كلمة أمريكا في حد ذاتها كلمة فضفاضة فأمريكا لها العديد من الوجوه ولو حبيت تشوفها علي إنها الشيطان نفسه ممكن عايز تشوفها علي إنها ملاك ممكن برضه وأعتقد إن نظرة الإنسان لها بتعتمد عليه هو شخصيا أكثر مما تعتمد علي ماهية أمريكا نفسها

مثلا ممكن تسمع واحد بيتكلم علي مصر علي إنها شارع الهرم والشقق المفروشة وفيفي عبده وواحد تاني بيتكلم عن تاريخها وأثارها والحقيقة إن مصر خليط من الإتنين ولكن كل واحد عينه مشفتش غير الحاجة اللي هو عايز يشوفها أو زي المثل مابيقول الرجل تدب مطرح ماتحب

أمريكا بالمثل - تلاقي واحد بيتكلم عن المخدرات والإيدز ونوادي الإستربتيز وحوادث العنف وصالات القمار وتلاقي واحد تاني بيتكلم عن حرية الصحافة والجامعات والبحث العلمي وحقوق الإنسان والحقيقة إن أمريكا خليط من الإتنين

في أمريكا - الشركة ـ ودي هي العصب المحرك لأمريكا وسبب نجاحها المادي وتفوقها وأمريكا الشركة لاتعرف شئ سوي المكسب والخسارة فأمريكا الشركة ليس لها دين أو حتي قومية وشعارها دائما وأبدا ـ عملتك وأنا في خدمتك - وطبعا أمريكا الشركة متغلغلة في الحياة الأمريكية
تماما كإتحاد الناسوت واللاهوت في شخص المسيح

لو أي حد قرأ ميزانية شركة أمريكية زي بروكتور أند جامبل أو جنرال إلكترك أو بوينج سيجد أن شركة واحدة من دول ميزانيتها فوق 50 مليار وأنت طالع في حين إن دولة زي مصر مثلا بكل سكانها ميزانيتها 22 مليار دولار ولك أن تتخيل حجم النفوذ والتأثير الذي تمارسه تلك الشركات علي الدول فشئ عادي جدا مثلا إنك تلاقي واحد زي حسني مبارك يلتقي برئيس شركة أمريكية وخلافا لما يصدر في الصحف بأنه كان حوار هادف وبناء والكلام الأهبل ده بيكون الحوار بين معلم ـوهو في هذه الحالة رئيس الشركة الأمريكية ـ والواد بليه صبيه ـ وهو في هذه الحالة مبارك - ونفس الشئ يحدث داخل أمريكا نفسها وفي الإنتخابات الأخيرة كان بوش وكيري بيتنافسوا علي إرضائهم لأن رضاهم يعني تبرعات لتمويل حملتهم الإنتخابية

أمريكا ـ الشركة ـ عندما أحست بعبء الضرائب في أمريكا وإرتفاع سعر العمالة قامت بمنتهي البساطة بنقل مراكزها إلي جزر الكاريبي وبرمودا لوجود إعفاءات ضريبية هناك ولما لقت عمالة أرخص في الهند والصين نقلت مصانعها هناك وأصبح حتي كثير من المستشفيات تعتمد علي الهند في كتابة تقارير الأشعة عن طريق الإنترنت لأن دكتور الأشعة الهندي بياخد عشر مايتقاضاه الأمريكي وبالتالي تسببوا في تشريد وطرد ملايين من موظفيهم وكل ده لايهم مادام الحساب الختامي للشركة بيطلع كسبان أخر السنة

أمريكا ـالحكومة ـ ممكن إعتبارها جزء من أمريكا ـ الشركة ـ ونتيجة لتضارب مصالح الشركات نفسها فده بيخلق نوع من التوازن داخل الحكومة فمثلا ممكن تلاقي شركات السيارات بتضغط لتخفيف شروط السلامة في السيارات وشركات التأمين بتضغط لتشديد شروط السلامة وبالتالي بيكون القرار النهائي هو حل وسط بين الإتنين

أمريكا -الشعب - فده قصة لوحدها لكن من أهم مميزاته التعددية وبالذات في الشمال والمناطق الصناعية

ولنا عودة

عزيزي غرامشي ..

