الزميل ثندر ..

Array
لم تعجبني أبدا محاولات داوكينز المكشوفة لاظهار خصومه بمظهر المرتبكين والمحرجين من اسئلته الذين لا يملكون اجابات ولا حتى قناعات ذاتية بما يؤمنون به ، ويحاولون ممارسةالارهاب الفكري للتهرب من الحوار معه بل لاحظت انه يركز على اختيار نوعية واحدة من أشد انواع المتطرفين دينيا من الذين نشؤوا على التلقين والإذعان ولا يعرفون شيئا عن ثقافة الحوار والاختلاف ولم يتعودوا مواجهة مخالفيهم بالرأي بل ولاحظت أنه كان جزء منهم لا بأس به بسطاء التعليم ، لماذا يا ترى تعمد اللعب مع الخصوم الضعفاء مع أنه لا يجهل اسماء العديد من اعلام كبار المفكرين على الجانب الآخر من النهر من خصومه الفكريين.[/quote]

محاولات مكشوفة ؟؟ لماذا عجزوا عن الاجابة إذن ؟؟
هم يملكون قناعات ذاتية نعم ، لكن هذه القناعات تستند إلى أدلة يعتد بها؟؟

أما كونه اختار اناسا لم يعجبوك ك ( ثندر ) ... فكان يجب ان تعرف ان هذه الشخصيات لها اتباع كثر .... فتيد هاجارد رئيس الكنيسة الايفانجيليكان و التي يتبعها عشرات الملايين و التي لها توجه سياسي تمليه على اتباعها هذا غير تحقيرها لعلم الاحياء و تدخلها في التعليم لتحقيق ما يتناسب مع خرافاتها.
المضحك المبكي أن تصبح نظرية التطور مرفوضة رغم ملايين الادلة التي تدعمها ، في حين ان ينتشر فكر قائم على قصص مثل ادم و حواء او عمر الكون 10000 سنة و غيرها من خزعبلالت العصر البرونزي.

و لعلمك لو قابل داوكنز محمد شحرو مثالا ، لقال 99% من المسلمين ان هذا لا يمثل الإسلام و لن يعجبهم ..... فالديانات يا عزيزي منقسمة على نفسها بشكل هائل.

غير هيك يا عزيزي واضح انك لا تعلم كفاية عن داوكنز ، فهو لا يخشى المواجهات و المناظرات على الاطلاق ، و قد حصلت مناظرات كثيرة بينه مع متدينيين و حتى ملحدين اخرين و كلها إما على وسائل الاعلام او حشد كبير من الاكاديميين ، من التجني القول أنه يختار الضعفاء فقط ... ارى ان الفكر الاخر ساقط أصلا و لذلك لن ينجح احد في الدفاع عنه.

Array
والاسوأ من ذلك والواضح جدا لكل متأمل في محتوى هذا التسجيل ان القسم الاكبر من الحوارات مبتورة وممنتجة ومنزوعة عن سياقها ليثبت الفكرة المسبقة في رأسه من أن الدين يدعوا الى الارهاب والقتل وعدم التعايش ، اتمنى لو كنت استطيع ان اخاطبه واقول له يا رجل حاول ان تكون موضوعيا اكثر من ذلك هل كل اتباع الدين بالدنيا هم بالصورة المشوهة التي عرضتها ويكرهون بعضهم البعض على هذا النحو الذي عرضته فكيف اذا يتعايش مليارات المسيحيين والمسلمين في معظم بلدان العالم بدون صراعات مسلحة وبدون ان يعادوا بعضهم البعض.[/quote]

هي ممنتجة .. طبعا فالبرنامج لديه فكرة و هدف لداوكنز و ليس برنامجا لهؤلاء و أفكارهم .... و اختلف معاك عن الحوارات مبتورة من سياقها ، بل هي منتقاة لإيصال فكرة عن تفكير هؤلاء , وقد نجح في ذلك ... فظهرت الراديكالية الدينية في تفكير المستوطن اليهودي المتاسلم يوسف خطاب ( الراديكالية اليهودية و الإسلامية ) ، و ظهر تجاوز الحاخام اليهودي لحقيقة علمية أن الارض عمرها اكثر من 10000 سنة و هذا طبعا غير النصاب تيد هاجارد و اصوليته المسيحية.

