريكا يصلح للعالم" ، و بالتالي فما يجب علينا عمله هو محاكاة كل ما يفعله المجتمع الأمريكي ، بينما يسخر باراك اوباما من مثل هذا الأحكام المتعسفة ،و يرى أنه " من الحماقة أن تحدد لهذه الدولة أو تلك توقيتا بعينه ، عليها أن تصبح عنده دولة ديمقراطية بنفس المعايير الأمريكية " ، الحداثة كما أفهمها ليست نموذجا واحدا ، و أيضا ليست (سداح مداح) ، و لكنها اتجاه عام متعدد الدروب ، تنتهجه الشعوب التي تسعى جديا للتقدم ، و سوف أستعرض في هذه المداخلة بعضا من الأفكار حول الحداثة ، مؤكدا أنها كلها قابلة للحوار و الخلاف ، فقط أتمنى ممن يختلف مع هذه الأفكار أن يقدم بديلا ، ولا يقصر جهده على استقطاع جملة من هنا أو هناك و عزلها عن سياقها ، ثم يشرع في تسخيف ما فهمه هو، فتلك الكيديات لا تبدوا براقة في مثل هذا الشريط .
1- كما أشرت سابقا توجد طرق و مقتربات عديدة لفهم ما هي الحداثة ، خاصة في مجال العلوم الإجتماعية ، و هناك عدد كبير من المصطلحات ابتكرت و استخدمت خصيصا لشرح الحداثة من جوانبها المختلفة ، و هي تحتوي مجموعة كبيرة جدا من المصطلحات مثل البيروقراطية ، القصور البنيوي الكوني disenchantment of the world ، العقلانية ، العلمانية ، العزل و الفصل ، البضائعية ، الفردية ، العقلانية ، الموضوعية ، الكونية ، التسلسل الخطي ، المجتمع الصناعي ، المجتمع الكثيف ، التوحيد ، الدمقرطة ، المركزية ، التنظيمات الهرمية ، الميكنة ، الشمولية ... الخ ، هناك أيضا تنوعا في المقتربات التي تتخذها المدارس المختلفة في التعامل مع ظاهرة الحداثة ، فمثلا لا يفرق الإجتماعيون المصريون بين الحداثة و التحديث على عكس ما فعلت في هذا الشريط ، و لكنهم يستخدمون مصطلح الحداثة للتعبير عن كلا المعنيين ، و هذا واضح في كتابات إجتماعي مشهور هو د . أحمد زايد ، في كتاب ( متناقضات الحداثة في مصر) على سبيل المثال ، وهذا أيضا ما فعلته فريدة النقاش في كتابها ( أطلال الحداثة ) ، بينما نجد هذه التفرقة موجودة في كتابات بعض المفكرين العرب مثل د. مسعود ضاهر في كتابه الهام ( النهضة العربية و النهضة اليابانية . تشابه المقدمات و اختلاف النتائج ) ،وهو كاتب لبناني مهتم بالشأن الأسيوي ،و أقرأ له باستمرار مقالات ممتعة في مجلة (العربي) الكويتية .
2- أما في الجدل الغربي فهناك تمييز بين مصطلحات ثلاث هي ,modernity) ( modernism , modernization ، و قد سبق أن أوضحت الفرق بين المصطلحين الأولين في هذا الشريط ، مع ملاحظة أن بينهما سيكون هناك دائما تفاعلات جدلية و منطقة تداخل و ظلال ، أما مصطلح ( modernism ) و للتمييز أفضل أن نطلق عليه نفس الإسم الغربي ( مودرنزم) ، و Modernism تعبير يشمل مجموعة متنوعة من الحركات السياسية و الفنية و الأدبية خاصة في مجال العمارة و الموسيقى و الأدب و التصاميم ظهرت في أوروبا في القرن 19 و حتى عام 1914 ،وهي مدرسة ترفض التقاليد الأسكولارية للمسيحية الأكاديمة و تسعى لتغيير الواقع الراهن ،و تعطي أهمية كبرى لقيم عليا مثل العقلانية و الموضوعية و التقدم و غيرها من القيم التي تمتد جذورها إلى عصر التنوير و الحركات الإيجابية و الواقعية التي سادت في القرن 19 ،و قد نشأت هذه المدرسة في باريس منتصف القرن 19 عندما وجدت أن الفنون و الآداب و طرق المعيشة قد أصبحت مستهلكة و متقادمة لا تلائم العصر ، تحولت الحداثة إلى حركة مراجعة شاملة لكل شيء من أجل خلق حياة إنسانية جديدة متطورة ، ومن أبرز رموزها نيتشه ، هنري برجسون ، سيجموند فرويد و وفي الأدب هناك أسماء لا يحصرها عد منها اليوت و جوزيف كونراد و كوكتو و فولكنر و جيمس جويس و فريدريك جارسيا لوركا و مارسيل بروست و .....، وفي الموسيقى هناك شوينبرج و سترافنسكي و في الفنون التشكيلية هناك بيكاسو و ماتيس و موندريان و ظهرت الحركات التكعيبية و السوريالية و الفافية ، هذه الحركة كانت بالغة التأثير حتى انها أثرت أفكار رجال مثل الإقتصادي كينز .