قد يكون كلامك صحيحآ لو أننا نناقش فرضيات وخيارات لكن الأمر ليس كذلك .. أمريكا قضت أعوامها الخمسة العشر الأخيرة على الأقل وهي تحطم بلدي .. أنا لم أقرر ذات صباح أن أعتبرها عدوآ وأذهب لمهاجمتها .. لا هي من فعل ذلك كما أن الأمر يصدق على الزملاء الذين يقلبون أوجهها لكن هذا ليس حال الفلسطيني الذي تدعم أمريكا بلا حدود العدو الذي شرده ويقتله يوميآ والتي منعت صدور عشرات من قرارات الأمم المتحدة ضده .. هذا ليس حال العراقي الذي يتعرض يوميآ للموت على يد الجنود الأمريكان .. عندما ترى شخصآ يرفع مدفعه في وجهك ويقتل البعض من حولك ثم تقول أووه علي أن أفكر بالأمر فأنا لست مؤهلآ لمعاداته فأنت إنهزامي طبعآ وأكثر من ذلك أحمق لأنه سيقتلك بينما أنت تفكر فيما عليك أن تعاديه أم لا .

وأعجبني أخيرآ ماختم به الأخ علي نور رده :

اقتباس:فى القديم  
عبد الناس الوحش المشهور فى منطقتهم معتقدين قوته و سيطرته فعبدوا الاسود و التماسيح و النمور و غيرها  
و قدموا لها القرابين  
فهل نجحت القرابين فى وقف افتراس الوحش لهم ؟؟؟
سؤال اوجهه لعبيد امريكا

العزيز نيوترال (f)

تحياتي

لما نزل ايها العزيز نعالج هذه الظاهرة وفق الرؤية الشخصية.. صديقي ان ما عنيته من هذا الموضوع يصب رأسا باطار المساءلة الفلسفية .. اي بمعنى اخر متجاوز لمفهوم الدولة باطارها وتعريفاتها، كما ومتجاوز لقوانينها ودساتيرها، وكذلك لمنطق الراهن وما يفرضه من معان محددة يغذي به العقل اليومي باطار الفعل ورد الفعل... انها ظاهرة فلسفية تستدعي الكثير من النقاش .. ففيها من يعتبر ان التاريخ انتهى عند قدميها.. وفيها من يبشر بموت هذا التاريخ .. لا بل والايديولوجيا .. وسلسلة الموت التي اطلقتها ولا زالت .. وتحكماتها غير المتناهية ... وهنا لمزيد من الاشارة فقد لمست بطرحك هذا جزءا من الحقيقة بتعبيرك انها نوع من شركة .. وهي كذلك ببعض وجوهها .. ولكن السؤال ما هي الذهنية العامة التي انبنت عليها هذا الشركة .. ما هو الرافد والاطار .. ما هو المؤسس .. ما هو المفعل والفاعل بالشعور الجمعي واللاشعور الجمعي .. ثم الا تتفق معي انها كدولة لها فرادتها العامة باعتبارها شركة؟؟ من هذا الاطار الا ترى ان قياسها تشبيها على غيرها من دول مصر كانت او غيرها ليس في محله؟ هنا السؤال ايها العزيز .. هذا مع تكريري بانك قد تفضلت بلمس جزء مما يشكل اساس الطرح والماهية المقصودة ..

بانتظار عودتك

ودمت بخير

العزيزة مريم (f)

تحياتي ..

العداء لاميركا على ما تفضلت صحيح ويتخذ عدة وجوه .. منها ما يتقوم بالندية ومنها ما دون ذلك .. وهنا احب ان اكون متجردا نوعا ما بمقاربتي لهذا الموضوع ... ولكن يا صديقتي .. لو تتفضلين بمراجعى ما قلت انفا موجه حديثي لجانبك الكريم عندما ذكرت ..ما يعني "انني لا يمكنني ان اصف ابليس بالشر .. لانه فعلا وواقعا الشر وفق المنظومات التي تتحدث عنه.. من هنا ان وصفته بهذه الصفة اكون افصل ما بين وجوده وماهيته التي هي الشر .." .. بهذا ومع تأكيدي بان العلاقة مع اميركا تتخذ احد وجهين اما العبودية او الهلاك ... الا يعني هذا برأيك ان كلامي يحمل في طياته بعد العداء لاميركا ؟؟ .. من ثم .. فاظن انني بحديثي هنا احاول تناول اميركا كظاهرة اولا من الداخل .. ومن ثم ببعدها الحربي الذي لم يوجه فقط باتجاهنا كعرب (وقد تفضل احد الزملاء في احد المداخلات قبلا بالقول بما معناه : "لو لم تدعم اميركا اسرائيل لكنت رأيت بها شيئا جيدا" (او انه تحدث بما هو قريب من هذا).. بل وجهته باتجاه كل من كان لها متمثلا كآخر بمواجهة ذاتها ... الا يكفي هذا برأيك لكونها عدوا ؟؟ ولكن اعيد التأكيد .. لست بصدد اثبات عداوتها هنا .. اذ اظنه من البداهة بمكان ..