Array
أمر آخر لم أحبه فيه وفي اللادينيين والملحدين العرب عموما هو الاستخفاف بخصومهم وفكرهم وعدم تقدير الخصم حق قدره والاعتراف له بمزاياه والوجوه الايجابية ونقاط القوة في فكره مع أن هؤلاء الأخيرين حققوا نجاحات مهولة عبر التاريخ في نشر عقائدهم واجتذاب الاتباع اكثر مما حققه هو والملحدين في كل الأزمان ليس لاسباب ذاتية فقط تتعلق بمعتنقي الاديان يقبل اكثرهم اي شيء نشأ عليه منذ الصغر ولا يستطيع الفكاك منه كما يوحي البرنامج ولكن ايض لاسباب موضوعية لاسباب تتعلق بالمضمون الفكري للاديان والعقائد ايضا[/quote]

هل النجاح هو في الرقي بالانسان من الناحية المعرفية أم بتغييب اكبر عدد من العقول ؟؟
لا ننكر ان الاديان ظهرت لاسباب تتعلق بالعجز البشري على تفسير الكثير من الظواهر .... لكن الان و مع تقدم البشر تفقد الاديان أتباعها و باستمرار .

Array
الايمان يقوم على التسليم بشيء لم تراه وتسمعه لكن عقلك يستطيع ان يستنتجه بسهولة ، كأن أطلب من الزميل كنعاني ان يؤمن بوجود شخص اسمه الحجاج بن يوسف الثقفي او الاسكندر المقدوني او كليو باترا معه انه لم يراهم ولم يشهد وجودهم وهذا يقودني إلى المثل الذي ضربه عن الابريق الصيني والذي يريد ان يوحي للسامع ان المؤمنين بالله يؤمنون به لمجرد انهم لا يستطيعون اثبات العكس (أي عدم وجوده) مع انني شخصيا لو أردت دحض المثال لقلت له ان الملحدين لا يؤمنون بوجود عمال ومهندسين بنوا أهرامات الجيزة فقط لأنهم لم يروا ويقابلوا هؤلاء العمال والمهندسين الذين شيدوها ولم يشهدوا شهادة شهيد *** على بنائها وأنه يجب على علينا أن نصدق أن بناء معقد وتصميم يمكن ان نعده بالـ intelligent design ظهر لوحده بدون قوة واعية أو في أحسن الاحوال لا ندري كيف ظهر وتكون بهذه الصورة بل ولا ندري أيضا كيف تكرر وجوده أيضا عدة مرات على ذات النحو. [/quote]

لا يا عزيزي منطقك هنا ساقط ، واضح انك لم تتابع داوكنز جيدا ... فهو اشار بوضوح للادلة Evidence لإثبات اي نظرية او فكرة ..... و هذا ما تفتقر له الديانات بوضوح حين يدافع اتباعها عن خرافاتها و كانها حقائق مطلقة.

نحن لم نشهد الديناصورات مثلا ، فقد انقرضت قبل 65 مليون سنة حسب التقديرات ... و لكن هناك الكثير من الاحافير Fossils التي تثبت انها كانت موجودة ...

نفس الشيء ينطبق على الاهرامات ... فمن يذهب لمصر يستطيع رؤيتها و دخولها ، و هناك قبور لهؤلاء العمال و المهندسين و اثار تثبت كل ذلك و تروي الكثير من تفاصيل الحضارة الفرعونية ، فرجائي ان تاتي بمثال جيد حين تدافع عن منطق من هذا النوع ...

أثبت لي أن مريم عذراء ؟؟؟ على اي اساس تؤمن حضرتك ان مريم عذراء ؟؟ على اي اساس تؤمن بأن يونس نام داخل حوت لمدة 3 ايام في مهمة و امتحان إلهي ؟؟ ما هو الدليل على صدق ذلك ؟؟ما دليلك ان موسى كلم الله و هو حافي عند احد اشجار سيناء ؟؟؟ هل لديك شيء غير الإيمان الاعمى ؟؟

الدكتور شحرور ... قدم اسخف تعريف للمسلمة سمعته بحياتي ... انها حقيقة لا يمكن نفيها أو إثباتها و بالتالي عنده فالله مسلمة !!!

