{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
البطريرك صفير: محكمة الحريري عليها أن تقوم بعملها.. مهما كان الثمن
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #1
البطريرك صفير: محكمة الحريري عليها أن تقوم بعملها.. مهما كان الثمن
البطريرك صفير: محكمة الحريري عليها أن تقوم بعملها.. مهما كان الثمن

قال في حوار مع «الشرق الأوسط» إن حزب الله انقطع عن زيارته منذ مدة
البطريرك صفير
راغدة بهنام
يعيش «أب» الموارنة في لبنان والمنطقة، منذ أن اعتلى سدة الكرسي البطريركي للطائفة المارونية قبل 24 عاما، شاهدا على الأحداث التي تلم بلبنان، من الحرب الأهلية إلى الصراعات مع إسرائيل وسورية.. طوال هذه السنوات لم يتردد مرة في التعبير عن آرائه بكل صراحة، رغم الجدل الكبير الذي تتسبب به تصريحاته أحيانا كثيرة. عارض الوجود السوري في لبنان طوال أكثر من 20 عاما، بثبات وإصرار. ومنذ نشأة حزب الله بجناحه العسكري، لم يتوقف عن مطالبته بالتخلي عن سلاحه والانضواء تحت جناح الدولة. ولكنه مع ذلك، يتفهم سبب تغيير بعض السياسيين لمواقفهم. يقول «هذه هي لعبة السياسة».

هو المدافع الأول عن حقوق المسيحيين في لبنان التي كفلها لهم اتفاق الطائف، الذي ينص على تقاسم السلطة بالمناصفة بين المسيحيين والمسلمين. فحتى في ظل النقمة المسيحية على الرئيس السابق إميل لحود المقرب من سورية، بعد اغتيال رفيق الحريري، رفض البطريرك أن يسمح بتنظيم مسيرة إلى قصر بعبدا، مقر الرئاسة، لإزاحة لحود بالقوة.. حفاظا على الموقع المسيحي الأول في الدولة.

ومع ذلك، لم يستطع البطريرك الماروني أن يتجنب الجدل حوله، والاتهامات له بالانحياز لطرف ضد آخر بين المسيحيين. حاول أن يصالح المسيحيين مع بعضهم مرارا، بعد أن قسمتهم الحرب الأهلية، فلم ينجح. دائما ما يتعرض لانتقادات بسبب تقربه من مسيحيي «14 آذار». ميشال عون، الزعيم المسيحي حليف «حزب الله»، يقول عنه إنه متحيزّ ولا يتصرف كـ«أب» لكل الموارنة في لبنان. وحتى إنه حاول أن «ينافسه» على زعامة المسيحيين، فزار سورية أخيرا للاحتفال هناك بعيد مار مارون، مؤسس الطائفة. ولكن «المنافسة» لا يشعر بها البطريرك، ولا يأبه بها. يعتبر نفسه «عادلا» مع الجميع، ويفسر هجوم البعض عليه بسبب «عدم الانصياع لآرائهم»، كما يقول لـ«الشرق الأوسط».

مقره في منطقة بكركي الواقعة على كتف الجبل شمالي مدينة بيروت، يعتبر محجة لدى السياسيين اللبنانيين والمواطنين سواسية. سياسيون، يوافقونه آراءه أو يعارضونه، يزورونه باستمرار. حزب الله كان دائما يوفد ممثلين عنه لعقد لقاءات مع رأس الطائفة المارونية. حتى السيد حسن نصر الله نفسه كان يقوم بزيارات لصفير شخصيا، إلى أن انقطعت الزيارات بعد حرب يوليو (تموز) بين حزب الله وإسرائيل.

على الرغم من الجدية التي يتسم بها عادة، فإن البطريرك صفير الذي يبلغ من العمر 90 عاما، لا يتورع عن إلقاء النكات بين الحين والآخر. يبتسم إذا سألته سؤالا حساسا. يفضل الرد بحكمته المعهودة، وابتسامة لا تخلو من مغزى: «أنتم أدرى منا». عندما لفت نظره إلى أنه يشارك حسن نصر الله اسمه، مما يعني أن الأمور المشتركة بينهما قد تكون أكثر مما يتصور، ضحك ورد يقول: «أنا اسمي الأول نصر الله، وهو اسمه الثاني نصر الله».. ولكن صراحته كبيرة، ولا يخاف من الكلام المباشر. فعندما سألته مثلا عن سبب عدم زيارته لسورية للاطمئنان على أبناء رعيته، علما بأنه «بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق»، قال: «زرنا سورية كفاية. فيكفي»! لا يتحدث البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير للصحافة كثيرا. يمرر رسائله عادة عبر زواره، وفي عظات الأحد في الكنيسة، أو في تصريحات إعلامية مقتضبة. لكنه وافق على إعطاء «الشرق الأوسط» حديثا مطولا في مقره في الصرح البطريركي ببكركي، تناول المواضيع الآنية في لبنان من الحملة الأخيرة على رئيس الجمهورية إلى الجدل حول المحكمة الدولية، وعلاقته بحزب الله وسورية، ومستقبله الشخصي.. وهنا نص الحديث:

* فلنبدأ بالحملة على رئيس الجمهورية ميشال سليمان والأصوات التي طالبت باستقالته، قلتم الأسبوع الماضي إن الحملة قد تكون داخلية أو خارجية، من عنيتم تحديدا؟ ميشال عون وسورية؟

- أنا قلت على وجه الإجمال، هناك كثيرون. الحملة لم تأت من فراغ، جاءت لأن هناك أشخاصا يخططون لها، وهناك أشخاص لديهم أغراض شخصية وأغراض سياسية عامة، وهناك من يريدون إزاحة الرئيس ليأتوا محله، وهناك ربما من لديه مخطط آخر.

* هل تعتقدون أن الحملة انتهت؟

- لا ندري إذا كانت انتهت أم لا، هكذا يقول الناس.

* هل أنتم راضون عن أداء رئيس الجمهورية، هل تعتقدون أنه رئيس يوحد اللبنانيين حوله؟

- يسعى إلى التوحيد على قدر المستطاع، وهذا التوحيد لا يتم بعصا سحرية، إنما يجب على الناس أن تلبي النداء، ويبدو حتى الآن أن هناك من لا يريدون تلبية النداء.

* هل تقصدون طاولة الحوار الوطني؟

- الحوار طبعا وغير الحوار.

* في نهاية شهر أبريل (نيسان)، يكون قد مضى 5 سنوات على انسحاب سورية بجيوشها من لبنان، هل تعتقدون أنها بدأت تعود إلى لبنان وإن من دون جيوشها؟

- سورية خرجت من لبنان عسكريا وإنما مدنيا بقيت في لبنان، والسوريون يذهبون ويأتون متى يريدون ويتدخلون في شؤون البلد، فهذا ظاهر.

* هل تقصدون من خلال حلفائهم؟

- من خلال حلفائهم ورجالهم وأعمالهم.

* ولكن هل تعتقدون أن نفوذهم بدأ يكبر من جديد منذ الانسحاب؟

- ربما هناك من اللبنانيين من يريد إعادة السوريين لأغراض شخصية ولكن هذا ليس بظاهر بوضوح حتى الآن.

* رأينا كيف تغيرت سياسة واشنطن تجاه سورية، أعادت سفيرها وبدأت تنفتح عليها، هل تخشون أن يكون ثمن ذلك لبنان مرة جديدة؟

- الدول تسعى لتحقيق مصالحها، فربما اليوم هم مع سورية، ربما غدا تقضي الظروف بأن يكونوا ضد سورية، فهم يعملون بحسب حاجاتهم وظروفهم.

* هناك أيضا تغير على الصعيد الداخلي في التعاطي مع سورية، رئيس الحكومة سعد الحريري زار دمشق ووليد جنبلاط يستعد لزيارتها، ما رأيكم بهذه التغيرات؟

- مصلحة لبنان أن يكون على أحسن علاقة مع جيرانه، والجار الأقرب هو سورية، وهذا شيء طبيعي ولكن هناك أحداث تباعِد بين الجارين ربما وأحداث تقرّب، وهذا تجاذب دائم.

* ما هي برأيكم الأمور التي تباعد بينهما؟ ألا تعتقدون أن العلاقات بدأت تستعيد عافيتها مع تبادل السفراء؟

- تبادل السفراء شيء حسن طبعا، ولكن هذا ليس بكل شيء. هناك طبعا بعض المطامع، ربما يريد السوريون أن يقوم لبنان ببعض أعمال لا يقوم بها، أو يقوم بأعمال لا ترضى عنها، هناك مجالات متشعبة جدا.

* هل تعتقدون أن الحريري وجنبلاط يتنازلان لسورية؟

- رجال السياسة عليهم أن يعملوا في سبيل بلدهم، إذا كانوا صادقين.

* هل تعتقد أن على مسيحيي 14 آذار أن يبادروا بالمثل ويزوروا سورية، تحديدا (زعيم القوات اللبنانية) سمير جعجع والرئيس السابق أمين الجميل؟

- هم يعرفون ما عليهم أن يقوموا به تجاه سورية وتجاه لبنان.

* هل لا يزال جنبلاط يزوركم ويأخذ بمشورتكم؟

- يأتي بعض الأحيان عندما تدعو الحاجة وعندما يجد أن الأمر يقضي بأن يأتي إلى بكركي.

* هل أطلعكم على التغيرات في آرائه تجاه سورية؟

- لا، لم يطلعني.