دمت بخير

اقتباس:فعلاقتها مع الشرق او اوروبا او غير ذلك من بلدان .. ان كانت في زمن ما غير متوترة او لا تنال اولوية من قبلها .. فذلك لا يعني بالضرورة التغير في صلب ذاتها المؤسسة .. انما هو ذهاب باطار ما معين فرضته شروط الزمان والمكان والصراع الاجتماعي والتاريخي .. من هنا ان اردنا استجلاء الطبيعة المؤسسة لعلاقتها التحالفية مع اسرائيل .. لخرج معنا نتيجة قريبة من كون حلفها هذا انما هو التئام للذات بالذات .. ولو تأخر ذلك الالتئام على ما تفضلت .. فهو لاسباب موضوعية لا ذاتية حتمتها طبيعة الصراع التاريخي لا اكثر ..

نعم أوافقك الرأي على ما تفضلت به يا صديقي غرامشي(f)

مع محبتي(f)

العزيز كحيلان (f)

لك شكري واحترامي

الدولة الحقيقية الحية تنشأ بفكرة أساسية تصلح لربط الحياة ومعالجاتها بها، بما يشكل تناسقا مجتمعيا دافعا للنهضة.
وحين تصل النهضة إلى ذروتها، تبرز بشكل نظام يشرف على بقاء النهضة ويضمن عدم نكستها، وينقلها إلى غيرها من البشر.
فتبرز الدولة الحية ككيان تنفيذي لفكرة مشروع النهضة، وهي تعبر عما يعتقده المجتمع القائمة هي فيه بشكل طبيعي دون إكراه أو إلزام.
وتقوى هذه الدولة بقوة فكرتها وتنمو بنموها وتنتكس بانتكاستها، دونما نظر إلى القوة الغسكرية أو الاقتصادية التي تتبع غالبا هذه الفكرة.
والفكرة الأساس هي محور حضارة الدولة والمجتمع، فبها تتعين وجهة النظر عن الحياة والعلاقات القائمة بين البشر.
حينما تنهار الفكرة الأساس بسبب عدم ملاءمتها للحياة أو مخالفتها للواقع أو لطبيعة الإنسان، أو لفشلها في التحدي الحضاري، حينما تنهار الفكرة الأساس لكل ما تقدم أو لغيره، تنهار بذلك الدولة القائمة عليها. وقد تنهار مؤسسات المجتمع ليس لزوما.
نضرب مثلا الاتحاد السوفيتي، فلم يسقط الاتحاد السوفيتي وهو في خضم أزمة اقتصادية أو عسكرية. بل انهار الاتحاد السوفيتي في اللحظة التي برز للعيان فشل فكرته الأساس في تقديم معالجات جديدة لمشاكل الحياة، اضف إلى مخالفة هذه الأفكار لطبيعة الإنسان وللواقع المحسوس. حينذاك سقطت الدولة العظيمة وهي في عز مجدها، وفي عظيم سلطانها، كل ذلك حصل عشية الوفاق الثنائي بين خرتشوف وكيندي. إلا أننا ما دلنا على انهيار الدولة غير دابة الأرض.