على كلام شحرور ... هناك عدد لا نهائي من المسلمات !!! فإبريق الشاي الصيني الذي يدور حول احد النجوم هو مسلمة ... زيوس مسلمة ... وحش السباجيتي الطائر مسلمة !!!

أفهم المسلمة على سبيل المثال ( أقصر مسافة بين نقطتين تشكل خط مستقيم ) ، بس الله مسلمة ... إسمح لي ، سقط فيها شحرور.

Array
ثمة ملاحظة أخرى أود أن أضيفها على ذلك الحوار الذي دار بين داوكينز وبين القس الأمريكي والمستمد من المعضلة القرانية ( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُون ؟) و التي طرحها القران على الملحدين قبل اكثر من 14 قرنا وظلت الى الان بدون اجابة
القس الامريكي قال لداوكينز يجب عليك ان تتوقف عن الغرور وان تؤمن ان هناك اناس بالعالم لا يصدقون أن أعضاء بشرية معقدة مثل العين والاذن يمكن أن تصنع نفسها بنفسها وعندها احتد داوكينز في وجهه بنبرة ملؤها التحدي قائلا اعطني اسم شخص واحد قال ذلك ، فرد عليه القس بما معناه ان الملحدين يقولون ذلك فكان جواب دواكينز ولا أي شخص واحد قابلته في حياتي قال بذلك وهنا انتهى هذا الحوار الذي يفترض ان ينتهي بانتصار داوكينز على خصمه والذي من الواضح انه تم بتره عن سياقه الكامل
[/quote]

القس ( السابق ) تيد هاجارد جاهل و كذب و فضح نفسه حين قال أن العين و الاذن تكونت فجاة .. فلم يأتي أي عالم تطوري و اكرر اي عالم يقول ان هذه الاشياء تكونت بهذه الطريقة و هذا ما استفز داوكنز ... بل هناك تدرج طويل و هائل جدا أدى لظهور هذه الاعضاء و قد شرحت لك ذلك في موضوعك عن Intelligent Design. ما حصل مع داوكنز لم يكن غرورا أو عجرفة كما وصفها النصاب هاجارد بل هو امتعاض من مدى الجهل عند بعض البشر و الذي يؤدي إلى انتشار الخرافات على حساب الحقائق العلمية .

و هذا هو الرابط http://www.nadyelfikr.com/index.php?showtopic=57248
و العين تحديدا تم إيجاد سيناريوهات كثيرة لكيفية نشوئها و تطورها ... و الروابط موجودة في مشاركتي تحت موضوعك منها رابط شرح هذه الحقيقة العلمية للأطفال .

شــكراً لك سيد فلسطيني كنعاني

سبق لي وأن شاهدت فلم " فايروس العقيدة " من قبل لكن ألنسـخة المترجمة هذه ستفيدني ، ليشاهده صديق لي
فاجائني قبل أسـابيع حين قال بأنه يعتقد ن الأديان كلها من صنع البشـر ولا يؤمن بها ، وكم كانت دهشته كبيرة حين قلت له بأنني انا الأخر لا أؤمن بالأديان .. وانني لم أصارحه أبداً بهذا الأمر لظني انه لن يتقبل الموضوع بسهولة .. :)

قمت بتحميل الفلم من رابط اليوتيوب الذي تفضلت بوضعه ، ونسخه في الـ CD لأقدمه له كهدية ، خاصة انه لا يمتلك خط انترنت في المنزل .


بالنسبة لداوكنز فلي مؤاخذة على فلمه ، حيث أنه لم يعرج لشرقنا .. العربي منه خصوصاً ، حيث بؤرة المشـاكل ومنبع العلل ، واكتفى بالكلام عن اليهودية والمسيحية في الغرب ، ربما كان برنامجه هذا موجهاً للجمهورالغربي بشكل خاص ، لا أدري ! .

لكن بشـكل عام أعجبني برنامجه و الذي لخص فكرة ان الأخلاق لا تنبع من الكتب والتمائم الدينية ، فالدين لم يكن سوى سماداً لنمو حس أخلاقي أقدم بكثير.