* ما رأيكم بتبدل آراء جنبلاط حول سورية تحديدا؟

- هذا شيء مألوف لدى رجال السياسة، فهم يبدلون رأيهم كما تتبدل الأحوال، فما من أحد يثبت على رأيه إذا تبدلت الأحوال من حوله.


* ماذا بقي من 14 آذار في رأيكم بعد انسحاب جنبلاط؟

- جنبلاط انسحب ولكن 14 آذار باق على ما هو، وإذا ضعف أداؤه بعض الشيء فهذا لا يعني أنه زال وانمحى.

* يتهمكم البعض، وتحديدا ميشال عون، بأنكم منحازون لمسيحيي 14 آذار، هل أنتم فعلا متحيزون؟

- للناس ألسنة ويمكنهم التعبير عما يريدون بألسنتهم.

* ولكن أنتم ترون أنكم عادلون مع كل الزعماء المسيحيين؟

- طبعا نحن لجميع الناس مع جميع الناس، ولكن إذا أخطأ أحدهم فلا بد أن نشير إلى أخطائه.

* هل يعني هذا أنك تعتبر تحالف ميشال عون مع حزب الله خطأ؟

- هذا شأنه.

* لماذا إذن هذه النقمة عليكم من قبل بعض الزعماء المسيحيين؟

- لا أدري، ربما لأنهم يريدون أن نسير بموجب آرائهم، ونحن لا نسير بموجب آرائهم.

* تحدثتم أيضا الأسبوع الماضي عن المحكمة الدولية الخاصة بالحريري، وقلتم إن الكلمة الفصل لها وجددتم ثقتكم بها. ألا تتخوفون أن تكون المحكمة مسيّسة ويستعملها المجتمع الدولي لمآرب سياسية؟

- يفترض في المحكمة الدولية ألا تكون مسيسة وأن تبحث عن الحقيقة كما هي، وأن تنشرها. فهذا ما هو معلوم لدى جميع الناس، المحكمة الدولية تتعالى عن كل الظروف الآنية في أحد البلدان.

* ولكن هل تعتقدون أنها عادلة فعلا؟

- يفترض أنها عادلة، حتى الآن لم يثبت لنا العكس.


* سمعنا في الأيام الأخيرة كلاما كثيرا عن أن المحكمة متجهة لإدانة حزب الله، هل ستقبلون بأي نتائج تصدر عنها وإن كانت إدانة حزب لبناني هو حزب الله؟

- قبلنا أو لم نقبل، فهذا حكم المحكمة الدولية. وهي لا تسأل أحدا عن الحكم الذي تصدره، والوقائع بين يديها، ونظرا إلى هذه الوقائع تصدر أحكامها، أو هكذا يفترض أن يكون.

* هناك انقسام حول هذه المحكمة في لبنان، ألا تعتقد أنه من الأفضل طي صفحة الماضي والنظر إلى المستقبل عوضا عن تأييد أمر قد يجلب المزيد من المآسي للبنان؟

- العدالة عدالة. ومن شأن العدالة أن تقتص من المجرمين. وإذا كانت هذه المحكمة عادلة، فيجب أن تقوم بعملها.

* ولو كان الثمن عودة العنف...؟

- مهما كان الثمن يجب أن تقوم بعملها.


* هناك انتقادات توجه أحيانا لرجال الدين في لبنان على أنهم يتدخلون في السياسة بلبنان. هل توافقون على ذلك؟

- ربما هناك رجال دين يتدخلون في أمور لا تعنيهم، ولكن رجال الدين كسائر الناس في البلد، ولهم أن يقولوا رأيهم فيما يستجد من أقوال وأعمال في البلد.

* هل ترون أنه من الضروري فصل الدين عن السياسة؟

- هل المطلوب من رجال الدين أن يروا ما يجول حولهم وألا يبدوا رأيهم فيه؟ هم يعيشون في مجتمع ويجب أن يتفاعلوا معه.

* ما رأيك إذن بالزواج المدني الاختياري في لبنان؟

- حتى في الدول التي اتبعت هذا النهج، وأقرت الزواج المدني، فإنهم يعودون إلى الكنيسة بعد الزواج المدني، في فرنسا وغير فرنسا. وهذا أمر لا يقوم على مبادئ بشرية فقط، إنما هناك مبدأ إلهي، ما زوجه الله لا يفرقه الإنسان. ولذلك فإن هذا أمر يعلو على تصرفات الإنسان وله جانب إلهي، وهو الله الذي يجمع الرجل والمرأة...

* يعني هذا أنكم لا تؤيدون إقرار الزواج المدني الاختياري في لبنان؟

- ربما إذا كان كما في فرنسا، يصار إلى الزواج المدني أولا ثم يذهبون إلى الكنيسة، فهذا شيء أتفق عليه...

* هل يخيفكم الزواج المختلط بين الطوائف الذي قد يصبح ممكنا فيما لو أقر قانون الزواج المدني الاختياري؟

- الدين المسيحي يقر الزواجات بين المسلمين والمسيحيين.. ولكن المهم ألا يطلق كل يوم امرأة ويأتي بسواها، فهذا غير مقبول.

* لنعد إلى الدين والسياسة، كيف تنظرون إلى السيد حسن نصر الله، كرجل دين أو سياسي وقائد عسكري؟

- فهو ما هو. نحن لسنا نناقش بصفته.

* هل هناك أمور مشتركة بينكما، إلى جانب الاسم الذي تتشاركان به (نصر الله)؟

- أنا اسمي الأول نصر الله، هو اسمه الثاني نصر الله.

* هل هناك أمور أخرى مشتركة بينكما؟ كلاكما رجل دين...؟

- كلانا لبناني. وهذا يكفي.

* هل لديك رغبة بلقائه؟

- نحن كنا نلتقيه وكان يأتي إلينا، ولكن يبدو أن لديه تطلعاته.

* إذن ما رأيكم به كشخص؟

- هو زعيم طبعا وسياسي وله آراؤه.

* هل تحترمون آراءه؟

- نحن نحترم آراء كل الناس.

* كنتم دائما صريحين بمطالبتكم حزب الله بتسليم سلاحه. ولكن ألا ترون حاجة لوجود مقاومة في ظل وجود جيش ضعيف وجزء من أرضنا لا تزال محتلة وأسرى في السجون الإسرائيلية؟

- القاعدة العامة هي أن كل بلد يجب أن يكون هو المسؤول عما يجري فيه، وأنه ما من بلد فيه جيشان، جيش وطني وجيش آخر خارج عن القاعدة. ولذلك إذا أراد لبنان أن يكون كسائر البلدان، عليه أن يوحد جيشه ويكون له جيش واحد. ولكن الوضع الهش في لبنان هو الذي يمنع وجود جيش موحد.

* إذن هل تعتقد أن على حزب الله أن ينضوي في الجيش اللبناني؟

- إذا أراد أن ينضوي، ولكن الظاهر أنه لا يريد.

* هل تخافون من حزب الله على مسيحيي لبنان؟ هل تعتبرون أنه يهدد وجودهم؟

- لا يهدد، إنما كل خروج عن القاعدة هو بحد ذاته ليس بمقبول، ولكن أن يهدد، الفتنة ربما تذر بقرنها بين المسلمين والمسيحيين، وبين المسيحيين أنفسهم، وبين المسلمين أنفسهم،. هذا شيء إذا أريد له أن يكون فسيكون.

* ما رأيكم بمفهوم المقاومة بشكل عام؟

- المقاومة شيء حسن عندما يكون قد أصاب البلد ظلم، وعلى الناس أن يقاوموا هذا الظلم، وهناك طبعا أساليب متعددة لمقاومتهم.

* هل تؤمنون بالمقاومة المسلحة؟

- هناك ظروف تقضي بأن يتسلح الناس عندما يكونون يدافعون عن قضية عادلة.

* هل تعتقدون أن هناك مبررا لوجود مقاومة مسلحة في لبنان؟

- عادة القضية المقرة (القاعدة) هي أن تكون هناك حكومة والحكومة هي مسؤولة عن أمن المواطنين وعن البلد، والحكومة لها اليد العليا في كل ما يحدث بالبلد.

* لو لم تكن المقاومة في لبنان من صبغة دينية واحدة، لنقل إنها كانت تضم مسيحيين، هل كنتم أيضا تعارضون وجودها؟

- لا فرق، الخروج عن الدولة ليس بمستحب. الدولة هي دولة ويجب أن تكون مسؤولة عن كل ما يجري في البلد.

* هناك سلاح منتشر في لبنان بيد أحزاب كثيرة، وحتى بشكل فردي، هل تعتبرون أن تسليم هذا السلاح مهم أيضا؟

- طبعا، الدولة عليها أن تضبط الأمر وألا يكون هناك سلاح إلا بيد الدولة.

* هل لا يزال هناك تواصل بينكم وبين حزب الله؟

- كانوا يأتون إلينا بطريقة متواترة، أما الآن فيبدو أنهم انقطعوا.

* هل تتمنون أن تعود الاتصالات؟


- نتمنى أن يسود الأمان بين جميع الناس.

* ألا تبادرون أنتم لإجراء اتصال معهم؟

- ما تعودنا أن نبادر.


* هل تعتقدون اليوم أنه يجب تشجيع السلام بين لبنان وإسرائيل؟

- نشجع السلام مع كل الناس ولكن إسرائيل لها أغراضها وغاياتها وأهدافها، هي بلد معتد وقد اعتدى على لبنان أكثر من مرة.