3- بعيدا عن أي تعقيدات تنظيرية ، يمكن أن نقول أن الحداثة تعني ببساطة أن يكون الحاضر ليس فقط مختلفا عن الماضي ،و لكنه أيضا ليس امتدادا له ، أي أن هناك قطيعة معرفية و سلوكية بين عصر ما قبل الحداثة و حقبة الحداثة ، و هكذا نجد أن الحداثة بالأساس موقف عقلي و إطار ثقافي و فكري ، و بالتالي فالحداثة هي عكس الأصولية أو السلفية أو حتى الأصالة ، فكل هذه المصطلحات تعني أن يكون الحاضر تكرارا للماضي بأفكاره و قيمه وسلوكياته و حتى أحداثه ، ربما مع بعض التعديلات و لكن في نفس الإطار ، لهذا فالذين يتحدثون عن الأصالة و التمسك بالتقاليد traditions ، هم يتحدثون في نفس الوقت عن قبول التحديث المادي المستورد دون الحداثة ، أما الحداثة modernity) ) كما سبق أن أكدنا ، فهي الفكر النظري أو المقولات العلمية و الفلسفية التي تحكم عملية التحديث ، وهي بالتالي مفارقة تامة عن أفكارنا التقليدية و التراثية ، التي ظهرت في فترات تاريخية سابقة ، و لم تعد قادرة على التطور وفقا لقصورها الذاتي ، كما أن الحداثة تعني أيضا آليات العملية التي تؤدي للتحديث ، فالتعليم الغربي الحديث القائم على العقلانية ، و المشاركة السياسية الواسعة ، و الحقوق و الحريات الفردية العميقة و الراسخة ، و فصل السلطة الزمنية (أو الدولة) عن العقائد الدينية ، و بعبارة أخرى ترسيخ نموذج الدولة القومية العلمانية ، كلها آليات لابد منها لتأسيس الحداثة ، و هكذا يمكن القول أن الحداثة هي بالأساس إطار من القيم ،و المناهج و الأفكار و الممارسات ، لابد من تبنيها و استيعابها ، وهذه عملية تربية و إعداد شاق يستلزمان توفير بيئة ثقافية مناسبة ، و بذل جهد مستمر تحت قيادة نخب مستنيرة ، تمتلك الرؤية و القدرة و العزيمة .
4- أكاديميا يشير مصطلح الحداثة إلى الثقافات و الحركات الثقافية التي عمت أوروبا في الفترة من 1630 إلى 1940 ، كما أن تعبير (حديث modern ) يشير إلى عدة أشياء ، و الشائع أنه يشير إلى القرن العشرين ، فالفترة من 1500 إلى 1800 يطلق عليها تعبير الحقبة الحديثة المبكرة ، أما حقبة الحداثة فهي تبدا من نهاية القرن 18 ، و يمكن تقسيمها إلى مرحلتين ، المرحلة الأولى هي الثورة الصناعية في القرن 19 ،و يشكل القرن 20 المرحلة الثانية من الحداثة .
