لماذا لم تناقش نموذج الوحدة الأمريكي يا ثندر؟
ثم ، لماذا على الوحدة أن تأتي على أنقاض الأقليات والكيانات القائمة؟

Array
لماذا لم تناقش نموذج الوحدة الأمريكي يا ثندر؟ ثم ، لماذا على الوحدة أن تأتي على أنقاض الأقليات والكيانات القائمة؟
[/quote]

لأني وبصراحة شديدة يا حسان احترت ولم اعرف كيف اصنف الوحدة الامريكية كأمة حديثة التشكل نسبيا هل هي اتحاد بين أمم متعددة القوميات أم اتحاد قومي.

أمريكا هي دولة مهاجرين من كل الدنيا وقد لا يعلم الكثيرين أنه وعشية الاستقلال الامريكي كان هناك خلاف على اللغة الرسمية هل تكون الانجليزية ام الالمانية (الألمان هم أكبر جالية مهاجرة لامريكا ويشكلون رُبع السكان المهاجرين إليها تقريبا) وبفارق اصوات ضئيلة فازت الانجليزية ، لكن إذا نظرت للواقع فأمريكا الآن قومية واحدة متعددة الأصول ويتحدث معظم سكانها لغة واحدة

Arrayثم ، لماذا على الوحدة أن تأتي على أنقاض الأقليات والكيانات القائمة؟ [/quote]

لأنه من الوارد أن تكون هذه النزعة الوحدوية نزعة انفصالية وتفكيكية في نفس الوقت لأمة تعيش في دولة متعددة القوميات تسعى أن تكون جزء من الوطن الأم أو الانفصال في دولة مستقلة فلا بد أن تضع الأقلية في موقع صدام مع الدولة. كما كان حال القومية العربية عندما كانت جزء من دولة متعددة القوميات هي الدولة العثمانية وكما هو حال النزعة القومية للعرب والاذريين والاكراد في دولة إيران مثلا وهذا يفسر لنا سبب العداء الايدولوجي الذي تناصبه الثورة الاسلامية الايرانية للدعوة القومية العربية

Array
أما الحزازيات بين العرب فلا اعرف كيف تنكرها يا عزيزي؟!
كمثال أخر هل يمكن للمرأة السعودية أو الاماراتية الزواج من مصري داخل بلدانهن؟
[/quote]

هذه بالفعل موجودة واحد اسبابها هو تجزئة المنطقة العربية. اضف الى ذلك ان هذه ليست مشكلة مستعصية الحل فحلولها كثيرة جدا جدا كــالترويج مثلاً بــ المساواة والتساوي. فمبدأ فرق تسد هو ما ادى الى ذلك. اضيف نقطة هامة واخيرة وهي ان المادة هو من يحدد هذا الشيء في " الوضع الراهن " المصرية ترفض الزواج من مصري اقل منها مادياً. فلو كان هذا الشخص المصري " غني " فيستطيع ان يتزوج سعودية او اماراتية او مايريد.

Array
نحن فكيف تجمع بين السني و الشيعي أو المصري و السعودي و المسلم و المسيحي
[/quote]

الكل يعلم ان الشيعي معادي تماماً للتوحيد العربي. والشيعي ولائه وقوميته الى بلاد فارس وان اختلفت الالسن. فعلاً يستحيل بشكل عام ان ندمج العربي " الشيعي " في المنطقة العربية فجسده معنا وقلبه في ايران. بالمناسبة هم مريضون بالقومية الفارسية ولن يتوانوا للحظة في اعلان موالاتهم للفرس. والامثلة على ذلك كثيرة وماحدث في المكان الذي شنق فيه رئيس صدام حسين مثال على ذلك. فجميع الفاظهم كانت عدائية الحدة للعرب والولاء والبراء للفرس. فلماذا مثلاً لم تكن شعارتهم عن العراق ووحدته ؟ في هذا الوقت الخطر بالذات ولكنهم لم يبالوا لما سوف يحدث مستقبلاً للعراق و النتيجة رأيناها جميعاً.


والحل لهؤلاء ان يأخذوا حقوقهم كاملة ولكـن لايمثلون standard وحدة الدول العربية. فيكونوا ثانويين وليسوا اساس المجتمع العربي وانا قلت ذلك نظراً لقلة عددهم وثانياً لخطورة معتقدهم والذي عليه تستحيل العلمانية او ماشابهه من هذه الشعارات ان تغير تأصيل هذا الولاء.

عذراً يبدوا انني ابتعدت قليلاً عن مسار الموضوع:)

:redrose:

في عصرنا الحالي هناك مفهوم المواطنة ..... مفهوم الدولة القومية قديم نسبيا و يعود لنهاية القرن التاسع العشر.

أشير ايضا إلى مثال مهم و هو المثال الافضل حول دولة متعددة القوميات و لكنها قائمة على حس عالي لمفهوم المواطنة و هي سويسرا ..... توجد في سويسرا 4 قوميات (إيطالية فرنسية ألمانية و رومانية )، لم يؤثر ذلك على زعزعة الاتحاد السويسري حيث تعتبر سويسرا أفضل بلد في العالم من حيث مستوى المعيشة هذا غير الامان السياسي الذي جنبها الحروب على مدى قرون حتى انها تجنبت الحربين العالميتين رغم موقعها في قلب اوروبا بالاضافة لامتلاكها لجيش قوي على مستوى اوروبا.

تحتاج لشعب على درجة عالية جدا من الرقي الحضاري على غرار الشعب السويسري حتى تنجح في إقامة دولة من هذا النوع.