أمريكا دولة قامت ابتداء على الأساس الرأسمالي الديمقراطي العالماني، مع نكهة برجماتية. واستمر نمو أمريكا بقدر ما تنمو فكرتها.
وقد تصور الكثير أن أمريكا لن تصمد أمام التحدي الفكري الذي مثله المعسكر الشرقي والشيوعية، إلا أنها بالعكس صمدت وخرجت منه دون ترقيع كبير في ذات الفكرة، وزادها ذلك النصر قوة بإثبات كفاءتها في معالجة مشاكل الحياة.
لن تنهار أمريكا قضاء وقدرا، ولن تنهار بسهولة يحلم بها الكثيرون.
إلا أن سهولة الحياة المترافقة مع النصر، مصحوبة برغد العيش والكسل الإنساني الطبيعي، كل ما سبق سيجعل الدولة تتأخر شيئا فشيئا في معالجة المشاكل الغير مهمة، لتفسح المجال أمام مشاكل أخرى ليس أهمها تأبطها للعالم.
وهذه المشاكل حين اجتماعها قد تخلق أزمة ثقة بين المجتمع والدولة، بما قد يحرض المجتمع للبحث عن بديل من أو من غير المنظومة الفكرية المؤسسة لأمريكا.
إن نجح المجتمع في استخراج الحلول والمعالجات من ذات الفكرة، تستمر أمريكا، وإلا فإننا سنشهد ولادة حضارة جديدة من رحم القديمة تتنكر لها وتعاديها وتبغضها كما بغضت فرنسا الجمهورية الملكية.
هذا المشروع يحتاج إلى مفكرين من طراز غير عادي، مبدعين أو عباقرة ليلاحقوا التغيرات المتسارعة في عالم تتأبطه أمريكا. وبصراحة لا أستطيع أن أتذكر أسماء مفكرين أمريكيين مميزين في النصف الثاني من القرن العشرين.
الاحتمال الآخر هو بروز فكرة أو أفكار جديدة تباين المنظومة الأمريكية في نظرتها للحياة، وتسعى للحلول محلها. وهذا الاحتمال وإن كان ممكنا، إلا أنه ليس متوقعا حصوله في المنظور القريب!

كتبت هذا الكلام على عجالة، وفي ظني أنه يحتاج لتنقيح لغوي وفكري، فاعذرونا، لكن ضاق الوقت بنا، أو ضقنا به ذرعا!

[QUOTE]اما بالنسبة للحرب .. فمن المتعارف عليه ان الفلاسفة قد اختلفوا اجمالا في تحديد ماهيتها .. فهي عند بعضهم نزاع للاضداد .. وعند البعض الاخر مرض مدني .. وعند اخرين فضيلة ... الخ ... الا ان ظاهرة الحرب المتمثلة باميركا .. او المتمثلة بها اميركا فلها نوع من الاختلاف .. فحربها منذ تأسست الى اليوم كانت مرتبطة بسلب مفهوم الاقليمية للساكن الاصلي من ذاكرته والخضوع لوجودها المتمثل بتفوق الانسان الاوروبي .. وما بعده الاميركي ...

أحببت أن أشير إلى أن المشروع الإسرائيلي في فلسطين ليس بعيدا عما لون بالأحمر وعليه سنفهم أن الاستيطان والمستوطنات لا تحمل معنى سلبيا في المفهوم الأمريكي وهو ما أوجد أرضية مشتركة بين أمريكا وإسرائيل مما جعل فكرة تبني إسرائيل من قبل أمريكا متوافقة مع هذه النظرة ومغذية لها..

تحياتي وتقديري للعزيز طارح الموضوع

والتحية للجميع(f)

وتغلب البداهة والبساطة الطبيعية دائما ...

اقتباس:
--------------------------------------------------------------------------------
فى القديم
عبد الناس الوحش المشهور فى منطقتهم معتقدين قوته و سيطرته فعبدوا الاسود و التماسيح و النمور و غيرها
و قدموا لها القرابين
فهل نجحت القرابين فى وقف افتراس الوحش لهم ؟؟؟
سؤال اوجهه لعبيد امريكا
--------------------------------------------------------------------------------

شكرا أيها العزيز علي نور
تحياتي للجميع

العزيز خالد (f)

تحياتي

كلامك الاول جميل جدا ولا غبار عليه اجمالا، ولكنه يتخذ ببعض وجوهه شكل المقاربة والقياس لمفهوم الدولة ككل.. مع اسقاطه اجمالا على اميركا .. بهذا فلا ارى من باٍ ان افرق مجددا بين اميركا كجهاز دولة، وبين اميركا التي اعني.. والتي عبرت عنها بالتجسيد لماهية الحرب ..