قد تكون الأديان قد خففت من ألآم الناس في حينها وسكنت من هواجسهم ومخاوفهم ، وإن بشكل بدائي وساذج كرواية قصص عن ألكائنات النورانة الخيرة ، والشياطين والغيلان الذين ينسب إليهم الشرور الذي يراه الإنسان البسيط ، وأساطير عن انتقام الأله من الأقوام السابقين الذين لم يتبعو التعاليمه وسرد حكايات عن عوالم ما بعد الموت ، و طبعاً لتلك الأمم عذرها لمحدودية ادراكهم وبساطة الوعي والقاعدة المعرفية حينها بالمقارنة مع هذا الفترة الذي نعيشه والذي وصل فيه الإنسان برأيي لمرحلة جيدة جداً من الادراك والنضج المعرفي يكفي لمواصلة سيره بخطى واثقة وثابته نحو الرقي والسلام ..
والنظر إلى الأديان كتراث انساني قديم أدت دورها في مرحلة من المراحل ..
فلما أراد أتباع بعض الأديان أن يسحبو تعاليمهم على كل البشر، وأرادوها صالحة لكل زمان ومكان رغم انها ليست كذالك .. بدأت المشاكل بالظهور وحدث اختلال في التوازن مما أنتج لنا كوارث على جميع الأصعدة في الحياة .
أن الأوان أن نعتمد على أنفسنا لتنظيم حياتنا ومجتمعاتنا بعيداً عن ضجيج العقائد والأيدلوجيات التي استهلكت من وقت وجهد البشرية أكثر من المفترض بكثير .. فلا شيئ سينفع الإنسان إلا أخوه الإنسان .

الزميل فستق

Array
بالنسبة لداوكنز فلي مؤاخذة على فلمه ، حيث أنه لم يعرج لشرقنا .. العربي منه خصوصاً ، حيث بؤرة المشـاكل ومنبع العلل ، واكتفى بالكلام عن اليهودية والمسيحية في الغرب ، ربما كان برنامجه هذا موجهاً للجمهورالغربي بشكل خاص ، لا أدري ! .[/quote]

أعتقد انه كثيرا ما عرج على الإسلام في كتبه و اشار إليه في برامجه و تستطيع بسهولة ان تجد ذلك في اليوتيوب.... لا اعتقد انه سيأتي لهذه المنطقة لسبب بسيط و هو ان هذه المنطقة الوضع فيها مستفحل لدرجة ان فيها ممن لن يقبل بوجود شخص مثل داوكنز يطرح أراءه في الشارع و ربما يتعرض للمحاسبة القانونية بحجة تهمة غبية و هي الازدراء بالاديان أو يتعرض للاغتيال على يد احد الحمقى عديمي الفائدة .... في الغرب هناك علمانية النظام التي تحمي حرية الفكر ، في هذه المنطقة لا توجد مرونة إطلاقا في التعامل مع هذه الحالات ... و قد تجد الكثير من المطبلين لقتل الملحد.

Array
لكن بشـكل عام أعجبني برنامجه و الذي لخص فكرة ان الأخلاق لا تنبع من الكتب والتمائم الدينية ، فالدين لم يكن سوى سماداً لنمو حس أخلاقي أقدم بكثير.[/quote]

نعم ... مفهوم الاخلاق يتطور باستمرار مع تطور المفاهيم المتعلقة بمصلحة المجتمعات البشرية ... و لا علاقة لها بالدين

أكثر ما اعجبني كان في المقولة التالية ....

" لولا الدين ، ستجد الطيبين يقومون بأعمال خيرة و الاشرار يقومون بأعمال شريرة .... لكن مع الدين ستجد اناسا طيبين يقومون بأعمال شريرة. "

Array
أن الأوان أن نعتمد على أنفسنا لتنظيم حياتنا ومجتمعاتنا بعيداً عن ضجيج العقائد والأيدلوجيات التي استهلكت من وقت وجهد البشرية أكثر من المفترض بكثير .. فلا شيئ سينفع الإنسان إلا أخوه الإنسان .[/quote]

رائع .. اتفق معك 100 %

جميل جداً يا "فلسطيني كنعاني" .. لم أكن أعرف داوكنز خارج هوامش الورق ..
والآن سأقوم بالبحث عن المزيد من برامجه أو مناظراته ..

(f)

خوليو

في غير عاليوتوب؟

رابط مباشر مثلاً للتحميل ؟

(إرضاء الناس غاية لا تدرك)

مجهود رائع يا كنعاني ولك جزيل الشكر (f)

Array
" لولا الدين ، ستجد الطيبين يقومون بأعمال خيرة و الاشرار يقومون بأعمال شريرة .... لكن مع الدين ستجد اناسا طيبين يقومون بأعمال شريرة. "
[/quote]
هذه العبارة معبرة جدًا , اسمح لي سأستعيرها في توقيعي , فكل يوم في مواقف الحياة المختلفة أشاهد أناسًا فعلاً طيبين تنطبق عليهم هذه المقولة .

:redrose:

Array
في غير عاليوتوب؟

رابط مباشر مثلاً للتحميل ؟

(إرضاء الناس غاية لا تدرك)
[/quote]

ممكن تحط اللينك بتاع روابط اليويتيوب هنا http://keepvid.com/

وبعدين تحملها زي ما انته عايز بجوده قليله او جوده عاليه

Array
الزميل فستق
أعتقد انه كثيرا ما عرج على الإسلام في كتبه و اشار إليه في برامجه و تستطيع بسهولة ان تجد ذلك في اليوتيوب....
[/quote]

معك حق يا فلسطيني ، وانا حين كتبت ما كتبت في مشاركتي السابقة كنت أتحدث عن فلم " فـايروس ألعقيدة " ..
أمـا " وهم الإله " فلم أشـاهده الا هذا اليوم فقط ، ووجدت انه فعلاً قد قام بزيارة القدس وتحدث إلى المسلمين أيضاً من أمثال الحاج أمين الحسني ، والآخر الذي يريد طرد الغير مسلمين من ارض محمد ( نسيت أسمه ) .

شكراً لك (f)

أيضاً تطرق داوكنز لأمر أخر و مهم باعتقادي ، وهو قضية تلك الفئة التي تظهر بعد ولادة كل دين بفترة ما ، حين يكثر الاختلاط مع معتنقي الأديان الاخرى ، وتكثرالقراءات في الفلسفات والأفكار المعاكسة مع طروحات أديانهم ..و يعجبهم تسمية أنفسهم بمؤمنين متلبرين أو المتنورين أو معتدلين .
شخصياً أجد نفسي متعاطفاً مع هذه الفئة ، رغم انهم هم انفسهم غير متفقين مع بعضهم حتى داخل الدين الواحد ، وكل شخص منهم " يتنور " و " يعتدل " حسب ما يشاء .
و رغم انني لا أعتقد بانهم يعبرون عن الوجهة الحقيقية لأديانهم ، وهذا أيضاً ما عبر عنه داوكنز حين قال للأسقف المسيحي ألوسطي ما معناه " ان الجناح الآخر " الأصوليين " هم الصادقين مع كتبهم أكثر منكم ، فأنت باعتبارك ليبرالي اظن انك من ضمن الفئة التي تبتعد شيئاً فشيئاً عن قناعات الكتب المقدسة واصولها " .

بصراحة هم في وضع لا يحسدون عليه بين مطرقة النقد المستمر والمحرج والمتواصل من قبل الأديان الأخرى ، وانتشار الأفكار والفلسفات والحقائق العلمية التي تتقاطع مع دينه ، و العلمانية الزاحفة على مجتمعاتهم بكل ما تحمله من قيم وافكار حديثة ، وبين سندانة التعاليم والنصوص الدينية التي يعتنقونها ، فيلجؤون إلى خلط الزيت بالماء ومحاولة التوفيق بين الاثنين و بشكل غير معقول وغير مقبول من الأخرين من كل الأطراف حتى من ابناء الدين نفسه .
وقد عبر داوكنز عن هذا باسلوب جميل كعادته حين قال " يبدو لي ان الوسطيين غير قادرين على اتخاذ قرار، فهم يؤمنون بنصف التعاليم ! .... أعتقد انه بينما يخون المتدينون العقل ، يخون الوسطيون العقل والعقيدة على حد سـواء " .

لكن وعلى رأي دوكنز تبدو فكرة اتباع بعض قصص الكتاب بانتقائية وترك البعض الآخر فكرة غريبة !
ترى ما المقاييس التي ينتقون منها ما يريدون ؟
ثم .. لماذا نتعب أنفسنا مع الكتب المقدسة ان كان لنا أن نختار منها ما نشـاء وما نراه صائباً أو خاطئاً لمجتمعات اليوم ؟ !!