(04-02-2010, 09:40 PM)طريف سردست كتب: إن اي نظرية على الاطلاق لايمكن ان تبرهن على صحة مضمونها الا من خلال التجربة والتجربة وحدها، وليس البقاء في جنة القول. وإذا كانت نظرية لم تتمكن من البرهنة على صحتها على مدى 1400 سنة، فمتى ستجد الفرصة للبرهنة على هذه الصحة، والى متى علينا الانتظار نقاد تحت خيمة هذه النظرية بالذات التي ليست مسؤولة عن اي شئ؟
كيف حكمت يا صديقى ان الاسلام لم يبرهن على مدى 1400 عام على صحة نظريته. ما هو معيار الحكم لديك؟
لقد لاحظت انك تذكر على بن ابى طالب ومعاوية بن ابي سفيان وعمرو بن العاص معا ، ثم تذكر صدام حسين، ثم تذكر النخب الكهنوتية على العموم والوهابية على الخصوص ثم تذكر صغار الاتباع من الانترنتيون.
هل العناصر السابقة هى ما يجمع بينها الاسلام بصفة خاصة أم ما يجمع بينها الدين بصفة عامة.
وأين التحليل المنطقى للتاريخ ، ارى قياسك على ما حققه العالم المتحضر (حاليا) فى الشمال والغرب من تقدم تكنولوجى وتقدم فى حقوق الانسان والمواطنة وغير ذلك من مضامير الحضارة.
ولم تتذكر ان الحضارة الاسلامية كانت فى وقت مثلها مثل الشمال والغرب فى عصرنا الحالى.
قد تنظر وغيرك ينظر نفس النظرة الى ان الاسلام قام على الغزو والحرب ناسيا ان التتار أيضا قاموا على الغزو والحروب ولكن الفارق ان التتار لم يتركوا تراثا حضاريا (فكر او ثقافة او لغة او مذهب يتبع حتى يومنا هذا).
هل تفهم معنى ان تنشر لغة بين دول وشعوب تتحدث لغة اخرى، هل تفهم معنى ان تنشر دين يظل موجودا بين الناس حتى يومنا هذا وصاحب هذا الدين قد أكد لأصحابه منذ اكثر من 1400 عام أن هذا الدين سيظل حتى قيام الساعة ، أتراه كان واهماً ام مزيفاً لعقولهم وافكارهم.
كيف كان حال العرب والمسلمون فى بداية الدعوة وكيف ازالوا دولة مثل دولة الفرس، هل تتخيل قيام مجموعة من البشر بإزالة روسيا او امريكا فى غضون سنوات بسيطة، اعتقد انك تظن ان المسلمون كانوا يفتحون البلاد بالسيف وطمعا فى المال والنساء (مجموعة من قاطعى الطريق المغتصبون) ورغم هذا استمر الاسلام فى ما يقرب من 90% من البلاد التى تم فتحها واقاموا فيها حضارة ونشروا فيها اللغة والدين ، لم تفعل الحملة الفرنسية نفس الشئ فى البلاد التى استعمروها رغم انها تركت اثار ثقافية تدل عليها، ولم تفعل الولايات المتحدة نفس الشئ رغم نجاحاها النسبى فى اقناع الكثيرون بالنمط الأمريكى والحلم الامريكى.
احب ان اعرض عليك بعض الاقوال عن الاسلام من اشخاص نصفهم بالباحثين التاريخيين
يقول ول ديورانت : "تدل الأحاديث النبوية على أن النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ كان يحث على طلب العلم ويعجب به، فهو من هذه الناحية يختلف عن معظم المصلحين الدينيين"
وتقول هونكه:" لقد أوصى محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ كل مؤمن رجلاً كان أو امرأة بطلب العلم، وجعل من ذلك واجبًا دينيًا. وكان يرى في تعمق أتباعه في دراسة المخلوقات وعجائبها وسيلة للتعرف على قدرة الخالق. وكان يرى أن المعرفة تنير طريق الإيمان.. ويلفت أنظارهم إلى علوم كل الشعوب، فالعلم يخدم الدين والمعرفة من الله وترجع إليه، لذلك فمن واجبهم أن يصلوا إليها وينالوها أيًا كان مصدرها ولو نطق بالعلم كافر. وعلى النقيض تمامًا يتساءل بولس الرسول Paulus مقرًا: (ألم يصف الرب المعرفة الدنيوية بالغباوة)؟ ..."
وهي لفتة ذكية من هونكه في الفرق بين وجوب طلب العلم في تعاليم محمد~ صلى الله عليه و سلم ~، وتحريم المعرفة في تعاليم بولس ومِن خلفه الكنائس النصرانية في عصور الظلام !
تماماً كما قارنت الدكتورة هونكة في موضع آخر ، حيث قالت : "نادى النبي بالطموح إلى المعرفة والسعي إلى العثور عليها، وقد أدى ذلك إلى اندفاع العرب بأسرهم إلى المدارس يعلِّمون ويتعلمون، بينما كان الغربيون يتباهون بجهلهم للقراءة والكتابة !".
ألم تسمع عن علماء مسلمون ظهروا فى ظل حكم الاسلام فى مجالات الطب والكمياء بل والفلسفة والمنطق.
ماذا ينقص لكى نعتبر ان التجربة الاسلامية قد نجحت وأنها تختلف عن غيرها من التجارب.
سؤال أخر ، كم بلغ عدد ضحايا المسلمون على مر التاريخ مقارنة بغيرهم من اصحاب الحضارات سواء كانوا حضارات دينية او غير دينية.