لنبدأ ايها العزيز بما كان اولا .. اي بالبدء .. اميركا بدئيتها تمثلت اساسا بالاقصاء والحرب - على ما ذكرت في مداخلة سابقة- وكانت الروح الاوروبية تنظر الى اميركا الوليد نظرة حبور .. اذ شكلت اميركا لاوروبا حينها التجسيد العملي للانفلاش الاوروبي .. وبداية الطريق لاوربة العالم .. ولا تتعجب يا صديقي ان قلت لك ان فلاسفة كبار من امثال هيغل نفسه قد نظر الى ولادة اميركا على اعتبارها - بما معناها - نتيجة طبيعية لحالة تماس الانسان الاوروبي بالساكن الاصلي، او بمعنى اخر .. انه رأى قعل الاقصاء الذي اصاب ملايين من الهنود الحمر وترجم قتلا وتشريدا بحقهم يراه هيغل ببساطة شديدة .. احداث روحية تاريخية .. مشرعنا بذلك عملية الابادة هذه .. كما ومشرعنا حق الوصاية للاميركي الذي يراه استمرار وامتداد للانسان الاوروبي "المتفوق" عنصرا .. الشاهد .. ان اوروبا صفقت كثيرا لولادة اميركا .. فتشكلت اميركا على ما تعلم من بدئها بالاقصاء .. كانت لصيقة للاقصاء .. مؤسسة بالاقصاء .. متبلورة اساسا بالاقصاء .. وطبعا بحالة من الرضا العام من قبل رافدها الاوروبي .. فهي كانت حينها التشكيل المتحقق للحلم .. ثم وبعد هذا حالة البدئية الاقصائية هذه تمحورت في ذات الوليد ليعق مصدره .. فتحول الحلم باوربة العالم .. الى خوف رهيب مضمر من الامركة التي مثلتها الدولة الوليدة بازاء وطنها .. ولكن السؤال الذي يطرح ... هل من فرادة في ذات اميركا يفرقها عن غيرها من الدول .. ام لا فرادة مطلقا؟؟؟ الجواب ببساطة .. انه لو نظرنا مجددا الى الاقصائية الاميركية بحق الهنود .. هل كانت فعلا وواقعا كما هي هي .. يعني هل اقتصرت على كونها اقصاء للهنود ام كانت شيئا اخر ؟؟ اقول .. كانت اضافة الى هذا شيئا اخر .. ومختلف كليا عن ظواهر الاقصاء والحرب والقتل التي مرت بالتاريخ .. فمن جهة اولى ان نظرنا الى كافة الدول والامبراطوريات التي اجرت فتوحات واقصت اناس عن بلادهم .. هل كانت كاميركا؟؟ الجواب ايضا لا .. لماذا؟؟ لاسباب عديدة ببساطة .. منها ، ان هذه الدول حينما قامت بفتوحاتها الخاصة كانت بأوج ذروتها الحضارية اجمالا .. او على الاقل على شفير انفجار قدراتها العامة الكامنة .. وهذا بالطبع لم يكن عند اميركا .. فاميركا ولدت مسخا .. مسخا يفتح البلدان بدون اي مخزون حضاري سابق .. لا بل وبدون قدرات كامنة تاريخية حضارية على شفير الانفجار .. ثم وان قست تاريخيا حالة الاقصاء التي جرت على يد اميركا بمقابل السكان الاصليين .. بما جرى على يد غيرها في فتح الامم .. لن تجد امة كان لها هذا المستوى من الاقصاء .. الا في العهود الضاربة جدا في القدم .. ربما في حقبة ما قبل التدوين .. بهذا ايها العزيز .. ففرادة اميركا الاولى هي في بدئية الاقصاء .. ثم ارتدت هذه البدئية لها نفسها .. اذ زوعت بذاتها اقصاء حتى للوطن .. فوطنها الاساس هو اوروبا .. واذا ارتبطت بوطن ما فهي اذن تابعة .. وهي ترنو ببساطة الى الاستقلالية .. وعليه كان اهلاكها للهنود واقصائها لهم .. بذرة اولى لاقصاء حتى العنصر الاوروبي الزارع لها والمؤسس لها .. قال في ما سبق العزيز نيوترال انها اقرب الى الشركة .. صحيح انه كلام سليم .. فالشركة لا وطن لها ..الا مصالحها .. بهذا فقياسها الذي تفضلت به على بقية الدول قد لا يكون بمحله .. اما موضوع نهضة اميركا - ان صح تعبيرا- فهو لم ينم وفقا للشروط الطبيعية للنماء .. بل كان اصلا مسخا .. تحول بمرور الزمان الى وحش بلا مكان .. اذ ان عداء اميركا اليوم قد تجاوز المكان ..

ربما يكون في الكلام بقية ... ولكن اؤجله ان كنت ستتفضل برد ..

دمت بخير