اقتباس:ماشى سوف احلق ذقنى يا علمانى ... لكن توقف انت عن ان تخرج للشارع شاهرا سيفك على الناس كمن تابط شرا بدون اهداف واضحة
ليس هناك أكثر مني وضوحاً يا دكتور ... وهذه "العطفة" التي تبشر بها فتح هي بالضبط ما أتبناه من نهج منذ دهر طويل؛ أعني دولة علمانية ديمقراطية حرة مستقلة مؤسساتية قائمة على الإخاء والمساواة في القانون وأمام القانون واحترام حقوق الإنسان حسب المعاهدات والمواثيق الدولية وعلى رأسها "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان".
ترى، هل تكون "فتح المستقبل" بهذا الوضوح وهذه الجرأة في الطرح؟ أم سوف تعود إلى "الغمغمة والبلكمة" التي كانت ضرورية في مرحلة ما قبل أن تجرعنا الغصص بعدها؟
يعني يا دكتور، عندما تتبنى أنت مثل هذا النهج الذي وصلت إلى ضرورته "فتح" اليوم، تكون و"حركة التحرير الوطني الفلسطيني" وصلتم إلى ما أنا عليه منذ دهر ، وخلفي آلاف المداخلات والمواضيع تشهد على صحة ما أقول ...
اقتباس:انا مع حق اسماعيل احمد بالمطلق ان ينافسنى ديمقراطيا وبكل حرية ... وسوف اهزمه بطريقة ديمقراطية وبدون سفك اى قطرة دم
"إسماعيل أحمد"(الموقف وليس الشخص طبعاً) ليس معك في هذا... وهو لا يريد تبني اللعبة الديمقراطية إلا في سبيل اغتيالها.
"إسماعيل" يجعجع بالديمقراطية بدون طحن ... وأي نظرة إلى "مشروعه" تتيح لك التيقن من هذا ..
أدخل يا رعاك "أسامة بن لادن"(الذي رحت تسبح باسمه بعد 11 سبتمبر) إلى موقع "اسماعيل وجماعته" فماذا سوف تبصر على الباب ؟
سوف تبصر جملة عدمية تقول: "الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا" (الرابط في آخر المداخلة)...
هم "اسماعيل" إذاً - وهو هم "حماس"- "الله"، وقدوته "القرن السابع الميلادي"، ودستوره "نصوص مقدسة" يفسرها رجال دين، وسبيله "نفي الآخر" عن طريق الجهاد (الأكبر) أما أسمى أمانيه فهو "الموت" في ما يحسبه هو حسب نصوصه التي يقدسها هو في سبيل إلهه هو ...
أين نحن الآن في هذا الشعار من "علمانيتك"؟ أليست هذه قروسطية؟ أليس هذا نفياً لك ولي ولجميع من يؤمن بفلسطين مستقلة حرة حديثة؟ أي ديمقراطية تستطيع أن تأخذها مع شعار كهذا؟
"بتعرف، بلاش نكتفي بالشعار" وتعال كي نذهب أبعد إلى "المشروع السياسي" الذي أعدته الجماعة لسوريا (حمى ربي سوريا من هذه المشاريع) فماذا سوف تجد عنده؟ سوف تجد التالي في "الدولة الحديثة" التي يريدها:
((تعتمد(الدولة) الإسلام في أصوله العامة، أساساً وطنياً عاماً، فهو عقيدة وشريعة للمسلم الملتزم، كما هو هوية حضارية عامة لغيره)).
فهل هذا يناسبك أم يناسب توجهك العلماني؟
على أية حال، إن لم يكن يناسبك فاقرأ معي يا رعاك الشيخ أحمد ياسين (الذي تعتبره قديساً) هذه العبارة في هذا المشروع "التحفة" للدولة الحديثة:
(( دين الدولة الإسلام، وهو المصدر الأساس والمرجعية العليا للتشريع، والشعب هو مصدر السلطات))(الرابط تحت).
هل أشرح لك ماذا يعني "دين الدولة الإسلام"؟ وهل أقول لك بأن انتماء الدولة إلى دين يضيق مساحة الحرية الدينية إلى أقصى حدودها ويقضي على "المساواة" التي نبتغيها قضاء مبرماً؟
هل أقول لك كيف أن رجل الدين الإسلامي يصبح مع هذا البند الذي يمس "أساس الدولة" كلهافوق الدولة وفوق القانون وفوق الدستور وفوق الناس حتى ؟
إذا لم تكن هذه "ثيوقراطية" فما هي الثيوقراطية؟ وما هي قيمة جيمع هذه البهرجة الفارغة والعبارات المخملية الحديثة التي تزين بها الجماعة ثياب مشروعها إذا كان الأساس معوجاً متداعياً؟ هل نرضى "بالمقبلات كافيار وعلى العشا رجل حمار"؟
لهذا يا سندي أهاجم "إسماعيل أحمد" (المشروع وليش الشخص كمان مرة). أهاجمه هو وغلمان الشيخ المرحوم لأنه لا بيت مع أساس رملي كهذا.
النخل لا ينبت في الجبال يا دكتور، والصوف لا يزرع على شاطيء البحر، وأنت بهذه "الغمغمة والازدواجية" التي تتعامل معها مع "اسماعيل" لن تصل معه إلى حل إلا على جثتك (بعيد الشر).
مشكلتك مع "حماس" و"الجهاد" وهؤلاء الراجعين إلى الخلف جميعهم أنه لا حل معهم بالاكتفاء ببعض ما يعلنوه في ثنايا مشروعهم من نوايا حسنة ومظاهر ديمقراطية. مشكلتك ومشكلتي هي أنني أريد أساساً واضحاً غير مخادع وغير مخاتل يتبنى الحريات والمساواة منهجاً ودستوراً بدون أي نص مقدس فوقها. فعندما يتحدث "اسماعيل" عن الدولة الحديثة والدستور والقانون والمساواة والمؤسسات ألف صفحة ثم يضع لي في الأول أو الآخر أو الوسط بأن "دين الدولة الإسلام" فهو لم يفعل إلا فعل العنزة البيضاء التي "تلبط" سطل الحليب بعدما تملأه.
بعد كل هذا .. ما هي وظيفتي ؟
وظيفتي هي أن أطالب بإزالة هذا النص قبل أي تعاقد مع "اسماعيل"، فلماذا أوافق على نص مقدس للآخرين يسحلون ربي به في الشارع؟
نريد أن نتعاقد؟ حسناً، فليكن تعاقداً على قدر من المساواة بين الأطراف. فأنا لا أطلب من اسماعيل أن تكون الدولة بوذية أو مسيحية أو ملحدة، فلماذا يطالبني بأن أقبل بدين طائفته كشعار لدولة من المفروض أنها تساويني به؟ أم أنها لا تساويني؟
وخذلك ورده .. هلكتني :)
(f)
واسلم لي
العلماني
http://www.jimsyr.com/
http://www.jimsyr.com/04malaffat_nasharat/...tm#_Toc91177444