الاستاذ السرياني
اقتباس:والتشبيه في هذه الحالة ايضا غير موفق عزيزي ...
انا اؤمن بغير المنظور لان كلام الله المنظور( وبدون تحديد موقع وجود هذا الكلام ) يخبرني عنه...
فمن خلال كلامه ايقنت انا بوجود ملائكة وعالم غير منظور ...
لكن اذا اتاني رسول يخبرني، ليس عن ملاك غير منظور وانما عن كتاب منظور وملموس وهو كلام الله لكنه يقول انه اختفى ولااحد يعلم فحواه فلابد هنا من السؤال " مالمنفعة اذا من هذا الكلام غير الموجود وماذا يقدم الايمان به ؟ " ...
لاشيء البتة ... لان كلام الله اعطي لنقراه ونفهمه وليس لكي ننسبه الى غير المنظور وغير الموجود ونتعامل معه وكأنه اسطورة او وهم ...
وعليه تبقى عبارات مثل " امنا بما انزله الله علينا وعليكم " عبارات فارغة لانفع منها ...
رغم ان عبارتك التي تقول فيها بان القران يقول بان التوراة اختفت ترددت كثيرا و في اكثر من شريط , فاعيد لك ردي بانه لا يوجد في القران كله ما يشير الى ان وحيه الى انبياءه يختفي او يحرف , هو فقط قال بان اليهود قاموا بالاتي:
1- زعموا انكارا للقران بان الله لم ينزل كتابا على بشر.
فرد عليهم القران قائلا:
{وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} (91) سورة الأنعام
2- كتبوا كتاب ( غير كتابة الله لموسى في الالواح حسب القران , و غير كتابة موسى التي اتمها و دفع بها الى اللاويين , حسب رواية كاتب التثنية في العهد القديم) و قالوا هذا من عند الله. فرد عليهم القران الكريم قائلا:
{فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ } (79) سورة البقرة
و ليس من الصعب ان تفهم من ايات القران التي تناولت ذكر اليهود , بان القران يفرق بين كتابة الله ( التوراة) و كتابتهم بايديهم ( العهد القديم ) , و يبقى ان تفهم ايضا من آيات القران ما هو محتوى كل منهما .
القران يبين بان كتابة الله و التي هي التوراة تحتوي على :
{إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} (44) سورة المائدة
1- هدى و نور ليحكم بها= احكام .
{وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ} (43) سورة المائدة
2- التوراة فيها حكم الله= احكام.
{وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ} (145) سورة الأعراف
3- مواعظ = احكام.
{وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} (154) سورة الأعراف
4- هدى و رحمة =أحكام
و الفرق واضح بين صفات التوراة التي كتبها الله لموسى في الالواح من حيث المحتوى ( احكام) و الحجم( ما يمكن لموسى من حمله ( لوحين حسب العهد القديم ) , و بين ما نجده مكتوبا بايدي اليهود اي العهد القديم , فهو يحتوي على الاحكام كما يحتوي و في غالبيته على قصص , فيها ما فيها من اختلاف حتى مع الاحكام التي نصت عليها . و القران الكريم يشير الى اختلافهم هذا و يقرر بانه سيقص عليهم الحقيقة التي اختلفوا فيها:
{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} (76) سورة النمل
خلاصة الامر ان القران لا يقول كلاما مبهما عن الكتب السابقة و انما الابهام في اذهان من ظن بان العهد القديم هو التوراة.
اقتباس:كلامك يبقى ضربا في الهواء لسبب وحيد قلناه لك ... مادمت لاتعرف ماهي التوراة ولامضمون التوراة التي تزعم بانها تواجدت وفقدت فأنت غير قادر انت تثبت انها ليست التوراة التي بين ايدينا ... اما شهادة القرآن في هذا الخصوص فهي لاتؤخر ولاتقدم ...
لقد اسهبت في بيان هذه النقطة اعلاه , فالقران لم يقل بان التوراة مفقودة او ان محتواها لا يزيد عن انها تحتوي على احكام.
اقتباس:و لم يرد علي احد فلا تدعي انك اوضحت لي
________________________________________________________________________________________
لم نرد ام تجنبنا الرد لانه خارج الموضوع ؟
الحديث ليس خارج الموضوع لان الخلاف بين مفهوم القران للتوراة و الذي تعتقد بانه غامض و مبهم , يحتم علينا ان نناقش مفهوم التوراة كما هو مدون في اسفار العهد القديم لانه هو المرجع الذي تحتكمون اليه.
اقتباس:انت وغيرك عاجزون عن فهم القرآن بدون تفسير ...
واذا ذهبت الى المفسرين المعتمدين لديك سيخيبوا آمالك لانهم اعجز من الجميع وليس لديهم مايقولونه الا " قال فلان وروى علان " ثم يتركوك امام جملة من التناقضات الصارخة وعليك ان تختار ...
هذه مقولة لم يقل بها لا القران نفسه و لا النبي(ص) و لا صحابته و لا تابيعهم , و هو اننا لكي نفهم القران يجب ان نرجع للمفسرين . ترى كيف كان يفهم القران قبل ان يكتب الطبري تفسيره في القرن الرابع الهجري.
النبي(ص) وضع قاعدة تفسير القران و هو ان القران يفسر بالقران.
اقتباس:خلينا شوي عمليين ... اختار انت نص قرآني يتكلم عن داؤد او سليمان او يوسف ودعنا نلقي الاضواء على ماهو صعب وغير مفهوم فيه ونجد سبيلا الى فهمه ... دعنا نرى ماذا ستفعل انت حين يتعسر عليك فهم الآيات والى من ستذهب ...
باشر لو تكرمت !
يعني ان تقول لي قال الكتاب المقدس ان يوسف عمل كذا و لكن القران قال غيره او انه لم يتطرق الى هذا الموضوع؟
لقد اوضحت لك بان القران عندما يتحدث عن التوراة يقصد الاحكام التي امر موسى ان يحكم بها و يبلغها بني اسرائيل. اما قصص العهد القديم فيقول بانهم هم من كتبوها و حتى هذه اختلفوا فيها.
على كل حال , يمكن ان تبدأ بقصة سيدنا يوسف في العهد القديم و القران . و لنتناول جزئية واحدة و نناقشها قبل ان ننتقل الى أخرى.
الكتاب المقدس يقول بات اخوة يوسف ذهبوا الى مصر راكبين الحمير.
القران يقول انهم كانوا يركبون جمالا.
هل يمكن ان تشرح لي كيف يستطيع الحمار ان يسير محملا بالبضائع من ارض كنعان الى مصر , اليس القول بانها جمال منطقي اكثر؟
فقالوا عبيدك اثنا عشر اخا . نحن بنو رجل واحد في ارض كنعان
تكوين 42 :13
26 فحملوا قمحهم على حميرهم ومضوا من هناك
تكوين 46 : 126
{وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ} (94) سورة يوسف