* هل تؤمنون بوحدة المسار والمصير مع سورية، أي ما تقول به سورية حول ربط مصير لبنان بسورية فيما يخص السلام مع إسرائيل؟

- كل بلد له مصيره وحده، فهو كالأفراد، فهم مصيرهم وحدهم. وإذا كانوا إخوة، فهم يبقون إخوة، ولكن كل واحد يشق طريقه كما يراه مفيدا له.

* تعتقدون أن سورية قد تخرق وحدة المسار والمصير وتجري اتفاق سلام مع سورية بمعزل عن لبنان؟

- لا أدري، هذا شأن يخص السوريين، وأنا لا أقر بالأفكار.

* لنتحدث قليلا عن علاقتكم الشخصية بسورية، منذ مدة قلتم إنكم تزورون سورية عندما يحصل إجماع مسيحي داخلي عليها. اليوم بدأت تتغير الأمور، عون زارها وجعجع لم يعترض على زيارة الحريري لها.. ألا تعتقدون أن الوقت حان للزيارة وأن الإجماع حل؟

- نحن زرنا سورية كفاية، فيكفي.

* ليس هناك أي نية قريبة؟

- إذا كان هناك من سبب يدعو، نزورها، وإذا لم يكن هناك ما يدعو فلن نزورها.

* هل أسباب عدم الزيارة سياسية؟

- يمكنك أن تفترضي ما تريدين.

* لديكم رعية كبيرة هناك من الموارنة، ألا تريدون التواصل معهم؟

- طبعا نحن متواصلون معهم، ولهم ثلاثة أساقفة.

* عون زار سورية في عيد مار مارون وقال البعض إنه كرس نفسه كبطريرك للموارنة، ما رأيك بذلك؟

- عال، نحن لا اعتراض لنا.

242424
* ألا يزعجكم هذا الأمر؟

- لا يزعجنا أبدا على الإطلاق.

* البعض يقول إن انقسام المسيحيين سبب ضعفهم، والبعض الآخر يقول إنه يحميهم، ما رأيكم؟

- القاعدة هي أن يكون الناس متفاهمين مع بعضهم البعض، وإذا لم يتفاهموا فهذا دليل على انشقاق، ولكن إذا كانت هناك آراء مختلفة، فهذا مقبول، فلا يمكن لجميع الناس أن يكونوا من رأي واحد، ولكن يبقى ضمن حدود مقبولة.

* هل تعتقدون أن حدود الاختلاف مقبولة بين المسيحيين؟

- هناك من لا يزال ضمن حدود الاختلاف المقبول، وآخرون يتخطونه.

* هل ما زلتم تسعون لمصالحة المسيحيين؟

- المسيحيون سياسيا منقسمون، ولكن ربما رأوا أن هذا ما يفيدهم، فيبقى قسم مع هذه الفئة وقسم آخر مع الفئة الثانية. هم يعرفون ما يريدون.

* كانت هناك دعوات من قبل البعض لإلغاء الطائفية السياسية في لبنان، ما رأيكم بذلك؟

- إلغاء الطائفية السياسية يعني أن هناك فئة تريد أن تسيطر على كل شيء، وهذا أمر غير مقبول.
فما دام الأمر على ما هو عليه يجب أن يكون هناك طوائف وكل طائفة تسعى إلى خيرها ضمن المجموعة.

* ألا تعتقدون أن هذه المحاصصة الطائفية تزيد من الفساد في الدولة؟

- الطائفية موجودة منذ زمن بعيد، في لبنان 18 طائفة ولذلك إذا محونا الطائفية تماما فلا بد أن تسود الطائفة الكبرى، وهذا ليس بمرغوب فيه.

* هل تعتقدون أنه يجب إعادة النظر في اتفاق الطائف الذي يعطي للمسيحيين والمسلمين الحكم بالمناصفة، لأن أعداد المسيحيين تقل؟

- عندما يعلنون ذلك، لكل حادث حديث.

* هل أنتم قلقون على وجود المسيحيين في لبنان؟

- وجود المسيحيين كان وسيبقى وهو ليس من الأمس. منذ أن نشأت المسيحية كان هناك مسيحيون في لبنان، وسيبقون هنا بإذن الله. طبعا يتضاءل العدد، ولكن في الوقت الحاضر أعتقد أنه لا يبعث على الخوف.

* تستعدون لزيارة الفاتيكان في 21 أبريل (نيسان)، وكلما تكون لديكم زيارة للفاتيكان تبدأ التكهنات هنا أنكم تريدون التنحي عن الكرسي البطريركي. هل هذا صحيح أم مجرد شائعات؟

- فليقولوا ما يريدون. أنا لست قيما على ألسنة الناس.

* لن تفكروا أبدا في الاستقالة أو التنحي؟

- عندما يحين الوقت.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-31-2010, 12:35 AM بواسطة بسام الخوري.)
03-31-2010, 12:02 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
أبو نواس غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,485
الانضمام: Jan 2002
مشاركة: #2
RE: البطريرك صفير: محكمة الحريري عليها أن تقوم بعملها.. مهما كان الثمن
اقتباس: البطريرك صفير: محكمة الحريري عليها أن تقوم بعملها.. مهما كان الثمن

يهرف! ... (وهذا ليس بمستغرب من رجل بلغ الخامسة والثمانين ... لا أبا لك، ولم يسأم ..24)

المحكمة الدولية لن تقوم بعملها ... وإن فعلت فلكي تنثر دم الحريري بين القبائل (وهي المافيات اللبنانية السورية التي كانت تحكم لبنان، وكان الحريري "المرحوم" عضوا فيها)
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-31-2010, 01:27 AM بواسطة أبو نواس.)
03-31-2010, 01:24 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #3
RE: البطريرك صفير: محكمة الحريري عليها أن تقوم بعملها.. مهما كان الثمن
برأي ستشير الى القتلة فقط لكي نحتقرهم ونعرفهم على حقيقتهم ونبصق عليهم لا أكثر



103103103
03-31-2010, 08:41 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
أسامة مطر غير متصل
بطلت أتجوز القضية ... إسألوني ليه
*****

المشاركات: 1,149
الانضمام: Mar 2007
مشاركة: #4
RE: البطريرك صفير: محكمة الحريري عليها أن تقوم بعملها.. مهما كان الثمن
(03-31-2010, 01:24 AM)أبو نواس كتب:  
اقتباس: البطريرك صفير: محكمة الحريري عليها أن تقوم بعملها.. مهما كان الثمن

يهرف! ... (وهذا ليس بمستغرب من رجل بلغ الخامسة والثمانين ... لا أبا لك، ولم يسأم ..24)
... وهي المافيات اللبنانية السورية التي كانت تحكم لبنان ...

أسجل احتجاجي على كلمة كانت 25
03-31-2010, 09:03 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #5
RE: البطريرك صفير: محكمة الحريري عليها أن تقوم بعملها.. مهما كان الثمن
نصرالله: محكمة الحريري الدولية استدعت أعضاء من حزب الله
حسن نصر الله

أكد نصر الله أن المدعى العام استدعى أعضاء الحزب كشهود

أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أن المحكمة الدولية للتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري استدعت عددا من أعضاء الحزب للتحقيق معهم.

وأكد نصر الله أن مكتب المدعي العام للمحكمة في بيروت استدعى 12 من أعضاء الحزب، ,انه الآن يقوم باستدعء ستة أعضاء آخرين.

قال نصر الله إن مكتب المدعي العام أكد أنه استدعى أعضاء في الحزب كشهود وليس كمشتبه بهم، وإن كان أشار إلى أنه لا يمكن التكهن بما يجلبه المستقبل.

واشار, ردا على سؤال, ان مثل هذه الاستدعاءات "حصلت في الماضي", في الاشهر الاخيرة من العام 2008 وفي 2009, "لكن الملفت انه لم تتم اثارة كل هذه الضوضاء التي حصلت خلال الاسابيع الاخيرة".


واوضح انه تم في العام 2005, بعد اغتيال الحريري في عملية تفجير في
شباط/فبراير 2005, "استدعي كثير من اللبنانيين, انما لم يكن هناك استدعاء
لافراد على انهم من حزب الله او ليتم سؤالهم عن احد من حزب الله".


وقال نصرالله ان بين الذين تم استدعاؤهم اخيرا هناك "مسؤول ثقافي" في الحزب
و"اخ يعمل في اطار جهادي ومعني بالتواصل مع الاخوة الفلسطينيين خصوصا في فلسطين المحتلة".

وتنشر وسائل الاعلام المحلية منذ اسبوعين اخبارا رفضت المحكمة الدولية
تاكيدها, عن قيام فريق التحقيق التابع لمكتب المدعي العام في المحكمة الخاصة
بلبنان باستجواب عناصر من حزب الله.

وكان مجلس الأمن الدولةث قد شكل المحكمة المذكورة عام 2007 للتحقيق في اعتيال الحريري.

