(01-30-2010, 08:04 PM)Basic كتب: في مصر أحزاب متعددة، هل الانتماء إلى حزب منها ينفي مفاهيم محددة لدى المنتمي؟
هل تعتقد أن رأي 10 أشخاص هنا في هذا الموضوع يعبر عن رأي دولة مصر؟ وهل تعتقد أن نظرة الدول لمصر لا تحدد انتماءها؟
بالإذن من الأخ العزيز عاشق الكلمة
ومع كامل الاحترام لجميع الزملاء مصريين وغير مصريين
أحب ان أرد عن هذه النقطة التي أثارها الزميل بازيك، والتي كنت أفكر في طرح موضوع مستقل حولها
وهى تدور حول مدى تمثيل الأعضاء المصريين بالمنتدى للشعب المصري
وهو ما فهمته من مراقبة الزملاء هنا ومتابعة مداخلاتهم في هذه الفترة، وطبعاً حديثي عن المتواجدين بكثرة وبشكل مستمر ومتواتر.
وأوجز رأيي في عدة ملاحظات مختصرة :
1 - معظم الزملاء المصريون هنا ليبراليوا الاتجاه، وهو ما يعني في النهاية تقديمهم للفرد على المجتمع والدولة.
2 - يرتبط بهذا ميلهم في غالبهم للمحافظة، ولا يغير من هذا قناعاتهم بنظريات التطور ومفاهيم كالتحرر الجنسي وغيره.
3 - حتى الاشتراكي المصري الأممي الوحيد الذي أعرفه هنا بالمنتدى، وهو الزميل المحترم حسام يوسف، وجدته طبعة الحزب الوطني، وأقصده كذلك تحديداً في موضوع الجدار الفولاذي.
وللاختصار فما أقوله هو أن أغلب الليبرالين العرب بصفة عامة يميلون للارتباط بالغرب ويدافعون عن حق إسرائيل في الوجود ويهتمون بالديمقراطية السياسية ولو على حساب الديموقراطية الاجتماعية التي هى أساسها، كما لا تعنيهم الديموقراطية الاقتصادية التي هى أساسهما معاً.
الخلاصة هى أن الليبرالين في مصر - خارج الحزب الوطنى حزب المتسلقين والطفيلين بالأساس - قلة ضئيلة جداً لا تجد لها وجوداً سوى في حفريات السياسة المصرية مثل الوفد، وفي أحزاب "التيك أواي" كحزب الغد التعيس

، أو القلة الأكاديمية البيروقراطية، أو على القهاوي
أما أكثر الليبراليين احترماً في مصر فهم - للسخرية - فلول الاشتراكيين الهاربة، لهذا لا أستغرب ان يكون الأستاذ المتميز بهجت ماركسياً سابقاً، حسبما فهمت من كلامه في أحد مواضيعه.
يبقى أننا لو قارنا الليبراليين كعدد بل وقوة ثقافية - قم بإحصاء للمثقفين المصريين واتجاهاتهم، حتى قيل أن الثقافة في مصر يسارية بالأساس - فلن تجد لهم شأناً يُذكر أمام جحافل - جحافل بالمعنى النسبي طبعاً

- اليساريين بالمعنى العام - سواءاً كانوا اشتراكيين أو ناصريين أو قوميين، وهؤلاء بنسبة 90 % قوميين لا غبار عليهم.
كما يبقى التيار الأكثر قوة، وهو الإخوان المسلمين وتلتحق به جميع القوى السلفية، وهؤلاء ينقسمون بين موقف معتدل مسلم عروبي، لا يعادي العروبة، وموقف متطرف يعادي العروبة بغباء باعتبارها ولاءاً بديلاً للإسلام.
كذلك يتميز تيار حزب العمل الذي يقوده مجدي حسين بجمعه بين مفاهيم عامة عن الاشتراكية مع الإسلام والقومية العربية، ويمثل أحد أقوى روافد المعارضة المصرية، وقد تم إغلاق الحزب الآن.
والخلاصة أن الزملاء المصريين بالمنتدى لا يمثلون بأي حال الشعب المصري، فهم نخبة ليبرالية غير معنية بالقضايا الحياتية للشعب المصري، بل مشغولون في الغالب بالقضايا الأوسع أفقاً وأهمية استراتيجية نعم، ولكن البعيدة عن القضايا الملحة التي لا يناقشونها كثيراً.
كما أني لا أجد هنا ولا زميل مصري معارض واحد - بالمعنى العام للكلمة - اللهم إلا الزميل المحترم مواطن مصري.
والحقيقة أني أحياناً أستغرب من هذا الواقع، ما جعلني أشك - مجرد شك - أن اختلافي الشديد مع معظمهم هو السبب في ما يمارسه بعضهم من اضطهاد بحقي كمعارض - طبعاً أغلبهم يعتبرني أحمقاً لأني أعارض مبارك الذي يجب دعمه حتى يتم التخلص من خطر الأصوليين أولاً وعلى الأقل، وهذا طبعاً بفرض أنهم غير راضين عن مبارك، وبعضهم كذلك فعلاً .
فمعظم الزملاء المصريين هنا ملكيين أكثر من الملك ولكل أسبابه طبعاً، فلا أحب أن أزايد على أحد، وهم لا يمثلون سوى تيار واحد ضئيل للغاية في مصر هو التيار الليبرالي، ليس هذا فقط، بل التيار الليبرالي المؤيد لمبارك.
والمثير للسخرية فعلاً هى أن الأفكار التي يعتبرها الإعلام الرسمي المصري متطرفة - واستبعد الأفكار الدينية قليلاً - هى أفكار سواد الشعب المصري

، فليس الرئيس هو من يجب تغييره، بل الشعب المتطرف الحقود
أقول هذا تبرئةً للذمة، وأعلم تماماًًُ ما ستجره على مثل هذه الشهادة من حبايبي الحلوين

وربما عدت للمناقشة في الموضوع الأساسي إذا توفر الوقت لقراءة كل المشاركات.
سلام