في إحدى نقاشاتي مع صديق عراقي يعمل في دبي ، حيث كان النقاش يتمحور حول الطائفية في العراق ( سنة شيعة أكراد تركمان صابئة إلخ من التقسيمات ) و أشرت له بنجاح المثال السويسري و لماذا لا يطبق في العراق ... فأجابني ضاحكا بما معناه أن العقلية العراقية ما زالت بعيدة عن العقلية السويسرية ، و تأمل أن تتغير هذه العقلية في المستقبل القريب.

Array

أشير ايضا إلى مثال مهم و هو المثال الافضل حول دولة متعددة القوميات و لكنها قائمة على حس عالي لمفهوم المواطنة و هي سويسرا ..... توجد في سويسرا 4 قوميات (إيطالية فرنسية ألمانية و رومانية )، لم يؤثر ذلك على زعزعة الاتحاد السويسري حيث تعتبر سويسرا أفضل بلد في العالم من حيث مستوى المعيشة هذا غير الامان السياسي الذي جنبها الحروب على مدى قرون حتى انها تجنبت الحربين العالميتين رغم موقعها في قلب اوروبا بالاضافة لامتلاكها لجيش قوي على مستوى اوروبا.

تحتاج لشعب على درجة عالية جدا من الرقي الحضاري على غرار الشعب السويسري حتى تنجح في إقامة دولة من هذا النوع.

في إحدى نقاشاتي مع صديق عراقي يعمل في دبي ، حيث كان النقاش يتمحور حول الطائفية في العراق ( سنة شيعة أكراد تركمان صابئة إلخ من التقسيمات ) و أشرت له بنجاح المثال السويسري و لماذا لا يطبق في العراق ... فأجابني ضاحكا بما معناه أن العقلية العراقية ما زالت بعيدة عن العقلية السويسرية ، و تأمل أن تتغير هذه العقلية في المستقبل القريب.
[/quote]

حتى مفهوم المواطنة يختلف في الدولة متعددة القوميات عنه في الدولة القومية ففي الحالة الثانية لا يكون هناك أي تصادم بين الوطنية والقومية في حين أنه بالحال الأولى تكون النزعة الوطنية والقومية متعارضتان وخير مثال على هذا الكلام هو الحالة الشيشانية في دولة روسيا الاتحادية (دولة متعددة القوميات) حيث النزعة القومية الشيشانية وسائر النزعات القومية للمجموعات العرقية الاخرى تهدد بفصل أقاليم روسية عديدة وتفكيك روسيا الى كيانات صغرى وحيث هذه النزعات محاربة رسميا واعلاميا من قبل السلطات التي تعني من شأن الانتماء للوطن

Arrayفي عصرنا الحالي هناك مفهوم المواطنة ..... مفهوم الدولة القومية قديم نسبيا و يعود لنهاية القرن التاسع العشر.[/quote]

ربما يكون مفهوم قديم لكنه لا زال فاعلا بدليل وجود بلدان قومية عديدة وناجحة ومتماسكة والأصح برأيي أن نقول أن الدولة القومية هي مرحلة يجب أن تسبق دخول الشعب في اي دولة اتحادية أخرى وبالنسبة للعرب تحديدا فهم ليسوا بحاجة للدخول في اي كيانات متعددة القوميات مع الامم المجاورة لسبب بسيط وهو ان العرب كأمة وقومية واحدة يشكلون كيان جغرافي وسكاني عملاق وقاري ممتد وبالتالي فإن الاسباب التي تدعو الامم والشعوب الصغيرة للاندماج والاتحاد في كيانات ضخمة مع الامم والقوميات الاخرى المغايرة في لغاتها وعادتها غير قائمة بالنسبة للعرب بالضبط كحال شخصين يريدان ان يقيما مشروع استثماري الاول يملك ثروة كبيرة تؤهله لاقامة المشروع دون ان يحتاج لشركاء فيما الثاني لا يملك سوى 10% من قيمة المشروع فيضطر للبحث عن شركاء والتضحية بإشراكهم معه في ادارة المشروع

ذكرت في مداخلتك المثال السويسري عن الدولة متعددة القوميات الناجحة ، وهو مثال يستحق التأمل بالفعل ويمكن أن نضيف إليها كندا وبلجيكا وربما قد يعتبر البعض اسرائيل الان دولة متعددة القوميات ناجحة) لان فيها قومية عربية الى جانب العبرية (طبعا ساسة اسرائيل يحلمون بدول يهودية عبرية خالصة) وبالمقابل هناك أمثلة فاشلة للدول متعددة القوميات مثل يوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا وقبرص وافغانستان وحتى العرب والمهاجرين اليهود في فلسطين ما قبل النكبة 1948 هم أبرز حالة على عدم امكانية التعايش في دولة متعددة القوميات ، ، وبغض النظر عن المسؤول عن عن فشل التعايش فعندما أقول فاشلة نعني فشل القوميات في التعايش نتيجة اخطاء أو خلل بنيوي في ممارسات السلطة او الشعوب وبرأيي ان النجاح بالحالة السويسرية مرده الى ان اقتصاديات هذه المجتمعات هي اقتصاديات رفاه وبالتالي المجتمع لا يكون مأزوم بحيث يخرج ازماته على شكل نزعات متطرفة ضد فئات المجتمع الاخرى لانه عندما يكون هناك تخلف اقتصادي قد يسفر هذا الامر عن فساد يؤدي لاحتكار فئة بعينها للسلطة والثروة