وورد في التقرير الأولي الذي نشرته المحكمة في شهرمارس/آذار أن محققيها يقتربون من نحديد هوية الانتحاري الذي نفذ الانفجار الذي راح ضحيته الحريري.
04-01-2010, 12:39 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #6
RE: البطريرك صفير: محكمة الحريري عليها أن تقوم بعملها.. مهما كان الثمن
لننتظر ونرى كلمة من ستمشي بالنهاية نصر الله حسونة أم نصر الله أبو صفارة صفير


242424
http://www.daralhayat.com/portalarticlendah/165449
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 07-24-2010, 12:53 AM بواسطة بسام الخوري.)
07-24-2010, 12:45 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #7
RE: البطريرك صفير: محكمة الحريري عليها أن تقوم بعملها.. مهما كان الثمن
باريس تؤكد دعمها للمحكمة الدولية وتشدد على استقلاليتها ومهمتها
السبـت 12 شعبـان 1431 هـ 24 يوليو 2010 العدد 11561
جريدة الشرق الاوسط
الصفحة: أخبــــــار
باريس: «الشرق الأوسط»
أعربت باريس أمس عن دعمها وتمسكها بالمحكمة الدولية، وحرصها على أن تقوم بعملها في محاكمة الضالعين في جريمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري ورفاقه. وقالت الخارجية الفرنسية، أمس، إن باريس «متمسكة بالعدالة الدولية»، ليس فقط من خلال المحكمة الخاصة بلبنان، بل في كل بلدان العالم، حيث ظهرت الحاجة للجوء إلى العدالة الدولية. وشدد برنار فاليرو، الناطق باسم الخارجية، على أن بلاده تريد أن تلقي المحكمة «كامل الضوء» على عملية اغتيال الحريري، وعلى وقوف فرنسا إلى جانب اللبنانيين في «رفضهم الإفلات من العقاب» للضالعين في عملية الاغتيال. ومن جانب آخر، ركزت الخارجية الفرنسية على «دعمها» للمحكمة وللمهمة التي تقوم بها، خصوصا تمسكها بأن تعمل «بكل استقلالية وصفاء»، بعيدا عن الضغوط بكل أنواعها، وبعيدا عن السعي للتأثير على عملها. واعتبر فاليرو أن المحكمة بحاجة إلى هذه الاستقلالية، نافيا أن تكون باريس على اطلاع على أجندة المحكمة أو على مضمون المطالعة الاتهامية التي ينتظر أن يقدمها مدعي عام المحكمة دانيال برنار «قبل نهاية العام الحالي» وفق تصريحات رئيس المحكمة القاضي الإيطالي كاسيزي.

http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=579481&issueno=11561
ظهر السيد حسن نصر الله، بصراحة يشكر عليها، عندما طالب، في خطابه أول من أمس، خصومه من قوى «14 آذار» بوقف الاتهام المنتظر من المحكمة الجنائية الدولية ضد أفراد في حزبه وإلا...! اشتكى من أن حزب الله وحده هو الملاحق، لا سورية أو الضباط الأربعة، موحيا باستخدام القوة مرة ثانية ضدهم!

زعيم حزب الله يهدد بأنه سيأخذ كل لبنان، لا تيار «14 آذار»، إلى الهاوية ما لم يوقف الاتهام الظني الآتي ضد بضعة أفراد من حزبه، حتى من دون أن يمنح فرصة للمحكمة أن تقدم أدلتها ضدهم.

فما الذي يستطيع قادة «14 آذار» أن يفعلوه لإرضائه؟ هل يمكن أن يفعل المعني الأول، أي سعد الحريري، أكثر مما أعلنه بأنه مستعد للتنازل عن دم أبيه من أجل مصلحة لبنان واستقراره؟

لا ندري كيف ستوقف التهم. فالمحكمة، وإن كانت تستند إلى القوانين اللبنانية، أصبحت دولية. أيضا، صارت حقيقة في هولندا بمبنى وقضاة وسكرتارية، صارت في رعاية مجلس الأمن، وتحت حماية الفصل السابع الذي يجيز استخدام القوة لتنفيذ قراراتها. السيد حسن يريد من الحريري أن يطلب من القوى الإقليمية أن تطلب من القوى الكبرى أن توقف المحكمة، فكيف يمكنها ذلك والمحكمة افتتحت جلساتها في مارس (آذار) من العام الماضي؟ كيف يمكن تجميدها وهناك ميزانية لثلاث سنوات بقي فيها نصفها؟

وهي ليست محاكمة قتلة الحريري، بل قتلة يمثلون معظم اللبنانيين، ومن الخطأ اختزال القضية فقط في اغتيال الحريري، رئيس الوزراء الأسبق والشخصية السياسة المحورية، بل هي محاكمة لأكبر عمليات اغتيال في التاريخ الحديث وفي العالم كله، لا لبنان وحده. لقد قُتل اثنان وعشرون شخصية أخرى فاعلة في الساحة اللبنانية في غضون 14 شهرا، واحدا بعد الآخر. قُتل حزبيون ونواب وإعلاميون ومفكرون وقيادات عسكرية، جميعهم يشتركون في انتمائهم إلى «14 آذار».

طبعا من حق حزب الله أن يشعر بالخوف والحنق. الخوف لأن محاكم دولية جلبت في النهاية أنظمة وحكومات لمواجهة قضاتها وسجونها. والحنق لأن المتهمين الآخرين تم استبعادهم من قائمة المتهمين، تحديدا سورية والجنرالات الأربعة.

المشكلة أن زعيم حزب الله، الذي دعا إلى طي الصفحة وبدء تاريخ جديد مع خصومه ويريد منهم أن ينقذوا رجاله المتهمين المحتملين، في الوقت نفسه يهددهم بسلاحه منذرا بتكرار احتلال بيروت الغربية. ليس هذا فقط، بل طلب من اليتامى والأرامل صراحة أن يعلنوا توبتهم، ويذيعوا ندمهم! يريدهم أن يسامحوا، ويبرئوا رجاله، ويقبلوا يديه امتنانا. رائع جدا، فهذه ليست لغة المنطق أو المصالحة، بل لغة الممسك بالمسدس يملي على العزّل ما يريد.

لا ضرورة للدخول في جدل السنوات الخمس العنيفة لأنها راسخة في أذهان كثير من أهل المنطقة، وفتحت عيون الغالبية التي كانت لزمن طويل تصدق شعارات مواجهة العدو، مجرد خزعبلات افتضحتها الأحداث الماضية. ومهما ظن البعض في فريق حسن نصر الله أنه قادر على تخويف الأغلبية اللبنانية بسلاح الحزب وميليشياته، التي تزداد عددا وقوة، فإن الجميع جرب كيف أن استخدام القوة سلاح ذو حدين يرتد دائما على صاحبه.

الأحرى بالسيد أن يجعلها دعوة للمصالحة بمشروع جديد يضع فيه سلاحه وميليشياته تحت سلطة الدولة، حتى يأمن الناس على أنفسهم، لكن خطابه الأخير سيزيد من الشك والتخندق.

alrashed@asharqalawsat.com

http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=579507&issueno=11561
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 07-24-2010, 10:13 AM بواسطة بسام الخوري.)
07-24-2010, 10:06 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #8
RE: البطريرك صفير: محكمة الحريري عليها أن تقوم بعملها.. مهما كان الثمن
قوى 14 آذار ترفض حديث نصر الله وتستغربه واحتمالات التصعيد تطغى على أجواء التهدئة

حوري لـ«الشرق الأوسط»: ما نقله عن الحريري اختلاق لا أساس له من الصحة
رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في لقاء عقده في بيروت مع وفد يمثل الشباب اللبناني المغترب أمس (دالاتي ونهرا)
بيروت: بولا أسطيح
انعكس خطاب أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، الأخير استغرابا وتشنجا في صفوف قوى 14 آذار التي سارعت إلى الرد على كل ما طالها من اتهامات وانتقادات. وبينما فضّلت كتلة المستقبل التي يتزعمها رئيس الحكومة سعد الحريري عدم إصدار أي بيان بعد اجتماعها الدوري، علمت «الشرق الأوسط» أن أجواء من الاستغراب والقلق سادت اللقاء.

عضو كتلة المستقبل، عمار حوري، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «ما نقله نصر الله عن الحريري اختلاق لا أساس له من الصحة، وما سمعناه منه أن الحريري أبلغه أن المحكمة ستدين عناصر غير منضبطة من حزب الله غير صحيح. كل ما جرى التباحث فيه بعض المعطيات الإعلامية، فلا أحد يعلم فحوى القرار الظني إلا قضاة المحكمة، وكل محاولة للإيحاء بعكس ذلك محاولة ساقطة، ولا بد أن أشكنازي بنى معطياته على أحاديث وهاب وقنديل وسماحة».

ولفت حوري إلى أن «اللبنانيين عامة وتيار المستقبل خاصة لن يقبل بقرار المحكمة في حال لم يبن على دلائل وقرائن قاطعة»، وأضاف: «نحن نستغرب ما صدر عن السيد نصر الله وفي هذا التوقيت بالذات بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها زيارة الرئيس الحريري إلى سورية».

وعن دعوة نصر الله أفرقاء 14 آذار لمراجعة حساباتهم السياسية ومصارحة قاعدتهم بأخطائهم، قال حوري: «نحن قمنا ونقوم بمراجعة مواقفنا السياسية وهذا ما أدى إلى فتح صفحة جديدة مع سورية، ولكن هل سعى الفريق الآخر للاحتذاء بنا ومراجعة أخطائه الماضية من احتلال وسط بيروت ومحاصرة السراي الحكومي..».

وإذ أبدى وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون تفهمه لـ«هواجس حزب الله، الذي يبدو مستهدفا من أكثر من جهة، خصوصا من إسرائيل التي تستهدف لبنان كله»، شدّد على «ضرورة الحرص على عمل المحكمة الدولية التي نتجت من طلب وإجماع لبناني تكرّس في هيئة الحوار وفي البيان الوزاري، خصوصا أن اغتيالات سياسية عدّة شهدها لبنان في السابق ولم يتمكّن القضاء اللبناني من التوصل إلى معرفة مرتكبيها ومحاسبتهم».

وأكد فرعون أن الحكومة حريصة على الوحدة الوطنية وعلى تجنب الفتنة، خصوصا في هذه المرحلة الدقيقة التي تشهدها المنطقة، مشيرا إلى «ضرورة عدم استباق قرارات المحكمة ذات الطابع الدولي، خصوصا أن هذه المحكمة تخضع للمحاسبة الدولية.. مع ضرورة عدم تسييس عمل المحكمة القضائي ولو كانت الظروف التي تحيط بها ونتائج أعمالها لها جوانب سياسية».

وعن دعوة أمين حزب الله فريق 14 آذار إلى إعادة النظر في توجهاته، قال فرعون إن «المهم اليوم هو المحافظة على الإجماع على مقررات هيئة الحوار وعلى تسوية الدوحة، خصوصا لجهة عدم التخوين، إلا أن فريق 14 آذار بقي مخلصا لالتزاماته الوطنية على طاولة الحوار ومؤتمر الدوحة والبيان الوزاري، في وقت انقلب فريق 8 آذار على هذه الالتزامات في أكثر من محطة».

من جهته، استغرب وزير الدولة عدنان القصار «الضجة المثارة بشأن المحكمة الدولية»، واعتبر الجدل المستجد حولها «غير مبرر»، لا سيما أن أيا من الفرقاء الداخليين لم يتّهم أحدا بجريمة اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري، مذكرا بأن «المحكمة الدولية لم تصدر قرارها الظنّي بعد ولم تلمّح لا من قريب ولا من بعيد بضلوع أي فريق لبناني».

كما استهجن القصار «عودة اللهجة التخوينية إلى الساحة السياسية ما بين الفرقاء في الموالاة والمعارضة، بعد الهدوء الذي شهدته البلاد في المرحلة الماضية لا سيما بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وائتلاف كل القوى فيها»، ولفت إلى أن «التراشق الكلامي والردود المضادة لا يصب في المصلحة الوطنية على الإطلاق، لا بل يزيد الوضع الداخلي تأزما ممّا ينعكس توترا على الأرض، وهو الأمر الذي لا تحتمله البلاد بأي شكل من الأشكال».

ودعا عضو كتلة الكتائب اللبنانية، النائب نديم الجميل، قوى 14 آذار إلى الاجتماع في «البريستول» لتقييم الوضع الذي يمر به البلد، معتبرا أن «كلام الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، بدا كأنه تهديد من جديد، حين قال إنه إذا صدر القرار فسوف نتصرف»، مؤكدا أنه «لن يسمح لنصر الله بالتصرف في البلد، لأنه قد رأينا أنه تصرف في عام 2006 وخرّب البلد، وفي 7 ما رس (أيار) من عام 2008 أيضا تصرف وخرب البلد وشوّه سمعته».

إلى ذلك، شدد الجميل على أنه «لن يُسمح بأن يتحول القرار الظني للمحكمة الدولية إلى فتنة»، مضيفا: «هناك جهة قامت باغتيال الرئيس رفيق الحريري، ولا أتهم أحدا، ويجب معرفة الحقيقة حتى لا تتكرر جرائم من هذا النوع».

وقال القيادي في تيار المستقبل، النائب الأسبق مصطفى علوش: «موقفنا من القرار الظني واضح، فنحن ننتظر التحليلات المادية وأن يكون مبنيا على وقائع وحقائق، أما إذا كان القرار الظني ضعيفا فموقفنا سيختلف، لأننا لا نرضى باتهام بريء».

ولفت إلى أن خطاب الأمين العام لحزب الله «كان أقل حدة بالنسبة للتوتر الذي حصل في السابق»، مشيرا إلى أن «نصر الله أكد بالأمس الذهاب في النهاية بوجه المحكمة الدولية».

واعتبر عضو كتلة زحلة بالقلب، النائب إيلي ماروني، أن على الأمين العام لحزب الله «السيد نصر الله أن يقدر تعالي عدد كبير من المسؤولين على جراحهم وذهابهم إلى سورية بدلا من أن يقوم بانتقادهم».

واعتبر ماروني أن «نصر الله كان بالأمس محاميا غير ناجح عن قضية دفعنا دما لأجلها»، مشيرا إلى «أننا لم نعرف لماذا قتل الذين قتلوا ولماذا كانوا من لون سياسي واحد».

وفي الإطار عينه، رأى عضو كتلة القوات اللبنانية النائب أنطوان زهرا أن كلام نصر الله «غير مقبول بالنسبة إلى 14 آذار»، معتبرا أن «ما حصل خلال الـ5 سنوات إنجازات إيجابية جدا على طريق بناء الدولة، ومنها الحصول على المحكمة ذات الطابع الدولي التي تسعى لإظهار الحقيقة وكشف من اغتال القيادات السياسية». واعتبر النائب عن «الجماعة الإسلامية»، عماد الحوت، أن السجالات حول القرار الظني للمحكمة الدولية «مضرة لمسيرة الوصول إلى الحقيقة في ملف اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري»، وأن على جميع اللبنانيين أن يعوا مخاطر القرار الظني، داعيا إلى التعامل مع هذا القرار بحكمة وروية عبر المؤسسات بعيدا عن الإعلام.
07-24-2010, 10:25 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #9
RE: البطريرك صفير: محكمة الحريري عليها أن تقوم بعملها.. مهما كان الثمن
http://www.al-akhbar.com/ar/node/199354
الأسد للحريري: لا حرب إسرائيليّة ولا حرب بديلة ولكن الفتنة

القرار الظنّي كان حاضراً في لقاءات الأسد ـ الحريري (أرشيف ــ أ ف ب)القرار الظنّي كان حاضراً في لقاءات الأسد ـ الحريري (أرشيف ــ أ ف ب)على هامش خلوة الرئيسين بشّار الأسد وسعد الحريري، أوحت المواجهة الجديدة أنها تودّ تخطي الخلاف حول القرار الظنّي إلى الخلاف على بقاء المحكمة الدولية أو زوالها. وحدها المحكمة بقيت ــ أو تكاد ــ آخر ثمار حقبة 2005 ــ 2008

نقولا ناصيف
بعض الإشارات التي خاطبه بها الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، مساء الخميس، في معرض الحضّ على تفادي فتنة يُخشى أن يتسبّب بها القرار الظنّي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، سمعها رئيس الحكومة سعد الحريري من الرئيس السوري بشّار الأسد في خلوتهما الأولى يوم الأحد 18 تموز، في دمشق.
قبل 24 ساعة من اجتماع هيئة المتابعة والتنسيق اللبنانية ـــــ السورية، ذلك الأحد، أوفد الحريري أحد أقرب معاونيه رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العقيد وسام الحسن إلى دمشق لمقابلة رئيس فرع المنطقة (دمشق) ورئيس فرع ريف دمشق اللواء رستم غزالة، وإبلاغه رغبة رئيس الحكومة تمديد إقامته في دمشق يوماً إضافياً بغية الاجتماع بالرئيس السوري. واستجابة لهذه الرغبة، اتخذت دوائر قصر الضيافة السوري إجراءات مبيت الحريري فيه اليوم التالي.
بين ملفات شتى ناقشها الرجلان، كان القرار الظنّي في اغتيال الحريري الأب، المرجح صدوره في أيلول أو تشرين الأول المقبل، وانعكاسه على الاستقرار في لبنان. كان الرئيس السوري لدى استقباله الوزراء اللبنانيين ونظرائهم السوريين المشاركين في اجتماع هيئة المتابعة والتنسيق، قد قصر كلامه على موضوع «تقني» هو العلاقات الثنائية بين البلدين ونتائج أعمال الهيئة، وقال للوزراء إن الكلام السياسي يتداوله مع الحريري في اجتماع لاحق.
إلا أن الخلوة المسائية لم تقتصر عليهما، بل شارك فيها مستشار الملك السعودي ابنه الأمير عبد العزيز بن عبد الله الذي دخل على خط معالجة السجال الساخن في لبنان بين طرفي النزاع حيال القرار الظنّي. وبدت مشاركة عبد العزيز جزءاً من دور أعربت المملكة عن رغبتها في الاضطلاع به بغية الحؤول دون فتنة سنية ـــــ شيعية تنفجر في لبنان جراء اتهام عناصر من حزب الله بالضلوع في اغتيال الرئيس السابق للحكومة.
وبحسب مطّلعين عن قرب على مداولات خلوة الأسد والحريري مساء الأحد، يمكن القول إنها تناولت الأمور الآتية:
1 ـــــ قال الأسد للحريري إن عليه أن لا يخشى حرباً إسرائيلية على لبنان، لأن الأميركيين غير جاهزين لها، ولا لحرب بديلة من الحرب مع إيران عبر حرب على لبنان، ولا تستطيع إسرائيل إلا التهويل. إلا أنها في واقع الأمر تريد الفتنة في لبنان لا الحرب معه في الوقت الحاضر، ولذا لا تكفّ عن التحريض على حزب الله.
2 ـــــ لاحظ الرئيس السوري أن للحريري والسعودية وتركيا دوراً مهماً في درء فتنة تعتمد المحكمة الدولية وسيلة لها، وخصوصاً أن إسرائيل ترمي من الفتنة إلى انفجار الوضع في لبنان. وعلّق أهمية خاصة على السعودية وتركيا في هذا الشأن كونهما قادرتين على المساعدة والتحرّك على نطاق أوسع لدى الدول المعنية.
عبد العزيز بن عبد الله شارك في خلوة الأسد والحريري يوم الأحد

3 ـــــ لفت الأسد، في معرض استعادته والحريري خطاب نصر الله الجمعة 16 تموز، إلى أن النبرة العالية للأمين العام مردّها إلى أنه ـــــ كالحريري ـــــ يطلب الحقيقة في اغتيال الحريري الأب، إلا أنه يطلب كذلك تصحيح مسار المحكمة الدولية وعدم تحوّلها منبراً للتحريض على فريق لبناني، ولا خصوصاً على حزب الله. وأكد أيضاً أن سوريا، كحزب الله، لا يمكنها التسليم بقرار ظنّي على هذه الصورة. كان رئيس الحكومة قد أطلع الرئيس السوري على فحوى حوارهما في الاجتماع الذي عقداه، وفاتح فيه الحريري نصر الله في مضمون قرار ظنّي يتهم حزب الله باغتيال الحريري الأب، ويلصق التهمة بعناصر غير منضبطة.
4 ـــــ أكد الرئيس السوري أن الجميع يريد الحقيقة وكشف قتلة الرئيس الراحل، إلا أن هذه الحقيقية يتعيّن أن تكون منزّهة وغير مسيّسة، وليست جسراً إلى تحقيق ما اعتبره المشروع الأميركي ـــــ الإسرائيلي في المنطقة.
5 ـــــ حضّ الأسد رئيس الحكومة اللبنانية على تواصل دائم مع حزب الله وأمينه العام من خلال التوصّل إلى تفاهمات تثبّت عناصر الثقة والاتفاق بينهما. غداة عودة الحريري إلى بيروت، قصد المعاون السياسي للأمين العام الحاج حسين الخليل دمشق، واطلع على نتائج محادثات الرئيسين، وتبلغ الموقف السوري الذي كان محور أحاديث الأسد والحريري، وهو أن دمشق تعتبر استهداف المقاومة استهدافاً لها.
6 ـــــ نصح الرئيس السوري للحريري بالاضطلاع بدور في إيجاد حلّ للقرار الظنّي يجنّب اللبنانيين نزاعاً جديداً وفتنة خطيرة. إلا أنه أكد له في المقابل استعداد سوريا للمساعدة في سبيل تحقيق موقف لبناني موحّد في مواجهة قرار ظنّي يهدّد الوحدة الوطنية بخطر الانفجار. وعوّل على الحريري للعمل على تحقيق موقف موحّد كهذا. ولاحظ أيضاً أن موقفاً لبنانياً جامعاً ضد الفتنة وضد تسييس القرار الظني، من شأنه توجيه رسالة بالغة الدلالة إلى الدول المعنية بالأمر.
كانت وجهة نظر الأسد أن على الحريري المبادرة إلى موقف يريح المقاومة ويبدّد هواجسها ومخاوفها، ما دام نصر الله يؤكد باستمرار تأييده المحكمة الدولية خالية من التسييس.
غير أن المطّلعين أنفسهم يشيرون أيضاً إلى بضعة انطباعات رافقت اجتماعات الأحد والاثنين في دمشق:
حضّ الأسد الحريري على تفاهمات مع نصر الله تعزّز الثقة بينهما

أولها، أن سوريا لم تخفِ قلقها من انعكاسات القرار الظنّي على الداخل اللبناني في حال اتهام عناصر في حزب الله. ومن غير أن تتخذ موقفاً سلبياً منها، اعتبرت دمشق أنها غير معنية بالمحكمة الدولية، وقد تعاونت معها خلافاً لـ11 دولة ذكرت تقارير لجنة التحقيق الدولية في أوقات متفاوتة أنها لم تستجب طلبات التعاون معها، ولم تفصح عن هوية الدول الـ11. مع ذلك لا اتفاق تعاون بين سوريا والمحكمة الدولية.
ثانيها، كان من السهل تلمّس التطور المطرد في علاقة الحريري بالأسد الذي أحاطه بكل اهتمام، وبدا أن الثقة المتبادلة بين الرجلين قطعت شوطاً بعيداً في ترسيخ اتفاقهما على العديد من الملفات اللبنانية والإقليمية.
كان اللافت أيضاً المقاربة المختلفة التي بدأ الحريري يرسي من خلالها علاقته بسوريا ورئيسها بعد خمس سنوات من المواقف المتشدّدة التي امتزجت فيها العدائية بالأوهام. وبمقدار ما ترغب دمشق في توطيد علاقتها به، تلاحظ أنه لم ينجح بعد في بلوغ تفاهمات مع حزب الله كالتي عقدها معه والده الراحل، واستطاع ـــــ وخصوصاً في الأشهر الأخيرة من حياته ـــــ إرساء أوسع تفاهم مع نصر الله حول علاقة حزب الله بالدولة اللبنانية، وعلاقة المقاومة بخطط الإعمار والتنمية لكنها تجد نفسها معنية بتطمين الحريري وضمان أوسع مظلة حمايةً لدوره على رأس حكومته، واستقرار حكومة الوحدة الوطنية، كلما أظهر اقترابه من ثوابت الاستراتيجيا السورية في الصراع مع إسرائيل، بما في ذلك حماية المقاومة.
ثالثها، رغبت دمشق إلى الحريري في عدم الاكتفاء بالتفاهم مع حزب الله، بل أيضاً الانفتاح على الزعماء والسياسيين السنّة الآخرين، واستيعاب الآراء المختلفة في الشارع السنّي. ويلتقي الموقف السوري مع تحرّك سعودي في الاتجاه نفسه كان قد عبّر بدوره عن قلقه من تنافر مواقف بعض الأفرقاء في تيّار المستقبل، وقت لا تخفي الرياض ـــــ تبعاً للمطّلعين أنفسهم ـــــ مخاوفها من عدم إمساك الحريري بتيّار المستقبل تماماً، وهي لم تتردّد في التدخّل لدى بعض نواب التيّار من أصدقائها الذين كادوا يخرجون منه، متمسّكة بأن يكون رئيس الحكومة الوعاء القادر على استيعاب تناقضات الشارع السنّي وسياسييه، والقادر في الوقت نفسه على قيادته.
CoolCoolCoolCoolCoolCool


خلوتا الأسد والحريري: البحث عن مخرج لمأزق المحكمة الدولية

الأسد متوسطاً الحريري وداوود أوغلو في دمشق أمس (سانا)الأسد متوسطاً الحريري وداوود أوغلو في دمشق أمس (سانا)
ذهب الرئيس سعد الحريري و13 وزيراً إلى دمشق لتثبيت شرعية العلاقات المميّزة من خلال المجلس الأعلى السوري ـ اللبناني. وأتى إقرار الاتفاقات ومذكرات التفاهم الـ18 لتأكيد معادلة أنّ ما صحّ في زمن الوصاية يصحّ اليوم

نقولا ناصيف
اليوم اللبناني الطويل في دمشق انتهى أمس باستقبال الرئيس السوري بشّار الأسد رئيس الحكومة سعد الحريري، للمرة الثالثة في أقل من 24 ساعة. ومقدار ما خُصّصت الساعات الطويلة من اجتماعات دمشق، الأحد، للعلاقات اللبنانية ـــــ السورية في أول اجتماع لهيئة المتابعة والتنسيق اللبنانية ـــــ السورية منذ ست سنوات، خصصت الخلوتان الأخريان بين الأسد والحريري للمأزق الذي ينتظر لبنان، ورئيس الحكومة بالذات وكذلك حكومته، في المرحلة المقبلة مع تصاعد غير مألوف في وتيرة الانقسام والتشنّج والمواقف المتصلّبة بإزاء القرار الاتهامي الجاري الكلام عن احتمال صدوره عن المحكمة الدولية بعد أقل من شهرين. وهو مأزق تبدو سوريا هذه المرة، أكثر من أي وقت مضى، في منأى عنه. بل تبدو مدعوّة إلى الاضطلاع بدور مساعد يخفف وطأة تصعيد يضع الاستقرار الداخلي في مهب الريح.
وتبعاً لمطّلعين عن قرب على مسار العلاقات اللبنانية ـــــ السورية، وخصوصاً ما يتصل بعلاقة الحريري بالأسد، ألقت المحكمة الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري بثقلها على خلوتي الرجلين، في ضوء معطيات كانت بيروت مسرحها في الأسابيع الأخيرة وتبلّغت دمشق نتائجها، اتصلت على نحو مباشر بما يشاع عن احتمال اتهام القرار الظني أعضاءً في حزب الله بالضلوع في جريمة اغتيال الرئيس الراحل.
بعض تلك المعطيات أشار إلى الآتي:
1 ـــــ طلب رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط من رئيس الحكومة الإسراع في إيجاد المخارج الملائمة لتدارك اتهام حزب الله باغتيال والده، واتخاذ مواقف تنقذ استقرار الوضع الداخلي وتجنّبه انفجاراً حقيقياً إذا ما وُجّهت أصابع الاتهام إلى حزب الله. ردّ الحريري كان تحبيذه ترك المحكمة الدولية تحدّد مسارها بنفسها دون تدخّله فيها من أجل كشف حقيقة قتلة والده، وقد باتت خارج أي تأثير لبناني فيها.
2 ـــــ أوفد جنبلاط إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان الوزير وائل أبو فاعور، طالباً منه السعي لدى رئيس الحكومة في إطار الجهد نفسه. بدوره، فاتح الرئيس ـــــ الذي سبق أن قال إنه يحمي المقاومة برموش العين ـــــ الحريري في الأمر. فكرّر الأخير الموقف نفسه: لتأخذ المحكمة مجراها.
3 ـــــ تزايد وتيرة الردود المتبادلة بين حزب الله وحلفائه وتيار المستقبل وحلفائه في ضوء المخاوف التي عبّر عنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الجمعة الماضي، محذراً من اتهام أعضاء في الحزب بالتورّط في جريمة الاغتيال، واعتباره المحكمة ـــــ تبعاً لقرار اتهامي قد يوجه أصابع الاتهام إلى حزب الله ـــــ «مشروعاً إسرائيلياً»، ثم تفلّت ردود فعل سلبية حادة على الحزب وأمينه العام لأول مرة منذ 7 أيار 2008، على نحو أبرز تناقضاً عميقاً بين الطرفين يشقّ الطريق إلى انفجار حتمي. ورغم أن الحريري نأى بنفسه مذ ذاك ـــــ وقبل ذلك حتى ـــــ عن أي موقف مماثل لتيار المستقبل، وعن الخوض في احتمال اتهام حزب الله باغتيال والده، فإن تحفظه وصمته هذين في مسألة بالغة الدقة والحساسية يثيران مخاوف إضافية تعكس موافقته الضمنية على سياسة تياره.
في حال كهذه، لا يستطيع حزب الله، ولا سوريا بالتأكيد، تبرير تمييز الحريري نفسه كرئيس لحكومة الوحدة الوطنية عن تكتّله النيابي. بعض ردود الفعل السلبية على نصر الله لم تخلُ من التشكيك والاتهام بتقويض الاستقرار والإساءة المباشرة.
4 ـــــ جدّية المخاوف والهواجس التي تطبق على حزب الله، وتمسّكه بربط حتمي بين كشف متعاملين مع إسرائيل في قطاع الاتصالات الخلوية زوّدوا الاستخبارات الإسرائيلية قاعدة معلومات مهمة، وبين المحكمة الدولية والقرار الاتهامي. وامتلك الحزب صنفين من المعلومات في هذا النطاق: أول، أفاد بأن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي كان مطّلعاً على تحرّك المتعامل الأول في قطاع الاتصالات الخلوية شربل قزي من دون المبادرة إلى توقيفه. وثان أفاد بأن المعتقل الثاني طارق الربعة كان على صلة وثيقة بتيار المستقبل وقريباً من رئيس الحكومة، وكان يعدّ نفسه ذراعه اليمنى في قطاع الاتصالات، ناهيك بعلاقة كانت تجمعه بفرع المعلومات الذي زوّده تسهيلات وتراخيص مميّزة نظراً إلى موقعه داخل هذا الفريق، وبدا الثراء عليه على نحو مباغت. كلاهما يمثل حالة مستقلة عن الحالة الأخرى في التعامل مع إسرائيل، بيد أن القاسم المشترك بينهما هو معرفة فرع المعلومات، المباشرة أو غير المباشرة، بكل منهما، الأمر الذي حمل نصر الله على توجيه سؤاله إلى الحريري، وإلى وزير الداخلية زياد بارود، الجمعة الماضي، عن الدور الذي يضطلع به فرع المعلومات.
5 ـــــ استناداً إلى قريبين من الموقف السوري، لا تجد دمشق نفسها في معزل عن ارتدادات توجيه الاتهام إلى حزب الله الذي يصبح عندئذ ـــــ على نحو غير مباشر ـــــ اتهاماً ضمنياً لعلاقتها به كحليف استراتيجي يحظى برعايتها ويقاسمها النفوذ الإقليمي، وقد مدّته بالسلاح عبر الحدود الشرقية ودعمت مقاومته، وتضع كل تحالف لبناني داخلي معها في إطار التزام حمايته والانخراط في التحالف معه أيضاً.
في ظلّ هذه المعطيات، بطابعها السلبي، يبدو استقرار الوضع الداخلي مشدوداً إلى المحكمة الدولية بخيط رفيع، ومشرّعاً في الوقت نفسه على مزيد من التصعيد في المدى القريب تحت وطأة عوامل ثلاثة:
أوّلها، استمرار حزب الله في رفع نبرة حملته على المحكمة الدولية والتشكيك في صدقيتها ونزاهتها، إذا تيقن يوماً بعد آخر من اتهامها إياه في جريمة الاغتيال، وكذلك استمرار حملته على فرع المعلومات.
ثانيها، الحملة المضادة على الحزب، المرشحة للاستمرار ما لم يتفق الرئيس السوري ورئيس الحكومة اللبنانية على ضرورة وضع حدّ لها.
ثالثها، جهوزية حزب الله لقلب الأمر الواقع الحالي في البلاد رأساً على عقب، إذا شعر مجدّداً بأنه مهدّد فعلاً في مقاومته وسلاحه.
يعكس ذلك أيضاً المأزق الداخلي الذي جعل من المحكمة الدولية الحدث الوحيد المفتوح على مفاجآت خطيرة. في هذا النطاق أتى الحوار الطويل في خلوتي الأسد والحريري الأحد وأمس الاثنين، من أجل التوصّل إلى مخرج تترجح الصيغة الملائمة له بين موقفين رئيسيين يجد رئيس الحكومة نفسه المعني الوحيد بهما:
ـــــ ما قاله له العاهل السعودي الملك عبد الله أكثر من مرة، وهو يدعوه إلى فتح صفحة جديدة مع سوريا والانفتاح والتعاون معها ومصالحة الأسد، بالترحّم على والده الراحل.
ـــــ النصيحة التي كان الرئيس السوري قد أسداها له منذ أول لقاء بينهما، في كانون الأول الماضي، وهي ضرورة معالجة أي أزمة تنشأ بينه وبين حزب الله من خلال الحوار المباشر، في إشارة ذات دلالة إلى أن سوريا ليست المكان المناسب للتشكّي على حزب الله، ولا لممارسة أي ضغط عليه، وهي ترى أن المعبر الحقيقي إلى علاقة مميّزة معها توطئة للتحالف يكمن في حماية المقاومة.
على طرف آخر من مأزق يثير مخاوف حزب الله، فإن الحريري الذي حاذر في دمشق الخوض في موضوع المحكمة الدولية دون أن يكون متحمسّاً أو مستعجلاً إثارته في بيروت، يدرك أيضاً أن المحكمة ومن قبلها التحقيق الدولي اللذين مثّلا له ـــــ كما لقوى 14 آذار، بين 2005 و2008، إحدى ضمانات الطمأنة الدولية إلى حكم هذا الفريق، ومصادر قوته في مواجهة سوريا وقوى 8 آذار حينذاك، باتا يمثلان اليوم تهديداً حقيقياً للتسوية المؤلمة التي أرساها بعد 7 أيار 2008 مع خصومه السابقين، في مرحلة لم يعد يرغب في العودة بها إلى الوراء.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 07-24-2010, 11:06 AM بواسطة بسام الخوري.)
07-24-2010, 11:02 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #10
RE: البطريرك صفير: محكمة الحريري عليها أن تقوم بعملها.. مهما كان الثمن
لبنان: الجماعة الأهلية المسلحة إذ تحمي ردْعَهَا ونَفْسَهَا بحرب لا نهايةَ لها
الأحد, 25 يوليو 2010
من عرض للقوات الدولية في جنوب لبنان (رويترز)
وضاح شرارة *
Related Nodes:
من عرض للقوات الدولية في جنوب لبنان (رويترز)

في الذكرى الرابعة لحرب صيف 2006 «صادفت» واقعتان منفصلتان: كررت الحكومة الإسرائيلية الإعلان عن اكتمال «القبة الحديد»، أو الدرع الصاروخية المضادة للصواريخ القصيرة المدى، وقرب دخولها في الخدمة، من جهة، وتواترت الأخبار عن وشك إذاعة القرار الظني الدولي في اغتيال رفيق الحريري. فحفت بالواقعتين البارزتين وقائع كثيرة أخرى اتصلت بهما من طرق متفرقة. فـ «القبة الحديد» هي السلاح الدفاعي والواقي من السلاح الأمضى الذي انتهت إليه الحركات الأهلية المسلحة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي لبنان. وكانت حرب 2006 أول اختبار عريض وكثيف لهذا الضرب من السلاح، وللحرب التي تنجم عن إعماله ونتائجها العسكرية والسياسية الاجتماعية والجغرافية. ولعل النتيجة الأولى التي ترتبت على خوض هذه الحرب هي رسو قوة الردع التي يتمتع بها الطرف الضعيف، وهو الجماعة الأهلية المذهبية المسلحة، على الحضانة «العائلية» التي تحوطه وترضخ للكلفة البشرية والمادية العالية الناجمة عن الحضانة الميدانية المباشرة، وتحول دون تصدي الجماعات الأهلية الأخرى، مباشرة أو من طريق الدولة، للانفراد بالمبادرة الى الحرب أو تصديها لمحاسبة الجماعة المنفردة وحزبها المسلح.

وعلى هذا فشرط ردع القوة الشيعية المسلحة الجيش الإسرائيلي عن ضربها، وعزلها وإضعافها، هو توحيدها بجماعتها الأهلية الواسعة، واستئثارها بمقدرات الجماعة وبتمثيلها، والنطق بلسانها في «الجوق» الميثاقي والوطني، وتوسيع حق النقض العائد إليها وتأويله على نحو يصلب الدولة على خشبة الحق هذا. وظهور فاعلية القوة العسكرية المذهبية قبل 4 أعوام أدى الى خشية العدو هذه القوة، وتحاشي استفزازها لخوض معارك مرتجلة وغير ضرورية ضدها، من وجه. وأدى الى احتسابها مشكلة غير عارضة، وتقتضي معالجتها إجراءات وسياسات متضافرة، بعضها عسكري تقني («القبة الحديد» أو الاعتراض باللايزر على ما يفضّل اهالي سديروت، قرب غزة، وبلديتهم)، وبعضها سياسي، إقليمي ودولي، من وجه آخر.

والنتيجة المباشرة للوجه الثاني كانت التوسل الى ردع الحزب الأهلي المسلح بواسطة تعظيم كلفة الخسائر المدنية، الأهلية واللبنانية الوطنية، على رغم ما يجره على علاقات إسرائيل الدولية والإقليمية، وعلى إجماع سكانها المعنوي، من تبعات قاسية. وقبول الدولة العبرية تعزيز القوات الدولية الموقتة، وربما إقبالها على التعزيز – مع ما يجره من عودة الجيش اللبناني الى شطر من الأراضي الوطنية أخرجته منها تباعاً ومعاً القوات المشتركة الفلسطينية – اللبنانية وقوات الردع السورية و «المقاومة الإسلامية»، ومن جعل الحرب على القوة الأهلية عدواناً على الدولة الوطنية – جزء من ثمن سـياسـي يقـيد الـعمل العسكري، ويغير صفته من إجراء دفاعي وبوليسي الى حرب يحاسب صاحبها. وفي الأحوال كلها، يرفع ردع (إسرائيل) ردع (حزب الله) ثمن الحرب في حساب الطرفين، ويرتب عليهما الحفاظ على صدقية مزاعمهما. فيهول الجيش الإسرائيلي بجاهزية درعه الصاروخية المضادة للصواريخ، وهي محل تشكيك إسرائيلي حاد على ما تدل عليه دعوى أهالي سديروت. ويرد الحزب الخميني بالتلويح بأربعين ألف صاروخ من الأصناف كلها، وبحضانة لبنان كله «مقاومته».

ويبقى الشرط السياسي الأهلي، في الجهة «اللبنانية»، حاداً وثقيلاً. فلا يسع الحزب الخميني المسلح قبول ظهور قرائن على انفصال جسم الدولة اللبنانية (الضعيف)، والتزاماتها السياسية والقانونية الدولية، عن الجسم الأهلي الشيعي، والعروبي توسعاً. والقطبان الدوليان لالتزامات الدولة اللبنانية هما القوات الدولية الموقتة جنوب الليطاني والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان (وباغتيال الحريري والاغتيالات اللاحقة). وإلى اليوم، كانت القوات الدولية قطباً مستقلاً، ويتصل بأحوال الحزب الخميني المسلح، وبمسؤولياته وتبعاته المحلية، بداهة، والإقليمية والدولية على المقدار نفسه من البداهة، اتصالاً مباشراً. وكانت السياسة السورية هي الوسيط بين الحزب المسلح، في علاقته بـ «اليونيفيل»، وبين المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. فإذا اعترضت السياسة السورية قضية تاجر سلاح سوري – إسباني ترغب واشنطن في التحقيق معه، حامت الشبهات حول الوحدة الإسبانية العاملة في «اليونيفيل». ولم يقتصر حومها على الحزب المسلح المحلي.

ودامت هذه الحال ما بدا ان التحقيق الجنائي الدولي يلتمس طرقاً يؤدي معظمها الى دمشق، على وجه أو آخر. ولكن تشعب التحقيق، وإفضاء بعض شعبه الى مقاصد أخرى، ربط الحزب المسلح، وهو مقصد من هذه المقاصد، بالقطب الدولي الثاني، المحكمة الخاصة بلبنان. واضطلاع الدولة بالتزاماتها بإزاء القطبين والهيئتين – بينما الدولة العبرية تلوح بورقة ردع حاسمة (الدرع الصاروخية المضادة) تضعف ردع الجماعة الأهلية ويعلن الحزب الخميني خواءها وكذبها – يؤدي لا محالة الى توسيع الشقة بين دولة اللبنانيين وبين «دولة» الحزب الأهلي الخميني. ويدعو الدولة، جنوباً، الى القيام بتبعاتها وتبعات جيشها بإزاء القوات الدولية. وأولى التبعات السهر، بواسطة الجيش، عديداً وعتاداً، على تمكين القوات الدولية من حماية الأهالي من العدوين المتقاتلين، وتجنيبهم قتالهما على «الأرض» الأهلية، وليس في مستطاع القوات الدولية التصدي للقوات الإسرائيلية وعدوانها إذا لم تضمن انفراد القوات المسلحة اللبنانية بالسلاح على الأرض التي يشملها القرار 1701.

فعلى الدولة القيام بنقيض ما يزعمه الحزب المسلح لنفسه من دور ومهمة. وما يخشاه الحزبيون المسلحون هو قيام الجيش اللبناني حاجزاً فعلياً بينهم وبين الأهالي، وبينهم وبين القوات الدولية. وتبديد الخشية يقتضي التهويل الدائم (والحقيقي) بضعف ردع القوة الأهلية إذا تولى الجيش الوطني مهماته الأمنية و «البوليسية». وهو يقتضي ردع الحكم اللبناني، ورؤوسه وقيادة قواته المسلحة، عن حمل التزاماته على محمل الجد. وشطر راجح من ردع الحكم اللبناني تولته «الهرجات» الميدانية المسلحة و «المدنية» في الداخل. وبعضه تولته السياسة السورية من طرق كثيرة بعضها متناقض.

فإذا اتفق هذا، زمناً، مع مجاري التحقيق الدولي الجديدة، ومع نتيجتها الأولى التي قال خطيب الجماعة الخمينية المسلحة انه وأصحابه «سعداء بها جداً»: «لن يتهم أحد من الأخوة السوريين والضباط الأربعة أو حلفاء سورية في لبنان»، ونتيجتها «السيئة»: «القرار سيتجه الى عناصر غير منضبطة في حزب الله» – استأنفت الجماعة الخمينية المسلحة سيرورة تحطيم الدولة مادياً ومعنوياً، وحـملها على الرجوع في التزاماتها الداخلية (الانتخابات ونتائجها) والدولية. ومـشكـلة الحزب الخـميـني المـسلح، ومشكلة خصومه اللبنانيين، ان إنجاز التحطيم يفترض الاستيلاء على الدولة. وهذا قد لا يكون عسيراً على الوجه المادي البحت. ولكن الاستيلاء الذي يسعى فيه الحزب المذهبي، ويخدم مصلحته ومصلحة سيديه الإقليميين، يفترض بقاء الدولة الوطنية «عادية»، يقر المجتمع الدولي، وشطره الغربي في المرتبة الأولى، لها بصفة تمثيلية وسياسية مقبولة، ولا يطعن فيها نزاع أو انقلاب أهلي يخالف الصفة المعلنة. وصرفت السياسة السورية في التوفيق بين الوجهين، الاستيلائي الانقلابي والتمثيلي، جهوداً عظيمة يخاف الحزب الخميني، اليوم، ضياعها هباء، فهو «يقترح» على القوى السياسية الاستقلالية الانقلاب على نفسها، على شاكلة وليد جنبلاط الذي يضرب به الحزب المثل، وعلى الدولة. ويطلب إليها، على مثال مضرب المثل الجنبلاطي، «(الوثوق) من نفسـ(ـها) ومن زعامتـ(ـها) ومن تفهم قاعدتـ(ـها) لها». ويفترض هذا انحلال لبنان، وطناً ودولة، الى حارات وغيتوات على الأنموذجين الناجزين: الأنموذج الصناعي الشيعي والأنموذج الطبيعي الدرزي، في حضن عروبي وإيراني، وربما تركي، دافئ.

* كاتب لبناني
http://www.daralhayat.com/portalarticlendah/165878
07-26-2010, 11:10 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  لا يلام السوريون مهما فعلوا بالعرب مستقبلاً . الإبستمولوجي 24 1,797 09-14-2014, 09:19 PM
آخر رد: القرامطي
  عباس يؤكد التزام الاشهر التسعة من التفاوض مهما حصل على الارض ابن فلسطين 27 1,837 11-23-2013, 06:21 PM
آخر رد: خليل خليل
  نحن جنود سمو الملك عبد الله وسعادة الرئيس الحريري وسنحارب مع اسرائيل على نور الله 0 730 06-27-2013, 08:20 PM
آخر رد: على نور الله
  خلايا الامارات المقبوض عليها وتنشيط السياحة فيها رضا البطاوى 0 342 04-19-2013, 09:08 PM
آخر رد: رضا البطاوى
  مصر مايتخافش عليها fares 2 651 06-14-2012, 11:24 AM
آخر رد: الحوت الأبيض

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS