اقتباس:يا عزيزي أنا لا أخضعهم لنفس السيناريو حيث أن العلمانية تتسع للدين كحرية شخصية بينما هؤلاء الأصوليون لا يتسعون لغيرهم اطلاقا لا سياسيا و لا في حريات شخصية. فمن هو القمعي و المتطرف و المنغلق؟
عزيزتي هالة ..
القمعي والمتطرف والمنغلق (برأيي) هو من يمنع الآخرين من ممارسة حريتهم وقناعات الفكرية ! .. دينية كانت أم علمانية ..
اقتباس:بودي معرفة تصورك للموقف المثالي من الأصوليين (و ليس النقاب) و البرئ من القمع و التطرف و الالغاء .. فربما هناك ما لم نفطن له.
رغم أني اتعجب من تحول المفاهيم الحقوقية إلى احاجي عند بعض من يصف نفسه بالمدافع عن حقوق الانسان !!!! .. ولكني سأجيبك:
لا يوجد عندي (موقف مثالي !!) .. فموقفي هو الموقف الحقوقي الديمقراطي المنسجم مع منظومة حقوق الانسان ومواثيقه الدولية والتي ترى ضرورة منح الجميع ذات القدر من الحريات دون اكراه على قناعات معينة أو اجبار على ترك اخرى .. فلا يحق للاسلامي أن يحد من حرية العلماني بحجة (الدفاع عن الحشمة والاخلاق والفضيلة ومقاومة الانحلال والاباحية والالحاد) .. كما لا يحق للعلماني الحد من حرية الاسلامي بحجة (الدفاع عن الحضارة والمدنية والتقدم ومحاربة التطرف والظلامية والاسلاموية !! والجهل) ..
اقتباس:أرفض الحجاب كما أرفض المخدرات رغم أنها هذه أكثر حرية شخصية من التخفي في المجتمع تحت شعار النقاب
عزيزي تموز ..
رفض النقاب (أو الحجاب) كفكرة شيء .. والقرار السياسي لمنع النقاب شيء آخر مختلف تماماً ..
اقتباس:أن البعض يظن خطأ أنك أفلاطوني النزعة ... مع أنك نزعت قناعك في ردك علي ...
عزيزي اسامة :
أولاً: فهمي ليس (أفلطونياً مثالياً ) وإنما هو التعبير الحقيقي عن الايمان بمنظمومة حقوق الانسان (إلا إن كان لها فهماً آخر لدى البعض !!) .. فالحرية لا تقبل الحلول الوسط .. إما أن تكون حراً وتقبل بحرية الآخر أو لا ! .. والتحدي الحقيقي لمدى ليبراليتك هو ببساطة : قبولك بحرية الآخر حتى وإن خالفت قناعاتك ! ..
ثانيا: صدقني لم افهم عن أي قناع تتحدث ؟ .. إلا إن كانت الموضوعية والاخلاص لمنظومة حقوق الانسان ورفض الاكراه على العلمانية شبهة !!! ..
اقتباس:أنت أدرى الناس يا سيدي بأن الإخوان المسلمين و من لف لفهم ليسوا الحزب الديمقراطي المسيحي في إيطاليا و ألمانيا فهم أكثر شمولية حتى من البعث و الستالينية. الأخيران على الأقل يقيمان بعض الوزن للحريات الفردية، أما حبايبك فيريدون أن يفرضوا علينا حتى تصورهم لنمط اللباس و الطعام. و أنت أدرى بأنهم و هم يتحدثون اليوم عن حرية المعتقد أول المتنكرين لها. فهم من حاول أن يمرر مشروع قانون للأحوال الشخصية أقل ما قيل فيه أنه رجعي. و قد يخرج علينا من سيطالب بحقه في جباية الجزية من أهل الكتاب، و يكفر الشيعة و الدروز و العلويين متسترا بالحرية الدينية \دينه ينص على ذلك .. أليس صحيحا؟\
الحزب الديمقراطي المسيحي في إيطاليا و ألمانيا يحترم كيان الدولة و القوانين و المجتمع المتعدد و هو لا يستطيع الخروج عن الخطوط الحمر التي يرسمها الدستور. بينما حبايبك يعتبرون أن الدولة ما دامت على غير مزاجهم فهي كافرة، و إطاعتها = الكفر، و اختلاس أموالها حلال. النقاب ليس رمز عبادة و حسب، بل يحمل إشارات و رسائل فكر معين، و تيار فقهي معروف يهدف للحصول على الحق الحصري في الاستبداد.
أولاً: لا اعرف ما معنى (حبايبك) ؟ .. هل اخلاصي لمبدأ (حقوق الانسان) بما يعني دفاعي عن حق الآخر سيجعلهم (حبايبي) من وجهة نظرك ؟! .. (يبدو أن فولتير صاحب المقولة الشهيرة "قد اختلف معك ولكني على استعداد لأن أدفع حياتي ثمنا لحقك في الكلام" كان من حبايب الاسلاميين !!)..
ثانياً: طالما أن قضية لصيقة بحرية الفرد (مثل الحق في الحجاب أو النقاب) باتت على هذه الدرجة من الخطورة بما يستتدعي منعها وحظرها بقوة القانون !! فهل لنا أن نفهم منك طبيعة الممارسة العلمانية المفترضة من جانب الدولة تجاه الآخر الاسلامي بالمجمل، وفي مسائل أعقد وأخطر من الحجاب أو النقاب: هل ينبغي على الدولة (حتى تكون علمانية) أن تغلق المساجد وتحظر الدروس الدينية وتصادر الكتب الاسلامية وتمنع كل اشكال الممارسات الدينية ؟ .. عملاً بقول الشاعر :
الخير كل الخير في هدم الجوامع والكنائس / والشر كل الشر بين العائم والقلانس !!
هل هذه هي الرسالة العلمانية الحرة التي تدعو إليها ؟ ..
اقتباس:بصدد توقيعي : أنت متابع لكل ما أكتبه هنا و تعرف ما أقصد به.
صدقني لا اعرف ماذا تقصد به ! .. وتعليقي السابق كان مجرد تسجيل تناقض بين القيمة التي يختزلها هذا التوقيع والافكار التي تعبر عنها في هذا الشريط ..
اقتباس:أخيرا، أنا أعرف عديدا من المنقبات اللاتي أسررن لي بأنهن مكرهات على لبس النقاب من قبل ذويهن. ألا يكفي هذا لحظر النقاب؟
وماذا عن المنقبات عن قناعة كاملة ؟ .. هل يؤخذن بجريرة المكرهات ؟ ..
وبذات المنطق ولكن بشكل معاكس: ماذا عن الفتيات المكرهات من ذويهن على خلع الحجاب أو النقاب ؟ هل ينبغي سن قانون لمنع ذويهن من ذلك ؟ أم بنبغي غض الطرف عن ذلك بل ومباركة هذا القمع طالما انه يدخل في باب (التنوير المدني والحضاري !!) ؟ ..
مع التحية ..