5- إن الحقبة المعاصرة التي يعيش فيها العالم ،و التي بدأت في عام 1940 هي حقبة جديدة من تاريخ الحداثة ، أو ما يعرف بالحداثة العليا أو ما بعد الحداثة post-modernism ، وهي حقبة مرتبكة من عدم اليقين ، وتتميز بطرح المسلمات للجدل من جديد ، بما في ذلك التساؤل حول البنية ، تلك البنية التي كان هناك تسليم بوجودها ،و هي التي كان من المفترض أن تشكل القاسم المشترك الذي يربط بين جميع الإتجاهات الفكرية و الأشياء المادية و المعنوية ، إننا نشعر الان بأن العالم القديم غير قائم ، و ما لدينا هي تغيرات متعددة غير مسيطر عليها ، و أن الأحداث التي نعيشها تفتقد الغاية و الهدف ، هذه الظاهرة هي التي يطلق عليها أزمة الحداثة "crisis of modernity" ،
6- صاحب الحداثة منذ نشأتها سعي حثيث نحو العالمية ، أي نحو تخطي حاجزي الزمان و المكان ، و بالتالي فالحداثة مرتبطة بالعولمة ، ولا يمكن لمجتمعات أصولية منغلقة التواصل مع الحداثة .
7- تتيح الحداثة انتشارا هائلا لأنماط الحياة المختلفة وأيضا للفرص التاريخية البديلة ، و تدفع الحداثة الإنسان ليكون عقله موجها للمستقبل future directed و ليس للماضي ، هذا الإنتشار اللامحدود للأفكار و النماذج البديلة يخلق نوعا من الحماس الجارف للتغيير ، الذي يكون أحيانا عشوائيا و حتى فوضويا ، مما يخلق نوعا من المحافظة الثقافية ( النسبية طبعا ) كرد فعل لكبح هذا الحماس ووضعه في حدود مقبولة يمكن السيطرة عليها .
8- تخلق الحداثة في الإنسان نظرة تجريدية للعالم ، فهو يراه مكونا من وحدات منفصلة تجريدية ، مثل الدولة و الطبقة و الحزب و المؤسسة و الميول الجنسية ... الخ ، وهذه كلها روابط ( غير بيولوجية ( حقيقية ) ، لهذا فالروابط تكون دائما ذات طبيعة معنوية انتقالية ، وهي بالتالي تختلف عن الروابط في المجتمعات التقليدية ، التي ترى العالم الخارجي ككل واحد ، و التي تكون الروابط فيها عادة روابط بيولوجية مستديمة .
9- ترتبط الحداثة كما لاحظ رئيس وزراء إسبانبا بالحقوق الفردية للإنسان ، فكلما كان المجتمع أكثر حداثة كلما ازدهرت حقوق الإنسان ، و العكس أيضا صحيح ، و بالتالي لا يمكن عزل الحداثة عن الإنسانوية ( الهيومانية ) ، و غير ذلك – كما يحدث في مجتمعات الخليج - مجرد مظاهر تحديث مستوردة ، ليس لها قدرة التطور الذاتي .
10- هناك خلاف كبير بين المدارس الإجتماعية و الفكرية حول مسميات و تعريفات و خصائص الحقبة الجديدة من عولمة الحداثة ،و لكنها تشترك في القبول بآليتين تحكمان الحداثة، هما آلية التفكيك وآلية الدمج ، فالتفكيك يتم بين الكيانات المحلية التي كانت مرتبطة لحقب طويلة ، بروابط الوطنية أو القومية و غيرهما من الروابط الإقليمية ، و لكن تلك الكيانات تفقد تلك الرابطة بشكل مطرد نتيجة عولمة الحداثة ، أما الدمج فيكون بين الكيانات ذات الوظيفة الواحدة ، أي أن مجتمع ما بعد الحداثة هو مجتمع كوكبي ، وهو يتكون من عدد من الأنساق الوظيفية المميزة .
هذه مجموعة من الأفكار و التأملات حول موضوع الحداثة ، و يسعدني ان أسمع الآراء حولها .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 09-06-2009, 01:49 AM بواسطة بهجت.)
10-07-2008, 01:38 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #68
تأملات حرة .
التداخل ( النشاز ) في الخطاب
...............................................
الحداثة ليست امتدادا لما قبلها ، فهي ليست تطورا للمسيحية ولا علاقة لها بأي دين آخر ، الحداثة مشروع تاريخي ثوري لإعادة صياغة العالم ، إنها تدمير لعالم قديم ،و بناء عالم حديث مختلف كلية .. تدمير عالم متعصب غير حر ، محدود الإنتاج ، محدود العلم ، غير عقلاني ، تحكمه الخرافة ، و بناء عالم جديد شجاع حر ، وافر الإنتاج ، عقلاني ، مؤسس على العلم و الديمقراطية و حقوق الإنسان ، و الحداثة بالتالي مغامرة إنسانية فريدة ، و حالة خاصة غير مسبوقة .