لا اطالبك بان تؤمن بالله ورسوله ، ولكن ألم تفكر كيف لرجل يبدأ بدعوة منذ 1400 عام ويحاربه عشيرته ويهاجر باتباعه ورغم هذا نجد أن هناك اكثر من مليار تابع له وبلغ ملك اتباعه اكثر من ثلث الارض تقريبا.
ما معيار النجاح من وجهة نظرك.
(04-02-2010, 10:51 PM)بهجت كتب: فالنظرية التي لا يمكن تطبيقها أبدا تكون فاشلة ،و يجب أن يلقى بها بعيدا بلا تردد ولا ندم . كل النظريات المعاصرة الناجحة ليست منتجا نهائيا ، و لكنها مناهج مرنة قابلة للتعديل ، و منتهجوها العلمانيون يعرفون متى سيتحولون عنها ، عندما يظهر ما هو أقدر منها على تحقيق السعادة و النجاح و التفوق ، كل النظريات الشمولية سقطت ، بما في ذلك نظريات أكثر حداثة و تقدمية من الإسلام السياسي ، الذي يستمد مرجعيته من نموذج بدوي منعزل ظهر في جزيرة العرب منذ 1450 سنة .
كيف عرفت يا صديقى ان العلمانيون يعرفون متى سيتحولون عنها عندما يظهر ما هو أقدر منها على تحقيق السعادة والنجاح والتفوق ، هل هم يجتمعون على قلب رجل واحد ام أن الروح القدس يملؤهم ويبارك اعمالهم ويرشدهم.
هل تنكر وجود لوبى واصحاب مصالح يُسَيِّرون سياسة الدولة لمصلحتهم الشخصية ومصلحة شركاتهم ، هل قرأت جيدا عن عالم المال والاعمال فى الولايات المتحدة وهل قرأت جيدا عن الإعلام والفن أو صناعة الدواء أو صناعة السلاح أو اسلحة الدمار الشامل.
ابسط تناقض يقع فيه العلمانيون هو انهم يثقون فى عقل الانسان وينسون ان عقول الناس مختلفة تحكمها البيئة والمصلحة ، فهل سعادة دول الشمال فى ان تزدهر دول الجنوب ؟ وهل سيمنع العلمانيون حلم الامبراطورية الامريكية الذى تحقق من ان يتضخم اكثر واكثر؟
هل تعلم يا صديقى ان هناك دولة مثل الولايات المتحدة تحافظ على فارق زمنى تكنولوجى بين ما تملكه وبين ما تعطيه لدول مثل دول حلف الناتو، هل تعلم انها خرقت هذا النظام مع المجاهدين الافغان عندما سمحت بإعطائهم صواريخ مضادة للطائرات محمولة كتفاً وهذه الصواريخ لم تكن قد منحتها لأى دولة اخرى ولا حتى اسرائيل ، وكان الهدف من هذا هو اسقاط الاتحاد السوفيتى. ورغم علمانيتهم لم يقبلوا التعايش مع قوى اخرى وكانوا يسعون الى السيطرة.
اعتقد يا صديقى ان العلمانيون من رجال السياسة هم اكثر استعمالاً لفكرة ان السياسة عالم بلا اخلاق.
هل تفترض ان النظام العلمانى للدولة والذى يقوم على حرية الفرد فى إطار ضوابط قانونية وأخلاقية محددة سيلتزم بها الفرد فى سره او علنه ويسير الجميع نحو هدف واحد هو رقى الانسان ، أعتقد انه يجب ان يتم زرع شرائح إلكترونية فى عقول المواطنين ليتم توجيههم بالريموت كنترول نحو الهدف.
سأضرب مثال بسيط جدا جدا جدا عن الحرية الفردية فى المجتمعات العلمانية ، يحق للمواطن البالغ الراشد ان يغير نوعه من ذكر إلى أنثى ، هل ترضى ان يفعل هذا والدك او اخوك او اخو زوجتك او ابنك، ويزورك وتزوره وتظهر معه (أو معها) فى المناسبات العائلية والاجتماعية، أم ستحتاج الى تغيير فكر المجتمع لقبول هذا النوع من الحرية، وما العمل مع رافضى هذا النوع من الحرية ، هل يحق لهم الاعتراض أم لا يحق لهم، وفى حالة تطبيق مبدأ الاقتراع على هذا ووجود أن النسبة الغالبة من المواطنين لا يقبلون هذا ، هل ستطلب من الأقلية النزول على رغبة الأغلبية أم ستضرب برأى الأغلبية عرض الحائط من اجل الأقلية، وإن أجبرت الأقلية هل تصبح قد أخللت بمبادئ العلمانية؟
هل تريد العلمانية بكل مقوماتها ام انك تفترض وضع مرحلة انتقالية للمجتمع من دينى الى لا دينى.
وما هى اسس الحضارة التى يرى العلمانيون ان الاسلام يمنعها ؟
(04-03-2010, 03:08 AM)ابن نجد كتب: ربما انا اوافقك ان المجتمعات الاسلامية بحاجة لخلق علمانيتها الخاصة بها والا ستظل تتخبط بين اسلامها وعلمانية سواها .
أؤيدك تماما فى هذا النهج من التحديث والتجديد فى اطار الاسلام، ولكن أرجو أن لا تصدق لفظ علمانية فلا علاقة لها بالعلم ولكن لها علاقة باللادينية.
واسمح لى بسؤال، هل (1901) فى توقيعك تعنى تاريخ دخول الملك عبد العزيز للرياض.