حققت الحداثة عالميتها خلال صيغ و سياقات قياسية موحدة ، مثل نموذج الدولة القومية ، أساليب الحياة ، الأيديولوجية ، الأنساق المعرفية و الثقافية ، هذا باختصار ما يجب أن نعرفه عن الحداثة في صيغتها الغربية ، و لكن الحداثة انتقلت من الغرب إلى باقي المجتمعات في أنحاء المعمورة . في حالات قليلة كان هذا الإنتقال إنتقائي مسيطر عليه ، نتيجة قناعات النخب الحاكمة بأهمية الحداثة و ضرورتها لبقاء مجتمعاتهم و نموها ، وهذا ما نشاهده في اليابان و الصين و بعض المجتمعات الأسيوية ، و لكن غالبا كانت الحداثة مفروضة أو متبناه خلال محفزات خارجية وهي ما يطلق عليها الحداثة القصرية induced modernity ، و تظهر هذه النماذج من الحداثة القصرية في مجتمعات المحيط ، و المحصلة أنه يمكن تمييز نسقين من الحداثة ، وهما الحداثة الغربية أو المركزية و الحداثة الغير غربية non-western modernities أو المحيطية ، و الحداثات الأخيرة لم تنشأ على جذور محلية ، و لكنها نقلت من الخارج و استزرعت في بيئة محلية غريبة عنها ، و كما هو متوقع طرأت تشوهات على الحداثة عند انتقالها إلى المجتمعات غير الغربية ، بحيث بدت في صيغها الجديدة مختلفة عن أصلها الغربي ، و أثناء هذا التحديث القصري خضعت عملية الحداثة إلى أهواء و تحيزات القوى المسيطرة على المجتمعات التقليدية ، وهذا ما حدث في المنطقة العربية كمثال بارز ، فجائت الحداثة مشوهة تكتفي بالقشور و المظاهر ، دون إهتمام بالجوانب العقلية و القيمية ، أي تحولت الحداثة إلى عملية تحديث شكلية في الغالب الأعم ، هذه الآلية التي تجرد الحداثة من مكوناتها الفكرية و تقصرها على استيراد ثم توطين المنتجات النهائية الإستهلاكية ، هي ما أطلقنا عليه عملية التحديث أو التغريب .
نتيجة التشوهات الحادثة في حداثة الأطراف ، لم تؤد الحداثة إلى التقدم المأمول في تلك المجتمعات ، و لم تخلق انطلاقا مفعما بالثقة كما حدث في الغرب ،و لكنها أدت إلى مزيد من الإرتباك و العجز و التوجس ، و أخطر نتائج تلك التشوهات هي أن مجتمعات الأطراف لم تتمكن من تطوير معيارا محددا كمرجعية لقياس التقدم ، و لكنها راحت تتخبط في معايير متناقضة ، مابين تلك التي تقوم على مرجعية التراث ، و أخرى تقوم على مرجعية الحضارة الغربية ، و حتى تلك التي تستجيب لمعايير القوى التسلطية المحلية .
عند هذه الفرعية لا أريد أن يظن أحد أني أرتب على الحقائق السابقة ضرورة أن نتخلى عن عملية الحداثة برمتها ، فهذا لا يتصوره عاقل ، و لكني أريد أن نصحح التشوهات الحادثة ، وهذا لا يتحقق سوى بربط التحديث بقيم الحداثة ،و على رأسها القيمة العليا للعقلانية .
و للموضوع بقية .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 09-06-2009, 01:55 AM بواسطة بهجت.)
10-15-2008, 09:46 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #69
تأملات حرة .
التداخل ( النشاز ) في الخطاب
( 2 )
...................................
يمكن النظر إلى التغير الذي حدث في مفهوم الدولة ، كأوضح الأمثلة التي تشف عن مدى التشوهات التي تحدث في نسيج الحداثة ، عندما تنتقل من المركز الغربي إلى المحيط العربي و الإسلامي تحديدا.
لقد قامت الإمبراطورية الإسلامية منذ تأسيسها على يد خلفاء النبي محمد ،و حتى سقوط الدولة العثمانية و تفككها عام 1922 م ، على مبدأ الخلافة الذي تأسس بدوره على الدين الإسلامي ، وهذا يعني أن السلطة السياسية في الدولة الإسلامية ، قد تأسست ولقرون طويلة إمتدادا لمفهوم السلطة العقائدية ، و يمكن القول أيضا أن الدولة الإسلامية تأسست في جانبها التنظيمي على النظام الأبوي ، حيث الخليفة هو الأب ، بينما الرعية يشكلون أخوية سياسية و إجتماعية ، في هذا النظام يكون الخليفة ولي الأمر واجب الطاعة ،و يستمد سلطته من الله مباشرة ، كما أنه الوارث للسلطة الدينية و المادية للنبي محمد ، و يخضع تعيين الحاكم لمبدأ البيعة من أصحاب الحل و العقد ، كما يتم خلع البيعة – عند الضرورة - بنفس الأسس الدينية و الآلية النخبوية . أما الدولة الوطنية المعاصرة ،و التي ظهرت كأهم منجزات الحداثة ، فهي مختلفة كلية ، سواء من حيث الفلسفة و المفهوم أو من حيث الهياكل و البناء ، فالدولة تتأسس على حيز جغرافي محدد ، و تمارس سيادتها عليه ، كما تحتكر العنف داخل هذا الحيز ،و هي تقوم حصريا على مبدأ المواطنة ، و تنظمها قواعد قانونية مكتوبة ، متوافق عليها خلال عقد إجتماعي ، و المواطنون متساوون أمام القانون بصرف النظر على الإختلافات بينهم ( الدين ، العرق، النوع ، الميول الجنسية ، الوضع الإجتماعي ) ، هذا يعني أن تأسيس الدولة الوطنية في أي مجتمع – بما في ذلك المجتمعات الإسلامية - يتضمن بالضرورة تكوين أجهزة سياسية ، لا علاقة لها بالنظم الأبوية الإمبراطورية السابقة ، كما يتضمن بناء علاقات سياسية تقوم على مبادئ لها طبيعة عالمية ، مثل المساواة ، و الحرية ، و تفويض السلطة لممثلي الشعب لفترات محددة ، و مراجعة الشعب بشكل دوري لإعادة تفويض ممثليه ، و المشاركة في اتخاذ القرارات المصيرية ، و يتضمن أيضا تأسيس خطاب سياسي ، لا علاقة له بنظم الخلافة الإمبراطورية ، و لكن هذا لم يتحقق في أي مجتمع إسلامي ، بما في ذلك مصر التي بدأت الحداثة منذ 200 عام ، فالأفراد و الجماعات لم تقطع علاقتها بالتراث ، و امتد هذا الحبل السري حتى في سلوك الدولة نفسها ، فالدولة رغم بنائها الحداثي تعيد إنتاج عناصر تراثية و توظفها في طريقة أدائها ، وفي كسب الشرعية على السواء .
هكذا نجد أن أهم ما يميز الدولة الحديثة في المجتمعات الإسلامية ، أنها تشكلت على أصول موروثة من النظم الإمبراطورية السابقة ، وهذا واضح في نمط الأداء السياسي ، و مضمون العلاقات السياسية و الخطاب السياسي أيضا ، وتتعايش الأساليب القديمة و تلك الحديثة ضمن مشروع الحداثة في العالمين الإسلامي و العربي ، فهذا المشروع لا يميل إلى إحداث قطيعة مع الماضي ، بل هو يميل إلى استدعاء العناصر التراثية من الماضي و توظيفها في النظم و العلاقات الحديثة ، وفي مجال التطبيق سنجد أن مفهوم البيعة ما زال شائعا كما عرفته الخلافة الإسلامية ، حتى لو أخذ شكلا أكثر حداثة ، فطرح اسم رئيس الجمهورية منفردا – أو ضمن منافسين شكليين - للإستفتاء العام ، هو في جوهره شكل حديث لنظام البيعة ، و هناك من بلغ به النفاق للتراث شأوا بعيدا ، مثل د. صوفي أبو طالب رئيس مجلس الشعب المصري الراحل ، الذي كان يصر على أن يقود ممثلي الشعب في موكب النفاق إلى الرئيس ، عارضين عليه المزيد من الرئاسة ، راجين أن يقبل تلك الرئاسة المجددة ، على أن يمتنع عن طلبها أو التنافس عليها !، كما هو الحال في مجتمع الحداثة المتطور ، و كان د. صوفي يؤكد أن الإسلام الحنيف يطالبنا بحجب الرئاسة عن طالبها !، كذلك سنجد أن الأصول التراثية ما زالت فاعلة من خلال أساليب تأسيس التنظيمات السياسية ، سواء تلك التنظيمات الموالية لنظام الحكم أو الرافضة له ، فنجد مثلا أن الأحزاب السياسية الشرعية أو الحركات الأصولية المحظورة في مصر ، كلها تعمل بأسلوب أبوي بطريركي ، فالرئيس أو الزعيم أو المرشد شخصية مقدسة ، و يمارس عمله طول الحياة ، ولا يمكن تنحيته سوى بالموت كما حدث في جماعة الإخوان و الحزب الوطني ، أو بالعنف كما حدث في حزب الوفد المصري مثلا .
إن ظاهرة التداخل الخطابي هي المظهر الواضح لأزمة الحداثة في المجتمعات الإسلامية ، لقد وضعت الحداثة تلك المجتمعات في أزمة تحول حقيقية ، و لم تستطع تلك المجتمعات حتى الآن التخلص من تلك الأزمة ، وهذه الأزمة تحدث في المجتمعات الإسلامية بدرجات متفاوتة ، و كلما زادت درجات الحداثة و مستوياتها و مفارقتها للتراث ، كلما كانت التناقضات أكثر حدة ، و من الجدير بالملاحظة أنه مع تطور تلك المجتمعات المأزومة تترسخ آليتين متناقضتين ، آلية التفكيك و آلية التداخل .
التفكيك يكون في الأبنية الواقعية كالبناء الطبقي ،و منظومات القيم ،و الأنماط الإنتاجية ، و السلوك في المجتمع الدولي ، و لكن على العكس من ذلك التفكيك ، سنجد أن هناك تداخل يحدث في الخطاب العام ، حيث يميل هذا الخطاب ليكون خطابا توافقيا يجمع بين عناصر شديدة التناقض ، و نلاحظ هنا أن الخطاب المؤسسي للدولة و الخطابات المناوئة لها ، لا تحدث قطيعة مع التراث ،و لكنها تميل للتوفيق بين عناصر حداثية و تراثية متناقضة ، و بالتالي لا نصادف في تلك المجتمعات خطابا علمانيا نقبا يعكس توجهات الدولة و نظامها ، ولا خطابا تراثيا خالصا يفارق الحداثة بشكل قاطع ، و لكننا نصادف دائما خطابا ينتقل بين الحداثة و التراث ،و يمزج بينهما عبر أشكال من التداخلات و التناقضات ، و يحدث ذلك التداخل غالبا بشكل نشاز ، أشبه بأصوات البائعين في سوق مزدحم ، و لعل من أوضح الأمثلة لذلك التداخل النشاز ، ما ينص عليه الدستور المصري في فقرة منه على كون مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع ، بينما ينص في فقرة أخرى على ميدأ المواطنة المتساوية ،وهو ما يتناقض كلية مع إعطاء أفضلية للشريعة الإسلامية ، فالمبدأ الأول هو مبدأ تراثي ، يعكس المرجعية الدينية الأصولية ، بينما المبدأ الثاني حداثي يعكس مرجعية الحضارة المعاصرة العلمانية .
إذا .. يتشكل الخطاب الحداثي للدولة العربية المعاصرة ، ليتكون من عناصر عديدة كثير منها متناقض ، بما في ذلك الخطاب الديني ، الذي يلعب دورا رئيسيا في الخطاب العام ، فالدولة تحرص أن تغلف سياستها بطابع ديني ، وهذا يتحقق باستيعاب المؤسسات الدينية ضمن أجهزة الدولة الأيديولوجية ، بحيث تصبح مسؤولية تلك الأجهزة إضفاء الشرعية الدينية على النظام ، بالإضافة إلى تقديم الفتاوى الدينية في القضايا التي أفرزتها الحداثة ، مثل فؤائد البنوك ،و تحديد النسل ، وزراعة الأعضاء و الإستنساخ ،و الموقف من العلوم الحديثة ،و يدل ذلك على رغبة الدولة الإسلامية في أن تجعل الدين جزءا من منظومة الحداثة ، وهذا ما تحاوله المؤسسات الدينية التي تعمل تحت مظلة الدولة .
للموضوع بقية
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 09-06-2009, 01:48 AM بواسطة بهجت.)
10-17-2008, 11:10 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #70
تأملات حرة .
التداخل ( النشاز ) في الخطاب
( 3 )
..................................................
يشكل الدين عنصرا رئيسيا في خطاب النخب الحاكمة في الدول العربية و الإسلامية ، و تختلف درجة الإعتماد على الدين من مجتمع إلى آخر ،ومن مرحلة سياسية إلى أخرى ، و يمكن ملاحظة ذلك في الفرق بين الخطاب الديني في المرحلتين الناصرية و الساداتية في مصر ، ففي المرحلة الأولى جرى ترشيد الخطاب الديني فأصبح أخلاقيا محدودا في أهدافه ، و يكاد يقتصر على التأكيد على عدم تعارض الأهداف السياسية للنظام مع العقيدة الإسلامية ، و لكن الأمر كان مختلفا مع السادات ، الذي اعتمد خطابا دينيا أصوليا شديد الإلحاح عالي النبرة ، و أطلق شعار العلم والإيمان ليكون علامة مميزة لعهده ، وجه السادات الخطاب الديني لتوفير دعم ديني لسياساته الرأسمالية الموالية للغرب ، و ( أسلمة ) العملية السلمية و تأمين الشرعية لها ، في نفس الوقت استحضر السادات من التراث تعبيرات مثل العيب و كبير العائلة و أخلاق القرية ، من أجل إضفاء القداسة على منصب رئيس الجمهورية ، فكانت النتيجة انتكاسة كبيرة في الخطاب الحداثي ، لم يمكن التغلب على أثارها السلبية حتى الآن ، بل و عندما حاول السادات تفسه العدول عن خطابه الديني ،و تبني خطابا حداثيا جديدا ، لم يمكنه ذلك و ضاعت جهوده المتأخرة في طوفان الهستيريا الدينية التي أطلقها ، وكان ذلك إيذانا باغتياله بواسطة الجماعات الإسلامية التي ساهم في صنعها ، و يمكن أن نتوقف هنا للإستراحة و نتذكر نادرة الدرويش الذي وجد كتابا في السحر ، و لكنه فوجئ بأن نصفه الأخير محترق ، رغم ذلك جمع الدرويش أهل قريته ،وراح يستعرض أمامهم قدراته ، فأخذ يتلو التعويذة حتى تصاعد الدخان، و حضر الجني بالفعل في مواجهة الأهالي المعجبين بقدرة درويشهم الماهر ، و لما بدأ الجني يعبث بهم و بنسائهم ، طالبوا الدرويش بصرف الجني ، و لكن الدرويش أخبرهم أن ذلك كله موجود في الجزء الأخير المحترق ، وما زال الجني حاضرا يعبث بالجميع .
نهتم هنا بإبراز نمط من الخطاب السياسي الحديث الذي تختلط فيه العناصر التراثية الدينية بالعناصر الحداثية ، وفي حالات عديدة يكون الخلط واضحا جدا لدرجة الفجاجة ، و هذا الخطاب المختلط يهدف في كثير من الحالات إلى تأكيد هوية الأمة ووحدتها و تماسكها ، و لكن هذه الخصائص الإيجابية تكون محصورة فقط في المستوى الخطابي ، و بالتالي تكون سطحية مخادعة لا تعكس الواقع ، فعلى سبيل المثال .. هناك دائما نصوص في الدساتير العربية تؤكد على المساواة في الحقوق ، هذه النصوص تكون منقولة عن مواثيق حقوق الإنسان أو الدساتير الغربية ، و لكن هذه المساواة لا تغادر ضفتي الدستور ، أما في الواقع فتكون المساواة محاطة بعدد لا حصر له من الإستثناءات ، فالمواطنة موجودة دائما كنصوص براقة ،و لكن المواطنة بمعناها الإجتماعي و الثقافي ، يحوطها تصورات تخلق عوالم منفصلة في التطبيق ، فيستثنى من الحقوق المتكافئة أولئك الذين لا ينتمون لدين الأغلبية و حتى مذهبها ، كما تستثنى الإناث ، و أصحاب الإحتياجات الخاصة ، و الفقراء و غيرهم .
من يتابع الخطاب العام في مجتمع مثل المجتمع المصري سيجد نماذجا لا حصر لها للخطاب المختلط المتناقض ، بحيث يصعب تصديق أنه صادر من نفس المرجعية ، ناهيك أن يكون صادرا في نفس الوثيقة أو التصريح ، فرئيس الوزراء نظيف يدلي بحديث واسع لصحيفة تعليقا على زيادة السكان بشكل فاق كل التوقعات ، فيقول ببساطة : أن الدولة تسعى لتنظيم النسل ،و لكنها لا تسعى لتحديد النسل ، لأن التحديد ضد الإسلام و ضد الدستور !، و الجميع يعلم أن تنظيم النسل في بلد متفجر بسكانه كمصر ، لا يعني بالطبع زيادة السكان ، و لكنه التدهور في الخطاب الحداثي إرضاء لبعبع اسمه الإسلاميين ، نموذج آخر لهذا التناقض الفج ، ففي أزمة حجاب وزير الثقافة المصري ، وقف الوزير السابق ( كمال الفولي ) الشهير ب( كمال الشاذلي ) يصول و يجول في مجلس الشعب مدافعا عن الحجاب ، ثم يزكي نفسه بينما كادت دموعه تنفجر و تطرطش على الحاضرين ، قائلا أن زوجته و ابنته لا تتركان الحجاب قط ، كما يليق بالمسلمة الورعة ، و بالتالي هو يدين بجلافة تليق به كل سيدة لا ترتدي الحجاب ، بما في ذلك السيدة الأولى في مصر .
لا يمكن لعاقل أن يفهم فوضى الخطاب الحداثي في مصر أو في العالم العربي ، فتعبيرات مثل الإقتصاد الإسلامي أو ممارسة مثل دعاوى الحسبة لا علاقة لها بالعالم المعاصر ،و لكنها كلها نوعا من الصخب الخطابي ، الذي إن عبر على وجود حياة ، فهو أكثر تعبيرا عن تدني العقلية و تبلد الشعور ، سنلاحظ هنا أيضا أن الخطاب الديني بل و التراثي كله هو نفسه خطاب حديث ، أكثر من ذلك فإن عملية إنتاج الخطاب الديني برموزه وصوره : استهلاكه و تدويره , و إعادة إنتاجة ، كلها تتم بواسطة أدوات رأسمالية بحتة ، و ربما تكون ظاهرة عمرو خالد و الدعاة الجدد في مصر مثال واضح لبزنس الدعوة ، فنحن هنا أمام خطاب أصولي في إطار حداثي ، ولا توجد أي خطوط فاصلة بين العقيدة و تجارة السوق الحرة ، فكل ما هو مجدي إقتصاديا صحيح دينيا ، و تصبح دراسات الجدوى الإقتصادية معيارا صحيحا لسلامة الدعوة وورعها ، حتى أن بعض الدعاة أصبحوا نجوما للإعلانات مثل فاتنات السينما ذوات الأنوثة الطاغية ، فالدعاة و الفاتنات كلاهما يحرك مشاعر الجمهور المتصحرة . بالرغم من إندماج الخطاب الديني و التراثي بهذا الشكل العضوي في خطاب الدولة ، التي هي في النهاية منتج حداثي علماني ، فإن الخطاب الديني – التراثي يتخذ موقفا معاديا للأسس التي تقوم عليها الدولة الوطنية المعاصرة ، خاصة قيمها العليا كالعقلانية و الحرية و حقوق الإنسان !.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 09-06-2009, 01:47 AM بواسطة بهجت.)
10-20-2008, 06:51 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  أزمة الحداثة الغربية وإبداع الحداثة الإسلامية مراجعة لكتاب: روح الحداثة فارس اللواء 11 1,945 03-06-2012, 09:07 PM
آخر رد: فارس اللواء
  ماهي الثورة ؟ اسلام السلفية أم إسلام الحداثة يسرى عبد السلام 0 1,444 04-07-2011, 07:00 PM
آخر رد: يسرى عبد السلام
  مطارحات حول صدمة العقيدة وصدمة الشعوب السلام الروحي 0 1,148 09-11-2010, 11:09 AM
آخر رد: السلام الروحي
  إشكالية الحداثة و الهوية: دبي نموذجا Awarfie 16 4,095 10-22-2008, 07:28 PM
آخر رد: هاله
  الحداثة بعد فوات الاوان Enki 23 3,931 08-08-2008, 12:43 PM
آخر رد: Awarfie

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS